رواية الوصية الثلاثية الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم سهيلة محمد
_________________________________
+
نظر لصراخها وصدمتها ببرود ليخرج سيجارة ثم يشعلها ويخرج الدخان من أنفه وهو يقول بأسف "هو انا مش قولتلك نص ساعة ومتبقيش في البيت؟ ولا انا اوامري مش بتتسمع!"
47
نظرت له بعدم تصديق لردة فعله لتضع يدها فوق شعرها تعيده للخلف بقوة تحاول الا يتحكم بها غضبها ولكن رغمًا عنها صرخت بقوة "بطل برودك ده وفهمني، علشان كدة كنت عايز تطلعني من البيت؟ طب انت نبيل ولا منذر ولا انت شبح ولا مين بالظبط؟"
14
"بالظبط، انا الشبح، الي في كل مكان وليا شخصية" أنهى نبيل حديثه ليقف من فوق مقعده يسير حول المكتب يقول ببرود "هتلاقيني مع العائلة الكريمة نبيل، هتلاقيني مع تجار المخدرات والسلاح مرة نبيل ومرة طارق، هتلاقيني مع المافيا دِيفِيد، هتلاقيني معاكم في المقر منذر"
79
اقترب منها أكثر وهو يهمس لها يبتسم بخبث "بس ايه رايك؟ خليتك اول ما تسمعي اسم نبيل تقرفي وتبقي عايزة تخلصي عليه بايدك وترميه في السجن، واول ما تسمعي اسم منذر تضحكي وقلبك يرفرف، والاتنين هما هما نفس الشخص، شاطر انا مش كدة؟"
78
قال آخر كلماته بعدما غمز لها بعينه لتضحك هي بهيسترية وعدم تصديق "شاطر بس؟ ده انت استاذ ورئيس قسم يا جدع، خدعتنا كلنا وانت محدش عارف أصلك، طب ومعايا انا بقى كنت انهي شخصية فيهم؟"
16
هنا نظر لها بجمود ولكن لم يستطع أن يتحكم في حديثه قائلًا "انتي الوحيدة يا جميلة الي كان معاكي نبيل على حقيقته، شخصية منذر دي عمرها ما ظهرت معاكي غير باسم بس"
52
نظرت له بشفقة مصتنعة وهي تقول "صدقتك انا صح؟ ده انت طلعت شيطان، وياترى بقى انت شغال حساب مين، الشر ولا الحق يا منذر"
10
أنهت حديثها لتجد منه برود ولا يوجد إجابة لتصرخ به بانهيار "طب انا بكلم مين فيهم؟ انا بكلم نبيل ولا منذر، الطيب ولا الظالم؟ ما ترد عــــــليــــا" نظر لها نبيل بغضب ليقول بهدوء "انتي عايزة ايه يا جميلة"
16
"عايزة افهم" قالتها بأمل أن يقص لها ما يحدث حولها ولكن خاب ظنها عندما قال بثبات "وانا مش هبرر لحد حاجة"
10
"وانت قدامك ايه تبرره اصلا؟ هو تهكيرك لبنت عمك وتهديدها يا اما بالجواز يا اما بالفضيحة دي ليها علاقة بشغل؟" صرخت به بغضب وجنون لينظر أمامه بخزي صامت تمامًا بينما هي تنتظر رده ليريحها باجابته "لا"
27
ابتسمت بعدم تصديق وهي تقول بصدمة الجمت لسانها واصابت رأسها بجلطه "وتهديدك لبنات عمك وأمهم وانك عايز تاخد ورثهم ده شغل؟ تبعتلهم عاهرة من الكابريهات تخش بيتهم وتعيش معاهم على أنها اختهم ده شــــــغــــل؟!"
13
نفى بهدوء وهو ينظر لها نظرة لا تعرف كيف تحدد مشاعرها اهي برود ام ندم ام لا مبالاة؛ بينما هي سألته بخوف "انت كنت بتحبها وعايز تتجوزها بجد؟" السؤال الوحيد الذي أجابها عليه بدون برود أو لا مبالاة وهو يقول بصدق "انا بحس بنفور منهم، انا كل كلمة حب كنت بخرجها ليها كنت بعصر على نفسي فدان لمون علشان تصدق، بس كل ما اقرب منها خطوة علشان فلوسي ارجع عشرة واقول اقتلها احسن واخد حقي، علشان عمري ما حبيتها يا جميلة ولا متخيل حياتي معاها حتى"
27
نظرت له بألم تحاول استيعاب ما يحدث حولها ليأتي في ذهنها مئة سؤال ولكن اول سؤال جعلها تنظر له بصدمة وهي تصرخ به قائلة "وتعاونك مع هيثم وقتلك لآسر رغم مخططك أنها تكون في جاسر، ده بردو شغل!"
13
"امشي يا جميلة" قالها ببرود لتنظر له بصدمة هكذا انتهت المناقشة؟ بالرحيل؟
14
ولكن ارتجف جسدها وارتد للخلف برعب عندما استمعت لصراخه "بقولك امــــــشــــي من هنا" نظرت له بألم و كأن قلبها بالنسبة له كان لعبة يمرح بها وقت ما يشاء ويتركها كالخردة عندما يشعر بالملل لذلك لم تستطع قول شئ ما عادا "انا كنت مغفلة وغبية يوم ما حبيت واحد زيك"
26
أنهت حديثها الذي خرج منها بدون شعور ودموعها تهبط بغزارة تعطيه ظهرها وتخرج من المكتب بأكمله لينظر هو في أثرها بألم وما أن اختفت حتى وجد نفسه بلا شعور يكسر كل ما يقابله حتى صورة والده بلا شعور ألقاها على الأرض بقوة للتحطم تمامًا
17
دخل عمرو إلى المكتب لينظر لصديقه بفزع يرى المكتب بأكمله محطم وكأن عاصفة أطاحت بالمكتب دمرته
6
ولكن تذكر سريعًا رؤيته لجميلة في الأسفل ليقترب من نبيل بتوتر وهو يقول "هي الي خرجت من المكتب من شوية دي جميلة؟" لم يرد عليه بل كان يجلس على المقعد ينظر أمامه بغضب يتنفس بصوت عالي ليقول عمرو بغضب "هي ولا مش هي يا عم ما تنطق"
+
صرخ به نبيل بغضب "أيوة هي يا عمرو هي" نظر له عمرو بصدمة ثم سحب مقعد من الأرض ليجلس أمامه يسأله بتوتر "وعرفت منين مكان الشركة؟ ولا هي عرفت انك نبيل اصلا؟"
6
نظر له نبيل بمعنى نعم بالفعل قد علمت كل شئ لينظر له عمرو بفضول وهو يقول "وبعدين؟" وقف نبيل بغضب وهو يذهب نحو مكتبه يسحب هاتفه ومفاتيح سيارته ليترك عمرو وحده داخل المكتب ويرحل هو بدون اي ردة فعل!
26
________________________________
+
كانت الساعة الخامسة فجرًا وكان المنزل يعمه الهدوء لتستيقظ هي بفزع عندما تستمع لطرق الباب بصوت عالي جعلتها توقظ من ينام بجانبها وهي تقول بتوتر "جمال، اصحى يا جمال شوف مين بيخبط على الباب في الوقت ده"
5
استيقظ من النوم بتذمر وهو يحاول الوقوف والتغلب على النعاس يذهب نحو الباب لتتبعه هي بفضول حتى فتح هو الباب لتنصدم من وجه ابنتها التي كانت تبكي بانهيار تندفع لأحضان والدها الذي ضمها بخوف وقلق وهو يقول "مالك يا جميلة في ايه؟"
+
"منذر يا بابا" قالتها من بين انهيارها وهي حتى لا تستطع التحدث من بين شهقاتها تتمسك به أكثر عله يستطع أن يبث الطمأنينة في قلبها فكانت جميلة دائمًا اقرب لوالدها عن والدتها
6
اقتربت والدتها منها بخوف ليوقفها جمال وهو يقول "سيبينا لوحدنا دلوقتي وخشي اعمليلها لمون ولا اي حاجة تشربها" نظرت له بغضب وحزن أنه لا يريد أن تجلس مع ابنتها ترى ما بها ولكنها لم تستطع فعل شئ غير أنها رحلت وتركتهما
1
بينما هو سحبها معه بهدوء نحو غرفته ليجلس أمامها يمنحها محرمة كي تجفف دموعها يقول بقلق "ماله منذر يا بنتي قلقتيني اهدي كدة وفهميني الي حصل"
+
"منذر هو نبيل السويسي يا بابا" قالتها وهي تنظر له بألم بينما هو نظر لها بصدمة لتنظر لصدمته بلهفة وهي تقول "بيضحك علينا، هو الي ورا كل المصايب دي، علشان كدة مكانش عايز حد يمسك قضية نبيل غيره، وعلشان كدة كان عايز يطلعني من بيت جاسر بأمر منه قبل ما ييجي واعرف حقيقته، لو كنت سمعت كلامه مكانش زماني عرفت أنه هو هو نبيل"
7
تنهد جمال بحزن وهو ينظر للأسفل لتنظر له جميلة بتوتر وهي تقول "بابا، انت كنت تعرف؟" نظر لها جمال بحزن وهو يومأ لها بتأكيد لتقول هي بصدمة "وليه مقولتليش؟ طب هو ايه معانا ولا معاهم، مكانش راضي حتى يدافع عن نفسه بكلمة واحدة! كأنه بيثبتلي أنه إنسان مريض والشر بيجري في دمه، انا بقى عايزة افهم هو كدة ولالا"
13
"مقولتلكيش علشان انتي واي حد في الداخلية ملوش أنه يعرف حاجة زي دي، غير القُوّاد العليا لنبيل، والي هو انا والجوكر بس" انهى جمال حديثه لتنظر له جميلة بترجي وهي تقول "طب علشان خاطري يا بابا، ريح قلبي وقولي كل حاجة انا دماغي هتتشل من التفكير والله هيجرالي حاجة"
20
نظر لها جمال بخوف وهو يقول "بعد الشر عليكي يابنتي متقوليش كدة" كادت أن تصرخ به ولكن تحكمت في ردة فعلها لن تصرخ بوالدها مهما كان يحدث لها لتقول بترجي "احكيلي يا بابا وغلاوتي عندك لتحكيلي"
6
