رواية حب تحت الرمال الفصل السابع والعشرين 27 بقلم مجدولين محمود
الفصل السابع و العشرون
¤ صوره من الصعبِ أن تُمحى ¤
-----------------------------------------------------
حاولت فاتن طلب أخيها كِنان هذا الصباح و الاطمئنان عليه ، فيبدو انه قام البارحه بمكالمتها عدة مرات...
و في المحاوله الثانيه أجابها : فاتن ، اخيرا...
فاتن : خير يا كِنان، مال صوتك ، طمني عليكو
كِنان : الاول انتي طمنيني عليكي ، ايه اللي سمعته امبارح؟
فاتن بقلق : سمعت ايه مش فاهمه ؟
كِنان: امبارح كلمتك وواحده ردت عتيلفونك سألتها عنك ، قالت ثوان و هتيجي مع خطيبك !
تنهدت فاتن مستاءه من تصرف تلك السلوى ، فلقد لاحظت في هاتفها مكالمه وارده من كِنان ، و لكنها اعتقدت ان الخط فُتح تلقائيا ، اما الان فتأكدت بأن سلوى قد قامت بالرد على هاتفها و التعدي على خصوصياتها ايضا ، مما زاد من نقهما عليها
فاتن محاولة اختلاق اي عذر : ده اكيد غلطت في النمره ، مش معقول يعني هاخطب من غير ما اقولك ، و امبارح تحديدا نمت بدري ، فمخدتش بالي انك كلمتني اصلا ...
كِنان : فاتن ، اوعي تخبي عليا حاجه ...!
فاتن :هاخبي اني اتخطبت ، معقول يا كِنان !
عضت فاتن على شفتها السفلى مستغفره ربها على تلك الاكاذيب التي ورطت نفسها بها...
كِنان : طب اسمعي ، انا محتاجلك جدا
سألت فاتن بقلق : خير ، مالك في ايه ؟
قال كِنان : زي ما انتي عارفه بابا الله يرحمه ، و بقية اخواتي هاجروا على كندا ، والوضع هنا اتضحلي انه خطر جدا.
قاطعته فاتن : خطر ... ليه ، البُعدا ناويين على ايه...؟
قال كِنان : بعدين هأشرحلك ، بس دلوقتي أنا مضطر أسَفر ليلى و يامن عشان الوضع و لسه الفيزا على كندا محتاجه وقت كبير زي ما فهمت من أخويا ، فعبال ما تطلعلهم الفيزا هابعتهم مصر ، فعايزك تاخدي بالك منهم يا فاتن.
قالت فاتن بصوت حانِ : دول في عنيا الاتنين ، بس مش خايف حد ياخد خبر !
قال كِنان : الرك عليكي ، أنا مش عايزهم يخرجوا أبداً خصوصا ليلى ، انتي عارفه لو حد شافها بالصدفه هيحصلها ايه .
قالت فاتن : اطمن ، المهم دلوقتي عايزه أفهم الوضع عندكو عامل ازاي ، و بعدين انت ليه مش هتيجي معاهم طالما الوضع خطير.
قال كِنان : ازاي هآجي ، ده هيحتاجوني اوي فالشغل الأيام الجايه
فاتن : طب هيجوا مصر امتي ؟
كِنان : انا لسه مش قولت لليلى ، حبيت اقولك انتي الاول عشان ترتبي امورك ، و اول ما اقول لليلى هابلغك
فاتن : طب خلي بالك من نفسك
كِنان : لا اله الا الله ...
فاتن : محمد رسول الله...
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
نظر كِنان إلى زوجته ليلي و هي تلاعب ابنهما يامن بأعينٍ حانيه ، و قلب مُحب ، و استعاد شريط ذكرياته معها ، و كيف قدمت له الكثير و رضت بالقليل القليل ، و لكن اليوم لن يدعها تضحي أكثر من ذلك ، عليه أن يخبرها قراره الذي لا جدال فيه .
قال كِنان بعد أن رقد الصغير في فراشه أخيراً : فاتن كلمتني من شويه.
قالت ليلي : طب مش كنت تخليني أسلم عليها .
كِنان : معلش أصلي كنت عاوزها في موضوع مهم ، و نسيت أقولك.
ليلى : و الموضوع ده سر و لا ممكن مراتك حبيبتك تعرفه.
ابتسم كِنان لفضول زوجته و قال : مش سر و لا حاجه ، ده يخصك انتي و يامن.
سألت ليلى بقلق : خير ...؟
قال كِنان بحزم : أنا قررت إنك هتسافري انتي و يامن و تقعدوا مع فاتن في مصر.
تنهدت ليلي و قالت بفرح : بجد و النبي اخيرا ..ثم استدركت و سألت : و حضرتك ، هتقعد فين .؟
قال كِنان : أنا مش هسافر هأفضل هنا.
ليلى باستنكار: انا مش فاهمه حاجه ، ايه اللي غير رايك فجاه و عايزني انزل لمصر و كمان مش هتكون معانا
كِنان : الوضع هنا خطر جدا
ليلى : ما احنا جينا هنا و عارفين ان احتمال الاوضاع متكنش مستقره
قال كِنان : المرادي في أخبار و تحليلات كتير بتقول إن الوضع هيكون خطير جداً ، و مش آمن ، و أنا مش هقدر أبقى في وسط كل ده و أكون كمان قلقان عليكو ، كده هافقد تركيزي .
قالت ليلي : و أنا مطرح ما يكون جوزي هأفضل معاه ، و لا نسيت احنا متفقين على ايه.
قال كِنان بصوت حانٍ : لا منستش ، بس انتي لازم دلوقتي متنسيش إنه بقى عندنا يامن ، ولو لا قدر الله حصل لواحد فينا حاجه ، يكون التاني موجود و ياخد باله منه .
قالت ليلي بعنف : بعد الشر عليك ، ليه الكلام اللي يحزن ده
ثم أضافت بيأس : طب افرض حد عرف إني نزلت مصر..
قاطعها كِنان : محدش هيعرف ، لانك هتوعديني دلوقتي إنك هتخلي بالك و مش هتخرجي إلا للضروره القصوى يا ليلى ..
قالت ليلي بفتور : جميل اوي ، يعني هنبقى بُعاد عنك و كمان محبوسين ..يا كِنان..
قاطعها كِنان و قال بعتاب : و أنا هاكون وسط النار يا ليلى ، مش عايزه بالي يكون مرتاح.
قالت ليلي باستسلام : عموما لسه بدري عالكلام ده ، لأننا زي ما انت عارف لو حبينا نسافر لازم نسجل أسامينا قبليها بشهر عند السفاره.
قال كِنان بحرج : ما أنا عملت كده و كلها كام يوم و يطلع التصريح.
قالت ليلى بعتاب : ده اللي احنا متفقين عليه ، تخطط كل ده لوحدك من غير ما تقولي .
قال كِنان : أنا آسف ، بس محبتش أقلقك .
قالت ليلى برقه : و لا يهمك يا حبيبي ، بس انا مقدرش اسيبك مقدرش ، لازم تكون معانا.
كِنان لاقناعها : طيب ، اوعدك مش هتاخر ، اول ما ازبط وضعي فالشغل هاحصلكم
ليلى : انا مش مطمنه يا كِنان
كِنان : انا وعدتك يا ليلى ، انا عمري خلفت وعدي !
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
كانت فاتن في طريقها للولوج الى السوبرماركت عندما فاجئها تميم مناديا : انسه فاتن...
استدارت فاتن متأففه ، ليس من ملاحقته لها فقط ، و لكن لمعرفتها بأنه من جعل حياه ليلى و كِنان تعيسه
حتى وقتنا هذا...
فاتن بتأفف : يا حضرة عيب اللي بتعمله ده
تميم : الله انتي هتعمليلي خضره الشريفه ، ما خلاص عرفت اللي فيها
فاتن : اللي فيها انك واحد متخلف و مش متربي
تميم : ما تخلصي وتقوليلي سعرك كام ، مش فاضي لدلع النسوان المرىء ده
فاتن : استغفر الله العظيم ، انت عارف لو ممشتش من هنا انا هاقدم فيك بلاغ فالقسم
قالت ذلك و دلفت مسرعه الى السوبرماركت
ليتمتم تميم : ماشي ماشي ، شكلها محترفه بنت الايه بس مسيري اعرف تمنك ، ثم ابتسم و قد عنّت له فكره !
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
حضر مالك مسرعا الى المقهى الذي بعثت سلوى بعنوانه على الرساله تخبره بأنها تحتاجه في امر مهم ، جال بنظره ليجدها تجلس في احد الزوايا و برفقتها..أنس ..لم يصدق عيناه
و تمتم : الله ، ايه الحكايه ، انس ...؟
تقدم منهم ، ليقف انس مسلما عليه بحراره ، جلس مالك و سأل بقلق : مالك يا سلوى ، ايه اللي حصل.؟
سلوى : انا مش هاتكلم هاسيب انس يشرحلك كل حاجه ، بس عموما الموضوع له علاقه بخطيبتك
مالك : فاتن ، مالها ، و ايه علاقة انس بيها اصلا...!
