اخر الروايات

رواية أشتهي عناقا ( اغراب بلا وطن ) الفصل الحادي عشر 11 بقلم اسما السيد

رواية أشتهي عناقا ( اغراب بلا وطن ) الفصل الحادي عشر 11 بقلم اسما السيد 


الفصل الحادي عشر..
أشتهي عناقاً..
«أغراب بلا وطن»
✍️أسما السيد✍️
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم..

رفعت يدي الي السماء.. وانا بحال بأس.. أشكو له حالي.. بقلب مرتجف..
لم يطعني لساني ليلفظ.. فأغمضت عيني.. وكفي..
فإن لم ينطق لساني.. وشهقاتي لم تعد تخرج..
فحتما ياالهي... أنت تعرف...
اللهم جبراً لقلوبنا.. يتعجب منه أهل الارض والسماء.. وشفاءً لاوجاعنا من كل داء..
اللهم أحسن ما بين يدينا.. حتي نلقاك..
اللهم الصبر علي البلاء.. اللهم العوض.. اللهم اللقاء🤦‍♀️🤲

حبيت فصل انهارده ازينه بحاجه نجربها سوا…
ونخليها بعنوان…

#ما تيجوا نجرب… ربنا ييسر امورنا كلنا…ويحقق امانينا واحلامنا..

روى الترمذي، وابن ماجه، وأبو داود ،(أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سمع رجلًا يقول اللهم إني أسألُك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إله إلا أنت الأحدُ الصمدُ الذي لم يلِدْ ولم يولَدْ ولم يكنْ له كُفُوًا أحدٌ فقال : لقد سألتَ اللهَ بالاسمِ الأعظمِ ، الذي إذا سُئِلَ به أَعطى ، وإذا دُعِيَ به أجاب).

#من قرأ سورة الفاتحة وتليها سورة الإخلاص وقال بعدها: (اللهم اجمع بيني و بين حاجتي كما جمعت بين أسمائك و صفاتك يا ذا الجلال و الإكرام) ثلاثة مرات، قضيت حاجته إن شاء الله.

أستغفر الله العظيم لي ولكم..لا تنسوني من دعاءكم..ولا تدعوا القراءه تلهيكم عن امور دينكم.. ولا تتركوها لتكن اكبر همومكم… اللهم بلغت اللهم فاشهد..
#أسما..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ إنتِ..
ثُقل لسانه فجأه..ولم ينطق..لم يستطع..إستدار مبتعداً عنها..والتقط ثيابه وكما خلعها ارتداها تحت أنظارها…

عاودت طلبها بجنون أكبر..وهي تحارب وجع قلبها منه وعليه…

أجابها وهو يميل ليلتقط حاجياته...بنبره جامده…

ـ حاضر…هعملك اللي عوزاه..

إغرورقت عينيها بدموع الخيبه، وهو يجيب بكل برود علي طلبها للطلاق..أهكذا إذا؟

لم تكن تتوقع رداً بارداً كهذا..إشتعل قلبها بالغضب منه ومن نفسها التي تضعها بموقف مخزي..كالعاده..
لما لا تبتعد عنه.. لن يتغير.. ولو هدمت الدنيا بأكملها فوق رأسها.. سيظل هكذا..بارد الرد..

هتفت بجنون وغضب أكبر من ذي قبل..وهي تضغط بيدها علي أذنيها بقوه..

ـ طلقني..طلقني يا جواد..حرام عليك..كفايه كده بقي..كفااية..طلقني حالا..دلوقت..

إستدار سريعاً، من صراخها...وصدم بدموعها التي تسيل بغزاره علي وجنتيها..

قطع المسافه القصيره بينهم، واقترب ممسكاً بيدها بقوه..ليبعدها عن أذنها..
يحاول معها..ولا فائده...فلتت أعصابها..وتوشك علي الإنهيار..

هتف بغيظ…

ـ إنتِ..اتجننتِ يا إيلا..اخرسي واسمعيني...ابعدي ايدك دي..
بوصيلي يا إيلا..

