رواية رد قلبي الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم وسام اسامة
رواية رُد قلبي
الفصل الثاني والثلاثون الجزء الأول " غضب الشتاء "
...................................
كانت نائمة على فراشها بجسد يرتعش مع صوت الرعد والمطر..الغطاء السميك الذي يُغطيها لم يقيها من فزعها أثر نوبات غضب الشتاء
وعقلها النائم يعيد ذكريات الماضي حينما تصرخ بفزع وهي تسمع خبطات المطر على زجاج النوافذ
لتركض مختبئة بين أحضان جدها باكية بفزع
ليحتويها كامل بين ذراعيها وينفث في كفيها الهواء الدافئ ويُتمتم بكلمات لطيفة تُنسيها خوفها
ولكن مع صوت الرعد وهو يضرب السكون بعنف لتعاود البكاء بشدة وهي تُخبئ وجهها في صدره هاتفة...
-بابا انا بكره الصوت دا اوي
كان يبتسم مُعاتبًا ويقول..
-حد يكره رحمة ربنا بردو ياحبيبتي
دا صوت المطر جميل
نظرت لعيناه بعدم فهم لتُردد بعبوس..
-يعني ايه رحمة
عقد كامل حاجبيه وقد عجز عن تفسير معاني تلك الكلمة العظيمة..لطفلة لم تبلغ الثمانِ سنوات ليتنهد قبل ان يتحدث بهدوء ويُسر..
-بصي ياغزالتي الرحمة دي يعني الرقة أو الرفق
يعني مثلا انتي لو شوفتي قطة ضعيفة محتاجة عطفك ورقتك..هتعطفي عليها ولا هتسيبيها
ردت مُجيبة..
-هعطف عليها واديلها الحليب تشربه بدالي
همهم كامل باسمًا ليقول..
-طب ولو القطة دي متمردة وشريرة وبتتشاقى بس بردو محتاجة عطفك..هتعطفي عليها ولا لا
عقدت حاجبيها بتفكير لثوان ثم هتفت..
-لا عشان هي شريرة مش هعطف عليها
-طب ولو واحدة صاحبتك عرفتي انها بتعمل حاجة غلط..والبنت دي مبتسمعش كلامك ومبتعملش الواجب وبتضرب زمايلها ساعتها هتقولي للمدرسة على الحاجة الغلط ولا هتداري عليها
-لا هقول للميس عشان تعاقبها وتضربها وهقول لصحابي انها وحشة
عقد كامل حاجبيه بضيق ولكن تابع..
-بس دا غلط ياغزال..مفروض الرحمة انك تعطفي على الي محتاجك وهو غلبان..والي محتاجك وهو قوي..مفروض تعطفي على القطة حتى لو شقية
ومفروض ترحمي صاحبتك ومتفضحيهاش قدام زمايلها وتقولي انها وحشة..زي ماربنا بيرحمنا رغم اننا اوقات مبنصليش في وقت الصلاة..او بنتكلم على حد..او بنزعل حد مننا3
رغم كل دا ربنا بيرحمنا وبيعطف علينا
وبيدينا هوا نتنفسه وبيدينا مطر يكبر زرعنا
وبيدينا شمس تدفينا ..وبيدينا أكل وشرب وفلوس وبيت وبيدينا ناس بيحبونا..اخوات واصحاب وجيران..هي دي الرحمة ياحبيبتي
همهمت غزال بفهم قبل أن تقول بخفوت..
-طب هو ربنا زعلان مني
-لا طبعا ياحبيبتي ليه بتقولي كدا
لعبت بأصابعها لتقول..
-عشان ربنا مدانيش بابا وماما
دمعت عين كامل بحزن وضمها الي صدره مواسيًا قبل أن يقول بلطف..
-لا ياحبيبتي..ربنا رحم ماما وبابا وخدهم فوق في جنته..ورحمني واداني انتي ياغزالتي
كنت وحيد وحزين فـ بعتك ليا عشان اكون مبسوط
بتهجت ملامحها لتقول...
-انت مبسوط بيا كتير !+
همهم باسمًا وهو يُقبل وجنتها بقوة..
-دا انا مبسوط بيكِ قد البحر
ليصدح صوت الرعد بقوة من جديد لتنتفض بفزع وتختبئ في صدره ليضحك وهو يربت على رأسها..