انس ببرود : قول ايه علاقتها بالشعب كله..!
مالك بغضب: احترم نفسك ..
انس : اسمع ، انا مش هاتكلم ، هاوريك الصور الاول و بعدين هاوضحلك كل حاجه عشان متتحمئش كده عالفاضي..
نظر مالك لسلوى ، لتقول : شوف الصور الاول يا مالك..ارجوك
اخرج فلاشه من جيبه و قال : معلش هاتعبك ، شغلها عندك عالفون و شوف بعينك...
قام مالك بالفعل بتشغيل الفلاشه ، ليشاهد مجموعه من الصور لاحدى الفتيات بملابس فاضحه و اوضاع مخله ، لم يدقق مالك النظر في الصور ، بل اغلق الهاتف قائلا : اعوذ بالله منك ، ايه ده !
اجتذب انس الهاتف و قام بفتحه و قال : بص كويس ، دي خطيبتك المصونه ، الانسه فاتن..
عاد مالك يتفحص الصور ، ليهتف غير مصدق : مش معقول .. بجد مش مصدق !
لتقول سلوى : لا صدق ، كمل يا انس احكيله كانت مرافقه مين..
انس : سيبك مني ، انا مش هاتكلم كانت بتعمل معايا ايه ، الصور دي احسن دليل ، بس صديق عمرك يحيى ، اساله كده مين البنت اللي كان ماشي معاها من خمس سنين ، مين اللي كان هيموت عليها و ادته اكبر الم في حياته كلها ، دي على كلام سلوى كمان خانته مع اخوه ...
سلوى متدخله : يحيى كان هيقولك ، بس خاف عليك مالصدمه ، و ما زال مش عارف يتصرف انت شايف الوضع محرج اد ايه ، عشان كده انا قررت اشيل عنه المسئوليه واتصرف بمعرفتي
مالك : انتو بتهرجوا ، بجد انا مش مصدق...
سلوى باعين مترجيه : صدقني يا مالك ، و اهي الصور عندك ، في واحده محترمه تتصور بالطريقه دي
هز مالك راسه ، ممسكا هاتفه و قال امرا : من فضلك يا انس تسبنا لوحدنا..
انس بلامبالاه : و ماله ، عموما العفو يا صاحبي ، و انتي يا انسه سلوى متنسيش اتفاقنا
سلوى بتلعثم مختلقه حجه واهيه : ااا اكيد اكيد هاكلمك و اقولك لوطلبك اتقبل عندهم.....
انصرف انس ، ليسأل مالك : و انتي عرفتي المعلومات دي ازاي..؟
سلوى : من زمان ، وقت ما كان يحيى مرافقها ، انس صعب عليه ان يكون مخدوع فيها ، قام وراني انا وشيرين الصور عشان ننبه يحيى ، و وقتها سابها و كمان اكتشف خيانتها مع اخوه وتفاصيل كتير مفيش داعي لذكرها ..
مالك بتصميم : لا فيه يا سلوى ، انا مكنتش اتخيل انك تفضحي ستر واحده بالشكل ده ، و مش مره لا مرتين ، ايش عرفك مش ممكن تكون دلوقت تابت و حابه تبدا حياتها من جديد ، دي بقالها خمس سنين جيرانا عمري ما سمعت عنها كلمه كده ولا كده ، و لا حد شاف منها حاجه وحشه ...
سلوى ببكاء : ارجوك مدافعش عنها ، انا مش هاقدر استحمل اكتر من كده
مالك بضيق : تستحملي ايه ، مستكتره عليها اني ادافع عنها ، هي كانت اذتك فايه ، يحيى و اديه خطبك ، ليه بقى تقلبي فدفاترها القديمه ، ها يا سلوي ليه ...؟
سلوى : انت محسسني اني بتبلى عليها ، ادامك الصور اهي...
مالك : الصور دي مش دليل ، و الاول انا لازم اتاكد من صحتها ، مش جايز متلفقه ، ها يا سلوى ، جايز و لا لا ، اتاكدتي من الصور يا حضرة البشمهندسه ..!
هزت سلوى راسها نافيه : متتعبش نفسك..
مالك: يعني ايه ، مش لازم نقطع الشك باليقين ، و لا عايزاني اصدق االلي اسمه انس ، اللي كلنا عارفين ازاي ممكن يبيع اهله عشان الفلوس ده غير علاقاته و اخلاقه اللي للاسف اكتشفناها متأخر
سلوى ببكاء : انا اسفه يا مالك ..
مالك : على ايه ؟
سلوى : عشان ضيعتك من ايدي ، عشان جريت ورا وهم ، عارف انا دلوقتي بس اتأكدت اني عمري ما حبيت يحيى ، يحيى كان بس حاجه صعبه مش قادره اطولها ، و انا البنت اللي اتولدت و في بؤها معلقه من دهب وكل طلباتها مجابه ، يمكن حتى من قبل يحيى...
صمتت ثم اضافت بخجل : فاكر قصيدتي بتاع مجهول ، اهو انا مسبتش مجهول ده الا اما لئيت اللي اصعب منه ، لما جه يحيى فطريقي ، و للاسف فضلت ماشيه ورا نفسي الاماره بالسوء و اللي مصورالي حاجات مش حقيقه ، لغاية اما ضيعتك من ايدي
كان مالك يستمع لها بصدمه ، لتكمل : عارف اتاكدت ازاي ، لما شفتك معاها ، تمنيت الزمن يرجع لورا و اصحح غلطتي وارفض يحيى ، انا عمري ما حبيته ، انا محبتش فحياتي ادك يا مالك
مالك معترضا : الكلام ده ميصحش يا سلوى ، راعي انك خطيبة اعز صديق عندي
سلوى بحرج : طب هتعمل ايه ..؟
مالك : هتاكد مالصور الاول
سلوى بحسره : قلتلك مفيش داعي ، دي مش صورها ...دي بتاعة اختها و متعدله عشان تبقى صور طبق الاصل عنها
مالك بخيبه : انا بجد مصدوم فيكي يا سلوى ، بجد صدمة عمري...
سلوى برجاء : ارجوك يا مالك متقساش عليا ، انا كان كل همي انك متفضلش مخدوع فيها ، ايوه انا غلطت لما كدبت على يحيى و دلوقتي عليك بالنسبه لصورها ، بس ده ميمنعش ان يحيى كان شاهد بعينه على خيانتها له مع اخوه ، عشان كده انا اتصرفت بالشكل ده ...
قاطعها مالك بقسوه : خانته مع اخوه و لا ابوه ، انتي مالك ، مش يمكن دلوقتي تابت ، و غيرت من نفسها ، ها ليه مفكرتيش و لو لثانيه انك كده بتفضحي واحده ممكن تكون احسن منك مليون مره....انتي دخلتي جواها ، عرفتي علاقتها بربنا عامله ازاي ، عرفتي اخلاقها دلوقتي عامله ازاي ...
سلوى بهذيان : انا اسفه اسفه اوي ، انا مستعده اعمل اي حاجه عشان تسامحني ، حتى لو تحب انا اروح و اعتذرلها معنديش مانع ، انا مستعده اعمل اي حاجه
مالك بحزن : انا مضطر امشي دلوقتي ...
سلوى برجاء : مالك...
غادر مالك غير عابىء برجائها ، اما سلوى فجففت دموعها عازمه على تصحيح اخطائها
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بعد اعترافها لمالك ، لم تستطع ان تستمر في مهزله خطوبتها ليحيى ، دلفت الى مكتبه راغبه في تخليص نفسها من ثقل الذنب الذي اقترفته ، حتى و ان كانت فاتن سئية الاخلاق لا يبيح لها هذا ان تكذب و تفتري عليها..
قال يحيى بخضه : مالك يا سلوى ، انتي كنتي بتعيطي..؟؟؟
خلعت سلوى الدبله ووضعتها على مكتبه قائله : احنا محتاجين نتكلم
يحيى و قد فاجئه تصرفها : الظاهر كده فعلا ، قلعتي الدبله ليه ؟
سلوى : عشان خطوبتنا كلها غلط ، انت لا عمرك حبتني ولا هاتحب حد غيرها ، و انت حر ، بس انا كمان كنت معيشه نفسي فوهم حبك و خلاص فُقت
يحيى : انتي تقصدي ايه ؟
سلوى: اقصد فاتن ، انت لسه بتحبها و ده كان واضح اوي ليلة الخطوبه ، و صدقني انا مدايقتش لاني وقتها كمان اكتشفت اني عمري ما حبيتك ، بس حزينه عليك اوي انك معلق نفسك فواحده انت شخصيا شفت خيانتها بعينك
يحيى : ملوش لزمه الكلام عنها ، لو حابه تفركشي انا مش هازعل منك ، في النهايه الخطوبه معموله عشان الطرفين يدرسوا بعض ولو محصلش نصيب .
قاطعته سلوى : لا في لزمه اتكلم عنها ، على الاقل عشان اريح ضميري..
