رواية مملكتي الخاصة الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم شروق
الحلقة 37
لحظات من الدهشة والاستغراب والصدمة بادية على ملامح عمرو الذى لا يستوعب ما يحدث
يرى ان تعب وجهد السنين سيذهب هباء امام تلك المتسلطة المدعوة مريم
لا اعلم ماذا افعل
لدى رغبة شديدة فى صفعها بشدة على وجهها لعلها تفيق مما هى فيه
لا ......... انا من يحتاج لهذه الصفعة حقا
ماذا حدث لى ...... لما هى كذلك
بل وكيف عرفت ان زواجى من سارة هو للعمل فقط
لا يعلم هذا الكلام سوى شخص واحد ............... نعم انها امى
ماذا لو رفضت هذا العرض ماذا سيحدث ؟؟
ستصاب امى بذبحة صدرية حادة قد تودى بحياتها
قد يصاب ابى بتوقف حركته واصابته بمرض ما هو الاخر
ستذهل اختى مما حدث
سأقع من نظر الجميع وقبلهم نفسى
ولن تصدق سارة ما حدث وستطلب الطلاق حتما
اذا سأوافق ولكن سيحدث الكثير ايضا
والعامل المشترك هنا هو ان سارة ستطلب الطلاق ايضا او تلجأ الى الخلع
ولكن ستبقى امى كما هى دون مرض وكذلك ابى
وان كنت سأتعرض للهجوم الشديد من قبله لتحطيمى قلب محبوبتى سارة
ولكن سنظل كما نحن
كان هذا يدور فى عقل عمرو باستمرار لا يعرف ماذا يفعل
فى كلتا الحالتين سيخسر ولكن ان تزوجها سيخسر اقل بكثييير
يتذكر ذلك اليوم الذى ابدى فيه عملا رائعا اثبت مدى جدارته واستحقاقه بالعمل لدى والده الذى رأى فيه رجل اعمالا ناجحا بما تحمله الكلمة من معنى
استطاع عمرو خلال فترة وجيزة اثبات ذاته فى العمل على الرغم من صغر سنه
اراد والده مكافئته بشكل كبير ......... اراد والده ان يثبت له انه يقدر ما يفعله حقا من اجل الشركات
لم يهديه بالهدايا كما كان يفعل بالسابق كنوع من انواع التقدير
ولكنه فى هذه المرة كتب له توكيلا عاما للشركات اجمع فيحق له التصرف فيها كيفما شاء
كم احس عمرو فى ذلك اليوم بالفرح لثقة والده الغالية والتى اعتبرها عمرو وساما للتميز وضعه على رأسه ولن ينزله ابداا مهما حدث
اقسم الا يضيع حق احد وان لا يفرط فى حقوق الاخرين واولهم اهله وذويه
كم تألم حينما تذكر ذلك اراد ان تعود به اللحظة ثانية كى يرفض ثقة والده الكبيرة والذى ظن عمرو انه لم يستحقها
فها هو الان على وشك ان يضيع كل ما بناه هو والده من تعبهم وشقاءهم فى لحظات قليلة .. ولمن ؟؟؟ لمريم !!!!!!!!
بعد ساعة من ترك مريم له وحده قرر اخيرا ان يخضع لها وان يتزوجها
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxx
كانت تجلس وحيدة على فراشها تبدو وكأنها فراشة جميلة تجلس على واحدة من اوراق الشجر تجذب نظر الجميع بجمالها الباهر
ظلت تنتظر وتنتظر ولكن ........... لا شئ جديد
لم ياتى عمرو
كانت تنظر الى هاتفها فى لهفة تود ان تمسكه وتهاتفه لتعلم اين ذهب ولكنها تأبى ذلك
ولكن مع مرور الوقت اصبحت اكثر قلقا من البداية فأمسكت الهاتف وترددت كثيرا ولكن قلبها قد طغى على كل تفكيرها وهاتفته
ولكن جاءت الرسالة التى لا تود سماعها
ان هذا الهاتف مغلق او غير متااح
رمت بهاتفها على الفراش بشدة
واسندت رأسها على الوسادة الى ان نامت دون ان تدرى من شدة التعب
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxx*
اثناء عودتهم من حفل الزفاف
كان حسن يجلس بجانب منى فى صمت
يود لو انه يتحدث معها ولكنها كانت تنظر امامها فى كبرياء دون ان تلتفت اليه كما يفعل هو
كان والدها ووالدتها واخاه نائمان بالخلف فى احدى سيارات الاجرة التى استأجروها خصيصا لهذا الزفاف فقط
فى حين ظلت منى مستيقظة وكذلك حسن الذى قرر اخيرا الكلام
حسن : كان حلو اوى الفرح مش كدا
منى وهى على وضعها دون ان تنظر : اهاا
حسن : عقبالنا ان شاء الله
لم ترد منى عليه ولم تنظر ايضا
حسن : مبترديش ليه
منى : مش باينلها عقبالنا
حسن : ليه يا منى
منى : لما تبقى تقولى على كل حاجة ابقى ساعتها مطمنة
لكن بالوضع دا انا بدأت اخاف
حسن : تخافى من ايه ؟
منى : منك انت يا حسن ....... خايفة منك
ذعر حسن من كلمة منى لم يكن يتوقع انها ستقول هذه الكلمة ابداا
حسن : خايفة منى انا ؟؟ دى اخر حاجة كنت اتوقع انك تخافى منها يا منى
منى : انا قلتلك قبل كدا ولسه هقولهالك
احنا المفروض بقينا واحد يعنى لما حاجة تيجى فى دماغك مجرد بس تفكير المفروض انى اعرفها
لكن انت الايام دى متغير وبتتصرف من دماغك
وانا مش شايفة مبرر لكل دا
سكت حسن فى تلك اللحظة لم يدرى ماذا يقول لها
نعم انه يحتاج هذا المبلغ لشئ هام ...... اهم من زواجه من محبوبته التى طالما عشقها وسيموت ايضا عشقا لهاا
سكت الاثنين عن الحديث وفضلت منى السكوت حينما رأت صمت حسن عرفت انه لايريد الحديث فى هذه اللحظات ففضلت الصمت
ساعات من السفر مرت على كليهما سنوات كبيسة
حتى وصلوا الى الاسكندرية
ايقظت منى والدها ووالدتها واخاها واتجهوا الى منزلهم
سلم حسن على الجميع الى ان وصل لمنى لم يستطع رفع بصره كى يلتقى عيناها
فمضى الى منزله وصعدت منى سريعا الى غرفتها لتفكر فيما حدث
ودموعها كانت تسقط واحدة تلو الاخرى
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxxxxxxxx
عادت مريم مرة ثانية الى الغرفة التى يجلس فيها عمرو
مشت بخطوات متمايلة ممسكة بالورق فى يديها تضرب به يدها الاخرى كنوع من تذكير عمرو بأنها هنا هى رب السفينة وصاحبة القرار ليس هو
فهو فى يدها كالسجين الذى لا يقوى على فعل اى شئ سوى السمع والطاعة
كان جالسا واضعا رأسه بين يديه يخفى ما قد يظهر عليه من الضعف امام تلك الفتاة
مريم : ها فكرت يا عمورتى
اجيب المأذون بقى ولا ليك رأى تانى
عمرو : ...............