-متخافيش الشتا غضبان دلوقتي بس هيبقا كويس الصبح
همهم وهي تسرق من دفئ عناقه الحنون وتغمض عيناها براحة وتنام قريرة العين
ولكن الآن..لا تشعر سوى بالصقيع وصورتها مع جدها تتلاشى وتتبخر من أمام عيناها المُغلقة
لتصرخ بقوة وتنتفض حينما صدح الرعد بقسوة
جعلتها ترتجف بردًا ورعبًا
نظرت حولها سريعًا تتأمل ظُلمة غرفتها بخوف..لتقف سريعًا من الفراش وتسير متخبطة في ظلام الغرفة..لتصل لزر الكهرباء الرئيسي وتضغط عليه لينتشر النور حولها
سارت لغرفة كامل سريعًا لتختبئ في صدره خوفًا من غضب الشتاء..ولكن ظلمة غرفته جعلتها تشهق خوفًا..لتُنير الغرفة وتنظر لفراشة الخالي بخواء
وهب تقول لنفسها بأسى..طالت سفرته تلك المره
طالت وطال غيابه عنها
دمعت عيناها وتمنت الآن لو تكون ريشة جوارها
تشاطرها غضب الشتاء وظُلمة الليل..جلست على فراش كامل وتكورت في نفسها لتعطي جسدها بعض الدفئ.. وعيناها تذرف دمع الوحدة والخوف1
عُبيده
قفز اسمه لعقلها لتنتفض سريعًا وتخرج من الغرفة لتصل لباب الشقة بعد ركض قصير..تجاهلت النظر للساعة التي تُشير للثانية صباحًا لتفتح الباب وتخرج وتغلق خلفها..ثم صعدت الدرج بسرعة مماثلة لتصدر ضجيجًا عال وسط سكون البناية
وقفت أمام شقته وضغطت زر الجرس مطولًا مرة وأخرى..ليفتح عُبيده أخيرًا بملامح ناعسة قلقة ليقول سريعًا..
-مالك ياغزال في ايه
تحدثت بإرتجاف وصوت المطر يصدح تزامنًا مع صوت الرعد لتقول بخفوت..
-الدنيا بتشتي وانا خايفة اوي
فُتحت عيناه لآخرها وهو يسمع كلماتها الغريبة
ليقول بعدم استيعاب..
-انتي طالعة الساعة 2بليل عشان تقوليلي ان الدنيا بتشتي ياغزال !
حركت رأسها بإيجاب لتقول بخوف صادق..
-انا متعودتش اقعد لوحدي وجدو مسافر..وريشة مشيت..والست ام عماد دي راحت بيتها
وانا خايفة اوي
تأملها للحظات واستوعب وقوفهم على الدرج بمنامتها الشتوية التي تلتصق بجسدها كحال كل ثيابها..في تلك الساعة المتأخرة
صمت لثوان قبل أن يقول..
-طب انزلي ياغزال وانا هتصل بيكِ واكلمك لحد ماتنامي..تعالى ننزل وادخلي اوضتك اول ماتمسكي الموبيل هتلاقيني بكلمك للصبح لحد ماتنامي
همهمت بضيق واتجهت لتهبط الدرج..ليتجده خلفها يهبط الدرج معها ليقفوا أمام باب المنزل ويقول..
-يلا افتحي وادخلي
عبست لثوان قبل أن تشهق قائلة..
-انا قفلت الباب ومعيش المفتاح
حدق بوجهها لثوان ولم يستوعب ايضًا كلماتها وكأنه أُصيب بالغباء فجأة ليقول...
-يعني انتي خرجتي من الشقة من غير ماتاخدي المفتاح وقفلتي الباب ياغزال !
حركت رأسها كاطفلة مُذنبة ليكتم تأوه عنيف
وهو يكاد يوبخها على غبائها وتهورها ولكن صمت لتقول بخفوت...
-طب هنعمل ايه
حاول عُبيده ان يخرج نبرته هادئة..
-هنحاول نتصل بأم عماد لو تبعت حد من ولاد اختها بالمفتاح عشان تعرفي تدخلي
صدح صوت الرعد من جديد لتنافض جواره بخوف وتُمسك بيده بقوة ليتنهد عُبيده وهو يقول لنفسه..
-ماهو اكيد محدش هيعرف يجي في الجو دا
تنهد ليقول..
-تعالي ياغزال تعالي
صعد الدرج ولازالت تُمسك بيده ..ليفتح شقته ويدلف..وتدلف معه دون تردد ..ليغلق الباب ويُشغل الأنوار لينتشر الضوء في أرجاء الشقة
ليتنهد قائلا بضيق..
-ادخلي نامي في اوضتي جوا..وانا هنام على الكنبة هنا..ولا اقولك استني ادخل اجيب مخده ولحاف
سارت غزال خلفه للغرفة..لترى تلك الغرفة الأنيقة والمُرتبة بعناية بإستثناء فراشه المُجعد أثر نومه
لتراه يُمسك بوسادة..ويفتح الخزانة ويخرج شرشف ثقيل ووضعهم أرضًا..ثم رتب فراشه لتنام عليه بعده
حمل أغراضه والتفت ليراها واقفة خلفه تنظر لغرفته نظرة مطولة..ليرتبك من وجودها ويقول وهو يشيح بعيناه عنها..
-تقدري تنامي وتقفلي عليكِ الباب بالمفتاح..ولو عوزتي اي حاجة البيت قدامك اعملي الي انتِ عايزاه
كاد يخرج ليجدها تُمسك يده قائلة..
