اخر الروايات

رواية متاهة مشاعر الفصل التاسع والثلاثون 39 والاخير بقلم نهي طلبة

رواية متاهة مشاعر الفصل التاسع والثلاثون 39 والاخير بقلم نهي طلبة 


الحلقه الاخيره

أغلق حسن باب غرفة الاجتماعات الملحقة بمكتبه بكل ما أمكنه من هدوء وهو يلتفت لصبا التي وقفت أمامه بعدما ألقت بقنبلتها المدوية على مسمع من مازن ويزيد اللذين استئذنا وتركا لهما الغرفة ليناقشا أمورهما على انفراد..

رفع رأسه ليخاطبها بهدوء:

ـ ممكن أفهم ايه اللي حصل؟..

هزت رأسها بعناد:

ـ ولا أي حاجة.. أنت عرضت عليَّ الجواز وأنا برفض..

سأل بغضب مكبوت:

ـ ليه؟..

هتفت:

ـ عشان... عشان..

قاطعها:

ـ عشان أنتِ خايفة يا صبا؟..

رفعت ذقنها بكبرياء:

ـ قلت لك قبل كده أنا مش بخاف من حاجة...

اقترب حسن منها ليتمسك بكتفيها ليواجهها بحزم:

ـ اسألي السؤال اللي بيعذبك يا صبا..

حاولت التملص من بين يديه هاتفة:

ـ ما عنديش أسئلة.. ما فيش حاجة جوايا بتعذبني..

ضغط بقبضتيه على كتفيها وهو يكرر:

ـ اسألي يا صبا..

هتفت بغضب:

ـ ابعد عني..

كرر بصوت أعلى:

ـ صبا...

لتهتف هي بصوت مخنوق:

ـ لسه بتحبها؟..

ترك كتفيها ليضمها لصدره بحنان وتركها تفرغ كل انفعالتها على صدره وهو يملس على خصلاتها برقة كأنه يهدئ طفلته الصغيرة عندما تصرخ فزعة من نومها..

انتظر حتى هدأت تماماً ليبعدها قليلاً ويمسح دموعها بأنامله وهو يسألها:

ـ أحسن دلوقتِ؟..

ابتعدت عنه لتمسح وجهها بظاهر يدها وهي تهمس:

ـ جاوب على السؤال..

اقترب ليرفع ذقنها لتواجهه عيناها:

ـ أنتِ شايفة ايه؟..

نفضت وجهها من يده لتهتف:

ـ أنا مش عارفة حاجة.. قولي أنت..

ثم تهدج صوتها لتهمس:

ـ قول يا حسن..

سحبها من يدها ليجلس على أقرب أريكة وظل متمسكاً بيدها وتنهد بقوة قائلاً:

ـ حبيت منى؟.. أيوه حبيتها.. حبيتها بكل قوة شاب في بداية حياته.. اتحديت كل الظروف عشان تكون ليَّ.. حسن اللي حب منى هو حسن الشاب الصغير اللي بيحلم بدنيا وردية مع حبيبته.. منى هتفضل جزء من تكويني.. ذكرى حلوة جوايا.. ذكرى أخدت حجمها الطبيعي جوايا لما حبيتك.. مش أني نسيتها أو أنها كانت نزوة.. لا.. لأن حسن اللي حبك وبيحبك دلوقتِ بكل كيانه هو راجل الظروف والزمن سابوا علامات وجروح كتير عليه.. جروح حسيت بس أنها طابت لما قلبي رجع يدق.. بيدق ليكي يا صبا..

التقطت أنفاسها لتهمس:

ـ وبكره يدق لغيري..

ضغط على كفها بقوة:

ـ تفتكري القلب اللي مات سنين.. ما فيش واحدة قدرت حتى تقرب منه.. واللي دق ليكي قبل ما يعرفك ممكن يكون خاين بالطريقة دي..

رفع ذقنها بأنامله:

ـ صبا.. لو أنتِ خايفة.. أنا مرعوب..

توسعت عيناها بذهول:

ـ مرعوب!..

أومأ برأسه:

ـ مرعوب أنك تبعدي.. أنك ترفضي.. أني ما اقدرش أقنعك بقوة حبي..

همست بألم:

ـ أنا خايفة..

ـ أنا عارف.. قوليلي بس اعمل ايه عشان أطمنك.. صبا.. أنا بدلت كل حياتي عشان أكون معاكِ.. عشان أكون جدير بيكي.. أنا بدأت كل حاجة من الصفر هنا عشان ما اغربكيش عن حياتك..