لا يريد النطق بهذه الكلمة يريد الرجوع فيها ولكن مهلا فهنا لا رجعة
عمرو : هاتيه
لم تستطع مريم كبت مشاعرها ومدى فرحها بكلمة عمرو
قفزت من على الارض فرحا قفزت وقفزت الى ان تعبت وجرت نحوه لتقبل يديه وتعده انها ستسعده ولكنها ابعها عنها ومازال على وضعها
لم تهتم مريم بهذا بل ذهبت سريعا نحو الهاتف لتخبر المأذون بضرورة المجئ الى المنزل الخاص بهم
كانت امها تجلس فى غرفتها فى قلق شديد مما يحدث
تريد ان تطمئن على ماحدث
وبالفعل اطمأنت بمجرد دخول مريم الى الغرفة دون ادنى استئذان لتدخل والفرح يقفز من عينها لتقول فى لهفة وصوت عالى اشبه بالصراخ
مريم : وافق يا مامى .......وااااااافق
قامت الام مسرعة لتحتضن ابنتها بقوة فقد نجحت خطتهما معا ووقع عمرو فى فخها
فى تلك اللحظة قالت الام : دلوقتى بقى لازم نتصل بكام واحد كدا عشان يشهدوا على جوازكو
مريم : بسرعة يامامى
وبالفعل اجرت الام بعض المكالمات الهامة
ببعض الاشخاص للقدوم الى الفيلا ويصبحوا شاهدين على عقد زواج مريم بعمرو
الى جانب االاتصال بوالدها للقدوم بسرعة ليشهد عقد قران ابنته الوحيدة
وبالفعل قدم الجميع تغمرهم الفرحة العارمة بزواج مريم برجل الاعمال صغير السن وصاحب الاملاك التى لا تحصى عمرو
عند اتمام مراسم الزواج بكلام المأذون وترديده كان عمرو يشعر وكان هناك خنجرا يشوبه الصدى يطعن فيه بداخله
فسبحان مغير الاحوال
كان يتم هذه الشعائر فى نفس اليوم قبل ذلك بساعات قليلة ولكن كادت الارض ان تطير به فرحا وهو يقولها
اما الان يشعر بانه يختنق وأى اختناق هذا الذى يشعر به
انه يشبه اختناق الموت حياا
تمت المراسم دون ان يتحدث عمرو بكلمة اخرى زائدة
لتصبح مريم زوجة عمرو امام الجميع الا اهله
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xx
امضت سارة يومها على الفراش دون ان تتحرك من شدة تعبها
الى ان سقطت بعض من اشعة الشمس الذهبية على جسد العروس
لتفتح عينها شيئا فشئ فتصتدم بغرفة غريبة عنها تجلس على الفراش معتدلة لتتذكر
نعم انها غرفتى الان ........ فلقد اصبحت زوجة عمرو
عمرو ؟؟ اين هو ؟؟
لم يأتى حتى الان ؟
لم ؟ ما سبب ذلك ؟
امسكت سارة هاتفتها وتشجعت هذه المرة الى ان اتصلت به فعليا لتجد ما كانت تخشاه الهاتف الذى طلبته مغلقا
لم تستطيع الانتظار اكثر من هذا
قامت سريعا لتنثر قطرات الماء على وجهها المتعب اثر ليلة امس
وبسرعة بدلت ملابسها لتنزل سريعا الى الطابق السفلى لتجد انه ما من احد مستيقظ سواها
فتجلس سارة وحيدة على كرسى تنتظر ان يستيقظ احد او ان تجد عمرو امامها
يشعر كانه فى عالم وحده
هل تخيلت ذات مرة انك تعيش وسط الناس جميعا ولكنك لا تشعر بهم فقط تراهم يتحركون يتكلمون ولكنك ليس بينهم
هذا ماكان يشعر به عمرو
يراهم ولكن لا يسمعهم ... لا يشعر بهم ....
