رواية عشق لا يضاهي الفصل المئة وستة واربعون 146 بقلم اسماء حميدة
تحمل من البرودة ما يكفي لتجمد قلبه المشتعل بالحب ثم قالت بازدراء كأنها تسحق آخر آماله تحت كعب كلماتها
لست بحاجة إلى ألحانك الواهنة... لقد نضبت موهبتك منذ زمن بعيد... كان الأجدر بك أن تعترف وتواجه مرآتك بصدق.
كلماتها انغرست في صدره كسهام مسمۏمة لا تميت لكنها تتركه ېنزف ببطء.
ارتجفت أهدابه وڠرقت عيناه في بحر من الدموع التي حاول جاهدا أن يمنعها من النزول وقال
أنا من زرع فيك البدايات... أنا من حملك على كتفي لتصلي إلى حيث أنت الآن... والآن حين أحتاجك تتنكرين لي هكذا
للحظة بدا الڠضب كعاصفة على ملامحه ولكنها لحظة فقط إذ التقطت دينا تغير نبرته فتراجعت عن حدة موقفها وهدأت صوتها... وها هي تقول برفق مصطنع في نبرة ندم ممزوجة بالواقعية
أنس... هلا كنت أكثر نضجا المسألة لم تعد فقط عن الحب أو الماضي... نحن جميعا نبحث عن علاقة متزنة تبني ولا تهدم تدفع للأمام لا تعيدنا إلى الخلف.
سكتت لوهلة ثم أكملت بنظرة ملؤها الحنين الزائف
خمس سنوات مرت... تأمل نفسك وكيف أصبحت لم تكن بهذا التشتت حين غادرت... لقد كنت بحال أفضل أو هكذا كنت تبدو لكنك لم تتغير... لم تنضج بعد.
ثم رمقته بعينين فيهما تلون امرأة تتقن اللعب على نياط القلب وقالت
أنا الوحيدة التي ما زلت مستعدة للحديث معك أي امرأة غيري كانت ستدير لك ظهرها منذ زمن. تسميني قاسېة حقا القسۏة هي أن أظل أراك تسقط ولا تمسك بيدي التي امتدت لك مرارا.
وخلال لحظة تغيرت نبرة أنس... لم يكن غضبه الآن سوى شظايا صوته وهو يتمتم بجملة خرجت من أعماق قلبه كما يخرج الأنين من صدر موجوع
لقد تهالكت فقط... لأنني فقدتك.
زفرت دينا ببطء زفرة حملت فيها كل ما كانت تخفيه خلف قناع الإخلاص الزائف... كمن يخرج غبار السنين من رئتيه. ثم قالت
لكنك كرجل أليس من المفترض أن تحميني لا يمكنك أن تتوقع مني أن أعتني بك وأنت لا تقوى على حمايتي.
توقفت لحظة ثم نظرت إلى عينيه اللتان كسرت فيهما كبرياءه كرجل وتابعت
لقد كنت تتسكع هنا كثيرا رأيت ما يحدث كيف ألاحق كيف
رمى نظرات السم نحوي... ومع ذلك لم تحرك ساكنا.
صمت أنس... لم يقاطع... لم يدافع... بل اكتفى بالاستماع.
كانت عيناه ساكنتين كأنه يبتلع كلماته قبل أن ټنفجر داخله... وما إن انتهت حتى خفت حدة وجهه واختفى بريق التحدي من نظراته... ومن ثم همس لكن صوته اخترق المسافة كطلقة لا تخطئ
أستطيع حمايتك... وسأفعل.
ثم استدار وغادر دون أن يلقي نظرة أخيرة كما لو أنه يخشى أن يتراجع إذا رأى انعكاس صورة غريمه ظافر تطل من عينيها.
راقبته دينا وهو يبتعد ونظرتها مثقلة بشيء لا يشبه الشفقة ولا يشبه الحنين... بل يشبه شيء آخر.
مسحت بأناملها المكان الذي لامسها فيه كأنها تزيل أثر چريمة لم ترتكب أو ذكرى لا تريد لها أن تنبت... ثم نهضت في قلبها تلك الهمسة الخبيثة وتأجج صوتها الداخلي الذي لا يسمعه سواها وقالت في صمتها القاتم
هل أغضبتك ألاعيبي يا سيرين تهامي سأريك إلى أي درك يمكنني أن أنزل... وسأجعلك تشهدين سقوطكما معا هو وأنت.
رواية عشق لا يضاهي الفصل المئة وستة واربعون 146 بقلم اسماء حميدة
تعليقات

