اخر الروايات

رواية ضي قلبي الفصل الثامن عشر 18 بقلم رانيا العربي

رواية ضي قلبي الفصل الثامن عشر 18 بقلم رانيا العربي



                                              
داخل مجلس عائلة الهواري تجلس عائلة الزيات بكبيرهم الحاج صالح الزيات رجل يبلغ من العمر فوق ٧٠ سنة ومعه أحفاده و أبنائه ليتحدث أحدهم ويدعي شوقي : كيف حالكم يا حاج زين ان شاء الله يكون الجميع بخير 
زين بوقار وصوت قوي واضح : بخير يا ولدي ، زيارتكم غالية عندينا قوي يا حاج صالح 
صالح بمجاملة : و نيجي لاعز منك يا حاج زين المهم حفيدنا سامر رجع من السفر و دلوقت احنا عايزين نتم الاتفاق إللى بينا و الجواز يكون اخر الشهر عشان العريس هياخد عروسته و يرجع يسافر وانت عارف ظروفه 
عمار بصوت خافت : اوبااااا يا عيني عليك يا فارس هتروح فيها يا ابن خالي 
زين وهو يراوغ في حديثه ويوجه نظره نحو سامر : والعريس على اكده عارف هيتجوز مين من بنات الهواري و راضي ولا مش لادد الحديت عليه 
صالح بصوت حاد قوي : لا يا حاج صالح احنا كلام الكبار ميقدرش الصغار يتحدتوا فيه واصل وانت عارف ده كان حكم الدم بعد اللي عمله دياب حفيدك وسواء العروسة بنت جلال ولا بنت منصور جوز بتك متفرقش احنا راضين ونشيلها جوه قلوبنا قبل عنينا دي حفيدة الهواري تتشال على الرأس 
زين وهو يشعر ان الامر بات واقعا ولكنه يخشي كسر قلب حفيده الاخر الذي يدفع ثمن تهور دياب وهو يلمس بيده وجهه من ضيقه : معاك حق يا حاج صالح كتب الكتاب بعد ما ارجع من السفر واطمن على الحاجة مش معقول حفيدتها هتتجوز وهي مش موجوده ولا ايه 
صالح بأبتسامة وهو يربت على رجل حفيده سامر الذي لم يتحدث بكلمة واحدة صامت يتابع الامر كأنه لا يعنيه : أكده زين قوي يا حاج ، وربنا يطمن قلبك علي الحاجة و ترجع بالسلامه ، بالأذن يا حاج
زين بصوت حاد قاطع : لا يمكن يا حاج واجبك حاضر ، اتفضلوا على الوكل 
صالح بمجاملة : خير سابق يا حاج زين ، ربنا يجعله عامر دايما بحسك 
زين بعد ان تحرك جميع من في الغرفة للخارج ماعدا عمار يتطلع عليه بضيق وهو يزفر ليتحدث عمار بقلق فهو يخشي من ذلك المتهور فارس وتلك العاشقة المتيمة ضحي : هنعمل ايه يا جدي 
زين بضيق : هتتحل يا عمار هتتحل 
➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖
في شارع جانبي تقف سيارة وتدخلها ندي سريعا 
عاصم بلهفة وهو يحاول ضمها : حبيبتى يا ندي ملهوف عليكي قوي 
ندي بعبوس وهي تبعد يده عنها : بتعمل ايه يا عاصم 
عاصم بنبرة حانية : اتوحشتك يا بت وعايز احضنك 
ندي بعصبية : شوف يا ابن الناس مش معني قولتلك بحبك ان خلاص بقي مباح عندك تلمسني أكده عيب قوي يا عاصم متخلنيش أندم و تكون دي اخر مرة تلمحني فيها 
عاصم بتعجب من عصبيتها ويتفاجئ من ردها ليشعر ان مشوار استمالتها سيكون طويل ولكنه تعجبه يريد ضمها إلى حريمه ليكمل بنفس النبرة : لا يا قلب عاصم اللي انتي عايزاه ، المهم كيفك انتي 
ندي وهي تزفر لتتخلص من توترها : انا بخير وقلقانه اول مرة أركب عربية مع حد غريب 