بمجرد انتهاء مراسم الزواج وجد نفسه يخرج وحده لا يعلم الى اين فقط كل ما كان يدركه انه عليه الذهاب من هذا المكان الذى لا يطيقه فقط
ترجل سريعا ليصل الى سيارته وسط ذهول الموجودين
لتلحق به مريم سريعا وتقف امامه مباشرة تمنعه من دخول سيارته
لكنه كان فى اوج ذهوله الممتزج بغضبه الشديد مما حدث
وشعورة بالاجبار ليس بالاختيار اشعره بمدى عجزه
وانه ليس كما كان يتصور نفسه قادر على حل اى معضلة قد تقابله فى حياته
ومع ظهور مريم تبدل الحال ليشعر بعجزه الشديد عن فعل اى شئ حيال المحافظة عن حياته التى كانت على وشك البداية
ليكتب عليها النهاية ................
دفعها عمرو مبتعدا عنها ليدخل سيارته بسرعة ويقود بسرعة جنونية كادت ان تطيح بمريم من امامه لولا انها تراجعت بضع خطوات عنه لكانت فى عداد الموتى ...
قاد سيارته الى اتجاه لا يعرف له معالم
لقد مر من هنا مئات بل الاف المرات من هذه الشوارع وهذه الاماكن ولكنه الان لا يشعر بأى شئ سوى انه يريد الابتعاد قدر الامكان عن منزل مريم
يظن ان هذا سوف يطمئنه ويستيقظ الان من كابووس مخيف ولكن افيق يا عمرو انه..........................الواقع
ظل هكذا طوال سواد الليل الى ان استقر للذهاب الى البحر كى يشكو له ما حدث
او لعله يستفسر عما حدث
ترجل من سيارته ليلقى بجسده المهلك على الرمال فى استسلام شديد لامواج البحر تلاطمه يمنة ويسره
يمسك بيده الرمال ... ينظر نحو اخر البحر ولكن ليس له نهاية
فهو يشبه الفخ الذى وقع فيه ...بلا نهاية
ظل بهذا الشكل حتى سطوع الشمس على وجهه
يغلق عينه حتى لا تلتقى الاشعة بها
يدرك انه الصباح وان الليل قد انجلى ومضى
ادرك انه قد ترك عروسة البكر فى غرفتهما دون ان تعرف اين هو ؟
ما هو ذنبها ؟ ااذنبت لانه قد تزوجها ؟
ادرك ان عليه العودة ... ولكن كيف سأواجه الامر ؟
لا اعرف ولكنى ان هربت الان فالى متى سأظل وراء هذا القناع
حتما يوما ما سيقع ويظهر كل شئ
قام عمرو من مكانه فى تثاقل شديد
ليقود سيارته الى المنزل مرة ثانية وهو فى حالة يرثى لها ..........
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
كانت تمضى فى المكان ذهابا وايابا ولكن دون جدوى
ملت من ذلك .... ملت الانتظار
فلا احد منهم يستقيظ ولم يأتى عمرو بعد
جلست بعد تعب وعناء لتمسك باحدى الكتب الموضوعة امامها
تقلب بلامبالاة الصفحة تلو الاخرى
لاتدرى ماذا ترى
غلب عقلها وتفكيرها على اى شئ قد تقوم به
سمعت وقع اقدام فى الخارج
وجدت الباب يفتح ببطئ شديد
ثبتت عيناها على المقبض وتراه وهو ينزلق
لحظات قليلة حتى ظهر امامها عمرو فى حال مريع
يبدو انه قد عانى ليلة غريبة بالامس
ولكن أين ؟ ولما ؟ وكيف ؟
اسئلة تدور بداخلها متتالية بسرعة المطر
تود لو ان تخبره كل هذا ولكن كبرياؤها منعها
فهى العروس التى تركها حبيبها ليلة زواجها ليعود صباح اليوم التالى فى هذا الحال
وكأنه كان مجبر على الزواج منها والان يود التخلص من الامر
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxx*
قد دعا الله كثيرا ان لا تتواجد سارة او تكون نائمة فى ذلك الوقت
فهو ليس بحال جيد للمواجهة فى ذلك الوقت
ادار المفتاح بهدوء شديد ليدخل ويفاجأ بسارة جالسة وممسكة باحدى الكتب فى يدها
كييف تجلس فى هذا الوقت هنا وهى عروس لم يمضى على عرسها بضع ساعات ؟
ولكنك قد تركتها فكيف هى بالعروس ؟؟؟..........
دخل فى هدوء شديد يأبى النظر اليها
يتجنب تلاقى العيون ببعضها
لانه لو نظر اليها لو ان يجرى نحوها ويحتضنها بقوة ليخبرها عن كل ما حدث
وانه يحبها هى ليس الا
ولكن ياليته يستطيع ........ حتى وان استطاع فهل ستصدقه ؟؟؟
حتما لا ...............
القى السلام فى صوت خافض للغاية وامسك بالدرج شارعا فى الصعود الى الغرفة
فهمت سارة ان عليها هى الاخرى الصعود
وان الكلام عليه الانتظار لحين الصعود
فهما الان زوجان ولهما بيتهما الخاص او بالاحرى غرفتهما التى لا يجب ان يتعداها اى سر مهما حدث
هكذا تربت سارة .... هكذا علمتها امها ....