تنهد جمال بهدوء وهو يقول "نبيل وهو في ثانوي عرفني من النادي لاني كنت بدرب هناك كنتي انتي لسة في ثانوي بردو بس مش بتيجي معايا، كان بيحبني وبيقولي أنه نفسه يدخل كلية الشرطة وانا كنت بشجعه اني ممكن اقف جنبه في الحوار ده لاني بحبه، كانت أمه ميتة وعايش مع والده بس واسم عيلته في التجارة لان جده وعمه كانوا رجال أعمال كبار، كانت واسطة كافية أنه يخش كلية الشرطة وحسب مهاراته دخل مخابرات وانا كان ساعتها القائد بتاعي هو الجوكر وهو الي وزع عليا أعضاء الفريق بتاعي وبالصدفة كان نبيل منهم"
4
نظرت له جميلة بلهفة أن يكمل حديثه ليقول هو "نبيل كان ذكي جدًا على طول كنت بنبهر من دماغه، هو الوحيد الي من فريقي الي الجوكر أصر يتعامل معاه شخصيًا لأن الجوكر لحد الآن محدش يعرف اسمه الحقيقي غير القُوّاد الاعلى منه والي معظمهم توفاهم الله، ودراعه اليمين لانه يبقى قريبه وطبعًا عياله ومراته قبل ما تستقيل، لكن شكله مش اي حد بيشوفوا ولأنه كان القائد بتاعي فكان طبيعي اشوف شكله لكن الي مش طبيعي أنه يخلي نبيل يتعرف عليه عادي بس ده كان بسبب إعجابه الكبير بدماغه"
23
نظرت له جميلة بملل من كل تلك المقدمات ليكمل لها "نبيل أصر أنه يكون ورقة خفية بس مش زي الجوكر بلقب مثلا ومحدش يعرف اسمه او شكله لا كان بيعمل حركة جديدة قليل جدًا لو كانت اتعملت قبل كدة، وهو أنه يكون زي المشخصاتي، حاجة كدة زي الشبح الي بتشوفيه في كل حتة وعرفاه بس مش عارفة توصلي لهويته"
6
تنهد بهدوء ينظر للهفتها أن يكمل وفضولها ليرضي فضولها قائلًا "غير اسمه في عالم الشرطة وبقى منذر الأمير، حتى كارنيه الشرطة بتاعه باسم منذر الأمير، اسمه في اي عمليات مافيا دِيفِيد، عملياته مع تجار السلاح والمخدرات في مصر بكذا اسم مختلف مش محدد منهم شخصية علشان يخليهم يلفوا حوالين نفسهم واحيانًا كمان بيتعامل معاهم باسمه الحقيقي وهو نبيل السويسي، في شركة ابوه والمقاولات مش بيتعامل اصلا واسمه بيبقى وجهه للشركة مش اكتر وبيخلي مدير أعماله عمرو موسى هو الي يتولى كل حاجة، ليه اكتر من اكونت على السوشيال كلهم مش بيبنوا هويته، ليه اكونت نبيل السويسي والي متهيالي انتي شوفتي صورة بروفايله، وليه اكونت منذر الأمير والي كل صوره فيها بنفس الماسك الي بيلبسه في مهماته فالي هيشوف الاكونت هيفتكر أنه شخص عادي تافه جايب الصورة دي من على جوجل، هويته محدش يعرفها غير عيلته واحنا بس"
17
نظرت له جميلة بعدم تصديق لما تستمع له وهي تسأله "طب ده هكر بنت عمه وعلى طول بيأذيهم وعايز فلوسهم بالغصب" هنا نظر لها جمال وهو يقول "مشاكله العائلية دي خصوصية و انا مليش ادخل فيها يا جميلة"
14
وقفت جميلة وهي تصرخ بعدم تصديق "ده هو الي بيخلص لهيثم كل عمليات تهريب الالماظ والسلاح والآثار يا بابا، ده لسة من يوم هيثم قال إن منذر حرق لنبيل مصنعه ازاي الاتنين واحد"
+
وقف جمال أمامها وهو يشرح لها الأمر بهدوء "كل دي أوامر وخطة رتبناها انا وهو علشان نوقع الي ورا هيثم، والمصنع ده بتاع جد نبيل ويعتبر قديم ومش محتاجه في حاجة فحرقه ووهم هيثم أن منذر الي بيطارده هو الي حرقله المصنع، نبيل كان رافض تمامًا انك انتي الي تتكلفي بحماية جاسر لانك كدة هتحتكي بعيلته وممكن تعرفيه زي ما حصل انهاردة كدة، بس ده كان أمر مني انا والجوكر أن انتي واسحاق الي تتكلفوا بالمهمة دي وهو مكانش يقدر يرفض"
16
تنهد ثم اكمل حديثه "نبيل الغلطة الوحيدة الي عملها هو أن بعد تهريب السلاح والآثار بأمر مننا المفروض يرجع كل ده لينا بعد ما يخلص على التجار أو يسلمهم، بس هو كان بيرجعلنا البضاعة وبياخد الفلوس ودي حاجة انا لسة مكتشفها من كام يوم ولما واجهته مانكرش وقال إن الفلوس دي حقه لانه بيتعب في المهمات دي وربنا يستر لان حوار أنه بياخد الفلوس ومش بيسلمها دي لو وصل للجوكر هيبقى فيها مُسائلة قانونية"
26
"طب وقتله لآسر ومحاولة قتل جاسر؟" سألته بغضب ليقول هو بجمود "ده كان أمر يا جميلة"
27
نظرت له بصدمة وهي تصرخ به بلا شعور "أمر ايه؟ أمر أنه يقتل شخص برئ؟! آسر كان بين الحياة والموت ولولا ستر ربنا كان راح فيها!" تنهد جمال بهدوء وهو يقول "هيثم كان هيبدأ يشك في نبيل لو فضل يأخر في قتل جاسر، فانا ولاني عارف ان نبيل قناص شاطر قولتله يفهم هيثم أنه هينفذ ويصيب جاسر بس في دراعه وبعدين يقول لهيثم أن نشانه طلع غلط، بس.."
+
توقف وهو يتذكر ما حدث يقص لها عندما كان يجلس في المكتب ينظر لنبيل بخزي بينما نبيل يقف أمام الجوكر باحترام وهو يقول "يا جوكر انا...."
1
أوقفه الجوكر وهو يقف يقول بغضب "لما تناديني متاخدش عليا اوي وافتكر اني القائد، ومفيش اي مبرر للي حصل يا سيادة الظابط دي أرواح بريئة ممكن تضيع بسبب غبائك"
20
هنا تافف نبيل بغضب وهو يقول مبررًا لما حدث "يا فندم انا كنت منشن على دراعه بالفعل وخلاص كنت هضرب نار بس معملتش حسابي أنه اخوه يشوفني والاتنين يقفوا قصادي، ملحقتش اتحكم في الزناد ولقيت الطلقة اضربت في آسر"
12
وقف الجوكر أمامه وهو يقول بسخرية "ولما انت مش عارف تتحكم في اعصابك مسكت قناصة ودخلت شرطة ليه من الاول؟ ولا المفروض أن انا الي اخلص بنفسي علشان الباشا مش عارف يتحكم في قناصته، ده انا لو كنت بعتت عيالي الي مبوظينلي نص عملياتي كانوا خلصوا بمهارة وهدوء اكتر من كدة!"
48
"يا قائد انا عملت الي عليا وعلى ما ضربت الطلقة كان آسر قدامي ملحقتش اتصرف" قالها نبيل بصدق هو بالفعل لم يستطع التحكم في الطلقة ليبتسم الجوكر بسمة جعلت نبيل يلعن اليوم الذي دخل به كلية الشرطة فنظرات هذا الرجل ليست هينة أبدًا
9
بينما الجوكر ارتدى نظارته الشمسية وهو يسحب هاتفه يقول ببرود جعل نبيل يدعي الله أن تمر الايام القادمة بخير "الي ميعرفش يتصرف في اقل من ثانية بذكاء يبقى ميدخلش حاجة هو مش قدها وكنت وقفت على مدفع رمضان افيد، ادعي ربنا بقى آسر يقوم منها بخير لان الواد ده لو حصله حاجة اعتبر نفسك متحول للتحقيق يا حضرة الظابط"
10
رحل الجوكر ونظر نبيل في أثره بغضب ثم نظر لجمال يقول بتوتر "اوعى تشك فيا، الجوكر ميعرفش حاجة عن مشاكلي مع عيلتي لكن انت عارف انا مهما كنت بكره آسر والله ما كنت هقتله أو ائذيه هو الي وقف قدامي على غفلة"
31
وقف جمال أمامه بحزن وهو يقول "انا مصدقك، بس مش مهم انا المهم هو يصدقك، وده مبياخدش بالعواطف ده ميعرفش يعني ايه عواطف اصلا يعني لو آسر جراله حاجة مش هيرحمك، لان الظابط نسبة غلطه المفروض تبقى واحد في المية أن مكانش صفر لان حياة الأبرياء مش لعبة نقول معلش كلب وراح يا نبيل، ربنا يعدي الكام ساعة الي جايين على خير"
11
انتهى جمال من قصه لما حدث لتنظر له جميلة بعجز ودموعها تهبط بلا شعور تسأله بتشتت "يعني هو ظالم ولا مظلوم، كويس ولا وحش؟" نظر لها جمال ليقول بصدق بسبب معرفته لنبيل جيدًا "طماع"
29
نظرت له بعدم فهم ليكمل هو "نبيل مش وحش ولا كويس، هو دخل مجال الشرطة علشان دماغه دماغ شياطين فقال بدل ما يستخدمها في الشر ويروح في داهية في مرة، يستخدمها في الخير ويبقى تبع الحكومة، بس طمعه بيزيد كل مرة زي مثلا أنه بياخد فلوس العمليات الغير شرعية من ورانا ويقولي أن تم تبادل بضاعة بس ومفيش فلوس وانا كنت بصدقه لحد ما في مرة لقيت الحوار زاد ولما بدأت أتابعه اكتشفت أن هو الي بياخد الفلوس، زي ما بردو مصمم أن فلوس بنات عمه دي فلوسه هو بسبب أن جده ظلم أبوه وكتب كل حاجة باسم عمه فهو كمان اتظلم في النص، ونص ثروة عمه من حقه هو فعايز ياخد حقه بغشم وغباء، نبيل الجنية عنده اهم من أبوه وامه، مش بخل بس طمع في الفلوس والسلطة، شايف أنه بالسلطة وزيادة المال امتلك متعة الدنيا ممكن نعتبره غباء من واحد في دماغه وذكاءه"
27
نظرت جميلة أمامها بتشتت، لما لا يريد أن يريحها اهو من الأساس يحبها ام....
