اخر الروايات

رواية العشق الاسود الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم فاطمة احمد

رواية العشق الاسود الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم فاطمة احمد 


الفصل الثامن والعشرون : اسرار تكتشف !!
________________
ملحوظة : ياريت المتابعين بصمت والاصنام يتفاعلو عشان مش معقول 1000 يقرا و 400 اللي يتفاعلو و بلاش ملصقات كتير و النبي كومنت واحد يحلل البارت بيكفي.
قراءة ممتعة.

_______________
انا لست مريضا
إنما حبك اعياني
وادمى القلب وابكاني.
لست مريضا وليس بي علة سوى خوفي واحزاني...
و لا ارى فيك من الطهر و النقاء قلة.
و لكن اخشى عليك من طعنة الاشرار و اكثر ما يؤلم الفؤاد يا حبيبتي...اعراضك عما يحبك اشقاني..
و احن اليك حنو الغصن للثمر...
و اخشى عليك حتى من نسمة السحر..
و أرعى فيك كل كبيرة وصغيرة...
و لا أرى منك غير التجاهل يرعاني..
وكم من خيبة منك أراها..
أرجو المنية قبل ان القاها...
فإن امسيت في البعد معذبا...
فالحفا في القرب قد اضناني..
لست مريضا و لكن حبك قد اعياني...
و ان اساء اليك خوفي عليك و حذري...
فاعلمي ان الحذر يسبق اقداري...
ولو كنت غير متيم بحبك...
ما عشت بهواك اصارع اشجاني....
فأنا لست مريضا...و لكن حبك قد أعياني...

لحظات من الصمت مرت قبل ان يدرك جيدا ما يحدث حوله و يعود له رشده الذي اذهبه الخمر...!! احمرت عيناه بشدة حتى اصبحت شبيهة بلون الدماء و برزت عروق وجهه و عنقه لتكون على وشك الانفجار وهو يزمجر بقوة و يتجه لسيارته بخطوات شبه راكضة :
- يابن ال***** والله لاوريك يا جلال الكلب !!

ضحك الاخر بقوة وهو يجيبه :
- ليه الالفاظ ديه يا اخويا العزيز هزعل منك كده و ازعل مراتك.

رعد بغضب وهو ينطلق بالسيارة بسرعة قصوى :
- المس شعرة منها و ربي مهرحمك ولو كنت راجل واجهني شخصيا مش تستدرجني عن طريق بنت.

جلال بخبث :
- امممم وجهة نظر حلوة بردو بس انا بفضل الطرق ديه عشان احصل على اللي عايزه.

- عايز ايه !
هتف بها في حدة وهو يوقف السيارة ليقول الاخر وعلى وجهه ابتسامة انتصار :
- عايز الورق و المستندات الحقيقية بدل المزورة اللي بعتهوملي مع لين.

صمت رعد لوهلة ليردف بصلابة :
- تمام انا موافق.

تمتم جلال بعبث :
- و ايه اللي يثبتلي انك مش هتخلف بوعدك و تضحك عليا.

تشدق رعد بتهكم ساخر :
- وهو انا عرة زيك عشان مبقاش قد كلامي يا...اخويا العزيز.

ابتسم جلال و اردف :
- و اوعدني انك مش هتحاول تأذيني او تاذي اي حد من رجالتي.

زفر بنفاذ صبر و اشمئزاز من جبنه فهو دائما ما يرتكب تصرفات لا يستطيع تحمل نتائجها و لكنه الان اقترف شيئا كبيرا عندما قرر التلاعب مع الشبح.....اخطأ كثيرا.

رعد بحدة :
- مش هعملك حاجة متقلقش و قولي انت فين دلوقتي.

جلال بمكر :
- احزر انا فين....ف الفبلا بتاعتي هههه مكنتش متوقع صح.

رعد بتهكم :
- فعلا انا كنت متوقع انك هتخبي مراتي فمكان صعب اوصله بس ماشاء الله على ذكائك.

اغلق الخط و شغل السيارة ثانية رن هاتفه و كان جاسر ففتح الخط :
- ايوة يا جاسر عايز ايه.

- رعد في ايه مين اللي اتصل و قالك ايه عشان تروح جري.

اجابه بثبات و عدم اكتراث :
- مفيش حاجة تافهة كده هحلها بسرعة.

اغلق الخط و اكمل طريقه ...

_________________

في احدى الغرف نجد سيليا ملقاة على السرير مغمضة العينين و تهمس بكلمات متقطعة :
- ر..رعد..ابن...ابني...رعد انت فف..فين.