عاصم بغمزة و ابتسامة : انا مش غريب يا بت انا حبيبك عاصم ولا ايه 
ندي بخجل وهي تفتح باب السيارة : مش شوفتني انا هامشي بقي 
عاصم وهو يمسك يديها و يقبلها : متزعليش مني كان نفسي امسك يدك وابوسها ( ويضع في يديها سلسلة فضة بها قلب ) دي هدية مني 
ندي بتحذير : اخر مرة يا عاصم تعمل أكده ، وشكرا على الهدية قوي هقبلها بس كمان مش هقبل حاجة تانية منك 
عاصم بأبتسامة خبيثة : ماشي يا حبيبتي اخر مرة مع السلامة ، نتكلم علي الموبايل بليل 
تخرج من سيارته وهي تركض سريعا نحو فيلا والدها وتتذكر عندما كانت في زيارة الي المستشفى وأخذت تتحدث و تظن أن ضي لا تسمعها لتتفاجئ بها ترد عليها 
ضي بأبتسامة هادئة : بتحبي يا ندي 
ندي وهي تحتضنها بقوة و دموع : حبيبتى يا ضي وحشتيني قوي مفيش غيرك كان سري و صحبتي 
ضي وهي تضربها على كتفها برفق : والصحبة دي بتخفي عليها قصة حبك يا ندوش ده انا كل يوم كنت بكلمك في التليفون اطمن عليكي حصل أمتي الكلام ده 
ندي وهي تخرج من حضنها وتمسك يديها : كنت خجلانه منك احكي اقول ايه 
ضي بأبتسامة : تقولي يا اختي الكبيرة انا بحب تنصحني بأية ده انا خبرتي في الحياة كلها علاقات حب فاشلة يا عمري خوازيق و مطبات وشوارع محفرة 
ندي بضحك : حاضر هقولك ..وتبدأ في سرد علاقتها ب عاصم التي بدأت من خناقة مع شخص حاول معاكستها الي ان أخذ رقم موبايلها وأصبحت عادة الاتصال يوميا واحيانا مقابلات لا تتعدي العشر دقايق الا انه اعترف انه يحبها وهي اعترفت له ..بس كده اعمل ايه بقي 
ضي بهدوء وهي بداخلها تغلي من تلك الساذجة التي من الممكن أن تهدر اغلي ما تملك هي لا تعرف نوايا البشر ابدا : انا بقول لازم تختبري الشخص ده لو فعلا بيحبك يبقي هيحافظ عليكي واول حاجة هيطلب يقابل عمار او عمي منصور لو عمل حاجة زي حاول يلمسك قدملك هدية حاول يبوس يعني اعرفي ان الواد ده شمال وعايز يتسلي بيكي ، ندي يا حبي أنتي أختي وروح عمار اوعي تخليه يفقد ثقته فيكي انتي بنته تربيته ، الحب مش حرام بس يكون حلال قدام الناس مش مداري عن عيون الناس فهمتي 
ندي وهي تهز رأسها بالإيجاب : فهمت يا ضي ربنا يخليكي ليا يا حبي ( تحتضنها بقوة وتقبلها )
...ندي مع نفسها وهي تتذكر : انتي نعمة يا ضي وسندي ، انا هروح القصر عند جدي اقعد معاهم  ( تمسك السلسلة وتبتسم بسخرية وتقطعها وترميها في الأرض وتدوس عليها برجليها)
مش انا يا ابن الشرقاوي اللي يتلعب بيها وهتشوف 
➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖
...في قصر الهواري في غرفة الطعام ...
تدخل سامية بعد ان يأذن لها بالدخول
زين وهو يلتفت لها : خير يا بتي 
سامية بصوت خافت وهي تقترب من الحاج زين : في ضيوف عشانك يا حاج و كمان أهل البلد واقفين بره رايدينك 
زين وهو يعقد حاجبيه بتعجب : أهل البلد خير يارب ، عن إذنكم يا جماعة الخير دقايق وراجع ، تعالي يا عادل انت و عمار نشوف الضيوف دول ، البيت بيتك يا حاج صالح 
➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖
..في غرفة ضي بالمستشفى..
