رواية اكتفيت منك عشقا الجزء الثالث الفصل السادس والعشرين 26 بقلم فاطمة محمد
اكتفيتُ منكَ عشقًا.
(الجزء الثالث).
بقلمي فاطمة محمد.
الفصل الأخير:
2
*******
+
اندفعت "سامية" تجاه إياس وتقى واللهفة تظهر بوضوح على محياها تستفسر منهم عما حدث:
-ها يا إياس طمني، البيبي بخير..
+
رمق إياس والدته ثم نظر للجميع الذين إلتفوا حولهم..مجيبًا بإيماءة بسيطة من رأسه:
-الحمدلله تقى والبنت بخير.
+
سعد الجميع بذلك الخبر مباركين لهم بينما صدح صوت مروان بعدما استرق نظرة تجاه علياء مردد بمرح:
-الله بنت..والله ما في أحلى من البنات يارب كلنا نخلف بنات..
11
علق بسام على كلماته متمتم بنبرة ذات معزي وصلت للجميع:
-آه ما أحنا عارفين انك بتعز البنات أوي..بس تعزهم حاجة وتربيهم حاجة تانية..أنت ذات نفسك عايز تتربى..
16
اغتاظ مروان من سخريته منه أمام الجميع وصاح:
-لا يا شيخ فكرك يعني هيصعب عليا..طب يارب يارب يارب نجيب بنات عشان تشوفوا الفرق بين تربيتي لبناتي وتربيتكم انتم يا شوية عرر..
17
كاد سليم أن يعلق هو الآخر ويدخل معه في جدالًا لن ينتهي لولا صوت رحمة الذي دوى مصوبة حديثها تجاه تقى:
-اما انا عملتلك شوية محشي على الكانون انما ايه عنب..وشويتلك فراخ على الفحم يستاهلوا بوقك أنتِ وبنوتك القمر...
6
سخر مروان منها وقال بأسلوب ساخط:
-لا يا شيخة عملتيه لوحدك أنتِ صح..ده انا بأيديا دول اللي قطعت البصل..والغلابة دول هو اللي ضبطولك الحطب والنار اللي سوتيه عليها..
+
ردت روفان عليه محركة كتفيها مرددة:
-وايه يعني ما احنا اللي قعدنا حشينا المحشي..مش كدة يا لولو..
+
-كدة يا رورو...
+
تجعد وجه مروان اشمئزازًا من ألقابهم تلك متمتم:
-لولو..و رورو اسامي كلاب دي خلي بالكم...
6
-ما تخرس بقى يا واد أنت محدش مالي عينك ولا إيه..
+
قال صابر كلماته المحذرة لمروان..ثم نظر لابنته خديجة ونطق بهدوء:
-خديحة يلا عشان نأكل..ونلحق نجهز قبل ما نروح نطلب مريم..
+
اماءت له خديجة بينما قالت رحمة وهي تنظر لمروان:
-يلا شاطر ورينا جمال خطوتك وافرش برة في الجنينه..
+
علق سليم بصوت عالي رافضًا تلك الفكرة:
-لا بقى مش هأكل في الجنينة انا ...
+
أيده مروان متمتم:
-ولا أنا يا السفرة يا بلاش..
+
رفضت كلا من روفان ورحمة وعلياء وقالوا بذات الوقت معترضين:
-واحنا عايزين الجنينة...
1
هنا وجاء صوت صابر مؤيدًا الفتيات:
-وانا كمان عايز اكل في الهواء الطلق..انتوا بقى مش عايزين عنكم ما كلتوا يلا يا بنات...هدخل اوضتي واول ما تحضروا نادوني..
6
انتهى مغادرًا..فقامت رحمة بأخراج لسانها لـ مروان راغبة في أشعاله مرددة بسخرية:
-كبسة..ومتبقاش تاكل بقى..
+
انتهت متحركة رفقة علياء و روفان بينما كان أيهم يشتعل مما تفعله..فـ حدق مروان بأعين نارية...
لم ينتبه مروان إلى نظرات الآخر وقال بهمس:
-واد يا سليم محدش يمشي كلامه علينا احنا ناكل هنا وهما برة..اه..مش على اخر الزمن شوية بنات يمشوا كلامهم علينا..
8
*********
+
-تسلم إيدكم يا بنات المحشي فظيع انا حاسس اني هبقى قد الفيل ومش هعرف ادخل من الباب بعد كدة..
+
هتف مروان كلماته وهو يجلس رفقة العائلة بأكملها يتناولون الغداء سويًا...
28
أجابت رحمة عليه بعدما ابتلعت ما بجوفها:
-الف هنا وشفا على قلوبكم..
+
انتهت منتشلة إحدى الدجاجات المشوية القابعة أمامها وقامت بتقسيمها ثم وضعت جزء كبير منها أمام تقى مرددة:
-كلي حلو انتي محتاجة غذا..
1
ابتسمت روفان وعلياء على ما تفعله..فنظرت لهم وعلقت:
-بتضحكي على ايه يختي انتي وهى كلوا انتوا كمان بدل ما انتوا مسلوعين كدة...
1
علت ضحكة مروان الرجولية..موافقًا على ما تفوهت به رحمة:
-معاكي حق والله..انا حاسس ان رحمة هت
+
كاد يكمل فقاطعته بتهكم:
-لا هنا بقى واستوب عشان حساك هتغلط..وانا مش قادرة اتخانق استنى بعد المحشي وبعديها نتخانق...
3
********
+
حل المساء وذهب كلا من صابر وخديجة وبسام و رحمة وأيهم وهناء وعبد الرحمن إلى منزل إبراهيم..
الذي تحادث مع شقيقته قبل مجيئهم يتأكد من موافقتها الذي كان يتقن منها لكنه أراد أن يسمعها بأذنيه..
وكما توقع فقد رحبت بتلك الزيجة..وتوافق على الزواج بـ بسام..لكن بعد إنتهاء امتحاناتها لهذا الترم.
والآن يجلس الجميع وينشغل إبراهيم بالحديث مع صابر وعبدالرحمن..
أما بسام فكان منشغلًا بالتفكير بها..مشتاقًا لتلك اللحظة التي ستخرج بها من غرفتها ويراها..ويشبع عيناه من طلتها السالبة لوجدانه..
على الطرف الآخر..يجلس أيهم منزعجًا من غيابها واختفائها داخل حجرة شقيقتها ومكوثها بالداخل كل ذلك..
أراد اخراج زفرة عنيفة مستمعًا لاتفاق إبراهيم وصابر النهائي:
-يبقى اتفقنا يا بني والفرح بعد امتحانات الترم بتاعة مريم ما تخلص..
5
هنا وصاح بسام معترضًا مردد:
-لا كتير...كتير اووي..
7
رمقه صابر بتحذير فكبت بسام غضبه مستمعًا لصابر الذي قال نافيًا ما تفوه به:
-ولا كتير ولا حاجة..تلت شهور مش حاجة وهيعدوا هوا...يلا بقى نادوا العروسة عشان نقرأ الفاتحة ونشوف تحب تنزل امتى تجيب الشبكة..
+
Queen
Sponsored by LORD
أغلي منتج هديه لما تشتري
Read More
ثوانِ وكانت تأتي بفستان بسيط محتشم للغاية..وحجابها يخفي خصلاتها..وبجوارها تلك التي شغلت بال الآخر ولم يزيح عينه عنها..
التقطت رحمة تلك النظرة بعيناه ولم تدري مغزاها أو سببها..
فقط تدرك أنه غاضب..للغاية !!
4
*********
+
جالت عين الرجل الذي تخطى الخمسون عامًا بمنزله بحثًا عن ابنته "أميرة" مرددًا اسمها علها تستجب له فقد وصل للتو من سفره..
لكن دون جدوى..فتأفف بنفاذ صبر..مخمنًا تواجدها بحجرتها فـ سيارتها بالخارج مما يدل على تواجدها بالمنزل..
إذًا لما لا تستجيب لندائه !!!