يحيى : تقصدي ايه مش فاهم ؟
سلوى بتردد : الصور اللي ورتهالك مكنتش صورها ، دي صور اختها بس متعدله فالفوتوشوب ، انس عدلها ، و بالنسبه انها جت المكتب له ، فده مش صحيح ، على الاقل انا و شيرين مشفناش حاجه كده
يحيى بعنف : امال كدبتي عليا ليه ....استفدتي ايه من ده كله ، ما انا كنت هاسيبها اصلا
سلوى : كنت خايفه لتضعف و تصدق حججها ، كان باين اوي انك متاثر بدفاعها عن نفسها و محبتش احطك فالاختبار ده ، قولت امد لك ايدي، عشان بجد يا يحيى حتى لو انا مش بحبك انت حد كويس اوي و تستاهل واحده على الاقل متخونكش مع اخوك
يحيى : كفايه لوسمحتي ، انا بجد مش مصدق انتي تعملي كده ، تتبلي عليها طول المده دي ، وكمان كنتي عايزاني اقول لمالك عنها
سلوى باقتضاب : مالك عرف كل حاجه ، و عرف علاقتك بيها ، انا اسفه يا يحيى ، اضطريت اقوله ، بس هوطلع اعقل منك مصدقش الصور ، بس انا اعترفتله بكل حاجه عملتها ، و قولتله انك كنت ناوي تصارحه بكل حاجه بس خايف عليه مالصدمه ... انا اسفه اسفه اوي..
يحيى : انا مش عارف اقولك ايه ، كل ده يطلع منك ، و كمان مالك...
سلوى : متقلقش مالك عاقل و اكيد هيعذرك..
يحيى بقسوه : كفايه كفايه ، ارجوكي تسبيني دلوقت
سلوى ببكاء : انا اسفه
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
توجه مالك الى السوبر ماركت حيث تعمل فاتن ، لم يقو على الانتظار ريثما تنهي عملها ..
ابتسمت حين تلاقت اعينهما ، همست بشيء لزميلتها ، ثم تقدمت منه قائله : ايه المفاجأه دي؟؟
مالك : احنا محتاجين نتكلم
فاتن و قد امتقع وجهها : بس انا عندي شغل
مالك : ارجوكي يا فاتن ، ضروري دلوقت
أومأت فاتن و قالت : طب الاول هاخد اذن من المدير..
بعد دقائق ، اقتادها ليدلفا الى احد المقاهي القريبه ، لتقول فاتن : انت عرفت مش كده ؟
مالك : ايوه ، و مش مصدق اي حاجه وحشه عنك...
ترقرقرت الدموع في عيني فاتن ، ليقول مالك : مش عايز دموع ، احنا اتفقنا على ايه ؟
ابتلعت فاتن ريقها مومأه برأسها ، ثم سألت : يحيى اللي قالك ؟
هز مالك راسه نافيا : لا سلوى ..
فاتن : قالتلك ايه ...؟
مالك : كل التفاصيل ، بس عارفه ايه اللي انا متاكد منه
صمتت فاتن محرجه ، ليقول مالك : انا متاكد ان يحيى هو الخسران الوحيد ..
فاتن : انا كنت هاقولك ، بس كنت عايزه اطمن على داده رقيه ، اصلها مكنتش راضيه تسافر الا اما تطمن عليا، و مكنتش اعرف انك انت و يحيى صحاب، انا كنت ناويه اقولك مكنتش هاقبل انك تكمل فالخطوبه دي
مالك: انا متاكد من ده ، و متسألنيش ازاي...انتي فيكي حاجه لمست قلبي ، صحيح مش الحب بالمعنى المعروف، بس حاسس بيكي وبطيبة قلبك و بجد يحيى خسرك
فاتن : متشكره لذوقك اوي يا مالك ...
ابتسمت ثم قالت مداعبه : فعلا الدبله كانت فال وحش اوي...
ضحك مالك : مش بقولك ، يحيى خسرك ...
فاتن بحرج : انا فعلا كسبتك كأخ و صديق
مالك بضيق : تقصدي ايه ؟
فاتن بهدوء : يعني خلاص انا مقدرش اكمل فالخطوبة...
صمتت ، ليسأل مالك : انتي لسه بتحبيه ؟
لم تجب على سؤاله ، ليقول مالك :انتي عارفه اني هافضل طول عمري اخ و صديق فاي حاجه اوعي تتردي انك تلجأيلي
فاتن بابتسامه : بس طنط واخواتك ... انا مش عايزه اخسرهم..
مالك: انا هاشرحلهم كل حاجه ، متقلقيش
فاتن : بجد متشكره اوي يا مالك
مالك : وانا هاكلم يحيى...
قاطعته فاتن : لو بخصوصي ، ارجوك لا
مالك : ليه يا فاتن ، الصور واضح جدا انها متفبركه ، يعني لحد بيفهم زينا اكيد لو دقق هيعرف الفرق
فاتن : عشان واضح جدا ، كل حاجه كانت واضحه جدا بس هو محبش يتعب نفسه
مالك : امرك ، انا مقدرش اعمل حاجه تزعلك
فاتن بابتسامه : متشكره اوي يا مالك...
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
لم ينفذ مالك طلب فاتن ، لن يستطيع ان يقف مكتوف الايدي امام خطأ صديقه ، عليه أن يساعده ليرى الحقيقه ، توجه بسيارته الى مقر الشركه ، وهنالك على البوابه اصطدم بسلوى المغادره من الشركه و على محياها علامات البكاء الشديد...
قال بعد أن امسكها حتى لا يختل توازنها : حاسبي ..
سلوى ببكاء : اسفه ..
مالك : انتي هتروحي و انتي بالحاله دي ؟
سلوى : مش قادره ، اعصابي تعبانه تعبانه اوي...
قالت ذلك ، رافعة كفيها الى وجهها مخفيه دموعها ، ليقول مالك بعد ان لاحظ عدم ارتدائها للدبله : ايه اللي حصل ، انتي قولتي ليحيى ...؟
سلوى : ايوه قولتله و فسخت الخطوبه ، خلاص مش هاكدب على نفسي اكتر من كده ...
مالك بتنهيده : طب اتفضلي هاوصلك
سلوى : مفيش داعي تتعب نفسك ، انا كويسه..
قاطعها مالك : اتفضلي ارجوكي انا مش حمل مناهده
طاطأت سلوى راسها و تبعته ، ليقوم بتوصيلها الى البيت ، همت بالترجل من السياره ليسأل مالك بتردد : يحيى عامل ايه دلوقتي ..يعني عشان فسختي الخطوبه
سلوى بسخريه : عادي جدا ، اصلا متأثرش الا اما جبت سيرتها
تنهد مالك و قال : طب اتفضلي دلوقت
سلوى : مالك ..انا...
مالك : معلش انا مضطر امشي..
ترجلت سلوى من السياره ، لينطلق مالك مره اخرى باتجاه الشركه..
و الى مكتب يحيى توجه ، حيا السكرتيره و التي اشارت عليه بعدم الدخول نظرا لتعليمات يحيى، لكن مالك لم يكترث لتحذيرها ، و دلف الى المكتب ، ليجد يحيى متكئا بذراعيه على المكتب و كأنه في خضم تفكير عميق...بعد ثوان تطلع امامه ، ليقول : انت واقف عندك بتعمل ايه ، لو جاي عشان تحاسب و تعاتب..
رفع مالك يده موقفا يحيى عن الحديث : مش وقت عتاب... انا عذراك و مقدر موقفك..انا يمكن كنت فمكانك يمكن مش بالظبط
يحيى : مكان ايه مش فاهم ؟
مالك : مش وقته الكلام ده ، المهم انا جاي عشان اوريك حاجه ..
فتح مالك هاتفه و قال : ثوان بس ، الكمبيوتر بتاعك...
يحيى بعدم فهم : اودامك اهو...
جلس مالك امام الحاسوب الخاص بيحيى ، ثم وصل جهاز الحاسوب بالهاتف النقال الخاص به و قال بعد دقيقتين : اتفضل شوف معايا
يحيى : اشوف ايه ؟
مالك : صور فاتن ، عشان تتاكد انها متلفقه وملعوب بيها جد
ا
يحيى بحسره : اه ، ما سلوى قالتلي حاجه كده
مالك : عموما ، انا هاسيبلك الصور عشان تقطع الشك باليقين ، ده احنا مهندسين و اكتر ناس تفهم البلاوي اللي ممكن تتلفق لاي حد بشوية حرفنه فاستخدام البرامج
يحيى : عموما دي حاجه متخصنيش ، دي حاجه من الماضي ،انا بس كان صعبان عليا اني اخبي عليك اني كنت يعني ..مع خطبتك من فتره كبيره ...
قاطعه مالك : مبقتش خطيبتي خلاص ، احنا سبنا بعض ، لانه مش هينفع يا يحيى ..
يحيى : و هي عامله ايه ... اقصد يعني....