ضي وهي مصدومة من ذلك العابث الذي يقف ويهمس لها بتلك الوقاحة أنها حبيبته وكأنه لم يكن يوما سبب في كسر ثقتها و قلبها لتتابع هي بسخرية و تهكم وهي تنظر إلي امها و ابوها التي لاحظت وجودهم سويا وذلك من المستحيلات وعيونهم مبتسمة عاشقة لتتابع بمراوغة : ايه اللي لم الشامي على المغربي بقي 
نور وهي تتطلع إلى جميع الاتجاهات ويتابعها جلال وهو يري بنت قلبه مرتبكة كأنها مراهقة صغيره تتهرب من عقاب امها : ضي حبيبتى انتي هتخرجي النهاردة مش كده 
ضي وهي تتابع توتر أمها لتهتف بمشاكسة : أيوة يا نوري هخرج بس برده بتعملي أيه مع جلال بيه 
جلال بصدمة : جلال بيه يا ضي 
ضي بأسي وحزن : طبعا انت نسيت ولا ايه طول عمرك جلال بيه بالنسبة لي 
ليتقدم جلال ويحاوط وجهها الحزين بيديه ويتابع بنبرة حانية : انا ابوكي يا قلب ابوكي كنت هموت لو كان جرالك حاجه يا ضي ، دا انتي بنتي من عشقي الوحيد عارفة يعنى ايه والله يا بنتي انتي ( يضع يده على قلبه) اهنه جواه قلبي يا ضي قلبى ، حقك عليا يا قلب ابوكي ، عارفه انا مستعد اعمل أيتها حاجة المهم تسامحيني ، ان شاء الله حتي أخلي الواد سليم ده يطخني عيارين و دمي يسيح تحت رجليكي بس تسامحي ابوكي 
ضي وهي ترتمي في حضنه بدموع و عبوس طفولي : بعد الشر عليكي يا بابتي ان شاء الله سليم واللي جابوه 
سليم وهو يضرب كفه بالآخر بدهشة من دعوتها : شوفت يا عمي بنتك بتدعي عليا 
جلال وهو يشدد في حضنها ويقبل رأسها ويمسح دموعها بيده : تقول إللى تقوله يا سليم المهم انها في حضني دلوقت 
ضي وهي في حضن ابوها و تنظر إلي سليم و تطلع لسانها : احسن 
جلال وهو يفتح ذراعه الاخر تجاه نور وهي تهز رأسها بالرفض وهي خجله و ضي تلاحظ ذلك بتخاف لتهتف بمشاغبة : تعالي في حضن اخوك يا فواز تعالي 
الجميع يضحك وتتحرك نور بضحكة الي حضن جلال الذي يضمهم بامتلاك ويقبل رأس كلا منهم تحت غمز ضي لأمها التي تخفي وجهها في حضن جلال بخجل وذلك مع ابتسامة سليم وغيرة بسيطة منه ع ضي ولكنه سعيد برؤية ابتسامتها وضحكتها الرنانة ورجوع روحها المرحة المحبة للحياة 
وهناك نظرات أخري غاضبة حاقدة تشاهد ذلك المشهد و تخطط للقضاء على تلك السعادة 
➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖
أمام قصر الهواري يجتمع معظم أهالى نجع هواره بين كلمات و أصوات عالية و همز و لمز ليجد من يتقدمهم وما هو سوا عدوه اللدود مرسي الدهشان و بجواره ذلك الأحمق ناصر الشرقاوي الذي يحركه غيرته و حقده من أحفاد الهواري ليهتف زين بحدة وصوت عالي : جري ايه حوصل ايه ، خير يا مرسي ايه اللي رماك علينا الساعة دي انت و ناصر كمان واهل البلد 
عادل بصوت قوي ليسكت الناس : مش عايز حس حد اهنه لما يكون زين الهواري بيتكلم كله يكتم هي خلاص ولا ايه ملكوش كبير يا نجع هواره 
ناصر بتهكم : مش لما الكبير يحفظ مقامه ولا ايه يا عادل بيه
عمار بأندفاع و يمسكه من تلابيب جلبابه : أحترم نفسك يا ناصر لما تكون بتكلم عن كبير البلد 
مرسي بنبرة ساخرة : جري ايه يا زين هي دي مقابلة ضيوفك ( وينظر ليجد عائلة الزيات بكبيرهم يقفون أمام باب القصر من الداخل ) احنا غلطانين يا ناصر الراجل عنده ضيوف ومش اي ضيوف دي عيلة الزيات 
زين بصوت شرس وهو يضرب بعصاه الأرض بغضب : اخلص يا مرسي انت و ناصر عايزين ايه وجايب أهل البلد وراك ليه 
ناصر وهو ينفض يد عمار ويتقدم ليقف أمام زين بتحدي : جايين نشوف كبير البلد اللي اتعدي على شرع ربنا وراح جوز حفيدته لحفيده الدكتور وهي لسه في شهور العدة 
زين وهو يزيحه من امامه بأستهزاء ويتقدم ليقف أمام أهل النجع ويهتف بقوة : من أمتي وانا بتعدي على شرع ربنا يا أهل نجع هواره
