رواية لا غلاك اكبر ذنوبي ولا قلبي نبي الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم اديم الراشد
البـارت الثـاني والعشـرين ..
.
.
.
في القسم الثاني من بيت ابو الهنوف
عند الهنوف كانت تحضر للعشاء مع امها وهي مبسوطه ولفت على صوت سلطانه وتقدمت لها بلهفه لكن سلطانه سلمت ببرود قدام ام هذال ودخلت تنزل عبايتها ولا راحت وراها الهنوف متأمله ان نمر بيحلها
وطول الجلسه ام هذال تخز الهنوف وسلطانه تخز ام هذال
وبعد العشاء رجع ابو هذال وام هذال لبيتهم وسلطانه جلست تساعد امها وابو الهنوف راح يسولف مع الهنوف
اما نمر استفرد بهذال وبدا يقنعه
وبكل بساطه قام يعلمه هذال ان المشاكل بينه وبين اهله وسلطانه قايمه ومايدري وين يروح
نمر كان مصدوم من هذال وشلون كلمه تجيبه وكلمه توديه بس انكسر خاطره عليه حيل وقال : تطيع نصيحتي يا هذال!؟
هذال: ما قلت لك الا ابي النصيحه
نمر: اول شي تسويه تخلي سلطانه تبات الليله هنا
هذال:ليه ؟
نمر: ازين عشان ترتاح وانت تقول مشاكل بيتكم ماخلصت خل النفوس تهداء
هذال: طيب
نمر : واهم شي كل اسلوبك على بعضه تغيره معها
هذال : كيف !
نمر استصعب عليه الكلام بس قال : تنسى كل اللي راح وتحبها هي دامها هي زوجتك ! ولا عندك خيار المحاوله! تحبها يعني تحبها
هذال فهم ان نمر يقصد انه يشيل الهنوف وهو فعلا شالها
نمر: ودامك مانك مرتاح ببيت اهلك اطلع بيت ثاني
هذال: من وين لي ياحسره؟؟ نمر : ماعليك لا تشيل هم بيتك علي دور البيت اللي تبيه وانا اتكفل فيه ولازم تكون قد كلمتك وتكون انت رجال بيتك ماهو احد غيرك ولازم تفهم الكل انك طلعت عشان كلهم يرتاحون سوا سلطانه ولا اهلك سامعني!؟
هذال : ايه
ضاق صدر نمر وحس للحظه انه اوصخ انسان وبعد ماشاف هذال يتعلق في اي امل عشان يعدل حياته وفهم نمر انه لازم يوزن الامور ويعدل اللي خربه واولها حياة سلطانه وهذال وهالمره صار فعلا وده يساعد هذال عشانه هذال مب عشان اي شي ثاني مايبيه يضيع والسبب هو
اعتدل وهو يقول : خلنا نبدا خطوه خطوه روح الحين وكلمها زين بهداوه وحنيه وماهو مشكله تصرف على اساس انك تحبها وصدقني كل شي بيتعدل من نفسه وقلها اللي يطلع بقلبك وخلها تحس انك تسوي هالشي عشانها وبعد ما تخلص ارجع لبيتكم وفكر بكلامي وفكر يا هذال انك اذا ماكنت اانت عمود بيتك بيطيح عليك
هذال ابتسم : تسلم يانمر تسلم
وراح هذال ونمر يراقبه بضيق ووقف هذال عند الباب وهو ينادي سلطانه اللي جت بعبايتها وهي متضايقه
ووقفها هذال : وين ودتس تروحين!؟
سلطانه: البيت ؟
هذال كان يحاول يغير اسلوبه وقال: لا تروحين خليتس هنا
سلطانه : لييه!؟؟ ماتبيني ام.. وقفها هذال: لا تقولين عن امي شي وانا اللي اقول اجلسي هنا وارتاحي وغيري جو مع امتس واختس واذا راق مزاجتس بجي واخذتس وانا اشوف انتس تعبتي حيل وابيتس ترتاحين ما يهون علي اشوفتس بهالحال
