اخر الروايات

رواية الوصية الثلاثية الفصل السابع والعشرين 27 بقلم سهيلة محمد

رواية الوصية الثلاثية الفصل السابع والعشرين 27 بقلم سهيلة محمد






_______________________________

+


كانت تنظر له نظرة خاوية من اي شيء ولكن بداخلها بقدر ما كانت لا تطيق رؤيته بسبب أفعاله، بقدر أيضًا ما كانت تشتاق لرؤيته قد تظنوه انفصام في الشخصية أو اضطراب نفسي مثلًا

5


ولكنه للأسف فقط الحب، الحب الذي يسيطر على تفكيرك وتصرفاتك وردود أفعالك، وهي عشقته لم تكتفي بحبه ولكن رغم ذلك كانت قوية أمامه ولن تسامحه على أفعاله

6


ولكن الآن هي مدمرة، الآن هي بالفعل تحتاجه بجانبها وهو يمنحها احتياجها بكل صدر رحب وحب وهو يقول بلغته المفضلة "لن اتركك حتى يفنى العالم أو ينتهي عمري، لن اتركك الا بصعود اخر نفس لي في تلك الدنيا جميلة"

3


بكت أكثر وضعت يدها تخفي وجهها وهي تنهار بصوت عالي ربت على كتفها بهدوء وهو يقول "عيطي متخليش حاجة جواكي" ابتعدت عنه وهي تصرخ بجنون تشعر وكأن هناك جبال مسؤولة عن حملها فوق صدرها لتقول بصراخ "انا جوايا كتير اوي، انا قاعدة عمري كله مرتاحة وكويسة عايشة مع عيلت..."

1


توقفت وهي تبتسم بسخرية قائلة وسط بكائها "قاعدة مع الي كنت فكراهم عيلتي، مبسوطة ومرتاحة، شاطرة في شغلي وناجحه، فجأة كل الدنيا تتفق أنها تديني اكبر صدمات حياتي، يطلع الي بحبه شخص تاني معرفوش وحتى قبل ما اعرف حقيقته كان على طول غامض وخبيث مش عارفة انا بتعامل مع مين، اصحى الاقي ابويا مش ابويا، وامي مش امي، اصحى الاقــــي جميلة مش جميلة، الاقيني بديل لواحدة ميتة وسد خانة لعيلة محرومة من الخلفة، اصحى الاقي الدنيا بقت ضيقة اوي لدرجة أن ربنا يبعتني احمي تلاتة كل يوم تعلقي بيهم يزيد اكتر واكتر بلا سبب اتاري هما اخواتي اصلا، الدنيا صغيرة اوي صغيرة لدرجة أنها قفلت على نفسي خليتني بموت مش مصدقة كل الهواء الي اتسحب من حياتي فجأة"

10


تركها تخرج ما بداخلها وهو ينظر لها بألم وهي تصرخ بعدم تصديق تنظر للجبال أمامها تقول باعلى صوتها "انا مش جمــــــيــــلة يا منذر، انا طلعت واحدة معرفهاش" جلست على الأرض تبكي بحرقة ووجع تخيل أن تستيقظ تكتشف أن عائلتك ما هم إلا عائلة لا علاقة لك بهم فقط اشفقوا عليك فقاموا بتربيتك معهم الأمر بالفعل صعب إدراكه 

20


كانت تستند بمرفقها على قدمها تضع يدها في شعرها تبكي بعدم تصديق ليجلس هو بجانبها ينظر أمامها صامت تمامًا ينتظر أن تفرغ جميع ما بداخلها التفت برأسه لها ليرى شهقاتها بدأت في الاختفاء وهي تسند رأسها للصخرة الكبيرة التي تستند عليها تنظر أمامها بهدوء تبكي في صمت

2



                
بينما هو أخرج من جيبه عبوة السجائر الخاصة به وأخرج منها واحدة يضعها في فمه وهو يشعلها بقداحته لتنظر هي له بصدمة لأول مرة تراه يدخن؟ ولكن لم تهتم بينما هو أخرج الدخان من أنفه وهو يتنهد بسخرية على تلك الحياة ينظر لها مبتسمًا

4


"احيانًا يكون الضياع في البشر من حولك، ولكن هذا يمكن تعويضه ولكن ضياع نفسك وروحك صعب وجودها مرة أخرى إلا بمعجزة".

8


نظرت له بعدم فهم ليبتسم نبيل بسخرية وهو يمسك بحجر صغير يقوم بالقائه أمامه قائلًا "البشر من حواليكي ضايعين مبقتيش عارفة مين اهلك ومين حبيبك ومن صحابك، لكن روحك زي ما هي، جميلة هي هي فريدة حتى لو اسمك عطيات هتفضلي انتي زي ما انتي مع اختلاف اسم، في ضياع جواكي من ناحية اهلك محتاج بس راحة نفسية وراحة للدماغ تخلينا نوزن أمور حياتنا من تاني بهدوء"

3


نظر لها بألم وهو يقول "بس ضياع النفس والروح دي الي صعب تلاقيها غير بمعجزة، وانا روحي ضاعت مع اول ثانية امي غمضت فيها عينيها مفتحتهاش تاني، سابتني عيل في أولى ثانوي أواجه عالم غريب لوحدي، ابان اني كنت شاب بس انا كنت مجرد مراهق طايش، وابويا كان كل همه يأكلني ويعلمني بس عمره ما لاحظ أن ابنه ضايع في عالم تاني، مش عارف مين الكويس ومين الوحش، ميعرفش غير أن أمه اتظلمت وهو وأبوه اتظلموا معاها بسبب واحدة شيطانه دخلت بيتنا دمرته"

16


تنهد بهدوء وهو ينظر لها نظرة حملت معاني كثيرة خرجت كلها في جملة بسيطة من فمه "المعجزة الي لقيت بيها روحي من تاني كانت انتي يا جميلة" 

6


التفت لها وهو يبتسم بهدوء قائلًا "الموضوع صعب يكاد يكون مستحيل تحمله، بس نبص للواقع، خلاص ده الي حصل والي كان كان مش هنفضل نعيط ومش عارفين نستوعب، لا لازم نفوق ونخطط ازاي نتخطى موضوع زي ده"

2


"اتخطى ان ابويا وامي في يوم وليلة طلعوا مش اهلي؟ اتخطى اني طلعت من عيلة الام فيها رمت عيالها الي في ملجأ والي رميته لابوه وسافرت؟" قالتها بعدم تصديق وهي تبكي ليتنهد نبيل بحيرة ماذا يفعل كيف يخرجها من تلك الحالة فالأمر بالفعل صعب 

+


حاول أن يخرج حديث موزون ليقول بحزن "الموضوع صعب نحزن عليه يوم يومين، بس مش هنضيع عمرنا في حزن يا جميلة" قاطعته بسخرية وهي تقول بغضب "ما تقول لنفسك قبل ما تقولي، انت ضيعت عمرك في طمع وتفكير في جمع فلوس وبس"

12


"انا واحد دماغه اقنعته أن السعادة بالفلوس، واحد كان عايز يكبر علشان يقدر ياخد حقه وحق أمه الي اتظلموا فيه، انا بقالي حداشر سنة عايش لوحدي عدي الأيام والساعات الي كنت ببص فيهم للسقف قاعد في بيت فاضي جنب اسد اشتريته من وهو شبل وربيته، مش هضحك عليكي واقولك اني مكنتش مبسوط وكلام الافلام ده لا كنت مبسوط، قاعد في بيتي وفلوسي حواليا ملك مش عايز حاجة من الدنيا تاني، بمارس الهواية الي بحبها وهي الخطط والعمليات والقتل حاجة في قمة السعادة"

11



        

          

                
توقف عن شرح سير حياته ليقول بسخرية "بس من يوم ما حبيتك وانا بقيت ابص في كل ركن في البيت اتمنى لو تكوني واقفة فيه وجنبي، مكنتش عايز عيلة ولا عيال ولا كل الهبل ده انا بس كنت عايزك انتي، انا واحد لهيته الدنيا بالي فيها وهو الي كان ضايع يا جميلة، انا غيرك"

13


نعم تأثرت بكلماته ولكن آلامها كانت أكبر من كل هذا نظرت له بشك وخوف وهي تقول "انت كنت عارف ان انا فريدة؟" نفى بسخرية وهو يقول "كنت اصريت اكتر انك متمسكيش مهمة حماية جاسر لو كنت عارف، وبعدين عمري ما شوفت الوحمة دي، اه عارف انك تمانية وعشرين سنة وبتستعبطي بس مجاش في دماغي ابدا"

+


"ودلوقتي عرفت منين؟" سألته بفضول وتعجب ليقول هو باحراج "تحية الي بتشتغل في بيتهم، يعني واحدة تبعي كانت بتنقلي اخبارهم" 

9


نظرت له جميلة بصدمة وعدم تصديق فعل خطأ آخر؟ ليقول هو سريعًا بغضب "متبصليش كدة انا اصلا بقالي فترة كبيرة مش بكلمها ولما كلمتني قولتلها اني مش عايز اعرف حاجة عن ام البيت ده تاني، بس حكمة ربنا علشان يخليني اعرف مصيبتك السودة اعمل ايه يعني؟"

4


ابتسمت رغم آلامها وما يحدث لها ليبتسم هو بسعادة لرؤية ضحكاتها الرقيقة قائلًا "لا تستطع إحصائيات العالم قياس دفء ابتسامتكِ، فوجهك المبتسم شمس ثانية"

17


تنهدت بألم لا تدري حتى ما الشعور الذي يجب أن تشعره أمام حديثه ونظراته لا تعلم ماذا تفعل مازالت في صدمة عائلتها 

1


نظرت أمامها بلا رد ونظر هو الآخر للسماء بهدوء مرت دقائق وما زالا كما هما حتى استمعت لحديثه "جميلة انا لا احبك"

4


نظرت له بصدمة وتعجب لتراه يقول باستسلام لقلبه "انا اعشقك، بل اتنفس حبك، اللحظة بجانبك حياة أخرى، لن اتركك مهما حاولتي في البعد" 

27


وضعت وجهها على ركبتها وهي تتنهد بصوت عالي رفعت راسها له بعد ثواني وهي تقول بهدوء "ليه بتتكلم انجليزي؟" ابتسم بسخرية لفعلتها الواضحة له ولكن رغم ذلك ابتسم بهدوء مماثل قائلًا "لما كنت في اليونان مكنتش بعرف اتكلم يوناني وكنت صغير وعلشان كنت في مدارس عالية فكنت كويس جدا في الانجلش وواحدة واحدة مع التعامل هناك بقيت حاسس ان دي اللغة الأم بالنسبالي وبحبها فبتكلم بيها مع الي بحبهم بس"

2


أنهى حديثه وهو يبتسم بخبث لتقول هي بمكر اكبر "بتحب كل الي في الشغل على كدة" نظر لها بتذمر وغضب وهو يقول "اعتبريه مجرد تعود"

4


اومأت بلا اهتمام وهي تنظر أمامها بهدوء تهبط دموعها بلا شعور لينظر لها بألم ايكسر حدودها ويدفنها بين أحضانه الآن في عناق لا تخرج منه إلا وهي مبتسمة لحياة اخرى؟ ابتسم بسخرية إذا فعل هذا يقسم أنها ستفرغ سلاحها في رأسه حتى لو كانت بداخلها تحتاج إلى هذا العناق

