رواية صغيرة درغام الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم سندريلا انوش
الفصل الواحد والعشرون:
ريلي ريلي انا بكره الرياضيات..

من رواية صغيرة درغام بقلمي سندريلا انوش 

..
فتحت فجر الفيديو..شعرت بأن قلبها انخلع من مكانه..ظلت تحاول استيعاب ما يحدث امامها..
قالت بصوت باكي:درغام..بيخوني!
عقدت حاجبيها قائله:لا لا دا مش هو لا..درغام مش...ثم انفجرت في البكاء وسقط الهاتف ارضا...
بعد فتره وجيزه..
دلف درغام الي الغرفه وهو يدندن ويترنم باريحيه..فوجدها جالسه علي حافه الفراش وتنظر امامها..
فقبل رأسه قائلاً:هدخل استحمي واجيل...صمت قليلاً ثم نظر الي الارض..وجد ذلك الفيديو علي هاتفها..
نزل بتوجس وحمل الهاتف في يده وظل يشاهد..
فنطقت هي أخيراً بنبره مرتعشه:انت دا..مش كدا.
صمت درغام..فابتسمت هي بكسره ونهضت قائله بهدوء:انا بعت نفسي ليك فعلا..كان لازم اسمع كلام ديدان لما قالت اني هكون فتره في حياتك..هتاخد اللي انت عاوزه منها وهترميها.
ألقى بهاتف علي الارض وجذبها من ذراعيها قائلا بحده:انا عملت كدا قبل ما نتقابل يا فجر..انا...قاطعته بصوت قوه:انت خااين!
ثم جذبت يدها بعنف ورفعت سبابتها في وجهه قائله:تخيل كل ذره حب جوايا ليك..اتحولت لكره..وقرف..وو..جذبها والقي بها علي الفراش ثم حاصرها بين يده قائلاً بصراخ:كنت سكران ساعتهااا..كانت مزقوقه علياااا.
صرخت هي الأخرى قائله:عشان انت حياتك زبااالللهههه.
رفع كف يده وكادت ان يهو به علي صدغها..ولكنه توقف عندما وجدها تسحب سلاحه من اسفل الوساده وتوجهه الي منتصف صدره..
نظر في عيناها بقوه قائلاً بصوت قوي:اضربي يا فجر..لو دا هيطفي ناارك فاضربي.
قالت بكسره وضعف:مفيش حاجه هطفي ناري.
ابتسم بسخريه قائلا:يبقي اضرب..اضغطي يلا.ثم صرخ فاجئه قائلا:اضغططييييي.
فوجهت فجر السلاح الي كتفه وضربه فاستقرت الرصاصه في سقف الغرفه بعدما مرة بداخل كتفه..
ناهيك عن كم الدماء الذي تتدفق منه..فابتعد عنها وجلس ارضا..فدلف جميع الخدم وبما فيهم ديلان التي ركضت اليه بفزع..
ظلت تنظر الي سقف الغرفه..وكأنها انعزلت عن العالم..تشعر فقد بذلك السائل الدافئ الذي يسري علي عنقها..
حتي انها لم تشعر بخروجه مع ديلان وذاهبه الي المشفي أيضاً..
ولكنها تداركت الوضع فنهضت ورتبت الفراش مره اخري واخذ السلاح وخرجت من الغرفه الي غرفتها القديمه...
واخذت حماماً جديداً ثم خرجت ودثرت نفسها جيداً واضعه السلاح اسفل وسادتها..
في المشفي...
درغام بضيق:مفيش داعي للكلام دا يا دكتور..انا كويس محتاج خياطه بس!
الطبيب بمهنيه:عارف يا باشا..بس نطمن علي سيادك الاول.
زم درغام شفتيه بضيق..ثم تذكر حالتها التي تركها عليها..فانقبض قلبه لمجرد تخيله فكرة انتحارها..ولكنها ليست بذلك الجنون وهذا ما هدء من روعه قليلا حتي يرجع اليها ويحتويها من جديد..