كان يشوف الصدمه على وجهها وعرف انه قدر يهديها : وذا ودتس بشي علميني اجيبه قبل اروح
سلطانه كانت في ذهول من تغير كلامه بس تذكرت ان الهنوف فيه وخافت انه يبيها تجلس عشان يروح ويجي ويشوف الهنوف بس صدمها هذال اللي تردد بس قرب وهو يبوس راسها وقال : فمان الله
بعد ما سمعها تقول بهدوء: فمان الله
ارتاح وطلع وهو مبتسم انه قدر يسوي شي بدال ما يكون ضايع وابتسم ان نمر ما ضيع ثقته اللي حطها فيه
ورجعت سلطانه بذهول للبيت ولا شعورياً كان في قلبها شي يدق
ام الهنوف : وش فيتس نكستي!؟
سلطانه ابتسمت بدون ماتحس ما توقعت ان اثر الكلمه الطيبه من هذال والكلام الطيب بيبان عليها : هذال قالي اجلس عندكم اليوم دام الكل مجتمع
ابو الهنوف ابتسم : زين زين اللي ترك لنا عين السيح
الهنوف حست ببتسامه سلطانه وهي من زمان ماشافتها ولا شعوريا ابتسمت ووقفت : بشوف اذا نمر فيه ولا لا
ابو الهنوف : ترا وانا ابوتس ماقويت اقنعه ينام عندنا ولا تروحين معوه نامي انتي عندنا
الهنوف : ابشر
طلعت وهي تدور عليه ماشافته بس شمت ريحة زقارته برا وابتسمت وهي تفتح الباب بشويش وشافته جالس وبيده الزقاره وهمست : وين اختفوا اهل الرياض
التفت نمر وضحك اول ما شافها وعرف انها تقلده وتكى على الباب ببتسامه: لا يسمعونك اهل الرياض ويزعلون
الهنوف : ما زعلوا اهل حايل
نمر : اتقي الله يا شيخه مافيه شبهه
الهنوف : طيب تعال جاي لا يشوفنا احد
دخل نمر وهو يبعدها عن الباب وقدمها بيده ولفت الهنوف : يقول ابوي ماتبي تنام هنا
نمر: مابي اخرب جو العايله
الهنوف : وش تخرب الله يصلحك
نمر: ماعليه مره ثانيه بروح اصلا لواحد من اخوياي اول ماعرف اني بحايل اصر اني ازوره وانتي خليك مع اهلك وانبسطي وحاولي تضبطين امورك مع سلطانه
ابتسمت الهنوف وهي ماهي متاكده ان نمر ورا ابتسامه سلطانه بس قالت: زين
نمر : يلا فمان الله
طلع نمر وراح والهنوف تراقب بهدوء ولفت على صوت سلطانه: للحين تراقبينه!؟ماخليتي هالعاده
الهنوف : وانتي للحين زعلانه علي
سلطانه : انتي اللي وصلتينا لهالزعل
الهنوف : سلطانه تعرفين اني ماعمري غلطت ولا لي شغل باللي صار واللي قاله ابوي قاله لي نمر بعد قال هذال مايبيني ويبيتس انتي لكن انتي بزعلتس ذا بتخربين كل شي
سلطانه: تلعبين على من !؟ انا اللي بعيني اشوف كل شي
الهنوف : ما عاد لي حيله اقول شي زود لكن يمكن هاذي خيره من ربي يوم جاب نمر لطريقنا وخلى هذال يتجراء ويقول انه مايبيني اصلا ولا فكر فيني وانه يبيتس انتي لانه قبل ماكان يقدر يقوله لكن نصيحه ركزي بهذال كثر ما انتي مركزه على ظلمي
دخلت الهنوف اللي اقتنعت ان هذال ماكان يبيها ولو يبيها مافيه شي يجبره انه يعطيها نمر ولازم تقنع سلطانه بهالكلام
اما سلطانه بدت تركد وتفكر وخصوصا ان هذال ماكان سيء معها بالعكس كان من قبل الزواج يحترمها ويسأل عنها وقامت تفكر لو انه فعلا كان يروح ويجي عشانها وتطلع بطريقه الهنوف
.................••............