14


وأثناء اندماجها في النظر للسماء ابتسم هو وهو يقول بحماس لجملة استمع لها من قبل في إحدى برامج الكرتون الذي كان يعشق مشاهدته عندما كان صغير "لا تتأسف على نجمة ضاعت منك فالسماء مليئة بالنجوم ، و إن لم تكن كل النجوم من نصيبك لا تيأس لعلّ القمر بنفسه يكون من نصيبك" نظرت له وهي تبتسم بهدوء لحديثه بدون ردة فعل فهي بالفعل غير قادرة على الحديث الآن 

17



        
          

                
وبعيدًا عنهما ببعض مترات كانوا يجلسون داخل السيارة وهو يصرخ بغضب يخرج سلاحه من جيبه "كدة كتير وربنا لانزل اعلم عليه" امسكه آسر سريعًا وهو يقول "اخرس ما هما تحت عينينا اهوه وقاعدين عادي"

27


"ولو ولو انا لسة مركبتش قرون علشان اخلي ابن المضايقة ده يقعد ما اختي كدة" قالها ياسر بغضب وهو يقوم بفتح سلاحه الابيض بطريقة ماهرة ليدفعه جاسر وهو يقول بغضب "يابني يابني انت لسة عارف انها اختك من كام ساعة"

16


"مش مبرر المهم انها اختي في الشؤون القانونية والشرع وانا دمي حامي معلش سيبوني بقى" صرخ في آخر حديثه ليقول جاسر بغضب "انا دمي حامي اكتر منك احنا صعايدة أنت ناسي أن ابونا من قنا ولا ايه؟ بس كل وقت وله اذان، البت دلوقتي مدمرة والي فيه مش سهل هما اهوه قدام عينينا لعله يتنيل على عينه يعرف يهديها ولا حاجة، اي همسة اي لمسة الله الوكيل لانزل انا ادشمله"

38


نظر له آسر بقرف وهو يقول "تدشمل مين يا اهطل انت راخر، الواد ده بيسكتلنا بمزاجه ده لو مسك فينا وربنا يودينا إنعاش في خلال ساعة ده مخابرات يا عم مش شايف جتته عاملة ازاي"

17


نظر له ياسر بغضب ليخبطه في كتفه وهو يصرخ به "اتكلم عن نفسك يا حبيبي انا ياسر الخواجة يعني لا يهمني ظابط ولا رئيس جمهورية اوعى كدة"

11


أنهى حديثه وهو يفتح الباب يخرج من السيارة بغضب ليركض إخوته خلفه سريعًا ليقف الثلاثة أمام نبيل وجميلة اللذان نظران لهم بصدمة 

+


ليقترب منه ياسر وهو يبتسم له باستفزاز يضع سلاحه على كتف نبيل وهو ينكزه بغضب قائلًا بابتسامة صفراء "يا مساء العناب، ممكن اخد منك الأحباب!"

29


رفع نبيل إحدى حاجبيه ليبتسم بسخرية قائلًا "لو الحاجة تخصني وسيبتها يبقى بمزاجي، لكن متحلمش كتير علشان نبيل في حاجته بيبقى اناني اوي وبيحطهم في محل سكنه" ابتسم ياسر بسخرية وهو يقول "ومحل السكن ده بقى حضن بابا وماما؟"

+


نظر ياسر لاخوته وهو يضحك بسخرية قائلًا "اوعى يا حبيبي معلش مستعجلين مش فاضيلك" وقبل أن يتحرك ياسر خطوة أخرى امسكه نبيل وهو يغمز له بثقة قائلًا "مش نبيل السويسي الي يتهزله شنبات ييجي حد ويقف قصاده بشوية كلام يا ياسر"

15


ربت ياسر على يده بهدوء مبتسمًا أثناء حديثه "واهو جيه يا حبيبي" 

2


نظر آسر لهما بحماس وهو يقول "الماتش سخن" ابتسم جاسر هو الآخر باستمتاع قائلًا "هتشجع مين؟"

8


"ابو مطوة طبعا المطوة فن مش عن عن، المسدس اخره ضغطة اي حد يمسكه" قالها آسر بثقة وصدمت جميلة عندما وجدت آسر يضع يده على كتفها وهو يقول بحماس "تشجعي حبيبك ولا اخوكي يابت يا رورو"

13


كادت جميلة أن تبتعد عنه بخجل ولكن وجد آسر نبيل وهو يدفع يده بعيدًا يسحب جميلة خلف ظهره وهو يصرخ بغضب "ايدك يالا مالك؟"

28



        
          

                
نظر له آسر بغضب مماثل وهو يسحب جميلة من خلف نبيل ليضعها بجانب جاسر تحت صدمتها يقول بسخرية "مالك يا حبيبي انا الي المفروض اقولك متجيش جنبها دي اختي يا بابا"

+


"وانا المفروض بعد تلت سنين استوعب أن ليها تلت اخوات قد الحيطة وعادي صح؟" قالها نبيل بغضب ليقول جاسر بسخرية "وانت مالك اصلا بيها؟ انت مش طلعت بتاع نفسك وبس خليك مع نفسك بقى يا حبيبي وملكش دعوة بيها علشان متزعلش"

6


لم يتعجب نبيل من كلماته فهو بالفعل يعلم أن جميلة أخبرتهم كل شيء خاص بعمله من تحية التي أخبرته بسرعة بما حدث عقب سماعها لحديث جميلة ولن ينكر أن في تلك اللحظة كانت أشد لحظات غضبه من غبائها لذلك لم يتعجب من معرفتهم بعلاقته بها

+


"ومين بقى الي هيزعلني؟ انتم!" قالها نبيل بسخرية ليقف الثلاثة بجانب بعضهم يخفون جميلة خلفهم وهم يبتسمون باستفزاز قائلين في نفس الوقت "حظك بقى وقع معانا"

5


فهم لا يمزحون نعم ثلاثتهم يمكنهم الوقوف أمام نبيل بينما نبيل يستطع الوقوف أمامهم وحده أيضًا فكانت المنافسة حادة بالفعل 

13


بينما هي تنظر لما يحدث بصدمة لا تستوعب حتى أن هذا حقيقي!

1


اقترب منه آسر وهو يقول ببرود "كنت واقفلك لو حاولت بس تقرب من منة أو أروى، ضيف بقى جميلة للحسبة علشان دي بالذات هتبقى خط احمر" 

+


نظر نبيل في أثرهم وهم يسحبون جميلة معهم بصدمة وقبل أن يفيق من صدمته انتبه لياسر الذي التفت له يقول وهو يبتسم ببرود "المثل يقولك متعملش حويط علشان في الاخر بتطلع عبيط"

38


"وده مين الي قاله أن شاء الله" سأله نبيل بسخرية وهو يضع يده داخل جيبه ليغمز له الاخر عقب ابتسامته قائلًا "ياسر الخواجة"

6


"ما انا مش هبقى حويط مع رجالة راعبين العالم وهاجي معاكم واعيل مش واقعية دي يا يسور" قالها نبيل وهو يبتسم له ببرود ليقول ياسر بسخرية "لما يبقى التلاتة في وشك مش هتعرف تعمل حاجة يا نبيل"

+


تركه ورحل وهو يستمع لصوته العالي من الخلف قائلًا بخبث "هستحمل التلاتة علشان الرابعة تخصني"

48


وفي السيارة انطلق جاسر في طريقه للبيت بينما هي كانت تجلس في الخلف بجانب آسر الذي كان ينظر لها بتردد لا يعلم ماذا يقول وانتبه الثلاثة لها عندما قالت "عرفتوا امتى اني اختكم؟"

+


تنهد آسر بحزن من أجلها وهو يقول "لما كنا عندك في البيت وعرفنا أن اسم امك زينات الاسيوطي نفس اسم الست الي صاحبة الملجأ قالتلنا أنها اتبنت اختنا، وكمان أروى قالتلنا على الوحمة الي في ايدك والي كنتي بتخبيها وسمعنا استاذ جمال وهو بيقولك بطلي تقولي انك ستة وعشرين سنة وانتي تمانية وعشرين كل ده عرفناه في ساعة واحدة تقريبا وكان كفيل يخلينا نتأكد انك اختنا"

+


"واتاكدتم؟" قالتها بهدوء لياخذ ياسر الاوراق التي كانت في السيارة قائلًا "أروى لما كانت في اوضتك قبل ما تخرجي سرحتي شعرك معاهم وبعد ما خرجتي انتي والبنات قرايبك أروى خدت الشعر الي في المشط واديته لآسر وعملنا تحاليل واتكدنا، التحاليل اهيه"

+



        
          

                
قال آخر كلماته وهو يعطيها الاوراق لتاخذها وهي تنظر بداخلها بعدم تصديق، كيف تستوعب كل ما يحدث الآن؟

3


نظرت لهم وهي تقول بتعجب "عرفتوا منين مكاني انا ونبيل!" توقف جاسر بسيارته وهو يلتفت لها قائلًا "عرفنا أن جمال هيقولك كل حاجة انهاردة أو يعني شكينا، فقولنا هنقف تحت بيتك علشان لو حصل اي حاجة نتدخل أو يعني نطمن على حالتك، بس اول ما نزلتي لقينا نبيل جيه وجري وراكي بعربيته واحنا مش فاهمين هو عرف منين اصلا بس مشينا وراكم انتم الاتنين بالعربية وتوهنا منكم شوية بس لقيناكم يعني"

1


نظر لها آسر وهو يقول بهدوء "جميلة بصي الموضوع صعب بس يعني حاولي تبصي للايجابيات بردو، بقى ليكي عيلتين والاتنين بيحبوكي، على فكرة من اول يوم دخلتي فيه بيتنا وانتي غريبة واحنا اتعلقنا بيكي وبقعدتك بعيدًا عن اني كنت بكراش عليكي يعني"

14


نظرت له بصدمة وهي تضحك بتلقائية لحديثه ليقول هو بمشاغبة "فكي كدة انا معرفش ابص لحد غير مراتي بس اشطا انتي اختي مش غريبة"

+


"اختك؟" قالتها بعدم تصديق وسخرية ليقول جاسر "دي الحقيقة يا فريدة احنا اخوات" 

5


نظرت لنطقه لاسمها الحقيقي لتتنهد بتعب وهي تقول "انا عايزة اروح" تنهد جاسر وهو ينطلق بسيارته مرة أخرى 

+


واخيرا وصلوا جميعًا للبيت وعقب دخولهم كان اذان الفجر يصدح في المكان بصوت عذب من إحدى شيوخ المساجد لتتنهد جميلة وهي تقول "تصبحوا على خير"

+


صعدت وتركتهم لينظر الثلاثة لبعضهم بحزن وقاطعهم يسرا التي قالت بقلق "كنتم فين لحد دلوقتي مش تقولولي انكم خارجين انا وبنداري قاعدين من بدري مستنيينكم" 

+


نظر لها آسر بتعجب وهو يقول "بنداري هنا؟" خرج بنداري من إحدى الغرف الكبيرة لاستقبال الضيوف وهو يقول بغضب "مش واجب بردو أول ما تعرفوا مين فريدة تقولولي؟"

+


نظر له ياسر بقلة حيلة وهو يقول "ملحقناش يا عم سنجاري كله جيه مرة واحدة من غير تخطيط حتى الصبح كنا هنقولك انت ومرات ابويا" اومأ بنداري بهدوء ليقول جاسر بحماس "اظن خلصت كدة، ناخد ورثنا بقى عايزين نتجوز"