ليهتف أحد الرجال : يعني لما نعرف انه جوزت بنت ابنك للدكتور وهي لسه في العدة وكل ده عشان ناصر بيه طلبها تعمل أكده يا حاج 
زين بنبرة غاضبة قوية ولكنه عليه إصلاح الأمر بالعقل ليهتف بتعقل وحكمه : بنتنا بنت بنوت يا مرعي كانت في حكم المخطوبة وعشان عريسها من طرف امها قلنا نكتب الكتاب بما أنها هتعيش مع امها وهو ابن خالها واهو محصلش نصيب ورجعت حضن جدها وأنا جوزتها للي يصونها و عندكم شيخ الجامع اللي كتب ابقوا اسألوه ، شرفتوا يا أهلي 
ليبهت الجميع بما فيهم ناصر و مرسي وسط هتافات الناس ل زين بالمسامحة وكاد أن ينطق لولا وصول شيخ الجامع الذي وقف وسط الجموع بخيبة أمل من تفكيرهم في الحاج زين كبير بلدهم والذي يراعي الجميع و سندهم ليتهافت الجميع مقبلين على زين الهواري يقبلوا يده و رأسه وهم يتمتموا بالاعتذار و المباركة بعقد قرآن سليم و ضي ليقف وهو ينظر إلى مرسي و ناصر بنظرة قاتلة تكاد تحرق الأخضر واليابس ولكنه يتحدث بأبتسامة صفراء : مفيش مبروك يا ناصر انت و الحاج مرسي ولا ايه
مرسي بضيق : لا ازاي يا حاج زين الف الف مبروك و ميتي الدخلة بقي 
زين وهو يضغط على يد مرسي بالسلام : قريب قوي اول ما نرجع من السفر ( ويوجه حديثه الي أهل البلد ) الكل معزوم على فرح سليم الهواري و شرفتم يا أهلي 
➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖
في شقة بحي الزمالك يدق الباب بسرعة وقوة لتفتح تلك التي كانت تتمايل بالاغاني لفتح الباب وفجأة تقع نتيجة دفع الباب بقوة وتجده يقف وسط رجاله بشموخه وهيبته وينظر لها نظرات قاتلة : اهلا ب ام ابني الغالي 
زيزي بهلع وهي تتجه نحوه وهي تمشي على ركبتيها : هاشم انت في ايه بتعمل كده ليه 
هاشم وهو يمسك شعرها يوقفها : انا لسه معملتش حاجة بس هعمل ( ويلقنها صفعة قوية ترديها أرضا وينظر إلى أحد رجاله ) فين الدكتور
الرجل : قدامه خمس دقايق يا هاشم باشا 
ليمسك فكها ويتحدث بغضب : ها يا زيزي مين اللي قالك ع مكاني وإني في المستشفى ، ومين اللي حامل يا روح امك
زيزي بخوف : والله يا هاشم
ليفاجئها بصفعة أخري : والله هو انتي تعرفي ربنا يا بنت الكلاب 
ليدخل أحد رجاله ومعه الطبيب ليلتفت إليه هاشم : اهلا يا دكتور اكشف على البت دي و اعرفلي لو كانت حامل ولا لا ومن أمتي فاكراني داقق عصافير هصدقها وحتي لو حامل حضر نفسك عشان تنزله 
زيزي وهي تهز رأسها وتقبل يده : عايز تقتل ابنك يا هاشم ، وانت مش طايل ضفره 
هاشم بحدة وهو ينفض يديها : مش عايز يا زيزي ، عايزة يكون ابني من واحدة شمال زيك حساباتك غلط يا روح امك ، خدوها من قدامي
ليدخل الي البلكونة ويضرب سورها بيده يكاد يدميها ويتحدث بصوت مختنق : مش عايز من غيرها عايزه من شمس حياتي من روحها و قلبها ، عايز من شمس و بس واذا كان مش منها مش عايز ابدا ابدا 
ليخرج الطبيب بعد مده ليست بالطويلة 
💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚
في المستشفى وبالأخص في غرفة ضي مازالت قابعة في حضن أبيها الذي يرفض أن تتركه و نور تقوم بجمع أغراضها في الحقيبة وتتابعهم بأبتسامة لتتحدث ضي : بابتي ممكن اروح مع نوري شوية وارجع ع بليل على القصر 
جلال وهو يداعب بأنامله أنفها : مش عايزة تشوفي ورد قبل السفر 
ضي بدهشة : هي هتسافر خلاص 
جلال وهو يقبل رأسها : أيوة يا قلب ابوكي بكرة هتسافر يعني النهاردة بليل هيتحركوا من القصر 
ضي بأبتسامة وهي تنظر نحو أمها : طب معلش بقي يا نوري بكره الصبح هكون عندك ويكون مروان رجع مع تيته و آيان 