هالليله مرت على حايل واهلها بهدوء بدون صياح ام هذال ومشاكل سلطانه ودموع الهنوف وشوق ابو الهنوف وام الهنوف لبناتهم وحيرة هذال
وكلهم ناموا براحه لكن نمر كان مهتم بكل شي ويفكر فيه وكأن القضيه له هو
من جانب يبي يفكر بحلول ومن جهه يحس انه مشتاق للهنوف ولا شعورياً كل شوي يلتفت يمينه بس مايشوفها
بعد ما صلى الفجر نام بتعب ولا صحى الا على اتصال هذال اللي يقوله انه عند الفندق وقف نمر يرتب نفسه ويعدل المكان واستعد واتصل على هذال يطلع له وهو يطلب الفطور وبعدها جلسوا بهدوء
نمر: وش صار معك امس
هذال ابتسم: امس اول مره انام براحه
نمر ابتسم:زين هذا اللي نبيه
هذال بهدوء : نصيحتك نفعت وامس اول مره اروح من عند سلطانه ما نتهاوش
نمر : انت اللي نفعت نفسك يا هذال كمل على هاللي بديته وانا متأكد انك بتهدي حياتك
هذال : مع اني ما ادري ليه تعمل معي هاللون لكن تسلم
ابتسم نمر: لانك ما تستاهل الا كل خير
سكتوا ونمر في نفسه يضحك على نفسه ( تعطي الناس يا نمر دروس وانت اساساً ضايع )
كان نمر متردد بس لازم يقول هالكلام ولازم هذال يفهمه
نزل بيالة الشاهي واعتدل: هذال اسمعني فيه شي مهم وعذر واحد بيحل كل المشاكل اللي صارت ولازم انت تفهمه وتفهمه سلطانه بعد
هذال : وشو !؟
نمر كان صعب عليه لكن اجبر نفسه : الكلام اللي بقوله لك هو كلام كان لو تنطبق السماء على الارض مستحيل اقوله او اناقشك انت بذات فيه لكن لازم اقوله
هذال : اسمعك
نمر : لازم تفهم سلطانه انك كنت تبيها هي وتبي تتزوجها هي لكن ماكنت قادر تفصح عشان ابوك وعمك صعب يخلون اختها الكبيره ويزوجونك اياها وانك اول ما لقيت فرصه تخلصك من الموضوع ولقيت الشخص اللي يناسب الهنوف رضيت وعطيته وانت تدري ان محد مستوعب كيف عطيتني الهنوف ، وبعيد عن اللي صار كله ، انت لازم تفهم سلطانه انك تحبها هي موضوع الهنوف كان شي اجباري وشائت الاقدار واخذتها هي وقبل تقنع سلطانه لازم انت تفهم هالحكي زين لانها مقتنعه باللي كان ولا ببتغير حياتك لين تغير هالفكره
سكت هذال ونمر بعد وهو ماهو مستوعب انه يكلم خطيب زوجته واللي يحبها بذا الطريقه والبرود وكان يعيد ويكرر ان هذال لازم يحط في راسه ان الهنوف ما كانت ولا بتكون الا من نصيبه هو وطيب غصب بيستوعب هالشي وطيب غصب بيحل نمر موضوع سلطانه وهذال
لكن لف بذهول اول ما قال هذال : انا ماني مصدق اني جالس قدامي واللي كل ديرتنا تسولف عن طيبه هو نفسه الشخص اللي سمعت عنه كلام ما يسر ، لكن بسألك يا نمر ! الكلام اللي سمعته من هاك الرجال صدق!؟؟ ولا انت ملفقه عشان تخليني اتنازل
رفع راسه نمر بهدوء ولا عرف وش يرد صعب صعب انه يرد خصوصا ان هذال متأمل فيه خير اخذ نفس وقال وهو هادي : اسمع يا هذال الناس ظلاّمه ، وكلام الناس ابد ما يرحمك ولو جرمك بسيط بيهولونه لين يصير قمه فالطغى ، واذا ما عندهم شي غصب بيطلعون عليك سالفه وما انت بسالم منهم سويت الخير ولا سويت الشر ، وكل الحكي اللي سمعته كذب ماله اصل من الحقيقه كبروه الناس ونقلوه لين صار مثل الجبل يمشي معي وين ما اروح وابتدا بذنب مالي في حيله وما سويت شي غير اني قتلت ظافر لكن قتلته بالغلط او بالاصح هو اللي قتل نفسه بلسانه والحق انه يستاهل الموت ولا ندمت الا على اني تعديت حد وخط احمر واخذت في رقبتي ذنب وتراكمت علي الذنوب من بعده
وتنحنح وهو يعدل جلسته: عشان كذا بقولك شي ! عامل الناس باللي تشوفه عينك ماهو اللي تسمعه بأذنك
وقف وهو يشتت نظراته: انا حطيت يدي بيدك وعطيتك سري مثل ما انت عطيتني سرك ومن بعد هاللحظه بعلمك يا هذال انا اللي يأمن لي ما اخونه ابد واوقف معه ضد العالم كلها حتى لو خصيمه اخوي من لحمي ودمي
هذال وقف ببتسامه : وانا عند حسن ظنك
ابتسم نمر : زين ، ومثل ما وعدتك شف نفسك وظروفك واذا شفت انك لازم تكون ببيت لحالك بلغني بالبيت وانا اتكفل بكل شي ولكن ياهذال مهما كبر الامر ومهما صار امك وابوك لا تغضبهم عليك
هذال: ما به خلاف ان شاء الله وانا بتصرف
نمر : الله معك
طلع هذال وهو شبهه مبسوط انه لقى له صاحب رغم ان بدايتهم سيئه
اما نمر وقف يجمع اغراضه ويستعد وطلع وهو يدعي ان خطته تمشي وتستوعب سلطانه الموضوع وتعديه
.................••............