قاطعه مالك : عادي جدا ، يا يحيى انا قلتلك مالبدايه خطوبتنا كانت حسبة عقل ، لا انا حبيتها و لا هي كانت هيمانه فغرامي ، و انا كان عندي اسبابي الخاصه اني اعجل بالخطوبه منها او من غيرها اي كانت ، ومش وقت اني اقولها، بس هازيدك من الشعر بيت ، هي وافقت عالخطوبه بسرعه عشان خاطر الداده بتاعتها مكنتش راضيه تسافر تعد عند بنتها وهي بتولد الا اما تطمن ان فاتن بقت مسئوله من راجل ..
يحيى : ......
مالك : هتفضل ساكت كده كتير ، لو بتحبها يا يحيى متصدقش الحاجات الوحشه عنها ، انا مش عارف حصل ايه تاني ما بينكو ، بس بجد فاتن دي بنت كويسه جدا ...
يحيى : انا شلتها من حياتي و تفكيري من زمان يا مالك ، فملوش داعي الكلام ده ، انا بس مش حابب يحصل حاجه تأثر على ثقتك فيا ، انا كنت هاتصرف من نفسي و .
مالك مقاطعا : مش محتاج تبررلي حاجه ، اللي حصل حصل ، و انا مش زعلان منك بالعكس ، انا مقدر انك مكنتش حابب تفضحها و يمكن كنت خايف عليها كمان...
يحيى : يعني انت مش زعلان اني موقلتلكش على طول ...؟
مالك مقاطعا : المفروض اكون مدايق ، بس تقول ايه ، العبد لله قلبه كبير
يحيى بشك : انا مش عارف ليه حاسس ان وراك مصيبه كبيره و بداري فيها بجو السهتنه و القلب الكبير اللي انت عاملهولي ده..!
ضحك مالك وقال : عشان فعلا انا ورايا مصيبه كبيره
يحيى : نهارك اسود ، هببت ايه ؟
مالك : مش وقته ، انا ورايا شغل كتير فالفرع الجديد ، انت ناسي !
شاهد يحيى مالك يغادر المكتب و التساؤلات تملا نفسه ، فحتى ان كانت صورها ملفقه ، هل مشاعرها تجاه اخيه كانت ملفقه هي الاخرى ، تنهد متحسرا ، هل بامكانه تناسي تلك الحادثه ، هل بامكانه أن يغفر لها خيانتها ، لقد كانت صغيرة السن ، و لربما ما زالت متأثره بما غرسته والدتها في نفسها ، اما الان فلربما تغيرت ، و لكن كيف سيتأكد يوما ، و إن تأكد ، هل بامكانه يوما أن يمحي من ذاكرته صورتها و هي تبث كلامات الحب و اللهفه لأخيه الأصغر ...هز راسه نافيا.. فتلك الصوره من الصعب أن تُمحى ....
اخمد الوجع المعتمل في قلبه فعليه ان يعيد تركيزه في المهم الان ، و هي ليلى و التي عن طريق فاتن سيصل اليها...
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قال لؤي بحنق : انا مش عارف باباكي مش موافق نتجوز دلوقتي ليه ، ما انتي تقدري تكملي دراستك و احنا متجوزين ، ايه المشكله ..؟
ديما و قد سرتها لهفته : طب ما هو وافق نكتب الكتاب ، و بعدين هي كلها سنه ، تغمض عين تفتح عين تلاقيها طارت هوا
لؤي : اهو ...
قام لؤي باغلاق عينينه ثم فتحهما سريعا ، قائلا : بضيق : يعني مطرتش و لا حاجه
ضحكت ديما و قالت : انا مش فاهمه انت متسربع كده ليه ...؟
لؤي : عشان خايف .. خايف اوي
ديما بدهشه : خايف من ايه ؟
تنهد لؤي متذكرا حال اخيه يحيى ، و تساءل هل اخطأ حينما اختار ان يستمر في اخفاء الحقيقه بشأن فاتن عنه ، او ربما كان هذا في مصلحته ...
لؤي : مش عارف ، خايف لتروحي مني
ديما مقاطعه : انا مش فاهمه حاجه ، بس اطمن انت مش هتخلص مني بسهوله ، بس ايه سبب المود اللي انت فيه ده ؟؟؟
لؤي مبتسما : انا عايز اقولك حاجه بس ياريت متغيريش رايك فيا يا ديما
ديما باهتمام : عايز تقولي ايه ؟
لؤي : انا من فتره ، غلطت فحق يحيى جامد ، و تقدري تقولي كدبت عليه ، بس الكدبه دي اتضح ان فيها مصلحته و ده بتأييد من بابا كمان ، و دلوقتي مش عارف هل اقوله الحقيقه و لا افضل مخبي عليه عشان مصلحته
ديما : طب ما توضحلي كدبة ايه دي ..عشان اقدر احكم
ابتلع لؤي ريقه ثم قال : طب اوعديني الاول مش تغيري رايك فيا يا ديما
ديما بثقه : طالما اعترفت بغلطك و ندمان ، يبقى اكيد مش هاغير رايي فيك
لؤي : و هنكتب الكتاب زي ما اتفقت مع باباكي
اومأت ديما : و هنكتب الكتاب ، بس قولي عملت ايه ، انا الفضول هيجنني
قص لؤي ما قام باقترافه من خداع فاتن و كذبه على يحيى ، لتقول ديما : انا مش مصدقه ، انت تعمل كده و مع مين ... اخوك يا لؤي ... حرام عليك ، بجد حرام عليك ، و الغلبانه دي اللي اتبليت عليها ، مش خايف ليتردلك ده في اهل بيتك ..
قاطعها لؤي بتاثر : انتي مش فاهمه ، وقتها انا كنت ضايع بمعنى الكلمه ، و بابا كمان شجعني ، بس و الله ندمت .. ندمت جدا و كنت عايز اقوله لما شفته مكسور .. بس انتي عارفه كلنا اتلهينا مع هروب ليلى ، و لما كلمت بابا منعني اني اقوله ...
ديما بحده : اسمع يا لؤي ، انت لو مش عايزني اغير نظرتي ليك ، و عايزانا بجد نكمل مع بعض ، يبقى لازم تقول الحقيقه ليحيى ، ولو قدرت توصل لفاتن كمان لازم تروح عندها و تعتذرلها و تترجاها تسامحك ، انت اتبليت عليها يا لؤي ، انت مستوعب الذنب اللي عملته فحقها
لؤي : عارف و عشان كده ضميري مش مستريح ، بس انا خلاص قررت اني اقول ليحيى و اللي يحصل يحصل ...
ديما : اتمنى يا لؤي ...
لؤي : بس بعد ما نكتب الكتاب
ديما بخيبه : انت هتغير رايك ..
قاطعها لؤي بتأثر و الدموع تملأ عينيه : لا مش كده ، بس خايف من ردة فعل يحيى ، و جايز لما اقوله يقاطعني ، و انا مش عايز اعمل مشاكل ما بينا قبل ما تم الخطوبه ، مش عايز امي تحس بحاجه كفايه قهرتها على ليلى
ديما و قد المها رؤية دموعه فقالت بعفويه : الله انت هاتعيط ؟؟
تنحنح لؤي محرجا : لا ده بس حاجه كده جت فعنيا
قالت ديما مطمئنه : انا متأكده ان يحيى هيعذرك ، اوعى تفتكر اننا مش فاهمين ازاي بباك كان بيفرق ما بينكو و ازاي كان بيقسى عليك انت بالذات ،و يحيى اول حد فاهم ده و فاهم كويس طريقة بباك الغلط في تربيتكو و خصوصا بعد اللي حصل مع ليلى ...
و تنهدت متسائله هل تخبره بكل ما تعرفه عن ليلى ، ام عليها اولا ان تطلب الاذن منها و من زوجها كِنان
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قام تميم بتتبع فاتن و هي تخرج من السوبرماركت بعد انتهاء دوامها ، حتى يتسنى له معرفة عنوانها ، ومن ثم البحث عن اي معلومات تفيده في الايقاع بها في حبائله ..
تمتم : كل حد له سعره ، بس اللي يعرف المفتاح ، وعمي بيقول انها شمال ، يبقى ايه جو الشرف اللي هي عايشه فيه ده ، تكونش هتتجوز ، اكني لمحت فايدها دبله ، و لا ما انا فاكر...
شاهدها تدلف الى احدى البنايات ، تبعها مسرعا....و على البوابه سأل عنها الحارس..و الذي اخبره برقم الشقه التي تقطن فيها بعد ان اعطاه حفنه من الجنيهات... و مما زاد من غبطته بانها تقطن وحيده في تلك الشقه ، ليتمتم : دي طلعت شمال رسمي
صعد مسرعا من خلال المصعد حيث الطابق الرابع ، هم بدق الجرس ولكن استوقفه رنين هاتفه ، نظر في الشاشه ليجد رقم والدته
اصابه التوتر الشديد ، فوالدته لا تطلبه الا في الحالات الطارئه ..ابتعد عن الباب متوجها الى المصعد و
تلقي المكالمه و التي اخبرته فيه والدته بضروره حضوره الى البلده لنقل والده الى المشفى بالقاهره
تمتم : المره الجايه يا ست فاتن بقى ..ده انتي طلعتي شمال رسمي
يتبع
¤ صوره من الصعبِ أن تُمحى ¤
-----------------------------------------------------
حاولت فاتن طلب أخيها كِنان هذا الصباح و الاطمئنان عليه ، فيبدو انه قام البارحه بمكالمتها عدة مرات...