ترى هل لا يصل صوته إليها أم ماذا؟
لم يبالي كثيرًا وسار بأرهاق تجاه حجرتها..كي تعلم بمجيئه..
وصل أمام باب الغرفة ورفع يده وطرق عليه..لكن حدث ما حدث عند مناداته لها..
لم تستجيب لطرقه أو تأذن له..
لم يصله صوتها..أو أي شيء..
تسلله القلق..وبدأت المخاوف تسيطر عليه..
زاد من قوة طرقه ولسانه يردد اسمها..
-اميرة أنتِ كويسة ؟!!!
+
أيضًا لم تجيبه، نفذ صبره فقام بفتح الباب..وكاد يخطي للداخل لكن تسمر جسده عند رؤيته لجسدها يفترش الأرض..و قسماتها شاحبة باهته...وبجوارها بعض من (الحقن) التي قامت بحقنها في جسدها حديثًا و تلك المادة المخدرة التي ادمنتها وكانت تستنشقها ظننًا منها بأنها ستحقق لها السعادة التي لم تجدها مع والدها الذي كان يهملها..بل لم تكن تراه إلا قليلًا..فقط يمدها بالنقود متوهمًا بأنها مصدر السعادة والراحة لها..
لا يعلم بأنها كانت تحتاج إليه وليس لنقوده التي لم تفيدها بشيء...
فقط قادتها نحو هاوية الموت عند شرائها لتلك السموم...
لمعت حدقتاه بالدموع الغزيره واقترب منها بخوف ملتقطًا جسدها بين يديه والذعر لا يفارقه متمنيًا أن تكن بخير...ولا يحدث لها شيء..
لم يدع نفسه لافكاره السوداء وخوفه من فقدانها بل حملها بين ذراعيه محاولًا استجماع شتاته والخروج من المنزل والذهاب لإحدى المستشفيات القريبه عله ينقذها ويلحق بها..
12
********
+
بعد مضي بعض الوقت كان يجلس على المقعد القابع أمام الغرفة التي يفحصها بها الطبيب..ودموعه تسيل على وجنتيه كالأمطار..
فهي عائلته بأجمعها..كان يعمل من أجلها ولها..
لم يكن يريد حرمانها من شيء...منشغلًا في جمع النقود..مهملًا إياها..متناسيًا التقرب منها...كي يعوض غياب والدتها التي فارقت الحياة وهي تنجبها..
خرج الطبيب من الغرفة بقسمات تدل على الأسف والأسى..
+
نهض الرجل عن المقعد وعيناه تشع لهفة متأملًا أن تخرج من فمه كلمات تبثه الطمأنينة..
لكن لا تأتي الرياح كما تشتهي السفن..
وخارت قواه عندما أخبره الطبيب:
-أنا آسف جدًا مقدرناش نعمل حاجة بنت حضرتك جاية فاقدة الحياة..اثر جرعة مخدرات زيادة..
16
*********
+
يجلس عاصم رفقة يوسف وآسر في حجرة المكتب العائدة لـ آسر يستجمع شتاته بعدما قرر اخبارهم برغبته بالزواج من حنين...
بلل حلقه الجاف وقال بقوة حاسمًا أمره راغبًا في تواجدها جواره:
-أنا بطلب منكم أيد حنين..وهبقى مبسوط جدا لو وافقتوا...
2
تبادل أسر و يوسف النظرات ولحظات وكان يعلن يوسف موافقته مطلقًا ضحكة فرحة مبهجة جعلت عاصم يتنهد براحة..مخبرًا اياه بتحدثهم لها كي يعلموا قرارها فلن يجبروها مجددًا على الزواج..وعليهم أخذ موافقتها...
ليدرك عاصم بأنهم لم يعارضوا والآن عليه انتظار قرارها.
1
*********
+
-يعني إيه عايز تطلقني يا محمود !!!
مش مكفيك أنك اتجوزت عليا..مش مكفيك أنك عايش معاها هنا قدامي..بتحب فيها قدامي..بنتها هنا قدامي...أنت إيه يا اخي جبلة مبتحسش...
8
نطقت كوثر أحرف كلماتها بألم وقلب يكاد يتمزق مما ينوي فعله بها وطلاقه لها بعد كل تلك السنوات..
وكأنه لا يكفيه ما فعله بها ؟؟
+
رد محمود بأنفعال جلي متهمًا إياها بالأنانية وحب النفوذ والنقود:
-انا برضو اللي مبحسش وبعدين متمثليش وحياة عيالك يا شيخة عشان مش لايق عليكي دور الزوجة المصدومة انا عارف كويس إيه اللي فارق معاكي.
+
-أنت ولا عارف اي حاجة..وبعدين ايه يعني لما اكون بحب الفلوس ايه المشكلة ما كل البني آدمين بيحبوها..محدش بيكره الفلوس...اقولك على حاجة يا محمود..أنا حقيقي ندمانة...ندمانة على كل لحظة ضيعتها معاك..مكنتش فاكرة انك لما هتوصل للعُمر ده هتعمل فيا كدة...كأن طلاقك ليا بعد كل السنين دي شيء عادي...طب ليه مقولتليش من زمان ها..مقولتليش ليه عشان اشوف نفسي انا كمان..بدل ما أنا طلعت خسرانه..وضيعت سنيني مع واحد زيك..
10
صمتت مشيرة على ذاتها بأعين زائغة تائهة تتجنب النظر لعيناه مرددة بتساؤل:
-انا كمان عايزة واحد يحبني بجد..يتقبلني بعيوبي وبكل اللي انتوا شايفينه فيا..بس حتى الفرصة دي ضيعتها مني...أنا بكرهك يا محمود..واقولك انا اللي مش عايزة افضل على زمتك..واشبع بالحلوة اللي خليتك خرفت على كبر...
4
كبت ضيقه واشاح عيناه بعيدًا عنها فلم يكن يظن بأنه سيستمع لهذا الكم من التأنيب وما يسبب له الألم..فقد ظن أنها سترفض وستظل وتصر على تمسكها بزواجهم..لكنها لم تفعل!!!
ويبدو من نبرتها أنها تئن ألمًا..من رغبته بطلاقها...
12
ازدردت كوثر ريقها وقالت بحسم واعتزاز محاولة الحفاظ على ما تبقى من كرامة قد قام ببعثرتها:
-ودلوقتي طلقني..يلا..
4
طالعها بنظرات غير مصدقة وظل على وضعه هذا حتى أخرجته وهى تنظر بعيناه مرددة بتصميم:
-هتفضل متنح كتير طلقني مش عايزة ابقى على زمتك يلا...واه قبل ما تطلقني متفتكرش اني هسيب البيت..هنا بيتي انا وبيت عيالي واللي مش عجبه يشرب من البحر...
10
تعمدت كلماتها الأخيرة قاصده إياه..فأخذ محمود نفسًا عميقًا قبل أن ينطق لسانه وينفذ ما تريده..
17
*********
+
صك أيهم على أسنانه مردد بأندفاع بعدما انفرد بها بحجرتهم لا يتقبل مزاحها مع مروان متمتم من بين أسنانه وأعين تميل للأحمرار:
-خدي هنا بقى وقوليلي هو انا مش مالي عينك ولا إيه..من بدري وانا ساكت على هزارك مع مروان...بس انهاردة زودتيها اوي أنتِ عارفة لو الموضوع ده اتكرر تاني هعمل معاكي إيه؟
8
ظهر التهكم على ملامحها واضعة يديها أعلى خصرها مرددة بسخرية لاذعة:
-ما تلطشني قلمين احسن مينفعش كدة، وبعدين عملتلك ايه أنا لكل ده ها؟؟
+
زمجر بها بخشونة فلا يغيب عن عقله ضحكاتها ومزاحها ومشاكستها معه:
-هزارك هزار بايخ ودمه تقيل مع واحد دمه اتقل وانتوا الاتنين مش عاملين احترام ليا أنا وعلياء..وهاتك يا قلة ادب ومرقعة كل شوية..ايه شيفاني إيه عشان تعملي كدة...