7


اومأ بنداري بهدوء وهو يقول "بعيدا عن أن لسة في وصية تانية متنفذتش وهي المشروع، بس ماشي بس هياخد وقت واوراق كتيرة ولحد ما ده يحصل لازم تحاولوا تتصرفوا مع جميلة الي فيه صعب مدام فيفي حكيتلي، يلا انا هروح علشان سايب نعمة لوحدها وهي مش بتنام غير لما تطمن اني جيت"

16


نظر له ياسر بغضب وهو يضغط بأسنانه على شفتيه السفلية يحاول الاقتراب من بنداري ليمسكه آسر سريعًا يمنعه من الاقتراب أو التهور

+


وركض بنداري سريعًا خوفًا من بطش ياسر بينما يسرا ابتسمت بصدمة وهي تقول "غريبة أن جميلة تطلع اختكم، بس يلا تقاسيم ربنا الحمدلله، جاسر صاحبك روح بيته وبيقولك تدي الجلسة لإسراء عادي زي كل مرة وهو هيبقى ييجي الصبح"

+



        
          

                
نعم فجاك يجلس معهم في الصباح فقط ويرفض تمامًا مبيته في بيتهم احترامًا لخصوصية نساء البيت 

28


تنهد آسر بتعب وهو يقول "احنا هنخلص من العلاج ده امتى يا جاسر؟" نظر له جاسر بشفقه وهو يقول "قول الحمدلله يا آسر احنا قربنا من الي عايزينه، هتتعب شوية بس النهاية حلوة، روح صحيها وانا هروح احضر الحقن واجي"

+


"وانا هروح احضر سريري تصبحوا على خير" قالها ياسر وهو يبتسم بغباء ثم ركض سريعًا نحو غرفته فجسده مرهق وبشدة مما يحدث منذ ليلة أمس، في خلال ساعات حدث كل هذا ذهبوا في عشوة لبيت جميلة وعلموا أنها شقيقتهم

+


ألقى جسده على الفراش وهو يخلع سترته ليبقى عاري الصدر ثم يمسك بهاتفه ليبتسم بحماس عندما يرى أن تم قبول تقديمه في إحدى الأعمال ليفتح مراسلاته مع أروى سريعًا في إحدى تطبيقات الانترنت

2


ابتسم بسعادة وهو يضغط على مسجل الصوت قائلًا "أروى انا اتقبلت في الشغل الي كنت مقدم عليه من فترة ومحدش كلمني، يدوب جالي رسالة اني اتقبلت انهاردة وهروح بعد بكرة استلم الشغل" 

+


ارسل التسجيل الصوتي وهو يبتسم بحماس يحاول أن يضغط على نفسه قليلًا ويثبت للجميع أنه يستطيع النجاح في عمله ولكنه يتركهم بمزاجه ليس إلا وأنه ليس فاشل أو شاب تعود على البطالة، بل هو لو أراد الثبوت في عمل سيفعلها بسهولة، وكان يجب أن حبيبته تكون أول من يشاركه فرحته بهذا الخبر حتى وإن كان بسيط هو يعشق أن يشاركها كل شيء وخصوصًا سعادته لانه يرى فرحته تنعكس تلقائيًا في عينيها ويحزن أكثر لو شاركها أحزانه لأنها تحزن من اجله وهو لا يحب رؤيتها حزينة حتى وإن أراد أن يشاركها ما يحمل همه.

9


_______________________________

+


وفي الاسفل كان آسر ينظر لجاسر وهو يقول بتعجب "انا مش فاهم يعني هو لازم الجلسة تاخدها دلوقتي ما نسيبها نايمة!"

+


"ماهي كدة كدة هتنام يا آسر، وبعدين اول مرة اخدت الجلسة خالص كان في نفس الميعاد يعني لازم كل تلت ايام تاخدها في نفس الميعاد بردو، اطلع صحيها يلا" 

+


تنهد آسر وهو يصعد نحو غرفتها ثم يفتح الباب بهدوء ويدخل للغرفة وهو يغلق الباب خلفه ينظر لوجهها وهي نائمة بحب وهو يبتسم قائلًا "ياربي مش معقول حلوة حتى وهي نائمة!"

8


وضع يده فوق رأسه وهو يقول بتذمر "صبرنا يارب على الحلاوة دي كلها" تنهد وهو يقترب منها يجلس بجانبها يوقظها بحنان لتفتح إسراء عينيها بغضب وفي ثواني كانت تعتدل في جلستها وهي تصرخ به "في ايه؟ انا مش كنت معاك من كام ساعة بتقلق نومي ليه؟ ما تروح تتخمد يا آسر"

18


كان يرمش بعينيه عدة مرات وهو يكرر كلمتها بصدمة "اتخمد!" عدلت من وضعية شعرها الذي كان مبعثر بشدة وكأن للتو تعرضت لحادث جعل شعرها يشبه الريش المنفوش الذي يوجد في أداة تنظيف الحيطان ومحو الغبار

15



        
          

                
لتنظر له بغضب وهي تقول "يعني هو في حد عاقل يصحي حد من عز نومه الفجر؟ ترضاها على نفسك؟ ايه السبب القوي الي يخليك تصحيني الساعة أربعة الفجر؟" لم يخبرها بموعد جلستها بل ابتسم بخبث وهو يقترب منها قائلًا "مش عارف انام، قولت اطلع انام في حضنك"

2


تأوه بألم عندما ألقت الوسادة في وجهه وهي تصرخ "حضنتك عقربة يا بعيد مصحيني من عز نومي علشان مش عارف تنام غير في حضني ليه حد قالك اني امك؟" نظر لها بغضب ثم ألقى الوسادة في وجهها مرة أخرى وهو يصرخ بها "لا انيل، انتي مراتي يا متخلفة"

5


نظرت له بغضب وهي تصرخ به "مبحبش حد يرميني بالمخدة" أنهت حديثها وهي ترفع اصبعها السبابه في وجهه ليومأ هو بديموقراطية وحنان وألقى الوسادة جانبًا بكل هدوء وفي ثواني كان يسحبها من شعرها لتصرخ هي بألم وهي تقول بغضب "انت قد الحركة دي يا آسر"

19


"اه يا اوس اوس بدال الحنية مش جايبة سكة، وايه الشعر ده يابت انتي داخلة على الجواز فين الشعر الحرير!" أنهى آسر حديثه ليراها تبتسم بسخرية وهي تقول "هات يا حبيبي عشر تلاف خمستاشر الف جنيه وانا انزل اخليلك شعري حرير اصل الطبيعة بقت شاحه اليومين دول (قليلة)"

5


تنهد بيأس، إسراء ستظل اوس اوس كما هي وضع يده خلف رأسها وهو يدفعها لوجهه عدة مرات بمشاغبة قائلًا "عارفة؟ انا استاهل ضرب الجزم اني مخليتش يسرا تطلع هي تصحيكي وتقعد جنبك وجاسر بيديكي الجلسة"

1


انتهى وقت المزاح وحل محله الخوف وهي تبعد يدها عنه تقول بتوتر "جلسة ايه؟ هو مش كفاية بقى مش انا خلاص بدأت اخف ما اكمل بعلاج!" تنهد بحزن من أجلها قائلًا "احمدي ربنا يا إسراء كنتي فين وبقيتي فين، استحملي شوية لحد ما الدواء يخلص على الورم خالص ونرتاح"

+


هبطت دموعها برعب وهي تضم يدها لها قائلة "بس انا تعبت يا آسر انت بتشوفني ببقى عاملة ازاي بس مش بتحس بالي بحس بيه، انا بحس أن روحي بتتسحب وجسمي كله بيتشوك وبترعش من كله حتى، انا لو جالي شد عضلي في مشط رجلي وانا نايمة بصحى اصوت وألم البيت عليا ما بالك لما يبقى جسمي كله"

7


"انا مش عارف اضحك ولا احزن" قالها بيأس من حديثها الغريب لتبتسم هي وسط دموعها الغزيرة ثم تنتبه له وهو يفتح اذرعه بحنان يدعوها للاقتراب لتقول هي بخجل "هو انا كل ما احزن شوية تحضني؟"

6


"تعالي وانا اقولك ليه بعمل كدة" قالها بمشاغبة لتنظر هي له بتردد وخجل نعم هي بالفعل تريد عناق كبير يجعلها تنسى ما تشعر به من ألم وحزن لتقترب بتردد لتراه يمسك بيدها وهو يساعدها على الاقتراب يضمها بحنان وهو يفرد جسده على الفراش وهي داخل أحضانه تبكي بخوف من هذا السم الذي سيدخل لجسدها كالعادة بعد دقائق

+


بينما هو أراد تغيير الحديث وهو يقول بحنان "لما بتحزني بحب اخدك لحضني لان بعيدًا عن اني عايز ده" نظرت له بتذمر ليضحك هو قائلًا "خليني معاكي صريح يعني، بس بعيدًا عن ده أن طبيعة البنت لما بتحزن بتبقى محتاجة حضن لان ده المكان الي اتخلقت منه"

16



        
          

                
نظرت له بعدم فهم ليشرح هو مقصده "سيدنا آدم اتخلق من التراب، علشان كدة تلاقي اي راجل لما يحزن لو خيرتيه بين انك تحضنيه أو تديله الف جنيه هيقولك حضن ايه وقرف ايه هاتي الالف جنيه هو يعني الحضن هينفعنا بإيه، وياخد الفلوس وينزل يتمشى في الشارع يمتع نفسه، أو حتى من غير فلوس تحسي الراجل اول ما بيضايق بيبقى عايز يقعد لوحده ودايمًا بيبقى عايز ينزل الشارع حتى لو اتمشى بس معملش حاجة، الموضوع وما فيه أن دي طبيعتنا بنحن للمكان الي اتخلقنا منه وهو التراب والأرض"

11


نظر لها وهو يبتسم قائلًا "سيدتنا حواء خلقت من ضلع آدم، الموضوع ليس شهوانيًا إطلاقًا يا إسراء هي بس طبيعة، حتى تلاقي البنت اول ما تحزن وتعيط تبقى عايزة حد يحضنها امها أو اختها أو صحبتها مش لازم راجل يعني لان الموضوع مش بالتفكير دة، احنا بنحن للتراب علشان سيدنا آدم خلق منه، وانتم بتحنوا للاحتواء والحنان ولو حضن صغير من صحبتك او اختك علشان سيدتنا حواء أتخلقت من ضلع سيدنا آدم، يعني دي طبيعة عرفتي ليه اول ما بتحزني ببقى عايز احضنك؟"

26


ابتسمت بسعادة لتلك المعلومة لتقول بمشاغبة "بس انا لو عرضت عليا حضن أو الفين جنيه هختار الألفين جنيه بصراحة" علت ضحكاته للغاية ينظر لها بعدم تصديق وهو يقول "على فكرة متهيألك، كلام بتقوليه بس انتي من جواكي هتحني لطبيعتك"

1


نعم حديثه محق لذلك لم تعارضه ليكمل هو "اقولك حاجة؟ ساعة الثورة كانت فوضى الرجالة تخش كارفور الي طالع بغسالة والي طالع بتلاجة وكله سرقة واصلا ميلحقوش يعني واحد سرق تلاجة ميلحقش يكمل خطوة ويلاقي واحد تاني ضربه وسرق التلاجة منه وهكذا بقى لحد ما حد فيهم ربنا يفرجها عليه وياخد التلاجة على بيته، ماعادا الستات"

