رواية عذراء مع وقف التنفيذ الفصل السادس 6
الفصل السادس
رجل ملثم العينين يمسك سلمى من شعرها ويجرها على الارض ويقيد يداها ويضع على رقبتها سكين يريد ان ينحرها بها وهي تصرخ ولا احد يسمعها مع ان والدتها تقف على يمينها تتفرج عليها ولكن لاتأبه بما يحدث لها وعلى شمالها علاء يبكي وهو ينظر اليها ولا يحرك ساكناً تحاول قدر المستطاع ان تقاوم وهي تصرخ ولكن ليس هناك من مجيب وقبل ان يذبحها تنزع الوشاح من على وجهه ليظهر خالها ويذبحها ويخرج الدم على وجهه......
استيقظت العمة فتحية على صوت سلمى في منتصف الليل وهي تصرخ...دخلت غرفتها وحضنتها وهي تقرأ ايات القرأن الكريم عليها...
- قالت برعب: مالك يا حبيتي شفتي ايه..
- اختبأت سلمى في حضن عمتها كمن يهرب من مكروه سيلحق به وقالت في وهن: كابوس فظيع..فظيع يا عمتي..
- وان الي قلت انك النهاردة جية فرحانة..ما لحقتيش...طقيتك عين انا ولا ايه..ربنا ياخدني..
- قالت سلمى بفزع كمن ازعجها الحديث: ايه ده بعد الشر يا حبيتي..نامي جنبي انا بس محتاجة حنانك...
- يا حبيتي انا جنبك خلاص بسم الله عليكي ربنا يحميكي يا حبيتي...نامي يا حبيتي...
حاولت سلمى ان تستعيد النوم الذي سرقه منها هذا الكابوس المزعج والذي يظهر فيه هؤلاء الاشخاص..والدتها..خالها ...و...وعلاء ايضاً..مادخل علاء بوالدتها وخالها؟؟؟؟؟
هل له علاقة بهم؟؟؟؟..ام لأنها ترتاح اليه سيكون طوق النجاة بالنسبة اليها؟؟؟؟؟...لكنه لم يحرك ساكناً مع انه رأها تذبح!!!!....خالها يذبحها وأي ذبح هذا امام ما فعله لقد ذبحها خالها الف مرة...هذا ان كان ما تفكر به حقيقة افتعلها...من الممكن ان يكون وهم.....يجب ان تضع حداً لهذا الامر نعم يجب ان تفعل ذلك..وبدأت تقنع نفسها ونامت وهي تقول..وهم ...حقيقة....وهم...حقيقة....
.................................................. .........................................
لم تتخلص سلمى من كوابيس الليل لتظهر لها كوابيس النهار....احمد من جديد...لا يريد ان يتركها وشأنها...عندما رأته في الجامعة ينظر اليها اختبأت كي لا يقترب منها...لقد شعرت انه يريد منها شيئاً وهي لا تريد ان تتحدث معه بعد سؤاله الاخير اليها.....جلست قرب صديقتها لمياء....
- ايه مالك يا سلمى..
- الواد الي اسمه احمد ده مش راضي يسبني في حالي..
- طنشيه هو الواد ده مش بستريحلو خالص..
- مش دي الحكاية بس يبسني في حالي بقة هو بالعافية...
- سيبك منو عندك ايه بعد المحاضرات..
- شغل اكيد انا ماا بصدق اخلص عشان اروح الشغل واخلصه ما برجعش غير بليل البيت..
وقبل ان تكمل جملتها الاخير كان احمد يقترب منها قائلاً...
- سلمى ممكن كلمة...
- تنفست سلمى الصعداء متأففة وقالت: عاوز ايه يا استاذ احمد..
- شعرت لمياء بالاحراج فإستعدت للذهاب قائلة: عن اذنكم اشوفك بعدين يا سلمى..((ابتعدت وجلس احمد على المقعد قرب سلمى التي تأهبت واقفة )
- عن اذنك استاذ احمد..
- اوقفها قائلاً في رجاء: من فضلك يا سلمى..ثانية
اخرج من جيبه علبة مقفولة واعطاها اياها امسكتها في استغراب قائلة..
- ايه ده؟؟
- دي هدية بسيطة...اسورة دهب حبيت اهديهالك....
- ضحكت بإستهزاء قائلة: ده بمناسبة ايه؟؟؟
- هدية...مش يمكن يحن قلبك علية شوية...
- ارجعتها له بعنف قائلة: انا ما بقبلش هدايا من حد وانا جية الجامعة هنا اتعلم وبس مش عشان حاجة تانية لو سمحت ابعد عني انا لغاية دلوقت بتكلم معاك بزوق بعدين حتشوف مني لون تاني..عن اذنك...
تركته واقفاً وفي يده الهدية وابتعدت مسرعة الى الخارج وجدت الدكتور علاء امامها على الباب...
- ايه ده دكتور علاء حضرتك بتعمل ايه هنا...
- جيت اسلم على واحد صاحبي هنا عندكم....
- طب كويس انا كنت مروحة الشغل..
- تعالي اخدك معاية..
- قالت في تفاؤل: اوك..
هذا المشهد الاخير انت تحت عيون احمد....رأها وهي تتحدث اليه بلطف..وهي تدخل معه الى السيارة.وهي تبتسم...امسك الهدية بعنف وعصرها بيده حتى كادت ان تصبح حطاماً....اقترب منه صديقه سمير قائلاً...
- حصل يا احمد...
- تمام هو كده الشغل ابتدى واستلقي مني بعد النهاردة يا سلمى...
.................................................. ................
كانت رنا تجلس في غرفتها عندما دخلت اليها عمتها بإبتسامتها المعهودة.....
- حبيتي انا نازلة شوية رايحة زيارة عند واحدة صاحبتي تحبي تجي معاية..
