رواية حب مسحور الفصل العاشر 10 بقلم رباب حسين
حب مسحور..... الفصل العاشر
بقلم الكاتبة / رباب حسين
عشق الروح لا يُشبه أي عشق أخر.... إنه انتماء عميق يتجاوز الملامح ويتخطى حدود الجسد..... هو ذلك الإحساس الذي يجعل قلبك يلتقط أنفاس الأخر ولو كان بعيدًا ويشعر به كما لو كان جزءًا منك.... إنه لقاء الأرواح قبل أن تلتقي الأعين ووصل لا ينفصم حتى لو تفرقت الدروب.... في عشق الروح لا تُغريك المظاهر ولا تُعميك الزينة.... بل يُسحرك النقاء الكامن في عمق الأخر ويأسرك الضوء المختبئ بين تضاريسه الداخلية.... هو عشقٌ يزرع فيك سكينة رغم العواصف ويمنحك يقينًا بأن ثمة يدًا خفية تجمع بينك وبين من تحب خارج مقاييس الزمن وأوزان الواقع..... في عشقِ الروح لا يعود الحب اختيارًا بل يصبح قدرًا يُكتب في داخلك بمدادٍ لا يُمحى ويغدو القلب وطنًا والروح سماءً والأخر حياةً لا تُستبدل
هل وجد توأم روحه ولو كان متخفيًا داخل جسد أخر أم تفرقهما دروب الحياة؟
غادر سليم وهو يشعر بشعور غريب داخل صدره..... يشعر بأن عشقه لسيلا مجرد إعجاب بالشكل.... روحها لا توافقه وكأنها بعيدة عنه.... حين يكون معها يرغب برؤية وجهها ولا يستطيع إبعاد نظره عنها ولكن عندما تتحدث يراها بعيدة وكأن بينهما حدود وحواجز لا تُكسر وبالرغم من ذلك لا يستطيع الإبتعاد عنها
ذهب سليم إلى المشفى وغادر بعد عمل فحوصات ثم ذهب إلى الشركة.... كان يتابع الأخبار وهو بالطريق حتى وجد تعاطف الناس معه وكل ذلك بسبب ما قالته سيلا عنه.... وصل سليم ووجد سيف وسيلا يعملان في المكتب فنظر لهما بسعادة وقال : المكتب كان وحش أوي من غيركم
سيف : وبقى أحلى لما جيت
نظر سليم إلى سيلا في تعجب وقال : إلحق يا سيف.... أختك سخنة باين.... ديه بتقول كلام حلو.... ألحق
ابتسمت سيلا وقالت : مش إنت قولتلي علمها؟
سليم : طيب كمل بقى..... أحسن ديه جيبالي جفاف عاطفي
سيف : لا متحلمش بأكتر من كده..... ده أخري
سليم : طيب هنتجوز إزاي بذمتك؟
سيف : عايز معجزة بقى لما تحصل نبقى نتجوز
سليم : اه.... معجزة.... بص يا سيف أختك ديه مش هتتجوز فا يا تلحق تدبسني فيها يأما هتفضل قعدالك كده العمر كله
سيلا : ليه بس يا سولي؟
سليم : أهوه..... شفت.... إنت بتقولي يا سولي.... هي أخرها هتقولي يا معلم
سيف : عيب عليك يا أسطى..... ده أنا هدلعك بس مش دلوقتي
سليم : يا أسطى.... ماشي ما علينا..... خليها يا أسطى بس هتدلعيني إزاي؟
سيف : بتعرف تلعب بلياردو؟
سليم في يأس : مفيش فايدة..... أنا مني لله والله.... عارفة يا سيلا إنتي جاية تاخدي حق كل الستات اللي اتكلمت عليهم وحش..... ربنا بيعاقبني
ضحكت سيلا ودخل سليم إلى مكتبه..... بعد قليل دخلت رنا المكتب ووجدتهما يجلسان أمامها فقالت : إيه ده؟!.... مش سليم رفدكم
سيلا في اشمئزاز : ورجعنا تاني.... ده أنتي قديمة أوي
نظرت لها رنا في استهزاء ودخلت مكتب سليم فنظرت سيلا إلى سيف وقالت : شايف بتدخل المكتب إزاي من غير استئذان؟
سيف : العيب على حبيب القلب بتاعك
نهضت سيلا في غضب وقالت : طيب.... أنا هخرجها بطريقتي
دخلت سيلا المكتب ومنعت رنا من الحديث معه وقالت : معلش يا مستر سليم بس الأنسة رنا دخلت من غير ما تاخد إذن وحضرتك عندك إجتماع بعد ١٠ دقايق والمديرين مستنين حضرتك