3


ضحكت وهي تنتظر اكمال حديثه ليضحك هو بشدة وهو يقول "الستات لما كانت بتخش تسرق المفروض تسرق حاجة عليها القيمة وبفلوس كتير ما خلاص بقت فوضى بقى، بس لا دول كانوا بيخشوا يسرقوا محلات الميك أب والاكسسوارات، ومكانتش مثلا تخش تسرق كل الي موجود وتجري، لا كانت بتنقي الحاجات الي ناقصه في اوضتها وتاخدها ونشوف انهي لون احلى عليها ومش عندها، قانوعه حتى وهي بتسرق"

14


كالعادة علت ضحكاتها بصوت كتمه آسر سريعًا بيده بينما هي تبعده عنها وهي لا تستطع أن تتوقف عن الضحك على طريقة قصه للامر ليشاركها ضحكاتها بشدة حتى استمع لهم البيت بأكمله وها هو قد نجح في إبعاد تفكيرها عن العلاج والألم

+


ضحك آسر بشدة ليحاوط رأسها بيده يدفعها للامام بمزاح قائلًا "شوفتوا انكم تافهين حتى في عز الثورة والحرب؟" 

+


نظرت له بتذمر وهي تقول "متهيألك على فكرة تعرف أن اقوى ست في العالم معاها باسوورد القنابل النووية الي موجودة في العالم كله والكل بيعملها ألف حساب ودماغها قادرة على أنها تقود حرب عالمية ولا هتلر في أيامه" 

20



        
          

                
"دي استثناءات يا روحي أما انتم اغلبكم اقوى انتصار بالنسبالكم انكم تخلعوا راجل ويبقى قدام صحابه مخلوع"

2


نظرت له بتذمر لتقول بغرور مصتنع "اشطا انا قوية وممكن اخلعك بردو" شهقت بفزع عندما شعرت بجسدها يهوى من فوق الفراش ليصتدم بالأرض بعدما دفعها هو بقدمه من فوق الفراش لينظر لها من فوق وهو يقول بسخرية "ده انا اخلع راسك من مكانها قبل ما تفكري فيها يا اوس اوس"

11


خرج من الغرفة لتنظر في أثره بصدمة ظنته سيضمها كعادته ويخبرها أنه لا يمكن أن يتركها امسكت ظهرها بألم بعدما اوقعها من فوق الفراش وقعة اقوى من وقعة قرد من فوق الشجرة بلا تفكير بعدما رأى ثمرة موز على الأرض أسفله

6


بصقت في أثره بغضب وهي تقول "غشيم وديكتاتوري" تأوهت بألم ثم ابتسمت بحب وهي تقول "بس حنين وبحبه"

7


مرت دقائق وارتدت هي ملابسها وحجابها لتتنهد بخوف عندما وجدت أحدهم يطرق الباب لتقف وهي تفتح الباب لتجد آسر وبجانبه جاسر لتدعيهم للدخول 

+


جلست فوق فراشها وبجانبها آسر يمسك بيدها وهو يبتسم لها بتشجيع واقترب جاسر منها وهو يشير لها بأن تمد يدها له لتفعل ذلك وتغمض عينيها بألم عندما شعرت بالإبرة تنغرز في جسدها ليضمها آسر بحزن وهو يستعد الآن لاسوء دقائق تمر عليه خلال صراخها وآلامها وصراعها مع هذا المرض اللعين.

1


__________________________________

+


وفي عصر اليوم التالي والذي لم يحدث به أي جديد كان الثلاثة ينظرون لبعضهم ليقول ياسر بغضب "اكيد يعني مش نايمة لحد دلوقتي ما تيجوا نطلع نشوفها!"

+


نظرت له أروى وهي ترفع إحدى حاجبيها بتعجب لحماسه لتبتسم باصفرار وهي تقول "انا والبنات نطلع نشوفها" نظر لها ياسر بمشاغبة ليغمز لها قائلًا "غيرانة عليا من اختي؟" 

1


"اختك اه" قالتها أروى بسخرية وما كاد أن ينطق جاسر حتى صرخت منة بغضب "استنى اخد على الموضوع وابقى اطلعلها"

5


ضحك جاسر بشدة لتقول منة بتذمر "جميلة صحبتي وانا بحبها بس مش لدرجة أنك تطلعها اوضتها يعني يوه، انا هطلعلها" كادت أن تتحرك لتوقفها إسراء سريعًا وهي تقول "استنوا بس افطر وأشد حيلي كدة علشان دايخة ونطلع احنا التلاتة"

+


كادت إسراء أن تقف ولكن جلست مرة أخرى بفزع وانتفض جسد الثلاثة عندما استمعن لصراخ آسر "ما تهمدي يا بت منك ليها ليها، ايه هي مسابقة الي يطلع في الاخر خسران، اترزعوا هنا احنا التلاتة هنطلع نشوفها وعلى الله اسمع نفس"

8


وفي ثواني كان كلا من جاسر وياسر يصفقان بفخر وهما يقولان "مسيطر" وقف آسر وهو يعدل من وضع قميصه بفخر قائلًا "ده كدة كدة يابني انا وقت الشدة اوي، ووقت الاوي اوي اوي، ورايا"

5


اختفى الثلاثة من امامهن لتقول أروى بغضب "ياربي مش قادرة استوعب أن بقى ليه اخت يهزر ويضحك معاها بالأيد عادي، اومال نبيل يعمل ايه بعد ما بقى في تلت رجالة محاوطين الي بيحبها، ده إذا كان بيحبها يعني"

9



        
          

                
"اول مرة نبيل يصعب عليا" قالتها منة وهي تنظر في أثرهم بغيرة وغضب لتقول إسراء براحة "مش غيرانه كدة كدة آسر مش محترم فمش هيفرق بقى أخته ولا بنت خالته كدة كدة انا عارفة أنه مش بيضيع وقت بس بيرجعلي في الآخر" 

13


نظر الثلاثة لبعضهن بتذمر وقاطعهم صوت عكاز فيفي الذي ضُرب في الأرض بقوة بواسطة فيفي لينظرن لها بفزع لتقول فيفي بأمر "البت الي فوق دي لو فضلت حزينة لحد العشاء انا هقطع عنكم الماية والكهرباء والنت، ساعة زمن والاقي ضحكتها بترج البيت اتصرفوا"

6


كانوا ينظرن لها ببلاهة ولكن صرخن بفزع عقب ركضهن بسرعة عندما صرخت فيفي بحدة "يــــــــــلا قوموا"

2


قبل أن يدخلوا للغرفة توقف آسر وهو يبتعد للخلف يتحدث في الهاتف "استاذ جمال هي بالفعل كويسة متقلقش عليها" نظر الاثنان نحو آسر بعدم فهم ليستمعان له يقول "مفيش داعي للمقابلة دلوقتي احنا مش بنمنع حضرتك عنها بس على الاقل سيبها يومين تستوعب الي بيحصل وتهدى علشان تعرفوا تتكلموا معاها ومتخافش يعني هي في بيتها ووسطنا مش هنسيبها بس ياريت حضرتك تأجل مقابلتك معاها ممكن؟"

+


وافقه جمال واغلق آسر الخط ليقول جاسر "احسن كدة فعلا، تعالوا نشوفها" اقترب الثلاثة من الباب ثم طرقوه بخفة ليستمعن لاذنها لهم بالدخول

+


دخل الثلاثة ثم اغلقوا الباب خلفهم واقتربوا منهم وجلسوا بجانبها لتنظر هي لهم ببرود ورأوا اثر البكاء على عينيها المنتفخة

+


ومرت دقائق عديدة وما زالت في صمتها لينتفض جسدها عبر صراخ ياسر "ما خلاص بقى ده اتنشن جدا ياستي هنقضيها حزن؟" نظرت لهم جميلة بملل ليقول جاسر بمشاغبة "انا ما صدقت حد عاقل يخش البيت ده"

5


نظرت لهم جميلة بغضب وفي ثواني كانت تصرخ بهم "هو انتم مستوعبين انا في ايه دلوقتي؟ انا واقعة في شغلي وفي حياتي مع واحد المفروض حبيته وطلع فيه العِبر وحتى اهلي الي كنت بتسند عليهم طلعوا مش اهلي، انا تعبت، تعبت من الفراق" 

2


"ومولعلك شمعة نورها مستنيك، وفي عيونه دمعة امسحها بأيديك" خرجت تلك الأغنية من فم كلا من ياسر وآسر وهما يقفان يرقصان معًا على تلك الأغنية الشهيرة لتنظر لهم جميلة بصدمة عندما رأت اندماجهما في الرقص بكل مهارة 

16


"انا في ايه وانتم في ايه؟" صرخت بهما جميلة بحدة ليقفان الاثنان بسرعة وهما يبتسمان بغباء ليقول آسر "معلش يا جميلة بس آخر كلمة قولتيها كانت من اجمل المقاطع للأغنية فاندمجنا"

3


تنهدت جميلة بغضب ليقول جاسر بسخرية "علشان تعرفوا الهطل الي انا عايش فيه" ابتسمت جميلة رغمًا عنها لتفتح عينيها بصدمة عندما وجدت ياسر يسحبها من يدها لتنظر له بخجل ليقول هو بملل "ما خلاص بقى ما اتنيلنا قولنا اخوات اتعودي شوية"

6


سحبها من يدها لتقف لينظر لها الثلاثة وتقف هي محاوطة بهم تشعر انا محاصرة في مقر سري لتبتسم بعدم تصديق لآسر الذي غمز لها بعينيه قائلًا "بقالك عيلتين"

1



        
          

                
انتبهت لجاسر الذي قال بسعادة "الموضوع صعب بس هنسهله عليكي انتي بالفعل خدتي علينا ترتيبات ربنا" التفتت لياسر الذي قال بثقة "واظن مش هتلاقي احسن من قعدتنا، هتطلعك من الاكتئاب في ثواني"

2


ابتسمت بحنان لهم لتبتسم عندما سحبها آسر نحو الباب وعقب فتحه له انتفضت أجساد الأربعة للخلف عندما وجدوا الثلاث فتيات يقعن تزامنًا مع فتح الباب لتقف إسراء سريعًا وهي تقول باحراج "يالهوي على الكسفة الي انتي فيها يا اوس اوس يا بنت مهدي"

12


وقفت أروى باحراج وهي تنظر لهم بتوتر لتقول سريعًا "كنت جاية اسال عليك يا ياسر هتاكل يا حبيبي انت مكلتش من امبارح كدة تخس"

2


نظرت منة لجاسر لتضرب كفها بجبهتها وهي تقول بغضب "كنت بدور عليك من ساعة ما صحيت" رفع جاسر إحدى حاجبيه وهو يقول بسخرية "انا لسة سايبك من دقيقة!"