-هتعرف تنام على الكنبة
نظر لها وكأنها كائن غريب..وصوتٍ ساخر داخله هتف
"ولو مش هعرف انام عليها يعني اييه هنام جنبك مثلا ! "
تجاهل الصوت الساخر ورد بإقتضاب..
-اه هعرف نامي انتِ بس وارتاحي والصبح تكون أم عماد وصلت على خير
كاد يخرج مره اخرى لتهتف خلفه برقة..
-تصبح على خير ياعبوده
ارتعش جسده من تلك النبرة الناعمة مع دلالها لإسمه
ليُدرك أنهم ماعدوا إثنين في الغرفة..وأن الشيطان بدء بحشر أنفه بينهم ليتجسد في صوتها الناعم
كتم تأوهًا متأثر منه ليقول بصوتٍ بارد..
-وانتِ من اهله
خرج من الغرفة سريعًا وأغلق الباب خلفه وهو يطلق زفير عالي من صدره..ويتجه الى الأريكة ويُلقي الوسادة عليها ويرتمي متلحفًا بالشرشف وضربات قلبه العالية تصم اذنه ليُغمض عيناه بقوة ويحاول تشتيت ذهنه عن وجودها في الغرفة أمامه
***
كان صالح جالس في غرفته..شارد الذهن واجم الوجه..عيناه مُسلطة على نقطة وهمية..وقلبه مُعلق بليلة غائمة..ليلة برقت ورعدت وأمطرت في قلبه ثم غادرت..ليلة لا تُنسى ولن تُنسى ابدًا1
اغمض عيناه بقوة وهو يحاول استرجاع هيئتها أمامه عندما رأها أول أمس في أحد المولات كان يتنزه مع جودي وقد اصطحبها للغداء في أحد المطاعم وشراء بعض الهدايا لأولاد شقيقته
ليراها أمامه تسير جوار والدها..مُبتسمة لحديثه
تبتسم بطريقة جعلت قلبه يقفز كالطفل الصغير الذي أمسك عصفورة ملونة جميلة1
ولكنها لم تكن عصفورة ملونة..بل كانت حمامة بيضاء تتشح بسواد حزنها..الذي انعكس على بنطالها الأسود وكنزتها السوداء كذالك..ولكن مع كل هذا السواد وتلك الكآبة..كان وجهها كهالة النور التي تُضيئ ليلته المُعتمة
بلع رمقه عندما نظرت له صدفة وتعلقت عيناها الجميلة بعيناه التائهة..تلك العينان التي تستجديها الإقتراب..والإندماج معه..عيناه تطلب قربها
تُرى لِمَ يطلب قُربها وهو يسير جوار زوجة المستقبل1
وقف والدها أمام أحد المحلات وحدق بالمعروضات
لتقطع تواصل العيون وتنظر الى ماينظر له والدها
ليشد صالح على يد جودي قائلا بلهفة..
-تعالى
نظرت له جودي بدهشة لتلك اللهفة التي تُناقض هدوئة وطبيعته الباردة..لتراه يتجه الى فتاة ورجل خمسيني..حدقت بالفتاة لتجدها ليلة التي كانت تعمل معهم بالمكتب
ليقف صالح أمامهم ويحمحم لينظر له والد ليلة ويهتف مُرحبًا بحفاوة..ليبادله صالح الترحيب..وعيناه مُعلقة على وجه ليلة التي هربت بعيناها عنه
وتشاغلت بالسلام على جودي
ثم نظرت ليده التي امتدت للسلام عليها..نظرت ليده للحظات ثم لوجهه وعيناه التي تلمع بطريقة تجعلها ترتبك..لتضح يدها في يده بعد تردد ليقبض على يدها بقوة وحنين غريب يضرب وجهه قبل قلبه
ليقول بصوتٍ أجش مُحمل بنبرة مُثقلة بالإشتياق...
-ازيك ياليلة1
سحبت يدها من يده بصعوبة لتهتف بإرتباك وهى تنظر لجودي التى تحدق بها باسمة..
-امم الحمدلله..حضرتك عامل ايه
لا يعلم كيف خرجت منه كالقذيفة التي كادت تفجر أحشائة لو لم يقُلها...
-بقيت كويس1
شخصت عيناها بقوة وتوردت وجنتيها لتشيح عيناها ليتمالك نفسه سريعًا ويقول ناظرًا لأباها..
-بقيت كويس لما شوفتكم والله1
همهم والدها باسمًا وانتهى اللقاء السريع بعدما اعتذرت ليلة عن رغبتهم للذهاب وإنجاز بعض المهام
وبعد الكثير من عبارات الوداع
رحلت ليلة مع اباها..ومعها قلبه كاكل مره تأتي وترحل ومعها جزءًا منه ..ليشرد بعدها وهو يعاود تكرار رؤيتها في عقله مرارًا وتكرار..يُشبع قلبه المتعب بطيفها الهارب..وفي كل يوم يشعر وكأن هناك قيد جديد إلتف حول قلبه ليُكبله جيدًا بـ ليلة1
تنهد وفتح عيناه ليقابلة وجه والدته التي كانت تحدق به من مدة وتهتف بإسمه لينتفض بتفاجؤ ويعتدل في فراشه قائلا...
