اخر الروايات

رواية عشق لا يضاهي الفصل المئة وثلاثة وعشرين 123 بقلم اسماء حميدة

رواية عشق لا يضاهي الفصل المئة وثلاثة وعشرين 123 بقلم اسماء حميدة 


  الفصل 123

طالما أنك على استعداد لأن تدعني أنا ونوح نمضي وتدع الماضي يدفن تحت ركام الذاكرة

شدد ظافر وكأنما يمسك بها كي لا تنفلت من يده كما تنفلت قطرة مطر من خد السماء. صوته خرج كزئير أسد جريح ولكنه لا زال يقاوم

هذا مستحيل.

لحظة من الصمت الموحش خيمت بينهما إذ راوده خاطر مر

ربما كانت سيرين على حق منذ زمن... لا صداقة تكتب بين عاشقين خاضا معارك الحب وأطفآ ڼار الشوق يوما... إن كانت حقا تريد الرحيل فليكن! لكن عليه أن ېموت ألف مرة قبل أن يتركها ترحل.

تلاشى اللمعان من عينيها فجأة وارتسمت على شفتيها ابتسامة مرة كالعلقم

لو كنت أعلم أنك رجل يختبئ وراء دخان الحقد لطلبت فسخ هذا الزواج بشكل قانوني ولكن ردة فعلك تجاهي تحيرني.

تلك الكلمات أشعلت نيرانا باردة في صدره. تذكر كيف قالت له ذات ليلة إنها ټندم على اليوم الذي صار فيهما زوجين.

زحف الصقيع إلى وجهه فسكن صوته وصار صمت السيارة صدى قاتما لأنفاس الليل البارد.

ظلت السيارة تشق سكون عتمة الطريق وبقى هو يرمقها بطرف عينيه... كالورود الذابلة وشعرها يتراقص تحت أضواء الطريق الخاڤتة.

ظن لوهلة أنها أصيبت بنزلة برد فمد يده يريد أن يضعها على جبينها. 

توقفت يده في الهواء معلقة مثل سحابة تهدد بالمطر... همس يسألها بنبرة تحمل عتابا غامضا

لماذا تتهربين مني

أغمضت عينيها ثم سألته بصوت ناعم انكسر فيه بعض الكبرياء متغاضية عن سؤاله

متى سأرى نوح إنه طفل خجول أخشى أن تبتلعه برودة مكان غريب عليه.

رمقها بنظرة طويلة قبل أن يجيب

هذا يتوقف على أدائك.

اتسعت عيناها بدهشة وقالت وهي ترتجف

ماذا تقصد

مد يده مجددا فلم تبتعد وراحت عيناها تلاحقان 

سألته بصوت واهن تلونه الحيرة

لا أفهمك يا ظافر

رفع حاجبيه قليلا وقال ببرود 

ماذا

ترددت ثم تمتمت بصوت خفيض كان ينساب من صدرها كالسر

هل وقعت في حبي

كانت الكلمات كطلقة في صدره.

وهي تتسائل دون صوت

إذا كان يحبها ولماذا يطاردها بالصمت بدلا من الهمس


 

تجمدت يده فجأة بسرعة مفاجئة ومن ثم عاد إلى صلابته المعتادة ولف صوته برد يشبه مۏت شتاء طويل

بالطبع لا.

كما توقعت سيرين كانت كوثر تسرح بأفكارها وكأن عصفورا من الريبة يحوم حول رأسها يهمس في أذنها أن قلب ظافر قد وقع في قبضة سيرين ولكنها كانت مخطئة.

أما سيرين فقد أيقنت في داخلها أن رجلا كظافر يزهو بكبريائه كطاووس ملون لن يفتن بأنثى مثلها لا سيما بعد كل ما حدث... إذ بدا لها رفضه طبيعيا بل أكثر عقلانية من جنون اللحظة التي ألقت فيها بنفسها بين ذراعيه ذات ليل عاصف.

ضحكت ضحكة هادئة وكأنها تسخر من نفسها لا منه وقالت

هذا جيد. لو أحببتني فجأة لما عرفت كيف أواجهك من الأفضل أن تواصل كراهيتك لي يا ظافر.

لم تكن تكذب بل في سريرتها كانت تقر بأنها أحبته طويلا حد الهلاك لكنها لم تجد منه سوى ظلالا من الألم وغيوما من القسۏة... فلو قالها يوما لو همس لها ذات مساء

إنني أحبك لتعثر قلبها في صدرها... وتسائلت هل كانت ستغفر له ما اقترفه بحقها هل ستعيده إلى قلبها كزهرة ذابلة تسقى من جديد

لا تدري بل لعلها لم تجد جوابا أصلا!

في تلك اللحظة كان ظافر يحدق في عينيها يلتهم صمتها بنظرة دامية

وأنت

سألها وصوته يقطر ۏجعا كندى الصباح على قبر قديم.

هل ما زلت معجبة بي

أزاحت سيرين عينيها عنه وهزت رأسها ببطء متعب.

بدا وجهه منكسرا للحظة لكن سرعان ما تمتمت بهدوء يشبه عاصفة صامتة

لا أدري ما أعلمه فقط هو أنني أستطيع النوم الآن دون أن يطاردني طيفك.

كلماتها انطلقت أصابت قلبه مباشرة.... ومع ذلك لم يظهر ظافر شيئا.

كانت السيارة تمخر عباب الليل بينما ظلال المصابيح تلوح على وجهيهما المتعبين.

لم تستطع سيرين رؤية عينيه وقد احمرتا كانتا غارقتين في سواد كثيف كأنه محيط لا قرار له.

اتكأ ظافر على الباب غارقا في صمته الحديدي.... أما هي فصارت كلماتها تتدفق كالنهر بعد أن روت 

لم يهمها إن كان ينصت أم لا أرادت فقط أن تبوح بما يثقل صدرها منذ زمن.

أعرف جيدا أن أكثر ما تكرهه هو الكذب.

قالتها بنبرة واثقة رقيقة.

الآن رحلت عائلة تهامي ودفعنا جميعا ثمن أخطائنا... لو استطعت أن أعيد إليك الأموال والمشاريع التي حصدتها عائلتي على حساب شرف عائلتك أكنت ستتجاهل الأمر يا ظافر




المئة واربعة وعشرين من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close