رواية عذراء مع وقف التنفيذ الفصل الثالث 3
الفصل الثالث
امسك الدكتور علاء ميزان الحرارة وهو جالس على السرير الى جانب سلمى التي تهزي بكلام غير مفهوم... نظر اليها بقلق كبير امام عيون العمة فتحية المتخوفة من وضع سلمى...
- خير يا دكتور طمني...
- قال بأسى: الحالة ما تطمنش..حرارتها عالية اوي وانا خايف ان الحرارة ما تنزلش...لازم تدخل المستشفى .........
- صفعت العمة فتحية وجهها وقالت: ياربي..مستشفى هو فيه ايه يا دكتور ارجوك قلي...
- من الواضح ان الانسة سلمى اتعرضت لحالة معينة او لحادث معين اثر عليها بالطريقة دي وخلاها تنهار تماماً وده الي اثر على جسمها بالطريقة دي...اهم حاجة لازم مستشفى عشان الحرارة تنزل والا حيعرض حياتها للخطر...
- طب اعمل ايه ادخلها المستشفى دلوقت يا دكتور..
- لو تحبي انا معاية عربية ...بس عم جابر يساعدني نسدنها عشان اخدها...
- قالت العمة بتوتر وهي تكاد تبكي: يا حبيتي يا بنتي....سلامتك يا حبيتي...ماشي يا دكتور يلا حالاً..
ادخلت سلمى الى سيارة الدكتور علاء وهي في غير وعيها تهزي بكلمات غير مفهومة...في المستشفى بقي الدكتور علاء الى جانبها واوصى بها الأطباء الى أن وصلت الى غرفتها واطمأن عليها..
- ست فتحية انتي حتفضلي معاها لبكرة وانا حجيلكم من الصبح واطمن على حالتها انا وصيت الداكاترة يهتمو بيها..لأني ما قدرش لسه اعالج انا مجرد طالب بعمل تدريب في المستشفى دي ....
- قالت العمة فتحية وهي تبكي : انا متشكرة اوي يا دكتور انا مش عارفة اقلك ايه جميلك على راسي ...حضرتك عاوز كام...
- عيب يا ست فتحية انا مش حخد منك حاجة خليها علية المرة دي....
- بس يا دكتور..
- خلاص يا ست فتحية قلت المرة دي عليه....
- انا مش عارفة اشكرك ازاي...
- ما تقوليش كده الناس لبعضيها عن اذنك...
..
خلال عودة الدكتور علاء الى المنزل في ساعات الفجر الاولى وقبل ان يدخل الى غرفته استرعى انتباهه ضوء يخرج من غرفة نادر...طرق الباب بهدوء وفتحه وجده على جهاز الكمبيوتر...
- ايه ده يا علاء كنت فين؟؟؟
- تنهد قائلاً: كنت عند بنت عيانة...وديتها المستشفى وجيت...
- وتعبان كده ليه مالك..
- لق بس مرهق شوية....انت بتعمل ايه لحد دلوقت....
- ضحك قائلاً: ايه ياعم هو عشان ماما وصيتك عليه حتعمل الشويتين دول ولا ايه...
- ماشي ليه كلام معاك بكرة الصبح..
- صبح ايه قصدك ضهر هو انت عاوزني اصحى الصبح كمان..
- ايه ده وجامعتك..
- مش رايح بكرة...
- لما تجي عمتي من السفر حقلها على عمايلك السودة...
- ضحك وقال: انت بتحبني مش ممكن تقول..تاخد سيجارة...
------قال بعصبية: ماشي يا نادر...
ارتمى علاء على سريره وهو متعب وصورة وجه سلمى الحزين لا تغيب عن باله....
.................................................. .................
اسرعت ام احمد لتفتح الباب وهي تموت من الخوف قائلة( استر يارب استر يارب)وتغير صوتها عندما وجدت احمد يدخل البيت...
- احمد كنت فين لحد دلوقت...
- كان وجه احمد متعب وكأنه في غير وعيه ويتحرك في غير اتزان: مالك يا ماما...