-ايه الي مصحيكي دلوقتي ياماما
لم تجب والدته فورًا تمهلت قبل أن تقول...
-انا الي بقالي وقت بكلمك وبسألك السؤال دا ياصالح
مالك يابني في ايه
تنهد صالح وابتسم ليقول..
-انا زي الفل ياامي مالي بس
صمتت والدته وأعادت صياغة سؤالها لتقول..
-طب خطيبتك مالها..كلمتها امبارح وانهاردة وصوتها مش ولابد .مره تقولي انها صاحية من النوم ومره تقولي برد..انت مزعلها ياصالح !
جودي !
مابها..حادثها منذ ساعات وكانت تتحدث بطريقة معتادة..لم تتحدث بتلقائية كعادتها..ولكن لم يُفكر مرتين في هذا الأمر..ولم تتصل بكثرة في اليومين
ولكن أيضا اودع ذالك لإنشغالها في العمل وانشغالها في اي شيئ أخر..مابها جودي !2
من عقدة حاجبيه فهمت والدته أن لاشيئ حدث بينهم لتقول بعد صمت...
-انت بتحبها يابني
تلقائيًا ترائت صورة ليلة أمامه
ليلة مُرتبطة في عقله بكلمة حُب !
هل يحب ليلة !1
ليهتف بشرود...
-معقول بحبها !
إبتسمت والدته لتقول..
-ومش معقول ليه..دي حتى بنت جميلة وطيبة واهلها ناس كويسين رغم اني محبش ان عيلتها تكون أكبر من عيلتك عشان متحسش انك قليل وسطهم..بس الحق لله الناس كويسة
عبس وجه صالح ليقول..
-اها جودي كويسة
ليهتف صوت داخلة بحنق
"كويسة..بس انا عايز ليلة"1
-طب كشرت كدا ليه..انا قلبي مش متطمن ياصالح
حدق صالح بوجه والدته الحنون وهو يُدرك أن حدثها صحيح..وان آخر طريقة العثر صدمة له..صدمة حينما يعلم أن تعلقة بليلة تعلق ميؤس منه وأن مصيرة الأخير لجودي..وأما ليلة سينعم بها ساهرًا أخر
ليهتف بلوعة عند الخاطر الأخير..
-ولا انا قلبي مش متطمن
-طب قولي يابني لو في حاجة اتدخل واصلح بينكم
جودي صوتها زعلان اوي
-ياأمي والله مافي حاجة..بس انا هكلمها الصبح واشوف مالها متقلقيش..ولو في حاجة هراضيها
انشرح وجهها لتقول داعية...
-يارب يصلح حالكم ويبعد عنكم اي شر
ولو ليكم خير في بعض يقربكم ولو شر يبعدكم يارب
هتف قلبه قبل لسانه...
-يااااارب ياأمي يااارب
***
رواية رُد قلبي
الحلقة الثانية والثلاثون الجزء الثاني"غضب الشتاء"
.......................................
فتحت أم عماد الباب ودلفت داخل الشقة بعدما خلعت جزمتها خارجها لكسافة طين الشتاء حولها
اغلقت الباب وهي تضع حقيبتها جانبًا..واتجهت للمطبخ لتضع أكياس الخضراوات الطازجة
تأوهت وهي تنظر لصورة الحاج كامل رحمه الله لتهمس بصوتٍ حزين...
-الله يرحمك ويحسن اليه ويجعل مأواه الجنة يارب
ااااخ ياحج كامل البيت من غيرك ولا ليه لازمة
مسحت عبارتها التي هبطت حزنًا على المتوفي ثم اتجهت لغرفة غزال لتوقظها..ولكن وجدت الغرفة خالية..رفعت حاجبيها بدهشة لتتجه لغرفة كامل لتجد الضوء يعم الغرفة ولكن لا أثر لغزال ايضا
اتجهت لباقي غرف الشقة لتجدها خالية ايضا !
انسحبت انفاسها بخوف وهي تنظر لساعة الحائط التي تُشير للتاسعة صباحًا..اين ذهبت تلك الفتاة !
امسكت هاتفها ودقت على رقمها بقلق لتجد صوت الهاتف ينبعث من غرفتها،لتشهق بفزع...
-يالهوي البت راحت فين..دي عقلها طاير وممكن يكون حصلها حاجة
سارعت بالخروج من الشقة واتجهت سريعًا لأسفل البناية حيث حارس العقار لتقول بقلق..
-راضي..ياااراضي
خرج راضي من شقته الصغيرة الجانبية ليقول..
-خير ياست ام عماد في حاجة..الأسانسير عِطل تاني !
-اسانسير ايه بس..فين غزال مشوفتهاش نازلة!