- لق انا تعبانة شوية حفضل هنا...
- طب ماشي سلام حبيتي....
خرجت من الغرفة ودخلت غرفة نادر الذي كان ما زال نائماً ايقظته بحنان وهي تملس على شعره قائلة....
- حبيبي انامروحة قوم يلا الساعة بقت واحدة..
- الله ياماما حاضر ..
- قوم يلا مش عاوز ارجع الاقيك نايم قوم روح الجامعة الامتحانات على الابواب...
- قال بتثاقل: اوك...
- علفكرة ابوك كلمني وقال الاسبوع الي جي بالكتير حيكون هنا...يلا قوم...
لم يرد نادر على كلام امه بل تابع النوم بعد خروجها الا ان ايقظته اصوات موسيقى راقصة....من الذي سيتمع الى هذه الموسيقى الراقصة....نزل من سريره وهو يتبع مصدر الصوت..انه يخرج من غرفة رنا....فتح الباب بهدوء من دون ان يستأذن بالدخول.......وجدها ترقص..وقف ينظر اليها وهي لم تتنبه الى وجوده.....عندما رأته ينظر اليها اسرعت من خجلها وأخرست صوت الموسيقى وقالت وهي تكاد تتمنى ان تنشق الارض وتبتلعها....
- نادر انت بتعمل ايه..
- قال وهو يضع يده على ذقنه: عارفة انتي رقصك حلو اوي..امال في الحفلة عملتي كده ليه هاه..
- ابعدت وجهها قائلة: عملت ايه..
- اقترب منها وامسك يدها قائلاً: رفضتي ترقصي معاية مع ان رقصك حلو اوي...
- قالت في توتر: اصل..اصل....
- نظر اليها عيينها بحنان مفتعل وقال: تعرفي انك حلوة اوي..
نظرت الى عينيه وهي جامدة في مكانها ....اقترب منها اكثر....وهي كتمثال شمع.... استغل نادر الفرصة وقبلها في خدها وهي كصخرة لا تتحرك....اغمضت عينيها وبدأت ترتعش...وكانت قبلة واحدة خرج بعدها فوراً من الغرفة وتركها في صمتها وفي جمودها.....كأنه اعطاها الحقنة الاولى من المخدر الذي ستطلبه بعدها هي بنفسها......فتحت عنيها لم تجده..ارتمت على السرير وكأنها في حلم ولم تصدق ما حصل..لقد قبلها شاب ...انه يحبها اذن..لا بل يعشقها....فتى الاحلام المنتظر كما في القصص التي تعودت أن تقرأها .... الغنى والوسامة والشخصية الجذابة....وضعت يدها على رأسها وكأنه سيغمى عليها من فرط السعادة التي تملكتها....
.................................................. .
عاد احمد الى البيت والتعاسة تظله ...دخل الى البيت ليجد امه ممسكة ببعض الثياب تخيطها والى جانبها اختها *****....واخته تتابع التلفاز وهي تلبس ثياب نوم شفافة جداً...وما ان رأته خالته حتى اسرعت اليه...
- ازيك يا احمد يا حبيبي..
- قال في حزن: كويس..
- ايه ده مالك..
- اصلي تعبان
- ردت الام بإستهزاء: اه يختي من كتر السرمحة في الشوارع مش قادر يلاقي شغلانة تلمه ...
- ايه ده يختي هو حيلاحق على ايه ولا ايه جامعة ولا شغل سبيه بكره يبقى موظف قد الدنيا..
- قال وهو يتجه الى غرفته: عن اذنكم حدخل قودتي..
- اتفضل يا حبيتي....
- قالت الام بأسى: مغلبني الواد ده يا *****..
- يخت يما تشليش في بالك بكرة الواد يبقى زي الفل......(نظرت الى اخته التي تجلس بعيداً وقالت)..يختي انا عاوزة اقلك على حاجة كده.....
- ايه خير....
- مريم...ازاي تلبس كده قدام اخوها؟؟
- قصدك ايه؟؟
- يعني قميص النوم الي لابسه عريان اوي وشفاف..
- ومالو يختي حر الدنيا مافيش حد..
- اه بس بردو ما يصحش اخوها راجل..
- ايه ده انتي ايه الي بتقولي ده احمد متربي كويس اوعي...
- والله مش قصدي يا اختي بس انا بنبهك على ان ده بس ما يصحش..
- هي طول عمرها كده انا على قد ما بحرص علهيا في لبسها برة البيت بسيبها على راحتها هنا ولا نخنق البت هنا كمان....
- شعرت الخالة ***** ان النقاش عقيم فانسحبت من الموضوع قائلة: الي تحبيه يا اختي...
دخل ابا احمد الى البيت من الباب والشرار يتطاير من وجه....ما ان رأى الخالة ***** حتى صمت قبل ان يتكلم....ودخل غرفته مسرعاً لحقت به ام احمد...
- قالت الام: مالك يا خوية...
- قال بغضب: انا اتسرقت يا ام احمد اتسرقت..
- ضربت بيدها على صدرها قائلة: يا نهار اسود ازاي؟؟
- مش عارف حتجنن...فجأة بحط ايدي في جيبي اشتري خضا ر مالقتش الفلوس معاش الشهر طار كلو ياام احمد حناكل منين...
- ربنا يجازي الي كان السبب...انت خرجت من البيت وهما معاك..
- مش عارف انا لبست هدومي وخرجت لغاية دلوقت ما مدتش ايدي على الفلوس...(صرخت ام احمد لولدها وما ان سمع صوت والدته حتى انتفض من سريره وشعر ان موضوع السرقة قد كشف...فأسرع اليها متجاهلاً الأمر وكأنه لا يعرف شيئاً)
- قال: خير في ايه...