نور وهي تفتح ذراعيها لها لتترك ابوها وتتحرك لحضن أمها لتهتف نور بسعادة : اللي انتي عايزاه يا قلب نور ، المهم في حاجه لازم تعرفيها حصلت زمان وانتي و جلال لازم تعرفوها لما تيجي بكرة هنتكلم ماشي 
ضي تهز رأسها بالإيجاب وهي تنعم بأحضان والديها التي حرمت منهم لتستغل كل فرصة و دقيقة لتشعر بالأمان والحب والحماية وتترك الحزن جانبا حتي لو لفترة من الزمن 
➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖
في أحد الأراضي الزراعية بعيدا عن املاك الهواري وبعيدا عن أنظار الجميع تقف زهرة بارتباك و توتر وهي تحمل حقيبة و يقف امامها رجل يخفي وجهه طويل القامة ضخم البنية 
زهرة وهي تلتف حولها بخوف : الفلوس كلها في الشنطة عايزة كل حاجة تتم زي ما اتفقنا 
الرجل المجهول بصوت قوي مخيف : متخافيش يا ست كله هيتم وباقي حقنا بعد ما تنصبوا صوان العزاء اظن أكده اكون عملت اللي عليا 
زهرة بنبرة خبيثة وابتسامة شرسه : هو اه صوان عزاء واحد بس ده اللي هيهد الكل و أولهم جلال الهواري 
الرجل المجهول بتعجب : مش غريبه انك عايزة يحصل كده في جوزك يا ست 
زهرة بحدة : ملكش فيه ليك في انك تنفذ وبس فاهم 
الرجل المجهول بطاعة : حاضر يا ست ، انتي عارفة انا اللي يهمني الفلوس وبس 
زهرة بقوة : أيوة الفلوس وبس وده اللي ليك عندي ملكش تسأل ولا تعرف حاجة تنفذ بس والتنفيذ من بكرة واول ما حاج زين يرجع من السفر تبقي الخطوة المهمة مفهوم 
➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖
في المستشفى كانت تتحرك بين ابويها بسعادة لتصل إلى بوابة المستشفى لتهتف أمها نور : بصي يا قمري انا بقي هامشي وانتي هتيجي بكرة زي ما وعدتي مامي مش كده 
ضي وهي تحتضنها بقوة : أيوة يا نوري بكره الصبح هكون عندك بس لازم اشوف ورد و كمان شمس حالتها وحشه ممكن اجيبها معايا بكره
جلال بتساؤل : هي البت ضحي فين 
سليم متدخلا بأبتسامة و غمزة ل ضي : مشيت يا عمي راحت مع فارس عشان هيمروا ياخدوا ندي معاهم علي البيت ، حضرتك اتفضل وصل مدام نور مش معقول هتمشي لوحدها وانا هاخد ضي علي القصر انا كده كده اصلا راجع البيت
ضي بأندفاع : لا ....انت ...لا 
سليم بأبتسامة ماكرة : ليه بس يا بنت عمي ، ده احنا حتي لسه بينا كلام مخلصش 
ضي بصوت خافت : خلصت روحك يا شيخ
سليم بهمس لها فقط : سمعتك يا حبي هي روحي هتخلص بس في حضنك أنتي يا قمري ( وينهي كلامه بغمزه 😉)
ويمسك الحقائب من يد عمه ويضعها بسيارته 
جلال وهو يضع يده على وجه ابنته العابسه بطفوليه : انا هوصل نور عشان أبقي مطمن وارجع على القصر طوالي ، وانتي انا مطمن عليكي معاكي سليم 
ضي بأبتسامة سمجة : معاك حق لازم تطمن عليها بس مش عليا يا حبيبي
جلال بضحكة مكتومة : بت يا ضي ناوية على ايه
ضي بنظرة شيطانية وابتسامة شريرة مصطنعة : متخافش يا باشا هقتله واتاويه مليح ومش هخلي الدبان الأزرق يعرفله طريق جره ، هقتله واديك رنه 
جلال وهو يربت على كتفها بأبتسامة فخر مصطنعة : وأنا مستني منك الرنة واثق فيكي ( وينفجر في الضحك ويقبل رأسها ويذهب نحو نور يفتح لها باب السيارة )
جلال بابتسامة عاشقة : اتفضلي نوري حياتي تاني يا بنت قلبي 
نور بأبتسامة ونبرة حانية وهي تضع يديها ع خده : انت اللي اشتقات دنيتي كلها ليك يا جلال 
جلال بصوت عالي عاشق : يا ااا ابووووي ، يلا يا قلبي علي اول مأذون 
نور بضحكة : يلا يا مجنون عايزة أرتاح ، وديني الفندق عشان اشوف مروان رجع ولا لسه 
جلال بطريقة مسرحية : أوامر يا أميرة القلوب 
وكان هناك من يتابع الامر من بعيد بنظرة حاقدة و نظرات أخري حانية محبة تنظر بأبتسامة وتمنت أن يبقي الوضع هكذا دائما 
➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖
....في سيارة سليم ...