نفى راضي قائلا...
-لا الست غزال منزلتش تقريبا..البوابة متفتحتش من الصبح الا لما انتي دخلتي..محدش من السكان نزل عشان الشوارع غرقانة مطر والكل خايف من الجو
أصل الأرصاد الجوية قالت إن
قاطعته ام عماد بخوف...
-امال راحت فين..نزلت امبارح يعني !
يانهار اسود
-مايمكن عند حد من الجيران طيب
يمكن عند الست امنية اصل المحروس رامي ابنها قال ان امه تعبانة شوية..واغلب السكان بيزوروها بقالهم كام يوم..يمكن الست غزال راحتلها
قاطعته ام عماد متجاهلة ثرثرته التي لا تتوقف..
-ساكنة فين ام رامي دي
-في الدور الرابع الشقة الي على اليمين أصل جوزها الاستاذ ناجي
تجاهلته ودلفت المصعد وضغطت على الدور الرابع واغلقت الباب ليصعد بها حيث أرادت..لتجد هاتفها يدق برقم خالد..ذاك الشاب الذي أمسك بكل أعمال كامل بعد وفاته..وصار يتصل بها بإستمرار ليعلم كيف حالة غزال وإن كانوا يُردن شيئ..أجابت على إتصاله سريعًا لتقول..
-ايوة يااستاذ خالد..كنت لسه هكلمك انت او الاستاذ عبيده..انا روحت امبارح ابات مع ابني واختي عشان ابني تعبان..رجعت دلوقتي لاقيت البيت فاضي والست غزال مش جوة
إنتفض خالد على الطرف الأخر ليقول..
-مش في البيت يعني ايه..راحت فين يعنيفي الجو دا!
-والاه مااعرف..انا نزلت للبواب اسأله لاقيته بيقولي محدش نزل من الصبح..يبقى نزلت بليل، وموبيلها كان في اوضتها..انا طالعة اسأل عليها الجيران
-انا جاي حالا ياام عماد
أغلق خالد وقلبه ينتفض خوفا على أمانة كامل
وحبيبة مراهقته وشبابه..كيف يصيبها سوء في وجوده..هل تثاقلت عليه الأعمال وأهمل وصية كامل
صار يلوم نفسه وقلبه يدعو الله أن تكون غزال بخير
بينما ام عماد طرقت على باب أمنية..ليفتح لها بعد دقائق شاب تحدث لها بتهذيب..
-اي خدمة يامدام !
تحدثت بقلق تقول..
-مش دي شقة الست ام رامي
-ايوة هي..وانا رامي اي خدمة
-طب غزال بنت الحج كامل الله يرحمه مطلعتلكوش
اصل البواب قالي ان والدتك تعبانة والجيران بيزورها..فا بسأل لو مشوفتوش الست غزال انهاردة
نفى رامي قائلا...
-لا خالص محدش طلع انهاردة..وبعدين الساعة دلوقتي 9 الصبح مظنش انها ممكن تطلع دلوقتي
لطمت ام عماد على صدرها بلوعة قائلة..
-طب راحت فين دي ياحبة عيني دماغها مهفوفة من ساعة ماالحج مات
-متقلقيش ثواني انا هلبس وانزل ادور معاكي وممكن تكون عند حد تاني من الجيران2
توقف المصعد ليخرج منه راضي قائلا..
-مراتي راحت تخبط على الجيران وتسألهم عليها
ملقتيهاش عند ام رامي
من وجهها الباكي علم انها لم تجد غزال ليقول...
-طب انا هنزل اخبط على الاستاذ عبيده خطيبها يمكن يعرف راحت فين
اتجه راضي وام عماد لشقة عُبيده بينما رامي دلف يرادي ملابسه ويبحث عنها معهم..وانضمت زوجة راضي لهم حينما طرقوا باب عُبيده عدة مرات
استفاق عُبيده على صوت الطرقات العالية ليقف بنعاس من الأريكة التي الحقت الضرر بظهره وعظامه
ليفتح الباب ولازال النعاس يسيطر عليه
ليرى ام عماد وراضي البواب وزوجته ليقول..
-ايوه
هتفت أم عماد بقلق وعيون دامعة..
-الحقني يااستاذ عُبيده وصلت من شوية ملقيتش غزال تحت وراضي بيقول محدش خرج وهي مش عند حد من الجيران
تعالت دقات عُبيده وقد استفاق تمامًا ليحاول التماسك قائلا..
-ثواني اغير هدومي واطلعلك ياام عماد
انزلي الشقة ودوري عليها كويس..وانت ياراضي انزل واحنا هنتصرف
همهم راضي بضيق وقد أراد العلم أين غزال ليأخذ زوجته وغادروا من أمام شقته..وكذالك ام عماد التي هبطت هي ايضا بعدما حركت رأسها بإيجاب
ليدخل عُبيده ويغلق الباب سريعًا وهو يمسح على وجهه..التفت ليتجه لغرفته ويطرق الباب قائلا بصوت منخفض...