- مالي ايه يا واد انت مش عارف الساعة كام ده احنا بقينا الفجر كنت فين؟؟؟
- حكون فين يعني يا ماما مع صحابي عاوزة مني ايه( وبدأ يرتطم بالجدران يبحث عن غرفته)
- - ايه ده انت مش طبيعي...
- ماما انا عاوزة ادخل قودتي بكرة الصبح نتكلم...
- دخل غرفة ظنها انها غرفته فصرخت والدته فيه: انت داخل قودة اختك....انت مالك..
- يوهههههههههه اسف اي ماما خلاص...( دخل غرفته وارتمى في سريره بالثياب التي كانت عليه غير ابه بكلام والدته التي تؤنبه على تصرفاته)
.................................................. .......
- صباح الخير يا ست فتحية...(ايقظت هذه الجملة العمة فتيحة من نومها على الكرسي الى جانب سلمى وتنبهت انها في المستشفى)
- قالت بتثاقل وهي تطرد النوم من جفنيها: صباح النور يا دكتورة انا اسفة اصلي طول الليل مش نايمة..
- ابتسم قائلاً: يارب يجازيكي خير..اخبار الانسة سلمى ايه..
- كويسة النهاردة الحرارة نزلت والداكترة طمنوني...
- طب لما تصحى انا حرجع واطمن عليها ولو عزتي حاجة انا في المستشفى دكتور....
- متشكرة اوي يا دكتور
.................................................. .......
استيقظ احمد في الصباح ليجد والدته ممتنعة عن الكلام معه...
- صباح الخير يا ماما..
لم يجد جواباً من والدته بل ادارت وجهها عنه بسرعة...
- قال بحزن: ماما انتي زعلانة مني...
- قالت وهي تبكي: هو ده ابني الي طلعت بيه من الدنيا ماشي في السكة البطالة...
- قال محاولاً تبرير موقف: ماما!
- ما تكملش...اسكت خالص....مش عاوزة اسمع منك ولا كلمة..انا غضبانة عليك لو فضلت في السكة دي..
- قبل يدها وهو يقول: ماشي يا ست الكل بس ما تزعليش..
- انا كنت عاوزة اقول لأبوك بس ما حبتش اعمل مشكلة...
- اوعي يا ماما ده كان طردني..اوعدك مش حعمل كده تاني...والنهاردة انا رايح ادور على شغل زي ما وعدتك...
.................................................. ...
- الو بابا ازيك اخبارك ايه يا شيخنا العزيز..
- ضحك الاب قائلاً: هو عشان حجيت ولية دقن حتعملني شيخ حتكبرني يا واد...
- انتي سيد الكل ازيك يا بابا...
- الحمد الله يا علاء انت بتتكلم منين يبني..
- من المستشفى...
- اخبارك ايه مش جية طنطا قريب..
- لق يا بابا اصلي مشغول في المستوصف الي استلمته من فترة.ادعيلي يا مبروك دعواتك بقة...
- حدعيلك يا حبيبي انت بتصلي؟؟؟
- اه الحمد الله بصلي يا بابا..اخبار ماما واختى رنا ايه..
- حبعتها لعمتك تقعد معاها في الاجازة تغير جو...
- ماشي يا بابا اهي تكون عمتي رجعت من السفر هي وجوزها....ارضى عني يا والدي وسلملي على ماما اوي..
- قلبي وربي راضيانين عليك يبني...
اقفل والد علاء سماعة الهاتف ونظر الى والدته قائلاً...
- الولد ده حيكون حاجة مهمة اوي وربنا حيعوضني خير فيه..
- ان شاءالله يابو علاء..
- انا قسيت في دنيتي كتير يا سعاد انتي عارفة......بس انتي ما تخلتيش عني ...وربنا انتقم مني وحرمني من الفلوس خسرناها لولا اختي الي حاضنة ابني وبتساعده في مصاريف الكلية مكناش قدرنا على حاجة...
- ربنا بيسامح يا ابو علاء انت دلوقت رجل عندك دين وحجيت ربنا حيعوضك خير فيه وفي رنا بإذن الله....