تبعته الى الاعلى ودخلت الغرفة هى الاخيرة لتغلق خلفها الباب فى هدوء
فك عمرو ازرار قميصه التى كادت ان تخنقه او كما كان يظن هو
والقى بجسده عالى الفراش ليجلس متجنبا النظر نحو سارة
التى وقفت قبالته عاقدة ذراعيها على امل ان يبدأ عمرو الحديث او التبرير عما حدث
ولكنه سكت هو الاخر ليقوم متجها لينثر قطرات الماء على وجهه المتعب
ثم يبدل ملابسه وحده ويخرج ومازالت على حالتها
ليجلس مرة اخرى على الفراش
تظن سارة انه قد يتحدث ويقص لها ما حدث ليلة امس و لما تركها
فمهما كان السبب ليس لديه ادنى مبرر لتركها فى هذه الليلة خصيصا
وجدت سارة انه لا جدوى من عمرو وانه لن يتحدث فبادرت هى الكلام قائلة
سارة : وبعدين ؟
نظر اليها عمرو : ايه ؟
سارة : انت بتسألنى انا ؟
انا اللى بسأل فى ايه ؟
عمرو : فى ايه فى ايه ؟
سارة : هو المفروض ان اللى حصل دا عادى ؟
ولا انا اللى مزودااها ؟
عمرو : انا مش فاهم انتى عاوزة تقولى ايه ؟
سارة : كنت فين امبارح يا عمرو ؟
عمرو وقد بدأ بالقلق : كان مشوار مهم وكان لازم اعمله
سارة : فى ليلة فرحنا ؟
اهم من فرحنا يعنى عشان تسيبنى وتنزل وتيجى وش الصبح ؟
عمرو : بعد اذنك انا تعبان جدا ومش قادر اتكلم
والمشوار مكنش ينفع يستنى
وانا دلوقتى عاوز انام
سارة باندهاش : تنام ؟
ضحكت سارة ضحكة سخرية جانبية لتكمل حديثها قائلة : مش عارفة ليه حاسة اننا بنتعامل كأننا متجوزين بقالنا سنين وانا كل يوم بسألك رايح فين وجاى منين وانت متضايق من كلامى اوى وعاوز تسيبنى وتنام من غير ما اعرف ايه حصل حتى ؟
عمرو : لو سمحتى ياسارة بقولك عاوز انام ولما اصحى نبقى نتكلم
لم يكن من طبع سارة ان تتحدث بشكل قد يؤدى بشكل او باخر الى اهانتها او التقليل من كرامتها التى تحفظها وكأنها ماسة غالية الثمن بعيدا عن اعين الناس
فقررت الانسحاب من الحديث كما يريد عمرو الى ان يفتح الحديث هو مرة اخرى
فهى عروس يجب ان يكون هو من يتحدث ويظهر لها مشاعرة وحنانه الذى طالما حكى عنه وعن ما يكنه لها من حب
فأين هو اذن ؟؟؟
اعتدل عمرو على الفراش فى وضع النوم وابعد وجهه الى الجانب الاخر حتى لا تراه سارة
اما هى لم تعرف ماذا تفعل ؟
لن تنزل الى الطابق السفلى مرة اخرى فهى عروس ومن فضل الله انه لم يراها احد بعد فى المرة الاولى
كانت متعبة هى الاخرى فلم تنم البارحة ايضا سوى بضع ساعات قليلة مشوبة بالقلق على عمرو
قررت ان تنال قسطا هى الاخرى من النوم ولكن على الاريكة بعيدا عن عمرو الذى احس ببعدها عنها
وكم كان يتألم لها ولكنه اصطنع النوم وكأنه غارق فى احلامه
اما هى فاتجهت نحو الاريكة وتمددت عليها محاولة الوصول الى النوم الذى يبعد عنها فى تلك اللحظة بالذات لكثرة التفكير
اما عن عمرو فنزلت منه بعض الدمعات الحارة لتسقط لتصطدم بالوسادة لتوقفها عن المرور
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
كانت مريم تجلس فى المنزل تشعر وكأنها قد ملكت الارض بما فعلت
فها هو اليوم الذى طالما حلمت به ولكنه مختلف قليلا عما حلمت به
لانها كانت تحلم بمدى فرحة عمرو بزواجهما وليست هى فقط
كانت تحلم بسفرها بصحبة زوجها الى احد الاماكن السياحية المشهورة فى مصر او خارجها لقضاء شهر العسل الذى تحلم به كل فتاة بصحبة حبيبها
ولكن لم يتحقق ايا من ذلك
ولكنه حتمااااااا سيتحقق ...........
قطع تفكير مريم صوت والدتها الذى اتاها بفرح شديد وكبير
وهى انها تخبرها ان اخاها سيف على وشك القدوم الى مصر خلال شهر واحد
نعم لقد وعدهم سيف بالنزول الى مصر معهم ولكن منعه العمل المستمر فقرر اللحاق بهم فى اقرب فرصة اتية
جلست الام بعد ابلاغ ابنتها بالخبر السار ليتناقشوا فى الخطوة التالية بعد الزواج
الام : دلوقتى بقى انا عاوزة اعرف انتى ناوية تعملى ايه ؟
مريم : اعمل ايه فى ايه ما انا اتجوزتوا يا مامى خلاص
الام : لا والله ...... اتجوزتيه وجررى على طول على الغندورة التانية
لاااااا انا مش هيمشى معايا الكلام دا
انتى لازم تربطيه جمبك كدا
مريم باستغراب : ازاى مش هو هيجى هنا ولا ايه ؟
الام : وانتوا ان شاء الله ناويين تعيشوا هنا كمان
يعنى يتجوزك ويعيش هوا معاكى ؟
مريم : امال انا اللى اروح ولا ايه ؟
الام : ايوة طبعا انتى اللى تروحى هى دى فيها سؤال ؟
مريم : اازاى ؟
الام : انا اللى هقولك بردو ؟
انتى هتستنى هما يومين بالعدد لو مجاش فيهم يتفق معاكى عاللى هيحصل انتى هتاخدى كل هدومك وتروحى هناك دا بيت جوزك يا مريم
فرحت مريم لهذا اللقب كثيرااااا ....شعرت بسعادة عارمة بمجرد سماعه من والدتها
وانتبهت لكلام والدتها لترى انها على حق تماما
لحظات من الدهشة والاستغراب والصدمة بادية على ملامح عمرو الذى لا يستوعب ما يحدث
يرى ان تعب وجهد السنين سيذهب هباء امام تلك المتسلطة المدعوة مريم
لا اعلم ماذا افعل
لدى رغبة شديدة فى صفعها بشدة على وجهها لعلها تفيق مما هى فيه
لا ......... انا من يحتاج لهذه الصفعة حقا
ماذا حدث لى ...... لما هى كذلك
بل وكيف عرفت ان زواجى من سارة هو للعمل فقط