3
عضت على شفتيها بعصبية ثم عقبت بهدوء ما...
-أنا معملتش حاجة..وهزاري ليه حدود معاه وعيب اوي لما تكلم عني وعنه كدة..
+
-لا يا شيخة وبدافعي عنه كمان !!!
بقولك إيه أنا جوزك وكلامي هو اللي هيمشي فاهمة ولا لا..
2
قال الأخيرة بأعين محذرة..مشيرًا بسبابته..
ناظرت سبابته ثم رفعت وجهها وتقابلت عيناهم بنظرة طويلة...
نظرة رأت خلالها غيرته الواضحة..وربما بداية عشق حاولت تكذيبه..وعدم السير خلف حدسها...
هدأ روعه خلال تلك النظرة ولم يحرك حدقتاه عنها...بل شعر برغبته بالتقرب منها..واكتشافها..
إخراج تلك الأنثى القابعة بداخلها..
اهتزت عيناها وشعرت بضعف عندما تحولت حدقتاه من تلك الحانقة لأخرى لم تستطع تحديدها..فقط تدرك بأنها اربكتها..
+
تذبذب عقلها وأرادت الفرار من أمامه والأحتماء بدورة المياة فخفقاتها على وشك فضحها...
لكنه لم يسمح لها..وانصاع خلف قلبه جاذبًا إياها داخل أحضانه...نازعًا حجابها عن رأسها ببطء زاد من رجفتها...
حاولت إيقافه ومنعه لكنه لم يتوقف واسترسل مستجيبًا لقلبه..
مسحت عيناه على عيناها الضيقة...أنفها المتوسط..و وجنتيها المنتفخة...وشفتاها الوردية...
هنا ولم ينتظر وانحنى ملثمًا ثغرها بلوع...مشددًا من التمسك بخصرها كي يمنع هروبها..لكنها لم تفعل..بل رحبت بأقترابه.. وكانها قد فقدت عقلها وبات قلبها هو المتحكم بها..
3
**********
+
لمعت عين روفان ببريق من نوع غريب... قاطعة المسافة التي تفصل بينهم واقفة أمام الخزانة تعيق تبديل ملابسه..وابتسامة واسعة تكشف عن أسنانها تحتل وجهها..
+
دهش "سليم" من وقوفها ذلك ومنعه من أخذ ملابس له..ومن تلك البسمة التي تشق ثغرها..
+
بادلها بسمتها متحدث بعبث ويداه تعرف طريقها لوجهها وخصلاتها الناعمة:
-في إيه واقفة كدة ليه، عايز اغير هدومي.
+
التقطت يداه وقامت بتقبيلها بنهم وعيناها لا تفارق عيناه..
تأججت مشاعره من فعلتها البسيطة وملامسة شفتيها لبشرته..
وبدون تردد ترك عاطفته تقوده وانحنى ملثمًا أعلى جبينها مغمضًا جفونه...
طالت قبلته...وتمسكت هى به..تشجع ذاتها على التفوه والإعلان عن تلك المفاجأة.
+
ابتعد عنها وقبل أن يفعل شيء جديد يطيح بها وبحصونها كانت تردد بحب وترقب لرد فعله على هذا الخبر:
-سليم.
+
رد بهمس وجوى مسندًا جبينه على جبينها محاصرًا وجهها بين كفيه الكبير:
-عيونه.
+
بللت شفتيها ثم قالت دون مقدمات:
-أنا حامل يا سليم.
+
تيبس جسده..وتوقف عقله..فقط ظلت كلماتها تتردد على مسامعه..
ابتعد عنها يطالعها بعدم تصديق... وبعفوية شديدة انخفض بصره تجاه جوفها..مبتلعًا ريقه..وصدمته تتبدل سريعًا لسعادة كبيرة..
فقلبه يكاد يرفرف من الفرحة..
وأخيرًا سيرزق بجزء منها..ومنه..
أغمض عيناه عند تلك النقطة متمنيًا أن تكن فتاة تماثلها ولا تختلف عنها بشيء..
بالله لم يسعد أو يذق السعادة إلا على يديها.
هي الوحيدة القادرة على فعلها.
+
خرج صوته متقطعًا ومسد على جوفها بحنو شديد ليس له مثيل وعيناه تلمع بالدموع..
-أنتِ حامل بجد..
+
أومأت له تؤكد كل حرف قد نطقت به قبل ثوانِ واناملها تتسلل لوجهه تزيح دموعه التي تحررت من مقلتيه وهبطت على وجنتيه..
-أيوة يا سليم..حامل..جبت انهاردة اختبار حمل من الصيدلية وعملته وطلع إيجابي..هيبقى عندنا بيبي يا سليم...
+
ابتلع ريقه وقام بجذبها برفق داخل أحضانه يداه تربت على ظهرها متحدث بنبرته الباكية:
-انا لية مقابلتكيش من زمان.. وجودك كان هيفرق معايا...كان هيفرق في حاجات كتير اوي...انا بحبك اووي ومبسوط اووووي..
1
عقبت دون الخروج من أحضانه بل كانت تبادله إياه بعشق:
-ده قدرنا يمكن لو كنا اتقابلنا قبل كدة مكناش حبينا بعض..ومكنتش حبتني للدرجة دي..
+
قالت الأخيرة وهي تخرج من أحضانه متابعة بصدق:
-سليم أنت حبك ليا و مساندتك ليا و وقوفك جنبي هونوا عليا كتير أوي..حبك كفاني وساعدني اني اتخطى أسوء وقت في حياتي..انا اكتفيت بيك..ومن عشقك اللي أنا مستهلهوش...حبك كفاني ومبقتش عايزة غيره...والبيبي أي كان ولد او بنت ده اللي هيكمل سعادتنا..أنت احلى حاجة حصلتلي..
13
انتهت من إلقاء تلك الكلمات الساحرة والتي كانت مثل الدواء لداء عشقه وهيامه بها ضاممًا إياها من جديد مقبلًا كل انش بوجهها وما أن انتهى حتى دفن وجهه في عنقها يحمد الله عز وجل عليها...
+
**********
+
أذنت مهرة للطارق بالدخول..وسريعًا ما برقت عيناها صدمة من تواجد صابر أمام أعتاب الباب..
2
فارقت الفراش سريعًا واقتربت منه مرددة بتوتر:
-اتفضل يا جدو..
+
ابتسم لها صابر واستجاب والجًا مطبقًا الباب خلفه..متقدمًا من الفراش جالسًا على طرفه..
رامقًا إياها فلا تزال واقفة أمامه..فحرك يداه وربت جواره على الفراش يحثها على الاقتراب والجلوس جواره:
-تعالِ يا مهرة اقعدي جمبي عايز اتكلم معاكي..
+
توترت وجلست جواره بالفعل..فـ أخذ صابر نفسًا عميقًا داخل صدره ثم نطق:
-في عريس ع
+
هبت سريعًا واقفة كمن صعقتها الكهرباء ما أن تناهى لها حديثه لتدرك على الفور رغبته في زواجها..او جلبه (عريسًا) لها..متلفظة بتوتر ملحوظ مقاطعة حديثه:
-لا لا لا عريس ايه انا مش عايزة اتجوز دلوقتي خالص..
9
كبت بسمته على فعلتها ورغب بالتلاعب معها والمزاح قليلًا..
نهض من جلسته وتحرك نحو الباب متصنعًا ذهابه متمتم بخبث:
-طيب اللي تشوفيه..هبلغ بقى إياس يلغي ميعاد إبراهيم و
6
كررت حروف اسمه بعدم تصديق واندفعت نحوه توقفه قائلة بأستفسار واعين متسعة ودقات عالية:
-أنت قولت إبراهيم صح يا جدو..
1
ابتسم صابر بسمة جانبية ورفع يده ضاربًا وجهها بخفة متمتم بلهو:
-لا قولت محمد مين إبراهيم ده يا بت؟!!