- نظر بعيداً وهو يقول: ان شاءالله...
.................................................. .............................................
كان احمد مع صديقه سمير في حارة ضيقة يتحدثين سوياً...
- اخبار الوظيفة ايه يا احمد..
- رفضوني عشان ما معاييش واسطة...
- زيي طبعاً....
- انا مش عارف اعمل ايه مش عارف الاقي شغل..انا اشتغل زبال احسن...
- انت ترضاها على نفسك طالب جامعة يشتغل كده..
- ومالو الشغل مش عيب..
- اوعي يا واد انت بكرة كم سنةوتبقى خريج تجارة قد الدنيا...
- ياعم اسكت هو حد لاقي......انا تعبان حطلع ارتاح....
- ايه ده مش حتيجي الليلة ...
- لق حد الله....مش عاوز ماما غضبت علية..هي كانت ليلة بعقل ده انت وصحابك كنتو حتودوني ورا الشمس..
- قال سمير: ايه مالك هو عشان الكلمتين ال يقالتهم امك مش عاوز تيجي معاية الليلة..
- دي غضبت علية يا سمير بعد ما رجتعلها امبارح بالمنظر ده..
- بكرة تتعود...انت بس عشان تقلت العيار حبيتين كأنك بتشرب الصنف من زمان..اناكنت عاوزك تفرفش بس..عادي يبني عادي..فرفشة زي الناس الكلاس الي كنت معاهم....
- طب انا مش معاية فلوس اعمل ايه..ولا يهمك انا سداد ..مستنيك الليلة فاهم...
- ماشي ححاول..
.................................................. ..................
ددخل الدكتور علاء الى غرفة سلمى وجدها جالسة على السرير وتأكل م ن يد عمتها...وما ان دخل حتى ابتسمت العمة فتحية قائلة..
- هو ده يا سلمى الدكتور علاء الي قلتلك عليه...
- ابتسمت سلمى قائلة: انا بشكرك يا دكتور علي عملته معاية ومع عمتي..
- ايه الكلام ده..ده واجبنا..اخبارك ايه النهاردة...
- كويسة الحمد الله....حاسة اني بقيت احسن..
- حشوف الدكاترة واشوف التقرير بتاعك عشان يكتبلوك على خروج النهاردة ...وبالنسبة للأدوية حأمنهم من المستوصف الي بشتغل فيه..
- قالت العمة فتحية: كتير خيرك يا دكتور انا مش عارفة اودي جمايلك دي فين..
- عن اذنك..(غادر الغرفة )
- قالت العمة فتحية: شفتي مش قلتلك...الدكتور ده يجنن...
- قالت سلمى وهي تسرح: هو الي جبني المستشفى..
- اه يا حبيبتي وما سابكيش غير لما اطمن عليكي..
- يارب يجازيه خير...اخد منك حاجة..
- ولا ملليم....
- ان شاءالله حبقى اروحلو واديلو فلوس احنا مش بنقبل عوض من حد..
- زي ما تحبي يا بنتي...انتي بس قوليلي مالك حصلك ايه؟؟؟
- قالت بفزع: ايه حصلي ايه يعني..
- ايه الي خلاكي توصلي للحالة دي وتنهاري كده...
- مافيش حاجة يا عمتي..انسي انا كمان عاوزة انسى..مش حخسر عمري من تاني....حنسى..بس مش حسامح..
- قالت العمة وكأن الموضوع لفت انتباهها: قصدك ايه بتتكلمي عن ايه...
- مش مهم يا عمتي مش مهم...المهم اخرج من هنا..
.................................................. ..........................
استيقظت سلمى في الصباح لتجد نفسها في غرفتها وقد حل بها نشاط غريب لا تعرف من اين اتى اليها فمنذ فترة وهي تشعر بإحباط كبير والم لا يمحى...استجمعت قواها وانتفضت من سريرها ودخلت المطبخ.كانت تريدها مفاجأة لعمتها التي سهرت وتعبت معها كثيراً في الفترة الماضية فحضرت فطور الصباح واتجهت الى غرفة عمتها لتيقظها..