-غزال..غزال اصحي..غزال
لم يتلقى اي إجابة..ليفتح الباب الذي ظنه مُقفل من الداخل..ولكنه فُتح ليطالع تلك النائمة على فراشة وتدفئ بين اغطيته وتحتضن وسادة بين يداها
ضربات قلبه العالية عادت تضرب اذنه ورأسه من جديد ليبتلع رمقه ويقترب من الفراش ليوقظها
وقف أمامها ليجلي صوته قائلا...
-غزال..غزال
ايضا لم تستيقظ من نومها العميق..ليجلس جوارها يتأمل وجهها الأبيض مطولاً وخصلاتها التي تسعثت خلفها من نومتها المُتقلبه...ملامحها المشدودة أثناء نومتها وكأنها ترى حلم سيئ للغاية
وشفتيها التي افترقتا بفُتحة صغيرة كالأطفال في نومهم...كانت فاتنة للحد الذي يجعله يود لو ينظر لها دائما دون ملل..ولكن عقلها الصدئ يجعله ينفر منها دائما، غزال جميلة للغاية حينما تكون صامتة
ولكن حينما تتحدث بتلك العجرفة تجعله يود لو يصفعها لتُدرك أن الناس سواسية وأنها ليست أفضل الناس لتتكبر وتتجبر كما تفعل مع ريشة
وللحقيقة أيضا..غزال تكون أجمل وهي نائمة
وجهها خالي من أي اصباغ وأي تدخلات خارجية منها..تظهر الآن بنقاء يفقده صوابه..يجعل يود لو يقترب منها..مثلما إقترب الآن
يود لو يُقبل عيناها النائمة بعمق..ويتلمس بشرة وجهها الناعمة ويُمسد شعرها بتلك الرقة كما الآن
او مثلا لو يقترب من ثغرها اللاذع ويختبر مدى طراوته كما يبدو الآن
كاد يستسلم لشيطانة ويفعل ما سولت به نفسه ولكنه لآخر لحظة أغمض عيناه بقوة وتراجع مجاهدًا نفسه بقوة ألا يغتصب ماليس له الآن
كاد يغتصب شفتيها بقبلة محرمة..كاد يستغل نومها بفعل شنيع ولكن إستفاق قبل أن يفعلها ويخسر اولىٰ مبادئه...وقف سريعًا يلتفت بعيدا ويقول لنفسه
هو بشر..والبشر يضعف ويُخطئ ويتوب..من الجيد انه لم يُكمل طيشة
ليسمع غزال وهي تقول بصوت متحشرج من أثر النوم...
-عبوده
أغمض عيناه يعتصرها بقوة..جهاد النفس صعب للغاية..محاربة نفسه أن يأخذها بين أحضانة ويُعانقها بقوة ويقبلها أصعب شيئ قد يقابله في جهاد نفسه في تلك اللحظة..خاصه بهذا الصوت وتلك العينين الناعستين...ليقول بثقل...
-قومي ياغزال بسرعة..ام عماد جت وملقتكيش ولمت الجيران وبتدور عليكي..
إعتدلت في الفراش لتقول وهي تتمطئ..
-طب وانا هعمل ايه ولا انزل ازاي بلبسي دا
تأوه عُبيده وشعر بحجم الورطة التي وقع بها ليقول..
-ياربي طب وبعدين
-انت خايف من ايه..انت خطيبي
عاد ضيقه منها يظهر ليقول بحده..
-وجودك هنا دلوقتي غلط..وملوش اي مبرر انك تكوني مع راجل عازب في شقته..متخيله السكان هيبصولك ازاي !
عاندت غزال لتقول...
-بس بردو محدش ليه عندي حاجه والي هيتكلم كلمة بابا هيقفله ويطرده من العمارة
هز عُبيده برأسه بأن لا فائدة في تفكيرها المحدود وعقلها الصدئ لا فائدة
وقف يُفكر ثوان قبل أن يُدرك بأن واحدة فقط القادرة على إجراجهم من ذاك المأزق..وهي ريشة
***
وقفت في المطبخ ليلًا تُعد اي شيئ يؤكل في منتصف الليل..كاعادة قديمة لها في منزل كامل رحمه الله
حين يشتد بها الحزن والتفكير..تضور معدتها جوعًا بإلحاح..خاصة عندما انفصلت عن غرفة شَريف واتخذت غرفة جانبية لها..والمُريح ان شَريف لم يُعلق وكذالك أخواته..في منزل الصياد..كُلا يفعل مايحلو له
أمسكت صحن الجُبن "التُركي" وأخرجت عُلبة القشطة
لتفتحها وتبدء في وضع الجُبن بالخبز وفوقه القشطة البيضاء..انتهت من إعداد بعض الشطائر لترجع العُلب الي الثلاجة الضخمة والحديثة في مطبخ آل صياد
أمسكت أحد الشطائر وقضمتها وهي تنظر للثلاجة بتفكير
نظرت لسطح الثلاجة لتجد لوحة لمس لتضغط على أحد الأزار المرسومة..لتعرض الثلاجة بعض الصور لأدم وتقى وأولادهم فتحت فمها بإنبهار وتمتمت...