لم تهدأ..ولم تصمت.. ولم تنفك تطلب الطلاق بهيستيريا تهز برأسها بجنون..حتي يبتعد عنها..ويتركها لحالها..
يكفي لم تعد بقادره...ستموت من قهرتها منه..ومن أفعاله وجنونه..

فاض الكيل بها..ويجب أن تضع نهاية لتلك الحياه البائسه معه.. وللأبد..

زفر بغضب، وبقوه أبعد يديها عن اذنيها، وأحكم إمساك وجهها بين كفيه، ورفع رأسها بقوه لتنظر له..
وقد فلتت زمام سيطرته علي نفسه…هو الآخر..

واردف صائحاً ببغضب….

ـ إيلاااااا… اخرسٌ.. بقي.. إخرسِ..

ابتلعت صراخها، وصمتت إلا من شهقاتها التي تعلو وتنخفض.

أردف وهو يميل بوجهه، ناظراً لها بغضب.. بينما بادلته هي أخري عاتبه...وهي تستمع له..

ـ نجوم السما اقربلك ياإيلا...من انِ اطلقك..مش هتخلصي مني أبدا..هتعيشي وتموتي علي إسمي…
إيلا جواد الناردي…
ولو فاكره بضغطك علي أعصابي بالطريقه دي..
ممكن تفلت وأطلقك..فمش هيحصل..فوفري علي نفسك وعليا..تعب الأعصاب ده…. لو عاوزه تخلصي مني..اقتليني وانتي تخلصي..
إقتليني وإرحميني..وإرحمي نفسك يا إيلا...اللي جواد تعبها أوي كده..
يالا..أنا أهو..إقتليني وإرتاحي وريحيني..

آآه... حارقه خرجت من صدرها..حزناً ووجعاً علي حالها وضعفها معه…
أشاحت برأسها بعيداً عنه..وهي تشهق ببكاء حار..حسرةً علي حالها..

مالت برأسها تلقائياً.. تستند علي صدره..وهمست، وهو يحاوطها بذراعيه بحمايه..

ـ أنا تعبت منك..والله تعبت..ليه مش عاوز ترحمني إنت..وتطلقني..أنت مبتعملش حاجه غير إنك بتضيعني أكتر..ومبقتش فاهمه ولا عارفه حاجه أبداً...

أغمض عينيه بقوه..وهو يصارع قلبه الذي ود لو يصرخ ويخبرها..

ـ ارحمي ضعف قلبي يا إمرأه..الذي لا يستطيع أبدا بدونك..إبقي معي..

شدد ذراعيه عليها، وعانقها بقوه...وشرع يهدهد بها..كطفله صغيره..

ذراعيه التي حاوطتها بقوه.. لم تؤلمها قدر أن بثتها بذاك الأمان التي تنشده، ادخلها لدوامته اللعينه التي تعشقها بين ذراعيه.. فإستسلمت مجبره..
وما أجمل أن يجبرنا أحدهم علي تذوق النعيم الكامن بين ذراعيه..

أي إمرأه هي؟..من تعشق الشيء ونقيضه...أحياناً تشعر وكأنها هي من تحتاج لعلاج نفسي مكثف..وأنها هي سبب حياتهم المضطربه هذه…

ولكن..ماذا تفعل هي؟..

"بين صدرها قلب لا يشبه قلوب الناضجين..ولا عقلاً مفكراً يقودها للصواب..وان كان هو الجحيم..لاختاره ذاك الأبله واللعين…

عقلها وقلبها..في صراع دائم علي عشق ذاك الذي ابتليت به.. زوجها…"

لم تستطع مقاومه همسه الحنون، ولا عناقه الدافيء الذي ياخذها لعالم وردي لا تشبع منه ابداً..ولا تكتفي..بل تشتهيه ولو بجانبها…

حربها معه دوماً غير متكافئه..هو بحنانه المفرط عليها
رغم برودة أفعاله معها..وهي بعشقها المجنون له الذي لا ينضب أبداً..

عانقته هي الاخري..وهي تخبر نفسها أنها بحاجه هدنه ولو قليله..
هدنه قليله بين ذراعيه، تستمد قوتها منه مجدداً..وتبدأ بعدها من جديد...لن تمررها له أبداً…
أنبت نفسها، وهي تؤكد لنفسها..
أن… تصمت الآن..وكفي..