- اقتربت من عمتها وملست وجهها بيدها وابتسمت لها قائلة: صباح الخير يا قمر
- فتحت العمة عيناها على وجه سلمى الضاحك فلم تسعها فرحتها: صباح النور يا عنينة...
- محضرالك مفاجأة تعالي...
- اتجهت سلمى نحو المطبخ ولحقت بها عمتها التي وجدت الفطور فقالت بفرح: مش مصدقة...سلمى حبيتي فاقت وعملت كل ده..
- ليه هو انا عندي كام عمة...
- ضمتها بحنان: يارب ديماً اشوفك بصحة كويسة...
- طب تعالي نفظر يلا..
- ماشي جاية استني...بس قبلها قولييلي ناوية تعملي ايه النهاردة..
- قبل اي حاجة لازم اروح المستوصف الي بيشتغل فيه دكتور علاء اديلو فلوس مجيتو هنا..
- طب وتاني حاجة؟
- ادور على شغل لسه شهر والجامعة تخلص ولازم في الصيف ادور على شغل مش حقعد كده حاطة اييدي على خدي...هو انتي يا عمتي حتلاحقي على ايه ولا ايه..
- تنهدت العمة قائلة: ييييياه منى عيني وقلبي اشوفك في بيت العدل مع جوز كده غني ومريحك..زي الدكتور..(لم تكمل كلمتها الاخيرة لأن سلمى قاطعتها بغضب قائلة)..
- مش عاوزة اتجوز يا عمتي الموضوع ده شيلي من دماغك بالمرة..مش عاوزة اتجوز خالص...
- طب مالك اتعصبتي ليه....
- وضعت يدها على وجهها وكادت تبكي واتجههت الى غرفتها حزينة وعمتها تحاول ان تهدء من روعها دون جدوى وكأنها فتحت عليها باب الشيطان...وسلمى تردد جملتها الاخيرة: مش عاوزة اتجوز خالص خالص ...
.................................................. ...............................................
-يتبع...........
امسك الدكتور علاء ميزان الحرارة وهو جالس على السرير الى جانب سلمى التي تهزي بكلام غير مفهوم... نظر اليها بقلق كبير امام عيون العمة فتحية المتخوفة من وضع سلمى...
- خير يا دكتور طمني...
- قال بأسى: الحالة ما تطمنش..حرارتها عالية اوي وانا خايف ان الحرارة ما تنزلش...لازم تدخل المستشفى .........
- صفعت العمة فتحية وجهها وقالت: ياربي..مستشفى هو فيه ايه يا دكتور ارجوك قلي...
- من الواضح ان الانسة سلمى اتعرضت لحالة معينة او لحادث معين اثر عليها بالطريقة دي وخلاها تنهار تماماً وده الي اثر على جسمها بالطريقة دي...اهم حاجة لازم مستشفى عشان الحرارة تنزل والا حيعرض حياتها للخطر...
- طب اعمل ايه ادخلها المستشفى دلوقت يا دكتور..
- لو تحبي انا معاية عربية ...بس عم جابر يساعدني نسدنها عشان اخدها...
- قالت العمة بتوتر وهي تكاد تبكي: يا حبيتي يا بنتي....سلامتك يا حبيتي...ماشي يا دكتور يلا حالاً..
ادخلت سلمى الى سيارة الدكتور علاء وهي في غير وعيها تهزي بكلمات غير مفهومة...في المستشفى بقي الدكتور علاء الى جانبها واوصى بها الأطباء الى أن وصلت الى غرفتها واطمأن عليها..
- ست فتحية انتي حتفضلي معاها لبكرة وانا حجيلكم من الصبح واطمن على حالتها انا وصيت الداكاترة يهتمو بيها..لأني ما قدرش لسه اعالج انا مجرد طالب بعمل تدريب في المستشفى دي ....
- قالت العمة فتحية وهي تبكي : انا متشكرة اوي يا دكتور انا مش عارفة اقلك ايه جميلك على راسي ...حضرتك عاوز كام...