سليم : طيب يا رنا نأجل كلام دلوقتي
رنا : بس أنا عايزة أقولك على حاجة مهمة
سليم : تمام..... هخلص بس إجتماع وأجيلك
أماءت له رنا وذهبت إلى شركة والدها ثم نظر سليم إلى سيلا وقال : هي اللي بعتاك صح؟
سيلا في غضب : نفسي أعرف هي بتدخل من غير إذن ليه؟..... هو فيه إيه بالظبط؟.... وموضوع إيه اللي عايزة تكلمك فيه
سليم : معرفش يا سيف.... وبعدين يا عم كفاية أختك عليا
سيلا : ما أنت عمال تنتقد فيها..... مش عايزها قول على فكرة عادي
سليم : يا عم إنت ما بتصدق..... أنا بهزر معاها.... أنا مش عارف أشوف حد غيرها أصلًا.... ممكن بقى أروح الإجتماع
سيلا : الإجتماع لسه بعد ساعة
ثم غادرت المكتب فنظر لها سليم في تعجب وضحك وعاد إلى عمله.... خرجت سيلا لتجد سيف يحدق بالفراغ ويبدو عليه الحزن فقالت : مالك يا سيف؟
سيف : مفيش حاجة
سيلا : لا فيه.... أنا سمعت كلامك مع ميرنا إمبارح.... هو في حاجة أنا معرفهاش؟
سيف : صاحبتك مجنناني
سيلا : ديه غلبانة والله
سيف : هي كانت بتحب ياسر صح؟
سيلا : بص ميرنا كانت عايزة تتجوز وتعمل عيلة.... هي عايشة لوحدها وملهاش حد غيري
سيف : يعني هتنساه بسهولة ولا إيه؟.... أنا عايز أقرب منها وخايف يكون الوقت غلط وأخسرها في الأخر
سيلا : إنت معجب بيها؟
سيف : من أول ما شفتها ولما عرفت إنها مخطوبة بقيت أعاملها وحش عشان متعلقش بيها بس غصب عني كنت بفكر فيها وكمان عايشة معايا في بيت واحد فا خلتني متعلق بيها أكتر.... ومش عارف أهرب..... يعني لا عارف أروح أقعد مع أصحابي بسبب اللي إحنا فيه وكمان لما بفكر بقول لو السحر ده متفكش هبقى معاها إزاي يعني؟..... حالي من حالك يعني..... إحنا الإتنين بنحب ومش طايلين
سيلا : أصلًا إحنا المفروض نضرب ميرنا على اللي عملته فينا ده
سيف : مقدرش.... ديه الحب كله
سيلا : يا سلام..... طيب ليه الكلام ده مش بيتقال لسليم بدل ما هو حاسس إنه بيكلم راجل
سيف : ما هو فعلًا بيكلم راجل.... ما كفاية تهزيق بقى
ضحكت سيلا وقالت : أيوة صح..... سوري يا سيف
بعد قليل ذهب سليم إلى إجتماع المديرين واتصلت منيرة به ولكن رفض المكالمة بسبب الإجتماع فاتصلت على هاتف المكتب وتلقت سيلا المكالمة
منيرة : إنت سيف؟
سيلا : أيوة أنا
منيرة : أنا عايزة أقابلك بليل.... خلص شغلك وتعالى الفيلا وياريت متقولش لسيلم
سيلا : حاضر يا مدام منيرة
انتهى يوم العمل وكان سيف يفكر بميرنا باستمرار فاتصل بها
سيف : روحتي؟
ميرنا : لا هتأخر شوية
سيف : مال صوتك؟
ميرنا : لا مفيش حاجة
سيف : إنتي زعلانة مني صح؟
ميرنا : لا.... مش زعلانة
سيف : أنا أسف على اللي قولته إمبارح بس كنت متضايق أوي منك
ميرنا : ليه؟
سيف : إنتي عارفة ليه يا ميرنا..... ولو عايزة تعرفي أكتر ينفع أعدي عليكي ونخرج سوا.... أنا عزمك على العشا كإعتذار للي حصل إمبارح
ابتسمت ميرنا وقالت : خلاص عدي عليا في المجلة بعد ساعة
أنهى سيف المكالمة وقام ببعض الأعمال في المكتب وغادر سليم إلى المنزل وهو يشعر ببعض التعب واستأذنت سيلا لتذهب إلى منيرة
ذهب سيف إلى ميرنا وذهبا معًا إلى أحد المطاعم وطلب الطعام ثم نظر إلى ميرنا وقال : لاحظت حاجة كده فيكي مش عارف أنا فاهم غلط ولا صح؟
ميرنا : حاجة إيه؟