تهكمت علي نفسها، ووبختها بسرها..

ـ أي قوه ستستمد، وهو ما أن يأثرها بين ذراعيه تنسي من هي..وتنسي عالمها بأكمله..

إلي هنا..وعاودت البكاء مرة أخري حزنا علي نفسها، وعلي ضعفها المخزي دائماً في مواجهته..يجب أن يضعا معاً حلاً لذاك الصمت القاتل بينهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد ساعه…

يجلس علي الأريكه بأريحيه..ظهره للخلف، ورأسه للاعلي شارداً تماماً..ويديه تتغلغل شعرها الكثيف بحنو غيبها عن الواقع تماما...

زفر بحزن..وهبطت دمعه من جانب عينه غصبا عنه..محاها سريعا بأصبعه..وهو يميل برأسه يقبل شعرها بعمق..

رفعت رأسها بعدما شعرت به، ووقعت عينها المنتفخه من البكاء، بعينه التي تلتهمها بشوق..وكأنه يحفظ ملامحها…

بقيا قليلاً ينظران لبعضهم البعض..هي بحيره..وهو بشوق يفتك به لقربها…

قبل أن يقطع هو ذاك الفاصل اللعين بينهم..وهو يسرق منها سعادته المميزه من بين شفتيها…

تصلب جسدها بالبدء من هجومه هكذا فجأه….وحاولت ابعاده عنها..ولكن لا فائده..استسلمت لحنوه عليها..وهي تبادله شوقه بشوق آخر مجنون لن تبرأ منه أبداً أبداً

ولكن.

تصلب جسدها فجأه.وهي تستمع لهمسه من بين شفتيه..

ـ بحبك..ياإيلا..
همت بالحديث الا أنه باغتها راحلاً معها برحله عميقه بعالم العشاق..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التهم الدرجات الفاصله..وهو يصيح عليها بجنون…

نازلي….نازلي...

انتفضت علي صوته الجهوري..واستدارت قبل أن تصعد للسياره تنظر له..

اقترب منها صدره يعلو ويهبط..وبكل ملامح السخط والغضب في العالم نظر لها..

امسكها من ذراعها بقوه… وسحبها خلفه تحت تذمراتها وصراخها عليه، إلا أن أصبحوا بغرفة الاستقبال الخاصه ببيت العائله..

هتف هي بصراخ…

ـ انت اتجننت .. سيب أيدي ياراسل.. أبعد عني..

أغلق الباب بقدمه.. وهو يصرخ بوالدتها وشقيقته التي هرولت خلفه.. أن يتركوه معها… لن يفعل لها شيئاً..

إقترب منها، مردفاً من تحت أسنانه، وهو ينظر لها من الأعلي للأسفل كمن جُن تماماً...

ـ رايحه فين؟...وإيه القرف إللي لبسااه ده..إيه ده...؟

أغمضت عينيها لتأخذ انفاسها الذي استهلكتها جميعاً، وهي تهرول خلفه..ولم تجب بعد.

صاح بجنون...أكبر عليها...وهو يمسك بخصلاتها بيده الحره..ويجذبها منه بقوه آلمتها…

ـ إيه ده يا نازلي...ايه ده..انطقي..ايه القرف ده.. انطقي لاخلص عليكِ دلوقت…

استيقظ ماردها الذي يتلاعب بها منذ القي عليها ذاك الأبله يمين الطلاق….واشتعلت ثوره كرامتها الذي اهدرها عشقها الملعون له…

وبكل قوتها..انتزعت ذراعها الذي لم بحرره بعد.. من قبضة يديه…. ودفعته بكل قوتها.. فإرتد علي أثر دفعتها للخلف.وكاد أن يسقط لولا تماسكه..بآخر لحظه..

اتسعت عينيه، وهو ينظر لها ولتعبيراتها الساخطه التي يراها لأول مره علي وجهها بصدمه..لا يعي أين رحلت زهرته النديه..وحل محلها ذاك الفك المفترس..