1
صمتت بصدمة وهي تستعب ما يخطر في ذهنها، من الممكن بل بالتأكيد أنه كان يقترب منها أكثر ويوهمها بحبه من أجل مركز والدها؟ أم أنه يحبها بالفعل؟
6
"انتي حبتيه يا جميلة؟" صُدمت جميلة من سؤال والدها لتنظر له بخجل ودموعها تهبط أكثر وهي تومأ له ليضمها والدها بحنان لتسمح لنفسها بالانهيار داخل احضان والدها وتزداد شهقاتها تدفن وجهها في كتف والدها تحيط خصره بيدها بينما هو يربت على ظهرها بحنان هامسًا لها "لا عاش ولا كان الي يخليكي حزينة كدة وابوكي لسة عايش يا جميلة"
7
"انا مش عارفة اعمل ايه يا بابا، ايه الصح وايه الغلط انا مبقيتش فاهمة اي حاجة!" قالتها بانهيار وتشتت ليتنهد جمال بحزن وهو يقول "بصي يا جميلة، البنت اغلى من اي حاجة في الدنيا، النساء وصية الرسول عليه افضل الصلاة والسلام، ربنا أمر بحفظك وسترك لانك غالية وهتبقي طمع لاي حد"
4
نظرت لوالدها بعدم فهم ليكمل هو "البنت دي جوهرة يا جميلة، جوهرة محفوظة في زجاج، لازم تفضلي غالية وتخلي الإنسان الي عايزك يفضل يلف حوالين نفسه ويطلع عينه علشان يعرف يشتري الجوهرة دي من صاحبها قدام الكل، لكن متديش فرصة لواحد طمعان فيكي مش اكتر أنه يخش في الضلمة ويكسر الازاز ده وياخدك بالطمع والسرقة، استني لحد ما صاحب الجوهرة بنفسه هو الي يشيل الازاز بايده ويسلم الجوهرة دي"
4
"وهو طمعان فيا؟" قالتها جميلة بريبة ليقول جمال بحزن "وهو بيحبك اصلا يا جميلة؟"
21
رفعت كتفيها بعدم معرفة ليبتسم لها جمال وهو يقول "افضلي قوية اوعي تبيني انك ضعيفة لحد أبدًا لو بيحبك فعلا هيطلع عينه علشان يوصلك ومش هيعرف بردو غير بعد ما يجيب آخره، متشغليش بالك ولا تفكري والي عايزه ربك هيكون ركزي في حياتك وشغلك ومتفكريش، ولو في مرة حزنتي أو حسيتي انك موجوعة افتكري أن أبوكي موجود وهيفضل في ضهرك وهينسف الي ممكن يزعلك ويشيله من على وش الأرض يا جميلة"
15
ابتسمت له جميلة بعشق وهي تضمه تستمد منه القوة والطمأنينة ليقبل هو رأسها بحنان وهو يقول "يلا قومي نامي في اوضتك ومتفكريش ولا توجعي قلبك، وبكرة الصبح تصحي بدري تروحي على بيت جاسر، ومش عايزك تكلمي نبيل ولا تتحطي في اي مناقشة معاه ولو حاول يكلمك تيجي وتقوليلي واوعي تخبي عليا فاهمة؟"
11
اومأت له بتأكيد وهي تقبل يده ثم تتركه وتذهب لغرفتها لينظر هو في اثرها بحنان وحزن ثم ابتسم بوعيد وهو يقول "والشيطان ده بقى انا هعرفلك هو بيحبك بجد ولا طمعان في سلطة اكبر من الي هو فيها"
22
___________________________________
+
وفي صباح اليوم التالي كان كلًا من جاسر وياسر ينظران لبعضهما بتعجب من هذا الصوت العالي ليقول جاسر "هو الحارس الجديد بيتخانق مع حد من الكمباوند ولا ايه؟" نظر له ياسر بعدم معرفة وركض الاثنان للخارج ليفتاحان أعينهما بصدمة وخصوصًا جاسر الذي شهق بفزع
2
فكان الحارس الجديد وصديقه جاك يجلسان أمام فيفي التي كانت تصرخ بغضب "بقى يا حيوان اقولك تجيب كلب يحرس البيت تجيبلي كلب بوليسي تمنه معدي الخمستلاف جنيه؟ مالها الكلاب البلدي يا اخويا؟ لازم نروح للمستورد ونبذر ومنشجعش المحلي؟"
5
"ما تسكتي يا ولية بقى انا ساكتلك من الصبح ومش راضي اتكلم وانتي عماله تولولي (تصرخي)" صرخ بها الحارس الذي كان في عمر الخمسين تقريبًا ليشهق بفزع عندما ضربته فيفي بعكازها وهي تصرخ به "ولولوا عليك وصوتوا ساعة يا بعيد هو انت دافع من جيب اهلك حاجة"
2
"سيدتي وما دخلي انا بهذا الموضوع العائلي، أريد أن أرى صديقي ليس إلا اقسم لكِ" أنهى جاك حديثه لتصرخ فيفي بالحارس مرة أخرى "وده مين ده كمان؟ اقولك هاتلك جنايني تجيبلي خواجة؟ ما كفاية الخواجة الي جوا الي مش عارفين نلمه ولا عايز يتربى، قولي بقى هتقبضه بالدولار علشان ادفنك مكانك؟"
22
نظر لها الرجل بوعيد والذي كان يسمى عفيفي وهو يصرخ بها "تصدقي انك ولية حيزبونة وانا غلطان اني اتكلمت معاكي باحترام من الاول" شهقت فيفي بصدمة وهي تقول "تصدق إنك راجل مهزق ومينفعش معاك غير البوليس فين المتين جنيه الي قولتلك تجيبلي بيهم كلبين يا حرامي؟"
20
"اللعنة على شجاركما اريد ان ادخل لصديقي" صرخ بها جاك لتنظر له فيفي بغضب وفي ثواني كانت تصفعه على رقبته لينظر لها جاك بصدمة وهي تصرخ به "يا تتكلم عربي يا تخرس انت كمان لما نشوف تايه من انهي سِفارة كتك الهم"
10
"ياستي خلصي امي وهاتي بقيت حق الكلاب صاحب المحل ممضيني على وصل أمانه" صرخ بها عفيفي وهنا تدخل ياسر سريعًا عندما رأى فيفي تمسكه من تلباب قميصه وهي تهبط بعكازها فوق ظهره تصرخ بغضب "انتم عايزين تجلطوني، ادفع خمستلاف جنيه في كلبين، ما اكمل عليهم واطلع عمره واكسب آخرتي"
4
"ياستي ربنا يعجل بآخرتك ويخلصنا ده كان يوم اسود يوم ما جيت اقدم على الشغلانة السودة دي" صرخ بها عفيفي لتلاحظ فيفي امساك ياسر بها وهو يقول "بس يا فيفي في ايه ماسكة في الراجل كدة ليه"
7
"وبتدعي عليا يا حيوان، طب وربنا لاحبسك مبقاش غير الاوباش الي يهددوا فيفي هانم" صرخت به فيفي ليبتعد عفيفي للخلف وهو يقول بغضب "طب وربنا انتي ست بوق، انا هرجع الكلبين وبالمتين جنية الي ادتهالي هشتريلك كفن اهي دي الحاجة الوحيدة الي هتنفعك في اليومين الي هتعيشهم فوق دماغنا دول"
3
نظر له ياسر بغضب وهو يقول "ما تتعدل يا عم وانت بتكلمها انت بتتكلم كدة ليه؟" بينما فيفي كانت تحاول الإفلات من ياسر وهي ترفع عكازها في وجه عفيفي تصرخ بوعيد "انا هسيبك دلوقتي علشان ميعاد حباية السكر بس وربنا ما هسيبك يا وغد، اوباش"
9
قالت آخر كلماتها وهي تنظر له بوعيد تدفع ياسر بعيدًا عنها تدخل للمنزل بينما ياسر نظر لعفيفي بغضب وهو يقول "يا اخي احترم أنها ست كبيرة في السن واتكلم باحترام" فتح عفيفي عينه بصدمة وهو يقول بعدم تصديق "ده كل ما اقولها يا حاجة طب يا امي تديني فوق دماغي بالجزمة ومش راحمة حد اجيلها يمين تجيلي شمال اقولها طور تقولي احلبوه جابتلي امراض الدنيا في ساعة! وبعدين ايه ست كبيرة يعني هو انا الي رشدي أباظة ده الي بيني وبينها بتاع عشرة خمستاشر سنة ويا ريتها مقدرة"
5
هنا ركض جاك نحو جاسر وهو يهمس له برعب "تلك السيدة، اقسم أنها هربت من مشفى الأمراض العقلية يا جاسر فهي تصر على ضرب من يمر أمامها وتلك الحالة نادرة ولكنها موجودة بالفعل يجب أن تسرعوا في حل الوضع لانه يزداد سوءًا" نظر له جاسر بتشنج وهو يقول "تلك السيدة هي جدتي يا جاك"
14
شهق جاك بصدمة وهو يقول "يا ويلي، هذا معناه أنه من الممكن أن ترث منها تلك الجينات! الرحمة جاسر يجب أن تلحق نفسك يا صديقي فانا لم اتحمل الجلوس معها ساعة لكن انت ستظل صديقي العمر بأكمله وهذا يثير قلقي أكثر بعد الذي رأيته من تلك العجوز"
13
نظر لهما ياسر بعدم فهم بسبب تحدثهما بالألمانية ليرحب بجاك وهو يتحدث بالانجليزية "اهلًا بك انا شقيق جاسر هل تستطع التحدث بالإنجليزية"
14
اومأ له جاك بتأكيد وهو يفتح عينه بصدمة ثم نظر لجاسر مرة أخرى يسحب النظارة من فوق وجهه لينظر له جاسر بتعجب ليراه يدقق في النظر إليهما
5
بينما جاك كان فارغ الفاه من أثر الصدمة فكان الاثنان نسخه واحدة وانقسمت نصفان وليس توأم مثل أي توأم رآه في حياته الطبيعية ليقول بعدم تصديق "تلك ليست حالة ولادة طبيعية اقسم أنه انقسام ميوزي"
22
كان يتحدث بالانجليزية ليضحك ياسر بشدة بينما جاسر ارتدى نظارته مرة أخرى وهو يقول بتذمر "يدك يا حقير لوثت العدسات ببصماتك"
11
امسكه جاك بعدم تصديق وهو يقول "يوجد نسخة ثالثة؟" اومأ له جاسر وهو يقول بفخر "بل ويوجد نسخة رابعة مفقودة"
5
أنهى جاسر حديثه ليستمع جاك لصوت يشبه صوت صديقه يقول بصوت عالي "يا مراحب يا مراحب صاحبك ده ياض الي قولتلي عليه؟"
3
نظر جاك لآسر بصدمة اكبر ليقول "حتى في نبرة الصوت متماثلين؟ إذا ذهبت لمطبعة لتنسخ لي بعض الورق لن تخرجه بهذا الشبه!" نظرت له ياسر بتشنج وهو يقول "في ايه ماله ده هو جاي يقُر (يحسدنا) علينا ولا ايه"
12
نظر لثلاثتهم ببلاهة وانبهار ليقول بحماس افزعهم "واااو اريد أن أرى النسخة النسائية منكم اقسم أنها ستكون هائلة، تعلم جاسر لولا اختلاف الديانة لبحثت عنها بنفسي وتزوجتها فأنتم وُسَمَاء بالتأكيد هي أيضًا ستكون وسيمة"
22
نظر له آسر بريبة وهو يقول "ما بك يا رجل أثرت ريبتي من حديثك الغريب اتدعم الالوان؟" نظر له جاك بعدم فهم وهو يقول بثقة "بالطبع ادعم الالوان"
37
شهق كلا من ياسر وآسر بصدمة ليكمل جاك ببلاهة "فالالوان تعطي للرسومات منظر رائع الم تقوموا بتلوين الفراشات في الروضة؟"
28
تافف ياسر بغضب وهو يشوح لهم ببرود قائلًا عقب رحيله "يا عم ده اهطل"
5
امسك جاسر بصديقه وهو يدعوه للدخول ليقول جاك بعملية وصوت عالي "اين هي مريضة السرطان تلك" نظر له آسر بغضب وهو يهمس له "يا رجل تأدب وراعي شعور الآخرين اتعايرها بمرضها ام ماذا؟"