- عيب يا ست فتحية انا مش حخد منك حاجة خليها علية المرة دي....
- بس يا دكتور..
- خلاص يا ست فتحية قلت المرة دي عليه....
- انا مش عارفة اشكرك ازاي...
- ما تقوليش كده الناس لبعضيها عن اذنك...
..
خلال عودة الدكتور علاء الى المنزل في ساعات الفجر الاولى وقبل ان يدخل الى غرفته استرعى انتباهه ضوء يخرج من غرفة نادر...طرق الباب بهدوء وفتحه وجده على جهاز الكمبيوتر...
- ايه ده يا علاء كنت فين؟؟؟
- تنهد قائلاً: كنت عند بنت عيانة...وديتها المستشفى وجيت...
- وتعبان كده ليه مالك..
- لق بس مرهق شوية....انت بتعمل ايه لحد دلوقت....
- ضحك قائلاً: ايه ياعم هو عشان ماما وصيتك عليه حتعمل الشويتين دول ولا ايه...
- ماشي ليه كلام معاك بكرة الصبح..
- صبح ايه قصدك ضهر هو انت عاوزني اصحى الصبح كمان..
- ايه ده وجامعتك..
- مش رايح بكرة...
- لما تجي عمتي من السفر حقلها على عمايلك السودة...
- ضحك وقال: انت بتحبني مش ممكن تقول..تاخد سيجارة...
------قال بعصبية: ماشي يا نادر...
ارتمى علاء على سريره وهو متعب وصورة وجه سلمى الحزين لا تغيب عن باله....
.................................................. .................
اسرعت ام احمد لتفتح الباب وهي تموت من الخوف قائلة( استر يارب استر يارب)وتغير صوتها عندما وجدت احمد يدخل البيت...
- احمد كنت فين لحد دلوقت...
- كان وجه احمد متعب وكأنه في غير وعيه ويتحرك في غير اتزان: مالك يا ماما...
- مالي ايه يا واد انت مش عارف الساعة كام ده احنا بقينا الفجر كنت فين؟؟؟
- حكون فين يعني يا ماما مع صحابي عاوزة مني ايه( وبدأ يرتطم بالجدران يبحث عن غرفته)
- - ايه ده انت مش طبيعي...
- ماما انا عاوزة ادخل قودتي بكرة الصبح نتكلم...
- دخل غرفة ظنها انها غرفته فصرخت والدته فيه: انت داخل قودة اختك....انت مالك..
- يوهههههههههه اسف اي ماما خلاص...( دخل غرفته وارتمى في سريره بالثياب التي كانت عليه غير ابه بكلام والدته التي تؤنبه على تصرفاته)
.................................................. .......
- صباح الخير يا ست فتحية...(ايقظت هذه الجملة العمة فتيحة من نومها على الكرسي الى جانب سلمى وتنبهت انها في المستشفى)
- قالت بتثاقل وهي تطرد النوم من جفنيها: صباح النور يا دكتورة انا اسفة اصلي طول الليل مش نايمة..
- ابتسم قائلاً: يارب يجازيكي خير..اخبار الانسة سلمى ايه..
- كويسة النهاردة الحرارة نزلت والداكترة طمنوني...
- طب لما تصحى انا حرجع واطمن عليها ولو عزتي حاجة انا في المستشفى دكتور....
- متشكرة اوي يا دكتور
.................................................. .......
استيقظ احمد في الصباح ليجد والدته ممتنعة عن الكلام معه...
- صباح الخير يا ماما..
لم يجد جواباً من والدته بل ادارت وجهها عنه بسرعة...
- قال بحزن: ماما انتي زعلانة مني...
- قالت وهي تبكي: هو ده ابني الي طلعت بيه من الدنيا ماشي في السكة البطالة...
- قال محاولاً تبرير موقف: ماما!
- ما تكملش...اسكت خالص....مش عاوزة اسمع منك ولا كلمة..انا غضبانة عليك لو فضلت في السكة دي..
