رواية عيون الريان الفصل التاسع 9 بقلم نيللي العطار
ماضرك لو أطفأ هذا العالم أضواءه كلها في وجهك مادام النور في قلبك متوهجاً ..
+
______{جلال الدين الرومي}______
+
*****************
+
وبينما هو يشرح مشاعره تجاه مريم كانت هناك من تسترق السمع لحديثه وعينيها تلتمع بوميض شيطاني قائلة بصوت يشبه فحيح الأفاعي (بقى الحكاية فيها واحدة تانية.. ماشي ياروميو أما نشوف يا أنا يا هي) .. أنهت حديثها بابتسامة خبيثة ثم التقطت هاتفها وسارعت بالخروج مرة أخرى.. تجري إتصالاً بابنة شقيقتها لتوافيها بآخر ماعلمته كي تتيح لها الفرصة في تلقين ولدها درساً قاسياً لِمَ بدر منه وبالفعل اتفقت معها على موعد باللقاء في أحد الكافيهات البعيدة عن الأنظار.. ولم تمر سوى دقائق قليلة حتى وصلت چيسي للمكان المحدد.. تتمايل بخيلاءها ولباسها الفاضح يلفت الإنتباه حولها.. ألقت التحية باستعلاء ثم خلعت نظارتها السوداء التي تخفي قتامة عينيها وجلست بملامح واجمة بينما سألتها رويدا بتوجس (عاملة إيه دلوقتي ياحبيبتي؟)
+
وضعت چيسي ساقاً فوق الأخرى تجيب سؤالها بسؤال (تفتكري هاكون عاملة ازاي بعد ما ابنك كسرني؟)
+
تغيرت تعابير رويدا عندما استشعرت طريقتها المستفزة قائلة بهدوء زائف (وانا عندي ليكِ معلومة هتساعدك تاخدي حقك منه) .. صمتت لثواني تتابع ردود أفعالها ثم أردفت (ريان في حياته واحدة تانية)
+
إشتعلت مقلتي چيسي بنيران غضب لم تنطفئ منذ إعلان ريان رفضه الصريح لها متسائلة (وتطلع مين بسلامتها اللي البيه رفضني بسببها؟)
+
أجابتها رويدا وهي ترتشف من فنجان القهوة خاصتها (ماعرفش)
+
ألقت چيسي مفاتيح سيارتها على الطاولة تهتف بعصبية (يعني يوم ماتعرفي حاجة عنه تعرفيها ناقصة؟)
+
رفعت رويدا حاجبها الرفيع قائلة بتهديد (لهجتك مش عاجباني بس هاعديهالك المرة دي) .. تداعت نظرات چيسي قليلاً ولم ترد فأكملت هي بنبرة جامدة (ياريت تستخدمي ذكائك شوية وأول ماتوصلي لحاجة بلغيني)
+
صكت چيسي أسنانها بغل (وحياة بابي لاحرق قلبه)
+
نهضت رويدا تلملم متعلقاتها الشخصية لتغادر قائلة بثبات رغم القلق الذي ساورها تجاه حديث تلك البغيضة (هاسيبك تربيه عشان يحرّم يكسر كلمتي تاني)
+
سألتها چيسي ساخرة (مش هايصعب عليكِ؟)
+
صمتت رويدا هنيهة تحاول السيطرة على مشاعرها وردت بعدم اكتراث (يمكن.. كل شئ جايز) ... ألقت كلماتها المُحيرة ثم انصرفت وآلاف الأفكار تدور في رأسها ولا تعلم سر الندم الذي يعتريها في تلك اللحظة بينما ظلت چيسي جالسة تتابع اختفائها بنظرات يملؤها الحقد.. تتوعد في نفسها برد الصاع صاعين وإن لم يكن لها لن يصبح لغيرها...