في الرياض
وقف طارق يناظر اخر تجهيزات غرفته وابتسم وهو وده يصورها ويرسلها لجود اللي من اسبوع تقريبا وقفوا تواصلهم مع بعض عشان يكون لهم حماس بالزواج
التفت يناظره بشته المعلق ( والله اني اشتقت لك يا جود )
قبل يدخل بمعمعه مشاعره طلع على الصوت برا وابتسم وهو يرحب : هلا والله ياجدي هلا والله يا خالتي الحلوه ودحيم المزيون
ابو ادهم: الله يبقيك يا المعرس
بدريه قربت تسلم عليه: وينك غاط ماتنشاف !؟
طارق: شوفة عيونك حايس بالاشغال
ام طارق : زين جيتوا تنقذونا شوي من هالكرف
طارق: اي والله
التفت يناظر وراهم: ماجاء معكم نمر!؟
بدريه: لا
ابو ادهم: يقول حمد انه مسافر لحايل
طارق : شعليييه شكله بيتدبس بحايل دايماً
بدريه: خلاص صاروا اهله بعد
صدت ام طارق وهي تجيب القهوه والباقين يسولفون
..................••............
اما عند حمد
اللي طلع من غرفته وهو يدور على جود ودخل غرفتها وهو مبتسم ويناظر الاغراض اللي معبيه المكان : شكلها صارت الصدقيه !
ام حمد ضحكت: توك تدري انها صارت !
حمد ضحك وهو يمسح على شعره: مدري كنت احس اني بحلم بس الظاهر بتروح اخيتي
لفت جود ببتسامه: عشان تعرف قدرها
قرب لها حمد وهو يسحبها بمزح وحضنها: عارفين قدرك يا بنت الحلال بس وش نسوي بطولة اللسان
جود حضنته وهي تكابر على دموعها : يغفر لها غلاي
صد حمد وهو يهوي نفسه وابعدها وهو يطلع من جيبه علبه صغيره وواخذ نفس : خذي هاذي هديتك احترت مدري وش اجيب بس قلت اجيب لك شي يذكرك فيني
اخذتها جود والحين بكت من جد ورجعت تحضنه وهي مابعد شافتها : كل شي منك حلو يا حمد
التفتوا على صوت امهم الباكي واسرع لها حمد يحضنها: افا يا ام حمد الغاليه تبكين
ام حمد : قلبي ماهو متحمل ان بنتي الوحيده بتروح وتخليني
حمد : ابد والله ولا يضيق صدرك وخليها تروح وش تبين فيها انا وليدك بجلس عندك واوسع صدرك
جود : لا يا ناكر العشره
ضحك حمد : وزود عليه بتجي زوجتي عندك وتوسع صدرك وسنه سنتين وعيالي حولك وش تبين اكثر
لفت ام حمد بشهقه: في ذمتك بتزوج!!
حمد ضحك: اذا مابكيتي بتزوج
ضربته امه وهي تمسح دموعها: بزر انا بزر
حمد : شوفي الحقيقه بدت تدخل راسي الفكره لانه شكل فارسة احلامي ماتت من زمان لكن اصبري وانا بفكر هاليومين
ام حمد : فكر فكر وخذ راحتك بعد المهم تقتنع
ابتسم حمد وهو يداري دموع امه وفالحقيقه كان حمد يفكر من ايام ولكن ما استقر
.................••............