16
نظر له جاك ببراءه وهو يقول "تلك هي الحقيقة لم اكذب، يا صديقي في مهنة الطب اهم شئ هو الصراحة وألا تخدع المريض" نظر آسر نحو جاسر بغضب وهو يقول "ما تشوف يا عم الي انت جايبهولنا ده"
7
"اسكت انت مش فاهم حاجة، متعرفش ده سمعته عاملة ازاي في ألمانيا ده" قالها جاسر بفخر ورغم عدم فهم جاك لما يقولان ولكنه ابتسم باتساع وهو يقول "الم اقص لك جاسر ما حدث لي منذ يومين، تهجمت الشرطة على بيتي وتم زجي في السجن ليومان بسبب تلك الحالة الأخيرة التي توفت في العمليات بسبب انني كنت أشعر بالنعاس ولم انتبه للعملية"
50
نظر آسر لجاسر بصدمة ليعدل جاسر من وضع نظارته باحراج وهو يبتسم ببلاهة قائلًا "مش قولتلك سمعته ملعلعة في ألمانيا، انت طبيب والأطباء قليل يا جاك والله"
7
"استر يارب" قالها آسر برعب قبل أن يرحل وهو يقول "هخش المطبخ اشوف إسراء بتهبب ايه جوا"
2
جلس جاك على الأريكة لترحب به يسرا بلطف ليقول جاك بانبهار يتحدث بالانجليزية حتى يفهمه الجميع "تلك هي زوجة والدك؟" اومأ له جاسر بتأكيد ليطلق جاك صفيرًا عاليًا وهو يقول "مستحيل أن تكون مصرية، بالتأكيد والدك ابتاعها من امازون"
44
ابتسمت يسرا بخجل ليقول ياسر ببراءة "الحمدلله مش لوحدي" نظر جاك لجاسر الذي كان ينظر له باحراج بينما جاك يقول بسعادة "والدتك أيضًا كانت وسيمة يا جاسر والدك هذا مشاغب يختار المميزات دائمًا"
13
هنا نظرت له يسرا بغيرة وهي تقول بتذمر وباللغة الانجليزية "ماذا؟ رحيم لم يختار زوجة أو أحبها غيري، والدة جاسر كانت ابنة عمه وتزوجها من أجل عُرف عائلتهم ليس إلا"
3
غمز لها جاك بمشغابة وهو يقول "تغارين عليه رغم أنه ينعم بأحضان القبر الآن؟"
31
نظرت له يسرا بصدمة من حديثه بينما ياسر قال بملل "انا جعان"
5
وفي ثواني كانت منة تركض خارج المطبخ وهي تصرخ باسم جاسر ولكن توقفت فجأة عندما أبصرت شخص غريب داخل المنزل لتتوقع أنه صديق جاسر ولكن لم تهتم وهي تقول بسعادة "جاسر عملت إنجاز كبير اوي لازم افرحك بيا"
5
"انا كدة كدة فرحان بيكي واي حاجة بتعمليها إنجاز ابهريني" قالها جاسر وهو يبتسم ليغمز له جاك بمرح "تلك هي حبيبتك أليس كذلك؟ ولكن صدقتي تلك الفتاة السورية التي جلبتها والدتك كانت اوسم يكفيك نبرتها الرقيقة ولهجتها وهي تخبرك انك تؤبرها"
51
قال آخر كلمة بالعربية الغير صحيحة ولكن حاول نطقها بينما منة نظرت له بتشنج وغضب ثم همست لجاسر بتذمر "مين المهزق ده"
6
"اتلمي ده صاحبي، بس هو واقع على دماغه وهو صغير" أنهى جاسر حديثه لتتأفف منة بملل ثم قال بفخر "انا عملت إنجاز كبير في المطبخ"
9
هنا نظر لها ياسر بحماس وهو يقول "عملتي ديك رومي؟" نفت منة وهي تقول "لا فيفي قالت هنقاطع الدواجن لحد ما الكيلو يوصل عشرين جنيه زي زمان"
13
ابتسم ياسر أكثر وهو يقول "مكرونة بشاميل؟؟" نفت منة وهي تبتسم أكثر بفخر ليقول ياسر بغضب "ايه يا منة عملتي خروف مندي ما تنطقي هموت من الجوع"
3
وجهت منة انظارها لجاسر وهي تقول بسعادة "حطيت البطاطس في الزيت من غير ما ارميها من بعيد واجري"
26
هنا نظر ياسر نحو يسرا بغضب وهو يقول "مش عارفة تودكي بناتك قبل ما يتجوزوا ويعروكي؟"
12
بينما جاسر كان يصفق بحماس وهو يقول بفخر حقيقي "فظيعة ايه الجمال والحلاوة دي؟ المرة الي جاية انا واثق انك هتحمري الفلفل في الزيت من غير ما تجري علشان بيطرطش جامد من الماية"
16
"بجد يعني يعتبر عملت إنجاز كبير مش هيافة؟" سألته منة بلهفة ليقول جاسر بفخر "طب الله الوكيل اشطر حد يحمر بطاطس من غير ما يجري من جنب الطاسة"
36
ابتسمت منة بسعادة وهي تجلس تضع قدم فوق الأخرى ابتسامتها تكاد تصل لاذنها
1
بينما أروى خرجت من المطبخ وهي تقول بتذمر "آسر طردني من المطبخ علشان يقعد مع إسراء" نظر لها ياسر بابتسامة عاشقة وهو يقول "عقبالنا وانا اطردهم كلهم من المطبخ"
5
ابتسمت أروى بخجل لتنتبه لسؤال ياسر الحماسي "ها ابهريني عملتي ايه في المطبخ؟" ابتسمت أروى بسعادة وهي تقول "مش هتصدق"
3
لمعت عيناه بلهفة ولكن تلاشت السعادة عندما قالت أروى بسعادة "سلطة" صفع خديه بكفيه وهو يقول بغضب وتذمر "اتصلوا بنعمة تيجي تاخدني"
13
"في ايه يا ياسر لسة في أول المهنة" قالتها أروى بتذمر ليلوي ياسر شفتيه بحسرة وهو يقول "يا مستني القلقاس يبقى بطيخ ساعتها تبقى أروى تتعلم الطبيخ"
12
انتبه الجميع لجاك الذي كان يميل جسده نحو مقعد يسرا يضع كفه أسفل خده وهو يبتسم باتساع قائلًا "انتِ وسيمة للغاية سيدتي، لا يعقل أن كم هذا الجمال يجتمع في سيدة واحدة"
15
"اشكرك بني" قالتها يسرا باحراج ليقول جاك بتذمر "بني ماذا؟ لا تقلقِ بشأن السن فانتي يبدو عليكِ الشباب أكثر مني اقسم"
10
كاد ياسر أن يعنفه ولكن انتفض الجميع بفزع عندما وصل لمسامعهم صوت تحطيم زجاج من المطبخ لتركض منة بفزع وهي تقول "آسر بيقتل اوس اوس"
9
وقبل ذلك بخمس دقائق كانت إسراء تقف أمام تلك الرخامة تحاول تقطيع الفاكهه لتنتفض بفزع عندما تشعر بآسر يضمها من ظهرها يسند ذقنه على كتفها يقول بمشاغبة "اتعودي بقى خلاص بقيتي مراتي"
6
"ده كان يوم اسود" همست بها لنفسها ولكن سمعها هو لينظر لها بتذمر لتقول هي بغضب "يا آسر وربنا انا ما متعودة، خلينا نتعامل زي المخطوبين لحد ما ربنا يسهلها"
4
نظر لها آسر بتشنج وهو يقول "نتعامل كإيه يا عنيا؟ لا ده انا كاتب كتاب وماضي على قسيمة جواز ده انا اوديكي في داهية واطلبك في بيت الطاعة"
6
نظرت له بتذمر ولكنها ابتسمت على حديثه لتشهق بفزع مرة أخرى عندما وجدته يقبل وجنتها بحنان وهو يقول "الدكتور صاحب جاسر وصل"
4
ابتسمت بخجل ثم نظرت له بخوف ليقول هو بحنان وهو يمسك يدها بقوة "هو هيشوف الإشاعات والتحاليل بتاعتك وعلى ما يشرح الحالة لجاسر ويتصرفوا اكون انا خرجت معاكي حبة حلوين"
+
"نخرج فين؟ نروح كلنا حديقة الفردوس" قالتها بلهفة ليقترب منها أكثر وهو يقول بمكر "هنروح حديقة الفردوس بس مش كلنا، انا وانتي بس"
3
"طيب، أخرج بقى على ما اخلص الاكل الي في أيدي" قالتها بخجل وهي تحاول ابعاده عنها ولكنه قال بخبث "لا، هفضل قاعد معاكي لحد ما تخلصي"
+
تاففت باحراج وهي تمسك بالسكين تقطع الفاكهه مرة أخرى بينما هو قفز فوق الرخامة ليجلس عليها يأخذ بعض الفاكهه من أمامها يقول بعدم تصديق "روحت الشركة من ساعتين اطمن على الاحوال وأقول لدسوقي على جوازنا، البنات في الشركة مصدقوش اني اتجوزت"
3
نظرت له إسراء بغيرة وهي تقول بغضب "ايه البنات قالوا يا خسارة كنا هنموت عليه احنا أحق بيه؟" ابتسم آسر بحسرة وسخرية وهو يقول "لا قالوا ده الله يكون في عونها الي خدته، ربنا يصبرها على ما بلاها"
7
ضحكت إسراء بعدم تصديق ليقول وهو يشاركها الضحكات "والله العظيم زي ما بقولك كدة، ده سكرتيرة ابويا كانت كل ما تشوفني تقولي ده الي هتاخدك ربنا كاتبلها الجنة علشان هتبقى من الصابرين"
6
ضحكت إسراء بشدة ولكن توقفت فجأة وهي تنظر لشئ خلف آسر وفي ثواني كانت تترك الصحن التي كانت تمسكه ليقع على الأرض ليتحطم تمامًا ويصدر صوتًا عاليًا بينما آسر صرخ معها بفزع وهو يقول "في ايــــــــــة!!"
7
وبعد دقيقة اقتحمت جميع العائلة ومعهم جميلة التي وصلت للتو ينظرون لهما بفزع وعدم فهم بينما إسراء كانت تنظر لآسر الذي يقف فوق الطاولة بحسرة وهي تقول "يابني متجلطنيش وانزل اقتله"
3
"المطبخ ده مملكة الست، ادخل انا ليه! وبعدين جرا ايه يا بيت معفن دي تاني مرة الاقي صرصار في البيت في نفس السنة" أنهى آسر حديثه ليرى جاك تلك الحشرة ليفتح عينه بصدمة وهو يركض يقف أعلى الطاولة بجانب آسر وهو يقول بخوف "ما بك يا صاح عار عليك تخاف من حشرة؟"
15
نظر له آسر بتشنج وهو يقول "وانت طالع تقف جنبي تستجم ولا ايه؟" نظر له جاك بعدم فهم ليقول آسر بسخرية "يا رجل انت تقف بجانبي خوفًا من تلك الحشرة يا ابله"
2
"لا هناك فرق، انا اعاني من رهبة من اي شئ ذات اربع أقدام" قالها جاك بتذمر لتصرخ إسراء بغضب "يابني متجلطنيش اومال لما نبقى في بيت واحد مين الي هيقتله؟"
4
نظر لهما ياسر بملل ثم دخل للمطبخ ليرى تلك الحشرة الكبيرة ليبتلع ريقه ثم يبتعد للخلف وهو يخلع حذاءه يعطيه لجاسر وهو يقول "خش اقتله"
15
نظر له جاسر بسخرية وهو يقول "ومتقتلوش انت ليه؟" امسك ياسر برأسه سريعًا وهو يقول بصدق بالفعل "بقرف"
11
"شايفني انا والصرصار جيران في بلاعة الكمباوند يعني؟ ما انا كمان بقرف" قالها جاسر بتذمر ثم أعطاه الحذاء مرة أخرى وهو يقول "خد اقتله انت، عيب يا ياسر انت ياسر الخواجة متقرفش من حاجة"
7
"طب والله ما حد هيقتله غيرك يا جاسر" قالها ياسر وهو يعطيه الحذاء مرة أخرى ليبادله جاسر الحذاء وهو يقول بغضب"طب رش بايرسول طيب!"