- قال الاب وهو ينظر نظرة شك الى ولده: الفلوس فيني ا احمد...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ
- قال وكأن لا يعلم شيئاً: فلوس ايه؟؟
- الفلوس يا احمد الي كانت في جيبي..
- وانا اش عرفني...
- قالت الام وهي مذهولة: ليه هو احمد ليه دعوة...
- امسك الأب ثياب ابنه بعصبية قائلاً: انا دخلت البيت معاية فلوس خرجت من غيرهم يبقى مين اخدهم العفاريت...
- قال احمد في براءة مصطنعة: بتشك في ابنك وحيدك يا بابا....انا تشك فيه..ماشي مدام كده يبقى مش قاعد في البيت...
هرب احمد من المواجهة امام صراخ والدته له بالعودة وغضب والده وكأنه متأكد من ان احمد من فعلها ...بدأ يمشي في الشوارع ويبكي...لقد اصبح سارقاً....فجأة مسح دموعه وبدأ الحقد يملأ دموع ....الحقد يملأ عينيه....يريد ان ينتقم منها..من التي كانت في نظره السبب ....بمن فضلت غيره عليه...بمن جعلت شباب الجامعة يضحكون عليه...بمن خذلته......يجب ان ينتقم من .......من سلمى....
.................................................. ...............................................
علاء بدأ يتقرب كثيراً من سلمى التي لم تمانع وكأنها تريد ان تنسى به كل الامها كل ماضيها الذي اعتبرته حتماً وهماً لا محال وكأنه امر طبيعي ان تحب وتتزوج وتنجب بغاية البساطة..امام رفضها القاطع للرجال وكرهها لهم تغيرت نظرتها عندما تعرفت على علاء وكأن الله بعثه لها لتتغير حياتها تماماً....الحب يملأ عينيها وعينيه...نفس الشعور كانت تعيشه رنا مع نادر الذي بدأ يلعب بمشاعرها ويستغل برأتها بكلامه المعسول والهدايا التي يقدمها اليها كل ما سنحت له الفرصة حين غياب والدته وغياب علاء المستمر عن البيت.....وغياب الموظفين في الليل كان الحاجز الذي نشر الصفاء والهدوء في المستوصف. ليسنح الفرصة لعلاء بالحديث مع سلمى عن مشاعره..
- قال لها بحنان: سلمى ممكن اكلمك في حاجة..
- قالت في ابتسامة: اتفضل يا دكتور علاء..
- اولاً مش عاوز اسمع الكلمة دي منك مرة تانية...اسمي علاء وبس..
- ضحكت قائلة: علاء وبس حاضر...
- تنهد قائلاً: انتي يا سلمى قريبة اوي مني..برتاحلك اوي بجد..
- قالت بخجل: متشكرة اوي يا علاء...
- ايوة كده قوليها...علاء..خايفة ليه..
- مش خايفة ابداً واخاف منك ليه...
- بجد يعني بترتاحيلي..
- طبعاً..
- طب ده كويس عشان انا في قلبي حجات عاوز اقلها..
- ارتبكت ووقفت قائلة: ايه ده احنا اتأخرنا لازم اروح البيت...
- ضحك قائلاً: ماشي اوصلك طيب...
لم تمانع بل صعدت معه في السيارة الى ان اوقفها قرب منزلها قائلاً..
- سلمى..
- نظرت اليه بعينين تقول له قل ما تريد انا لست معارضة: ايوة..
- تشجع وقال: انا معجب بيكي اوي...وقصدي شريف والله...
- احمرت وجنتاها قائلة: تصبح على خير...
- امسك يدها قبل ان تنزل وقال: سلمى....مش عاوزك تضايقي ارجوكي......
- ابتسمت قائلة: اشوفك بكرة ان شاءالله
- يعني مش زعلانة مني..
هزت رأسها بالنفي ونظرت اليه نظرة تقول له وانا ايضاً اشاطرك الاعجاب نفسه ونزلت مسرعة... تابع علاء طريقه بسيارته وهو سعيد جداً لأنه عبر ولو بجزء بسيط لها عن مشاعره ولكن ما في قلبه اكثر من ذلك ليعترف به لها...
.................................................. .............................
بدأت حياة سلمى تتغير مع الحب الجديد الذي طرق قلبها وبشدة ومن دون ان تسمح له..الجميع لاحظ ههذا الاعجاب المتبادل بين علاء وسلمى بل والحب ايضاً وفي نظرهم انهما ان شاءالله لبعضهما....ولم يخجلا من ها الامر مع ان سلمى كانت تنكره دائماً.....
كان الحديث بينهما يأخذ اطرافاً عديدة وأكثرها لا تتحدث عن الماضي بل عن الحاضر والمستقبل.....بشكل عاماً وليس خاصاً... فالكلمة التي تنتظرها سلمى لم يقولها علاء بعد وكأنه يريد أن يتأكد قبلها من مشاعرها اتجاهه.....
نسيت كل ما تعرضت له في ماضيها وارادت ان تبدأ من جديد وشعرت ان علاء سيفهمها مهما كان الامر لأنه كما ترى يحبها لذاتها....
في المستوصف كان وقتاً للعمل الجاد ليس هناك مجال لأي حديث اخر الا في اواخر اوقات الععمل عندما يحل المساء وتبقى معه حتى تعطيه اوراق المحاسبة....
- قال وهو يراها تستعد للذهاب وفي فمه كلام كثير لها: سلمى..خلصتي مروحة..
- اه دي الاوراق وانا خلصت عاوز مني حاجة..
- اوصلك
- قالت مبتسمة: لا ناوية اجيب حاجات معاية لعمتي وانامروحة
وقبل ان تكمل جملتها الاخيرة دخلت اليهما سيدة تبكي وتلطم على وجههها وهي تقول..
- الحقني يا دكتور.الحق بنتي..