رمقته بعينين حائرتين تلتمع بهما دموع حبيسة فهمس لها ليواجهها بآخر شكوكها:

ـ حبيبتي.. صدقيني اللي حصل بين والدك ووالدتك أنا مش هسمح أنه يتكرر.. مش هسمح أنك تبعدي.. أنا حاربت كل أشباحي وانتصرت عليهم.. اسمحي لي أحارب أشباحك معاكِ.. ثقي فيَّ يا صبا.. ثقي في حبي...

************

بعد مرور خمسة أشهر وفي فندق من أكبر فنادق العاصمة...

جلست صبا أمام المرآة لتضع اللمسات الأخيرة على زينتها, وبجوارها علياء تحاول السيطرة على حالة القلق التي أصابت صبا لتأخر وصول نيرة...

هتفت علياء بغضب:

ـ صبا.. اهدي شوية.. مش كل خمس دقايق هنظبط الميك آب..

أجابتها صبا بنزق:

ـ كله من صاحبتك.. شوفتِ اتأخرت قد ايه!..

هزت علياء كتفيها وهي تخبرها بخبث:

ـ والله اللي اعرفه أن الفرح كان لسه قدامه سبع شهور.. فجأة بقوا سبع أيام..

برمت صبا شفتيها وهي تتذكر مسايرة حسن لها لتكون فترة الخطبة سنة كاملة حتى تطمئن هي تماماً.. يومها وافقها قائلاً:

ـ هجهز البيت والمكتب وبعدها نتجوز..

وهي لحماقتها ظنت أن تلك موافقة على سنة الخطبة.. لتفاجئ أنه أنهى كل شيء في أربعة أشهر فقط ومنحها شهر واحد لتستعد للزفاف.. وهي للحقيقة لم تمانع.. فهو طوال الأربعة أشهر وحتى من قبلهم وهو يسعى جاهداً ليثبت لها قوة مشاعره.. رغم بخلها عليه حتى بكلمة تطمئنه وتريح قلبه.. فكانت أحياناً تنفعل عليه..

"أنت قلت أنك مش هتستعجلني.. في جوايا كلام كتير لكن أنا مش بعرف أعبر عن نفسي"...

فكان يطمئنها دائماً..

"أنا شايف الحب في عينيكِ.. وهصبر لحد ما شفايفك تنطق به"..

قطع ذكرياتها دخول نيرة العاصف كعادتها بثوب طويل لامع.. وبالطبع أحمر اللون إلا أنه كان قاتماً نوعاً ما.. يضم جسدها بحميمية ليوضح كمال قدها ومنحنياتها الأنثوية.. يبدو محتشماً للغاية وهو يغطي ذراعيها وصدرها وعنقها ولكن ليكشف عن ظهرها بأكمله تقريباً..

رمت صبا نفسها بين ذراعي أختها وهي تهتف بها:

ـ اتأخرتِ...

ضحكت نيرة:

ـ أنا اتأخرت ولا أنتِ اللي اتجوزتِ مجنون..

ابتسمت صبا بخجل وسألت نيرة بتوتر:

ـ شوفتِ مازن؟..

هزت نيرة رأسها وهي تجبها:

ـ شوفته من بعيد.. تقريباً كان بيغازل واحدة من الجرسونات.. وهو شافني وبعت لي تحية على الماشي كده..

هزت صبا رأسها بأسف:

ـ يا خسارة.. كان نفسي..

هزت نيرة رأسها وهي تردد:

ـ كان.. كان وكان..

دخلت دنيا في تلك اللحظة ترافقها فريدة لتخبرهن جميعاً أن العريس نفذ صبره ويهدد فعلياً باختطاف عروسه والهرب بها...

وفي بلد آخر.. بل قارة أخرى..

انطلقت صرخات رضيع لم يتعدَ عمره شهور قليلة قليلة وهو يطالب بوجبته من الحليب الخاص.. لتحمله والدته برقة وهي تهمس:

ـ الصبر.. الصبر عزيزي جيري.. ثوانٍ وستأتي مدام سميث بزجاجة الحليب..

اقتربت منها سيدة عجوز تحمل ملامح غاربة لجمال ارستقراطي بارد وهي تسألها بهدوء يخفي ورائه غضب شديد:

ـ لورا.. هل ما زلتِ مُصرة على اخفاء الطفل عن أبيه؟..

همست لورا بغضب:

ـ جيرارد لا أب له.. هو جيرارد ستيفينز فقط..

أجابتها السيدة العجوز بحكمة:

ـ لا يمكنك اخفاء انسان ومحو هويته من الوجود.. تلك جريمة بحق ابنك قبل أن يكون انتقام أحمق من زوجك السابق..