و في المحاوله الثانيه أجابها : فاتن ، اخيرا...
فاتن : خير يا كِنان، مال صوتك ، طمني عليكو
كِنان : الاول انتي طمنيني عليكي ، ايه اللي سمعته امبارح؟
فاتن بقلق : سمعت ايه مش فاهمه ؟
كِنان: امبارح كلمتك وواحده ردت عتيلفونك سألتها عنك ، قالت ثوان و هتيجي مع خطيبك !
تنهدت فاتن مستاءه من تصرف تلك السلوى ، فلقد لاحظت في هاتفها مكالمه وارده من كِنان ، و لكنها اعتقدت ان الخط فُتح تلقائيا ، اما الان فتأكدت بأن سلوى قد قامت بالرد على هاتفها و التعدي على خصوصياتها ايضا ، مما زاد من نقهما عليها
فاتن محاولة اختلاق اي عذر : ده اكيد غلطت في النمره ، مش معقول يعني هاخطب من غير ما اقولك ، و امبارح تحديدا نمت بدري ، فمخدتش بالي انك كلمتني اصلا ...
كِنان : فاتن ، اوعي تخبي عليا حاجه ...!
فاتن :هاخبي اني اتخطبت ، معقول يا كِنان !
عضت فاتن على شفتها السفلى مستغفره ربها على تلك الاكاذيب التي ورطت نفسها بها...
كِنان : طب اسمعي ، انا محتاجلك جدا
سألت فاتن بقلق : خير ، مالك في ايه ؟
قال كِنان : زي ما انتي عارفه بابا الله يرحمه ، و بقية اخواتي هاجروا على كندا ، والوضع هنا اتضحلي انه خطر جدا.
قاطعته فاتن : خطر ... ليه ، البُعدا ناويين على ايه...؟
قال كِنان : بعدين هأشرحلك ، بس دلوقتي أنا مضطر أسَفر ليلى و يامن عشان الوضع و لسه الفيزا على كندا محتاجه وقت كبير زي ما فهمت من أخويا ، فعبال ما تطلعلهم الفيزا هابعتهم مصر ، فعايزك تاخدي بالك منهم يا فاتن.
قالت فاتن بصوت حانِ : دول في عنيا الاتنين ، بس مش خايف حد ياخد خبر !
قال كِنان : الرك عليكي ، أنا مش عايزهم يخرجوا أبداً خصوصا ليلى ، انتي عارفه لو حد شافها بالصدفه هيحصلها ايه .
قالت فاتن : اطمن ، المهم دلوقتي عايزه أفهم الوضع عندكو عامل ازاي ، و بعدين انت ليه مش هتيجي معاهم طالما الوضع خطير.
قال كِنان : ازاي هآجي ، ده هيحتاجوني اوي فالشغل الأيام الجايه
فاتن : طب هيجوا مصر امتي ؟
كِنان : انا لسه مش قولت لليلى ، حبيت اقولك انتي الاول عشان ترتبي امورك ، و اول ما اقول لليلى هابلغك
فاتن : طب خلي بالك من نفسك
كِنان : لا اله الا الله ...
فاتن : محمد رسول الله...
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
نظر كِنان إلى زوجته ليلي و هي تلاعب ابنهما يامن بأعينٍ حانيه ، و قلب مُحب ، و استعاد شريط ذكرياته معها ، و كيف قدمت له الكثير و رضت بالقليل القليل ، و لكن اليوم لن يدعها تضحي أكثر من ذلك ، عليه أن يخبرها قراره الذي لا جدال فيه .
قال كِنان بعد أن رقد الصغير في فراشه أخيراً : فاتن كلمتني من شويه.
قالت ليلي : طب مش كنت تخليني أسلم عليها .
كِنان : معلش أصلي كنت عاوزها في موضوع مهم ، و نسيت أقولك.
ليلى : و الموضوع ده سر و لا ممكن مراتك حبيبتك تعرفه.
ابتسم كِنان لفضول زوجته و قال : مش سر و لا حاجه ، ده يخصك انتي و يامن.
سألت ليلى بقلق : خير ...؟
قال كِنان بحزم : أنا قررت إنك هتسافري انتي و يامن و تقعدوا مع فاتن في مصر.
تنهدت ليلي و قالت بفرح : بجد و النبي اخيرا ..ثم استدركت و سألت : و حضرتك ، هتقعد فين .؟
قال كِنان : أنا مش هسافر هأفضل هنا.
ليلى باستنكار: انا مش فاهمه حاجه ، ايه اللي غير رايك فجاه و عايزني انزل لمصر و كمان مش هتكون معانا
كِنان : الوضع هنا خطر جدا
ليلى : ما احنا جينا هنا و عارفين ان احتمال الاوضاع متكنش مستقره
قال كِنان : المرادي في أخبار و تحليلات كتير بتقول إن الوضع هيكون خطير جداً ، و مش آمن ، و أنا مش هقدر أبقى في وسط كل ده و أكون كمان قلقان عليكو ، كده هافقد تركيزي .
قالت ليلي : و أنا مطرح ما يكون جوزي هأفضل معاه ، و لا نسيت احنا متفقين على ايه.
قال كِنان بصوت حانٍ : لا منستش ، بس انتي لازم دلوقتي متنسيش إنه بقى عندنا يامن ، ولو لا قدر الله حصل لواحد فينا حاجه ، يكون التاني موجود و ياخد باله منه .
قالت ليلي بعنف : بعد الشر عليك ، ليه الكلام اللي يحزن ده
ثم أضافت بيأس : طب افرض حد عرف إني نزلت مصر..
قاطعها كِنان : محدش هيعرف ، لانك هتوعديني دلوقتي إنك هتخلي بالك و مش هتخرجي إلا للضروره القصوى يا ليلى ..
قالت ليلي بفتور : جميل اوي ، يعني هنبقى بُعاد عنك و كمان محبوسين ..يا كِنان..
قاطعها كِنان و قال بعتاب : و أنا هاكون وسط النار يا ليلى ، مش عايزه بالي يكون مرتاح.
قالت ليلي باستسلام : عموما لسه بدري عالكلام ده ، لأننا زي ما انت عارف لو حبينا نسافر لازم نسجل أسامينا قبليها بشهر عند السفاره.
قال كِنان بحرج : ما أنا عملت كده و كلها كام يوم و يطلع التصريح.
قالت ليلى بعتاب : ده اللي احنا متفقين عليه ، تخطط كل ده لوحدك من غير ما تقولي .
قال كِنان : أنا آسف ، بس محبتش أقلقك .
قالت ليلى برقه : و لا يهمك يا حبيبي ، بس انا مقدرش اسيبك مقدرش ، لازم تكون معانا.
كِنان لاقناعها : طيب ، اوعدك مش هتاخر ، اول ما ازبط وضعي فالشغل هاحصلكم
ليلى : انا مش مطمنه يا كِنان
كِنان : انا وعدتك يا ليلى ، انا عمري خلفت وعدي !
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
كانت فاتن في طريقها للولوج الى السوبرماركت عندما فاجئها تميم مناديا : انسه فاتن...
استدارت فاتن متأففه ، ليس من ملاحقته لها فقط ، و لكن لمعرفتها بأنه من جعل حياه ليلى و كِنان تعيسه
حتى وقتنا هذا...
فاتن بتأفف : يا حضرة عيب اللي بتعمله ده
تميم : الله انتي هتعمليلي خضره الشريفه ، ما خلاص عرفت اللي فيها
فاتن : اللي فيها انك واحد متخلف و مش متربي
تميم : ما تخلصي وتقوليلي سعرك كام ، مش فاضي لدلع النسوان المرىء ده
فاتن : استغفر الله العظيم ، انت عارف لو ممشتش من هنا انا هاقدم فيك بلاغ فالقسم
قالت ذلك و دلفت مسرعه الى السوبرماركت
ليتمتم تميم : ماشي ماشي ، شكلها محترفه بنت الايه بس مسيري اعرف تمنك ، ثم ابتسم و قد عنّت له فكره !
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
حضر مالك مسرعا الى المقهى الذي بعثت سلوى بعنوانه على الرساله تخبره بأنها تحتاجه في امر مهم ، جال بنظره ليجدها تجلس في احد الزوايا و برفقتها..أنس ..لم يصدق عيناه
و تمتم : الله ، ايه الحكايه ، انس ...؟
تقدم منهم ، ليقف انس مسلما عليه بحراره ، جلس مالك و سأل بقلق : مالك يا سلوى ، ايه اللي حصل.؟
سلوى : انا مش هاتكلم هاسيب انس يشرحلك كل حاجه ، بس عموما الموضوع له علاقه بخطيبتك
مالك : فاتن ، مالها ، و ايه علاقة انس بيها اصلا...!