- فيه ايه حصل ايه؟؟
- بنتي بتنزف دم يا دكتور..
- بتنتزف دم!!!عندها كام سنة..
- ست سنين..الحقني ارجوك..انا مش عارفة اعمل حاجة ارجوك ابوس ايدك....
اسرع الدكتور علاء مع السيدة وذهبت معهما سلمى وبدأت تهدأ من روع السيدة وتخفف عنها الى ان وصلا الى منزلها في حي شعبي علامات الفقر بادية عليه كوهج الشمس..دخلا الى منزلها او على الارجح الغرفة الواحدة التي تسكن فيها مع اطفالها الخمسة ..اقترب علاء من الطفلة النائمة على الارض وهي تنزف دماً وقال للأم..
- حصل ايه للبت قولي؟؟؟
- وضعت يدها على وجهها وهي تبكي وقالت: مش قادرة..
- قولي يا اما مش حساعدك البت شكلها اتعرضت لاغتصاب...
ما ا ن سمعت سلمى هذه الكلمة حتى تراجعت الى الوراء و انزوت قرب الباب والرعب يملأ عينيها وبدأت تنظر الى الفتاة على الارض...
- قال الدكتور علاءوهو يصرخ في السيدة وحمل الفتاة بين يديه: قوليلي حصل ايه مين الي عمل كده..والا حطلب الشرطة ومش حنقدر ندخلها مستشفى حيحققوا في الموضوع وتحصل فضيحة...قوليلي حساعدك والله...
- قالت الام وهي تلطم وجهها: احلفك بربنا لو قلتلك تساعدني ولا تقول لحد..
- قولي عشان اعرف اتصرف ازاي.......
- قال بصوت منخفض وصل الى اذن سلمى: يا نهار اسود..والله مش قادرة اتخيل الي حصل...ان عمها يعمل كده فيها وهي زي بنته...ده جوزي عمها مش ابوها..........
- صعق الدكتور علاء من جملتها الاخيرة وقال: ايههههههههه..جوزك ؟؟
- بدأت السيدة تبكي وهي تقول: هرب..مش لاقياه من ساعتها....والله لو شفته لادبحه..لادبحه..ربنا يخليك استر علينا..ربنا يخليك...
لم يسمع الدكتور علاء اكثر من السيدة بل حمل الفتاة واسرع بها الى اقرب مستشفى امام عيون سلمى التي لم تنطق بحرف وكأنها استعادت كل الذكريات الأليمة من جديد.....بدأت الدموع تنزرف من عينيها ووضعت يدها على رأسها....بعد ان حاولت ان تنسى عادت لتتذكر من جديد.....الموضوع يلحق بها لا يريد ان يتركها وشأنها....
.................................................. ........
في اليوم التالي كانت سلمى في عملها شاردة في مكان بعيد لا تتحدث مع احد ولا حتى الدكتور علاءلولا انه طلب ان يراها في مكتبه...
- دخلت اليه والحزن في عينيها فقال متسائلاً: مساءالخير يا سلمى..مالك..
- جلست على الكرسي وكأنها تحمل جبلاً على ظهرها: تعبانة....
- الي حصل امارح كان صعب..عارفة انا ما عرفتش انام بجد...صورة البنت مش قادرة تروح من بالي...ازي ممكن انسان يعمل في طفلة كده.....
- قال بأسى وحدة: ده حيوان مش انسان..
- دول اكيد ما بيحافوش ربنا تجردو من الانسانية تماماً ....انا مش عارف ايه الي بيحصل في الدنيا...هو الفقر يعمل لسه اكتر من كده....البنات وامهم وجوز امهم في قودة واحدة....حيحصل كده واكتر من كده...عشان كده الفصل لازم حتى بين الاخ واخته في الزمن المهبب ده...
- قالت بتوتر: كتبت في التقرير بتاع البنت ايه؟؟
- كتبت انها وقعت على حاجة جامدة على اثره حصل الي حصل..لولا ان الام حلفتني انا كنت وديت جوزها الحيوان في داهية...بس كان همي البنت..ياه يا سلمى البنت..نفسيتها لنا تكبر حتبقى ازاي....حتعيش ازاي..حتقول للي حيتجوزها علي حصلها ازاي..اكيد حيشك فيها ومش حيصدقها ده لو ما كرهتش حياتها والرجالة كمان...
عندما كان يتحث علاء اليها كان العرق يتصبب منها ويكاد يغمى عليها وكأنه يعنيها بكل كلمة..فإنتفضت واقفة وقالت..
- انا تعبانة ...عاوزةة اروح...
- في ايه مالك يا سلمى..
- قالت وهي تضع يدها على رقبتها وتكا د تختنق: عن اذنك..
اسرعت بالخروج ولم يستطع الدكتور علاء اللحاق بها...بدأت تمشي في الشوارع والدمع في عينيها....ان ما تحلم به لن يتحقق ...الكوابيس الحقيقية بدأت تظهر من جديد..وفتى احلامها رجل شرقي من هذا المجتمع لن يصدقها هذا ان كان ما تفكر فيه حقيقة...وقال في نفسها..
- انا محتارة ليه كده...اتأكد واخلص..يا اعرف ان مش عذراء واخلص..يا اكون عذراء واكمل حياتي...لكن مستحيل ان الي بفكر فيه ده يكون وهم...مستحيل....
-
في اليوم التالي كانت سلمى امام عيادة الطبيية النسائية في عينيها تصميم رهيب ورغبة كبيرة على معرفة ما تفكر فيه.....لا تريد ان تظلم من احبها معها....يجب ان تضع حداً لما تفكر به...قبلها لم يكن الامر يعنيها....لكن الان اصبح هناك من يريد ان يدخل حياتها..اما ان تسمح له بالدخول الى عقلهاوقلبها اوتصده وينتهي الامر....