2


صعدت الدماء لوجهها من الإحراج لتبتسم بغباء وهي تقول "أيوة ما عيني لقيتك قلبي لسة" انتفض جسدها من صراخ آسر الذي قال بغضب "انتم بتتصنتوا علينا؟؟؟؟"

4


شهقت إسراء شهقة صمت اذن الجميع وهي تضع يدها على صدرها تقول بصدمة "انا اتصنت عليك وانت مع اخواتك؟ ليه متربيتش في بيتي؟"

6


"أيوة" أكد لها آسر حديثها وهو يبتسم باستفزاز لتقول هي باحراج "ولو مش مبرر، لالا مش انا مش الشخص ده يا آسر، احنا كنا واقفين علشان لو سمعنا اي دمعة نخش نهدي"

5


"لو سمعتي ايه يا عنيا؟" قالها آسر بتشنج لتقول إسراء وهي تبتسم ببلاهة "دمعة يا حبيبي، لو سمعنا اي دمعة نقتحم على طول اصل الستات ملهاش غير بعضها اه بس انتم لو تسيبولنا جميلة فريدة جمال رحيم شاندويلي دعلوب الراوي دي اربع دقايق والله نطلعها الضحكة من الودن للودن"

12


"ده كدة كدة" قالتها أروى بتأكيد لينتبهن الثلاثة لنظرة ياسر الباردة وهو يشير بعينيه للخارج قائلًا "برة"

+


نظرت له أروى بتوتر وهي تقول مجددًا بغباء "ده كدة كدة" انتبهت أروى لآسر الذي قال بغضب "ملمحش واحدة هنا وبلاش شغل السلايف ده"

1


"ده كدة كدة" قالتها أروى بتوتر وخوف وفي ثواني كانت قدمها تسبق الريح للخارج ليلحق بها اسراء ومنة سريعًا 

7


انتبه الثلاثة لضحكة جميلة وهي تقول "طب والله التلاتة عسل وبيغيروا عليكم" شهقت جميلة عندما وجدت آسر يضع يده على كتفها للمرة الثانية وهو يقول "من اختنا يعني يا جيمي؟"

2


صرخ آسر بألم عندما شعر بقبضة جميلة تهوى فوق وجهه ونظر الاثنان لشقيقهما بصدمة ونظران نحو جميلة برعب بينما آسر صرخ بغضب "اه يا بنت الغشيمة انتي عبيطة يابت؟؟"

6


نظرت له جميلة بتوتر فهي فعلت تلك الحركة لا اراديًا منها لم تقصد هذا لتقول بغضب "انا مكنتش اقصد، وبعدين ايه انت ما صدقت اني اختك أدوني فرصة استوعب، اسفه متزعلش"

+



        
          

                
ابتعدت جميلة للخلف برعب لنظرة آسر التي أثارت خوفها لتقول "متبقاش قموص انا مش واخدة على تلامس مع حد غير مع ابويا والمجرمين"

3


اومأ آسر بوعيد وهو يقول "هعديها" ابتسم ياسر بتوتر وهو يقول "الواحد خايف يقرب والله" ضحكت جميلة بشدة وهي تقول "لالا انا اسفه والله متخافش"

+


صرخت جميلة بفزع عندما شعرت بصفعة تهبط على رقبتها من ياسر الذي قال بسخرية "يعني هو انا هخاف منك انتي" نظرت له بصدمة وهي تضع يدها على رقبتها اثر الصفعة ليقول جاسر سريعًا "والله انا شايف اننا ننزل تحت"

31


ابتسمت بعدم تصديق وهي تذهب خلفهم ليقفون فوق الدرج ليقول آسر بسعادة "احنا تواضعًا لنفسيتك المدمرة ودماغك المتفجرة هنناديكي جميلة عادي علشان اتعودنا، بصي يابنتي انتي هنا هتلاقي حب وحنان ودفا"

3


اومأ ياسر بتأكيد وهو يكمل "واهم حاجة التفاهم والترابط الأسري الي هتلاقيه في بيتنا" أكد جاسر حديثه وهو يقول "احب اقدملك يا جميلة أهدى بيت في الكمباوند حاجة قمة النظام والهدوء والتفاهم"

8


نظر الثلاثة لبعضهم ليقولون بحماس "وخصوصًا بقى...." 

+


قاطع حديثهم صوت تحطيم زجاج وكان صوته عالي بطريقة افزعتهم نظر الأربعة بطرف أعينهم للاسفل ليغمضون أعينهم بانزعاج لهذا الصراخ "ايدكوا سايبة وإهمال وقلة ادب وتبذير يلا يا عيلة حوش انا هربيكم من اول وجديد نفر نفر يا عيلة زبالة"

6


"فيفي" اكمل الثلاثة جملتهم التي انقطعت منذ ثواني لتنظر لهم جميلة بخوف وهي تقول "ايه الاصوات دي؟"

+


اغمض الأربعة أعينهم مرة أخرى بفزع عندما استمعوا لتوسل أروى "والله يا فيفي منة الي وقعته مش انا"

+


ابتسم جاسر وهو يقول "لا ده طابور الصباح بتاع فيفي وفي الحالات الي زي دي بنعمل حاجة واحدة بس" نظرت لهم بتساؤل ليبتسم لها ياسر عقب ركضه قائلًا "بنجري"

1


ركض الثلاثة لتركض جميلة خلفهم بعدم فهم حتى وصلت لبهو المنزل لتفتح عينيها بصدمة عندما وجدت يسرا تقف تخفي منة واروى خلف ظهرها وهي تقول بتوتر "يا ماما حقك عليا انا هجيبلك واحد جديد والله"

+


صرخت يسرا بألم عندما اصتدم عكاز فيفي بجسدها وهي تحاول الوصول للفتيات تصرخ بغضب "وهو احنا بقى نقعد نكسر ونبوظ ونقول هنجيب جديد قاعدين على بنك احنا؟ ده اقل ميكرويف دلوقتي بقى عشر تلاف جنيه يا منة الكلب"

2


"وانا مالي انا طيب أروى الي زقيتني" صرخت بها منة لتدفعها أروى بغضب وهي تصرخ بها "كدابة والله العظيم ده هي الي قعدت تتحرك في المطبخ من هنا لهنا ووترتنا، هي الي كسرته يا فيفي والله العظيم ما جيت جنبه"

3


كانت جميلة تنظر لهم بصدمة عندما وجدت ياسر يقف في وجه فيفي وهو يقول بغضب "أروى ارق بكتير من أنها تكسر فرن كهربائي المصايب دي بتيجي من تحت راس منة نسيتي البايركس الازاز؟؟؟"

5



        
          

                
نظرت له منة بغضب وما كادت تصرخ به حتى وجدت جاسر يقترب من ياسر وهو يدفعه في كتفه بغضب يصرخ به "مالك بمنة؟ اكيد مكانتش تقصد منة مش بتاعة مشاكل" دفعه ياسر بنفس الطريقة وهو يقول بوعيد "طب ابعد خطيبتك عن سكة أروى علشان دي خط احمر"

7


صفعه جاسر بخفة فوق رقبته وهو يقول بوعيد "ابعد انت عن منة علشان مزعلكش منة مبتغلطش الميكرويف هو الي غلطان" دفعه ياسر للخلف بغضب وهو يصرخ به "متتغباش يا جاسر بدل ما ازعلك"

22


دفعه جاسر بقوة أيضًا وهو يخلع نظارته يضعها جانبًا وهو يقول "وريني هتعمل ايه، اخرتها معلم حارة يزعل دكتور" 

6


"طب وربنا ما هحلك يا جاسر" صرخ بها ياسر بغضب وهو يمسك بشقيقه يقسم أن يضربه بينما جاسر ظل يسدد له الضربات وهو يصرخ به أن يبتعد بينما آسر اقترب منهما بملل وهو يحاول الفصل بينهما صارخًا بهما "اتهدوا بقى يخربيت ابوكوا اكتر ماهو مخروب"

3


نظرت جميلة نحو منة التي كانت تصرخ بغضب "البلطجي الي انتي مختراه شريك حياة ده لو جيه جنب جاسر هزعلك انتي" ابعدتها أروى بغضب وهي تصرخ بها "ملكيش دعوة بياسر على الأقل بيعرفني الصح من الغلط مش بيطبلي في الرايحة والجاية"

5


"اوعي يماما انا هربي بنتك علشان شكلك معرفتيش تربيها" صرخت منة وهي تدفع والدتها جانبًا لتصرخ أروى بالمقابل أنها أكبر منها سنًا بينما منة تقسم أنها لن تتركها

1


"كلاب كلكم كلاب وربنا لاربيكم من اول وجديد يا بيت فوضاوي متعفن" صرخت بهم فيفي وهي ترى شجار كل مجموعه وما زالت صراخ ياسر وجاسر يزداد وهما يحاولان الاقتراب من بعضهما وآسر يفصل بينهما، بينما منة تحاول الاقتراب من أروى التي تصرخ بها بغضب ويسرا تحاول الفصل بينهما وفيفي تقسم أنها ستعيد تربيتهم من جديد 

6


كانت جميلة تنظر لهذا المنظر وهي تفتح عينيها بصدمة لتنتبه لإسراء التي كانت تجلس ببرود وإرهاق فوق الأريكة تقوم بتشغيل التلفاز لتضحك بصدمة عندما تجد هذا الاعلان المشهور الذي يعبر عن حالتهم الآن

5


غنت إسراء مع الإعلان بسعادة متناسية ما يحدث خلفها فهي اعتادت هذا الشجار 

3


الي بينا ليلة، عيلة لمة
لما قولنا باعلى صوتنا المصريين اهوما
احنا وقت الشغل جد وساعة اللعب هدة
والي بينا احلى وقت واحلى عمر عدى
والله والله، الي بينا ما يتقدر 
والله والله، عمري ما هنسى ومش هقدر
ده الي بينا حياة واكتر
ده احنا الي بينا حياة واكتر

18


كانت تغني باندماج وسط الصراخ وتحت نظرات الصدمة من جميلة التي نظرت نحو الباب لتجد جاك قد وصل للتو لينظر لما يحدث بصدمة ليبتسم ببلاهة قائلًا "أظن أنه وقت غداء لا المشاجرة يمكنكم تأجيلها لمنتصف الليل"

5


أنهى حديثه ليخفض جسده سريعًا وهو ينظر نحو فيفي برعب عندما وجدها تلقي نحوه إحدى الزجاجات ظنًا أنها ستلقيها نحو ياسر وجاسر ولكن اخطأت التنشين ليصرخ بها جاك بغضب "اللعنة وما دخلي بمشاكلكم ايتها العجوز؟"

+



        
          

                
"بــــــــــس اخرسوا" توقف الشجار وحل الصمت وتوجهت الأنظار نحو جميلة التي صرخت بأعلى صوتها للتو ثواني مرت في التحليق بها ثم عاد الشجار والصراخ مرة أخرى وهما ينظرون لها بلا مبالاة 

5


لتنظر جميلة نحو إسراء بغضب لتبتسم إسراء وهي تقول "انتي معانا بقالك اسبوعين بس كنت محترمين علشان انتي ضيفة إنما دلوقتي انتي صاحبة بيت هتندمجي بسرعة"

2


كادت جميلة أن تفتح فمها ولكنها نظرت لفيفي بفزع عندما ضمتها بحنان ليتوقف الجميع عن الشجار وهم يراقبون هذا المشهد النادر عندما كانت فيفي تبكي وها قد انتبهت لهبوط جميلة اخيرًا بعدما كان كل انتباهها نحو هذا الفرن الكهربائي الذي كُسر وكُسر قلبها خلفه وهي لم تنتهي من قسطه بعد