اما عن تلك الحيه فهي باتت تغلي بعدما رفض درغام ذاهابها معه الي المشفي..
**فلاش بااك**
بمجرد خروج درغام من الغرفه..صرخ بها قائلا:بتدخولي ليييي.
ديلان بغضب:انت بتقول اي..عاوزنا نسمع صوت ضرب نار ومنجيش مثلا.
دفعها بعيدا عنه بقوه قائلاً:انا بعرف احمي نفسي كويس.
ثم سار الي الدرج بصعوبه فقالت هي بلهفه:طب استني هاجي معا...قاطعها بقوه:لااا بعرف امشي علي وجلي لما اتشل هبقي اقول لفجر هي اللي توصلني.
ثم اتكئ علي الدرج حتي وصل الي سيارته وطلب من السائق ان يساعده في الوصول الي المشفى.
**بااك**
قالت ديلان بغل:بكره هترميها فالشارع..وتجيلي راكع.
في فجر ذلك اليوم..رجع درغام وهو يضع يده في حامل..
ثم صعد الي غرفته وفتحها ببطء ليصعق..لعدم وجودها..فنظر الي الباب المقابل اليه..
اتجه اليها بضيق وحاول فتحه ولكنه مغلق من الداخل..
كظم غيظه..ثم دلف غرفته وصفع الباب بقوه...
في الصباح الباكر..
استيقظ درغام وقام بروتينه اليومي..ثم نزل الي طاوله الطعام فلم يجدها..
تجاهل الوضع..وعزم علي ان يتجاهلها حتي تهدءت هي وتنسي ماحدث..
اما في الاعلي..استيقظت الاخرى وهي تشعر بألم يجتاح صدرها..وكلما لمسته تتألم اكثر..فجمعت خصلاتها المبعثره في ربطه واحده..وقالت بضيق:هتجيب اجلي قريب يا درغام الكلللب.
قامت هي الاخرى بيروتينها ونزلت وهي تتجاهلها في اخذت قطعه من الخبز ووضعت بها قطعه من الجبن وهي تنظر اليه بتفحص..والي يده الواضعه علي حامل..ثم رمقته بنظرات استحقاريه ورحلت..
نظر درغام في اثرها بضيق فشعر بيد اخرى تتحسس كفه الموضوع علي الطاوله..فنظر بترقب وجدها ديلان..
نفخ بضيق ثم نهض فقالت بدلال وهي تحيط عنقه بيدها:موحشتكش يا درغام.
كاد ان يتكلم ولكنه وجد فجر تقول بحده:فعلا ديل الكلب عمره ما يتعدل..وانا اللي كنت راجعه اصالحك..انا طلعت مغفله.
ثم ركضت الي الخارج..فنظر الي ديلان بغضب جامح وابعدهت عنه بقوه وركض خلف فجر..حتي لحق بها وجذبها من ذراعها قائلاً:انت فهمتي غلط انا كنت هبعدها..وانت..فقاطعتها وهي تضربه في صدره:ابعد عنيييي انا كرهت لمستك ليا..انت انسان مقرف يا درغام مقرررف.
ثم دفعته عنها وركضت السياره وطلبت من السائق ان ينطلق..فوقق الاخر يتابعها بحزن واعين مكسوره..فمهما كان الجميع يكره..لن يبالي ولكن عندما تقولها هي..
يختلف الوضع..
في الصعيد..
اصبحت من عادة عبدو ان يذهب الي الحديقه الخلفيه..ويجلس مع بثينه اثناء الشروق..
تشجع عبدو ومسك كفها بحنو قائلاً:عارفه يا بت يا بثينه..اول مره في حياتي كلها..احس بالاحساس دا وياكي.
ابتسمت بخجل ونظرت الي الجانب الاخر ولكنه وضع انامله اسفل ذقنها وقربها اليه مجدداً..
عبدو بعتاب:لما اتحدد معاكي بعد اكده..اياكي تبعدي عينيكي الحلوين دول عني..فاهمه!