حاول الحديث لكن الجمته صدمته في هيئتها الجديده.. وتمردها عليه..

وحينما لاحظت ذلك… اردفت بغضب وصوت مرتفع وثقه مهتزه مهما افتلعت...

ـ ايدك لو لمستني مره تانيه ياراسل مش هيحصلك طيب..الزم حدودك معايا...واوعي تدخل في اللي ملكش فيه...البس ايه ولا ملبسش ايه..دا مش شغلك..انت فاهم.. انت ملكش حكم عليا..انا حره..

هتف بلا استيعاب لـ… ولا حرف من ترهاتها تلك....

ـ نعم....عيدي إللي قولتيه تاني كده...انتي بتقولي ايه؟

سحقت شفتيها باسنانها من غيظها منه..وهي تود لو تهرول من أمامه، لينته هذا العرض التمثيلي التي تجاهد لإخراجه هكذا بأقوي وأبهي حلةٌ له…

وأردفت بإختصار…وهي تمسك بأصابعها المرتجفه..اصبعها الذي يحوي خاتم الخطبه..

ـ إللي سمعته..مش هعيد تاني..قصه فاشله وانتهت..عادي جدا

أنهت حديثها.. وهي تنتزع الخاتم من اصبعها..ومعه انتزعت قلبها بيدها..وبعكس انهيارها..،
مدت يدها وامسكت بكف يده، ووضعته به…وهتفت بغصه بحلقها..لم تستطع ابتلاعها كما الاخريات…

ـ كده نبقي انتهينا..وللابد..ياراسل..انسي نازلي الغبيه اللي كانت بتجري وراك...وعيش حياتك الله يباركلك..

تقدمت ناحية باب الغرفه، ومدت يدها لتفتحه..وتنهي تلك المهزله..وللأبد، وتدفع بيدها ثمن جريمتها الشنعاء بحق دينها وتعاليمه الراسخه....

ولكن….

صرخت هلعاً..وهو يجذبها من ذراعها، ويلصقها بزاويه الغرفه عنوه…

فتحت فمها لتصرخ به…

ـ انت….

أخرسها هو مكمماً شفتيها بيديه..مردفاً بجنون..وصوت جهوري وصل للبيت بأكمله…

ـ انتهيناااااا….مين ده اللي انتهي..ورايحه فين هاااا…
ومين سمحلك اصلا...مييييين..انتِ مجنونه ومبتفهميش كلامي..ولا إيه؟

هزت رأسها بجنون من تحت يديه..حتي يتركها لتتحدث وتلتقط انفاسها…

ـ مش هتخرجي من هنا...الا علي جثتي...ولا هتكوني لحد طول ما انا عايش..فاكره بالقرف اللي لبساه ده..وصوتك العالي هخاف واكش منك...لا..فوقي..دا أنا ادفنك هنا…

سالت دموعها بغزاره..ومعه ارتفعت الدقات علي باب الغرفه..وازدادت الصرخات عليه..من اعمامه الذين هبطوا مهرولين من صياحه…

لم يلقي بالا لأي احد منهم..واستمر بحديثه المتخبط..واستسلمت هي له..ولم تعد تقاوم..فقط دموعها تسيل بلا توقف..

الا أن كسروا الباب وانتشلوها جبراً من بين يديه…وهو يصيح بجنون..باسمها…

ـ نازلي تعال هنا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ببيت جواد…

جلست علي الفراش خلفها بآليه.وهي ترمق الصندوق بيدها برعب..

أيديها مرتجفه...وجبينها متعرق..وقلبها ينبض بجنون…

وهي تخبر نفسها..
أهو..؟!...أم لا..؟!...أم شبيهاً به…

اخذت نفساً عميقاً..وهي تقلب الصندوق للجهه الاخري حتي تتأكد من ظنونها…

وسرعان ما وقع من بين يديها..وهي تلطم خديها…
ـ هوو...هوو..يانصيبتي…

اشاحت براسها يمينا ويساراً كالمجنونه…

ـ مش ممكن..وصل لهنا ازاي...ازاي...مين..مين..؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت ايلاف…

تجلس سوسن وبجانبها نسيم..

