اخر الروايات

رواية الارابيسك الفصل السادس 6 بقلم حور طه

رواية الارابيسك الفصل السادس 6 بقلم حور طه


البارت6
رسلان فتح باب أوضة إيلا بعنف،بصوت واطي مليان خبث:
ــ أنا ماليش في الشرعي... بس ليكي عندي عرض يمكن يخليكي تعرفي قيمتك عندي.
إيلا رفعت عينيها له
نظرتها جامدة وفيها قرف واضح، وقالت من غير ما ترمش:
ــ خد عرضك واخرج بره... يا رخيص.
رسلان اتحرك ناحيتها خطوتين
عنيه بتضيق وصوته اتحشر بين أسنانه المستفزة:
ــ كدا؟... انتي اللي رخيصة، لأنك عارفة إني مش هخرج من الأوضة دي غير لما آخد اللي أنا عايزه.
إيلا وقفت، قلبها بيدق بسرعة لكنها ما تراجعتش صوتها عالي وجارح، وعيونها مليانة نــ ـار:
ــ روح بص في المراية... يمكن تفهم إنك ما تقدرش تعمل اي حاجة، يا جدو!
رسلان انفعل، ووشه اتشد بغضب
حاول يضحك بس صوته كان مشوه بالهوس:
ــ طب ما تيجي أوريكي إن جدو... شيخ الشباب!
إيـلا بعينين كلها نــ ــار:
شيخ الشباب؟ دا انت حتى
ضلك بيتحاشى يبصلك في الحيط.
الراجل ما يثبتش رجولته على جثــ ـة بنت محبوسه...لكن الظل دايما بيداري الخســ ــة.
ثم
رمقته بنظرة تقطع القلب من فوق لتحت
فيها تقزز وشفقة:
ــ انت بتسند وهمك على انــ ــوثتي...
وده مش انتصار دي قـــ ــذارة.
وصدقني، حتى لو فضلت في الأوضة دي مليون سنة، مش هتاخد مني غير البصق في وشك.
رسلان صوته بيعلو فجأة، وانفعاله بيوصل لقمة:
ــ بس خلاص! كفاية!
انتي فاكرة نفسك مين؟
فاكرة إني هستنى بصقتك؟
ده أنا اللي علمتك تمشي على رجلك...
وهاعلمك تركعي تاني!
اقترب منها بخطوات سريعة
عينه بتبرق بجنون، وصوته خشن:
ــ أنا ما برحمش اللي يرميني بكلمة
فما بالك اللي بيرميني بقرفه؟
هخليكي تتمني المــ ــوت... وتعيشي تتوسلي لي!
مد إيده بعنف، كأن كل القهر اللي جواه انفجـ ــر مرة واحدة، لكن فجأة قبل ما يوصل لها... الباب خبط بعنف، وصوت رجاله شق السكون:
ــ باشا! رشاد رجعتله الحالة!
ومش قادرين نسيطر عليه!
رسلان اتجمد. السيجار وقع من إيده
ونظره زاغ لحظة،التفت لإيلا
صوته مبحوح وفيه كســ ـــر:
ــ اللي بينا مش هينتهي هنا...
هرجعلك تاني. علشان اعلمك الطاعه!
فتح الباب وخرج بسرعة
إيلا فضلت واقفة، عينها على الباب
وصوتها بالكاد همس:
ــ رشاد؟ مين ده؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غرفة سرية تحت القصر…
جدرانها معدنية، ضوء أبيض باهت…
رشاد مربوط على السرير، جسده يتشنج من أثر المخدرات يصــ ـرخ ويشد القيود.
الدكاترة بيحاولوا يثبتوه!
رشاد بصوت مبحوح وهو يصــ ـرخ:
ــ مش هتعالج… سمعني يا رسلان؟!
مش هتوصل للي انت عايزه… سمعنييي!
باب الغرفة يتفتح بعنف...رسلان يدخل
خطواته تقطع الصــ ـراخ،بصوت حاد:
ــ بره… بــره كلـــكم!
الدكاترة يخرجوا بسرعة.الغرفة تبقى ساكتة إلا من صوت أنفاس رشاد المضطربة.
رشاد يبص له بعينين محمرة، يبتسم بسخرية:
ــ هنهي جذورك يا رسلان…
السلسال الوســ ــخ بتاعك… مش هيكمل.
رسلان يتقدم، يقرب وجهه من رشاد
ويضغط بإيده على وشه بعنف،بهدوء مخيف:
ــ هتتعالج…
مش هسمحلك تنهيني.
إنت حشرة… وأي وقت أقدر أهرسها بجزمتي.
بس لسه وقتك…ما جاش.
لازم تنفذ المطلوب منك الاول!
ووعدك اخلص عليك بايدي!
رشاد يضحك ضحكة متقطعة، فيها تحدي:
ــ الحشرة دي… حياتك كلها في إيدها.
أنا مش هتعالج… يا رسلان.
أنا مرضك… وسمك… وأكبر لعنتك.
رسلان عروقه بارزة، يحاول يتمالك نفسه:
ــ العلاج… مش اختيار.
هتتعالج… سواء رضيت أو لأ.
رشاد بابتسامة باردة:
ــ وأنا… هفضل جـ ــرحك المفتوح.
كل مرة تبصلي… هتفتكر إنك مش سيد الكل…
إنك مجرد أب… فاشل.
رسلان يشد نفسه بعيد، عينيه مليانة نــ ـار…
كأنه في لحظة على وشك يقتــ ــله…
لكنه يتراجع ويخرج بخطوات ثقيلة…
وصوت ضحكة رشاد يلاحقه جوه الممر…
غيت يخرج من آخر الممر…واقف في الضلمة
عينيه مسلطة على رسلان…بهدوء بارد:
ــ هو ده السر اللي كنت مخبيه…
ابنك.!
غيت بهمس:
ــ ابنك… اللي بتسجنه بإيدك…
اللي بتحاول تطفي صــ ـرخاته بالدواء…
هيكون نهايتك...يا رسلان!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غرفة مظلمة إلا من لمعة خفيفة جاية من شباك عالي.
إيلا قاعدة على الأرض، دموعها بتنزل
أول ما الباب يتفتح وتدخل خطوات غيت.
إيلا بصوت مخنوق:
ــ غيت… إنت أنقذت شرفي قبل كدا.
مش قادرة أصدق… إنك دلوقتي بتسلمني لرسلان ينهش فيا.
ساعدني أهرب… قبل ما يرجع. أرجوك.
غيت يتقدم ببطء، عينه غامضة.
صوته منخفض، كأنه بيكلم نفسه أكتر منها:
ــ الهروب… مش هينجيكي من رسلان.
إيلا تتراجع بخطوات مرتعشة
لحد ما ضهرها يلمس الحائط.
عينها تتسع أول ما تشوفه يطلع سكــ ــين من جيبه:
ــ غيت!!… إنت ناوي على إيه؟
غيت ببرود:
ــ إنتي… أمل رسلان.
إيلا مرعوبة، تتلعثم:
ــ تقصد إيه…؟! ابعد عني!
غيت يهجم فجأة، يسد بقها بإيده
يكتم صــ ـرختها...عينيه تلمع
خليط بين الغضب والألم..يهمس في ودنها:
ــ رسلان… لازم ينتهي.
سكــ ـين يلمع… حركة سريعة…
إيلا تسقط على الأرض!
غيت يقف ثابت، نفسه تقيل.
يلف عشان يخرج… لكنه يتوقف فجأة.
يرجع، يقلب إيلا على ظهرها
يثبت عينه على وشها لحظات طويلة…
ثم يتركها… ويخرج!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close