6


ولكن لم تبالي لكل هذا وهي تضم جميلة بحنان ورغم تعجب جميلة إلا أنها ابتسمت براحة وهي تشعر بحنان ودفئ داخل احضان تلك السيدة الحنونة لتجد يدها بلا شعور ترتفع لتابدلها العناق لتبتسم رغم حزنها عندما تستمع لكلماتها "انتي السيرة الي كان على لساني الدعاء بلُقاها في كل صلاة"

5


بكت جميلة بعدم تصديق لما تمر به الآن تلك هي جدتها؟وتلك هي عائلتها؟

+


اخرجتها فيفي من أحضانها وهي تضع يدها أسفل خدها تبتسم بحنان وهي ترمقها بحب قائلة "الموضوع صعب عليكي، بس لو لقيتي عيلة بتحبك وفضلت معاكي العمر كله، مش هتلاقي حد كان قلبه بيتحرق كل يوم ببعدك عنه قدي انا وابوكي انتي اول ما العين شافت، انا مشيلتش التلاتة الشُحطه دول اول ما اتولدوا وشيلتك انتي على ايدي وضميتك لقلبي، مش هتلاقي حد بيحبك قد الي من دمك علشان الدم بيحن، وانتي لحمنا ودمنا يا فريدة"

3


لم تستطع جميلة تحمل جمال كلماتها لتندفع لاحضانها مرة أخرى هي تشعر بالراحة داخل احضان تلك السيدة، وعانقتها فيفي بحنان وهي تبكي بشوق كانت تتمنى رؤيتها وها قد حدث أخيرًا وكان حزنها الأكبر أنها كانت تتمنى في تلك اللحظة التي يتجمع بها الاربعة بجانبها أن يكون والدهم أيضًا معها ويراهم بجانبه ليرتاح قلبه ولو لمرة واحدة في حياته ولكن للاسف لم يستطع اللحاق بتلك اللحظة

13


كان الجميع في حالة سعادة لتلك اللحظة الا جاك الذي كان ينظر لهم بعدم فهم ليهمس لجاسر بتعجب "هل أخبرتوها بالحقيقة وأنها شقيقتكم؟" اومأ له جاسر وهو يبتسم بسعادة ولكن تلاشت ابتسامته وحل محلها الصدمة عندما استمع اقول جاك الحماسي "حسنًا يمكنني أن اتزوجها اليس كذلك؟"

20


نظر له جاسر بملل ليقول جاك بتذمر "حسنًا لا اريد الزواج على اي حال، انا فقط اريدك انت" نظر له جاسر بصدمة ليقول جاك بفزع "ماذا فهمت يا رجل، ارجوك لا تسيء الظن بي انا فقط اريدك ان تنتهي من تلك اللحظات العائلية كي ننهي عملنا في الاعلى فانا اريد ان اتأكد من حالة زوجة اخيك كي اعود لوطني"

9


دفعه جاسر بعيدًا عنه بملل واقترب هو وإخوته من جدتهم لتبتسم فيفي بسعادة وهي تفتح ذراعها الآخر لهم تدعوهم لعناق كبير دافئ ليبتسم الثلاثة بحماس وهم يهجمون عليها لتضحك فيفي بشدة وهي تقع فوق الأريكة بسبب ثقل أجسادهم ضحكات الأربعة تتعالى بينما جميلة أو دعونا نقول في تلك اللحظة أن فريدة كانت تبتسم تحاول استيعاب تلك اللحظة ولكن صعب 

+



        
          

                
ورغم صعوبة الاستيعاب لم تستطع منع نفسها عن الابتسام من قلبها بسبب الشعور بهذا الحنين نحوهم لتتعالى ضحكاتها عندما ترى مزاح الثلاثة مع جدتهم التي كانت تصرخ بمشاغبة "أبدًا والله ما هسيب التلفزيون لبعد اتناشر بليل لو وقفتوا على شعر رجليكم"

+


كان الثلاث فتيات ينظرن لهم بسعادة ولكن انتبهت منة لرنين هاتفها لتبتعد عن الجميع تقوم بالرد لتفتح عينيها بصدمة وهي تقول "آمنة؟؟؟"

1


"أيوة انا يا منة، منة انا كنت عايزة اقابلك ضروري ممكن؟" استمعت لها منة بسخرية لتقول "والله مظنش أن فيه بيني وبينك حاجة علشان انزل اقابلك، معلش لو عايزة مساعدة شوفي غيري"

1


"منة ارجوكي استني، انا بجد محتاجة اشوفك ضروري ولو لآخر مرة" تنهدت منة بحيرة لتستمتع لها وهي تقول "انا مستنياكي برة الكمباوند بتاعكم علشان نبقى بعاد عن البيت، ارجوكي تعالي"

13


أغلقت آمنة المكالمة لتنظر منة للهاتف بحيرة اتخرج لتراها؟ نظرت خلفها لتخبر جاسر أن يأتي معها ولكن وجدته مندمج مع إخوته لتبتسم له بحنين وهي تقرر الخروج وحدها سريعًا وعندما تعود تخبره ما حدث

1


اختفت عن أنظارهم وبعد دقيقة كان ينظر جاسر حوله يبحث عنها وعندما لاحظ اختفائها قرر الخروج للبحث عنها

+


وفي الخارج كانت منة تسير في الشارع تبحث حولها عن صديقتها ولكن صرخت بفزع عندما وجدت سيارة سوداء ضخمة تتوقف أمامها بطريقة ارعبتها وتحولت نظرة الرعب للغضب عندما رأت نبيل يخرج من تلك السيارة وهو يخلع نظارته الشمسية ينظر لها بهدوء لتتأفف بغضب والتفتت كي ترحل من أمامه

7


ركض نبيل بسرعة ليقف أمامها يعيق طريقها وهو يقول "اقفي واسمعيني" نظرت له بغضب وفي ثواني كانت تصرخ به "انت باعتلي واحدة زبالة زيك علشان تستدرجني واخرجلك يا نبيل؟ اوعى من وشي بدل ما والله هصوت وألم عليك الناس"

+


"انا عملت كدة علشان لازم اكلمك" قالها بإصرار لتصرخ منة بوجهه "وانا وانت مفيش كلام بينا"

+


"لا فيه انتي بنت عمي"

+


نظرت له بصدمة وهي تضحك بسخرية تقول "وده من ايه ده؟ افتكرت اني بنت عمك دلوقتي؟" 

+


"منة انا آسف" قالها وهو ينظر لها بترجي وندم لتبتسم هي بسخرية وهي تقول "تمام سامحتك خلاص، سهلة هي اوي كدة بالنسبالك صح؟"

6


لم يستطع الرد ولكن رغم ذلك تنهد بألم وهو يقول بصدق "انا بقالي ايام عايش في تأنيب ضمير من كل حاجة بتحصل في حياتي واولهم انتي، انتي مكانش ليكي دعوة بالي بيني وبين يسرا والورث انا كنت هاخد حقي منها فيكي وكان غباء، منة انا بجد ندمان على كل الي عملته معاكي"

13


نظرت له بعدم تصديق لتهبط دموعها بألم وهي تصرخ به "اسف على ايه؟ على انك معيشني خمس أو ست سنين في رعب من وانا عيلة في ثانوي بكلامك انك هكرتني وتلفوني كله كان عندك وكنت هتفضحني؟"

+



        
          

                
"مكنتش هفضحك والله كنت بخوفك بس" قالها وهو يشعر بالخزي والحزن وزاد هذا الشعور عندما صرخت به "والخوف ده عادي؟ الرعب الي كنت بسببه مش عارفة انام ده بالنسبالك حاجة سهلة؟ هو انت جنس ملتك ايه يا اخي هو انت فاكر أن كلمة مكنتش هفضحك دي هصدقها"

2


"أيوة لازم تصدقيها لاني فعلا مكنتش هفضحك لان سمعتك من سمعتي احنا نفس الاسم" أظن أنه هكذا يقوم بتهدئة الوضع؟؟ نظرت له بصدمة لتصرخ بغيظ "انت كمان كنت خايف على سمعتك انت مش انا"

7


نظر لها بملل وهو يقول "المهم المبدأ موجود" ما هذا الاستفزاز؟ سيصيبها بجلطة تقسم بهذا كادت أن ترحل ولكن وقف أمامها مرة أخرى وهو يقول "قصدي يعني أن النية كانت بايتة"

16


"باتت جدتك في قبرها يا بعيد"

2


ضحكة فلتت من فمه لتصرخ هي به "انت انسان مستفز وعمرك ما هتتغير يا نبيل" 

2


"والله العظيم ندمت، انا لما قعدت مع نفسي لأول مرة حطيت بنتي مكانك لو كنت مخلف، حطيت البنت الي بحبها مكانك وبردو لقيت اني عمري ما هرضى حاجة زي دي تحصلهم حتى لو انا هعرف اتصرف، منة كلنا بنغلط"

+


"بس غلط عن غلط يفرق"

+


نفى بغضب وهو يقول "لا متفرقش الغلط غلط، اه الأخطاء متفاوتة بس مفيش حد مش بيغلط، انا كنت مصدر خوفك في وقت المفروض كنت فيه ابقالك انتي و أروى سند واخ بعد عمي الله يرحمه، وده انا مش مسامح نفسي عليه، مش هيبقى انتي وضميري عليا يا منة" 

2


رفعت عينيها في عينه لترى بالفعل نظرة ندم بداخلها وترجي ليقول هو مرة أخرى بألم "انا آسف يا منة والكلمة دي عمرها ما خرجت من بوقي لحد بس انا غلطت في حقك انتي واروى كتير وخصوصًا انتي، سامحيني واوعدك مش هوريكي وشي تاني لو دي رغبتك"

5


كانت تنظر في الأرض لا تعلم ما الذي يجب فعله، تشعر بالندم في نبرته ونظراته ولكنها بالفعل عانت الكثير بسببه ما الذي يجب فعله في تلك الحالة؟ 

+


تنهدت بعد دقيقتان من التفكير وهو يترقبها بتوتر لترفع انظارها له وهي تقول "مسمحاك يا نبيل" ابتسم براحة شعر وكان جبال انزاحت من فوق صدره اخيرًا

+


ولكن انتبه لحديثها وهي تنظر له بتحذير "بشرط انك تبعد عني أنا وأمي واختي تمامًا وتنسى موضوع الورث ده؟" نظر لها بصدمة وهو يقول "دي الحاجة الوحيدة الي مش غلط، ده حقي"

+


"حقك منين دي فلوس ابويا وحقي انا واختي لو عايز حصتك من الورث علشان انت ابن اخوه هندهولك ونخلص من الحوارات دي" صرخت به بعدم تحمل لتلك المصائب ليقول هو بغضب "لا مش فلوس ابوكي يا منة دي فلوس ابويا وابوكي ولو يسرا مفهماكم حاجة تانية فمش مشكلتي انا ليا في الفلوس دي اكتر بكتير ما انتي واختك ليكم فيها"

2


"انت كداب وهتفضل زي ما انت" صرخت به وكادت أن ترحل ولكن أوقفها وهو يقول بغضب مماثل "انا غلطت في حقك واعتذرت ومن انهاردة انتي واروى اخواتي ومسؤولين مني لو انتم حابين ده، لكن الي بيني وبين امكم ملكوش دخل بيه"

5



        
          