سوسن بغيظ…
ـ اختك دي مش وش نعمه..طول عمرها نكاره للجميل.. زي اللي خلفها..الراجل معاه هيل من سيل..ومعيشها ملكه..تقوم تهرب منه الوسخه وتخرج في انصاص الليالي..اه يا ناري لو كانت جتلي..

هتف نسيم بتهكم…

ـ دي آخرة دلع جوزك فيها..ياما قولتله سيبني اربيها..عشان تبطل تدلع..دي هتجبلنا العار..ومفيش فايده..

دلفت يمني تحمل بيدها اكواب الشاي..مردفه بخبث..

ـ الفلوس مش كل حاجه يا ماما..يمكن مش مريحها..الغايب حجته معاه بردو...

هتفت سوسن بسخط..

ـ وهو الراجل يعيبه ايه الا جيبه يا يمني...مدام مش مخليها عاوزه حاجه ليه تعمل عملتها دي...اه ياناري لو كانت جاتلي..كنت ربيتها من اول وجديد…

نسيم بغل…

ـ الله يرحمك ياابا..انت اللي خيبتها...بدلعك فيها..وتحفيظها شوية الشعارات دي..

يمني بمكر…

ـ الا صحيح من زمان نفسي اسألك ياماما.. مين إللي سماها ايلاف..مش غريب الاسم ده علي ايامكم..

اتسعت أعين سوسن بصدمه...وهتفت كمن رحلت لاعوام مضت…
ـ هااا..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
زفر بحزن..وهو مصوباً نظره لسقف الغرفه..بينما هي تتوسد ذراعه المبسوط لها علي الفراش..وتلتصق بجانبه، وتبكي..

رفع ذراعه..وتغلغل بأصابعه شعرها..متمتاً بحزن..

ـ ششش..بطلي بكا بقي..وحياة جواد عندك..

لم تصمت….مد يده الاخري ورفع بها وجهها التي تدفنه بصدرها…وهتف بتساول

ـ جواد مش غالي عندك ياايلا…

التقت عيونها الباكيه..بعيونه الحزينه الكسيره...بلا حديث..

همس برجاء..وهو يميل برأسه اكثر…

ـ قولي ياايلا..جواد غالي عندك ولا لا؟

أغمضت عيونها بلا حيله..امجنون حتي يسألها هكذا سؤال..
حقا لا يعلم….

لم تجيبه..فزفر بحزن..واقترب هو من عنقها ودفن وجهه به..متمتا بنبره واهيه..مزقت فؤادها…

ـ احضنيني ياايلا…

تبدل عبوسها..لبسمه حزينه..وهي تحيطه كطفلها الصغيره بكل قوتها…بلا حديث..صمتُ مطلق…

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منتصف النهار..

تجلس بغرفتها يتآكلها الغيظ والغضب، وصوت شجارهم يصل لها بالاعلي..
وكلما تذكرت حديث نازلي استشاطت غضباً…
استقامت تدور بالغرفه.كالمجنونه….
تريد الانتقام..ستنتقم..يجب ان تنتقم منهم جميعاً..وتجعلهم يعضوا اصابعهم ندماً علي افعالهم بحقها وحق والدتها…

ستجلب حقها من أعينهم جميعاً واولهم هو…

امسكت بهاتفها ونظرت لرقمه بشرود..وهي تفكر أحان الوقت..ام تنتظر...؟
نور بغضب…
ـ مش هسيب حقي يا جواد..ولازم تنفذ وعدك ليا بقي...مش بعد ده كله..لا أبدا …
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشركه باسل..

يصول ويجول بالغرفه..وبيديه هاتفه..بعدما استلم رسالةً منها منذ ساعتين..تطلب منه عنوان شركته..ينتظرها بشوق جارف..
لا يصدق انها أخيراً..ستكون هنا بإرادتها الحره..تطلب خلاصها منه…

زفر بصبر مردفاً بهمس..
ـ ياارب.

ولكن….
انتفض فجأه واحدهم يدفع الباب بقدمه بقوه..افلجته.

جواد بسخريه…

ـ تؤ تؤ..متقولش ان ظنك خاب ياعيني..اوووه.