في بيت ابو الهنوف
كانوا مجتمعين بالحوش بعد ما افطروا والهنوف تصب القهوه وهي مبتسمه
ولف ابوها يقول : والله اني مشتاق لقهوتس وانا ابوتس وحتى لصوتس مابيدي الا احسد الرياض عليتس
ابتسمت هنوف اول ما سمعت ( الرياض) وتعودت ان هذا لقب نمر الجديد : والله يبه وانا اكثر عجزت اتعود على بعدكم
ام الهنوف: ماعليه وانا امتس الدنيا تجيب وتودي وحنا قريب
الهنوف: اي والله قريب
ابو الهنوف : اجل قبل تروحين عنا سمعيني شي احبه
ضحكت الهنوف ووقفت وهي تجلس عند راس ابوها اللي حط راسه بحجرها وهي تمسح على شعره بحب ودايماً ينام ابوها نومة الضحى بهالطريقه
وسلطانه جالسه تناظر بهدوء وهي بعد اشتاقت لكل شي
وبدت الهنوف تغني وهي تمسح على شعر ابوها بحب
( البارحة ليلـي عسـى الله يعـوده
يازين وصل الليل من بين الأحبـاب
جيت الحبيب اللي وفت لي وعوده
ماصار لى مفتول الاشناب كـذاب
واللي مكانه خالـي مـن حسـوده
بدا التحية لي علـى هجـة البـاب )
وابتسمت وهي تتذكر كل تفاصيل البارح ونمر وكل تفصيل جمعها معاه امس
وسكتت على عيون ابوها اللي غفت وفزت وهي تسمع دق الباب ووقفت وهي تحط راس ابوها على المخده وراحت للباب وهي تقول :من !
ابتسم نمر من ورا الباب : نمر
ابتسمت الهنوف وفتحت الباب وهي متلثمه بالطرحه : الطيب عند ذكره
نمر رفع حواجبه بهدوء : تحشون فيني اجل!؟
الهنوف ضحكت : لا محشوم
ولفت وهي تناظر الحوش ماكان فيه احد غير ابوها النايم ولفت بهمس : ادخل بشويش ابوي نييم
نمر دخل وهو يناظره ببتسامه ودخل المجلس : غريبه نايم ؟ تعبان!
الهنوف : لا بس نومته انا
جلس نمر ببتسامه: منومته!؟؟
الهنوف : دقيقه اجيب القهوه وارجع اعلمك
نمر: لا تبطين
الهنوف : طيب
راحت وهي تجهز القهوه ورجعت بخطوات سريعه وهي تشوف نمر مرتخي ومتلثم بشماغه وغافي رجعت بسرعه بس صقعت بالباب وطاحت الفناجيل وفز نمر
وغمضت بفشله: اخيييه صحيتك!
نمر اعتدل وهو يبعد شماغه : لا تعالي
جلست الهنوف : وش نوحك نايم!؟
نمر : مافيني شي بس نمت متاخر وصحيت بدري
الهنوف : رحت لخويك !؟
نمر : ايه ، المهم ترا بعد ساعه كذا بنمشي يادوب نلحق ، زواج طارق قرب وانا للحين ما سويت شي
الهنوف ميلت فمها بضيق: مع اني ماودي اروح ابد بس بسيطه
نمر: ماعليه كل اسبوع بنجي وتشوفينهم
الهنوف: يا رب عساه عاده ما تنقطع
مدت له الفنجال واخذه وهو شبه دايخ الهنوف : طيب انجضع( انسدح ) شوي ونم عشان ترتاح
نمر : لا لا اذا انجضعت على قولك ما بيصحيني الا بكره بتقهوى واصحصح وانتي اجهزي
الهنوف : زين
قامت الهنوف ونمر جالس وشوي دخل عليه ابو الهنوف: انت بهاه( هنا)
نمر اعتدل : اي والله
ابو الهنوف : ورا ما قومتني !؟
نمر : لا ماله داعي ، اصلا ماشين حنا
ابو الهنوف : يا ابوك بدري ما ارتحتوا
نمر: والله وراي اشغال كثير وزواج طارق اخوي ! وتراه يعزمك
ابو الهنوف: الله يوفقه ويبني بيته مير ( بس) ماني يّمه
نمر : الله يسلمك
بعد شوي رجعت الهنوف وتحركوا لرياض ونمر بالقوه يفتح عيونه
الهنوف : نمر اذا بك نوم وقف ونم
نمر : لا لا بكمل
الهنوف سكتت وهي تشوف عيونه حمرا وقربت وهي تقول :اسمع بسولف لك هالسالفه يمكن تطير النوم