احتقن وجهها وهزت رأسها في خجل..فظل ينظر الي عيناها بحب جارف وقال بنبره صادقه وحنونه:بثينه..ان..اني بحبك.
*الفانز

تعلثمت بثينه وقالت بخجل:واني كمان.
اقترب بخبث من وجهها قائلا:وانت كمان اي؟!
نكزته في كتفه:واني كمان بحبك.
كان سيتحدث ولكنه تجمد مكانه عندما سمع والده يقول بصياح:عااال العاااال ياولد فتحي الطودي..جاي تحبلي خدامه!
في مدرسة فجر..
كانت تتابع ذلك المعلم سيء السمعه وهو ينظر اليه بوقاحه..ثم مطت شفتيها بضيق عندما شعرت بألم في بطنها..فرفعت يدها لتستأذن المعلم لدخول المرحاض..
المعلم بنظرات وقحه:اتفضلي يا فجر.
شعرت بريبه قليلاً فتعمد هو ان يقف بجوار الباب لتمر هي بجانبه..
فنظرت بضيق الي افعاله ولكن ألم بطنها جعتلها تضغط علي ذاتها لتمر بجواره..حتي خرجت مسرعه الي المرحاض..
فدلفت مندفعه وغسلت وجهها بالماء ونظرت الي المرآة المحطمه قليلاً..وتفحصت وجهها الذي يشبه شحوب الموتى بقلق..
فجر لحالها:في اي يا فجر..انت هتحطي في نفسك ولا اي..لا فوق كدا.
ثم غسلت وجهها مجدداً..
ولكن ازدات ذلك الألم بشده..فجلست علي الارض قرفساء..وانتحبت بقهر..
فالصعيد..
نهض عبدو بهدوء ووقف امام ابيه قائلاً بقوه:ابوي بثينه مش خدامه..دي بتساعدنا مش اكتر ولا اجل!
ابتسم فتحي بسخريه قائلاً:واي كمان يا صلبي!
نهضت بثينه برعب ووقفت خلف عبدو فقال فتحي بصرامه:كتب كتابك علي بنت العشري بكرا..جهز حالك يا..يا عريس.
تخشب مكانه وارداف بصياح:وهه قصدك اي ببكرا..وبنت العشري مين اللي اتجوزها دي..دييي..عيله مكملتش ال14.
فتحي وهو يغطي ظهره اليه:زي ما فچر كانت عيله بردك.
ثم سار مبتعدا بعدما اشعل فتيل الحرب..استدار عبدو وجدها تجهش في البكاء فاحضتن وجهها قائلاً:بثينه..بصي في عيني يا بت..اني بحبك انت.
ارتفعت شهقاتها وقالت بصراخ:والله انتحر يا عبدو..والله انتحر قبل ما تمضي علي اي ورجه يا عبدو.
وضع يده علي ذراعيها هزها لتفيق من نوبتها قائلا:انتحار اي يا مچنونه انت..اتخبلتي ولا اي..مفيش الحديت دا..ثم قال بترقب:تيچي نهرب!
شهقت بهلع وضرب صدرها بيدها قائله:عاوزنا نحط رأس اهلينا في الارض يا عبدو..لاع انا عمري ما اكسر ابوي!
عبدو بضيق:منا هكسر ابوي عشانك!
تضايقت من حديثها فقالت مصححه:قصدي اننا هنعرف ناكل ولا نشرب ولا نعيش فين!
ترك ذراعيها بيأس..فهي محقه في كل حرف..ليس لديهم اي مأوى اخر..
فقال وعيناه مثبته في عيناها:وانا مجدرش اكسر كلمة ابوي.
ثم تركها بوجه جامد..فجلست هي مكانها والدموع تنهمر من مقلتيها..بينما الاخر محطم من الداخل..فهو احبها بالفعل ولكن ما باليد حيله..
في المساء..
علي طاولة العشاء..لم تحضر فجر فشعر الاخر بضيق ولكنه اكمل طعامه وذهب الي غرفته في صمت مريب..بينما تلك الحيه تبتسم بمكر علي نجاح خطتها الاولي وستبدء في تنفيذ الثانيه..