                
"انت عايز تأذي امي وانا اسامحك وتبقى زي اخويا عادي؟" قالتها بعدم تصديق ليصرخ بها بعدم تحمل "ماهي كمان اذيتنا كتير ومش ذنبي أنها لابسة وش الملاك قدامكم"

9


"اخرس يا نبيل ولما تتكلم عن امي تتكلم باحترام، ضيعت عمرها عليا انا واختي علشان تطلعنا زي ما انت شايف ومش علشان فلوسها هي وبناتها تتهمها بكلام زفت ابعد عن طريقنا يا نبيل وكفاية عداوة لحد كدة" 

+


أنهت حديثها وكاد أن يتحدث ولكن توقف بصدمة عندما وجد جاسر يقف في وجهه يخفي منة خلفه وهو يقول بغضب "واقف معاها ليه؟"

+


"ويخصك في ايه، بنت عمي قبل ما تكون خطيبتك" قالها نبيل بغضب من تدخله ليبتسم له جاسر ببرود وهو يقول "واهي بقت خطيبتي وان شاء الله مراتي، يعني والله العظيم لو لمحتك واقف معاها تاني يا نبيل ما هرحمك"

6


"جاسر هو كان بي...." كادت أن تبرر له ولكن توقفت بنظرة واحدة من جاسر ارعبتها وجعلتها تتأكد أن إقناعه لن يكون سهل أبدًا 

+


بينما جاسر نظر نحو نبيل الذي ابتسم بسخرية وهو يقول "ايه هتبقى عليا شوية مع جميلة وشوية مع منة؟ انا محاصركم اوي كدة؟"

+


"اختي وعرق الصعايدة بيهب فينا فمعلش دي عرضنا بردو حتى لو لسة عارفين من يومين انها اختنا" أنهى جاسر حديثه ليقترب من نبيل أكثر وهو يهمس له بتحذير وشعور الغيرة اعماه "لكن منة بالذات ودي عندها العقل بيطير اصلا وممكن اقتلك لو حكم الأمر، دي بالذات متحاولش تقرب من حياتها خطوة"

6


صُدم نبيل عندما شعر بلكمة جاسر تهوى فوق وجهه ليضع يده فوق وجهه وهو يمرر لسانه على أسنانه ويبتسم بسخرية يستطع الآن قتل جاسر ولكن لن يفعلها فهو يقدر غيرته الشديدة نحو منة 

12


بينما جاسر عقب لكمته له وصدمة منة لاحظت وهو يمسكها من ذراعها ليلامس ملابسها وليس يدها ثم يسحبها خلفه بغضب 

3


أوقفته منة عند باب المنزل وهي تصرخ بغضب "يا جاسر استنى واسمع" التفت لها بغضب وهو يصرخ بها "اسمع ايه؟ مش ده الحيوان الي هكرك وكان هيفضحك وكان عايز يتجوزك؟ وقفالي معاه لوحدكم ليه وليه تطلعيله من غير ما تقوليلي؟"

3


"مكنتش اعرف ان هو صحبتي هي الي كلمتني وقالتلي أنها عايزة تشوفني برة اتاريه هو الي مخليها تكلمني وطلع يعرفها، وملحقتش اسيبه وارجع ووقفني وقعد يعتذرلي على كل الي كان بيعمله معايا وبعدين اتخانقنا على حوار عداوته مع ماما وانت جيت، وبعدين استنى هو انت بتشك فيا أو في أخلاقي يا جاسر؟"

5


زاد غضبه من حديثه هو فقط يشعر بالغيرة عليها لا يريدها أن تقف مع اي رجل الا لضرورة عمل أو بيت، ونبيل من أكثر الأشخاص الذي يشعل غيرته نحوها بسبب إرادته للزواج منها حتى وإن كان من أجل المال 

+


"متحوريش الكلام على مزاجك يا منة، انا مش بشك فيكي انا مش حابب تقفي مع راجل تاني الا لو فيه حاجة تحكم ده، انا بثق فيكي بس من حقي بردو اغير عليكي خصوصا من الزفت الي اسمه نبيل ولا انتي ناسية ان الباشا كان عايز يتجوزك؟"

1



        
          

                
تنهدت بهدوء وهي تنظر له بقلة حيلة قائلة "انا مكنتش اعرف ان هو الي مستنيني برة ولو كنت اعرف ان هو او اي راجل تاني مكنتش هخرج غير لما استاذنك انا كنت فكراه صحبتي ومش هبرر اكتر من كدة يا جاسر"

+


"وانا مطلبتش منك تبرري علشان انا عارف، بس مش هعرف اتحكم في غضبي لما اشوفك واقفة معاه وياريت تفهمي ده" أنهى جاسر حديثه لتومأ له منة بهدوء ثم تركته وكادت أن ترحل ولكن توقفت عندما استمعت لحديثه الذي جعلها تبتسم بيأس "متزعليش خلاص"

7


التفتت له وهي تبتسم بهدوء ليقترب منها وهو يقول بمشاغبة "خلاص متعودتش عليكي قماصة" ضحكت بهدوء وكادت أن تتحدث ولكنها توقفت عندما صرخ بغضب "بس الله الوكيل يا منة لو لقيتك واقفة مع الواد ده تاني لابقى أرمل من قبل ما اتجوز"

14


نظرت له بغضب سيظل لسانه يقذف أحجار تصتدم بوجهها لذلك تنهدت بغيظ وهي تتركه وترحل ولكن رغم هذا ابتسمت لانه لم يستطع تركها حزينة أكثر من دقائق

1


"جيبتلي ايه يا ياسر ما تقول وتخلص ايه التشويق ده" قالتها أروى وهي تركض خلفه بتذمر ليقف هو عند تلك البوابة الصغيرة لتقول هي بتعجب "جايبني سطح الڤيلا ليه؟؟"

1


فتح تلك البوابة الصغيرة وصعد منها لتفعل أروى المثل وهي تقول بتعجب "في ايه؟" اقترب منها ياسر وهو يحمل شيء ما لتبتسم أروى بسعادة وهي تقول "الله أروى"

+


ضحك ياسر وهو يغمز لها قائلًا "بصي بقى أروى هتطير فين" القى تلك الحمامة من بين يده لتنظر أروى حولها لتشهق بصدمة والله قد انتبهت لسطح منزلها وضعت يدها على فمها وهي تنظر له بعدم تصديق بينما هو كان يبتسم بسعادة لصدمتها

+


فكان السطح نظيف للغاية ووضع ياسر بعض الاخشاب ليبني سقف بطريقة منظمة ورائعة ليست عشوائية أبدًا ولكن صدمة أروى لم تكن بسبب هذا المنظر بل كان بسبب تلك المكتبة الكبيرة التي بناها ياسر أسفل هذا السقف الصناعي تحتوي على العديد من الكُتب والروايات التي اخرج الأموال الذي كان يقوم بتحويشها منذ كان في عمر الخامسة والعشرون اي منذ ثلاث سنين اشترى بتلك الأموال تلك الكتب العديدة 

42


كانت أروى تدور حول نفسها بانبهار وهي تركض نحو تلك المكتبة الاكثر من رائعة فكانت المكتبة من اللون الابيض كبيرة يوجد بداخله حوالي مئة وخمسون رواية بأنواع وتصنيف مختلف وقام ياسر بتزيينها بفروع الزهور الحمراء وفروع انوار صغيرة فكان مظهرها أكثر من رائع 

15


التفتت له ودموعها تهبط بتأثر وهي تقول "انت عملت كل ده امتى وانت قدامي على طول؟" غمز لها بعينيه وهو يهز كتفيه بثقة قائلًا "قدرات بقى متدخليش فيها"

+


ابتسمت واقترب هو منها وهو يقول بسعادة "الكتب دي كلها اشتريتها اونلاين وحتى المكتبة دي، اما بقى السقف والسطح الي اتوضب ده فاخويا مهندس ديكور قد الدنيا بردك، هو الي ساعدني فيهم"

8



        
          

                
"بس..ده كتير اوي يا ياسر" قالتها وهي تنظر له بتأثر ليقول هو بصدق "والله انتي بس شاوري على حاجة عجباكي ولو بملايين هبيع كليتي واجيبهالك"

+


ضحكت بشدة وهي تسأله بجدية "لا بجد جيبت حق كل ده منين؟" بادلها الابتسامة وهو يقول بهدوء "عادي كنت محوش قرشين علشان اجيبلك الحاجات دي"

+


"كداب انا اكيد كنت محوشهم من قبل ما تعرفني" قالتها وهي تنظر له بمكر ليقول هو باحراج وهو يحك رقبته بيده "بصراحة اه، بس عادي يعني بردو من يوم ما حبيتك وانا عايز اعملك مفاجأة حلوة تعجبك"

+


"تقوم صارف كل ده علشاني يا ياسر؟ كتير اوي عليا" قالتها وهي تشعر بالذنب ولكن اتسعت ابتسامتها عندما اقترب منها وهو يهمس لها بكل ذرة حب حملها بداخله لتلك الفتاة "مفيش حاجة تكتر عليكي يا أروى وبعدين انا مش بكل الفلوس جيبت دول بس يعني"

+


نظرت له بعدم فهم ليشير لها بعينيه للخلف لتنظر خلفها تجد طاولة وبعض المقاعد في منتصف السطح وتتسع ابتسامتها عندما تجد باقة من الزهور الحمراء فوق الطاولة لتقترب منها بسرعة وما أن حملته بين يديها حتى وجدت خلفه صندوق من القطيفة لم يكن كبير ولا صغير كان أكبر من الصغير قليلًا نظرت خلفها نحو ياسر بتعجب

1


ليقترب هو منها وهو يعمل الصندوق بين يديه ثم ابتسم لها وهو يقول بكل حب "الدبلة الي في ايدك مش مقامك" أنهى حديثه وهو يفتح هذا الصندوق يقول بمشاغبة "شبكتك يا قمر"

5


فتحت أروى عينيها بصدمة عندما وجدت عُقد رقيق من الذهب وخاتم واساور كانوا أكثر من رائعين نظرت له بسعادة وهي تقول "طب ما قولنا هنستنى لحد ما تاخد ورثك يا ياسر ليه تتعب نفسك كل ده!"