4
هنا لاحظ الجميع فيفي التي التقطت زجاجة مبيد الحشرات وهي تضمها بحماية تقول بغضب "دي بأربعين جنيه، ادوله بالجزمة وهو هيموت"
10
نظر آسر لاخوته بملل وهو يقول "ما تقتلوه وتخلصوا" نظر له جاسر بسخرية وهو يقول "ما تنزل تقتلوا انت يا جامد"
1
"يا جماعة والله ما حد هيقتله غير ياسر ومتوقعوش حلفاني" قالها آسر بتصميم ليصرخ بهما ياسر بغضب "هو كل حاجة ياسر يجدعان بقرف"
3
"زمانه هرب ما تخلصوا" صرخت بهم إسراء لتتأفف جميلة بملل وهي تقتحم المطبخ تذهب نحو تلك الحشرة تدعسها بقدمها وهي تقول بملل "كتكم خيبة انتم التلاتة"
35
ابتسم آسر بسعادة وهو يقفز من فوق الطاولة يقول بفخر "عاش يا حضرة الظابط فخر حكومة مصر والله"
3
خرج الجميع خلف جميلة لتصعد يسرا لغرفتها وتتركهم وتبعتها فيفي؛ بينما جاك اقترب من جاسر وهو يسأله "جاسر اين المرحاض؟" اصتحبه جاسر إلى المرحاض ثم تركه وعاد مرة أخرى لهم ليجد الجميع ينظر لجميلة بترقب
1
نظر لها ياسر وهو يقول "يعني قلبة وشك وعينك المنفوخة دي انتي شايفة أنه عادي؟" هنا نظرت لها منة بشك وهي تقول "انتي من ساعة ما شوفتي نبيل وانتي حالك متشقلب، في ايه مالك انتي تعرفيه؟"
2
نظرت لهم جميلة بتوتر تريد أن تفصح عما بداخلها لأحد ولكن ترددت أن تقص لهم الأمر ولكن لم تستطع وفي ثواني كانت تنهار مرة أخرى وهي تقول "منذر هو نبيل"
25
"أيوة يعني بتعيطي ليه؟" قالها آسر ببلاهة لتقول جميلة بتعجب "بقولك منذر الي بحبه طلع هو هو نبيل"
8
ابتسم جاسر ببلاهة هو الآخر وهو يقول "هي فيفي رشت البايرسول عليكي بالغلط بدل الصرصار؟" بينما أروى نظرت لها بصدمة وهي تقول "لا فوقي كدة واحكيلنا ايه الهبل الي بتقوليه ده نبيل ظابط ومنذر ازاي يعني مش فاهمة ده لقينا في بيته مخدرات والماظ ده مجرم"
4
تنهدت جميلة بهدوء وهي تقول "انا هحكيلكم علشان انا محتاجة افضفض لحد"
61
_________________________________
+
دخل عمرو للبيت وهو ينظر نحو صديقه بحزن من أجل حالته تلك ليقول بتوتر "نبيل محتاج اكلمك ممكن تشيل الشئ ده من هنا"
+
نظر نبيل للأسد ثم تنهد بهدوء وهو يقول "مش عايز اكلم حد يا عمرو امشي دلوقتي" اقترب منه عمرو رغم خوفه من هذا الحيوان الشرس وهو يسحب تلك السيجارة من فمه يصرخ به بحزن "في ايه يا نبيل ايه كل السجاير دي يا شيخ حرام عليك صحتك هتتحاسب عليها حتى"
13
ابتسم نبيل بسخرية وهو يقول بحزن "انا هتحاسب على حاجات كتير اوي يا عمرو، مجاتش على دي" جلس عمرو أمامه وهو يقول بحزن "وبعدين يعني انت شايف أن قعدتك دي هي الحل، ما تعمل حاجة انت مهانش عليك حتى تبرر ليها موقفك"
8
هنا تحدث بالانجليزية تلك اللغة المقربة لقلبه وهو يقول بشرود ينظر لحمام السباحة أمامه "وماذا ابرر؟ ابرر لها تهكيري لابنة عمي، ام تهديدي لعائلتي؟ بالتأكيد شرح لها والدها الأمر، وبالتأكيد أيضًا أن اللواء جمال سيخبر الجوكر بتلك الأموال التي آخذها ولا أعيدها للشرطة وسيأخذ ضدي إجراء قانوني، في كل الأحوال ساكون الشر الذي يطاردها"
20
"بلاش تبقى نبيل، خليك معاها منذر زي ما كنت طول عمرك معاها من يوم ما شوفتها" قالها عمرو بأمل ليبتسم نبيل بسخرية وهو ينظر لصديقه يقول بألم "ومين قالك اني كنت معاها منذر؟ شخصية منذر دي ظهرت مع كل الناس إلا هي، الوحيدة الي ظهر معاها نبيل الي مظهرش مع حد غيرك انت وابويا وامي الله يرحمهم، بس هي مش هتقدر تستوعب حاجة"
15
"يعني خلاص استسلمت للأمر الواقع كدة؟" قالها عمرو بغضب وعدم تصديق لينظر له نبيل بحزن وهو يقول "جميلة هي الحاجة الوحيدة الصح في حياتي، عارف لما تبقى عايش في حياة عبارة عن سواد ومفهاش غير نقطة بيضة هي الي ظاهرة فيها، اهي جميلة هي النقطة البيضة دي"
15
"طب اومال في ايه؟" صرخ به عمرو بعدم فهم ليبتسم نبيل بحزن وهو يقول "جميلة متستاهلش واحد زيي، ولا انا استاهل واحدة في طيبتها ونقائها، حاسسها كتير عليا واقف مكاني مش عارف اقرب وانسى حقي من مرات عمي وانسى الفلوس، ولا ابعد علشان هي تستاهل حد احسن مني وافضل انا مع فلوسي وحياتي!"
31
"انت هترتاح في انهي وضع يا نبيل؟" سأله عمرو بهدوء ليقف نبيل وهو يبتسم بسخرية يقول بحزن عقب رحيله "وانا الي زيي مش مكتوبلهم الراحة"
9
أنهى حديثه وهو يتركه يصعد لغرفته يخلع ثيابه ليبقى عاري الصدر يقف أمام المرآة ينظر لنفسه اهو بالفعل سئ؟ أم يوجد بداخله شيء يستطع التغلب على السوء؟
13
مر شريط حياته بأكمله أمام عينه، والدته التي كانت تغصبه على كره عائلته وان يسرا هي سبب تعاستها، والدته التي اقنعته أن الأموال والسلطة هي من سترفعه للأعلى
11
ابتسم بسخرية وهو يقول بعدم تصديق "الفلوس رفعتني لفوق، وجات هي حبها جابني على وشي مسح بيا الأرض" ضحك بعدم تصديق يحبها بالفعل ولكن ماذا؟ هو فعل اشياء جيدة، ولكن أيضًا فعل اشياء خاطئه!
9
هنا ضحك بسخرية وهو يتذكر ذلك المقطع من إحدى الاغاني الشهيرة وكانت الأغنية تدور حول سؤال واحد وهو انا من يوجد بداخلي الخير أم يوجد الشر!
7
ابتعد عن المرآة تسطح على فراشة وهو ينظر للأعلى ينتهد بحيرة ماذا يفعل يكمل مسيرته في جمع أموال أكثر بأي طريقة ممكنة، يستمتع بدنيته ام يكسب آخرته هنا خطر بذهنه سؤال واحد فقط خرج منه بشكل ساخر "وهو الي انا عملته ده ربنا هيغفرهولي اصلا؟ إذا كان البشر مش هيغفروا!"
34
غلبه النعاس وذهب في نوم عميق بعيدًا عن تلك الحياة التي وضعته بين نارين لا يعلم ماذا يفعل، دخل الشرطة من أجل أن يفيد دولته بأفكاره ولكن ليس من اجل أنه يريد الحق مثلا بل لأجل خوفه من أن يستخدم عقله في شيء غير قانوني فيتم حبسه في إحدى المرات، أراد فقط أن يعيش وحده في راحة بين أموال وسلطة وهيبة، وفي نفس الوقت يمارس الشيء الذي يحبه الا وهو القتال والتفكير بطرق خبيثة
5
ولكن أتت هي دمرت كل ما خططه لعيش حياة مستقلة، جعلته بعدما كان يسهر الليالِ يفكر كيف يأخذ أمواله من عائلته ويجمع أموال أكثر حتى لو كانت أموال من مصدر غير شرعي، بات يسهر الليالِ يفكر بها هي ويخطط كيف يكسب قلبها ويقعها في حبه مثلما اوقعته هي في بحور عشقها، جميلة وهي بالفعل جميلة، هي الشيء الوحيد التي تروق لعيناه النظر لها بدون ملل وكأن هذا المظهر الذي يروق له التحليق به وتوديع اي تفكير أو ضغوطات بمجرد ضحكة واحدة تصعد منها تجعله يقول شيء واحد فقط "سبحان الذي خلق فأبدع"
21
_________________________________
+
كانوا ينظرون لها بصدمة؛ لتضمها أروى بحنان عندما ازداد انهيارها
+
بينما الثلاثة كانوا ينظرون لبعضهم بعدم تصديق لما استمعوا له ليقول آسر بصدمة "ايه الي عيني بتسمعه ده؟ انا مش قادر اصدق اي حاجة من الي اتقالت!"
25
كان ياسر ينظر لجميلة بحزن وهو يقول "ده انتي اكتر حد اتصدم اكيد، بس بردو لا الحوار ميتصدقش يا جدعان دي لفة بعيدة اوي!" هنا نظرت منة لجميلة وهي تقول بغضب "ولو ده ميغرفلوش الي بيعمله فيا انا واروى وماما، مظنش دي حاجة ليها علاقة بشغله"
5
نظرت لها جميلة بغضب وهي تقول بلا شعور "بس هو مش بيحبك" هنا نظر لها جاسر بغضب وهو يقول "هو انتي متعصبة ولا بتعصبي امي انا!"