سيف : الصراحة كل ما أقول كلام يزعلك برجع بعدها اكلمك ألاقيكي مش زعلانة.... مش فاهم ده عشان إنتي مش بتزعلي من حد ولا ده طبعك ولا إيه؟
تنهدت ميرنا وقالت في حزن : لا هو أنا بزعل..... بس مين هيهتم بزعلي يعني؟!.... ياسر لما كنت بزعل كان بيسبني أخبط دماغي في الحيط عادي وكنت في الأخر أنا اللي بكلمه.... وقبل ياسر مكنش عندي حد يخاف على زعلي.... أنا يتيمة يا سيف مليش حد في الدنيا ديه.... لو زعلت محدش هيراضيني..... مليش حد غير سيلا وعمرها ما زعلتني..... دايمًا حاسة بيا وبتاخد بالها مني وده اللي خلاني أقلق عليها زيادة لما أمشي عشان كده رحت عملت السحر ده.... عشان كده حتى لما ببقى زعلانة مش بقول بكتم زعلي وأقول كويسة وخلاص وبعدين بنسى
سيف : ياسر مكنش بيهتم بزعلك عشان مش بيحبك..... لكن أنا مش هاين عليا أسيبك زعلانة
ميرنا : لا بهون عادي..... لو مش بهون عليك مكنتش زعلتني
سيف : أنا كنت بعمل كده عشان أبعدك عني لأن في الأول إنتي كنتي مخطوبة وأنا مينفعش أفكر في واحدة هتتجوز خلاص واحد تاني
ميرنا : وإمبارح؟
سيف : كنت زعلان منك عشان كنت بحاول أقف جنبك ساعة اللي حصل في موضوع ياسر وإنتي بعدتيني عنك وطلعتيني برا الموضوع وكمان كنتي بتلومي عليا عشان عملت كده مع ياسر مع إني مكنتش أعرفه أصلًا.... والمفروض أصلًا تشكريني إني كشفته قدامك.... أنتي فاكرة إنه أول مرة يعمل كده؟.... اللي زي ياسر ده عينه زايغة على أي واحدة
ميرنا : عارفة..... ومش زعلانة عليه.... لما قعدت فكرت قلت ربنا كشفه قدامي قبل ما أبقى مراته واخسر كل حاجة في الأخر.... هو قال واحدة هبلة ملهاش حد يقفلها فكان بيضحك عليا ومش عايزني
سيف : بس إنتي بتحبيه..... صح؟
ميرنا : معرفش.... أنا كنت شيفاه مناسب يعني.... بس اللي متأكدة منه إني مش طايقة أشوفه بعد اللي عمله ده وبعد ما ظهر قدامي على حقيقته
سيف : يبقى محبتيهوش يا ميرنا.... الحب مش بيختفي بسهولة.... بيفضل يدق على قلبك كل دقيقة.... بيخلي اللي إنتي بتحبيه قدام عينك صورته مش بتختفي.... أول ما تفتحي عينك من النوم بيجي على بالك.... ولما بتفتكريه بتلاقي الضحكة اترسمت على وشك في ثانية.... بعده بيبقى متعب وقربه بيخليكي طايرة..... كلمة منه تطلعك سابع سما وزعل بسيط ينزلك سابع أرض
ميرنا : شكلك حبيت قبل كده
سيف : عمري..... بس أنا بوصف إحساسي دلوقتي.... ونسيت أقولك لما بتبقي مع حد بتحبيه قلبك بيجري عليه كأنه في سباق عايز يوصله قبل عينك حتى ما تلمحه.... فكرة بس إنك رايحة تشوفيه يخليه طاير..... وده كان إحساسي وأنا جي النهاردة عشان أشوفك
نظرت له ميرنا ولم تجيب فأردف : مش لازم تردي دلوقتي.... أنا موجود وهستنى ردك وقت ما تحبي
أماءت له ميرنا ثم وضع النادل الطعام أمامهما وبدأ سيف يأكل ولاحظ أن هناك رجلان ينظران إليهما في إعجاب فقال سيف : إيه القرف ده؟
ميرنا : إيه الأكل مش عاجبك؟
سيف : لا..... فيه شابين عمالين يبصو علينا
ميرنا : عادي عادي.... متبصش عليهم
سيف : يلا نمشي
ميرنا : أصبر طيب خلص أكلك
سيف في غضب : لا.... عمالين يبصولك.... وأنا مش هعرف أتخانق معاهم وأنا كده.... مش عارف أنا هخلص من اللي أنا فيه ده إزاي؟..... مش عارف أحميكي وكمان خايف على نفسي.... هو أنا بقول إيه؟!