صرخت لورا بعتاب:

ـ جدتي.. ماذا تقولين؟..

هزت العجوز رأسها:

ـ أخبرك الحقائق عزيزتي..

لتهز لورا رأسها بعناد واصرار:

ـ كلا.. جيرارد هو ابني أنا فقط.. ولن يعلم حسن عنه أبداً.. أبداً..

**************

عودة ثانية إلى حفل الزفاف المنتظر..

وفي إحدى أركان قاعة الاحتفال كانت عينا مازن تتابع تلك النادلة الفاتنة وهي تتحرك برشاقة بين الموائد.. تلبي طلب هذا.. وتجيب على سؤال تلك.. كانت فاتنة بحق بخصلات بلون العسل يبدو أنها تقاوم تلك الربطة التي جمعتها بها لتنطلق متموجة ثائرة كما خلقها ربها.. عينين رقيقتين أو ربما عابثتين بلون الذهب المصهور.. ووجنتين تتوسطهما غمازتين صغيرتين.. كل ذلك يصاحبه خصر أنحف من خاتم زواجه والذي لم يخلعه للآن برغم مرور شهور على طلاقه.. ظلت عيناه تتبعانها بإلحاح.. فقد كانت فاتنة.. و.. سارقة..

فالنادلة الجميلة كانت تسحب بخفة الهاتف الخاص بأحد المدعوين وهي تسحره بغمازتيها البريئتين... انتظر حتى اقتربت منه وترك هاتفه في متناولها.. وهي لم تستطع مقاومة الاقتراب منه.. فالهاتف أثمن من أن تتركه يفلت من بين يديها..

اقتربت حتى وقفت بجوار مائدته لتسأله بحلاوة:

ـ أجيب لحضرتك.. حاجة.. قهوة مثلاً..

رفع حاجباً متعجباً:

ـ قهوة!.. مش ده فرح.. يعني المفروض توزعوا شربات..

أجابته برقة وهي تبتسم له لتظهر غمازتيها:

ـ بس حضرتك شكلك مرهق.. ممكن صداع؟.. أو..

بادلها الابتسام وهو يلمح أناملها التي تزحف نحو هاتفه وتساءل:

ـ فعلاً.. مصدع جداً.. عرفتِ ازاي؟..

لمح أناملها وهي تقبض على الهاتف فاقترب منها فجأة ليقبض على يدها وبها الهاتف وهو يهمس بفحيح بينما هي تتوسع عيناها برعب:

ـ اخترتِ أسوأ ضحية في القاعة دي كلها.. ما تعرفيش أني أخو العريس و..

توسلته مقاطعه:

ـ أرجوك.. أرجوك.. بلاش تفضحني.. موبايلك معاك وما حصلش حاجة..

هتف بهمس عابث:

ـ ما حصلش حاجة ازاي!.. والموبايلات اللي اخدتيها قبل كده..

رمقته بذهول وهو يكمل:

ـ ايوه.. أنا مراقبك من أول ما بدأتِ توزعي ابتسامات.. ووعود..

شهقت مستنكرة:

ـ وعود!!..

سألها مغيراً الموضوع:

ـ اسمك ايه؟..

أجابته بتوجس:

ـ بتسأل ليه؟..

ضغط على يدها بقوة:

ـ أنا بس اللي اسأل.. اسمك ايه؟..

أجابت وملامح التمرد تبدو على ملامحها:

ـ سراب..

كرر اسمها بعجب:

ـ سراب!.. اسم غريب.. بس عجبني..

صمت لحظة ليكمل:

ـ بصي يا سراب.. أنا عندي حل للمشكل البسيط اللي احنا فيه دلوقتِ..

سألته بشك:

ـ حل ايه؟!..

ردد ببساطة:

ـ نتجوز.. أنا أصلي سيبت مراتي الأخيرة من خمس أيام.. يعني بقى لي خمس أيام عازب.. وده كتير.. كتير قوي الحقيقة..

هتفت بغضب:

ـ أنت وقح وسافل و..

قاطعها:

ـ وأنتِ حرامية..

سحبت يدها بغضب من تحت يده وهي تخبره من بين أسنانها:

ـ كدب.. ما حصلش..

تركزت عيناه على فتحة قميصها والتي أظهرت نعومة بشرتها وهو يخبرها بعبث:

ـ ممكن نطلب مدير القاعة وهو يحكم بيننا.. وخصوصاً أني عارف مكان المسروقات..

وغمز لها وهو يشير إلى فتحة صدرها لتكتف ذراعيها وترفع ذقنها بكبرياء وهي تخبره:

ـ ماشي.. يبقى بلاغ قصاد بلاغ..