نمر هز راسه برضا ولفت الهنوف وهي تسولف لكن مافيه فايده خصوصا بعد ما برد الجو العصر
وخاف نمر انه ينام ويصير له حادث او شي ولف على مكان قريب يعرفه بر ونفود ووقف
الهنوف : لا تقولي بتنام بهاه !؟
نزل نمر : خلاص ماعاد اقدر اقاوم ولا في طريقنا اي فندق او شقق
الهنوف : بس الليل؟؟ وبر ما فيه احد
نمر : واذا !؟ ما صاير شي
وكان نمر مجهز سيارته من قبل لكشتات وفيها كل شي يمكن يحتاجه وبدا ينزل الفرشه والاغراض وخيمه صغييره والهنوف متكتفه وتناظر بذهول وهي خايفه انه ينام ويخليها بالبر لحالها ومنطقه واضح مهجوره
وشهقت: وين بتنهج!؟
لف نمر :بجيب حطب !؟
الهنوف : ليييه!؟
نمر مارد وكمل طريقه وركضت الهنوف : بتخلينن لحالي ما تخاف الله ربك
رفع نمر يده وهو مقفله اخلاقه من النوم : الهنوف لا تغثيني
سكتت الهنوف وكمل نمر طريقه يجمع الحطب ونزلت بتساعده وابعدها : خليه حاده بتجرح يدينك
شالها والهنوف تمشي لكن ماهي قادره تسكت ما تتكلم : لو طعتني ونمنا اليوم في حايل ماهو ازين لك
نمر التفت بحده : هاذي حايل ورانا! اذا مصره ارجعك لها وانوم هنا بلحالي
الهنوف نزلت راسها: لا اله الا الله وش قلت انا عشان تثور علي
رمى نمر الحطب قدام الفرشه وتوضى والتفت للهنوف : صلي المغرب والعشاء مع بعض قصر
راحت تصلي الهنوف وسلم نمر وهو خلاص متعيجز يسوي اي شي بالقوه شغل النار وهو يتثلم بشماغه وانسدح : اذا تبين شي سويه على النار وانتبهي
الهنوف : من جدك بتنام وتخلين يوم جاء الليل!
نمر مد يده بينهم وقال : تراني بعد ذراع عنك لو صار شي بقوم
عدل التكايه وانسدح ودخل بنومه والهنوف تلفت حوله خايفه ومستغربه وشهقت الهنووف بفجعه وفز نمر وصرخ : وش فيييييه
الهنوف : مافيه مافيه بس
نمر بغضب : وشششششش !؟وش فيييك تشاهقييين
الهنوف بتوتر : لا بس يومك تحركت طاح من جيبك شيٍّ وآمار اراعي لوه وطلع مسدس
نمر انجلط: وبببس كل هالصراخ عليه!؟؟
الهنوف : ليش شايلوه!؟
نمر : خبله انتي!؟ وشلون بتسافرين بخط وبتجلسين في بر بدون سلاح
الهنوف اول ماشافته عصب سكتت وهي تنزل راسها ورجع نمر ينسدح بتعب ورجع يغفى والهنوف تناظر حولها وشافت دامها فاضيه تروح تطلع كراستها وترسم ووقفت وراحت لسياره وهي تفتش ارعبها الظل اللي وقف وراها وصرخت بس سكر فمها
نمر: انتي وش فييييك !؟ كل شي تصارخين عليه!
الهنوف لفت له بخوف : انت!؟فجعتني
نمر : انتي اللي فجعتيني وين رحتي!؟
الهنوف : قلت اخذ لي شي اتسلى بوه !
نمر مسك راسه بصداع: الهنوف لا ترفعين ضغطي اخذي اللي تبينه وامشي ولا تروحين لين تقولين لي
الهنوف : طيب
رجعت اول ماشافت انها ما حصلتها وجلست بضيق وهي تقلب حولها وعلى ضوء النار ونمر اللي نايم جنبها سكتت وهي تفكر ( كيف كانت تشوف نمر قبل لا يتزوجها والحين كيف ) وطال تفكيرها واظلم الليل زياده لكن جمدت حركة يدها على التراب وهي تشوف عيون تلمع بالظلام تبان على نور النار تناظرها ولفت بشويش وشافت نمر نايم حست ان احد كب عليها مويه حارره وبشويش انسحبت لين وصلت على يد نمر وقالت بصوت يرجف وهي تهز نمر : نمر ! نمر تكفى قم
فز نمر : وش فيييه
الهنووف وهي عيونها مركزه على هالشي : قم قم شف وش هناك