ابتلع باسل ريقه..واشاح بيده للسكرتيره بأن تتركهم..

نفذت ما أمرها.. بهدوء..وأردف بغضب لجواد الجامد..

ـ انت ازاي تتهجم علي مكتبي كده…؟

اقترب جواد منه، وهو يسحق أسنانه بقوه..إلي أن أصبح مقابله تماما .

حرك رأسه يميناً ويساراً..وهو يتمتم بلا وعي بكلمات غير مفهومه..

قبل أن يرفع يده ويلكمه بوجهه بقوه..مردفاً بصوت جهوري..

ـ وأنت مين سمحلك تتهجم علي حرمة بيتي يا وسخ...مين اداك الحق تتدخل في خصوصياته..مين..قالك اننا محتاجين بطولاتك..

خارت قوي باسل وجواد يلكمه بلا توقف..بعدما اخذه علي حين غره..

ولكنه تمالك نفسه..وازاحه بركله من قدمه..لقدمه المعلوله من قبل...
فصاح جواد بألم..وهو يسبه..

ـ آاااه يابن ال…

هتف باسل بصدر يعلو ويهبط وهو يستقيم بتعب..

ـ حرمة بيتك إيه إللي بتتكلم عنها..إللي تهرب منك في انصاص الليالي…
ايه اللي يخلي مراتك تخرج من بيتك الا اذا كنت مش امين عليها..وعاوزه تخلص منك…

أنت واحد غبي ومتستحقهاش..وأنا إللي طلعت غبي لما سبتهالك زمان...ودلوقتي هخدها منك علي حياة عينك..وهتشوف...

أشعل فتيل غضبه مجدداً…
اقترب جواد متحاملاً علي وجعه مره أخري منه بقدم عرجه..ليفرغ غضبه به…

ولكن يداً قويه حاوطته من الخلف، وفصلت بينهم..

كامت يد أحمد صديق باسل…

ـ بس..أنتوا اتجننتوا إيه شغل الاطفال ده…
الموظفين بيتفرجوا عليكم…مينفعش كده..

هتف جواد بغضب وهو يزيح أحمد عنه..

ـ قول لصاحبك الوسخ..أن دا آخر تحذير..
تاني مره ميلومنيش عا..إللي هعمله...وعليا وعلي اعدائي..وهو عارف جواد كويس..لما بيحب يآخد حقه..

باسل بغضب..

ـ أنا مبتهددش ياجواد..واللي عندك اعمله..وإيلا هخلصها منك..

استدار جواد ونظر له بتمعن..وهتف بترو وثقه..

ـ مفيش في الدنيا حاجه هتفرقني عن إيلا غير الموت.. أنا مراهن علي عشقها من زمان.. إيلا متنفعش غير لجواد.. وجواد مينفعش غير لإيلا…
أنا بثق فيها زي ما بثق في نفسي.. وانا متاكد ان نفسي عمرها ماهتخرج سرها وإللي بيني وبينها أبداً بره… وإللي بيلعب بيك أنا عارفه كويس..

باسل بتوتر…

ـ تقصد إيه… بلاش شفراتك دي…

أردف جواد بلا أهتمام لحديثه…

بس تفتكر...معندكش حاجه تخاف عليها، أقدر أخد حقي منك فيها....
طب سيبك من ده كله…

ـ ماريانا عارفه باللي بتعمله ده..وأنك عامل شجيع السيما..والبطل الهمام وبتنقذ مرات غيرك..ومديها كامل إهتمامك….

ابتلع باسل ريقه بصدمه....وهتف بتساؤل..

ـ تقصد ايه..وايه دخل ماريانا بالقرف بتاعك..وتعرفها أصلاً منين...إنطق..

هتف جواد بتهكم..وهو يدلف للخارج بعرج..

ـ خاف علي اكل عيشك ياباسل..وخليك بعيد عن جواد الناردي احسنلك..وبلاش إيلا...وبلاش تفتح النار علي نفسك..ولو متعرفش مين جواد الناردي..إسال ماريانا..وهي تقولك..
ومتنساش، تقولها جواد الناردي بيسلم عليكِ...وبيقولك لمي اللي ليكِ يا ماري احسنله..