بدأت تفتح عيناها تدريجيا و سرعان ما انتفضت جالسة وهي تصيح بخوف :
- ااا. .انا انا فييين...رعــد !!

وضعت يدها على بطنها برعب و تذكرت ماحدث منذ ساعات...

Flash back
( كانت تقف مع زهرة عندما سمعت صوت طلق ناري انتفضت وقالت بصدمة :
- في ايه...ايه اللي بيحصل برا !!

اجابتها زهرة و هي تمسك يدها لتصعدها للاعلى :
- في اشتباك اكيد بين رجالة سيدنا الشبح و جلال.

عقدت حاجباها بتعجب و خوف و قبل ان تتحرك سمعت صوت رجوليا خبيث :
- رايحة فين يا برينسيسة.

شهقت و استدارت لتجد رجلا اعتقدت انها رأته من قبل كان يحمل المسدس في يده و خلفه عدة رجال.

عادت للخلف بارتجاف و تمتمت :
- انت...انت مم..مين.

ضحك بمكر و في ثواني كانت بين يديه صرخت بذعر وهي تحاول التحرر :
- سيبيني سيييبني يا رعـــــــد !!

انتفضت زهرة و لمحت الهاتف بجانبها مدت يدها لتمسكه فلمحها احد الرجال ليضرب مقدمة رأسها بالمسدس و تسقط فاقدة وعيها...

زاد خوف سيليا وكادت تصرخ لكنه اخرج منديلا من جيبع ووضعه على انفها لترتخي اعصابها و تغلق جفناها تدريجيا.....)

Back

مسحت على شعرها. كل عضلة في جسدها ترتعش من المؤكد ان هذا الشخص واحد من اعداء الرعد لكن لما خطفها هي ما شأنها في هذا الصراع !!

افاقت من شرودها على صوت الباب و هو يفتح رفعت رأسها لتجد نفس الشخص المدعو بجلال حسب ماقالته زهرة....تقدم منها بخطوات بطيئة فتشدقت بتلعثم :
- اا..انت مم...مين و ليه جبتني هنا.

اطلق جلال ضحكة ماكرة و هتف :
- انا سلفك يا حبيبتي اخو جوزك يعني.

اتسعت حدقتيها بذهول :
- ايه ؟ سلفي !!

اجابها جلال وهو يجلس بجانبها :
- اممم شكل رعد مقالكيش ان عنده اخ من ابوه.

تذكرت عندما حكى لها الشبح عن طفولته و اخبرها عن والده و زوجته و طفلها...اذا هذا هو نفسه شقيق رعد و مؤكد انه نفس الشخص اللي تزوجته لين في السابق... لكن لماذا اخذها هل لا تزال العداوة بينهما بل و اتخذوا منها لعبة ليفوز كل منهما على الاخر ؟!! حاولت تمالك نفسها و اخفاء توترها و خوفها فقالت.

سيليا بحدة :
- انت جايبني ليه المفروض عداوتك مع الشبح مش معايا انا.

ضيق عيناه وعلى وجهه ابتسامة قذرة :
- امممم شكلك قوية زي ما اتعودت عليكي.

ظهر على وجهها التعجب فتابع :
- هههههه متقلقيش انا مش هأذيكي و اول ما اخد اللي عايزه هسيبك ريلاكس....بس يارب اقدر اقاوم الجمال ده و معملش حاجات غلط.

قالها بهمس و بنبرة مقرفة فعادت للخلف وهي تطالعه بفزع ، ليقول بضحكة عالية :
- فعلا يا بخت الشبح بيكي طول عمره بيجيب بنات جامدة وانتي ميتختلفيش عنهم.

صاحت سيليا بشراسة :
- اخرس انا مراته مش عشيقته يا ندل و بعدين لازم تخاف على نفسك لان اللي بيستخدم البنات بدل ما يواجه عمره ما هيبقى راجل و الكلاب هتدوس عليه.

صرخت بألم عندما استدار وجهها للجهة الاخرى اثر صفعة جلال جذبها من شعرها و همس بصوت مخيف :
- انا راجل غصبا عنك و عنه شكلك قوية فعلا زي جوزك و هتتعبيني معاكي ثم انا بقدر اوديكي مكان مستحيل يعرفه و احرق قلبه عليكي بس مش هعمل كده عشان مستني الوقت المناسب.