قطب حاجبيه متسائلاً:

ـ قصدك ايه؟..

هزت كتفيها:

ـ أنا كمان هبلغه أن أخو العريس بيتحرش بيَّ من أول الحفلة.. ولما رفضت.. قرر يدبر لي مشكلة..

أخذا يتبادلا نظرات التحدي لعدة لحظات ثم فجأة ارتفعت ضحكات مازن المستمتعة وهو يهمس لها:

ـ اسمي.. مازن.. مازن العدوي.. عشان يكون البلاغ كامل..

ثم ابتعد عنها قليلاً وهو يخبرها:

ـ الموبايل هدية مني..

بركن هادئ في القاعة..

جلست فريدة أخيراً لتريح قدميها قليلاً بعدما اطمأنت على وجود صبا برفقة نيرة لتفاجئ بيد تربت على كتفها بمودة..

فالتفتت لتجد نفسها وجهاً لوجه مع همسة الجارحي التي أتت برفقة سيف زوجها مما أثار عجب فريدة ولكنها كتمت دهشتها ببراعة وهي تحتضن همسة بمودة:

ـ همسة.. حبيبتي وحشتيني جداً..

بادلتها همسة الابتسام وهي تردد بحبور:

ـ ازيك يا فريدة عاملة ايه؟.. وازي إياد؟.. فين هو؟.. معقولة ما يحضرش فرح بنت أخته!..

ضحكت فريدة بتوتر وهي تلمح اقتراب إياد منهما:

ـ معقولة برضه.. اهو إياد موجود طبعاً..

والتفتت لأخيها ترمقه بحذر:

ـ إياد.. طبعاً فاكر همسة..

ثم عادت توجه كلماتها لهمسة:

ـ اومال فين سيف؟.. أنا شوفته داخل معاكِ..

فهم إياد على الفور ما تود شقيقته قوله فألقى على همسة تحية عابرة وابتعد يراقبها من بعيد كما اعتاد دائماً وعلى وجهه ترتسم معالم عشق مجروح.. بينما همسة كانت تجيب فريدة بهزة كتف لامبالية:

ـ سيف راح يوقف مع أونكل عامر.. عارفة في بينهم شغل.. وده أهم حاجة عنده طبعاً..

رمقتها فريدة بحذر:

ـ همسة.. أنتوا.. يعني.. أنا..

اجابت همسة بمرارة:

ـ رجعنا لبعض؟؟..

هزت فريدة رأسها موافقة فأكملت همسة:

ـ احنا في عذاب.. البعد عذاب.. والقرب عذاب أكبر..

ثم هزت رأسها وأكملت:

ـ مش عارفة هنقدر نكمل.. ولا أصمم على طلب الطلاق.. مش عارفة يا فريدة..

ربتت فريدة على كتفها مواسية وهي تلمح نظرات التوق بعيني إياد واصراره على الابتعاد تماماً عن طريق همسة.. وبداخلها تتساءل هل يمكن أن يُمنح إياد فرصة ليعوض عن تعاسة وشقاء سنوات؟.. هل يمكن؟..

وفي مكان آخر بالقاعة..

اقتربت علياء لتتعلق بذراع يزيد وهي تلمح ريناد التي وصلت منذ قليل.. لتسأله بغيرة:

ـ مين اللي عزم ريناد؟..

التفت لها وأحاطها بذراعه ليقربها منه هامساً:

ـ غيرة دي؟

هزت كتفيها وهي تتملص منه:

ـ لا.. أبداً.. فضول بس..

أحاطها بذراعه ثانية وهو يخبرها:

ـ هي جت مع جوزها.. جوزها هو اللي المعزوم.. شاكر الأيوبي.. صاحب عمو حاتم من زمان..

شهقت بتعجب ولكنه دفعها لأحدى الممرات الجانبية هامساً:

ـ ما تشغليش بالك بالحكاية دي.. قوليلي ايه رأيك في اللي اتكلمنا فيه امبارح؟..

دفعته علياء بدلال:

ـ أنت اتجننت.. حمل تاني.. لا خلاص كفاية كده..

دفن رأسه بعنقها يتشممها بتوق:

ـ عايز بنوتة.. يرضيكِ نادية ما يكونش لها أخت..

حاولت دفعه ثانية ولكنها لم تفلح لتسمعه يكمل وهو غائب بين خصلاتها الناعمة:

ـ هسميها علياء.. عشان تبقى علياء يزيد.. ويفضل اسمك مرتبط باسمي طول العمر..