تجلس ضي بجواره ليهتف سليم بتعجب : يعني ركبتي جنبي و مركبتيش في الكرسي اللي ورا
ضي بسماجة وابتسامة صفراء : ليه هو انت بطلت الطب و بقيت سواق و لا اتحولت زومبي وبقيت بتعض 
سليم وهو يضيق عينه ويهتف بغيظ : تصدقي فعلا بعض ( وفجأة يقف بالسيارة لدرجة كادت أن تصطدم رأسها )
ضي بعصبية : انت مجنون حد عاقل يعمل كده 
سليم وهو ينظر إلي عينيها مباشرتا ويقترب منها بشدة ويهتف بمكر : أيوة يا ستي انا مجنون ليكي فيه 
ضي بارتباك من قربه تضع يديها بالخطأ على قلبه لتبعده عنها ليضع يده على يديها الموضعة ع قلبه : أبعد كده و سيب ايدي ، انت مقرب كده ليه  ( وتكمل بغضب ) وبعدين مجنون علي نفسك يا كابتن يلا بقي ذوق عجلك وخلينا نغور من هنا 
سليم بمكر وهو يقترب أكتر : انتي ليه مش حاطة حزام الأمان ، استني بس ( ويمد يده خلفها وهي في حاله ارتباك وأصبحت وجنتيها كحبات الكرز وهو لم يستطع سوي ان يقترب و يشتم رحيقها ويغمض عيونه وينسي وضعهم ويقترب من رقبتها البيضاء المرمرية التي تطيح بباقي عقله وأخذت أنفاسه الحارقة تقترب منها بشدة ، أما هي فكانت في حاله لا تحسد عليها من اقترابه المهلك لها وشعرت بأنفاسه التي تضربها في صميم قلبها أغمضت عيونها لبرهة و استفاقت على ذكري مؤلمة تركه لها و اهانته أنها لا تستحق سوي شخص جاهل يماثلها لتغلق عيونها بشده وتتحول نظرتها الي غل شديد وتقترب منه وهو مغيب تماما مسكر برائحتها الخلابة وتقوم بعضه من اذنه ببصره سليم مبتعدا : اه يا بنت العضاضة 
ضي وهي تتحدث بشراسة : شو بقي يا دكتور سليم يا محترم ( وتتحول نبرتها لسخرية ) يا ابن الناس يا جوز صافي هانم الجندي اللي تليق بساعتك ياريت متقربش مرة تانية من ضي الخدامة عشان بعدها ( لتكمل بنبرة تحذير ) مش هسكت ، انا مجنونة معايا شهادة بكده وممكن دلوقتي اقتلك و مخدش فيك يوم واحد سجن 
سليم وهو يرفع حاجبه بتعجب من نبرتها القوية التحذيرية وهو مازال يفرك اذنه ويتحدث بمكر : وأنا معنديش مانع يا ضي هانم انه يكون موتي علي إيدك الحلوة دي ( وينهي كلامه بغمزه)
ضي وهي غاضبة من بروده لتتابع بمراوغة : مكنتش اعرف ان سليم باشا بقي متحرش 
سليم ببراءة مصطنعة وهو يضرب ع صدره بيده : انا يا بنت عمي متحرش مقبولة منك ، بس بإمارة ايه عملت ايه يعني عشان تقولي كده عني 
ضي بتعجب : قال عملت ايه قال ، قول معملتش ايه يا جدع نازل تفعيص فيا وكمان بو....( وتصمت بشهقة وتضع يديها ع فمها)
سليم بمكر وهو يقترب منها مرة أخرى : وقفتي ليه هاه 
ضي بارتباك وهي تتصنع الثبات : انا وقفت خالص ، ابدا ..فين ده ، وبعدين هي المدام طالقاك علينا ، روح يا ابن الحلال ربنا يهديك و تبطل قله أدب لحسن تتمسك تحرش ولا آداب وتجيب للعيلة العار 
سليم بضحك : انتي خيالك واسع اوي ، وبعدين هي فعلا المدام مش عارف مش حاسه بيا ليه 
ضي بسخرية وتلوي فمها : لا يا حبيبي روحلها لان واضح ان شمس الصعيد فرمت دماغك خليها تعدلك 
سليم بأبتسامة عاشقة : طب ما تعدليني يا مدام 
ضي بدهشة وضيق : قصدك ايه بقي 
سليم وهو يزفر بضيق : مقصدش 
ضي بعصبية : ممكن نخلص بقي ونروح في اليوم الزفت ده 
سليم بتحدي : زفت في عينك 
ضي بحده : انت هتغور بينا علي البيت ولا انزل
سليم بسماجة وغيظ : غاير يا ختي غاير 
➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖
في سيارة أخري كان فارس شاردا و بجواره ضحي مالكه قلبه و عشقه الأبدي ليقطع شروده وضع يديها على كتفه وتهتف اسمه بهمس : فارس مالك سرحان كده ليه 