انس ببرود : قول ايه علاقتها بالشعب كله..!
مالك بغضب: احترم نفسك ..
انس : اسمع ، انا مش هاتكلم ، هاوريك الصور الاول و بعدين هاوضحلك كل حاجه عشان متتحمئش كده عالفاضي..
نظر مالك لسلوى ، لتقول : شوف الصور الاول يا مالك..ارجوك
اخرج فلاشه من جيبه و قال : معلش هاتعبك ، شغلها عندك عالفون و شوف بعينك...
قام مالك بالفعل بتشغيل الفلاشه ، ليشاهد مجموعه من الصور لاحدى الفتيات بملابس فاضحه و اوضاع مخله ، لم يدقق مالك النظر في الصور ، بل اغلق الهاتف قائلا : اعوذ بالله منك ، ايه ده !
اجتذب انس الهاتف و قام بفتحه و قال : بص كويس ، دي خطيبتك المصونه ، الانسه فاتن..
عاد مالك يتفحص الصور ، ليهتف غير مصدق : مش معقول .. بجد مش مصدق !
لتقول سلوى : لا صدق ، كمل يا انس احكيله كانت مرافقه مين..
انس : سيبك مني ، انا مش هاتكلم كانت بتعمل معايا ايه ، الصور دي احسن دليل ، بس صديق عمرك يحيى ، اساله كده مين البنت اللي كان ماشي معاها من خمس سنين ، مين اللي كان هيموت عليها و ادته اكبر الم في حياته كلها ، دي على كلام سلوى كمان خانته مع اخوه ...
سلوى متدخله : يحيى كان هيقولك ، بس خاف عليك مالصدمه ، و ما زال مش عارف يتصرف انت شايف الوضع محرج اد ايه ، عشان كده انا قررت اشيل عنه المسئوليه واتصرف بمعرفتي
مالك : انتو بتهرجوا ، بجد انا مش مصدق...
سلوى باعين مترجيه : صدقني يا مالك ، و اهي الصور عندك ، في واحده محترمه تتصور بالطريقه دي
هز مالك راسه ، ممسكا هاتفه و قال امرا : من فضلك يا انس تسبنا لوحدنا..
انس بلامبالاه : و ماله ، عموما العفو يا صاحبي ، و انتي يا انسه سلوى متنسيش اتفاقنا
سلوى بتلعثم مختلقه حجه واهيه : ااا اكيد اكيد هاكلمك و اقولك لوطلبك اتقبل عندهم.....
انصرف انس ، ليسأل مالك : و انتي عرفتي المعلومات دي ازاي..؟
سلوى : من زمان ، وقت ما كان يحيى مرافقها ، انس صعب عليه ان يكون مخدوع فيها ، قام وراني انا وشيرين الصور عشان ننبه يحيى ، و وقتها سابها و كمان اكتشف خيانتها مع اخوه وتفاصيل كتير مفيش داعي لذكرها ..
مالك بتصميم : لا فيه يا سلوى ، انا مكنتش اتخيل انك تفضحي ستر واحده بالشكل ده ، و مش مره لا مرتين ، ايش عرفك مش ممكن تكون دلوقت تابت و حابه تبدا حياتها من جديد ، دي بقالها خمس سنين جيرانا عمري ما سمعت عنها كلمه كده ولا كده ، و لا حد شاف منها حاجه وحشه ...
سلوى ببكاء : ارجوك مدافعش عنها ، انا مش هاقدر استحمل اكتر من كده
مالك بضيق : تستحملي ايه ، مستكتره عليها اني ادافع عنها ، هي كانت اذتك فايه ، يحيى و اديه خطبك ، ليه بقى تقلبي فدفاترها القديمه ، ها يا سلوي ليه ...؟
سلوى : انت محسسني اني بتبلى عليها ، ادامك الصور اهي...
مالك : الصور دي مش دليل ، و الاول انا لازم اتاكد من صحتها ، مش جايز متلفقه ، ها يا سلوى ، جايز و لا لا ، اتاكدتي من الصور يا حضرة البشمهندسه ..!
هزت سلوى راسها نافيه : متتعبش نفسك..
مالك: يعني ايه ، مش لازم نقطع الشك باليقين ، و لا عايزاني اصدق االلي اسمه انس ، اللي كلنا عارفين ازاي ممكن يبيع اهله عشان الفلوس ده غير علاقاته و اخلاقه اللي للاسف اكتشفناها متأخر
سلوى ببكاء : انا اسفه يا مالك ..
مالك : على ايه ؟
سلوى : عشان ضيعتك من ايدي ، عشان جريت ورا وهم ، عارف انا دلوقتي بس اتأكدت اني عمري ما حبيت يحيى ، يحيى كان بس حاجه صعبه مش قادره اطولها ، و انا البنت اللي اتولدت و في بؤها معلقه من دهب وكل طلباتها مجابه ، يمكن حتى من قبل يحيى...
صمتت ثم اضافت بخجل : فاكر قصيدتي بتاع مجهول ، اهو انا مسبتش مجهول ده الا اما لئيت اللي اصعب منه ، لما جه يحيى فطريقي ، و للاسف فضلت ماشيه ورا نفسي الاماره بالسوء و اللي مصورالي حاجات مش حقيقه ، لغاية اما ضيعتك من ايدي
كان مالك يستمع لها بصدمه ، لتكمل : عارف اتاكدت ازاي ، لما شفتك معاها ، تمنيت الزمن يرجع لورا و اصحح غلطتي وارفض يحيى ، انا عمري ما حبيته ، انا محبتش فحياتي ادك يا مالك
مالك معترضا : الكلام ده ميصحش يا سلوى ، راعي انك خطيبة اعز صديق عندي
سلوى بحرج : طب هتعمل ايه ..؟
مالك : هتاكد مالصور الاول
سلوى بحسره : قلتلك مفيش داعي ، دي مش صورها ...دي بتاعة اختها و متعدله عشان تبقى صور طبق الاصل عنها
مالك بخيبه : انا بجد مصدوم فيكي يا سلوى ، بجد صدمة عمري...
سلوى برجاء : ارجوك يا مالك متقساش عليا ، انا كان كل همي انك متفضلش مخدوع فيها ، ايوه انا غلطت لما كدبت على يحيى و دلوقتي عليك بالنسبه لصورها ، بس ده ميمنعش ان يحيى كان شاهد بعينه على خيانتها له مع اخوه ، عشان كده انا اتصرفت بالشكل ده ...
قاطعها مالك بقسوه : خانته مع اخوه و لا ابوه ، انتي مالك ، مش يمكن دلوقتي تابت ، و غيرت من نفسها ، ها ليه مفكرتيش و لو لثانيه انك كده بتفضحي واحده ممكن تكون احسن منك مليون مره....انتي دخلتي جواها ، عرفتي علاقتها بربنا عامله ازاي ، عرفتي اخلاقها دلوقتي عامله ازاي ...
سلوى بهذيان : انا اسفه اسفه اوي ، انا مستعده اعمل اي حاجه عشان تسامحني ، حتى لو تحب انا اروح و اعتذرلها معنديش مانع ، انا مستعده اعمل اي حاجه
مالك بحزن : انا مضطر امشي دلوقتي ...
سلوى برجاء : مالك...
غادر مالك غير عابىء برجائها ، اما سلوى فجففت دموعها عازمه على تصحيح اخطائها
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بعد اعترافها لمالك ، لم تستطع ان تستمر في مهزله خطوبتها ليحيى ، دلفت الى مكتبه راغبه في تخليص نفسها من ثقل الذنب الذي اقترفته ، حتى و ان كانت فاتن سئية الاخلاق لا يبيح لها هذا ان تكذب و تفتري عليها..
قال يحيى بخضه : مالك يا سلوى ، انتي كنتي بتعيطي..؟؟؟
خلعت سلوى الدبله ووضعتها على مكتبه قائله : احنا محتاجين نتكلم
يحيى و قد فاجئه تصرفها : الظاهر كده فعلا ، قلعتي الدبله ليه ؟
سلوى : عشان خطوبتنا كلها غلط ، انت لا عمرك حبتني ولا هاتحب حد غيرها ، و انت حر ، بس انا كمان كنت معيشه نفسي فوهم حبك و خلاص فُقت
يحيى : انتي تقصدي ايه ؟
سلوى: اقصد فاتن ، انت لسه بتحبها و ده كان واضح اوي ليلة الخطوبه ، و صدقني انا مدايقتش لاني وقتها كمان اكتشفت اني عمري ما حبيتك ، بس حزينه عليك اوي انك معلق نفسك فواحده انت شخصيا شفت خيانتها بعينك
يحيى : ملوش لزمه الكلام عنها ، لو حابه تفركشي انا مش هازعل منك ، في النهايه الخطوبه معموله عشان الطرفين يدرسوا بعض ولو محصلش نصيب .
قاطعته سلوى : لا في لزمه اتكلم عنها ، على الاقل عشان اريح ضميري..