+
************
+
عودة إلى ريان وكريم /
+
_ (وآخرة الحب ده إيه؟)
قالها كريم مستفسراً وهو يضع فنجان قهوته على الطاولة المقابلة لمقعده بينما تحدث ريان بتأكيد على كل حرف يتفوه به (الطبيعي اللي بيحصل بين أي اتنين بيحبوا بعض)
+
عقد كريم ذراعيه قائلاً بقلق (إنت هاتفتح على نفسك طاقة جهنم)
+
ارتشف ريان من كوب الليمون الدافئ الذي صنعته نجاة من أجله ليخفف آلام الإنفلونزا ثم قال بثقة (أنا حر في اختياري)
+
رفع كريم حاجبه قائلاً بمزاح (إنت حر بالنسبة ليا أو لرانيا السكرتيرة مثلاً لكن بالنسبة لحفيدة أوغلو أغا ما اعتقدش) صمت لثواني واستكمل حديثه بتوجس (صعب أوي ياريان.. أمك مستحيل تسيبك تعمل اللي فدماغك بعد ما رفضت چيسي بكل هيلمانها)
+
رد عليه ريان بنظرة يملؤها الثبات (الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخليني ما اتجوزش مريم لو مريم نفسها رفضتني أو مابتحبنيش غير كده انا هاتمسك بيها لآخر يوم في عمري.. وبعدين سيبها لله طالمت نيتي خير ربك ها ييسر الأمور من عنده)
+
ران عليهما صمتاً متداعياً قطعه كريم يسأله بترقب (هتقدر تتأقلم في حياتك ازاي مع واحدة فظروف مريم؟)
+
أجابه ريان بابتسامة مشرقة والحب يطل من نافذة كلماته (تعرف إن ظروفها دي أكتر حاجة مخلياني متمسك بيها .. عارف يعني إيه تتجوز واحدة بتشوف الدنيا بعنيك؟.. انت اللي بتوصف لها كل حاجة..بتختارلها لبسها وبتسرح لها شعرها وبتأكلها بايدك ..إحساس غريب بين الحب والأبوة)
+
حاول كريم الوصول لأبعد نقطة في هذا النقاش ليطمئن على صديقه ويتأكد من قناعته التامة وصدق مشاعره نحو مريم قائلاً (احنا كائنات فوضوية وعشوائية جداً والراجل عامة بيحتاج ست ترتب تفاصيل حياته..وانت كده هاتقوم بدورها ولما تخلفوا هاتبقى أب وأم ليها ولولادكم.. هاتقدر تتحمل نمط حياة بالشكل المعكوس ده؟)
+
جاوبه ريان بتعابير حالمة (مولانا ابن الرومي قال "إن الحب يُحَوِل المر حلواً والتراب تبراً والألم شفاءً و السجن روضة وهو الذي يلين الحديد ويذيب الحجر ويبعث الميت وينفخ فيه الحياة".. فهمتني؟)
+
هز كريم رأسه موافقاً وقال (كل اللي قولته ده كويس أوي لو فعلاً مقتنع بيه بس اسمحلي اتدخل في حاجة خاصة أكتر ..لما تمارسوا حياتكم الطبيعية زي أي اتنين متجوزين هاتعمل ايه وهي مش شايفاك؟)
+
نظر ريان إليه قائلاً بعد إمعان (غمض عينيك وحاول تشغل قلبك شوية)
+
سأله كريم بعد فهم (يعني إيه؟)
+
تذكر ريان كلام مريم قائلاً بنبرة هادئة (الخيال ياكريم .. انك ماتكونش متوقع اللي بيحصل وتتخيله في حد ذاته متعة كبيرة جداً)
+
حك كريم جانب رأسه يقول بتعجب (فلسفة غريبة ومختلفة)
+
ابتسم ريان قائلاً (جمالها في اختلافها)
+
بادله كريم ابتسامته بأخرى مرحة قائلاً (انا معاك فأي قرار تاخده طالما هاتبقى مرتاح ومبسوط)
+
ربت ريان على كتفه داعياً بامتنان (ربنا مايحرمني منك ياكيمو)
+
أمَّن كريم على دعائه مازحاً (يارب مايحرمك مني ابداً وأفضل قاعد على قلبك)
+
ضحك ريان قائلاً (ان شاء الله أشوفك واقع في واحدة تطلع البلا الأزرق على جتتك)
+
رفع كريم حاجبه متزامناً مع شفته العلوية قائلاً (انت فاكرني اهبل زيك)
+
تعالت ضحكات ريان أكثر وقال وهو ينهض من مقعده (أنا خلاص مش قادر الليمون والعلاج بوظوا أعصابي .. تعالى وصلني الأوضة عشان أنام)
+
أسنده كريم برفق يقول بمزاحه اللطيف (أعصابك باظت من شوية ليمون وحبايتين مضاد حيوي وعايز تتجوز؟..وحياة أمي شكلك هاتعرنا وسط الخلق واحنا ماشيين بكيسة العلاج قد كده) ..