2
-لا حضرتك قولت هتبلغ إياس وهو يكلم إبراهيم صح..
+
تأملها قليلًا ثم اماء برأسه يؤكد كلماتها..
-صح..تعالِ يا مهرة عشان نكلم جد..
+
انتهى مشيرًا تجاه الفراش وذهبا إليه من جديد وجلست جواره تستمع لحديثه:
-دلوقتي أنتِ عارفة مستوى إبراهيم المادي مش كدة..
+
هزت رأسها بتأكيد..فـ تابع صابر:
-طيب دلوقتي رحمة ومريم بنات يعني في النهاية أيهم وبسام هما اللي هيصرفوا عليهم لأن طبيعي الزوجة بتعيش فمستوى جوزها وعلى قد ظروفه، معنى كدة انك
1
كاد يكمل لولا مقاطعتها له مسترسلة بدلًا عنه كي يدرك بأنها تعلم ما سيترتب على اختيارها:
-اني هعيش على قد جوزي..لو ده اللي حضرتك هتقوله فـ انا موافقة يا جدو..موافقة اعيش معاه على الحلوة والمرة..
أنت متعرفش إبراهيم عمل معايا إيه..
+
وبحركة جريئة وتلقائية منها قصت له ما فعله متمتمة:
-ابراهيم رغم أنه عارف أني بحبه رفض اننا نتكلم..قالي متخونيش ثقة اهلك فيكي...رفض يحصل اي كلام بينا لحد ما يتقدم ويكون نفسه..إبراهيم جدع اوي يا جدو..وانا متأكدة اني هبقى مبسوطة معاه...
5
كبح صابر إعجابه بما فعله وقال بحسم:
-هسألك لآخر مرة أنتِ موافقة تعيشي في مستواه..لانه اكيد مش هيعرف يجبلك كل اللي نفسك فيه لانه هيكون بيبني نفسه..ومحتاج لكل قرش..
+
-موافقة يا جدو والله العظيم موافقة..
2
تنهد صابر وقال بهدوء:
-توكلنا على الله انا هخلي إياس يكلمه ويقوله اني موافق يتقدملك..
+
**********
+
بعد منتصف الليل..
برقت عين "مروان" صدمة مما يراه أمامه..فقد تناهى له صوت الموسيقى الصاخبة ونهض كي يرى مصدره...والذي لم يكن سوى غرفته..
ومن الصادم أنه قد رأى مريم جالسة على طرف الفراش تضرب بأناملها على الدربوكة (طبلة) تحث وتشجع صغيراته على الرقص...
وليتها اكتفت بذلك بل كانت تشجع علياء على مشاركتهم..و وصل الأمر بها إلى دفعها وجبرها مشاركتهم...مرددة بصياح وبسمة واسعة تكاد تغلق جفونها..
-ايوة... أيوة..هزي يا بت منك ليها..يلا يا علياء...طلعوا مواهبكم والمدفونة يلا...
31
تخطى مروان صدمته وتقدم منهم منتشلًا ابنتاه من ملابسهم متمتم بصوت مكتوم ومن بين أسنانه وهو يقوم بهزهم:
-نهاركم مش فايت انتم واللي خلفتكم...
+
هنا وصاحت به مريم بأمتعاض متوقفة عن الضرب على الدربوكة:
-جرا ايه يا مروان ما تسيبهم..دول طلعوا قرود..
ده أنت المفروض ت
+
كادت تكمل لولا مقاطعة مروان لها قائلًا بشراسة:
-المفروض بسام يطلقك..بتعلمي بناتي الرقص..أنتِ هبلة يا بت..وأنتِ يختي مبسوطة بيهم وبترقصي معاهم..طب ما امسكلكم انا الطبلة احسن...ولا افتحلكم كبارية..
4
انتهى رافعًا قدمية اليسري ينوى خلع حذائه والأنفجار بهم..فقام الجميع بالركض من الغرفة...مستمعين لكلمات علياء:
-اجروا يا عيال ده شكله اتجنن...
+
فارقوا الحجرة ولم يبقى سواه..فخرج يلحق بهم وهو يصرخ بهم:
-انا اللي اتجننت...ولا انتوا لا بقولكم إيه ده انا مروان و
+
قاطعته تلك المياه التي تناثرت على ملابسه واجبرته على بلع باقي حروفه بجوفه واغماض عينه كي يتفادى تلك المياه ولا تلامس عيناه..
رفع كف يداه ومسح آثارها عن وجهه مطلقًا لفظًا بذيئًا بسره...فاتحًا جفونه..فرأى ابنه سليم أمامه وتحمل بين يداها (مسدس مائي) قامت بأفراغ محتواه عليه مرددة بطفولة بحتة:
-متزعقش يا مروان عيب...هقول لـ بابا عليك.
17
انحنى مروان لمستواها متناسيًا أمر مريم وعلياء وبناته مجيبًا على حديثها بسخرية وهزل:
-ايه ده ايه ده استني أما اخاف من ابوكي واكش و ركبي تخبط في بعض..وبعدين ابوكي مين يا حتة بتاعة أنتِ..ده ابوكي ده كان بيترعش مني وركبه دي كانت بتخبط في بعضها لما بيقف قدامي..
9
لكزته الصغيرة بقبضتها الضعيفة متمتمة بحنق طفولي:
-متقولش على بابي كدة..عيب يا مروان..
+
هنا وقام مروان بالرد عليها بتهكم:
-مسكالي في عيب يا مروان عيب يا مروان..وأنتِ مش عيب لما تقوليلي مروان حاف...
+
ابتسمت له بسماجة وقالت ساخرة:
-لا عيب..المرة الجاية هبقى هقولها مع حتة جبنة رومي...
10
أحمر وجهه غضبًا وباتت هيئته مخيفة..تدب الرعب في قلب من أمامه..فأبتلعت الصغيرة لعابها وسرعان ما انطلقت من أمامه ...
+
كاد مروان يتحرك لكن سرعان ما تسمر مكانه وهو يرى ابنه أيهم تخرج أمامه وهى تحمل مسدسًا حقيقيًا لا يدري من أين حصلت عليه؟!!
وكيف جاءت به..
28
ازدرد لعابه وقال بنبرة مهتزة بعض الشيء:
-كخ يا ماما كدة..سيبي السلاح ده..جبتيه منين...
+
أجابته وهى تلوح بالسلاح بين يداها بعدم مبالاه ساخرة منه وهي تقترب:
-من عمو بتاع السلاح..في ايه بقى يا ميرو سمعاك عمال تزعق وتجري ورا دي وتشخط في دي..محدش مالي عينك يعني ولا إيه...
21
حاول مروان أخذ السلاح من يدها فأبتعدت وهي لا تزال تلوح به وتشهره في وجه دون فهم أو وعي، فقال مروان بترجي:
-يا بنتي بقى سيبي السلاح يا بنت الهبلة..
+
قال الأخيرة محاولًا انتشاله منها وبدون عمد خرجت طلقة نارية استقرت بجسده...
وجعلته يرتمي أرضًا وهو يتمتم قبل أن يفارق الحياة:
-حسبي الله ونعمة الوكيل طول عمري بحب البنات وبعد ما شوفتكم كرهتهم..روحي منك لله ضيعتي شبابي...وطفيتي شمعتي.
22
هب مروان من نومته مفزوعًا يديه تتلمس جسده وتسير عليها يتأكد بأنه مازال على قيد الحياة ولم يفارق الحياة مثلما شاهد بحلمه..
توقف عقله عند تلك النقطة مصححًا له بل إنه لم يكن حلمًا بل كابوسًا...
13
ازدرد ريقة و وقعت عيناه على علياء الممددة جواره و واضح عليها نومها العميق..
فقام بهزها متذكرًا ما رآه ومشاركتها الرقص مع بناته اللاتي لم يأتوا إلى الحياة بعد.