لا يعلم هذا الكلام سوى شخص واحد ............... نعم انها امى
ماذا لو رفضت هذا العرض ماذا سيحدث ؟؟
ستصاب امى بذبحة صدرية حادة قد تودى بحياتها
قد يصاب ابى بتوقف حركته واصابته بمرض ما هو الاخر
ستذهل اختى مما حدث
سأقع من نظر الجميع وقبلهم نفسى
ولن تصدق سارة ما حدث وستطلب الطلاق حتما
اذا سأوافق ولكن سيحدث الكثير ايضا
والعامل المشترك هنا هو ان سارة ستطلب الطلاق ايضا او تلجأ الى الخلع
ولكن ستبقى امى كما هى دون مرض وكذلك ابى
وان كنت سأتعرض للهجوم الشديد من قبله لتحطيمى قلب محبوبتى سارة
ولكن سنظل كما نحن
كان هذا يدور فى عقل عمرو باستمرار لا يعرف ماذا يفعل
فى كلتا الحالتين سيخسر ولكن ان تزوجها سيخسر اقل بكثييير
يتذكر ذلك اليوم الذى ابدى فيه عملا رائعا اثبت مدى جدارته واستحقاقه بالعمل لدى والده الذى رأى فيه رجل اعمالا ناجحا بما تحمله الكلمة من معنى
استطاع عمرو خلال فترة وجيزة اثبات ذاته فى العمل على الرغم من صغر سنه
اراد والده مكافئته بشكل كبير ......... اراد والده ان يثبت له انه يقدر ما يفعله حقا من اجل الشركات
لم يهديه بالهدايا كما كان يفعل بالسابق كنوع من انواع التقدير
ولكنه فى هذه المرة كتب له توكيلا عاما للشركات اجمع فيحق له التصرف فيها كيفما شاء
كم احس عمرو فى ذلك اليوم بالفرح لثقة والده الغالية والتى اعتبرها عمرو وساما للتميز وضعه على رأسه ولن ينزله ابداا مهما حدث
اقسم الا يضيع حق احد وان لا يفرط فى حقوق الاخرين واولهم اهله وذويه
كم تألم حينما تذكر ذلك اراد ان تعود به اللحظة ثانية كى يرفض ثقة والده الكبيرة والذى ظن عمرو انه لم يستحقها
فها هو الان على وشك ان يضيع كل ما بناه هو والده من تعبهم وشقاءهم فى لحظات قليلة .. ولمن ؟؟؟ لمريم !!!!!!!!
بعد ساعة من ترك مريم له وحده قرر اخيرا ان يخضع لها وان يتزوجها
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxx
كانت تجلس وحيدة على فراشها تبدو وكأنها فراشة جميلة تجلس على واحدة من اوراق الشجر تجذب نظر الجميع بجمالها الباهر
ظلت تنتظر وتنتظر ولكن ........... لا شئ جديد
لم ياتى عمرو
كانت تنظر الى هاتفها فى لهفة تود ان تمسكه وتهاتفه لتعلم اين ذهب ولكنها تأبى ذلك
ولكن مع مرور الوقت اصبحت اكثر قلقا من البداية فأمسكت الهاتف وترددت كثيرا ولكن قلبها قد طغى على كل تفكيرها وهاتفته
ولكن جاءت الرسالة التى لا تود سماعها
ان هذا الهاتف مغلق او غير متااح
رمت بهاتفها على الفراش بشدة
واسندت رأسها على الوسادة الى ان نامت دون ان تدرى من شدة التعب
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxx*
اثناء عودتهم من حفل الزفاف
كان حسن يجلس بجانب منى فى صمت
يود لو انه يتحدث معها ولكنها كانت تنظر امامها فى كبرياء دون ان تلتفت اليه كما يفعل هو
كان والدها ووالدتها واخاه نائمان بالخلف فى احدى سيارات الاجرة التى استأجروها خصيصا لهذا الزفاف فقط
فى حين ظلت منى مستيقظة وكذلك حسن الذى قرر اخيرا الكلام
حسن : كان حلو اوى الفرح مش كدا
منى وهى على وضعها دون ان تنظر : اهاا
حسن : عقبالنا ان شاء الله
لم ترد منى عليه ولم تنظر ايضا
حسن : مبترديش ليه
منى : مش باينلها عقبالنا
حسن : ليه يا منى
منى : لما تبقى تقولى على كل حاجة ابقى ساعتها مطمنة
لكن بالوضع دا انا بدأت اخاف
حسن : تخافى من ايه ؟
منى : منك انت يا حسن ....... خايفة منك
ذعر حسن من كلمة منى لم يكن يتوقع انها ستقول هذه الكلمة ابداا
حسن : خايفة منى انا ؟؟ دى اخر حاجة كنت اتوقع انك تخافى منها يا منى
منى : انا قلتلك قبل كدا ولسه هقولهالك
احنا المفروض بقينا واحد يعنى لما حاجة تيجى فى دماغك مجرد بس تفكير المفروض انى اعرفها
لكن انت الايام دى متغير وبتتصرف من دماغك
وانا مش شايفة مبرر لكل دا
سكت حسن فى تلك اللحظة لم يدرى ماذا يقول لها
نعم انه يحتاج هذا المبلغ لشئ هام ...... اهم من زواجه من محبوبته التى طالما عشقها وسيموت ايضا عشقا لهاا
سكت الاثنين عن الحديث وفضلت منى السكوت حينما رأت صمت حسن عرفت انه لايريد الحديث فى هذه اللحظات ففضلت الصمت
ساعات من السفر مرت على كليهما سنوات كبيسة
حتى وصلوا الى الاسكندرية
ايقظت منى والدها ووالدتها واخاها واتجهوا الى منزلهم
سلم حسن على الجميع الى ان وصل لمنى لم يستطع رفع بصره كى يلتقى عيناها
فمضى الى منزله وصعدت منى سريعا الى غرفتها لتفكر فيما حدث
ودموعها كانت تسقط واحدة تلو الاخرى
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxxxxxxxx
عادت مريم مرة ثانية الى الغرفة التى يجلس فيها عمرو
مشت بخطوات متمايلة ممسكة بالورق فى يديها تضرب به يدها الاخرى كنوع من تذكير عمرو بأنها هنا هى رب السفينة وصاحبة القرار ليس هو
فهو فى يدها كالسجين الذى لا يقوى على فعل اى شئ سوى السمع والطاعة
كان جالسا واضعا رأسه بين يديه يخفى ما قد يظهر عليه من الضعف امام تلك الفتاة
مريم : ها فكرت يا عمورتى
اجيب المأذون بقى ولا ليك رأى تانى
عمرو : ...............