+
لكزه ريان في كتفه قائلاً بغيظ مصطنع (جوزوني انتم بس وهاتلاقوا حمار بيرمح فالبيت)
1
انفجر كريم ضاحكاً ثم قال (إطلع يا آخر صبري) .. وبالفعل أوصله لغرفته وغادر بعد تأكده من تحسن حالته بعض الشئ وتركه ليأخذ قسطاً من الراحة حتى يتعافى كلياً بينما جلس هو على فراشه ينظر إلى الفراغ بملامح ساهمة.. لا يعلم السبب الحقيقي لمرضه بهذا الشكل المفاجئ .. هل الماء البارد الذي تركه ينساب على جسده ليطفئ شعلة الشوق المتقدة بين أضلعه أم أن للشوق نفسه يد في ذلك؟.. تنهد بقلة حيلة ورئتيه تأن بوجع داخل صدره .. يريد رؤيتها ليشكو لها ضعفه وهوانه منذ تركها.. يود أن يتنفسها ويخاطب روحها التي يحملها بين طيات روحه وفي تلك اللحظة احتلت مليحته أولى درجات الحب لديه ألا وهي الهوى فالقلب مال وانطوى ودعا بصدق اللهم وصلها والجنة .. أفاق من شروده على صوت الباب يُفتح فإذا بها والدته جاءت لتطمئن عليه بعدما أخبرتها نجاة بمرضه ..اقتربت منه تتحسس جبهته متسائلة بقلق (مالك ياحبيبي ألف سلامة عليك؟)
+
شعر ريان ببعض السعادة لاهتمامها به فلطالما توسل من أمومتها الرفق واللين يجيبها بابتسامة بريئة (مفيش حاجة ده دور برد بسيط)
+
جلست رويدا بجواره تمسك كفه لتتأكد من انخفاض حرارته قائلة (لو تعبان أوي أطلب لك الدكتور)
+
إتسعت ابتسامته قائلاً (كريم جه وجاب معاه علاج أخدته واتحسنت شوية عن الأول)
+
نظرت أمه إليه ولم تنكر خوفها من ملامحه المٍُتعبة قائلة (عالأقل كُل حاجة خفيفة تساعد العلاج)
+
أجابها ريان بنبرة خجولة بعض الشئ فهو غير معتاد على معاملتها اللطيفة ومجرد إظهار هذا الخوف غريب على علاقتهما (أنا أكلت الحمدلله بس محتاج أنام شوية لأن المضاد الحيوي شديد ومدوخني جداً)
+
نهضت رويدا وبحركة فاجئته كثيراً ساعدته ليستلقي على الفراش ثم دثرته جيداً بالأغطية الثقيلة قائلة (مفيش مشكلة حاول ترتاح وانا هادخل كل شوية أطمن عليك).. أنهت حديثها بنظرة عميقة لوجهه وحانت منها ربتة حنونة فوق خصلاته الناعمة وكأنها تعتذر بشكل غير مباشر لكنها مازالت لاتعلم سر الحواجز التي وضعتها بنفسها بينهما والأغرب لماذا تتلاشى الآن واحداً تلو الآخر؟.. هل تصرفاتها صحوة ضمير أمومي وسيغط في سُبات عميق عندما يعارضها مجدداً؟.. أم استشعارها لخطورة ابنة شقيقتها ووالدها قامت بإعادة تدوير لغريزتها الفطرية نحوه؟.. ظلت واقفة بمكانها لبضع دقائق تتأمله بحنان مُخالف لطبيعتها القاسية حتى تأكدت من خلوده للنوم أثراً لمفعول الدواء المُقاوم لڤيروس الإنفلونزا ثم خرجت من الغرفة وطاحونة الأفكار لا تكف عن الدوران برأسها...