دفعها و خرج من الغرفة فوضعت يدها على وجهها و بدأت دموعها تهطل بغزارة و تنتفض برعب كمشت جسدها و تمتمت بخفوت و صوت مخنوق :
- رعد انا خايفة تعالا ساعدني خايفة على ابننا تحصله حاجة انت فين.

وضعت يدها على وجهها و اجهشت في بكاء هستيري ...

________________

عندما خرج جلال من الغرفة و نزل للاسفل ظهرت سارة من خلف احد الاعمدة و هتفت بشك :
- هو في ايه اللي بيحصل ف الاوضة و الغبي ده كان بيكلم مين ، انا لازم اعرف.

قالت الجملة الاخيرة وهي تمشي بخطوات سريعة نحو الغرفة و تلتفت يمينا و شمالا فتحت الباب ببطئ و دلفت.....وجدت فتاة تضم ركبتيها لصدرها و يبدوا انها تبكي فهمست باستغراب :
- انتي مين ؟

انتفضت و هي ترفع رأسها لتستطرد سارة بذهول وهي تحظث نفسها :
- ايه ده مش معقول ديه نفس البنت اللي شوفت صورهت ف الاوضة اياها و صاحبة لين كمان ايه اللي جابها هنا.

سيليا بخفوت :
- انتي اللي مين.

اقتربت منها و اكملت بنبرة هادئة :
- انا سارة واحدة من اللي شغالين هنا بس لصالح حد تاني.

- ها ؟
هتفت بها سيليا في تعجب لتردف الاخرى بضحكة :
- اقصد يعني انا جاسوسة هنا....مش انتي بتكوني مرات الشبح و صديقة لين كمان.

اجابتها سيليا بتعجب :
- انتي عرفتي ازاي ؟! جلال هو اللي بعتك ليا صح.

سارة :- لا خالص انا بشتغل عند واحد اسمه جاسر بيكون شريك الشبح و جوز لين و اتعرفت عليها يوم كتب كتابها و بقينا صحاب و كنت عايزة اتعرف عليكي بس ملقيتش الفرصة و يا سبحان الله اتعرفنا فظروف غير اللي اتوقعناها.

ابتسمت على طريقة كلامها و اردفت :
- طب انتي بتقدري تطلعيني من هنا انا مش عايزة افضل موجودة ف...

قاطعتها سارة برقة :
- متخافيش مش هيجرالك حاجة على حد علمي لين ضحكت على جلال و جابتله ورق غلط و اكيد استغلك عشان يخلي الشبح يديله الورق الحقيقي يعني اول ما ياخد اللي عايزه هيسيبك.

شعرت سيليا ببعض الاطمئنان لكنها فجأة مطت شفتها بابتسامة مريرة هي لا تساوي شيئا بالنسبة له فلماذا سيضحي بصفقاته من اجلها وجودها كعدمه واحد اذا لما سينقذها و ينقذ طفلها الذي رفض وجوده.

اغمضت عيناها بارهاق فوقفت سارة قائلة :
- انا لازم اروح احين حد يشوفني اتشرفت بمعرفتك باي.

مجرد ان انهت كلامها ركضت للخارج نزلت للاسفل و اتجهت لغرفة مكتب جلال وضعت اذنها على الباب لتسمع جلال وهو يضحك.

جلال :- ههههه قولتلك يا باشا الصفقة هترجعلك و فلوسك هيرجعولك متشبش هم خالص....ايوة خلاص انا عرفت نقطة ضعف الشبح و هبقى استغلها....لالا هو قد ماكان متوحش مش هيقدر يقتلني ف النهاية انا اخوه و الدم بيحن مش كده هههههه.

فغرت فاهها و همست بعدم تصديق :
- الله هو جلال و رعد اخوات !! والله يا سارة كل يوم تكتشفي حاجة اغرب من اللي قبلها ههههه تنفعي جاسوسة فعلا.

عدلت وضعيتها و طرقت الباب سمح لها بالدخول فدلفت و قالت بخفوت :
- جلال باشا انا خلصت شغلي تأمرني بحاجة تانية.

جلال وهو يطالع بعض الاوراق :
- لأ تقدري تروحي تنامي....استني لحظة.

توقفت و نظرت له فطالعها قليلا ليقول بغموض :
- الاسبوع الجاي هبعتك مع العملاء تشوفو الشحنة الجديدة.

عقدت حاجبيها بتعجب :
- شحنة ؟ شحنة ايه ؟

اجابها ببرود تام :
- شحنة البنات طبعا.