لا يريد النطق بهذه الكلمة يريد الرجوع فيها ولكن مهلا فهنا لا رجعة
عمرو : هاتيه
لم تستطع مريم كبت مشاعرها ومدى فرحها بكلمة عمرو
قفزت من على الارض فرحا قفزت وقفزت الى ان تعبت وجرت نحوه لتقبل يديه وتعده انها ستسعده ولكنها ابعها عنها ومازال على وضعها
لم تهتم مريم بهذا بل ذهبت سريعا نحو الهاتف لتخبر المأذون بضرورة المجئ الى المنزل الخاص بهم
كانت امها تجلس فى غرفتها فى قلق شديد مما يحدث
تريد ان تطمئن على ماحدث
وبالفعل اطمأنت بمجرد دخول مريم الى الغرفة دون ادنى استئذان لتدخل والفرح يقفز من عينها لتقول فى لهفة وصوت عالى اشبه بالصراخ
مريم : وافق يا مامى .......وااااااافق
قامت الام مسرعة لتحتضن ابنتها بقوة فقد نجحت خطتهما معا ووقع عمرو فى فخها
فى تلك اللحظة قالت الام : دلوقتى بقى لازم نتصل بكام واحد كدا عشان يشهدوا على جوازكو
مريم : بسرعة يامامى
وبالفعل اجرت الام بعض المكالمات الهامة
ببعض الاشخاص للقدوم الى الفيلا ويصبحوا شاهدين على عقد زواج مريم بعمرو
الى جانب االاتصال بوالدها للقدوم بسرعة ليشهد عقد قران ابنته الوحيدة
وبالفعل قدم الجميع تغمرهم الفرحة العارمة بزواج مريم برجل الاعمال صغير السن وصاحب الاملاك التى لا تحصى عمرو
عند اتمام مراسم الزواج بكلام المأذون وترديده كان عمرو يشعر وكان هناك خنجرا يشوبه الصدى يطعن فيه بداخله
فسبحان مغير الاحوال
كان يتم هذه الشعائر فى نفس اليوم قبل ذلك بساعات قليلة ولكن كادت الارض ان تطير به فرحا وهو يقولها
اما الان يشعر بانه يختنق وأى اختناق هذا الذى يشعر به
انه يشبه اختناق الموت حياا
تمت المراسم دون ان يتحدث عمرو بكلمة اخرى زائدة
لتصبح مريم زوجة عمرو امام الجميع الا اهله
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xx
امضت سارة يومها على الفراش دون ان تتحرك من شدة تعبها
الى ان سقطت بعض من اشعة الشمس الذهبية على جسد العروس
لتفتح عينها شيئا فشئ فتصتدم بغرفة غريبة عنها تجلس على الفراش معتدلة لتتذكر
نعم انها غرفتى الان ........ فلقد اصبحت زوجة عمرو
عمرو ؟؟ اين هو ؟؟
لم يأتى حتى الان ؟
لم ؟ ما سبب ذلك ؟
امسكت سارة هاتفتها وتشجعت هذه المرة الى ان اتصلت به فعليا لتجد ما كانت تخشاه الهاتف الذى طلبته مغلقا
لم تستطيع الانتظار اكثر من هذا
قامت سريعا لتنثر قطرات الماء على وجهها المتعب اثر ليلة امس
وبسرعة بدلت ملابسها لتنزل سريعا الى الطابق السفلى لتجد انه ما من احد مستيقظ سواها
فتجلس سارة وحيدة على كرسى تنتظر ان يستيقظ احد او ان تجد عمرو امامها
يشعر كانه فى عالم وحده
هل تخيلت ذات مرة انك تعيش وسط الناس جميعا ولكنك لا تشعر بهم فقط تراهم يتحركون يتكلمون ولكنك ليس بينهم
هذا ماكان يشعر به عمرو
يراهم ولكن لا يسمعهم ... لا يشعر بهم ....