- قبل يدها وهو يقول: ماشي يا ست الكل بس ما تزعليش..
- انا كنت عاوزة اقول لأبوك بس ما حبتش اعمل مشكلة...
- اوعي يا ماما ده كان طردني..اوعدك مش حعمل كده تاني...والنهاردة انا رايح ادور على شغل زي ما وعدتك...
.................................................. ...
- الو بابا ازيك اخبارك ايه يا شيخنا العزيز..
- ضحك الاب قائلاً: هو عشان حجيت ولية دقن حتعملني شيخ حتكبرني يا واد...
- انتي سيد الكل ازيك يا بابا...
- الحمد الله يا علاء انت بتتكلم منين يبني..
- من المستشفى...
- اخبارك ايه مش جية طنطا قريب..
- لق يا بابا اصلي مشغول في المستوصف الي استلمته من فترة.ادعيلي يا مبروك دعواتك بقة...
- حدعيلك يا حبيبي انت بتصلي؟؟؟
- اه الحمد الله بصلي يا بابا..اخبار ماما واختى رنا ايه..
- حبعتها لعمتك تقعد معاها في الاجازة تغير جو...
- ماشي يا بابا اهي تكون عمتي رجعت من السفر هي وجوزها....ارضى عني يا والدي وسلملي على ماما اوي..
- قلبي وربي راضيانين عليك يبني...
اقفل والد علاء سماعة الهاتف ونظر الى والدته قائلاً...
- الولد ده حيكون حاجة مهمة اوي وربنا حيعوضني خير فيه..
- ان شاءالله يابو علاء..
- انا قسيت في دنيتي كتير يا سعاد انتي عارفة......بس انتي ما تخلتيش عني ...وربنا انتقم مني وحرمني من الفلوس خسرناها لولا اختي الي حاضنة ابني وبتساعده في مصاريف الكلية مكناش قدرنا على حاجة...
- ربنا بيسامح يا ابو علاء انت دلوقت رجل عندك دين وحجيت ربنا حيعوضك خير فيه وفي رنا بإذن الله....
- نظر بعيداً وهو يقول: ان شاءالله...
.................................................. .............................................
كان احمد مع صديقه سمير في حارة ضيقة يتحدثين سوياً...
- اخبار الوظيفة ايه يا احمد..
- رفضوني عشان ما معاييش واسطة...
- زيي طبعاً....
- انا مش عارف اعمل ايه مش عارف الاقي شغل..انا اشتغل زبال احسن...
- انت ترضاها على نفسك طالب جامعة يشتغل كده..
- ومالو الشغل مش عيب..
- اوعي يا واد انت بكرة كم سنةوتبقى خريج تجارة قد الدنيا...
- ياعم اسكت هو حد لاقي......انا تعبان حطلع ارتاح....
- ايه ده مش حتيجي الليلة ...
- لق حد الله....مش عاوز ماما غضبت علية..هي كانت ليلة بعقل ده انت وصحابك كنتو حتودوني ورا الشمس..
- قال سمير: ايه مالك هو عشان الكلمتين ال يقالتهم امك مش عاوز تيجي معاية الليلة..
- دي غضبت علية يا سمير بعد ما رجتعلها امبارح بالمنظر ده..
- بكرة تتعود...انت بس عشان تقلت العيار حبيتين كأنك بتشرب الصنف من زمان..اناكنت عاوزك تفرفش بس..عادي يبني عادي..فرفشة زي الناس الكلاس الي كنت معاهم....
- طب انا مش معاية فلوس اعمل ايه..ولا يهمك انا سداد ..مستنيك الليلة فاهم...
- ماشي ححاول..
.................................................. ..................
ددخل الدكتور علاء الى غرفة سلمى وجدها جالسة على السرير وتأكل م ن يد عمتها...وما ان دخل حتى ابتسمت العمة فتحية قائلة..
- هو ده يا سلمى الدكتور علاء الي قلتلك عليه...
- ابتسمت سلمى قائلة: انا بشكرك يا دكتور علي عملته معاية ومع عمتي..