شهقت بغيظ و حدثت نفسها :
- وسخ و حقير و ندل و ***** بيتاجرو بالبنات ايه القرف ده.

جلال و قد انتبه لوجهها الذي احمر :
- في ايه مالك.

ادركت نفسها فتشدقت باحترام زائف :
- مفيش بس انا مستغربة ليه هروح معاكو ااا...

قاطعها بحدة شديدة :
- ملكيش حق تسألي انا بأمر و انتي تنفذي من غير اسئلة ملهاش لازمة واضح.

اومأت ببطئ لتردف من بين اسنانها :
- حاضر تحت امرك يا باشا.

التفت و غادرت سريعا دلفت لغرفتها و بعثت رسالة لجاسر من هاتفها السر :
" جلال هيروح مع العملاء بتوعه الاسبوع الجاي للمكان اللي موجودة فيه شحنة البنات الجديدة و قالي عشان اروح معاه "

اغلقت الهاتف و خبأته في جيب بنطالها منتظرة الرد....

_________________

توقف بسيارته الفارهة امام الفيلا ترجل منها بكل هيبة ووقار و تحرك للداخل ، نظر له الحراس و افسحوا له المجال ولج للداخل و خلفه حراس جلال في نفس الوقت الذي خرج فيه الاخر من مكتبه ووقف امامه.

جلال بابتسامة خببثة :
- اهلا و سهلا بالشبح رعد السيوفي نورتنا.

غمغم بهدوء حاد وهو يحدجه بنظرات مخيفة :
- فين مراتي.

- هات الورق الأول.
هتف بها جلال وهو يمد له يده اخرج رعد عدة مستندات من جيب جاكيته الداخلي و القاه على وجهه وهو يقول بحدة اكبر :
- خد اللي يخصك و قولي سيليا فين.

باغتته لكمة من جلال على وجهه و اردف بضحكة ماكرة :
- ههههه انت بجد مفكر اني هسيبك تاخدها مني بس الصراحة فاجئتني مكنتش متوقع انك تثق فيا و تسلمني مستندات مهمة و متجيبش معاك حرس كمان يعني خاطرت بحياتك عشان واحدة ست.... لتكون حبيتها.

مسح رعد الدماء من شفته السفلى و عضلات وجهه انقبضت بشدة ليدهش جلال بابتسامته الشريرة وهو بهمس بصوت كحفيف الافعى :
- انت غبي يا جلال...غبي.

وفي لحظة كان جلال يسقط على الارض يصرخ بألم اثر ركلة رعد العنيفة على بطنه كاد رجال جلال يهاجمونه ليصدع صوت اشتباك ناري في الخارج نظر جلال للباب بصدمة فوجد اياد و جاسر و خلفهما العديد من الرجال يدخلون و في ايديهم اسلحة !!

ضحك رعد باستهزاء و انخفض لمستواه هامسا :
- من كل عقلك فاكر اني هثق فيك ده انت غبي و ***** و لعلمك الورق ده فاضي مفيهوش حاجة.... افضل فاكر ان مش الشبح اللي حد يعلم عليه يا واطي.

نطق الكلمة الاخيرة وهو يركله ثانية بكل غل و حقد تأوه جلال بألم في حين يشتبك اياد و جاسر و رجالهم مع الاخرين اخرج سلاحه ووجهه نحوه فتمتم جلال بثقة رغم وجعه :
- مش هتقدر...انت مش هتقدر تقتلني يا شبح.

هو محق بالفعل....لا يستطيع قتله رغم كل ما فعله لا يستطيع انهاء حياته مع انه سهل فهو حتى وان كان قاسيا متوحشا لا يرحم احد لكنه لا يقدر على قتل اخيه !!

لف وجهه موجها كلامه ل اياد و جاسر :
- كفاية عليهم كده و تعالو اعملو الواجب مع ال***** ده.

تركهم و ركض يبحث في جميع غرف الطابق الاول لكنه لم يجدها صعد للاعلى و هو يصرخ بإسمها مناديا :
- ســــيلــيــا !!

_________________
كانت تبكي بصوت عالي وهي تسمع صوت الاطلاق الناري الذي يحدث في الاسفل اغلقت اذنيها و هي تنتفض بفزع....فجأة سمعت صوته الرجولي يصرخ بإسمها ابتسمت و همست بدون وعي :
- رعد.

لم تمر ثواني حتى فتح الباب ليظهر بطوله الفارع و شموخه نظر لها وهمس هو ايضا متنهدا بارتياح :
- اخييرا.