......................................
يتبع....
رجل ملثم العينين يمسك سلمى من شعرها ويجرها على الارض ويقيد يداها ويضع على رقبتها سكين يريد ان ينحرها بها وهي تصرخ ولا احد يسمعها مع ان والدتها تقف على يمينها تتفرج عليها ولكن لاتأبه بما يحدث لها وعلى شمالها علاء يبكي وهو ينظر اليها ولا يحرك ساكناً تحاول قدر المستطاع ان تقاوم وهي تصرخ ولكن ليس هناك من مجيب وقبل ان يذبحها تنزع الوشاح من على وجهه ليظهر خالها ويذبحها ويخرج الدم على وجهه......
استيقظت العمة فتحية على صوت سلمى في منتصف الليل وهي تصرخ...دخلت غرفتها وحضنتها وهي تقرأ ايات القرأن الكريم عليها...
- قالت برعب: مالك يا حبيتي شفتي ايه..
- اختبأت سلمى في حضن عمتها كمن يهرب من مكروه سيلحق به وقالت في وهن: كابوس فظيع..فظيع يا عمتي..
- وان الي قلت انك النهاردة جية فرحانة..ما لحقتيش...طقيتك عين انا ولا ايه..ربنا ياخدني..
- قالت سلمى بفزع كمن ازعجها الحديث: ايه ده بعد الشر يا حبيتي..نامي جنبي انا بس محتاجة حنانك...
- يا حبيتي انا جنبك خلاص بسم الله عليكي ربنا يحميكي يا حبيتي...نامي يا حبيتي...
حاولت سلمى ان تستعيد النوم الذي سرقه منها هذا الكابوس المزعج والذي يظهر فيه هؤلاء الاشخاص..والدتها..خالها ...و...وعلاء ايضاً..مادخل علاء بوالدتها وخالها؟؟؟؟؟
هل له علاقة بهم؟؟؟؟..ام لأنها ترتاح اليه سيكون طوق النجاة بالنسبة اليها؟؟؟؟؟...لكنه لم يحرك ساكناً مع انه رأها تذبح!!!!....خالها يذبحها وأي ذبح هذا امام ما فعله لقد ذبحها خالها الف مرة...هذا ان كان ما تفكر به حقيقة افتعلها...من الممكن ان يكون وهم.....يجب ان تضع حداً لهذا الامر نعم يجب ان تفعل ذلك..وبدأت تقنع نفسها ونامت وهي تقول..وهم ...حقيقة....وهم...حقيقة....
.................................................. .........................................
لم تتخلص سلمى من كوابيس الليل لتظهر لها كوابيس النهار....احمد من جديد...لا يريد ان يتركها وشأنها...عندما رأته في الجامعة ينظر اليها اختبأت كي لا يقترب منها...لقد شعرت انه يريد منها شيئاً وهي لا تريد ان تتحدث معه بعد سؤاله الاخير اليها.....جلست قرب صديقتها لمياء....
- ايه مالك يا سلمى..
- الواد الي اسمه احمد ده مش راضي يسبني في حالي..
- طنشيه هو الواد ده مش بستريحلو خالص..
- مش دي الحكاية بس يبسني في حالي بقة هو بالعافية...
- سيبك منو عندك ايه بعد المحاضرات..
- شغل اكيد انا ماا بصدق اخلص عشان اروح الشغل واخلصه ما برجعش غير بليل البيت..
وقبل ان تكمل جملتها الاخير كان احمد يقترب منها قائلاً...
- سلمى ممكن كلمة...
- تنفست سلمى الصعداء متأففة وقالت: عاوز ايه يا استاذ احمد..
- شعرت لمياء بالاحراج فإستعدت للذهاب قائلة: عن اذنكم اشوفك بعدين يا سلمى..((ابتعدت وجلس احمد على المقعد قرب سلمى التي تأهبت واقفة )
- عن اذنك استاذ احمد..
- اوقفها قائلاً في رجاء: من فضلك يا سلمى..ثانية
اخرج من جيبه علبة مقفولة واعطاها اياها امسكتها في استغراب قائلة..
- ايه ده؟؟
- دي هدية بسيطة...اسورة دهب حبيت اهديهالك....
- ضحكت بإستهزاء قائلة: ده بمناسبة ايه؟؟؟
- هدية...مش يمكن يحن قلبك علية شوية...
- ارجعتها له بعنف قائلة: انا ما بقبلش هدايا من حد وانا جية الجامعة هنا اتعلم وبس مش عشان حاجة تانية لو سمحت ابعد عني انا لغاية دلوقت بتكلم معاك بزوق بعدين حتشوف مني لون تاني..عن اذنك...
تركته واقفاً وفي يده الهدية وابتعدت مسرعة الى الخارج وجدت الدكتور علاء امامها على الباب...
- ايه ده دكتور علاء حضرتك بتعمل ايه هنا...
- جيت اسلم على واحد صاحبي هنا عندكم....
- طب كويس انا كنت مروحة الشغل..
- تعالي اخدك معاية..
- قالت في تفاؤل: اوك..
هذا المشهد الاخير انت تحت عيون احمد....رأها وهي تتحدث اليه بلطف..وهي تدخل معه الى السيارة.وهي تبتسم...امسك الهدية بعنف وعصرها بيده حتى كادت ان تصبح حطاماً....اقترب منه صديقه سمير قائلاً...
- حصل يا احمد...
- تمام هو كده الشغل ابتدى واستلقي مني بعد النهاردة يا سلمى...
.................................................. ................
كانت رنا تجلس في غرفتها عندما دخلت اليها عمتها بإبتسامتها المعهودة.....
- حبيتي انا نازلة شوية رايحة زيارة عند واحدة صاحبتي تحبي تجي معاية..
- لق انا تعبانة شوية حفضل هنا...