+
********************
+
إنبثقت الخيوط الأولى للصباح ونثرت الشمس عباءتها الذهبية لتفرش الأرض ببساط نورها الحاني وتوسطت كبد السماء كثغر بسّام يزين وجه بشوش الملامح.. تسلل أحد أشعتها المشاكسة ليداعب عيون ريان فتململ بهدوء وحاول تفرقة جفنيه ببطأ حتى يستوعب شقاوتها المعتادة..وأخيراً أحس ببعض التحسن عن الأمس.. قرر التخلص من غبار الكسل ونهض ليأخذ حماماً دافئاً يزيح به آثار النوم والمرض.. أنهى روتينه الصباحي ثم جلس خلف مكتبه يفكر في مريم.. تذكر الصورة التي رسمها لها فابتسم وأخرجها يتأملها بحب وكأنها شاخصة أمامه تخاطبه وتأخذ بخاطره ويود الإعتراف بأن مشاعره تجاوزت الحب.. هو الآن في مرحلة الغرق وبمحراب هُدبيها المنطفئين يتوقف قلبه عشقاً.. وبعد دقائق مرت عليه كالمطر الهتون أحس برغبة في الصلاة.. قام وتوضأ ووقف بين يدي الرحمن بمنتهى اليقين أن من يقرع باب المُلك يُفتَح له وفي لحظات ذابت جوارحه وانشرح صدره ولم ينسى أخذ إسم غاليته بين طيات رسائله السماوية التي يناجي بها الله.. وأثناء تأديته لنافلته المحببة لنفسه انتبه لدخول والده والقلق يتجلى على وجهه وما أن فرغ من صلاته واستقام واقفاً حتى احتضنه يسأله بخوف (مالك ياحبيبي ألف سلامة عليك؟) .. صمت لثواني ثم سحبه من ذراعه يتجه به نحو الفراش قائلاً بقلق (انت ايه اللي قومك من السرير؟.. ارتاح ونجاة هاتطلع لك بالأكل والعلاج)
+
ضحك ريان على ردة فعل والده الجميلة قائلاً (ماتخافش كده يابابا ده دور برد بسيط مش مستاهل نوم فالسرير)
+
نظر سعد إليه يقول بحنان (هو انا عندي أغلى منك عشان اخاف عليه؟)
+
أمسك ريان كف والده يقبل ظاهره قائلاً بحب (ربنا مايحرمني منك أبداً)
+
وأثناء حالتهما تلك قاطعهما دخول رويدا تحمل صينية صغيرة موضوع عليها بعض الأطعمة وكوب ليمون وأدوية خاصة بالإنفلونزا فنظرا لبعضهما البعض باستغراب بينما تحدثت هي محاولة السيطرة على مشاعر الأمومة لديها (يلا ياريان عشان تفطر وتاخد العلاج)
+
صمت ريان لبرهة ثم سألها بتعجب (تعبتي نفسك ليه ياماما؟)
+
وضعت رويدا ماتحمله فوق الطاولة المجاورة للسرير قائلة بتوتر (بلاش كلام كتير وكُل عشان المضاد الحيوي شديد)
+
قَلَّب ريان عينيه بينها وبين والده الذي لم يكن أقل اندهاشاً منه ثم شرع في الأكل بتوجس مما يحدث يتسائل بنفسه منذ متى وعلاقتهما طبيعية كأي أم وولدها الوحيد؟.. لا يعلم ولا يستطيع إدراك شئ فدوماً ستظل هي الجزء الغامض.. المثير للتساؤلات في حياته.. ساد صمتاً هادئاً على الجميع قبل أن يقطعه سعد يوجه الحديث لريان مبتسماً (بالشفا ان شاء الله ياحبيبي)
+