ضحكت ميرنا فنظر لها سيف في غضب وقال : بس يا ميرنا..... متضحكيش كده وهما عمالين يبصو....يلا يلا.... هناخد الأكل ونروح البيت.... هما البنات ملهمش غير البيت والله
وصلت سيلا إلى منزل منيرة وبعد قليل نزلت منيرة وجلست إمامها وقالت : إنتي بقى سيلا ولا سيف؟
نظرت لها سيلا في صدمة وقالت : حضرتك تقصدي إيه؟
منيرة : بلاش.... نغير السؤال.... أخبار السحر إيه؟
نظرت لها سيلا ولم تجيب فاردفت : متخافيش..... أنا عارفة كل حاجة.... وعارفة شمعان واللي عمله.... والعصير وكل حاجة.... أنا بس عايزة أعرف ليه عملتي السحر ده واشمعنة سليم؟
سيلا : أنا معملتش حاجة.... صاحبتي اللي راحت لشمعان وعملت السحر ومطلبتش يتعمل لسليم بالذات لأنها ببساطة متعرفوش.... كل ده من شمعان.... بس حضرتك عرفتي منين؟
منيرة : رنا سمعتك بتتكلمي إنتي وأخوكي إمبارح في المكتب وجت قالتلي
نظرت سيلا إلى الفراغ تفكر ثم قالت في دهشة : مصيبة لا يكون ده الموضوع اللي كانت عايزة تقوله لسليم.... إنتي عارفة ده معناه إيه؟
منيرة : إيه؟
سيلا : معناه إن السحر مش هيتفك أبدًا.... وهفضل أنا في جسم أخويا وسليم هيفضل يحب أخويا كمان
منيرة : طيب ما هي جات قالتلي
سيلا : حضرتك أصلًا عارفة لمن سليم لا
منيرة : ااااه.... طيب ومفكرتيش في العكس؟
سيلا : يعني إيه؟
منيرة : يعني لو السحر اتفك سليم هيرجع لطبيعته..... كاره النساء..... يعني في كلا الحالتين سليم مش هيبقى ليكي..... فنصيحتي ليكي فكي السحر عشان ترجعي لجسمك وتبعدي عن سليم إبني..... إنتي مش مناسبة ليه
سيلا : حضرتك متعرفنيش
منيرة : أنا من الأول كنت عايزاه يتجوز رنا.... معرفش ليه شمعان اختارك إنتي ودبس سليم فيكي
سيلا : بس أنا حبيته
منيرة : ده برده تأثير السحر ومجرد ما يتفك هتلاقي نفسك نسيتيه.... المهم هتفكي السحر إزاي وإنتي كده؟
سيلا : معرفش
منيرة : أتصرفي..... أنا مش هستنى لما سليم يتجوز رجل متبنت
سيلا : حاضر.... هتصرف..... بس لازم تمنعي رنا إنها تقوله
منيرة : مش هعرف اتحكم فيها لأنها ببساطة مجنونه وعايزة سليم.... أتصرفي إنتي بسرعة
نظرت سيلا لها في حزن وقررت أن تنهي هذا الأمر كما طلبت
يتبع....
الحادي عشر من هنا