6
نظرت لهم بقلة حيلة وهي تقول بألم "انا مش عارفة اعمل ايه؟ انا دماغي هتتشل من التفكير" هنا نظر لها آسر وهو يقول بغضب "متعمليش حاجة ولا تفكري اصلا لما يثبت نزاهته وحبه ليكي ساعتها ابقي فكري لكن هو لحد اللحظة دي عيل واطي وجشع والطمع ماليه"
6
اومأت أروى بتأكيد وهي تقول "أيوة فعلًا يا جميلة متحاوليش تتواصلي معاه وشوفيه هو عايز ايه الأول"
+
نظر الثلاثة نحو جميلة ليقول ياسر بهدوء "بصي يا جميلة، انتي محدش يستاهل حزنك ده عارف ان الموضوع صعب ويصدم بس متفكريش ولا تحزني قولي يارب وهو قادر يسهلهالك أو يعوضك بحاجة احسن"
3
اومأ جاسر بتأكيد وهو يقول "نبيل شخص كويس او مش كويس دي بينه وبين ربنا، بس حطي دايمًا الاحتمال الأكبر في الحاجة الي انتي مش حباها، علشان لو حطيتي املك في حاجة انتي عيزاها ومتحققتش محدش غيرك هيتكسر، فحطي احتمال كبير أنه شخص مش كويس علشان تعرفي تقنعي نفسك هتتعايشي مع الأمر إزاي"
11
ابتسم لها آسر بشفقة وهو يقول "وحطي دايمًا في بالك أنه حتى لو وحش وحبك ليه كل الوقت ده كان غلطة، أنه امتحان صغير من ربنا ليكي علشان يختبر صبرك ويعوضك بحاجة احسن، لان ربنا عمره ما بيدي البني آدم فوق طاقته، دايمًا بيحطنا في اختبارات صعبة بس في استطاعتنا نعديها واحنا متوكلين عليه ومش بنيأس، وساعتها هيعوضك بحاجة مكانتش على البال ولا على الخاطر"
14
نظرت الجميلة للثلاثة والدموع تغلف عينيها ليقول الثلاثة بتشجيع لها "احنا كلنا معاكي"
2
ابتسم لها ياسر وهو يقول "وحتى لما مهمتك مع جاسر تخلص هتفضلي صحبتنا احنا اعتبرناكي مننا خلاص" نظرت له أروى بتشنج وغضب ليقترب منها ياسر وهو يهمس لها "بنشجعها والله مش اكتر"
4
"ما واضح" قالتها أروى وهي تشعر بنيران داخل قلبها ولكن ابتسمت بيأس عندما استمعت لهمسه "ميملاش عيني ولا قلبي غيرك يا قمر"
7
نظرت لهم جميلة بصمت تام لتنتبه لمنة التي قالت بغضب "جميلة متديهوش فرصة يكون في حياتك اصلا، ده شخص مؤذي ودماغه دماغ شياطين، ده وهمك أنه شخصين مش هيوهمك بحبه؟"
5
"ليه بتقولي كدة ما يمكن يكون بيحبني" قالتها جميلة وهي تنظر لها بأمل لتقول منة بسخرية "الي شوفته منه ميخلنيش اقول غير أنه شيطان، بس ربنا يكتبلك الي في الخير"
3
هنا تحدثت إسراء أخيرًا وهي تقول بكل هدوء وثبات "صلي يا جميلة" نظرت لها جميلة بخجل وتعجب فهي لا تذكر متى اخر مرة ركعت بها حتى ولكنها رأت إسراء تعتدل في جلستها وهي تقول بصدق وعن تجربه "كل دول هيهدوكي بالكلام ويطبطبوا على ضهرك، لكن محدش هيطبطب على قلبك ولا يسكن وجعك غير ربنا، احيانًا ربنا بيحطنا في إختبارات صعبة علشان يشوفنا هنعيط ونقول ياريت الي جرا ما كان، ولا هنقرب ونقول حكمتك يارب ورحمتك ولطفك بينا"
11
شعرت جميلة وكأن هناك رصاصة اخترقت قلبها، فكان قلبها دقاته عالية وكأنه قلق وخجل لتقول بدون احراج "تعرفوا اني عمري ما صليت!"
+
هنا قالت منة باحراج هي الأخرى "احيانًا بصلي بس عمري ما انتظمت" تبعتها أروى في الحديث وهي تقول بخزي وندم "وانا كمان"
+
نظرت لهن إسراء بابتسامة متسعة وهي تقول بسعادة "تخيلوا بقى أن ربنا هو الي بيكلمكم دلوقتي" نظرن لها الثلاثة بعدم فهم لتقول إسراء وهي تبتسم لحنان ربها "ربنا لما بيعوز يقرب العبد منه، بيبعتله الي يذكره والي هو انا، يعني إسراء دلوقتي مش بتكلمكم بإرادتها لأن شخصيتي أبرد من كدة بكتير ممكن اقولك معلش يا جميلة واطلع انام، لكن ربنا هو الي الهمني اقولك روحيله هو مستنيكي وهو الي بيناديكي علشان يهون عليكي الي حصلك والي مزعلك، رحمة ربنا عمرها ما هتزول غير في حالة أن تصعد الشمس من مغربها، هي دي الحالة الوحيدة الي ساعتها لو قضيتي الباقي من عمرك على سجادة الصلاة هيبقى خلاص فرصتك راحت، فلازم طول ما فرصتك لسة موجودة انك تقربي اكتر ومش كدة وبس ده كمان ربنا بعزته وجلالته هو الي باعتني ليكي علشان يذكرك بيه، يبقى منضيعش الفرصة دي يا عالم ممكن نصحى نلاقي العالم بينتهي، أو نصحى نلاقي نفسنا موتنا وقيامة النفس قامت (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) صدق الله العظيم"
39
كان آسر يبتسم لها بكل حب، حب يزداد لتلك الفتاة النقية الطاهرة قلبًا وقالبًا يريد أن يذهب الآن ويسحبها بين احضان يسألها كيف لملاك أن يتعايش بين عالم مليئ بالشياطين على هيئة بشر؟
2
بينما الثلاث فتيات كانوا يتنهدن بحزن وكأنهن يشعرن بالخزي من أنفسهن كيف غفلن عن آخرتهن؟
+
"اللعنة أقسم أن هذا الدور لعين" شعر الجميع بالفزع من هذا الصراخ لينظرون نحو جاك الذي نظر لهم ببلاهة وهو يرفع هاتفه أمامهم يقول بحماس "هل يستطع أحدكم أن يخلصني من هذا الدور في لُعبة كاندي كراش، فإنه صعب للغاية تلك المرة الثانية بعد المئة التي أعيد بها نفس الدور!"
20
نظر له الجميع بغضب وتذمر ليبتلع ريقه باحراج وهو يقول "حسنًا أشعر أنه صعب بعض الشيء لا اريد ارهقاكم سأرى لُعبة أخرى، هناك لُعبة شهيرة في إحدى المطاعم وأقوم انا بتقديم الاكلات ولكن للأسف الزبائن يشعرون بالملل سريعًا وهذا يرهقني"
15
نظروا له بتشنج ليبتسم هو باستاع قائلًا "ولكن ساجرب حظي مرة اخرى، عودوا لحديثكم آسف للمقاطعة"
1
تنهد آسر بملل ثم نظر لجاسر وهو يقول "الإشعات والتحاليل كلها هتلاقيها في مكتب بابا على ما الدكتور الي على ما يفرج ده يشوف الدنيا فيها ايه اكون رجعت" كاد آسر أن يرحل ولكن أوقفه جاسر وهو يقول بتوتر "هتثق فيا ولا هتستسلم للأمر الواقع علشان مفيش حل غير كدة؟"
+
ابتسم آسر بحنان وفي ثواني كان يسحبه لأحضانه وهو يقول بثقة "لا واثق فيك يا جاسر، وعارف أن انت الي هترفع راسنا لفوق" ابتسم جاسر وهو يضمه ليفزع الاثنان عندما يران ياسر يدخل في المنتصف وهو يقول بتذمر "شكلكم من غيري عِرة اوي"ضحك الاثنان وهما يضموه لاحضانهما ليضحك ياسر هو الآخر
23
ثم ابتعد عنهما آسر وهو يسحب إسراء يخبرها بأن تذهب لتبدل ملابسها وأنه ينتظرها في الخارج لتومأ له بهدوء وهي تصعد لغرفتها
+
__________________________
2
وبعد نصف ساعة تقريبًا كان آسر يجلس في سيارته ينتظرها حتى رآها تطل عليه بطلتها التي تخطف قلبه بثوبها الاحمر الغامق وحجابها من اللون الأسود وهي تبتسم بخجل تصعد للسيارة بجانبه تستمع لتعبيره بانبهارة بها "ايه الحلاوة الرشيد الميزان دي يا ست!'
8
ابتسمت إسراء بخجل وهي تقول بتذمر "آسر بطل تبقى باد بوي شوية" اقترب منها آسر وهو يبتسم باتساع قائلًا "ده انا باد بوي والبنات لما تشوفني بتقول وه يبوي"
16
ضحكت بشدة ثم دفعته بعيدًا عنها وهي تقول "طب يلا اتحرك، هتودينا فين؟" ابتسم لها بحماس وهو يقول "هنستجم شوية"
+
كان يقود السيارة وهي تنظر له بسعادة ثم فاجئته بقولها "عارف يا آسر انا بحبك بس انت لازملك خريطة" نظر لها بخبث وهو يغمز لها قائلًا"علشان بتوهي في عيوني لا قديمة يا ايسو"
2
"لا علشان مش سالك وحواراتك اكبر من امريكا الجنوبية" أنهت حديثها لينظر لها ولضحكتها بصدمة ثم قال بسعادة. "ياستي مقبولة منك انا مش سالك فعلا مش هكدب عليكي"
5
"لا بس بحبك بردو والله" قالتها و مازالت ضحكاتها لم تتوقف ليمسك آسر يدها يحتضن كفها بكفه وهو يقبل يدها بسعادة قائلًا "لو عيزاني افضل مش سالك علشان تضحكي كدة معنديش مانع"
3
ابتسمت له براحة وتنهدت بهدوء ثم اقتربت من مقعده وهي تميل برأسها تستقر بها على كتفه وما زال كفه يحتضن كفها تنظر للطريق أمامها وهي تتمنى من ربها أن يديم تلك السعادة والراحة التي تشعر بها الآن
+
مر دقائق وتوقفت السيارة لتراه يدعيها للخروج لتهبط من السيارة تراه يقف أمام حديقة كبيرة فارغة تمامًا لا يوجد بداخلها الا بعض الأشخاص وكان عددهم صغير للغاية وكأنهم خمس اشخاص تقريبًا وباقي الحديقة فارغة تمامًا
+
سحبها للداخل لتصطدم الرياح بوجهها لتستنشق الهواء مع مزيج من رائحة الزرع والأشجار جعلها تبتسم براحة وهي ترى الكثير من الأشجار أنواع مختلفة والزهور وكان تلك الحديقة بُنيت لبث الراحة النفسية بالجلوس بداخلها
+