هم أن يلحق باسل به...وهو يصيح عليه..ولكن منعه أحمد وهو يزيحه بقوه للداخل…

ـ اهدي ياباسل مش كده الله…

باسل بجنون…

ـ يقصد ايه ده..ويعرف ماريانا منين..لازم أعرف …سيبني يا أحمد..

أحمد بتهكم…

ـ وانت إيه إللي مجننك..إللي يشوفك يقول ميت في عشق ماريانا..ومخلص أوي لها..

اتسعت اعين باسل بصدمه..

ـ انت بتقول ايه انت كمان…دي مراتي..انت اتجننت..

باسل بسخريه..

ـ لا ياشيخ… افتكرت انها مراتك دلوقت… فوق ياباسل فوق بقي.. السجاده بتتسحب من تحت منك..ولو خسرت عيلتك..هتندم ندم عمرك..

اردف باسل بصدمه وهو يجلس علي المقعد خلفه، وهو يفتح زر قميصه..ليلتقط انفاسه…قبل أن يهرول للخارج كالمجنون..

ـ افوق...من ايه..أنا لازم أعرف..لازم...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استيقظت ولم تجده بجانبها...دب القلق بقلبها بعدما تأكدت من اخذه لهاتفها معه..وتركه لهاتفه بحوزتها…بعدما هاتفته من عليه بعد بحث عن هاتفها مطولاً..

تري ماذا يخطط…؟

أغمضت عينيها، تدعو الله أن لا يكون ما تفكر به قد حدث..وذهب لباسل..ليتعارك معه..
تعرفه لن يتركه مهما حدث أبداً..وهو قد اقسم لها البارحه وهي بأحضانه، بعدما تحدثا مطولاً عن تلك الرساله وأخبرته ما حدث بصدق..أنه لن يتركه..
ولكنه عزف عن كلامه بعدما بكت وتوسلته أن لا يفعل..ولكن يبدو أنه كان يجاريها فقط ليس إلا...

زفرت بحراره، وهي تتخيل ما قد يحدث له، وما قد يتسبب به..
ياليتها تعرف إلي اي مكان ذهب، وكانت لحقت به.....

أراحت جسدها المنهك علي الاريكه أمام طفلها الذي يلهو ببراءه أمامها، إنكمشت علي نفسها، وكل خليه بجسدها ترجف من مجرد تخيلها أن يكون قد صابه مكروه ما…

ولكنها…

استقامت سريعاً..علي رنين هاتفه برسالة ما..

فتحتها سريعاً ظناً منها أنه هو…أو صابه شيء ما.

ولكن…

زادت رجفت يديها فجأة، ووقع الهاتف من يدها...وهي تهز رأسها بهيستيريا يميناً ويساراً..

ـ لالالالالا..ايه ده..مش معقول..إيه ده…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ببيت العائله…

شهقت وأحدهم يقتحم الغرفه بقوه عليها…مردفاً بغضب وهو يجذبها من شعرها، يسحلها أرضاً، ويركلها بغل…

ـ انتِ إللي خونتيني يا وسخه..انتِ اللي عطتيه الصندوق...هقتلك واشرب من دمك، محدش يعرف بيه غيرك.. الله يحرقك...أنا هخلص عليكِ..وأرتاح منك..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلف لشقته كالمجنون..بعدما كاد يرتكب اكثر من حادث…
يبحث عنها، ويصيح بإسمها…
ـ ماريانا…

شهقت بهلع، وهو يقتحم الغرفه عليها، وسقطت المنشفه التي تحاوط جسدها..

هتفت بعربيه ركيكه..لم تجيدها بعد رغم سنواتها التي عاشتها معه..وأصولها العربيه العريقه..

ـ في إيه، مالك؟

جذبها بعنف من خصلاتها...وقذفها بقوه علي الفراش..وهتف بجنون..وهو يعتليها ممسكاً بوجهها بقوه..

ـ تعرفِ جواد الناردي منين..انطقي؟

هتفت بصدق…

ـ أاقرب لي منك...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close