- طب ماشي سلام حبيتي....
خرجت من الغرفة ودخلت غرفة نادر الذي كان ما زال نائماً ايقظته بحنان وهي تملس على شعره قائلة....
- حبيبي انامروحة قوم يلا الساعة بقت واحدة..
- الله ياماما حاضر ..
- قوم يلا مش عاوز ارجع الاقيك نايم قوم روح الجامعة الامتحانات على الابواب...
- قال بتثاقل: اوك...
- علفكرة ابوك كلمني وقال الاسبوع الي جي بالكتير حيكون هنا...يلا قوم...
لم يرد نادر على كلام امه بل تابع النوم بعد خروجها الا ان ايقظته اصوات موسيقى راقصة....من الذي سيتمع الى هذه الموسيقى الراقصة....نزل من سريره وهو يتبع مصدر الصوت..انه يخرج من غرفة رنا....فتح الباب بهدوء من دون ان يستأذن بالدخول.......وجدها ترقص..وقف ينظر اليها وهي لم تتنبه الى وجوده.....عندما رأته ينظر اليها اسرعت من خجلها وأخرست صوت الموسيقى وقالت وهي تكاد تتمنى ان تنشق الارض وتبتلعها....
- نادر انت بتعمل ايه..
- قال وهو يضع يده على ذقنه: عارفة انتي رقصك حلو اوي..امال في الحفلة عملتي كده ليه هاه..
- ابعدت وجهها قائلة: عملت ايه..
- اقترب منها وامسك يدها قائلاً: رفضتي ترقصي معاية مع ان رقصك حلو اوي...
- قالت في توتر: اصل..اصل....
- نظر اليها عيينها بحنان مفتعل وقال: تعرفي انك حلوة اوي..
نظرت الى عينيه وهي جامدة في مكانها ....اقترب منها اكثر....وهي كتمثال شمع.... استغل نادر الفرصة وقبلها في خدها وهي كصخرة لا تتحرك....اغمضت عينيها وبدأت ترتعش...وكانت قبلة واحدة خرج بعدها فوراً من الغرفة وتركها في صمتها وفي جمودها.....كأنه اعطاها الحقنة الاولى من المخدر الذي ستطلبه بعدها هي بنفسها......فتحت عنيها لم تجده..ارتمت على السرير وكأنها في حلم ولم تصدق ما حصل..لقد قبلها شاب ...انه يحبها اذن..لا بل يعشقها....فتى الاحلام المنتظر كما في القصص التي تعودت أن تقرأها .... الغنى والوسامة والشخصية الجذابة....وضعت يدها على رأسها وكأنه سيغمى عليها من فرط السعادة التي تملكتها....
.................................................. .
عاد احمد الى البيت والتعاسة تظله ...دخل الى البيت ليجد امه ممسكة ببعض الثياب تخيطها والى جانبها اختها *****....واخته تتابع التلفاز وهي تلبس ثياب نوم شفافة جداً...وما ان رأته خالته حتى اسرعت اليه...
- ازيك يا احمد يا حبيبي..
- قال في حزن: كويس..
- ايه ده مالك..
- اصلي تعبان
- ردت الام بإستهزاء: اه يختي من كتر السرمحة في الشوارع مش قادر يلاقي شغلانة تلمه ...
- ايه ده يختي هو حيلاحق على ايه ولا ايه جامعة ولا شغل سبيه بكره يبقى موظف قد الدنيا..
- قال وهو يتجه الى غرفته: عن اذنكم حدخل قودتي..
- اتفضل يا حبيتي....
- قالت الام بأسى: مغلبني الواد ده يا *****..
- يخت يما تشليش في بالك بكرة الواد يبقى زي الفل......(نظرت الى اخته التي تجلس بعيداً وقالت)..يختي انا عاوزة اقلك على حاجة كده.....
- ايه خير....
- مريم...ازاي تلبس كده قدام اخوها؟؟
- قصدك ايه؟؟
- يعني قميص النوم الي لابسه عريان اوي وشفاف..
- ومالو يختي حر الدنيا مافيش حد..
- اه بس بردو ما يصحش اخوها راجل..
- ايه ده انتي ايه الي بتقولي ده احمد متربي كويس اوعي...
- والله مش قصدي يا اختي بس انا بنبهك على ان ده بس ما يصحش..
- هي طول عمرها كده انا على قد ما بحرص علهيا في لبسها برة البيت بسيبها على راحتها هنا ولا نخنق البت هنا كمان....
- شعرت الخالة ***** ان النقاش عقيم فانسحبت من الموضوع قائلة: الي تحبيه يا اختي...
دخل ابا احمد الى البيت من الباب والشرار يتطاير من وجه....ما ان رأى الخالة ***** حتى صمت قبل ان يتكلم....ودخل غرفته مسرعاً لحقت به ام احمد...
- قالت الام: مالك يا خوية...
- قال بغضب: انا اتسرقت يا ام احمد اتسرقت..
- ضربت بيدها على صدرها قائلة: يا نهار اسود ازاي؟؟
- مش عارف حتجنن...فجأة بحط ايدي في جيبي اشتري خضا ر مالقتش الفلوس معاش الشهر طار كلو ياام احمد حناكل منين...
- ربنا يجازي الي كان السبب...انت خرجت من البيت وهما معاك..
- مش عارف انا لبست هدومي وخرجت لغاية دلوقت ما مدتش ايدي على الفلوس...(صرخت ام احمد لولدها وما ان سمع صوت والدته حتى انتفض من سريره وشعر ان موضوع السرقة قد كشف...فأسرع اليها متجاهلاً الأمر وكأنه لا يعرف شيئاً)
- قال: خير في ايه...