ابتسمت بسعادة وهي ترى ضوء القمر مع هدوء الليل اصوات حشرات الليل تقول "المكان فظيع يا آسر، تعالى نقعد تحت الشجرة دي" كادت أن تسحبه ولكنه أوقفها وهو يقول "لا انا لما كنت باجي الحديقة دي كنت بشوف تلة بحبها اوي واتمنيت اني اجي اقعد عليها في مرة انا معايا البنت الي بحبها وادي البنت جات نقعد بقى"
12
اومأت له بحماس وهي تذهب خلفه تصعد لتلك التلة الكبيرة والتي كانت منظرها أكثر من رائع أرضها ينبت بها الزرع وفوقها النخيل والأشجار والزهور لتبتسم بانبهار وهي تجلس بجانبه وتقول "ازاي حديقة زي دي فاضية كدة؟ وكمان ببلاش يعني المفروض تبقى زحمة جدا"
7
"الحديقة دي حرص أهل المدينة هنا أنها تكون فاضية وهادية كدة، وهما الي بيخلوا العمال هنا يهتموا بيها زي ما انتي شايفة كدة علشان كل واحد ينزل من بيته يستجم هنا، كنت بحب اوي اجي هنا لما احس اني مخنوق باجي كدة وأقعد واسرح مع نفسي، وكنت كل مرة اجي فيها الاقي واحد جاي ومعاه حبيبته وقاعدين كنت ببتسم بحماس واقول امتى اجي هنا ومعايا الي بحبها زيهم، ومن اول يوم حسيت فيه اني بحبك وانا قررت اني لازم اجيبك هنا"
2
أنهى آسر حديثه لتبتسم هي بسعادة وهي تقول "وانت متتخيلش انا فرحانة ازاي، وحاسة براحة نفسية كدة رغم اني سقعانة جدا والجو برد، ما تجيب الجاكيت ده ادفى"
8
"في حل احلى للدفا" نظرت له بعدم فهم لتراه يبتسم باتساع وهو يفتح ذراعيه لها يدعوها لاحضانه لتنظر له بتذمر وهي تقول "لا انا أخري انام على كتفك بس"
4
قالتها وهي تجلس بجانب تضع راسها على كتفه ليمسك هو بيدها وهو يقول "كفاية انك جنبي والله" رآها تنظر للقمر وهي تتنهد بحيرة تسأله بخوف "تفتكر هتعالج وافضل معاك؟"
+
"كل الي اعرفه ان رحمة ربنا كبيرة، ومش هيوجعنا يا إسراء" قالها وهو ينظر لها بخوف من القادم ولكن يحاول بث الطمأنينة في قلبها لتتنهد هي بحزن ثم قالت بمشاغبة محاولة في تغيير الموضوع "تعرف انا بحب الشعر، مجاش في دماغك كدة اي شعر عن الفراق أو ما سيبتك؟"
+
ابتسم بفخر وهو يقول "طبعا جيه" نظرت له بصدمة ولهفة وهي تقول "طب قول بسرعة"
+
تنهد بهدوء ثم قال باندماج "لقد كنت هنا قبل الكل، انا كنت الكل لو تتذكرين، لكن ما طمر فيكي الفل ولا طمرت فيكي السنين وكنت فاكرك ست الكل طلعتي ضفدع جوا طين جيت امسكه هرب وفَر ولوث ثوبي الثمين"
52
أنهى حديثه ليراها تنظر له بتشنج وهي تقول "ايه القرف ده! انا ضفدع جوا طين يا آسر؟" نظر لها بتعجب من تذمرها وهو يقول "أيوة ما انا مكنتش طايقك ساعتها"
3
"تصدق انك بارد انت اصلا ايه الي خلاك ترجعلي" قالتها بغضب وهي تنظر بعيدًا عنه لتراه يقترب منها وهو يضع رأسه على قدمها يتسطح على الأرض ينظر لوجهها وهو يبتسم قائلًا "رغيف غربتك مالح ولو بالعسل عاجنينه، ورغيف بين احضانك حلو ولو بالمر خابزينه"
17
ضحكت بشدة على حديثه وهي تقول "آسر" وضع يده أعلى رأسه وما زالت رأسه على قدمها وهو يبتسم قائلًا "عيون آسر والله"
4
"متقولش شعر تاني" قالتها وهي تنظر له بحسرة ليضحك هو قائلًا "والله انا حاولت يكفيني شرف المحاولة"
4
وجدت نفسها تضع يدها فوق شعره وهي تداعبه بحنين قائلة "الشعر الي انا أقصده الي هو بالفصحى التقيل ده، بس خلاص شكرا مش عايزاه كرهتني في الشعر"
+
ضحك بعدم تصديق لما فعله وهو يقول بقلة حيلة "ما انا مش عارف والله" ابتسمت ثم نظرت له قليلًا قبل أن تقول "هو في حمام هنا؟"
+
اعتدل في جلسته وهو يقول "اه فيه تعالي" وقفت معه واصطحبها الى المرحاض ثم تركها تدخل وابتعد هو للخلف ينظر للحديقة التي أصبحت فارغة تمامًا ليقول "كدة احسن، والجو شكله هيمطر وهتبقى ليلة فل"
1
انتبه لهاتفه الذي يعلن عن اتصال جاسر به ليرد بلهفة وهو يقول "ها؟"
+
"إسراء جنبك؟" قالها جاسر ليقول آسر بتوتر "لا مش جنبي! في حاجة؟؟"
1
فتح جاسر مكبر الصوت ثم نظر لجاك علامة أن يبدأ في الحديث ليمسك هو بالتحاليل وهو يقول بعملية "سيد آسر زوجتك تعاني من سرطان الدم، وهو من الحالات التي لا تحتاج لتدخل جراحي بل يجب تدخل العلاج الاشعاعي والكيميائي، وهو يعتبر في نصف مراحلة ليس في البداية ولا في اسوء المراحل النهائية"
2
"وهل يمكن للعقاقير التي يقوم جاسر بتحضيرها أن تعالجها بدون تدخل كيميائي، فهي تشعر بالرهبة منذ آخر تجربة لها" أنهى آسر حديثه ليقول جاك بأمل "نعم بالطبع فعقاقير جاسر مخصصه لهذا بالفعل، ونتمنى أن تنجح وتأتي بمفعول مع حالة زوجتك، ولكن إن لم تنجح عقاقير جاسر فلا يوجد حل آخر غير العلاج الاشعاعي والكيميائي"
3
هنا تدخل جاسر في الحديث يقول بالانجليزية حتى يفهمه صديقه أيضًا "آسر هي لديها رهبة من ألم العلاج الكيميائي الذي يظل لساعات ويوجد له أعراض جانبية كثيرة مثل الإعياء وتساقط الشعر والإمساك وضعف المناعة، ولكن تلك العقاقير التي أقوم بتطويرها كان تطويرها لأجل تقليل تلك الأعراض الجانبية وأتمنى أن أكون نجحت في هذا، سيظل الألم فقط لخمسة عشر دقيقة فقط، الألم يجب وجوده لان الورم ليس بالمرض الهين ويجب المخاطرة من أجل التخلص منه، وتلك هي مهمتك أن تقف بجانبها تقوم بتشجيعها حتى تتحمل هذا الألم، من يريدون قتلي من أجل البحث هم نفسهم من يريدون مرض السرطان أن ينتشر في العالم بأكمله وهم من تسببوا في زرع مواد سرطانية في جميع المحاصيل الزراعية من أجل تفشي هذا المرض يا آسر"
12
تنهد آسر بهدوء يراها تخرج من المرحاض وهي تبتسم له بسعادة ليقول بحزن "سلام يا جاسر"
+
"في ايه مالك كنت بتكلم مين؟" سألته وهي تنظر لمعالم وجهه بتعجب ليبتسم لها وهو يسحبها نحو تلك التلة مرة أخرى وهو يقول "مفيش حاجة تعالي"
+
وأثناء سيرهما بحث في هاتفه عن بعض الغزل بالفصحى الذي تتمناه ليبتسم بحماس وعينه تلتقط جملة اثارت إعجابه
+
وقفت فوق تلك التلة ووقف هو أمامها وهو يقول "إن كان هناك شيء قادر على بث الروح في جسدي مرة أخرى، فستكون نظرة واحدة من عيناكِ"
4
"انت هتكفر يا آسر علشان تتغزل فيا؟" نظر لحديثها بصدمة وهو يقول "نعم؟"
4
"مش حبك ليا الي يخليك تعلن الحادك يا حبيبي"
9
"تصدقي انتي صح، خسارة فيكي السعر الحراري الي هحرقه لو اتعصبت عليكي، قومي يا اسراء نمشي انتي مش نافع معاكي حاجة" قالها بتذمر وكاد أن يسحبها خلفه ولكنها أوقفته بقولها وهي تبتسم بسعادة
+
"وان كان هناك شيء قادر على إعادة الامل لي في تلك الحياة فستكون دقيقة واحدة بين أحضانك" نظر لها آسر بخبث وهو يرفع إحدى حاجبيه لتساله هي بمشاغبة "يعني هو انا اروح فين لما احس ان الدنيا اضيقت بيا؟"
3
هنا فتح ذراعية بمشاغبة وهو يقول بسعادة "روحي لحضني" ابتسمت بسعادة وهي تقترب منه ليسحبها لاحضانه لتبتسم براحة وحنان
+
ولكن شعرت بالفزع عندما استمعت لصوت الرعد لتقول "الدنيا هتمطر، يلا نروح" امسكها بتذمر وهو يقول "اما صدقت الجنينة فضيت ومحدش هيشوفنا"
+
نظرت له بعدم فهم لحديثه لتراه يبتسم وهو يقول "عارفة الطاووس لما يرقص مرة واحدة بس في المطر كل سنة؟" نظرت له بريبة من حديثه ليسألها مرة أخرى "بتحبي ام كلثوم؟"
1
اومأت له بتأكيد وهي تقول "طبعا" أخرج هاتفه وهو يقول بمكر "طب ما تيجي نعيش ليلة بمقام الف ليلة وليلة!"
4
نظرت له بصدمة عندما وجدته يقوم بتشغيل تلك الأغنية المشهورة لتلك المطربة ثم يمسك بيدها وهو يقربها منه لتبتسم بعدم تصديق وهي تقول "حد يشوفنا؟"
2
"محدش موجود في الحديقة دلوقتي غيرنا" ورغم يقينها بهذا الحديث ولكنها كانت تشعر بالخجل ولكن لم يتركها وهو يضع يده في خصرها يجذبها نحوه ويده الأخرى تحتضن يدها وهو يبدأ في الرقص معها مع انغام تلك الموسيقى الهادئة تحت مياة المطر لتضحك بعدم تصديق وهي تشاركه تلك الرقصة الرائعة بالنسبة لها والتي كانت فقط تراها في التلفاز لم تتصور يومًا أن تخوض تلك التجربة بنفسها
11
أمسك بيدها وهو يدعها تدور حول نفسها يتطاير ثوبها ضحكاتها تملئ المكان مع ازدياد إيقاع الموسيقى ليبتسم هو بسعادة من أجل سعادتها تلك وظلت الأجواء ما بين الضحكات والمشاغبة بل وايضًا اللعب لتتنهد إسراء براحة وهي تخبر نفسها أن تلك الأيام لو كانت آخر أيام حياتها، فبالتاكيد ستكون اسعد أيام حياتها.