+


اخرج العُقد بحماس وهو يضعه حول رقبتها يحاول إغلاقه من الخلف وهو يقول بسعادة "انا حابب شبكتك تكون بفلوسي وتعبي انا لان دي هديتك مني، مش عايزها بفلوس ابويا"

4


كيف تشرح له ازدياد حبه في قلبها نظرت لهذا العُقد كول رقبتها لتبتسم بفرحة عارمة وهي تقول "ربنا يخليك يا ياسر، مش هعرف اوصفلك حبي وفرحتي بجد I love you"

3


اتسعت ابتسامته وهو يميل رأسه لليمين بخبث قائلًا "قوليها بالعربي كدة" ضحكت بيأس وهي تقول بحماس "بحبك يا ياسر يا خواجة"

7


"ليها طعم تاني بردو" قالها بسعادة لتضحك هي بشدة وهي تقول بخجل "اومال فين أروى العسل"

+


"ماهي واقفة قدامي اهيه" قالها وهو ينظر لها بهيام لتصعد الدماء لوجهها بخجل وهي تقول "لا انا قصدي التانية الحمامة"

2


"أيوة فعلا الفرق شاسع" نظرت لحديثه بعدم فهم ليكمل حديثه بخبث "هي حمامة وانتي غزالة"

14


"احترم نفسك" قالتها بخجل وهي تبتعد عنه بإحراج تركض نحو الكتب ليزداد خجلها وهي تستمع لجملته التي باتت تعشقها "مكسوفة؟ حلو ده"

25



        
          

                
ركض خلفها ليرى سعادتها بالعدد الكبير من الروايات تشاركه السعادة عندما تمسك بكتاب وترى عنوانه شيق أو كتاب آخر كانت تتمنى أن تجلبه وظلت الجلسة حوالي ساعتين فقط يشاركها سعادتها بسعادة مضاعفة منه يراقبان غروب الشمس وهي تترك من بين يديها تلك الحمامة تطير في الهواء مع لون الشفق الأحمر بسبب الغروب في مظهر رائع تختلس النظرات لحبيبها لترى نظره مثبت نحوها حتى أنه لا يشارك النظر للسماء وهذا المنظر الجميل، لأن عينيها هي السماء التي يحلق بداخلها عند النظر إليها وأثناء ابتسامتها الخجولة استمعت لكلماته المعسولة "عينيكي السودة، مدوباني"

19


_______________________________

+


كانت جميلة تجلس على إحدى المقاعد في شرفتها تشاهد مظهر الغروب تمسح دموعها سريعًا عندما شعرت بهم تتنهد بتعب كيف تفعل بها الحياة هكذا؟ ولماذا؟ اهو اختبار من الله ام أن هذا قدرها وحظها في تلك الدنيا القاسية!

+


انتبهت لصوت غريب لتنظر بجانبها بتعجب لتشهق بصدمة عندما تراه يقف فوق السور وهو يقول باستفزاز "اشتقت لكِ جميلتي"

29


وقفت جميلة سريعًا وهي تقترب من نبيل تنظر له بغضب وهي تقول "ايه الي جابك هنا؟ وعرفت منين اوضتي اصلا؟" رفع جسده أكثر ليصبح في نفس طولها أو اطول منها بالفعل استند بيده على السور وهو ينظر لها بهيام قائلًا ببرود "دلني قلبي على مكان وجودك فقلوبنا بالحب متصلة جميلتي"

11


ايظنها هكذا ستتأثر؟ نعم هو محق ولكنها لن تظهر هذا 

4


بل رسمت الجدية على ملامحها وهي تقول بغضب "امشي من هنا يا منذر، انا مفيش بيني وبينك حاجة علشان تيجي لحد بيتي وتقف الوقفة دي معايا"

+


"حيلك حيلك بيتك مرة واحدة؟" قالها بسخرية لتضم يدها إلى صدرها وهي تقول بسخرية "ايًا يكن اي مكان انا فيه مليش فيه كلام معاك، أخري معاك في الشغل وبمناسبة الشغل بقى فانا واخدة إجازة الفترة دي علشان اريح نفسيتي"

+


"استطع انا أن اريح نفسيتك واداوي جروحك فقط انتظر الإذن باقتحام حصونك" قالها نبيل وهو يبتسم لها بمكر لتصرخ به بغضب "امشي من هنا يا منذر بدل ما اطلع سلاحي افرغه في دماغك"

+


"طب بس اتكلمي على قدك مفيش تلميذ بيغلب استاذه" قالها بثقة لتقول هي بإصرار وغضب هي لا تستطيع الوقوف معه ولا تتحمل وجوده حولها "امشي"

+


"براحتك انا كنت جاي بس أحذرك علشان ده موسم" أنهى نبيل حديثه لتنظر له بتعجب وهي تقول "موسم ايه؟"

+


"موسم صيد الغزلان" 

48


أنهى حديثه وهو يغمز لها بمشاغبة ليفزع من صراخها ودموعها تهبط بلا شعور "امشي من قدامي يا منذر انا مش عايزة اشوفك" نظر لها بحزن وهو يتنهد بهدوء قائلًا "وانا مش عايز حاجة في حياتي غير اني اشوفك"

15


"طريقنا مش واحد، ابعد عني علشان انا تعبت كفاية الي فيا مكفيني مش ناقصة امشي بعد اذنك" أنهت حديثها وهي تمسح دموعها وما كاد أن يتحدث حتى شعر بباب غرفتها يُفتح لذلك وفي ثواني كان يقفز من فوق الشرفة بمهارة 

2



        
          

                
بينما نظر الثلاثة نحو جميلة التي التفتت لهم بتوتر وهي تعدل من وضعية شعرها تقول "ايه محتاجين حاجة؟"

2


اقترب منها آسر بخبث ثم نظر نحو الشرفة للاسفل يعلم أنه موجود داخل البيت رغم أنه لا يراه لذلك قال بعلو صوته "شايفك وعارفك وحافظك وصمك يا طعم يا نايتي يا حبيب امك"

32


"يا ابن ال..." سبة خرجت من فم نبيل الذي كان يختبأ في الاسفل يتمنى لو يصعد ويقتل الثلاثة بكل برود ولكن سيتحمل من أجل جميلته فقط

5


بينما ياسر ابتسم لشقيقه وهو يقول بعلو صوته أيضًا "ما بلاش الكلام الي من كحك لكحك ده ونخلينا واضحين ولا خبث الخبائث هيفضل يجري في دمنا"

7


تافف نبيل بغضب هذا أكثر شخص يثير غيظه واستفزازه بسبب لسانه الذي سحبه منه الطبيب عندما كان يقوم بعملية الولادة لوالدته فمستحيل أن يكون ياسر قد سُحب من قدمه مثل باقي الاطفال

23


بينما جاسر نظر نحو جميلة بسخرية وهو يقول بعلو صوته "مهو الخبث بتوع الي مشافوش تربية بس" تنهد نبيل بغضب كيف يخرج غضبه بهم؟ كيف يقتلهم بدون أن يُحزن جميلة؟

4


بينما جميلة نظرت لاخوتها بفزع وهي تقول "في ايه انا مش فاهمة حاجة" ابتسم آسر وهو يقول "أبدًا اصل وانا تحت بستلم ورق ياسر شوفت فار طالع فقولت اما الحقك واديله بالجذمة"

5


"جذمة يا ابن..... رحيم" قالها نبيل وهو يحاول ان يهدئ من روعه يستمع لحديثهم 

3


بينما جميلة حاولت أن تخفي الموضوع وهي تقول بتوتر "ورق ايه؟ انت هتروح الجيش يا ياسر ولا ايه؟" ابتسم ياسر بسخرية وهو يقول "لا ده ورق بطاقتي الجديدة باسم ابويا علشان بطاقتي القديمة كانت باسم اخو نعمة الله يرحمه ويبشبش الطوبة الي تحت رأسه"

5


ابتسمت جميلة بتوتر وهي تقول "طب تمام متخافوش فيران ولا حاجة تقدروا تنزلوا" ضحك جاسر بعلو صوته وهو يجلس فوق المقعد داخل الشرفة يقول ببرود "لا ما احنا قاعدين معاكي شوية لحد ما نتأكد أن الفار مشي خالص"

4


كان يستمع لهم من الاسفل بغيظ وقرر الرحيل ولكن أثناء سيره توقف عندما استمع لصوتها وهي تقول بخوف "انت بتعمل ايه هنا؟" 

2


ركضت يسرا لتقف أمامه تنظر للأعلى برعب وهي تقول "انطق دخلت البيت ازاي وكنت بتعمل ايه؟ قسمًا بالله يا نبيل لو فكرت تقرب من بناتي ما هرحمك"

+


"فين الورق؟" قالها ببرود لتصرخ هي به بعلو صوتها "مفيش ورق ومفيش فلوس والي عندك يا نبيل اعمله ومش هتقدر تقرب من بناتي ووالله العظيم لو لمحتك جوا البيت ده تاني لابلغ عنك الحكومة"

21


وعلى صراخها العالي تجمع من في المنزل بينما هو ابتسم ببرود وهو يقول "انا الحكومة يا يسرا" نظرت له بعدم فهم ثم انتبه لآسر الذي هبط للتو وهو يقول "اطلع برة يا نبيل وخلي الليلة تعدي على خير"

4


"وهو الخير هيخش بيتكم ازاي ويسرا قاعدة فيه؟" أنهى نبيل حديثه ليستمع لصراخ أروى التي قالت "لم لسانك يا نبيل وانت بتتكلم مع ماما وحذاري تغلط فيها"

+


"لا سيبيه لما اشوف عنده ايه تاني يقوله، هستنى ايه من تربية عماد وعبلة" أنهت يسرا حديثها لتحتد نظرات نبيل نحوها وهو يقول بخبث "ما بلاش انتي يا يسرا بالله عليكي تتكلمي عن تربية عماد"

5


صرخ به آسر وهو يدفعه للخلف بغضب "امشي من هنا علشان مش عايز اتغابى معاك يا نبيل" دفعه نبيل للخلف وهو يعدل من وضعية قميصه ببرود ينظر نحو يسرا بسخرية وهو يقول "الا يا يسرا في سؤال كدة شاغلني، عدى ست شهور على موت رحيم، متجوزتيش لحد دلوقتي ليه غريبة ده انتي مبتضيعيش وقت"

12


"اخرس يا حيوان" صرخت به يسرا وكادت أن تصفعه ولكن أمسك بيدها وهو ينظر لها ببرود قائلًا "ايدك دي تحطيها جنبك لما تقفي قدام نبيل، علشان انتي مش قده يا يسرا"

1


"لا ده انت زودتها اوي" صرخ به آسر وكاد أن يقترب منه ولكن أوقفه ياسر سريعًا وهو يشير له بعينيه نحو يسرا التي كانت تبكي بقهر وهي تقول "متبقاش غبي ووسوسة امك عمياك يا نبيل"

+


"ياستي انا الي بيني وبينك حق، حق فلوسي الي حاربتي تخشي بيتنا علشان تلهفيهم" أنهى نبيل حديثه ليبتسم بخبث وهو يقول "وزودي بقى عليهم حق امي الي قهرتيها لحد آخر لحظة في عمرها، يعني الطاق بقى طاقطقين يا يسرا"

2


هنا صرخت أروى به بغضب "انت ملكش حق عندنا يا نبيل الفلوس دي فلوس ابونا الي تعب فيها وورثي انا واختي وانت ملكش فيهم غير ملاليم"

+


ضحك بعلو صوته لتنظر له جميلة بعدم فهم لضحكاته والجميع كذلك ليقول هو بسخرية "ابوكي؟ ابوكي مين يا حبيبتي هو يونس لحق يعمل حاجة في حياته؟ دي فلوس جدنا والي نصها يبقى حقي بس امكم فضلت تزن زي الشياطين لحد ما خلت جدي يكتبهم كلهم باسم ابوكم ويظلم ابويا وبعديها لعب على ابوكي علشان تلهف كل ده لوحدها"

11


نظرت أروى ومنة أيضًا نحو والدتهم بصدمة بينما هي كانت تبكي بقهر وانهيار لتقول منة بتوتر "قصدك ايه بلعبت على ابونا؟"

+


هنا نظر نبيل ليسرا بحقد وهو يقول بغضب "ليه هي مدام يسرا مقالتلكوش أن هي الي قتلت ابوكم وقبل ما تتجوزه كانت متجوزة ابويا انا؟"

230


_____________________________

+


أسرار وخفايا تزيد شعور الانتقام وتربي الحقد بداخلنا، ولكن عندما تكشف الحقيقة ستكون بمثابة صدمة للجميع

+

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close