يحيى : تقصدي ايه مش فاهم ؟
سلوى بتردد : الصور اللي ورتهالك مكنتش صورها ، دي صور اختها بس متعدله فالفوتوشوب ، انس عدلها ، و بالنسبه انها جت المكتب له ، فده مش صحيح ، على الاقل انا و شيرين مشفناش حاجه كده
يحيى بعنف : امال كدبتي عليا ليه ....استفدتي ايه من ده كله ، ما انا كنت هاسيبها اصلا
سلوى : كنت خايفه لتضعف و تصدق حججها ، كان باين اوي انك متاثر بدفاعها عن نفسها و محبتش احطك فالاختبار ده ، قولت امد لك ايدي، عشان بجد يا يحيى حتى لو انا مش بحبك انت حد كويس اوي و تستاهل واحده على الاقل متخونكش مع اخوك
يحيى : كفايه لوسمحتي ، انا بجد مش مصدق انتي تعملي كده ، تتبلي عليها طول المده دي ، وكمان كنتي عايزاني اقول لمالك عنها
سلوى باقتضاب : مالك عرف كل حاجه ، و عرف علاقتك بيها ، انا اسفه يا يحيى ، اضطريت اقوله ، بس هوطلع اعقل منك مصدقش الصور ، بس انا اعترفتله بكل حاجه عملتها ، و قولتله انك كنت ناوي تصارحه بكل حاجه بس خايف عليه مالصدمه ... انا اسفه اسفه اوي..
يحيى : انا مش عارف اقولك ايه ، كل ده يطلع منك ، و كمان مالك...
سلوى : متقلقش مالك عاقل و اكيد هيعذرك..
يحيى بقسوه : كفايه كفايه ، ارجوكي تسبيني دلوقت
سلوى ببكاء : انا اسفه
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
توجه مالك الى السوبر ماركت حيث تعمل فاتن ، لم يقو على الانتظار ريثما تنهي عملها ..
ابتسمت حين تلاقت اعينهما ، همست بشيء لزميلتها ، ثم تقدمت منه قائله : ايه المفاجأه دي؟؟
مالك : احنا محتاجين نتكلم
فاتن و قد امتقع وجهها : بس انا عندي شغل
مالك : ارجوكي يا فاتن ، ضروري دلوقت
أومأت فاتن و قالت : طب الاول هاخد اذن من المدير..
بعد دقائق ، اقتادها ليدلفا الى احد المقاهي القريبه ، لتقول فاتن : انت عرفت مش كده ؟
مالك : ايوه ، و مش مصدق اي حاجه وحشه عنك...
ترقرقرت الدموع في عيني فاتن ، ليقول مالك : مش عايز دموع ، احنا اتفقنا على ايه ؟
ابتلعت فاتن ريقها مومأه برأسها ، ثم سألت : يحيى اللي قالك ؟
هز مالك راسه نافيا : لا سلوى ..
فاتن : قالتلك ايه ...؟
مالك : كل التفاصيل ، بس عارفه ايه اللي انا متاكد منه
صمتت فاتن محرجه ، ليقول مالك : انا متاكد ان يحيى هو الخسران الوحيد ..
فاتن : انا كنت هاقولك ، بس كنت عايزه اطمن على داده رقيه ، اصلها مكنتش راضيه تسافر الا اما تطمن عليا، و مكنتش اعرف انك انت و يحيى صحاب، انا كنت ناويه اقولك مكنتش هاقبل انك تكمل فالخطوبه دي
مالك: انا متاكد من ده ، و متسألنيش ازاي...انتي فيكي حاجه لمست قلبي ، صحيح مش الحب بالمعنى المعروف، بس حاسس بيكي وبطيبة قلبك و بجد يحيى خسرك
فاتن : متشكره لذوقك اوي يا مالك ...
ابتسمت ثم قالت مداعبه : فعلا الدبله كانت فال وحش اوي...
ضحك مالك : مش بقولك ، يحيى خسرك ...
فاتن بحرج : انا فعلا كسبتك كأخ و صديق
مالك بضيق : تقصدي ايه ؟
فاتن بهدوء : يعني خلاص انا مقدرش اكمل فالخطوبة...
صمتت ، ليسأل مالك : انتي لسه بتحبيه ؟
لم تجب على سؤاله ، ليقول مالك :انتي عارفه اني هافضل طول عمري اخ و صديق فاي حاجه اوعي تتردي انك تلجأيلي
فاتن بابتسامه : بس طنط واخواتك ... انا مش عايزه اخسرهم..
مالك: انا هاشرحلهم كل حاجه ، متقلقيش
فاتن : بجد متشكره اوي يا مالك
مالك : وانا هاكلم يحيى...
قاطعته فاتن : لو بخصوصي ، ارجوك لا
مالك : ليه يا فاتن ، الصور واضح جدا انها متفبركه ، يعني لحد بيفهم زينا اكيد لو دقق هيعرف الفرق
فاتن : عشان واضح جدا ، كل حاجه كانت واضحه جدا بس هو محبش يتعب نفسه
مالك : امرك ، انا مقدرش اعمل حاجه تزعلك
فاتن بابتسامه : متشكره اوي يا مالك...
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
لم ينفذ مالك طلب فاتن ، لن يستطيع ان يقف مكتوف الايدي امام خطأ صديقه ، عليه أن يساعده ليرى الحقيقه ، توجه بسيارته الى مقر الشركه ، وهنالك على البوابه اصطدم بسلوى المغادره من الشركه و على محياها علامات البكاء الشديد...
قال بعد أن امسكها حتى لا يختل توازنها : حاسبي ..
سلوى ببكاء : اسفه ..
مالك : انتي هتروحي و انتي بالحاله دي ؟
سلوى : مش قادره ، اعصابي تعبانه تعبانه اوي...
قالت ذلك ، رافعة كفيها الى وجهها مخفيه دموعها ، ليقول مالك بعد ان لاحظ عدم ارتدائها للدبله : ايه اللي حصل ، انتي قولتي ليحيى ...؟
سلوى : ايوه قولتله و فسخت الخطوبه ، خلاص مش هاكدب على نفسي اكتر من كده ...
مالك بتنهيده : طب اتفضلي هاوصلك
سلوى : مفيش داعي تتعب نفسك ، انا كويسه..
قاطعها مالك : اتفضلي ارجوكي انا مش حمل مناهده
طاطأت سلوى راسها و تبعته ، ليقوم بتوصيلها الى البيت ، همت بالترجل من السياره ليسأل مالك بتردد : يحيى عامل ايه دلوقتي ..يعني عشان فسختي الخطوبه
سلوى بسخريه : عادي جدا ، اصلا متأثرش الا اما جبت سيرتها
تنهد مالك و قال : طب اتفضلي دلوقت
سلوى : مالك ..انا...
مالك : معلش انا مضطر امشي..
ترجلت سلوى من السياره ، لينطلق مالك مره اخرى باتجاه الشركه..
و الى مكتب يحيى توجه ، حيا السكرتيره و التي اشارت عليه بعدم الدخول نظرا لتعليمات يحيى، لكن مالك لم يكترث لتحذيرها ، و دلف الى المكتب ، ليجد يحيى متكئا بذراعيه على المكتب و كأنه في خضم تفكير عميق...بعد ثوان تطلع امامه ، ليقول : انت واقف عندك بتعمل ايه ، لو جاي عشان تحاسب و تعاتب..
رفع مالك يده موقفا يحيى عن الحديث : مش وقت عتاب... انا عذراك و مقدر موقفك..انا يمكن كنت فمكانك يمكن مش بالظبط
يحيى : مكان ايه مش فاهم ؟
مالك : مش وقته الكلام ده ، المهم انا جاي عشان اوريك حاجه ..
فتح مالك هاتفه و قال : ثوان بس ، الكمبيوتر بتاعك...
يحيى بعدم فهم : اودامك اهو...
جلس مالك امام الحاسوب الخاص بيحيى ، ثم وصل جهاز الحاسوب بالهاتف النقال الخاص به و قال بعد دقيقتين : اتفضل شوف معايا
يحيى : اشوف ايه ؟
مالك : صور فاتن ، عشان تتاكد انها متلفقه وملعوب بيها جد
ا
يحيى بحسره : اه ، ما سلوى قالتلي حاجه كده
مالك : عموما ، انا هاسيبلك الصور عشان تقطع الشك باليقين ، ده احنا مهندسين و اكتر ناس تفهم البلاوي اللي ممكن تتلفق لاي حد بشوية حرفنه فاستخدام البرامج
يحيى : عموما دي حاجه متخصنيش ، دي حاجه من الماضي ،انا بس كان صعبان عليا اني اخبي عليك اني كنت يعني ..مع خطبتك من فتره كبيره ...
قاطعه مالك : مبقتش خطيبتي خلاص ، احنا سبنا بعض ، لانه مش هينفع يا يحيى ..
يحيى : و هي عامله ايه ... اقصد يعني....