بمجرد انتهاء مراسم الزواج وجد نفسه يخرج وحده لا يعلم الى اين فقط كل ما كان يدركه انه عليه الذهاب من هذا المكان الذى لا يطيقه فقط
ترجل سريعا ليصل الى سيارته وسط ذهول الموجودين
لتلحق به مريم سريعا وتقف امامه مباشرة تمنعه من دخول سيارته
لكنه كان فى اوج ذهوله الممتزج بغضبه الشديد مما حدث
وشعورة بالاجبار ليس بالاختيار اشعره بمدى عجزه
وانه ليس كما كان يتصور نفسه قادر على حل اى معضلة قد تقابله فى حياته
ومع ظهور مريم تبدل الحال ليشعر بعجزه الشديد عن فعل اى شئ حيال المحافظة عن حياته التى كانت على وشك البداية
ليكتب عليها النهاية ................
دفعها عمرو مبتعدا عنها ليدخل سيارته بسرعة ويقود بسرعة جنونية كادت ان تطيح بمريم من امامه لولا انها تراجعت بضع خطوات عنه لكانت فى عداد الموتى ...
قاد سيارته الى اتجاه لا يعرف له معالم
لقد مر من هنا مئات بل الاف المرات من هذه الشوارع وهذه الاماكن ولكنه الان لا يشعر بأى شئ سوى انه يريد الابتعاد قدر الامكان عن منزل مريم
يظن ان هذا سوف يطمئنه ويستيقظ الان من كابووس مخيف ولكن افيق يا عمرو انه..........................الواقع
ظل هكذا طوال سواد الليل الى ان استقر للذهاب الى البحر كى يشكو له ما حدث
او لعله يستفسر عما حدث
ترجل من سيارته ليلقى بجسده المهلك على الرمال فى استسلام شديد لامواج البحر تلاطمه يمنة ويسره
يمسك بيده الرمال ... ينظر نحو اخر البحر ولكن ليس له نهاية
فهو يشبه الفخ الذى وقع فيه ...بلا نهاية
ظل بهذا الشكل حتى سطوع الشمس على وجهه
يغلق عينه حتى لا تلتقى الاشعة بها
يدرك انه الصباح وان الليل قد انجلى ومضى
ادرك انه قد ترك عروسة البكر فى غرفتهما دون ان تعرف اين هو ؟
ما هو ذنبها ؟ ااذنبت لانه قد تزوجها ؟
ادرك ان عليه العودة ... ولكن كيف سأواجه الامر ؟
لا اعرف ولكنى ان هربت الان فالى متى سأظل وراء هذا القناع
حتما يوما ما سيقع ويظهر كل شئ
قام عمرو من مكانه فى تثاقل شديد
ليقود سيارته الى المنزل مرة ثانية وهو فى حالة يرثى لها ..........
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
كانت تمضى فى المكان ذهابا وايابا ولكن دون جدوى
ملت من ذلك .... ملت الانتظار
فلا احد منهم يستقيظ ولم يأتى عمرو بعد
جلست بعد تعب وعناء لتمسك باحدى الكتب الموضوعة امامها
تقلب بلامبالاة الصفحة تلو الاخرى
لاتدرى ماذا ترى
غلب عقلها وتفكيرها على اى شئ قد تقوم به
سمعت وقع اقدام فى الخارج
وجدت الباب يفتح ببطئ شديد
ثبتت عيناها على المقبض وتراه وهو ينزلق
لحظات قليلة حتى ظهر امامها عمرو فى حال مريع
يبدو انه قد عانى ليلة غريبة بالامس
ولكن أين ؟ ولما ؟ وكيف ؟
اسئلة تدور بداخلها متتالية بسرعة المطر
تود لو ان تخبره كل هذا ولكن كبرياؤها منعها
فهى العروس التى تركها حبيبها ليلة زواجها ليعود صباح اليوم التالى فى هذا الحال
وكأنه كان مجبر على الزواج منها والان يود التخلص من الامر
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxx*
قد دعا الله كثيرا ان لا تتواجد سارة او تكون نائمة فى ذلك الوقت
فهو ليس بحال جيد للمواجهة فى ذلك الوقت
ادار المفتاح بهدوء شديد ليدخل ويفاجأ بسارة جالسة وممسكة باحدى الكتب فى يدها
كييف تجلس فى هذا الوقت هنا وهى عروس لم يمضى على عرسها بضع ساعات ؟
ولكنك قد تركتها فكيف هى بالعروس ؟؟؟..........
دخل فى هدوء شديد يأبى النظر اليها
يتجنب تلاقى العيون ببعضها
لانه لو نظر اليها لو ان يجرى نحوها ويحتضنها بقوة ليخبرها عن كل ما حدث
وانه يحبها هى ليس الا
ولكن ياليته يستطيع ........ حتى وان استطاع فهل ستصدقه ؟؟؟
حتما لا ...............
القى السلام فى صوت خافض للغاية وامسك بالدرج شارعا فى الصعود الى الغرفة
فهمت سارة ان عليها هى الاخرى الصعود
وان الكلام عليه الانتظار لحين الصعود
فهما الان زوجان ولهما بيتهما الخاص او بالاحرى غرفتهما التى لا يجب ان يتعداها اى سر مهما حدث
هكذا تربت سارة .... هكذا علمتها امها ....