رفع راسه نمر بشويش وهو يناظر الا والله يشوف اللي تشوف وبشويش سحب سلاحه وهو يسحبها ورا ظهره ومايدري وش هاللي قدامه
سحب حجر صغير ورماه وهو يسمي وهج كان كلب وزفر نمر براحه : كلب كلب وش فيك انتي
الهنوف اللي نشف ريقها وهي خلاص بتبكي : وين دوا ( راح ) حسبي للله عليه
نمر صار يفهم عليها : راح ماعاد هو جاي
الهنوف قامت تلفت : واذا كان حولنا
نمر : ماهو حولنا راح سمي بالله بس
الهنوف : طيب خلاص خلنا نمشي
نمر : والله مافيني حيل الفجر نمشي
شهقت الهنوف : تونا الساعه 9
نمر : زين اجل نامي
الهنوف : ما اقوى والله
نمر اشر على الخيمه الصغيره : شوفي الخيمه ادخلي فيها ما بيجيك شي
الهنوف اللي كانت جنبه على طول رفعت يدها لفخذه لا شعوريا وضربته بشويش : لا والله
حط نمر يدينه على وجهه بتعب: شوفي عاد انا تراني خلاص راسي انفجر تعوذي من ابليس ونامي وخليني انام
الهنوف شافته خلاص ماعاد يتحمل ولا كلمه وقالت : طيب بنام بس ما ادخل الخيمه لحالي
نمر تكتف : مع من بتدخلين يعني!؟
الهنوف : معك
نمر سحبها بشويش وهو يلف وجهها للخيمه وهو يأشر : تشوفين انتي ولا لا هاذي لو نتصفط على بعض ما شالتني انا وانتي
الهنوف : وش نعمل طيب
نمر وقف وهو يسحب ( كيس نوم ) من السياره وفرشه وهو بغضب وهو ينسدح : انا بنوم هنا وانتي بكيفك بتنومين معي بتنومين بالخيمه بالسياره مالي شغل
انسدح وتركها وهو اكيد منتبهه لها ومتوقع انها تاخذ ابعد الخيارات عنه
والهنوف اللي قامت تتلفت وهي خايفه في كل الحالات كان الظلام لحاله يفجع وعصبية نمر بعد تفجع لانها لو تنطق بشي ثاني دفنها بس ارحم من كل الخيارات
ووقفت وهي تجي جنبه :نمر
ورد نمر معطيها ظهره : هاااه
ضحكت الهنوف من صوته وعصبيته وبذات هالرد اللي يبان فيه انه طفش : انفهق شوين بنوم معك
لف نمر بصدمه وهو ما توقع بس وخر شوي وهو يحس النوم طار شوي ودخلت الهنوف بصعوبه معه وهم محشورين شوي نظراً لحجم نمر وتعدلت الهنوف بعد ما نزلت عبايتها وهي تقول بهمس: طيب وخر هالمسدس والله اني خايفه منه
طلعه نمر وهو يحطه تحت راسه: طلعناه ارتاحي يالهنوف
ابتسمت الهنوف ورجعت تعدل و نمر انحبست انفاسه لكن رجعت على عطر الهنوف صد وهو لو يجلس يناظرها بيجيب العيد
اما الهنوف كانت معطيته ظهرها وهي تناظر بالظلام حولها لكن ما تحس انها خايفه مثل اول وهي كل ما تحركت تلامس جسم نمر وترجع تسكن ولفت تناظره وشافته نايم او بالحقيقه نمر مغمض وساكن مابين نوم ومابين استسلام اول ماشافته نام وهي ما حولها نوم قررت تقرأ المعوذات عشان تتطمن اكثر ولا اختصرتها عليها وحطت يدها اليسار على قلبها واليمين مدتها بشويش لقلب نمر بدون ما تحسسه لكن هو حاس وصاحي وبدت تقرا الاذكار والمعوذات لين نامت ونمر صاحي ماغفى فتح عيونه اول ما حس انها نامت ومد يده ليدها اللي على قلبه ورفعها وهو يبوسها ورجعها لصدره وهو يقرب الهنوف له اكثر وكان وده يقول
( المفروض يتطمن ومايخاف دامها حصنته ، لكن بالحقيقه قلبه منخلع من الخوف ولو يجي يوم وتعرف ان هالمسدس اللي خايفه منه هو جزء كبير من حياة نمر المجهوله بالنسبه لها )
وبعد تعب نام هو بعد وهو متعود على نوم البر بس ماهو متعود على هالقرب من الهنوف
.................••............