-تلاجة تاتش..بتعرض صور !
اتجهت بإصبعها الي زر أخر لتصدح موسيقى عالية جعلتها تشهق بذعر وهي نحاول ايقافها لتتوقف بالفعل بعد ثوان
تنهدت بإرتياح وهي تضع يدها على صدرها هامسة..
-التكنولوجيا دي فضيحة
ثم عادت تحدق في الصور المعروضة
لتحدق في وجه شَريف لثوان تتأمل خصلاته الناعمة والتي ورثها من أباه وامه..ووجهه المنحوت بطريقة رائعة
لا تُنكر أن شَريف وسيم للغاية..يُذكرها بأبطال ذاك المُسلسل الإيطالي التي كانت تتابعه منذ عام
يُشبه الإيطاليين الأقوياء..نسخة عن أدم الصياد
هل تلك العائلة في عروقها أحد إيطالي قام بتحسين النسل ليأتي الرجال وسيمين وأقوياء !
صوت أجش ضاحك جاء خلفها يقول..
-اه تقريبا جدتي اتجوزت ايطالي فا خدنا منهم شوية
شهقت ريشة بفزع وهي تنظر خلفها وتقبض على الشطيرة بيدها بقوة عنيفة من الخوف ...والإحراج !
كان شَريف يقف أمامها يرتدي كنزة رمادية ثقيلة وبنطال أسود..ويعقد يداه أمام صدره ويحدق بوجهها بتسلية
تورد وجهها من الخجل وأشاحت وجهها وهي تؤنب نفسها على تفكيرها بصوتٍ عال..بينما هو يحدق بهيئتها الطفولية مطولاً..ريشة فتاة صغيرة لم تُتم عامها الواحد والعشرون بعد..كيف يُقحم فتاة صغيرة بكل تلك الطرقات المتشابكة
حدق في وجهها وعنقها ثم انحدر بعيناه لكتفها الذي ظهر من أسفل منامتها الشتوية..عقد حاجبيه للحظات قبل أن يمد يده لكتفها يمسد جلد بشرتها الدافئ ويقول بدهشة ...
-ايه دا
انتفضت تبتعد عنه ونظرت للشامة البُنية أعلى كتفها..والتي تُشبه النمش الصغير لتُغطيها سريعًا هامسة بإرتباك..
-وحمة..ماما اتوحمت على تُراب زراعي
-تراب !
لم تكن تريد ان يطول الحديث بينهم لتتحرك للخارج وخاصة وجسدها يرتجف أثر لمسته لكتفها لتقول..
-بعد اذنك
أمسك شَريف يدها يوقفها لتلتفت له بنظرات تلتمع خوفًا غريبا..ربما لوقوفهم في المطبخ السبة مُظلم ليلا..او ربما لملامسته بأصابعه الباردة على جلدها الدافئ..او ربما لتلك النظرة الغريبة التي تلتمع في عين شَريف..نظرة وكأنه يود لو ....يلتهمها !
أمسك يدها بصمت وعيناه مُسلطة على وجهها المُرتبك
لتجده يتنزع شطيرتها من يدها..ويرفعها لفمه ويقضم منه وقد تحولت نظرته لنظرة متسلية..ليزيد إرتجافها وتفر من أمامه وكأنه عفريت..عفريت وسيم بعرق إيطالي يُدعى شَريف بفتح الشين وليس كسرها..
إبتسم شَريف على نظراتها المندهشة والخائفة قبل ان تفر من أمامه...ريشة كالزجاج..إن كُسرت ستجرح من أمامها بقوة..
خرج من المطبخ ولحق بالشرفة الخارجية للقصر
وتطلع حوله بصمت..لأول مره يشعر بإشتياق غريب للقصر..لأول مره وشعور غريب يكبر داخلة يطالبة بالقاء في المنزل وسط العائلة
صوت ساخر هتف داخله
"دا على اساس ان عندك رفاهية الرجوع..أدم بيه مضاك على ورق وإتفاق ..لو فكرت ترجع لورا مش هتقرب تاني"
عاد صوت التمرد الكاذب يصرخ بأذنه..ستعيش وتموت على إسم الصياد..ستبقى صورة باهتة خلف أدم..تختبئ خلف اسمه ونجاحاته ولن تحقق اي شيئ
الصوت الخبيث جعله يطبق فمه بعصبية..وهو يلوم نفسه على رجوعه مرة اخرى وورط معه فتاة لا ذنب لها بأي شيئ..تراه لما تزوجها
مالذي أراد إن يوصله لأدم بزواجه بفتاة صغيرة فقيرة..كان ينتظر أن يثور ويكتم غيظة ويشعر بتمرده عليه..