+
استيقظت علياء منزعجة من ايقاظه لها مهمهمة بكلمات ليست مفهومة لكنها كانت متبرمة ومعترضة...
+
قطب مروان حاجبيه مغمغم بصوت عالي:
-قومي يا ماما..قومي يختي..هتعمليلى فيها نايمة ما كنتِ لسة بترقصي وبتهزي أنتِ وبناتك ومريم بطبلكم على الطبلة وبنت سليم غرقتني ماية وبنت ايهم قتلتني روحي يا شيخة منكم لله..
8
طالعته علياء بأعين ناعسة لا تفقه شيء معقبة بسخط:
-أنت بتقول إيه !!!
+
أغمض عيناه واستغفر ربه بخفوت محاولًا تهدأه روعه وكأنه أدرك للتو بأنه قد بالغ برد فعله وأن ما رآه كان كابوسًا ليس إلا !
+
زفر بصوت مسموع ورفع يديه مربتًا على كتفيها مردد بصوت هادئ:
-مبقولش نامي يا علياء..نامي..بس ادعي أن العيلة تجيب ولاد..مالهم الولاد..قمر والله..
12
انتهى مفترشًا بجسده الفراش عائدًا للنوم من جديد تاركًا إياها تضرب كفًا بالآخر وهى تظنه قد أصيب بالجنون..
+
*********
+
اليوم التالي.
+
-يا عم بقولك حلمت أن بناتي بيرقصوا ومريم اخت رحمة اللي نفسها تبقى رقاصة بطبلهم..وبنت سليم المفترية بترشني بمسدس ماية..وبنتك يا أيهم قتلتني..طبعا ما هى بنت رحمة لازم تبقى بلطجية..هتطلع لمين يعني دي امها رحمة وخالتها مريم..دي اقل حاجة..
9
ردد مروان كلماته وهو يضرب على قدميه بحسرة أثناء جلوسه رفقة أيهم في حجرة الصالون يقص عليه ذلك الحلم الذي رآه...
انتظر أن يعلق ايهم ويقول أي شيء لكنه لم يفعل..وعيناه تحدق بشيء ما خلف مروان..رافعًا حاجبيه بأسف على مروان الذي لن يصلح لشيء بعد قليل..
+
ابتلع مروان ريقه وخمن وجود أحدهم من خلفه:
-هو الجو ماله كتم مرة واحدة كدة ليه..هو في حد واقف ورايا ؟!!
1
ضم أيهم شفتاه بأسف بينما اغمض مروان عيناه وقال مخمنًا مرة ثانية:
-مين.. سليم مش كدة...
+
اماء له أيهم ثم تلاها نفيه..
+
عقد مروان حاجبيه وقال:
-وحياة امك هو ايه اللي اه لا..
1
انحنى سليم على أذن مروان وقال بهمس مخيف:
-انا فعلا واقف وراك بس مش لوحدي..اخوك بسام كمان اهو وسمعك..
27
التفت مروان ببطء شديد يرمق سليم الذي اعتدل وأخيه..الذي كان يجز على أسنانه ويضم قبضته بقوة يكاد يعتصرهم..
وكأنه على وشك افتراسه.
+
نطق مروان محاولًا التوضيح لهم:
-اخويا حبيبي سمعتني وانا بشكر في مريم..اه والله اصل الرقص ده فن...
9
هنا ولم يتحمل بسام وكان على وشك الأمساك به والقانه درسًا على حماقته وسذاجته بفضح مريم واخبار الجميع برغبتها بأن تصبح راقصة..لكنه لحق ذاته وفر بخطوات سريعة..خوفًا وذعرًا من بطش أخيه الذي صاح بصوت جهوري:
-خد يالا هنا يالا..
1
لكن لا حياة لمن تنادي وظل يحاول الامساك به حتى مل مما يحدث وتوعد له..
+
أما سليم وبعد دقائق أجمع العائلة و وقف أمامهم وروفان بجواره يطوق خصرها بعشق يليح بعيناه..
متمتم ببهجة:
-عندي ليكم مفاجأة وخبر هيخليكم تفرحوا زيي بضبط..
+
ابتسمت خديجة وقالت وهي تهز رأسها استفسارًا:
-خير يا حبايبي؟
+
أخذ سليم نفسًا عميقًا ثم قال:
-روفان حامل..
+
تهللت أسارير خديجة ونهضت مندفعة ضاممه ابنتها لاحضانها..تهنئها والفرحة لا تسعها..
وما أن انتهت وإخرجتها حتى استقبلها صابر هو الآخر وعيناه تلمع بالدموع مردد:
-الف مبروك يا ولاد..انا فرحان اوي ربنا يطول في عمري واشوفهم وهما بيتنططوا حوليا وبيقولولي يا جدو..
+
هنا وصاح مروان مندفعًا متذكرًا حلمه:
-اه وماله..بس يبقوا ولاد بقى..بنات لا..اه..
6
التفت له صابر وقال ساخرًا:
-هي طماطم بتنقي فيها..شوية يارب بنات وشوية بنات لا..كل اللي يجيبه ربنا كويس يا حمار..
3
اما كوثر التي كانت تتجاهل محمود تمامًا بعد ما حدث بينهم أمس اقتربت من روفان ولأول مرة تبتسم لها وتضمها مباركة لها ولابنها...
مما صدم الجميع وجعلهم يتساءلون كيف تتبدل الأحوال بين ليلة وضحاها بسبب الأطفال القادمون..
4
أما أيهم اقتطف نظرة محبة حنونه تجاه رحمة الخجولة مما حدث بينهم وتحول زواجهم إلى حقيقة...
مال على أذنيها وهمس لها بعبث:
-عقبالنا يارب.
10
********
+
ولج صابر رفقة بسام غرفة المكتب بعدما أشار له برأسه وأخبره رغبته بالحديث معه..
+
تأفف بسام و دخل معه على مضض راغبًا بالذهاب كي يقابل مريم التي ستنتقي شبكتها اليوم..
-خير يا جدو..وبسرعة احياة عيالك عشان منتاخرش على مريم..ماما ورحمة جاهزين..
3
التوى فم صابر وتحدث عاقدًا ساعديه أمام صدره:
-اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكش من فترة كدة..مكنتش بتفارقني يا واد وكنت مبتحبش سليم ع
+
قاطعة بسام معترضًا على حديثه:
-لا لو سمحت بس متقولش مبحبش سليم..انا اصلا مينفعش محبوش سليم ابن عمي..وطول عمري بحبه..اه منكرش اني كنت بحب انكشه وارخم عليه وكنت بغير عشان عارف انك بتحبه.
بس برضو ده مش سبب اني اكرهه..
6
ابتسم صابر سعيدًا باعترافة ذلك ثم تابع:
-قولي يا بسام..ايه اللي غيرك كدة..الحب..ولا خوفك على سليم..ولما حسيت انك هتفقده؟
+
قطب بسام حاجبيه وتحولت نبرته لاخرى هادئة جادة لأقصى حد:
-انا متغيرتش يا جدي..الفرق الوحيد اللي حصل في حياتي أني لقيت البني آدمه اللي قلبي دق لها..وسليم انا مبقتش احب اضايقه زي الاول عشان ساعة ما روفان ضربته قلبي وقع في رجليا..كنت خايف اخسره وعرفت ساعتها أن مفيش حاجة مستاهلة أني مبينش حبي ناحيته..سليم..وأيهم..إياس..آدم كلهم أخواتي مش مروان بس...
33
عند انتهائه تحرك صابر وباغته باحتضانه وضمه إلى صدره مربتًا على ظهره متمتم بحب:
-وانا بحبكم كلكم..حتى مروان الأهبل بحبه..كلكم عندي واحد..يمكن يبان اني بحب سليم اكتر واحد بس ده عشان أنا كنت عايزه يعقل عن كدة لانه عنيد..واخطر حاجة العند..لانه ممكن يوصل البني آدم أنه يعند في الغلط ويمشي فيه..بس الحمدلله ربنا هداه..وهداك..