نفض ريان يده من الطعام يبادله ابتسامته قائلاً (كله بأمر الله)
+
جلست رويدا بجواره تمسك الأدوية لتعطيها له قائلة (انا عايزاك ترتاح ومفيش شغل اليومين دول غير لما تخف خالص).. ثم نظرت لسعد متسائلة (ولا ايه ياسعد؟)
+
أومأ سعد إيجاباً يقول (أكيد طبعاً)
+
تدخل ريان مازحاً (ياجماعة الموضوع بسيط ماتحسسونيش اني لسه والد) .. ضحك كلاهما على دعابته فتابع هو (أنا بتخنق بسرعة من قعدة البيت وبتعب أكتر لو عايزيني أخف سيبوني أخرج أشم هوا)
+
توقفت رويدا عن الضحك قائلة بصرامة (اسمع الكلام) .. قاطعها سعد بهدوء (خليه على راحته يارويدا)
+
رمقت رويدا زوجها هاتفة بحنق (يخرج ازاي وهو تعبان كده؟)
+
أحاطها ريان بذراعه يقبل وجنتها قائلاً (ماتخافيش والله انا زي القرد وهاقوم اتنطط دلوقتي عشان تتأكدي بنفسك)
+
شعرت رويدا ببعض السعادة لردة فعله الحميمية تجاهها وقالت (خد بالك من نفسك).. سكتت لثواني ثم رفعت سبابتها تحذره (وبلاش رمرمة وأكل من بره)
+
قبلها ريان مرة أخرى قائلاً (حاضر ياست الكل)
+
ابتسمت رويدا عندما ناداها (بست الكل) تشعر أنها بالفعل سيدة الجميع لمجرد خروجها من بين شفتيه بلطافة وبراءة طفل كبير يحتاج دوماً لاهتمامها هي فقط لا أحد غيرها.. وبتلقائية طبعت قبلة رقيقة فوق وجنته قائلة باندفاع ليس من خصالها (ماتتأخرش وكلمني كتير وانت بره ولا أقولك انا هاكلمك أطمن عليك ولما ترجع ماتطلعش تتسحب على أوضتك) .. توقفت عن الحديث فجأة عندما أمسك سعد بكفها يحثها على النهوض (خلاص كفاية كده هو هايسمع الكلام وهايبقى شاطر) .. وَزَّع ريان نظراته بينهما رافعاً حاجبيه متزامناً مع شفته العلوية باستنكار من هذين الأبوين اللذان يتعاملان معه وكأنه طفل في السادسة من عمره قائلاً بسخرية (ماتنسيش تغيريلي البامبرز لما ارجع ياماما).. التفت كلاهما إليه فتابع يخبط كفيه ببعضهما (احترموا الستة وعشرين سنة اللي عدوا من عمري شوية.. مش كده ياجماعة ده دور برد انا مش بسنن) .. همت والدته بالرد عليه لكن سعد استوقفها (اهدي يارورو الولد بيهزر)
+
لوح له ريان بيده قائلاً بنفاذ صبر (خد رورو وسيبوني أغير هدومي ياسعودي مش هايبقى سخونية وحصوة فالمرارة)
+
انفجر سعد ضاحكاً على حديثه قائلاً وهو ينصرف من الغرفة مع زوجته (ده انت مصيبة اقسم بالله) بينما نهض ريان ليغلق الباب ورائهما متعجباً من الحالة التي يعيشها وسطهما ثم جلس بعض الوقت يفكر جدياً في قطع تلك الأجازة اللعينة والذهاب للدار حيث توجد راحته ومليحته لعلّ وعسى أن يزول المرض عن جسده حينما يراها.. وبالفعل بدَّل ملابسه ليخرج متجهاً نحوها وقلبه يسبقه إلى هناك ..