- قال الاب وهو ينظر نظرة شك الى ولده: الفلوس فيني ا احمد...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ
- قال وكأن لا يعلم شيئاً: فلوس ايه؟؟
- الفلوس يا احمد الي كانت في جيبي..
- وانا اش عرفني...
- قالت الام وهي مذهولة: ليه هو احمد ليه دعوة...
- امسك الأب ثياب ابنه بعصبية قائلاً: انا دخلت البيت معاية فلوس خرجت من غيرهم يبقى مين اخدهم العفاريت...
- قال احمد في براءة مصطنعة: بتشك في ابنك وحيدك يا بابا....انا تشك فيه..ماشي مدام كده يبقى مش قاعد في البيت...
هرب احمد من المواجهة امام صراخ والدته له بالعودة وغضب والده وكأنه متأكد من ان احمد من فعلها ...بدأ يمشي في الشوارع ويبكي...لقد اصبح سارقاً....فجأة مسح دموعه وبدأ الحقد يملأ دموع ....الحقد يملأ عينيه....يريد ان ينتقم منها..من التي كانت في نظره السبب ....بمن فضلت غيره عليه...بمن جعلت شباب الجامعة يضحكون عليه...بمن خذلته......يجب ان ينتقم من .......من سلمى....
.................................................. ...............................................
علاء بدأ يتقرب كثيراً من سلمى التي لم تمانع وكأنها تريد ان تنسى به كل الامها كل ماضيها الذي اعتبرته حتماً وهماً لا محال وكأنه امر طبيعي ان تحب وتتزوج وتنجب بغاية البساطة..امام رفضها القاطع للرجال وكرهها لهم تغيرت نظرتها عندما تعرفت على علاء وكأن الله بعثه لها لتتغير حياتها تماماً....الحب يملأ عينيها وعينيه...نفس الشعور كانت تعيشه رنا مع نادر الذي بدأ يلعب بمشاعرها ويستغل برأتها بكلامه المعسول والهدايا التي يقدمها اليها كل ما سنحت له الفرصة حين غياب والدته وغياب علاء المستمر عن البيت.....وغياب الموظفين في الليل كان الحاجز الذي نشر الصفاء والهدوء في المستوصف. ليسنح الفرصة لعلاء بالحديث مع سلمى عن مشاعره..
- قال لها بحنان: سلمى ممكن اكلمك في حاجة..
- قالت في ابتسامة: اتفضل يا دكتور علاء..
- اولاً مش عاوز اسمع الكلمة دي منك مرة تانية...اسمي علاء وبس..
- ضحكت قائلة: علاء وبس حاضر...
- تنهد قائلاً: انتي يا سلمى قريبة اوي مني..برتاحلك اوي بجد..
- قالت بخجل: متشكرة اوي يا علاء...
- ايوة كده قوليها...علاء..خايفة ليه..
- مش خايفة ابداً واخاف منك ليه...
- بجد يعني بترتاحيلي..
- طبعاً..
- طب ده كويس عشان انا في قلبي حجات عاوز اقلها..
- ارتبكت ووقفت قائلة: ايه ده احنا اتأخرنا لازم اروح البيت...
- ضحك قائلاً: ماشي اوصلك طيب...
لم تمانع بل صعدت معه في السيارة الى ان اوقفها قرب منزلها قائلاً..
- سلمى..
- نظرت اليه بعينين تقول له قل ما تريد انا لست معارضة: ايوة..
- تشجع وقال: انا معجب بيكي اوي...وقصدي شريف والله...
- احمرت وجنتاها قائلة: تصبح على خير...
- امسك يدها قبل ان تنزل وقال: سلمى....مش عاوزك تضايقي ارجوكي......
- ابتسمت قائلة: اشوفك بكرة ان شاءالله
- يعني مش زعلانة مني..
هزت رأسها بالنفي ونظرت اليه نظرة تقول له وانا ايضاً اشاطرك الاعجاب نفسه ونزلت مسرعة... تابع علاء طريقه بسيارته وهو سعيد جداً لأنه عبر ولو بجزء بسيط لها عن مشاعره ولكن ما في قلبه اكثر من ذلك ليعترف به لها...
.................................................. .............................
بدأت حياة سلمى تتغير مع الحب الجديد الذي طرق قلبها وبشدة ومن دون ان تسمح له..الجميع لاحظ ههذا الاعجاب المتبادل بين علاء وسلمى بل والحب ايضاً وفي نظرهم انهما ان شاءالله لبعضهما....ولم يخجلا من ها الامر مع ان سلمى كانت تنكره دائماً.....
كان الحديث بينهما يأخذ اطرافاً عديدة وأكثرها لا تتحدث عن الماضي بل عن الحاضر والمستقبل.....بشكل عاماً وليس خاصاً... فالكلمة التي تنتظرها سلمى لم يقولها علاء بعد وكأنه يريد أن يتأكد قبلها من مشاعرها اتجاهه.....
نسيت كل ما تعرضت له في ماضيها وارادت ان تبدأ من جديد وشعرت ان علاء سيفهمها مهما كان الامر لأنه كما ترى يحبها لذاتها....
في المستوصف كان وقتاً للعمل الجاد ليس هناك مجال لأي حديث اخر الا في اواخر اوقات الععمل عندما يحل المساء وتبقى معه حتى تعطيه اوراق المحاسبة....
- قال وهو يراها تستعد للذهاب وفي فمه كلام كثير لها: سلمى..خلصتي مروحة..
- اه دي الاوراق وانا خلصت عاوز مني حاجة..
- اوصلك
- قالت مبتسمة: لا ناوية اجيب حاجات معاية لعمتي وانامروحة
وقبل ان تكمل جملتها الاخيرة دخلت اليهما سيدة تبكي وتلطم على وجههها وهي تقول..
- الحقني يا دكتور.الحق بنتي..
- فيه ايه حصل ايه؟؟
- بنتي بتنزف دم يا دكتور..