ازدادت سيليا في بكائها ليتوجه نحوها بلهفة جلست هي على ركبتيها و رفعت يداها لينقض عليها يحتضنها بعنف بالغ وكأنه يريد حبسها داخله لفت ذراعيها حول عنقه و هي ترتجف بسدة وتتشدق ببكاء و صوت متقطع :
- ررر..رعد...رعد طلعني مم..من هنا انا خايفة.

رعد ببحة رجولية مغرية وهو يدفن رأسه في عنقها :
- شششش متخافيش انا معاكي و مش هسيب حاجة تأذيكي اهدي.

و بالفعل استسلمت لصوته الذي يبعث الاطمئنان في نفسها استكانت بين ذراعيه و سمحت لعينيها بالانغلاق فهو معها....و لا داعي للخوف !!!

شعر بتوقف جسدها عن الانتفاض رفع رأسه ليجدها مغمى عليها فحملها و اخرجها من الغرفة..... انزلها للاسفل و كان رجاله قد انتهوا منهم و جلال ملقى على الارض يتأوه من شدة الالم.

طالعه بجمود و غمغم :
- خلاص سيبوهم كفاية الضرب اللي خدوه.

اياد بغل وهو يرمق جلال بقرف :
- فعلا كفاية انا ارتحت بعد ما عملت اللي كان نفسي فيه من زمان.

ابتسم جاسر بمكر و كاد يستدير لكنه لمح سارة تطل من باب احدى الغرف و تراقب ما بحدث دون ان ينتبه لها احد او هكذا ما تظنه ، مرر يده على وجهه و همس :
- مش يلا.

غادر رعد الفيلا و ملفه اصدقائه وضع سيليا في المقاعد الخلفية لسيارته و ركب و انطلق بها نحو القصر.....

اياد بضحكة :
- ده حتى مشكرناش.

اجابه جاسر بنفس الضحكة :
- الشبح مستحيل يقول شكرا لحد اصلا مكنش هيقولنا حاجة لو ملحقناهوش و زنينا عليه....المهم انت هتروح فين دلوقتي.

اياد وقد شرد في لين :
- هروح ارتاح.

جاسر بغمزة :
- الله يسهله يا عم.

وكزه بخفة و غادر بسيارته و فعل جاسر المثل متجاهلا للرسالة التي وصلت لهاتفه....

_________________
بعد مدة.

وصل رعد للقصر دخل و صعد للجناح وضعها على فراشها و مسح على جبينها برقة وهمس :
- خفت عليكي اوي يا سيليا انا بينت ان مش فارق معايا بس جوايا كنت بتقطع..انا مش هستحمل تحصلك حاجة بسببي.

وضع يده على بطنها و تابع :
- انا لسه منسيتش طفولتي اللي اتعذبت فيها ازاي عايزاني اتقبل ان يكون عندي طفل مش هقدر يا سيليا مش هقدر اكون اب كويس و لا زوج كويس ولا حبيب زي ما انتي عايزة...انا بخاف لو الطفل ده عاش نفس اللي انا عشته خايف يتظلم ف الدنيا ديه مش ب ايدي انتي لازم تتخلصي منه.

تنهد بحرارة تعبر عن كل ما يختلج صدره سمع صوت زهرة الخافت :
- سيدنا.

نظر لها بطرف عينه مغمغما بجدية :
- كويس انك جيتي عشان تغيريلها هدومها.

هزت رأسها بإيجاب و اردفت بأسف :
- سامحني يا باشا انا مقدرتش امنعهم من انهم ياخدوها.

وقف رعد و هتف بابتسامة ساخرة :
- اذا رجالة طول وعرض عرر مقدروش يحرسو كويس و يمنعو الاشتباك ده انتي هتقدري ازاي.

قالها و دخل للحمام فهمست زهرة :
- انا دلوقتي بقيت متأكدة جدا.... انك وقعت ف الحب يا باشا.....

_________________

في فيلا اياد المنشاوي.

كانت جالسة في الصالون تشاهد احدى الافلام و بجانبها صحن مليء باللب و صحن الاخر للقشور ، دلف اياد و نظر لها كانت ترتدي قميص نوم باللون الاسود ذو حمالا رفيعة و يصل لأعلى ركبتيها شعرها تسدله على كتف تاركة الكتف الاخر ل اياد ليشاهد جمال عنقها و لأنها كانت شبه مستلقية ارتفع القميص لتظهر ساقاها الناعمتان كليا.