5
*********
+
مرت الثلاثة أشهر تقدم خلالهم إبراهيم لـ مهرة ورغم اعتراض كوثر عليه إلا أنها رضخت بالنهاية.
بعدما أصر صابر وتمسك بهذا القرار ودعمه محمود ومهرة وإياس وتقى التي تبدلت كليًا..
وتقربت إلى الله أكثر فـ أكثر.
كذلك تم الانفصال بشكل رسمي بين كوثر ومحمود وباتت الأجواء هادئه بينهم متجاهلة إياه كأنه سرابًا...
أما حنين فقد وافقت على عاصم وتمت خطبتهم والآن يستعدان لزفافهم الذي سيقام بعد شهرًا واحدًا...
واليوم هو اليوم الموعود وهو زفاف بسام ومريم.
الذي أعلن المأذون للتو انتهاء عقد قرأنكم داعيًا لهم.
نهض بسام من مكانه ودنا منها يساعدها على النهوض مقبلًا أعلى جبينها هامسًا لها جوار أذنيها دون أن ينتبه له أحد:
-بحبك.
10
زحفت الحمرة إلى وجهها وتهربت من عيناه التي توحي بالكثير والكثير...
جاذبًا إياها إلى ساحة الرقص فتسلطت الأضواء عليهم واندمجا كليًا بعدما جذبها لاحضانه...وبات يستنشق عطرها متناسيًا الجميع..
+
بينما جلست ملك جوار عدي على ذات الطاولة الكبيرة التي يجلس عليها كلا من رحمة وأيهم وسليم وروفان..كذلك علياء..ومروان..
غير منتبهين لـ رحمة الشاردة بذلك الموقف الذي حدث صباحًا بينها وبين أيهم قبل استعدادها الذهاب إلى شقيقتها كي تبقى بجوارها ومعها بذلك اليوم المميز...
+
"عودة بالذاكرة"
+
تتحرك بخفة تلملم اغراضها بتلك الحقيبة التي ستأخذها معها..بينما يجلس هو على الفراش يتابع حركتها بسكون تام..فقط يحب أن يراها ويتابع كل حركة وايماءة تصدر منها..
وما أن انتهت من لملمة اغراضها حتى وقفت أمام المرآة ترتدي شبكتها الذي أحضرها لها قبل الزواج..
فانتبه أيهم لما تفعله وتذكر انه لم يراها حتى الآن ترتدي ذلك السلسال الذهبي الذي انتقاه لها..
نهض من مكانه حتى وقف خلفها فغمزت له بعيناها اليسرى تستفسر عن سبب وقوفه..
-مالك بتبصلي كدة ليه؟!
+
-أنتِ مبتلبسيش ليه السلسلة اللي نقتهالك...
+
ابتلعت ريقها وتفادت النظر بعيناه مخبرة اياه بكذب فلم يستطع لسانها اخباره بانها تنتظره أن يفعلها هو أولًا:
-مش حبة البسه
+
-ليه مش عجبك !!
+
نفت سريعًا تلك الأفكار من رأسه ملتفته له:
-لا أبدا بس..
+
-مفيش بس انا عايزك تلبسيه عايز أشوفه عليكي..هو فين..
+
تحركت قليلًا واخرجته..وقفت أمام المرآة وهي على وشك ارتدائه واحلامها بأنه من يضعه لها تتبخر..
+
لكنه لحق بأناملها قبل أن تفعلها..والتقط السلسال من يديها تحت صدمتها..
وكأنه قد قرأ افكارها وعلم ما يراودها..
3
ابتلعت لعابها عندما اقترب بجسده منها ولمست اناملة عنقها من الخلف..وباتت انفاسه تلفح رقبتها مما جعلها ترتجف وتزوغ عيناها محاولة لمام شتات مشاعرها المبعثرة..
+
انتهى أيهم من وضعه لها..فحمدت الله على انتهاءه..وكادت تجر أقدامها وتهرب لكنه تمسك بها..لا يسمح لها بالتحرك خطوة واحدة وانحنى طابعًا قبلة على عنقها من الخلف..
+
تفاقم توترها..وتبعثرت أكثر..كاد يضع الثانية فأدركت أنها لن تتحمل وستذوب بين يداه..فجمعت قواها وابتعدت عنه مرددة كلمات سريعة اوضحت مدى خجلها وتوترها:
-كدة هتاخر على مريم..و روفان وعلياء ومهرة مستنين تحت..اشوفك بليل..
"عودة"
1
فاقت لذاتها وأرادت النظر إلى عيناه التى تعشقها..وليتها لم تفعل..فقد التقطت عيناها تلك النظرة السريعة الذي استرقها تجاه ملك دون عمد منه...
5
مما جعل الغيرة تتكاظم بداخلها ويدور بذهنها أفكار سوداء جعلتها تظن بأنه مازال يهيم عشقًا بـ ملك.
5
**********
+
سرحت مهرة الجالسة جوار تقى بـ ابراهيم الذي يجلس جوار إياس ويتسامر معه..
لكزتها تقى التي تشعر ببعض الآلآلم بجوفها مرددة:
-يا بنتي عيب بقى جدك هيجي يلطشك بالقلم هو واخوكي..
3
تنهدت مهرة بحرارة قائلة بخفوت:
-بحبه يا تقى..يارب الشقة اللي خدها يجهزها بسرعة ونجوز بقى..
+
-بأذن الله يجهزها بسرعة ونفرح بيكي ونشيل ولادكم كمان..
+
رددت ورائها بحب:
-يارب...
+
*********
+
يختلس آدم النظرات من حين لآخر تجاه ميرنا وليلى..التي حتى الآن لا تتحدث معه..وهو يحرص تمامًا على عدم مضايقتها متجنبًا التحدث مع ميرنا..
+
وكل ذلك لا يغيب عن ليلى..التي استشعرت نظراته..ولم تستطع كبح حزنها وتعاطفها تجاهه..واستأذنت من ابنتها وزوجها وقادتها قدمها نحو طاولته..
دهش آدم بالبداية من قدومها بل وجلوسها جواره..
+
ابتلع ريقه ولم تتحدث كثيرًا فقط مدت يديها له وقالت ببسمة:
-تسمحلي اقولك أني كنت رخمة معاك اوي بس كمان متنكرش انك السبب في طريقتي معاك.. ودلوقتي انا عايزة نبدأ مع بعض صفحة جديدة..ايه رأيك..
+
نظر آدم ليديها الممدودة واعترته الصدمة كليًا لكنه سيطر عليها وبادلها سلامها بلهفة متمتم:
-اكيد طبعا..وانا آسف جدا بجد آسف...
11
********
+
التفت سليم برأسه يبحث عن أخيه الذي اختفى عن أنظاره فوجده يجلس رفقة زوجه أبيه..فتنهد براحة وانتظر أن تغادر ولكن العجيب هو تبادلهم الاحاديث والسلام عقبه نهوضه معها وذهابه إلى طاولتهم الخاصة رفقة أبيه وابنتها...
+
كذلك انحنى مروان على أذن علياء المنشغلة بالحديث مع روفان بعدما شعر حاجته لدخول دورة المياة وقال:
-لولو هدخل الحمام وجاي...
+
اماءت له فنهض على الفور و ولج المنزل قاصدًا المرحاض..وما أن انتهى وخرج من الباب حتى وجد إحدى الفتيات التي كان على علاقة بها مسبقًا ومن الحاضرات لحفل الزفاف ترتدي ملابس فاضحة تقترب منه مستغلة خلو المنزل هامسة..
-وحشتني يا ميرو..
+
انتفض مروان من لمستها وعاد للوراء مردد:
-وحشتك عقربه يا بعيدة..بتعملي ايه هنا يا بت..
7
-هكون بعمل ايه يعني بحضر فرح اخوك يا خاين..بقى هو ده اللي مبتحبش الجواز..طب بذمتك مش انا احلى من مراتك...