اما في غرفة فجر..
كانت تتململ علي الفراش بضيق فهي تشعر ان هناك امر خاطئ بها..تذهب الي الحمام مراراً وتكراراً..تشعر بأن هناك دبابيس تنغرز في اسفل بطنها..خاصتا في منطقة الحوض..
فنهضت وفركت وجهها بحنق قائله:انا زهقت برشام اخدت نوم ونمت..ماهو لو انت برد انزل بالعطس والكح علي طول عشان انا زهقتتت.
ثم خطر في بالها فكره قائله:اما اقوم اعمل حاجه سخونه طيب.
ثم نهضت ونزلت الي المطبخ اعدت كوب من النعناع الساخن بينما اختفي الخدم..
ولكن في طريقها الي غرفتها سمعت ساميه وهي تقول لديلان:دي بقالها شهر وكام يوم معاه..اكيد حملت انت مشوفتيش وشها اصفر ازاي لما رجعت من المدرسه!
ديلان بحقد:لسا لسا..خالينا لما نتأكد الاول..عشان لما نضرب ضربنا تكون ضربة موت.
اقتربت فجر من غرفة ديلان واخذت تتنصت عليهما..
ولكنها فزعت عندما اتاه صوته الغليظ من خلفها وهو يقول بجمود:بتعملي اي عندك يا..ثم اضاف بسخريه:يا بيبي!
انتفضت فجر..وصرخت في وجهه قائله:ما تكوووححح ياعم خضيتني وبعدين وانت مالك انت بعمل اي..خاليك في نفسك.
اقترب منها قائلاً:طب مانت نفسي.
ابتسمت بتألم قائله:ااه..نفسك..فعلا..وانت بتحب تخون نفسك كتير اوووي.
مسكها من ذراعها قائلا بصراخ:قولتلك كنت سكران والموضوع دا عدا عليه ست شهووووور.
جذبت ذراعها ونكزته في كتفه المصاب بقوه قائله:وديدان كان من زمان..شوف يا درغام نجوم السما اقربلك مني..انسي فجر دي خالص..وانا من بكرا هاخد هدومي وهروح بيت با...مسك فكها بقوه كادت ان تحطم اسنانها..
وقال بصوت تقشعر له الابدان:كمليها يا فجر..وشوفي انا هعمل فيكي اي.
ارتعبت قليلاً من لهجته المخيفه..وختصتا تلك النظره الناريه التي رمقها بها..تقسم انها لاول مره تراه بتلك الحاله المرعبه..
فنفضت يده علي فكها ونظرت اليه باحتقان ثم ركضت الي غرفتها وصفعت الباب..وجلست علي فراشها وابتسمت بسخريه وهي تحدث نفسها فالداخل:هه قال حامل..ميعرفوش اللي فيها.
اما فالخارج نظر درغام الي ديلان التي خرجت من غرفتها هي وساميه اثر صوتهما العالي..
ديلان بتوجس: ?!What happens.
نظر اليها بطرف عيناه بحده ثم سار الي غرفته وصفع الباب بقوه..
فزمت ساميه شفتيها بسخريه فقالت ديلان:هو دا المطلوب..مابيقوش طايقين بعض.
في مساء اليوم التالي فالصعيد..
كان عبدو يرتدي جلبابه..وتجلس بجواره فتاه في ربيع طفولتها وتنظر اليه بخوف..
ولكن عقب دخول المأذون..
اتت خادمه تولول وتصرخ بفزع قائله:الحقوووونااااا البت بثينه انتحرت يا خلق..
انتفض عبدو والجميع من اماكنهم..فاكملت الاخرى ببكاء هستيري:شربت ازازة الدوا كلها وقطعت شرايناهااا الحقوني يا ناااس....واخذت تلطم علي وجهها..فركضت عبدو اليها قائلاً بفزع:هي فييين..انطقي.
اشارة الي طرقه تؤدي الي المطبخ..فركض باتجاهه..وجدها جثه هامده سابحه في دمائها في منتصف المطبخ...