ابتلع ريقه بصعوبة و حدث نفسه :
- يخربيت كده ايه الجسم اللي عندها ده يارب اقدر امسك نفسي عليها.

حمحم بتوتر فنظرت له لين باستغراب :
- الله اياد انت كيت انتى.

اجابها وهو يحاول ابعاد عينيه عنها :
- من شويا....انتي ليه قاعدة هنا المفروض تكوني ف اوضتك بترتاحي.

لين بعدم مبالاة وهي تكمل المشاهدة :
- انا مرتاحة كده.... اه صحيح اجهزلك العشا.

- لأ.
قالها وهو يتحرك ليذهب فقالت بغيرة واضحة :
- اها اكيد انت اتعشيت مع اللي مبتتسماش و شبعت و انا مستنية حد يحن عليا و يعملي أكل.

ظهرت ابتسامة مكر على ثغره و قد ادرك غيرتها فقال بامتنان مزيف :
- اه والله اتعشيت مع نوجا يالهوي على اكلها اللي مفيش منه اتنين انا مش هاكل تاني غير من ايديها.

قبضت على يدها و تمتمت بحنق :
- سم الهاري يا شيخ قليل ادب و مش متربي و ندل و وقح....ثم قالت بصوت عالي :
- طب انا جوعانة و عايزة اكل.

اياد وهو يحدق بها في استهزاء :
- طب ما تطفحي مين اللي مانعك و بعدين مش انتي سألتيني اذا عايز اتعشى ولا لأ امال ليه بتسألي وانتي مكنتيش هتجهزي حاجة اصلا.

لين بتذمر :
- سؤال و خلاص الله....اياد انا جوعانة بس مش قادرة اعمل حاجة بسبب ايدي.

طالع معصمها و ابتسم وهو يمرر يده على وجهها :
- انتي مش طبيعية خالص.

بادلته الابتسامة فانتصب واقفا و ذهب ليعود بعد ثواني وهو يحمل في يده اكياس تحتوي على وجبات ديليفري وضعها امامها و قال بثقة :
- كنت عارف انك مبتنفعيش لحاجة عشان كده قلت اجيب معايا ديليفري.

لين وهي تقول بحنق :
- انا مش نافعة لحاجة انت اللي مش نافع.

ضحك عليها و قرب منها احدى الوجبات و بينما هي تاكل نطقت بصوت اقرب للهمس :
- اياد ممكن سؤال.

طالعها منتظرا كلامها فأردفت بتردد :
- هو انت لما جيت و لقيت جلال ف اوضتك و على سريرك ليه معملتليش حاجة....اي حد كان مكانك و فظروفك كان هيقتلني خاصة اني كنت بخدعك ب أمر منه.

تنهد بعمق و تمتم :
- مش عارف.... بس يمكن عشان متأكد انك مش غبية لدرجة تجيبيه الفيلا كان سهل اتوقع ان ده ملعوب منه.

هزت رأسها و اخفضت عيناها بحزن كانت تتوقع ان يقول لها انه يثق بها و ليس لأنه لا يظنها غبية لهذه الدرجة...

لاحظ هو خيبة املها فحمحم و اكمل تناول طعامه معها و بعدما انتهيا حملها بين يديه و صعد بها للاعلى....

وضعها على السرير و احتضنها من الخلف القى رأسه على كتفها ليقول بهمس مغري :
- تصبحي على خير.

لين وهي مغمضة لعينيها تشعر كأنها في عالم اخر :
- تصبح على خير.

اعاتبك فاسمعي مني عتابي انسيتي كل حبي ودلالي أم غابت عنك تلك الليالي حتى ألقى كل هذه الطعنات.
انسيتي لحظات اللقاء بيننا واحاديثنا ومزاحنا وحماقتنا وتلك الأيام الجميلة بيننا أم هانت بعينيك امنياتي....
أين كنت منك أي شي غيبني عنك أين كان حبي من قلبك أين كان شوقي وجنون عشقي فيك حتى أرى منك كل هذه الاهانات....
أهان في عينيك حبي الغالي أم استهواك ذلي وانكساري أم كنت في حبك اغالي
حتى هانت عليك ماسآتي هل اسات لك يوم ولم اعتذر هل ازعجتك أو اغضبتك ولم اعتذر هل عشقت عينا غير عينيك أو قبلت يدا غير يديك أو خنت حبك يوما اخبريني كي انتحر هل نسيت حبك يوما أو كسرت قلبك يوما أو جنيت في هواك ما لا يغتفر حتى تسحقي بقدميك ازهاري الجميلاتي اصدقيني القول يا حبيبتي هل مللتي حبي وغرامي وصار يزعجك حديثي وكلامي هل اساءك تقديري واهتمامي حتى مشيتي بطريقا غير طريقي واخترت حديثا غير حديثي وكلام غير كلامي إذن عذرا يا حبيبتي..
عذرا لكل اشواقي وغرامي عذرا لتقديري واهتمامي واحترامي...
عذرا لاني بالغت في حبي والف عذرا لاني تماديت بوفائي....