- ايه الكلام ده..ده واجبنا..اخبارك ايه النهاردة...
- كويسة الحمد الله....حاسة اني بقيت احسن..
- حشوف الدكاترة واشوف التقرير بتاعك عشان يكتبلوك على خروج النهاردة ...وبالنسبة للأدوية حأمنهم من المستوصف الي بشتغل فيه..
- قالت العمة فتحية: كتير خيرك يا دكتور انا مش عارفة اودي جمايلك دي فين..
- عن اذنك..(غادر الغرفة )
- قالت العمة فتحية: شفتي مش قلتلك...الدكتور ده يجنن...
- قالت سلمى وهي تسرح: هو الي جبني المستشفى..
- اه يا حبيبتي وما سابكيش غير لما اطمن عليكي..
- يارب يجازيه خير...اخد منك حاجة..
- ولا ملليم....
- ان شاءالله حبقى اروحلو واديلو فلوس احنا مش بنقبل عوض من حد..
- زي ما تحبي يا بنتي...انتي بس قوليلي مالك حصلك ايه؟؟؟
- قالت بفزع: ايه حصلي ايه يعني..
- ايه الي خلاكي توصلي للحالة دي وتنهاري كده...
- مافيش حاجة يا عمتي..انسي انا كمان عاوزة انسى..مش حخسر عمري من تاني....حنسى..بس مش حسامح..
- قالت العمة وكأن الموضوع لفت انتباهها: قصدك ايه بتتكلمي عن ايه...
- مش مهم يا عمتي مش مهم...المهم اخرج من هنا..
.................................................. ..........................
استيقظت سلمى في الصباح لتجد نفسها في غرفتها وقد حل بها نشاط غريب لا تعرف من اين اتى اليها فمنذ فترة وهي تشعر بإحباط كبير والم لا يمحى...استجمعت قواها وانتفضت من سريرها ودخلت المطبخ.كانت تريدها مفاجأة لعمتها التي سهرت وتعبت معها كثيراً في الفترة الماضية فحضرت فطور الصباح واتجهت الى غرفة عمتها لتيقظها..
- اقتربت من عمتها وملست وجهها بيدها وابتسمت لها قائلة: صباح الخير يا قمر
- فتحت العمة عيناها على وجه سلمى الضاحك فلم تسعها فرحتها: صباح النور يا عنينة...
- محضرالك مفاجأة تعالي...
- اتجهت سلمى نحو المطبخ ولحقت بها عمتها التي وجدت الفطور فقالت بفرح: مش مصدقة...سلمى حبيتي فاقت وعملت كل ده..
- ليه هو انا عندي كام عمة...
- ضمتها بحنان: يارب ديماً اشوفك بصحة كويسة...
- طب تعالي نفظر يلا..
- ماشي جاية استني...بس قبلها قولييلي ناوية تعملي ايه النهاردة..
- قبل اي حاجة لازم اروح المستوصف الي بيشتغل فيه دكتور علاء اديلو فلوس مجيتو هنا..
- طب وتاني حاجة؟
- ادور على شغل لسه شهر والجامعة تخلص ولازم في الصيف ادور على شغل مش حقعد كده حاطة اييدي على خدي...هو انتي يا عمتي حتلاحقي على ايه ولا ايه..
- تنهدت العمة قائلة: ييييياه منى عيني وقلبي اشوفك في بيت العدل مع جوز كده غني ومريحك..زي الدكتور..(لم تكمل كلمتها الاخيرة لأن سلمى قاطعتها بغضب قائلة)..
- مش عاوزة اتجوز يا عمتي الموضوع ده شيلي من دماغك بالمرة..مش عاوزة اتجوز خالص...
- طب مالك اتعصبتي ليه....
- وضعت يدها على وجهها وكادت تبكي واتجههت الى غرفتها حزينة وعمتها تحاول ان تهدء من روعها دون جدوى وكأنها فتحت عليها باب الشيطان...وسلمى تردد جملتها الاخيرة: مش عاوزة اتجوز خالص خالص ...
.................................................. ...............................................
-يتبع...........