فارس بأبتسامة حزينة تحمل هموم الكون بعد ان علم من عمار عن زيارة عيلة الزيات والمطالبة بعشقه ثمن إنهاء الدم : مفيش يا قلبي بس في مشكلة في الشغل ..ويقطع حديثه رنين هاتفه ليلبي سريعا 
فارس : أيوة انا مين حضرتك 
........: انا اسفة انا صدفة أخت الملازم عمرو 
فارس بتعجب : اهلا يا انسه خير في حاجة 
صدفة : انا اسفة بس عمرو بقاله أسبوع مش بيرد على الموبايل وكمان محدش يعرف عنه حاجه انا بس عايزة اطمن انتوا رجعتوا من المأمورية 
فارس : أيوة رجعنا بس عمرو اصلا مكنش معانا في المأمورية دي 
صدفة ببكاء : يعني هو فين حضرتك هو نزل وقال رايح مأمورية يعني راح فين انا مليش غيره 
فارس وهو يزفر بضيق ويحاول الهدوء : ممكن تهدي ، انا هتصرف مش ده رقمك ، ساعة بالكتير و ارد عليكي و اطمنك 
وهناك من تتابع الأمر بغيرة ونيران مشتعلة و تشعر بغصة في قلبها من تلك المكالمة تشعر بشئ مخيف وان الأمور لن تكون جيده لتتحدث بجدية وغيرة واضحة وتتصنع الدلع مقلده كلامه : ممكن تهدي ساعة وهرد عليكي ..جري ايه ما تروح تاخدها بالحضن احسن وطبطب عليها يا حونين 
فارس بعصبية من موقفها وان الوضع لا يحتمل ذلك : أنتي بتقولي ايه يا هانم انا في ايه ولا ايه ، بتقول ضابط مختفي ، هي كل تاء تانيث تحولك كده دي عيشه تطهق 
ضحي بصدمة من صراخة لتلزم الصمت وتفرك يديها لتكبح دموعها المهددة بالهطول علمت أن الأيام الآتية ستنهي شعلة الحب بينهم وهو يراقب انفعالاتها و دموعها العالقة ولكن ليس هناك وقت لاراضئها عليها ان تتعلم ان تحد من غيرتها المفرطة و المؤذية في بعض الأحيان ليتجه الي المنزل وهم في صمت تام وعندما يتوقف بالسياره كان يود أن يراضيها ولكنها تركض سريعا للداخل ليرجئ الأمر إلي وقت لاحق 
➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖
..في أحد الفنادق بالقاهرة ...
كان يقف وهو يتطلع إلى مشهد النيل امامه و يفكر فيها كيف يصدق أنها تخونه فهي تحملت سنة كاملة عصبيته المفرطة وايضا تطاوله بالضرب عليها و أحيانا كثيرة غيرته أو فكرة أنها ستتركه وتحملت بكاءه وكانت تحتويه حتي اوصلها الي نهاية الطريق معه ، لا ليست النهاية هي له ملك مازن الانصاري ولن تكون لغيره سيراضيها سيعتذر أمام الكون أجمع حتي تعود له سيطلب الغفران سيتوسل و ستعود ضي مرة أخرى تنير حياته ليجد من يقطع شروده هذا صوت قوي غاضب 
نادر أباه الذي حضر بعد غياب سنوات الي وطنه بسبب غباءه وتسرعه : هاه يا استاذ مازن ناوي علي ايه كويس انك لحد دلوقتي مش مرمي في السجن انا لازم اهربك من هنا قبل ما حد يعرف مكانك 
مازن وهو يهز رأسه بالنفي ويهتف بحدة : لا يا بابا لازم اشوف ضي اتكلم معاها ضي هتسامحني 
نادر بسخرية : هتسامح مين انت عارف عملت فيها ايه يا غبي انت كنت هتموتها 
مازن بجدية : بابا لو سمحت انا عارف ضي كويس ، انا بس لو شوفتها واتكلمت معاها كل حاجة هتتحل 
نادر بنبرة قوية غاضبة : يا بني انت غبي بقولك كانت بين الحياة والموت واطلقت منك بحكم محكمة و اهلها رافعين قضية شروع في قتل وهي لما قابلتها بهدلتني بسببك
مازن بلهفة : انت شوفتها بقت كويسة مش كده طيب سألت عليا
نادر بنفاذ صبر وهو يضرب كفه بالآخر : يعوض عليا عوض الصابرين بقولك طردتني ومصرة على القضية
مازن وهو يهز رأسه بالنفي بهستريا : مستحيل ضي هتسامحني انا عارفها مش اول مرة يحصل كده بينا 
نادر وهو ينهض ويهتف بحدة : حضر نفسك انا دبرت ليك سفر لإيطاليا بس بحري اخلص و بطل جنان 
..ويتركه ويذهب 
أما مازن فظل يتمتم بهستيريا : لا ضي هتسامحني ..هي بتحبني ..انا هاروح وهي هتوافق 
➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖💚➖
في قصر الهواري ..