+
**************
+
في دار وسيلة /
+
كانت مريم تجلس في مكانها المعتاد خلف البيانو بوجه يكسوه الحزن .. تبدو وكأنها تحمل العالم بأكمله فوق كتفيها.. تريد الحديث والبوح عما يعتريها لكنها خائفة وكلما انشغل عقلها بالتفكير فيه تغلبها دموعها فتبكي وتبتلع غصتها بجوف يشقه خنجر الوجع.. تفتقده بشدة وأتعبها هذا الافتقاد كثيراً وتتمنى لو يدخل عليها ويسألها بصوته الرجولي العذب عن حالها.. لا تعلم أن بين وجدانهما رسول يلقي السلام ويبلغ بالشوق وقت الغياب ويحمله إليها بكُليته .. وأثناء حالتها تلك كان هو يقف مستنداً بكتفه على حافة الباب.. يتأملها ويقرأ عينيها بإمعان وسهواً توقف العالم حوله وتيقن تمام اليقين من إنها جنته التي غُمِسَت روحه فيها فأقسم بالله أنه لم يرى شقاءً قط ولم يُبتلى طيلة حياته.. أخذ نفساً عميقاً ثم زفره على مهل فأرسلت رئتيه تنهيدة مشتاقة جعلت القشعريرة تدب في أوصالها وهبت نسمة خفيفة تحمل رائحته لتداعب خصلاتها فانتفضت واقفة تهمس بخفوت رقيق مثلها (ريان)
+
إفترّت شفتيه بابتسامة عذبة واقترب منها قائلاً بصوت يملؤه الحب (نعم)
+
وضعت مريم كفها فوق قلبها تسأله بنبرة مرتعشة (انت هنا بجد؟)
+
أجابها ريان ضاحكاً بهدوء (لا إنتِ نايمة وبتحلمي)
+
مدت يدها نحوه تتلمسه بحركة لا إرادية لتتأكد من وجوده متسائلة بفرحة كمن عادت روحه إليه (جيت إمتى؟)
+
رد عليها ريان مبتسماً وسعادة الدنيا تتجمع داخل صدره (لسه جاي من شوية)
+
سحبت مريم يدها سريعاً قائلة على استحياء (بس انت كنت أجازة)
+
حاول ريان السيطرة على مشاعره قائلاً (الدار وحشتني أوي وماقدرتش أغيب عنها أكتر من كده)
+
فركت مريم أصابعها بتوتر ووجهها اجتاحته حمرة قانية من شدة خجلها ولم تستطع الرد على تلك الكلمات الموجهة إليها بشكل مباشر فتدارك هو الموقف وقطع الصمت الذي طال يسألها (ازيك؟)
+
جاوبته بحروف جاهدت على أن تخرج طبيعية من بين شفتيها (الحمدلله بخير) سكتت لثواني تستجمع شتات نفسها وبادلته السؤال بآخر (انت عامل ايه؟)
+
تنحنح بخفة ثم قال ببراءة مصطنعة قاصداً اضحاكها حتى يذوب هذا الخجل الذي يوتره قبل أن يوترها (أخدت دور برد خلاني انا والسرير حتة واحدة)
+
شهقت مريم بفزع (ياخبر).. ثم أشارت بعشوائية قائلة (اقعد ارتاح شكلك لسه تعبان)
+
اتسعت ابتسامته لخوفها الواضح على انفعالاتها وسحب كرسي مكتبه ليجلس خلف البيانو بجوارها قائلاً (اقعدي جنبي) ..أطاعته بحياء دون حديث فاستكمل ونظراته تهيم بها شوقاً (انا خلاص خفيت من ساعة ماشوفتك)
+
رفعت مريم أناملها الرقيقة لترجع خصلتها التي تهرب دوماً فوق وجنتها لكنه سبقها وأزاحها قائلاً بابتسامة والهة (خوفتي عليا؟)