- بتنتزف دم!!!عندها كام سنة..
- ست سنين..الحقني ارجوك..انا مش عارفة اعمل حاجة ارجوك ابوس ايدك....
اسرع الدكتور علاء مع السيدة وذهبت معهما سلمى وبدأت تهدأ من روع السيدة وتخفف عنها الى ان وصلا الى منزلها في حي شعبي علامات الفقر بادية عليه كوهج الشمس..دخلا الى منزلها او على الارجح الغرفة الواحدة التي تسكن فيها مع اطفالها الخمسة ..اقترب علاء من الطفلة النائمة على الارض وهي تنزف دماً وقال للأم..
- حصل ايه للبت قولي؟؟؟
- وضعت يدها على وجهها وهي تبكي وقالت: مش قادرة..
- قولي يا اما مش حساعدك البت شكلها اتعرضت لاغتصاب...
ما ا ن سمعت سلمى هذه الكلمة حتى تراجعت الى الوراء و انزوت قرب الباب والرعب يملأ عينيها وبدأت تنظر الى الفتاة على الارض...
- قال الدكتور علاءوهو يصرخ في السيدة وحمل الفتاة بين يديه: قوليلي حصل ايه مين الي عمل كده..والا حطلب الشرطة ومش حنقدر ندخلها مستشفى حيحققوا في الموضوع وتحصل فضيحة...قوليلي حساعدك والله...
- قالت الام وهي تلطم وجهها: احلفك بربنا لو قلتلك تساعدني ولا تقول لحد..
- قولي عشان اعرف اتصرف ازاي.......
- قال بصوت منخفض وصل الى اذن سلمى: يا نهار اسود..والله مش قادرة اتخيل الي حصل...ان عمها يعمل كده فيها وهي زي بنته...ده جوزي عمها مش ابوها..........
- صعق الدكتور علاء من جملتها الاخيرة وقال: ايههههههههه..جوزك ؟؟
- بدأت السيدة تبكي وهي تقول: هرب..مش لاقياه من ساعتها....والله لو شفته لادبحه..لادبحه..ربنا يخليك استر علينا..ربنا يخليك...
لم يسمع الدكتور علاء اكثر من السيدة بل حمل الفتاة واسرع بها الى اقرب مستشفى امام عيون سلمى التي لم تنطق بحرف وكأنها استعادت كل الذكريات الأليمة من جديد.....بدأت الدموع تنزرف من عينيها ووضعت يدها على رأسها....بعد ان حاولت ان تنسى عادت لتتذكر من جديد.....الموضوع يلحق بها لا يريد ان يتركها وشأنها....
.................................................. ........
في اليوم التالي كانت سلمى في عملها شاردة في مكان بعيد لا تتحدث مع احد ولا حتى الدكتور علاءلولا انه طلب ان يراها في مكتبه...
- دخلت اليه والحزن في عينيها فقال متسائلاً: مساءالخير يا سلمى..مالك..
- جلست على الكرسي وكأنها تحمل جبلاً على ظهرها: تعبانة....
- الي حصل امارح كان صعب..عارفة انا ما عرفتش انام بجد...صورة البنت مش قادرة تروح من بالي...ازي ممكن انسان يعمل في طفلة كده.....
- قال بأسى وحدة: ده حيوان مش انسان..
- دول اكيد ما بيحافوش ربنا تجردو من الانسانية تماماً ....انا مش عارف ايه الي بيحصل في الدنيا...هو الفقر يعمل لسه اكتر من كده....البنات وامهم وجوز امهم في قودة واحدة....حيحصل كده واكتر من كده...عشان كده الفصل لازم حتى بين الاخ واخته في الزمن المهبب ده...
- قالت بتوتر: كتبت في التقرير بتاع البنت ايه؟؟
- كتبت انها وقعت على حاجة جامدة على اثره حصل الي حصل..لولا ان الام حلفتني انا كنت وديت جوزها الحيوان في داهية...بس كان همي البنت..ياه يا سلمى البنت..نفسيتها لنا تكبر حتبقى ازاي....حتعيش ازاي..حتقول للي حيتجوزها علي حصلها ازاي..اكيد حيشك فيها ومش حيصدقها ده لو ما كرهتش حياتها والرجالة كمان...
عندما كان يتحث علاء اليها كان العرق يتصبب منها ويكاد يغمى عليها وكأنه يعنيها بكل كلمة..فإنتفضت واقفة وقالت..
- انا تعبانة ...عاوزةة اروح...
- في ايه مالك يا سلمى..
- قالت وهي تضع يدها على رقبتها وتكا د تختنق: عن اذنك..
اسرعت بالخروج ولم يستطع الدكتور علاء اللحاق بها...بدأت تمشي في الشوارع والدمع في عينيها....ان ما تحلم به لن يتحقق ...الكوابيس الحقيقية بدأت تظهر من جديد..وفتى احلامها رجل شرقي من هذا المجتمع لن يصدقها هذا ان كان ما تفكر فيه حقيقة...وقال في نفسها..
- انا محتارة ليه كده...اتأكد واخلص..يا اعرف ان مش عذراء واخلص..يا اكون عذراء واكمل حياتي...لكن مستحيل ان الي بفكر فيه ده يكون وهم...مستحيل....
-
في اليوم التالي كانت سلمى امام عيادة الطبيية النسائية في عينيها تصميم رهيب ورغبة كبيرة على معرفة ما تفكر فيه.....لا تريد ان تظلم من احبها معها....يجب ان تضع حداً لما تفكر به...قبلها لم يكن الامر يعنيها....لكن الان اصبح هناك من يريد ان يدخل حياتها..اما ان تسمح له بالدخول الى عقلهاوقلبها اوتصده وينتهي الامر....
......................................
يتبع....