تصل سيارة سليم ب ضي و تنزل سريعا منها هروبا من ذلك المنحرف الذي لا يتوانى في ان يقوم بملامسه يديها بحجة او بدون حجة وتجري حتي تصطدم ب شادية لتتحدث لها بتهكم : ايه يا ست ضي قطر مجري ولا ايه مدبوبة انتي مش تشوفي قدامك 
ليأتي صوت من خلفها ولا تكون سوي نوارة تهتف بحدة : والله ما في مدبوب غيرك انتي واختك 
لتفتح ذراعيها لابنتها الروحية : تعالي يا قلب نوارة ، كيفك زينه يا حبيبتي 
ضي بأبتسامة وهي في أحضان عمتها : بخير يا قلبي ، انتي عاملة ايه هتسافري و تسيبني كده 
نوارة بنبرة حانية : معلش يا روحي لجل خاطر ورد تقوم بالسلامة 
ليدخل سليم ويهتف بمشاكسة : يا عيني على الاحضان ، والنبي يا نوارة حضن لحبيبك سليم
لتفتح ذراعها الآخر له ليدخل فيه كانت ضي ستبتعد ولكنه هو يحكم يده على خصرها و يمسك يديها الموضوعه ع ضهر نوارة كأنها بأحضانه يشعر بها بقربه يتمناها يلمس أناملها بلهفة محب عاشق مشتاق وهي تنظر له بغيظ و بضيق من احتكاكه بها وتحاول التملص منه ولكنه لا يسمح لتهتف نوارة بجانب أذنه : سيب البت يا واد انت 
سليم بهمس لا يصل ل ضي : مش قادر يا عمتي هموت والله عليها 
لتبعدهم وتنزع ضي يده عن خصرها بحدة وتنظر بضيق : عمتي انا طالعة عند شمس هي في اوضتي مش كده
نوارة وهي تربت على خدها برفق : أيوة يا حبيبتي خدي بالك منها ، اخوكي حرق روحها المرة دي 
ضي بنبرة حزينة : مش لوحدها يا عمتي ( وتتغير الي مشاكسة ) بس ابدا والله لافرفش امها ( تضع يديها ع فمها ) بلاش امها لحسن تزعل خليها أبوها عشان راجل عسلية 
سليم بتوهان : مينفعش أخوها يا أبلة ضي 
ضي بسماجة وابتسامة صفراء : لا مينفعش يا دكتور سليم ( وتنهي كلامها وهي تطلع له لسانها وتجري)
ليهتف سليم بصوت عالي مرح : انا هعرف لسانك ده يطلع ازاي بعد كده 
لتلتفت له وهي تلاعب حواجبها : بيطلع كده عندك طريقة تانية يا دك..تور 
كان سيركض ورائها ولكن منعه صوت يعرفه عن ظهر قلب ليشعر بضيق بعد ان كانت الابتسامة عرفت طريق لوجه وقلبه ...
💚➖💚💚➖💚
ستوب ...بارت طويل أهو متنسوش التصويت والتعليقات 
علاقة فارس و ضحي 
مين اللي جه وهيكون سبب في بعد جديد بين ضي و سليم 
مازن هيسافر ولا هيواجه ضي 
ناصر هيسكت ؟ ندي وعاصم كده انتهوا ولا ابتدوا 
مين صدفه ؟؟؟
زهرة هتعمل ايه عشان تهد عيلة الهواري ؟؟؟

34



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close