4
رد بصراحة فظة صدمتها:
-وربنا ما حصل..بقولك ايه ابعدي عني عشان م
+
قاطعته مقتربا منه اكثر ويديها تسير على وجهه مرددة:
-عشان إيه ها..وبعدين لو انا موحشتكش فـ أنت وحشتني موووت..
+
ازدرد ريقه ودفعها بعنف مردد:
-يا بت اتهدي الله يهدك..اقولك روحي كلي جاتوه يلا..
+
-لا مش عايزة عاملة دايت..
+
تأفف مروان بضجر..وبحركة مباغتة وقحة منها اقتربت منه محتضنة إياه..
+
فما كان منه سوى دفعها بقوة متشنجًا مما تفعله معنفًا إياها متحدثًا من بين أسنانه:
-يا بنتي بقى أنا مش ناقص قرف..
+
انتهى مغادرًا المنزل عائدًا لطاولته فلم يجد زوجته..قطب حاجبيه دهشة وسأل روفان فأخبرته بعدم معرفتها...
+
********
+
بعد دقائق داخل حجرتهم..
+
تصرخ...مستغلة تلك الأغاني التي تصدح بالأرجاء سانحة لها بإخراج شحنة غضبها منتشلة ما تقع عيناه عليه وتقم بتسديدها نحوه...
"مروان" ذلك المصعوق الذي ترك حفل الزفاف ولحق بها كي يبحث عنها ويدرك سبب غيابها عن الحفل..
وليته لم يفعل..
فها هى على استعداد تام لقتله بعدما رأت تلك الفتاة الوقحة تتودد إليه وتتغزل به بكل صراحة..فلم ترد تخريب حفل الزفاف واتجهت لغرفتها متوعدة له...
+
-ما تهدي يا بنت المجنونة هتجيبي أجلي..وهتسيحي دمي...
+
قالها وهو يتفادى إحدى أغراضها المتطايرة بالهواء بفضلها..
علقت وهي لا تتوقف بل جاء الدور على اغراضة ملتقطة زجاجة عطره تقذفه بها بقوة جامحة...
-اهو احسن ما دمي يتحرق يا عديم النظر والدم يا خاين..
5
جحظت عين مروان وتحرك سريعًا بخفة ينقذ زجاجته من التهشم...
ثم صاح بعدم فهم وأنفعال طفيف:
-ما تفهميني يا بنتي في ايه بدل ما أنا مش فاهم حاجة كدة..
+
التهمت المسافة بينهم هاجمة عليه:
-مش فاهم..طبعا ما أنت متعود تعاكس في دي..وتحضن دي..وتبوس في دي...
+
احتقن وجهه بالدماء..مستنكرًا كلماتها..فمنذ أن وقع في عشقها وهو لم يحدث سواها أو يتغزل بغيرها..فقد ملئت عيناه..ولا يتواجد بقلبه غيرها...
-بتخرفي تقولي إيه أنتِ..كنتِ شوفتينى كلمت حد ولا هب
+
توقف عن المتابعة مدركًا مشاهدتها لمحاولة الفتاة التقرب منه...
+
أغمض عيناه وزفر بحرارة..مقتربًا محتضنًا إياها لا يبالي برفضها..ومحاولتها لصده والابتعاد عنه وعن سحره الذي يلقيه عليها..
قائلًا بخفوت:
-اهدي والله ما عملت حاجة..هى اللي حاولت معايا وانا صدتها..عارفة ليه...
+
كانت هادئه بين يداه كالقطة الصغيرة...لا تشابه تلك الثائرة منذ ثوانِ..
اخرجها من أحضانه منتظرًا منها أن تتحدث وتستفسر لكنها لم تفعل بل ظلت ترمقه بهدوء تام منتظرة متابعته كي تعلم سبب رفضة للفتاة..وكان لها ما أرادت:
-عشان انا مش شايف غيرك..ومبقتش في ست على وجه الأرض تملى عيني وقلبي غيرك..
+
يا الله كيف فعلها..تخدرت أطرافها..وشردت به...وسرح بها متأملًا إياها..
لحظات وكان يعود لعادته بل وقاحته ملتصقًا بها متمتم أمام شفتيها:
-تصدقي أنك بنت حلال..وخلتينا فلسعنا.. وانا ك مروان بحب استغل الظروف..واللحظات والفرص وكل حاجة...وبموت في الفلسعة..
1
أدركت نيته وأرادت الفرار والعودة للحفل لكنها كانت تحلم..فلم يتركها فقد انتهى حفل الزفاف بالنسبة له..وسيقضي هذا الوقت برفقتها يبثها عشقًا بعيدًا عن الزحام..
2
*********
+
رفعت مريم فستانها ودخلت حجرتهم عقب إنتهاء حفل زفافهم..فأطبق بسام الباب من خلفها وحدقتاه تمسح فوقها لا يصدق بأنها معه بذات الغرفة وباتت على اسمه..
+
التفتت له مريم عندما لم تشعر بحركتة ..فوجدته يقف مكانه خلف الباب يحملق بها..
ارتبكت من عيناه التي تفضح ما ينوي فعله..وإنهاء شوقه.
فـ ابتلعت لعابها ورفعت أناملها مشيرة تجاه باب دورة المياة:
-هتغير أنت الأول ولا
+
قطعت كلماتها عندما دنا منها ملتهمًا المسافة بينهم التهامًا غير سامحًا بمرور الهواء من بينهم..
وجهه قريب منها..يداه تسللت لخصرها..وكرر عليها ما قاله بالأسفل عقب عقد قرآنهم..
-بحبك..
+
لكن تلك المرة لم يكتفي بقولها بل تلاها اقتطافه لقبلته الاولى من ثغرها الصغير..
لم تبادله مريم بالبداية لكنها لم تتحكم بقلبها الذي يطالب بقربه ويطالبها بمبادلته..
وبالفعل استجابت لنداء قلبها..
ثوانِ وكان يبتعد عنها خالعًا سترته مردد بصوت مبحوح عندما وجدها تطالعه بنظرات خجلة:
-ايه بتبصيلي كدة ليه!
+
ابتلعت لعابها وقالت بنبرة يشوبها التوتر:
-أنت قليل الأدب.
+
ضحك بسام عاليًا وقال وهو يقترب من جديد:
-لا دي لسة مجتش...
+
فارت دمائها وتحركت سريعًا جاذبة قميصًا للنوم من الخزانة..و ولجت المرحاض وابدلت ملابسها نازعة حجابها وزينتها وكل شيء بالداخل...
وخرجت بعد ثوانِ متأملة أن يكن قد خرج..او ذهب بسبات عميق كي ينتهي خجلها..لكنها تظل آمال واحلام..فكان بانتظارها ولم يغلق له جفن منتظرًا إياها على احر من الجمر...وعيناه لها كالمرصاد خاصة بعدما ابدلت فستانها..
4
كادت تضرب على وجهها لاعنه ذاتها وكل شيء..كما كادت أن تفر وتدخل المرحاض من جديد..لولا انتفاضه وجذبه إياها من ذراعيها قبل أن تفعلها هامسًا أمام وجهها بلوع شديد:
-رايحة فين يا قطة...
+
تلعثمت وارادت ايجابه فلم يعطي لها الفرصة مشبعًا شوقة..ولهفته تجاهها..
+
***********
+
يراقب أيهم خطواتها الهادئة وسكونها المريب..وقوفها أمام المرآة وشرودها الذي يتضح بعيناها أثناء إزالتها لزينتها..وخلع السلسال من حول عنقها..
تقدم "أيهم" بخطوات مترددة حتى وقف خلفها ملقيًا عليها سؤاله الذي انتشلها من شرودها..
-مالك ؟!
+
نظرت لأنعاكسه وعقبت بهدوء محافظة على ثباتها..فـ آخر ما ترغب به هو الأنفجار وأظهار غيرتها من نظرته التي اقتطفها تجاه "ملك"
تلك التي دق قلبه لها يومًا..