يال السخرية
أدم لم يفعل كل هذا..بل عامل ريشة وكأنها إبنته
لا يحتقرها أو يقلل من شأنها..بل يبدو راضٍ كل الرضا عن تلك الزيجة..إذا لما تزوجها هو !
هو الخاسر الوحيد في كل شيئ وكالعادة ربح أدم..في كل شيئ
قطع تفكيره صوت بُكاء مكتوم..بكاء ناعم يعرف صاحبته جيدًا..رفع رأسه لمصدر الصوت ليجده قادم من شُرفة..جودي !
سريعًا خرج من الشرفة واتجه لغرفتها ليطرق الباب قبل أن يدلف سريعًا..ليرى الشرفة مفتوحة وقد اختفى صوت البكاء..ليهتف بقلق..
-جودي
إقترب من الشرفة لتخرج جودي أمامه وعلامات البُكاء واضحة للغاية على وجهها لتقول بصوت مبحوح..
-في حاجة ياشريف !
أمسك شَريف يدها ليقول..
-مالك ياجودي بتعيطي ليه
حركت رأسها نافية لتقول بصوت ضعيف..
-مفيش بابا وماما وحشوني..وكلمتهم من شوية قالوا انهم مسافرين روما الصبح
حدق بها شَريف بشك ولم يقتنع بعذرها ليقول...
-صالح زعلك ياجودي
إبتسامة مريرة إرتسمت على وجهها وكادت تهتف
صالح يُحزنها!
صالح طيب القلب الهادئ الرزين !
صالح صاحب الخُلق والصبر !
صالح الراقي الذي يعاملها بإحترام وتقدير !
صالح ال...خائن !
صالح الذي يُقدم لها كل شيئ..المعاملة الحسنة والرُقي..يعاملها بحذر وكأنها جوهرة يخشى خدشها
قدم لها كل شيئ..عدا شيئٍ واحد..قلبه
-جودي
إنتبهت لوجه شَريف القلِق..لتبلع رمقها قائلة بهدوء..
-لا صالح كويس معايا..انا بس الي بقالي كام يوم متوترة من جو البيت..وغياب بابا وماما مش مساعدني ،متقلقش انا كويسة
لم يقتنع بأسبابها الغريبة التي لا تُقنع طفل صغير حتى..ولكن حرك رأسه بإيجاب وقال...
-تمام في اي حاجة قوليلي ياجودي
كاد يخرج ليستوقفه صوت جودي المتحشرج..
-متظلمش ريشة ياشريف..لو مش هتسعدها سيبها للي يسعدها..أمنلها حياتها وسيبها5
التفتت له واشتد وجهه ليُدرك أن ريشة قصت على شقيقته كل شيئ ليتنهد ويخرج من الغرفة ويغلق الباب خلفه..بينما جودي تحركت لفراشها وجلست عليه باكية من جديد..وهي تتذكر نظرات صالح لليلة
نظرت تملئها اللهفة والشوق..وكأنه يود لو تصير جزء منه..يحدقها برغبة مجنونة إنكشفت أمام عيون جودي بسهولة
ولأول مره ترى صالح مُندفع..خارج عن طور الهدوء والرزانة ويحركة الجنون...تتذكر حينما كانوا يسيرون ليجذبها من يدها سريعًا ويتجه لليلة
ثم مصافحتهم وإحتفاظه بيدها داخل يده بوقت كبير وحرج ليلة من نظراته..صالح يُحب أخرى
وهي باتت تُحب صالح..اي عذابٍ هذا !
توقفت عن البكاء للحظة وهي تُحدق في الفراغ
لتُمسك هاتفها سريعًا وتتصل بمريانا إبنة جواد
دقيقة ثم إثنتين لترد مريانا بمرح كعادتها ولكن تحدثت جودي بصوتٍ مرتجف..
-مريانا هبعتلك صورة بنت..وتقوليلي هي دي الي شوفتي صالح بيحضنها ولا لأ
صمتت مريانا للحظات قبل أن تقول..
-oky
اغلقت جودي معها وفتحت موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك..وبحثت عن حساب ليلة
لتجدها صديقة مشتركة عند أحد زملائها بالعمل
لتفتح صفحتها الشخصية وتأخذ صورة واضحة لها
ثم اتجهت لمحادثة مريانا وأرسلتها بقلب يخفق بعنف ولسان حالها يقول ..
"أرجوك خيب ظني ياصالح..ارجوك"
ولكن وصلتها رسالة جعلت وجهها يشحب أكتر وشفتيها ترتعش بألم..لتقرأ كلمات مريانا
" نعم هى تلك الفتاة التي رأيته يعانقها ليلة خطبتهم..وكانت متفاجئة..لتدفعه وتركض بعيدًا بعدما أفلتها "
***
الي هيقول ان الحلقة صغيرة هعمل معاه السليمة
اتفاعلوا على الحلقة عشان لو لاقيت تفاعل كتير هنزل حلقة بكرة