تبعته الى الاعلى ودخلت الغرفة هى الاخيرة لتغلق خلفها الباب فى هدوء
فك عمرو ازرار قميصه التى كادت ان تخنقه او كما كان يظن هو
والقى بجسده عالى الفراش ليجلس متجنبا النظر نحو سارة
التى وقفت قبالته عاقدة ذراعيها على امل ان يبدأ عمرو الحديث او التبرير عما حدث
ولكنه سكت هو الاخر ليقوم متجها لينثر قطرات الماء على وجهه المتعب
ثم يبدل ملابسه وحده ويخرج ومازالت على حالتها
ليجلس مرة اخرى على الفراش
تظن سارة انه قد يتحدث ويقص لها ما حدث ليلة امس و لما تركها
فمهما كان السبب ليس لديه ادنى مبرر لتركها فى هذه الليلة خصيصا
وجدت سارة انه لا جدوى من عمرو وانه لن يتحدث فبادرت هى الكلام قائلة
سارة : وبعدين ؟
نظر اليها عمرو : ايه ؟
سارة : انت بتسألنى انا ؟
انا اللى بسأل فى ايه ؟
عمرو : فى ايه فى ايه ؟
سارة : هو المفروض ان اللى حصل دا عادى ؟
ولا انا اللى مزودااها ؟
عمرو : انا مش فاهم انتى عاوزة تقولى ايه ؟
سارة : كنت فين امبارح يا عمرو ؟
عمرو وقد بدأ بالقلق : كان مشوار مهم وكان لازم اعمله
سارة : فى ليلة فرحنا ؟
اهم من فرحنا يعنى عشان تسيبنى وتنزل وتيجى وش الصبح ؟
عمرو : بعد اذنك انا تعبان جدا ومش قادر اتكلم
والمشوار مكنش ينفع يستنى
وانا دلوقتى عاوز انام
سارة باندهاش : تنام ؟
ضحكت سارة ضحكة سخرية جانبية لتكمل حديثها قائلة : مش عارفة ليه حاسة اننا بنتعامل كأننا متجوزين بقالنا سنين وانا كل يوم بسألك رايح فين وجاى منين وانت متضايق من كلامى اوى وعاوز تسيبنى وتنام من غير ما اعرف ايه حصل حتى ؟
عمرو : لو سمحتى ياسارة بقولك عاوز انام ولما اصحى نبقى نتكلم
لم يكن من طبع سارة ان تتحدث بشكل قد يؤدى بشكل او باخر الى اهانتها او التقليل من كرامتها التى تحفظها وكأنها ماسة غالية الثمن بعيدا عن اعين الناس
فقررت الانسحاب من الحديث كما يريد عمرو الى ان يفتح الحديث هو مرة اخرى
فهى عروس يجب ان يكون هو من يتحدث ويظهر لها مشاعرة وحنانه الذى طالما حكى عنه وعن ما يكنه لها من حب
فأين هو اذن ؟؟؟
اعتدل عمرو على الفراش فى وضع النوم وابعد وجهه الى الجانب الاخر حتى لا تراه سارة
اما هى لم تعرف ماذا تفعل ؟
لن تنزل الى الطابق السفلى مرة اخرى فهى عروس ومن فضل الله انه لم يراها احد بعد فى المرة الاولى
كانت متعبة هى الاخرى فلم تنم البارحة ايضا سوى بضع ساعات قليلة مشوبة بالقلق على عمرو
قررت ان تنال قسطا هى الاخرى من النوم ولكن على الاريكة بعيدا عن عمرو الذى احس ببعدها عنها
وكم كان يتألم لها ولكنه اصطنع النوم وكأنه غارق فى احلامه
اما هى فاتجهت نحو الاريكة وتمددت عليها محاولة الوصول الى النوم الذى يبعد عنها فى تلك اللحظة بالذات لكثرة التفكير
اما عن عمرو فنزلت منه بعض الدمعات الحارة لتسقط لتصطدم بالوسادة لتوقفها عن المرور
xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
كانت مريم تجلس فى المنزل تشعر وكأنها قد ملكت الارض بما فعلت
فها هو اليوم الذى طالما حلمت به ولكنه مختلف قليلا عما حلمت به
لانها كانت تحلم بمدى فرحة عمرو بزواجهما وليست هى فقط
كانت تحلم بسفرها بصحبة زوجها الى احد الاماكن السياحية المشهورة فى مصر او خارجها لقضاء شهر العسل الذى تحلم به كل فتاة بصحبة حبيبها
ولكن لم يتحقق ايا من ذلك
ولكنه حتمااااااا سيتحقق ...........
قطع تفكير مريم صوت والدتها الذى اتاها بفرح شديد وكبير
وهى انها تخبرها ان اخاها سيف على وشك القدوم الى مصر خلال شهر واحد
نعم لقد وعدهم سيف بالنزول الى مصر معهم ولكن منعه العمل المستمر فقرر اللحاق بهم فى اقرب فرصة اتية
جلست الام بعد ابلاغ ابنتها بالخبر السار ليتناقشوا فى الخطوة التالية بعد الزواج
الام : دلوقتى بقى انا عاوزة اعرف انتى ناوية تعملى ايه ؟
مريم : اعمل ايه فى ايه ما انا اتجوزتوا يا مامى خلاص
الام : لا والله ...... اتجوزتيه وجررى على طول على الغندورة التانية
لاااااا انا مش هيمشى معايا الكلام دا
انتى لازم تربطيه جمبك كدا
مريم باستغراب : ازاى مش هو هيجى هنا ولا ايه ؟
الام : وانتوا ان شاء الله ناويين تعيشوا هنا كمان
يعنى يتجوزك ويعيش هوا معاكى ؟
مريم : امال انا اللى اروح ولا ايه ؟
الام : ايوة طبعا انتى اللى تروحى هى دى فيها سؤال ؟
مريم : اازاى ؟
الام : انا اللى هقولك بردو ؟
انتى هتستنى هما يومين بالعدد لو مجاش فيهم يتفق معاكى عاللى هيحصل انتى هتاخدى كل هدومك وتروحى هناك دا بيت جوزك يا مريم
فرحت مريم لهذا اللقب كثيرااااا ....شعرت بسعادة عارمة بمجرد سماعه من والدتها
وانتبهت لكلام والدتها لترى انها على حق تماما