ورغب بالزواج بها..لولا رفضها له.
-مالي ما أنا حلوة اهو.
+
احتلت بسمة طفيفة ثغره وبحركة مباغتة رفع يديه وحاوط كتفيها راغبًا بأخبارها والأعتراف لها بأنها حقًا فاتنة..حتى وإن لم تكن أجمل النساء لكنها جميلة بعيناه..
لم يستطع أن يعترف فقد سابقته غاضبة من لمسه لها منتفضة أسفل يديه مبتعدة عنه صارخة به..وفعلت ما لم تتمنى..
-متلمسنيش...طول ما أنا مش ملية عينك ولسة بتفكر في ملك يبقى متلمسنيش..ولا لسانك يخاطب لساني...متفتكرش اني عبيطة وهبلة ومعرفش انك بتحب ملك..لا يا دكترة..ملك كانت قيلالي..كنت فاكرة أنك بدأت تحبني زي ما بحبك.. بس كنت عبيطة و
4
التهم باقي كلماته في جوفه.. مقبلًا إياها.. علها تفقه مشاعره..الذي لم يعترف بها حتى الآن..
لكنها حمقاء لا ترى أو تشعر...فلو كانت ترى كانت ستنتبه لتلك اللمعة بعيناه والتي لا تظهر سوى بحضورها...
+
قطع قُبلتهم عندما شعر بحاجتهم لالتقاط انفاسهم..هامسًا أمام وجهها ويديه تمر على قسماتها متمتم بعشق وهيام:
-حمارة...ومش بتشوفي...مش بتشوفي عيني اللي بتفرح بشوفتك..ولا قلبي اللي بحس أنه يخرج من مكانه لما بتضحكي..او لما بلمسك..ومدام أنتِ حمارة كدة هقولهالك صريحة...انا بحبك يا رحمة..بحبك أووي..وملك مبقتش افكر فيها ولا بتيجي على بالي..أنتِ بس اللي مسيطرة عليا..مخلياني مش شايف غيرك..
12
لم يتركها تعايش صدمتها بل باغتها وعاود تقبيلها من جديد بمشاعر متأججة أدركها حديثًا وتلذذ بالشعور بها..
حقًا اخر شيء توقع حدوثه هو وقوعه في فخ عشقها...
أما هى فخرجت من صدمتها وبادلته تلك المشاعر المفرطة مطوقة عنقه بقوة متشبثة به كطفل صغير..او غريق يتعلق بطوق نجاته...
+
*********
+
على الطرف الآخر...
+
أغمضت تقى عيناها بألم..مرددة اسم إياس الذي رأته يخرج للتو..
-اياس..
2
قلق إياس من هيئتها واقترب منها مردد:
-مالك يا تقى..
+
عضت على شفتيها وجعًا وإجابته:
-شكلي هولد قبل ميعادي...آه..
+
اتسعت عيناه ومسح على وجهه توترًا فقالت له سريعًا:
-خدني بسرعة على المستشفى يا إياس..يلا مش قادرة...آآآآه..
+
استجاب لها إياس وحملها بين ذراعيه بملابسها التي حضرت بها الحفل..متناسيًا أمر ملابسه الذي أبدلها بأخرى...هابطًا بها الأسفل سريعًا...ولحسن حظه مقابلته لكلا من سامية وكوثر اللتان صمما الذهاب معه...
وبعد مضي الكثير من الوقت خرجت الطبيبة لهم تبارك لهم على مولودتهم الجديدة..والتي اطلقا عليها إسم
"أبرار"
31
**********
+
مرت الأيام..والأسابيع.. والأشهر حتى بات إبراهيم مستعدًا تمامًا واستطاع تجهيز منزله وبات بمستوى مادي أفضل من سابقه..مجهزًا منزله الجديد الذي يتوافق مع ماله..وعقد قرآنه على مهرة مقيمًا لها زفافًا حضرته العائلة والأقارب...
والآن ولج برفقتها إلى منزلهم الصغير..لكنه كان بعيناهم الأفضل...والأجمل.
التفتت له بعيناها التي تشع جرأة وعشق جارف مرتمية داخل أحضانه...
10
تيبس جسده من ملامستها له واقترابهم ذلك..
رفع يداه وشدد من ضمها ليؤكد لذاته بأنه قد فعلها وظفر بها..والآن باتت زوجته ولن يفرقهم أحد..
تجاوز كافة العقبات والان سيفعل ما بوسعه كي يجعلها سعيدة ولا تندم على قرارها بالزواج منه..وترك من افضل منه ماديًا..
4
خرجت من أحضانه تطالع وجهه بعدم تصديق..قائلة:
-انا بحبك اوي يا ابراهيم..ومش مصدقة أني بقيت مراتك..انا محدش مبسوط قدي دلوقتي...
+
رفع اناملة ومررها على ملامحها بنعومة جعلتها تغمض جفونها وتستمع بلمساته..
متمتم:
-انا اللي محدش مبسوط قدي..ومكنتش اتخيل في يوم اني اتجوزك..انا بحبك..ولحد اخر نفس فيا هحبك..وربنا يقدرني واسعدك يا ست البنات..
3
انتهى من القاء كلماته الصادقة لتفتح جفونها وتقع عيناها عليه وهي تراه يقترب منها ويلتهم ثغرها...
طوقت عنقة ولم تقل مشاعرها وعشقها عنه شيء..بل كادت أن تفوقه...
مؤكدة له بأن قلبها القابع بجسدها لم ولن يخفق لرجل سواه...
+
*******
+
تقبع روفان على فراشها وبجوارها سليم النائم ...وعلى قدميها الحاسوب الخاص بها..تنهي كتابة ما حدث معها..ومع الجميع..لم تنسى شيء..بل ذكرت ما مروا به ولم تتناسى شيء..
توقفت عن الكتابة..مفكرة بإسم تمنحه لقصتها التي قررت حديثًا تحويلها لـ رواية..
يقرأها العديد ويدركون ما مرت به...
ظلت تفكر عدة لحظات..ثم وجهت بصرها نحوه..وابتسامة مشرقة تزين وجهها..فقد وجدت الاسم ما أن طالعته.
فـ عادت تكتب من جديد ويديها تتحرك على الأزرار أمامها بخفة..
+
"مريت بالوحش والحلو..ومقدرش اقول انه الوحش كان قليل.. بالعكس كان كتير..كتير اووي وفوق طاقتي..بس كمان الحلو نساني وخفف وجعي..غير نظرتي للحياة..حب سليم ليا هو اللي ساعدني ونساني كل الوحش...حبني لدرجة أني مبقتش عايزة غيره..مش عايزة غير حبه..وعشقه..وبس.. عشقه الكبير اللي ساعات بحس اني اكتفيت منه..لا مش ساعات ده كتير اووي..من كبره ومن كتر ما احتواني ونساني وجعي وعيشني في سعادة..بيحسسني انه حب الدنيا كلها بين ايديه وأنه اختارني أنا عشان يمنحهولي ويكفيني من الحب والسعادة...انا ساعات بحس أني مستاهلش حبه ده بعد اللي عملته معاه..
عشان كدة اسم حكايتي و روايتي الأولى هيبقى
"اكتفيتُ منكَ عشقًا"............
29
انتهت تطالعه من جديد فوجدته قد استيقظ ويحملق بها...ابتسم لها وتحرك برأسه قليلًا يطالع شاشة الحاسوب فلم تمانع وتركته يقرأ ما خطت يداها..
ومع قرأته للعنوان التي انتقته ارتفع صوته الحنون مكررًا الاسم الذي دهشه على مسامعها:
-اكتفيتُ منكَ عشقًا..
+
صمت ثوانِ ثم تابع بحب يتبادل معها النظرات العاشقة:
أنتِ اكتفيتي مني وانا اكتفيت بيكِ...
9
بقلمي فاطمة محمد.
+
لسة في خاتمة استنوها هتحبوها اوووي...❤️
3
********
+