_________________

في صباح اليوم التالي.

استيقظت سيليا و نظرت بجانبها وجدت رعد تنهدت بارتياح و حدثت نفسها :
- الحمد لله ان رعد لحقني كنت خايفة على البيبي اوي..... دلوقتي فهمت ليه رعد مش قادر ينسى الماضي عشان اخوه لسه عايش و قدامه و انا اللي كنت فلكرة انه ميت كمان ، بس ليه العداوة ديه مستمرة المفروض المشاكل اللي كانت بينهم وهوما صغار تنتهي لما يعدي عليها وقت طويل وو....اووف و انا مالي المهم عندي اني اقدر اهرب من القصر ده لمكان تاني محدش يقدر يعرفه.

مررت يدها على وجهه و استطردت بحزن :
- بس انا بحبه ومبقدرش اعيش منه دونه.

العقل :- بس كبك ده هيأذي طفلك.

القلب :- هو بيعمل كده غصبا عنه متنسيش انه لسه متعلق بالماضي.

العقل بعدم اكتراث :
- ايوة ده ماضي و احنا ف الحاضر ليه بيعاقبني على حاجة انا مليش دخل فيها.

القلب بعتاب :
- مش انتو متجوزين المفروض تقدرو نشاعر بعض ولا انتي عايزاه فهدوءه و تطفشي لما يكون مدايق.

سيليا بارهاق من هذا الصراع :
- انا مش عارفة اعمل ايه من جهة لازم اوقف معاه عشان يخلص من ذكرياته الوحشة و من جهة خايفة على ابني و رعد مش عايز يسمعني اصلا.

- بتفكري ف ايه ؟
قالها بهدوء و عيناه مغمضتان فانتفضت بفزع :
- ايه ده انت صاحي ؟!

فتح عيناه و نهض جالسا لف يديه حول خصره بابتسامة هادئة :
- ايوة صاحي....صباح الخير.

اجابته بنفس الابتسامة :
- صباح النور.

رعد وهو يداعب وجنتها :
- بقيتي كويسة.

سيليا بإيجاب :
- ايوة الحمد لله.... رعد هو اللي خطفني نفسه اخوك ااا...

قاطعها بحدة وهو يبتعد عنها و ينهض متوجها للحمام :
- بلاش نتكلم في الموضوع ده احسن و انسي اللي حصل المبارح.

سيليا :
- بس يا رعد.....

قاطعها بنظرة حارقة فأخفضت رأسها قائلة بامتعاض :
- براحتك..... اه نسيت اقولك انا هنزل البيبي زي ما طلبت مني.

رفع احدى حاجبيه باستنكار :
- ايه ده بجد....وايه اللي حصل عشان تاخدي القرار ده.

اجابته وهي تحاول الاتزان :
- مش انت اللي كنت عايز كده ولا اتراجعت.

اجابها بتهكم وهو يأخذ ملابسه من الدولاب :
- لا يا مدام السيوفي بس ليلة امبارح قعدتي تهلوسي وتقولي ابني ابني فانا مستغرب شويا.

ظهر على وجهها الارتباك فتشدقت ب :
- انا قلت اتنازل بدل ما نقعد نتخانق بس محتاجة وقت عشان انزله.

رعد بشك :
- ليه ان شاء الله.

وضعت يدها على بطنها و همست بدموع :
- لان معنديش الشجاعة الكافية حاليا....ولا قلب زي قلبك عشان اموته بدم بارد.

همهم غير مبالي لدموعها و دخل للحمام تاركا اياها تبكي لتقول بحزم :
- لنشوف يا رعد يا انا يا انت.

_________________

في فيلا جاسر الجندي.

كان يتفقد هاتفه الذي يستعمله للتواصل مع سارة لكنه لم يجده فزفر بخنق مغمغما :
- ملقيتش تختفي غير دلوقتي ده حتى تلفون عصام مغلق و مش عارف اوصله ومش بقدر ارن على سارة من تلفون تاني لازي مش حافظ رقمها يخربيت كده.