قاطعه مالك : عادي جدا ، يا يحيى انا قلتلك مالبدايه خطوبتنا كانت حسبة عقل ، لا انا حبيتها و لا هي كانت هيمانه فغرامي ، و انا كان عندي اسبابي الخاصه اني اعجل بالخطوبه منها او من غيرها اي كانت ، ومش وقت اني اقولها، بس هازيدك من الشعر بيت ، هي وافقت عالخطوبه بسرعه عشان خاطر الداده بتاعتها مكنتش راضيه تسافر تعد عند بنتها وهي بتولد الا اما تطمن ان فاتن بقت مسئوله من راجل ..
يحيى : ......
مالك : هتفضل ساكت كده كتير ، لو بتحبها يا يحيى متصدقش الحاجات الوحشه عنها ، انا مش عارف حصل ايه تاني ما بينكو ، بس بجد فاتن دي بنت كويسه جدا ...
يحيى : انا شلتها من حياتي و تفكيري من زمان يا مالك ، فملوش داعي الكلام ده ، انا بس مش حابب يحصل حاجه تأثر على ثقتك فيا ، انا كنت هاتصرف من نفسي و .
مالك مقاطعا : مش محتاج تبررلي حاجه ، اللي حصل حصل ، و انا مش زعلان منك بالعكس ، انا مقدر انك مكنتش حابب تفضحها و يمكن كنت خايف عليها كمان...
يحيى : يعني انت مش زعلان اني موقلتلكش على طول ...؟
مالك مقاطعا : المفروض اكون مدايق ، بس تقول ايه ، العبد لله قلبه كبير
يحيى بشك : انا مش عارف ليه حاسس ان وراك مصيبه كبيره و بداري فيها بجو السهتنه و القلب الكبير اللي انت عاملهولي ده..!
ضحك مالك وقال : عشان فعلا انا ورايا مصيبه كبيره
يحيى : نهارك اسود ، هببت ايه ؟
مالك : مش وقته ، انا ورايا شغل كتير فالفرع الجديد ، انت ناسي !
شاهد يحيى مالك يغادر المكتب و التساؤلات تملا نفسه ، فحتى ان كانت صورها ملفقه ، هل مشاعرها تجاه اخيه كانت ملفقه هي الاخرى ، تنهد متحسرا ، هل بامكانه تناسي تلك الحادثه ، هل بامكانه أن يغفر لها خيانتها ، لقد كانت صغيرة السن ، و لربما ما زالت متأثره بما غرسته والدتها في نفسها ، اما الان فلربما تغيرت ، و لكن كيف سيتأكد يوما ، و إن تأكد ، هل بامكانه يوما أن يمحي من ذاكرته صورتها و هي تبث كلامات الحب و اللهفه لأخيه الأصغر ...هز راسه نافيا.. فتلك الصوره من الصعب أن تُمحى ....
اخمد الوجع المعتمل في قلبه فعليه ان يعيد تركيزه في المهم الان ، و هي ليلى و التي عن طريق فاتن سيصل اليها...
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قال لؤي بحنق : انا مش عارف باباكي مش موافق نتجوز دلوقتي ليه ، ما انتي تقدري تكملي دراستك و احنا متجوزين ، ايه المشكله ..؟
ديما و قد سرتها لهفته : طب ما هو وافق نكتب الكتاب ، و بعدين هي كلها سنه ، تغمض عين تفتح عين تلاقيها طارت هوا
لؤي : اهو ...
قام لؤي باغلاق عينينه ثم فتحهما سريعا ، قائلا : بضيق : يعني مطرتش و لا حاجه
ضحكت ديما و قالت : انا مش فاهمه انت متسربع كده ليه ...؟
لؤي : عشان خايف .. خايف اوي
ديما بدهشه : خايف من ايه ؟
تنهد لؤي متذكرا حال اخيه يحيى ، و تساءل هل اخطأ حينما اختار ان يستمر في اخفاء الحقيقه بشأن فاتن عنه ، او ربما كان هذا في مصلحته ...
لؤي : مش عارف ، خايف لتروحي مني
ديما مقاطعه : انا مش فاهمه حاجه ، بس اطمن انت مش هتخلص مني بسهوله ، بس ايه سبب المود اللي انت فيه ده ؟؟؟
لؤي مبتسما : انا عايز اقولك حاجه بس ياريت متغيريش رايك فيا يا ديما
ديما باهتمام : عايز تقولي ايه ؟
لؤي : انا من فتره ، غلطت فحق يحيى جامد ، و تقدري تقولي كدبت عليه ، بس الكدبه دي اتضح ان فيها مصلحته و ده بتأييد من بابا كمان ، و دلوقتي مش عارف هل اقوله الحقيقه و لا افضل مخبي عليه عشان مصلحته
ديما : طب ما توضحلي كدبة ايه دي ..عشان اقدر احكم
ابتلع لؤي ريقه ثم قال : طب اوعديني الاول مش تغيري رايك فيا يا ديما
ديما بثقه : طالما اعترفت بغلطك و ندمان ، يبقى اكيد مش هاغير رايي فيك
لؤي : و هنكتب الكتاب زي ما اتفقت مع باباكي
اومأت ديما : و هنكتب الكتاب ، بس قولي عملت ايه ، انا الفضول هيجنني
قص لؤي ما قام باقترافه من خداع فاتن و كذبه على يحيى ، لتقول ديما : انا مش مصدقه ، انت تعمل كده و مع مين ... اخوك يا لؤي ... حرام عليك ، بجد حرام عليك ، و الغلبانه دي اللي اتبليت عليها ، مش خايف ليتردلك ده في اهل بيتك ..
قاطعها لؤي بتاثر : انتي مش فاهمه ، وقتها انا كنت ضايع بمعنى الكلمه ، و بابا كمان شجعني ، بس و الله ندمت .. ندمت جدا و كنت عايز اقوله لما شفته مكسور .. بس انتي عارفه كلنا اتلهينا مع هروب ليلى ، و لما كلمت بابا منعني اني اقوله ...
ديما بحده : اسمع يا لؤي ، انت لو مش عايزني اغير نظرتي ليك ، و عايزانا بجد نكمل مع بعض ، يبقى لازم تقول الحقيقه ليحيى ، ولو قدرت توصل لفاتن كمان لازم تروح عندها و تعتذرلها و تترجاها تسامحك ، انت اتبليت عليها يا لؤي ، انت مستوعب الذنب اللي عملته فحقها
لؤي : عارف و عشان كده ضميري مش مستريح ، بس انا خلاص قررت اني اقول ليحيى و اللي يحصل يحصل ...
ديما : اتمنى يا لؤي ...
لؤي : بس بعد ما نكتب الكتاب
ديما بخيبه : انت هتغير رايك ..
قاطعها لؤي بتأثر و الدموع تملأ عينيه : لا مش كده ، بس خايف من ردة فعل يحيى ، و جايز لما اقوله يقاطعني ، و انا مش عايز اعمل مشاكل ما بينا قبل ما تم الخطوبه ، مش عايز امي تحس بحاجه كفايه قهرتها على ليلى
ديما و قد المها رؤية دموعه فقالت بعفويه : الله انت هاتعيط ؟؟
تنحنح لؤي محرجا : لا ده بس حاجه كده جت فعنيا
قالت ديما مطمئنه : انا متأكده ان يحيى هيعذرك ، اوعى تفتكر اننا مش فاهمين ازاي بباك كان بيفرق ما بينكو و ازاي كان بيقسى عليك انت بالذات ،و يحيى اول حد فاهم ده و فاهم كويس طريقة بباك الغلط في تربيتكو و خصوصا بعد اللي حصل مع ليلى ...
و تنهدت متسائله هل تخبره بكل ما تعرفه عن ليلى ، ام عليها اولا ان تطلب الاذن منها و من زوجها كِنان
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قام تميم بتتبع فاتن و هي تخرج من السوبرماركت بعد انتهاء دوامها ، حتى يتسنى له معرفة عنوانها ، ومن ثم البحث عن اي معلومات تفيده في الايقاع بها في حبائله ..
تمتم : كل حد له سعره ، بس اللي يعرف المفتاح ، وعمي بيقول انها شمال ، يبقى ايه جو الشرف اللي هي عايشه فيه ده ، تكونش هتتجوز ، اكني لمحت فايدها دبله ، و لا ما انا فاكر...
شاهدها تدلف الى احدى البنايات ، تبعها مسرعا....و على البوابه سأل عنها الحارس..و الذي اخبره برقم الشقه التي تقطن فيها بعد ان اعطاه حفنه من الجنيهات... و مما زاد من غبطته بانها تقطن وحيده في تلك الشقه ، ليتمتم : دي طلعت شمال رسمي
صعد مسرعا من خلال المصعد حيث الطابق الرابع ، هم بدق الجرس ولكن استوقفه رنين هاتفه ، نظر في الشاشه ليجد رقم والدته
اصابه التوتر الشديد ، فوالدته لا تطلبه الا في الحالات الطارئه ..ابتعد عن الباب متوجها الى المصعد و
تلقي المكالمه و التي اخبرته فيه والدته بضروره حضوره الى البلده لنقل والده الى المشفى بالقاهره
تمتم : المره الجايه يا ست فاتن بقى ..ده انتي طلعتي شمال رسمي
يتبع