همست بذوبان:

ـ يا ربي.. اعمل ايه.. بحبك يا يزيد..

ليقاطعهما صوت نيرة النزق:

ـ الأخ روميو والأخت جولييت.. العروسة هتدخل حالاً...

صدحت الموسيقى عالية لتنبه المدعويين لوصول العروس التي وقفت على باب القاعة وتأبط والدها ذراعها وهي تخطو برقة وثقة نحو زوجها الوسيم الذي وقف بنهاية الممر يتأمل اقترابها منه بلهفة وبداخله يود لو يتمكن من الطيران ليختطفها ويهرب بها بعيداً عن عيون الموجدين جميعاً.. ولكنه انتظر بصبر اقترابها وهو يتأملها بثوبها المطرز بخيوط من ذهب تختال برقة تقارب الحوريات جمالاً والجنيات خفة.. حوريته الذهبية تبتسم له بثقة وهي تلتحم بنظراتها معه تخبره بعيونها بقصة عشقها له كما اعتادت دائماً.. وهو في انتظار لحظتها السحرية التي تحل عقدة لسانها ليسمع اعترافها واضحاً وصريحاً كما اعترف لها بحبه عشرات المرات.. ولم يعلم كم كان قريباً من تحقيق حلمه حين اقتربت منه بخجل فمد يده ليتسلمها من والدها ويقبل رأسها ويديها برقة مطمئناً والدها لحسن رعايته للأمانة التي تسلمها للتو..

تغيرت الموسيقى لتصدح نغمات ناعمة فاصطحب حسن عروسه ليرقصا رقصتهما الأولى كعروسين وهو يضمها لصدره برقة كأنها كنزه الثمين هامساً:

ـ مبروك..

أخفضت رأسها خجلاً لتغمغم:

ـ ميرسي.. الله يبارك فيك..

قربها أكثر ليريح وجنتها على ذقنه وهو يهمس:

ـ بحبك...

رفعت عينيها له وبعينيها تتماوج مشاعر عاصفة.. مشاعر يتمنى لو تفرج عنها ولو بكلمة واحدة ولكنها كالعادة عادت تخفضهما سريعاً بارتباك.. فزاد من اقترابه ليهمس:

ـ كلمة واحدة بس يا صبا.. كلمة واحدة تريحني..

أراحت رأسها على كتفه وهي تحيط عنقه بذراعيها وتستمر الرقصة على الأنغام الناعمة.. ويعود هو ليهمس:

ـ وعدتك مش هستعجلك.. وأنا عند وعدي.. كفاية بشوف الحب في عينيكِ..

في تلك اللحظة حسمت أمرها وأشارت برأسها لنيرة التي فهمت إشارتها على الفور فتوجهت نحو الفرقة الموسيقية لتهمس في أذن قائدها ببضعة كلمات تغيرت بعدها الموسيقى.. وتناولت صبا الميكرفون الذي أتت به نيرة لتهمس بتردد سرعان ما تبدل لثقة بحب جارف..

ع بالي حبيبي على بالي حبيبي
أغمرك ما تركك أسرق ما أرجعك
أحبسك ما طلعك من قلبي ولا يوم
أخطفلك نظرات ضحكاتك حركاتك
علقهم بغرفتي نيمهم على فرشتي
أحلمهم بغفوتي تا يحلي بعيني النوم
ع بالي حبيبي
ليلة ألبسلك الأبيض
وصير ملكك والدنيا تشهد
وجيب منك أنت طفلك أنت مثلك أنت
ع بالي حبيبي
عيش حتى عمر أو أكتر
وحبي يكبر كل ما نكبر
وشــيب لمى تشيب عمري يغيب لمى تغيب
ع بالي حبيبي

ع بالي تكملني واسمك تحملني
بقلبك تخبيني من الدنيا تحميني
وتمحي من سنيني كل لحظة عشتها بلاك
ع بالي تجرحني لحتى تصالحني
بلمسة حنونه بغمره مجنونه
وما غمض عيوني إلا أنا وياك
ع بالي حبيبي
ليلة ألبسلك الأبيض
وصير ملكك والدنيا تشهد
وجيب منك أنت طفلك أنت مثلك أنت
ع بالي حبيبي
عيش حتى عمر أو أكتر
وحبي يكبر كل ما نكبر
وشــيب لمى تشيب عمري يغيب لمى تغيب
ع بالي حبيبي

انتهت الأغنية ليرفع حسن صبا لأعلى ويرفع إحدى طبقات طرحتها ليختفيا تحتها ويغيبا معاً في أولى قبلاتهما...

تمت بحمد الله
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close