8
________________________________
+
كانت جميع العائلة تجتمع فوق مرتبة وضعوها على الأرض فيفي تجلس في المنتصف وهي تاخذ الثلاث فتيات في أحضانها حتى جميلة التي لم تكن في مزاج جيد للجلوس ولكن فيفي أصرت عليها الجلوس معهم
2
بل وشاركهم أيضًا نعمة وبنداري اللذان وصلان للتو قبل هبوط الأمطار وكان جاسر وياسر وجاك يجلسون بجانب بنداري وفيفي تضم الثلاث فتيات ونعمة تجلس بجانبهم تنتظر يسرا التي أتت من المطبخ وهي تقول بحماس "السحلب اهو"
6
ابتسمت فيفي بسعادة وهي تقول "حلو يلا شغلي المسلسل على ما آسر واسراء ييجوا يشاركونا"
+
كانت نعمة تنظر لجميلة بغضب بعد الذي علمته لتقول "بت افردي وشك، عادي راح قرد ييجي غزال، وبعدين ده انتي الي خايبة فكرتيني بجملة امي الله يرحمها، شوفت الحلو وعديته وجيت عند المنيل ونقيته"
22
ضحك الجميع بشدة حتى جميلة التي ابتسمت بهدوء بينما بنداري كان ينظر لنعمة بفخر وهي تقول "هي نعمتي واعوز بالله من زوال النعمة" نظر له ياسر بغضب ولكن أوقفه جاسر سريعًا قبل أن يقترب من بنداري
2
بينما يسرا أتت مرة أخرى ببعض الكعك وكادت أن تجلس معهم ولكن أوقفتها فيفي وهي تقول بتحذير "قبل ما تقعدي، روحي ولعي تلت لمبات بس"
2
تاففت يسرا بملل وهي تغلق الضوء كله ليجلسوا في الظلام ولا يوجد غير ضوء التلفاز لتقول فيفي بسعادة "اشطا كدة اوفر انا بحب كدة"
2
جلس الجميع بجانب بعضهم ينعمون بالدفئ يتمنون لو آسر و إسراء يشاركان تلك اللحظة معهم
+
بينما فيفي قالت بتذمر "لا مش بحب المسلسل الكئيب ده، هاتوا فيلم لمحمد هنيدي شغال على روتانا سينما خلينا نفرفش شوية، بس اعملوا في حسابكم هو فيلم واحد وهنطلع ننام"
+
ابتسمت أروى وهي تسألها بحنان "ده علشان البيت يكون منظم والسهر غلط" ارتشفت فيفي من كوب السحلب وهي تقول ببرود "لا علشان التلفزيون ميشتغلش كتير ويسحب كهرباء"
4
ضحك الجميع بيأس من تلك السيدة لتقول جميلة بلهفة "ما تيجوا تتغدوا عندنا بكرة، عايزة اعرفكم على ماما وبابا وكمان خالتوا وبناتها جايين"
25
"مين خالتوا وبناتها دول" سألها ياسر بتعجب لينتفض جسده عندما استمع لصراخ جاك المتذمر "اللعنة اريد فيلم مترجم او حتى فيلم باللغة الإنجليزية لا افهم ماذا يقول هذا الرجل"
5
نظرت فيفي نحو جاك بغضب وهي توجه حديثها لجاسر "اكتم الواد ده علشان انا مش طيقاه، من ساعة ما دخل علينا وهو عمال يديها شاي وقهوة عصير وغداء وعشاء وده خارج طاقتي"
4
بينما ياسر أعاد سؤاله لجميلة التي قالت بحنين "فريدة وامل ولاد خالتوا زوزو، هي كانت مسافرة بقالها عشر سنين بسبب منحة جاتلها في كندا"
2
ذم جاسر شفتيه بحسرة وهو يقول "فريدة يااااه" نظرت له جميلة بغضب وهي تقول "بلاش استعباط ده تشابه اسماء مش اكتر"
9
بينما ياسر نظر لها بشك ولهفة وهو يسألها "زوزو ازاي يعني؟ هي اسمها زينب؟" نفت جميلة برأسها وهي تقول "لا خالتوا يابني مدرسة أنجلش مشهورة جدا ليها قناة كبيرة على اليوتيوب اسمها زينة الاسيوطي"
30
وفي ثواني كان يصرخ الأثنان بصدمة "ايه اسمها ايه؟"
+
"في ايه؟؟" سألتهم جميلة بريبة ليقول ياسر سريعًا بتوتر "انا عارفها دي كانت الميس بتاعتي في اعدادي، مدرسة السعدية بنين"
18
هنا نظر لها جاسر بلهفة وهو يقول "غدانا عندك بكرة بعون الله، مش زين...زوزو جاية؟" اومأت له جميلة بتأكيد ليقول ياسر بلهفة وامل "خلاص خلي امك تجهز عصير مانجا علشان بحبه"
3
قاطع الجميع دخول آسر واسراء التي كانت ترتجف برعب عندما أخبرها آسر بأن اليوم اول خطوات علاجها
1
وقف جاسر وجاك وأشار لهم آسر باتباعه وسحب زوجته معه للأعلى ودخل للغرفة ليدعها تجلس على الفراش وهو يدعمها قائلًا "جاهزة؟ انا جنبك"
+
نفت برعب وهي تقول "مش عايزة ارجع للوجع ده تاني يا آسر" احتضن وجهها بين كفيه وهو يقول بتشجيع "ده مش كيماوي يا إسراء، علاج جاسر ده هيقعد بس عشر دقايق انتي قوية وهتستحمليهم وبعدين مش هتحسي بوجع تاني متقلقيش"
3
حاولت اخفاء دموعها عندما رأت العائلة بأكملها تقتحم الغرفة وتقول أروى بحنان "متخافيش يا اسراء انتي قدها وهتعديها" اومأت منة بتأكيد وهي تقول "انتي هتستحملي وتبقي قوية علشان تخلصي من كل الهم ده وتعيشي حياتك معانا من تاني من غير خوف من الي جاي"
1
ابتسمت إسراء بحماس وهي ترى اقتراب فيفي التي قالت بحنان "ندرًا عليا لو عدتيها على خير يابنتي لادبح فرخة انشالله ما عن حد حوش" نظرت لها إسراء بيأس وهي تبتسم بسعادة ترى يسرا تربت على شعرها بحنان وهي تقول "فوقي كدة ومتخافيش عايزة افرح بولادك انتي وآسر"
3
انتبهت إسراء لتذمر نعمة التي قالت بغضب "جرا ايه يا اوس اوس مخدتش عليكي ضعيفة، اومال فين البت الي فتحت دماغ ابن عمها في نص الحارة ولا همها دكر من الي واقف، الي اول ما بيسمعوا اسمها في المنطقة يقولوا البت الي بمئة راجل" اومأت جميلة بتأكيد وهي تقول "أيوة يا إسراء احنا خدنا على اوس اوس خلاص"
3
ابتسم لها ياسر ببلاهة وهو يقول "انتي اقوى من المخدرات يا إسراء" نظر له آسر بغضب ليقول هو بتذمر "في ايه مش عارف بنقول ايه في الحالات الي زي دي"
25
دعم الأسرة هو أكثر شيء زاد من حماسها وقلل من خوفها لتبتسم بتوتر وهي تنظر لآسر بمعنى أنها جاهزة لينتبه لها جاك وفي ثواني كان يقول بجدية "ارجوكم الجميع إلى الخارج اريد فقط جاسر وشخص واحد يرافقها"
+
جلس آسر بجانبها وهو يحيط كتفها بيده يومأ لجاك بمعنى أنه من سيجلس معها ليخرج الجميع ولكن قبل أن تخرج منة لاحظت توتر جاسر الملحوظ لتقترب منه وهي تقول بحماس "انا واثقة انك عملت حاجة هتنجح وتبهر العالم كله يا جاسر"
1
"انا قعدت سنين في البحث ده وخايف يفشل" قالها جاسر بتوتر لتبتسم له منة بتشجيع وهي تقول "متأكدة أنها هتنجح وهتقول منة قالت، مستنياك برة"
3
ابتسم لها جاسر بحنان وما أن خرجت حتى اقترب جاك من إسراء وهو يقول "حسنًا تسطحي على الفراش وتظاهري بالنوم وحاولي أن ترخي من اعصابك قليلًا لا اريد اي خوف أو توتر حسنًا"
+
نظرت له إسراء بعدم فهم ليترجم لها آسر ما قاله وهو يساعدها على التسطح على الفراش يمسح على رأسها بحنان وهو يبتسم لها بهدوء
+
بينما جاسر وضع الحقنة داخل تلك الأنبوب الصغير يسحب الدواء من الداخل يخرج الهواء من الحقنة ثم نظر نحو إسراء بتوتر وخوف ثم اقترب منها وهو يقول بعملية "إسراء متشديش اعصابك تمام، هتحسي بوجع لمدة ربع ساعة حاولي تتحملي بس ربع ساعة والدواء هيكون انتشر في كل جسمك وهتنامي خالص ويبدأ الدواء ياخد مفعولة للبحث عن الورم الي في الجسم تمام؟"
+
نظرت نحو آسر بخوف ليبتسم لها بهدوء لتدفن وجهها في أحضانه تضع يدها أمام جاسر الذي امسكها باضطرار لأجل مهنته بدأ أن يصفع ماكن العروق بهدوء ثم بدأ في غرز الإبرة داخل أوردتها وتفريغ الدواء لتتألم إسراء بسبب شك الإبرة لجسدها
8
سحب جاسر الحقنة من يدها بهدوء ثم وقف وابتعد عنها ينظر لها بتوتر وهو ينتظر ما سيحدث
+
وبعد دقيقة أو دقيقتين بدات اسراء تشعر بتنميل في جميع جسدها وصداع يكاد يفتك برأسها لينظر لها آسر بفزع عندما وجد شفتيها تحولت للون الازرق بل ويديها أيضًا واصّفر وجهها بطريقة مرعبة
16
حاولت التمسك بآسر اكثر وفي ثواني كانت تصرخ بألم وصوت صراخها يزداد اكثر واكثر لينظر لها آسر برعب وهو يقول "اهدي يا إسراء استحملي"
+
تمسك به أكثر وهي تنهار في البكاء يزداد صراخها بطريقة مرعبة وهي تقول بألم "مش قادرة يا آسر روحي بتتسحب مش قــــــــــادرة"
5
نظر آسر لشقيقه وهو يقول "خد صاحبك واطلع برة" سحب جاسر صديقه للخارج وهو ينظر نحو إسراء بخوف ولكنه اضطر للخروج
+
بينما آسر بدأ في خلع حجابها لان العرق بدأ يهبط من وجهها بغزارة لينظر لها بحزن وهو يقول "اهدي يا إسراء شوية بس وكل ده هيروح" صرخت بألم وانهيار وهي تقول "بموت يا آسر نار جوا جسمي مش قادرة"
+
لم يشعر بدموعه التي هبطت من عينيه وهو يضمها بشدة حتى أنه أراد اداخلها لضلوعه بينما هي تمسك به وصراخها يزداد وهي تقول "يــــــــــارب مش قادرة استحمل"
7
بكى أكثر لأول مرة في حياته يبكي بتلك الطريقة وهو يضمها أكثر يربت عليها بحنان يخبرها أن كل مُرٍ سيمر ولكن هي فقط تتمسك به وصراخها يزداد ويدها يشعر وكأنها قطعة من الثلج جسدها يرتجف من الألم وكأنك أدخلت في جسدها سُمًا وليس دواء
5
كان الجميع في الخارج يستمع لصراخها بحزن وألم لتبكي فيفي وهي تشعر أن تلك الفتاة تعاني الكثير في حياتها بينما جاسر يقول بغضب "مش هقدر اعمل اكتر من كدة، انا كدة وخففت الأعراض الجانبية كمان، للاسف الحل الوحيد أنها تستحمل الربع ساعة دي بس"
+
وفي الداخل كان آسر يرفض خروجها من أحضانه وهي تتمسك به أكثر وسط صراخها وألمها ولكن فجأة شعرت بجسدها يهدأ تمامًا والضوء من حولها يتحول للظلام لتغمض عينيها بهدوء وتذهب في نوم عميق وكأنها فقدت وعيها
2
بينما هو نظر لها بألم ودموعه تهبط فوق وجنتيها ليقبل رأسها بحنان وحزن يقسم أن تلك الدقائق التي عاشتها في ألم كان هو يعاني بألم يضاعف آلامها وهو يقف أمامها عاجز لا يعلم كيف يجعلها تشعر بالراحة
+
ولكن للاسف من أجل تنعم بالسلام يجب أن تخوض معركة كبيرة ستحطمك أكثر من مرة ولكن يجب عدم الاستسلام والوقوع مرة والوقوف مرة أخرى حتى تصل لنهاية الطريق وتفوز بالحرب وتنعم بالآمان والراحة
6
_____________________________
+
ارهقني الألم وانت مسكني فاقترب
6
وفي النهاية دعوني أخبركم
"أن المغامرة لم تنتهي بعد..."🤍🫀
8