مسح على شعره بضيق ثم ارتدى ملابسه و كعادته اخذ برواز صورة حبيبته بين يديه و تمتم :
- بحبك يا وردتي اوعدك اني هاخدلك حقك عن قريب.

تنهد بحزن و خرج....

في نفس الوقت.

فتحت سارة هاتفها لتقول بتعجب :
- جاسر مردش عليا ليه دلوقتي ازاي هعرف رده و يقولي اعمل ايه....لا ده يمكن قصده يتجاهلني اصلا عاااا ماشي يا جاسر.

________________

مر اسبوع لم تحدث فيه اشياء تذكر سوى تجاهل سيليا لرعد و مخططها للهرب و انشغال رعد عنها في اعماله فلم يخطر على باله ابدا انها تود الهروب....

اياد و لين تحسنت علاقتهما بعض الشيء يعتني بها بحنان و ندم و هي تعتقد ان هءا نابع من شفقته عليها او انه يريدها ان تتعافى بأسرع وقت ليعود لتعذيبها من جديد.....

جاسر لا يستطيع التواصل مع سارة و عصام بينما هي تتجهز لتذهب مع جلال غير مدركة لما سيحدث لها....

_________________

يوم جديد.

جلست بجانبه في السيارة نظرت له بتوتر و تمتمت :
- جلال باشا ايه الطريق اللي احنا رايحين منه.

اجابها بغموض :
- هتعرفي بعدين.

سارة بتوتر اكبر :
- طب مش انت قولتلي اننا هنروح مع العملاء طب ليه رايحين لوحدنا.

رمقها بطرف عينه و همس بتهكم :
- هيجو بعدين.

اخذت نفسا عميقا و حاولت تهدئة روعها فلا يوجد شيء يدعوا للقلق.

بعد مدة توقف بها في احدى الاماكن القريبة من الغابة نظر لها بشر :
- انزلي.

بلعت ريقها بصعوبة و خرجت ليخرج هو معها....نظرت له و قالت برعب :
- احنا فين ليه جايبني هنا.

وقف امامها و رسم على ثغره ابتسامة ماكرة ليخرج فجأة هاتفا ما قائلا :
- ده تلفون مين.

اتسعت حدقتيها بفزع وهي ترى هاتف جاسر عادت للخلف بضع خطوات فتابع بضحكة :
- يعني انتي البنت اللي باعتها جاسر ليا هااا فعلا ذكي اوي بس اللي نسيه اني احقر انسان ممكن الواحد يشوفه.

سارة بشجاعة مزيفة :
- ايوة فعلا انا جاسوسة جاسر هتعمل ايه يعني.

صرخت عندما تلقت صفعة قوية منه استندت على احدى الشجر تسيطر على اتزانها ثم و بحركة سريعة منها استدارت و وجهت له لكمة قوية في وجهه !!

ارتفع صوت قهقهاته و اردف :
- امممم مش بطال بتعرفي تدافعي عن نفسك اهه.

رفع يده في الهواء بإشارة ما ليظهر من خلف الشجر رجلان قيداها فصرخت به :
- ااااااه سيبوني يا حيوان انت وهو.

صفعها جلال ثانية صفعة اقوى من السابقة فنزلت دموعها بألم و قواها بدأت تخور....

ابتسم و طلب احد الارقام ليجيب بعد ثواني :
- ايوة.

جلال بخبث :
- جاسر حبيبي وحشتني كنت عايز اقولك الحلوة اللي اسمها سارة موجودة معايا حاليا.

جاسر بذهول :
- سس...سارة !

جلال بضحكة و كأنه استدرك شيئا :
- ههههه ايه اللي بقوله ده ماهي على طول معايا مش انت اللي بعتها ليا.

سمع صوت صراخه الغاضب :
- جلاال اوعى تعملها حاجة هموتك.

ابتسم وهو يجيبه :
- امممم طب ايه رايك تجي تشوف بعينك هعمل ف البنت الصغيرة ديه ايه هههه فكرة حلوة صح.

جاسر بعصبية و انفعال اكبر :
- يابن ال ***** لو كنت راجل واجهني انا....انت فيين.

هتف بثقة بالغة وهو يرى سارة تسقط على الارض بضعف :
- فنفس المكان اللي ماتت فيه مراتك...هقتلها زي ما قتلت عيلتك من 3 سنين....

و طبعا بعد هذا الكلام.....لم يعد للحديث بقية....!!!

_________________
ستووووب انتهى البارت


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close