في بيت ابو حمدان
كان مزدحم بأصوات الحريم واجتماعهم عند ام حمدان وهذا روتين اسبوعي لهم طلعت رهف وهي ضايقه للحين من هواش نمر وجلست بالحوش ولفت على صوت راكان اللي طلع من المجلس : رهف ! وش فيك ! غريبه ما انتي بجمعة الحريم!؟
رهف: مالي خلق
قرب راكان وجلس: افا ! ليييه من مضيق صدرك
رهف : محد بس كذا مالي خلق
راكان : لا يا حبيبتي واضح انك زعلانه من شي! اثير مسويه شي!؟
رهف: لا لا
راكان: اجل
ترددت رهف بس قالت : نمر
اتسعت عيون راكان: وش فيه!؟
رهف قربت وهي تحكي له اللي صار ورجعت لمحلها بذهول : انا مدري ليه هو عصب وليه يبيني اقول ما اعرف شي
راكان سكت بتفكير : يمكن مايبي اللي راح يدخل بحياته ويخربها
رهف : انا احس ان الهنوف ما تعرف اي شي ابد
راكان : ماعليه ما نبي نبش اكثر هو ادرى بحياته ويعرف كيف يدريها وسوي اللي قاله وبعدين انتي تدرين انه يحبك واكيد ما يقصد يزعلك
رهف : ادري والمشكله اني ادري
سكت راكان وهو ماهو مرتاح لكل هاللي يصير بس ما حب يخوف رهف وهو يفكر لو نمر فعلا متزوج الهنوف وهي ماتعرف عنه شي بتصير كارثه واصلا من البدايه مستغرب ! كيف زوجوه وهو عنده هالماضي كله وخصوصاً شخص مثل ابو الهنوف المتمسك بعاداته وتقاليده ويهمه جداً كلام الناس
.................••............
ومن بكره الفجريه
فتح نمر عيونه وهو يناظر باللي قدامه على طول وكان قريب منه حيييييل رموش الهنوف قريبه حيل من عيوونه مرت على وجهه طيف ابتسامه لكن حس ان راسه طايح شوي ورفع راسه مستغرب لكن انصدم اول ماشاف انه كان نايم على كتفها استوعب انه متمسك فيها بيدينه ورجوله وابتعد وهو ناقد على نفسه قبل تصحى الهنوف وضحك بهدوء ( خييير يانمر وش بلاك من تالي صاير خفيف ورقله والظاهر ما تنعطى وجهه )
ورجع يسكر عيونه اول ما حس بالهنوف اللي تحركت لكن ماقدرت تمدد ولفت وهي تشوف نمر نايم وزفرت بضيق : يالليييل وشلون بقوم الحين !؟
حاولت وتوخر بس مافي فايده ولفت بهمس: ماشاء الله بس لا قوة الا بالله وش مرضعينه ذا !؟
ورجعت تضحك : والله اني من اسبوع اكل اكله واشرب شربه وماصرت مثلوه!؟ اعتدلت وهي تناديه بشويش : نمر نمررر
فتح عيونه نمر وهو يناظرها : نعم
الهنوف : يلا يلا طلع الفجر
نمر: يلا
ابعد وطلعت الهنوف وصلوا الفجر ورجع نمر يشعل النار
الهنوف : ما ودك نمشي!؟
نمر : اجلسي بنتقهوى ونروق ونمشي
جلست الهنوف وهي مبتسمه: ايييه هذا الوجهه والخاطر الزين ماهو امس اللهم ياكافي
لف نمر عليها : والله وش فيه وجهي امس
الهنوف وهي تساعده: لا بس كنت معصب
نمر : ابد ما معي حق ! من شاف سواياك امس فيني بيعصب غصب
تخصرت الهنوف بذهول : يا ويلك من ربك!؟ وش انا عاملتن بك؟؟
نمر : ابد ينتصلى على طرف ثوبك
ابعدت الهنوف : ما عليه الله فوق ويعرف من اللي مخلين بلحالي وحالتي تصعب على الكافر ومكبر وسادتوه ونيم
ضحك نمر وهو يبعد الشاهي عن النار : وين مخليك بلحالك !! وانا منومك جنبي!؟ ولا بعد الظاهر بحضني وهذا ترا شي عظيم لانه بعمره محد نام جنبي ولازم بيني وبينه مسافه شخصين ثلاثه
الهنوف انحرجت شوي بس لمست فيه كلامه مزح وتكتفت بضحك: مالك منه يا ملي انا امانة برقبتك تحطني بعيونك بعد
نمر : كلام كبيييير والله لكن بسيطه نشوف من بيحن عليك مره ثانيه
ضحكت الهنوف وهي تاخذ الفنجال اللي مده
وقال نمر بهدوء : هاه كيف اوضاعك مع سلطانه!؟ الهنوف تنهدت: زي ماهي
نمر: ما عليه مع الوقت بتصلح
الهنوف بشك : ليه انت سويت شيٍّ ؟؟
نمر : لا وش بسوي يعني
الهنوف رجعت لشاهيها وهي متاكده انه سوا شي اما نمر كان مايبي يقولها شي ابد