+
أومأت برأسها إيجاباً ولم تسعفها حنجرتها للرد فتابع وسيطرته على مشاعره أصبحت كالهُلام (عايز أعرفك أكتر يامريم.. احكيلي عنك)
+
سألته بشفتين مرتعشتين (تقصد ايه؟)
+
رد عليها بنبرة مشجعة (أقصد حياتك.. أحلامك.. الحاجات اللي بتحبيها ونفسك تجربيها)
+
ابتسمت مريم قائلة (حياتي كلها هنا في الدار وأحلامي بسيطة جداً بالنسبة لظروفي)
+
أحس ريان بقبضة تعصر قلبه تأثراً بذكرها لظروفها القاسية قائلاً (بتعملي ايه فالضلمة لوحدك؟)
+
عبست مريم تجيبه مقوسة شفتيها لأسفل بطفولة (الضلمة دي حرمتني من أهم حاجة ممكن يحس بيها الإنسان) .. صمتت للحظات ثم أردفت بتنهيدة أصبغتها بالجدية (عارف إحساسك لما النور يقطع ويطول وانت تبقى قاعد مستنيه ولما ييجي تلاقي نفسك تلقائي بتقول هيييييه؟ .. أصعب مرحلة مريت بيها لما كنت صغيرة.. كانوا زمايلي يتنططوا ويقولوا هيييه وانا كنت بقول معاهم من باب المجاملة بس مش حاساها .. مفيش option الهيييييه ف حياتي يابشمهندس .. متخيل حياتك من غير هيييييييه؟)
+
إنفجر ريان ضاحكاً يقول (انا غلطان اني إتأثرت ده إنتِ مشكلة)
+
بادلته مريم ضحكاته قائلة (الضلمة مش مؤذية بالعكس ده عالم موازي لعالم المبصرين)
+
توقف ريان عن الضحك قائلاً ( أنا متفاجئ بيكِ جداً وعايز أعرف بجد نفسك فإيه)
+
شعرت مريم بتلاشي خجلها تدريجياً وأنه قريباً منها للدرجة التي تجعلها تخبره بأحلامها فتحدثت بحماس كالأطفال (أول حاجة نفسي أعملها أطير طيارة ورق)
+
عقد ريان ذراعيه يسألها باستغراب (بتهزري؟)
+
أجابته مريم بتأكيد (لا والله بتكلم جد)
+
لاح شبح ابتسامة مرحة على وجهه لكنه أخفاها حتى لا تظنه يسخر منها وسألها باهتمام (وإيه تاني؟)
+
اضافت مريم بنفس حماسها ( عايزة اروح البحر وانزل المية أصل ماما وسيلة ودادا صباح بيخافوا عليا ومش بيخلوني اروح خالص)
+
تنهد ريان قائلاً بصوت أجش (انتِ أحلامك بسيطة جداً)
+
سألته مريم بهدوء (تفتكر واحدة فظروفي ممكن تحلم بإيه؟)
+
رد عليها ريان وعينيه تغوص بمقلتيها المنطفئتين ( انك تشوفي مثلاً )
+
ضحكت مريم بخفوت ثم قالت (دي الحاجة الوحيدة اللي ماحلمتش بيها وعندي يقين إن العين مجرد معون للنور والنظر لو مش موجود فقلبك مستحيل تشوف حتى لو عندك أربع عيون) .. سكتت هنيهة وتابعت بنبرة عذبة (مولانا ابن الرومي قال " رؤية العين رؤيوية ورؤية القلب لقاء)
1
فغر ريان شفتيه بانبهار من كلامها ومعرفتها بابن الرومي متسائلاً (انتِ تعرفي مولانا؟)
+
جاوبته مريم بابتسامة مليحة (أنا من عشاقه وحافظة كل أقواله.. وأكتر مقولة بستمد منها قوتي هي "ليسوا أحياء حقاً إن لم يجعلوا قلوبهم دليلهم الأول في الحياة")
+
بادلها ريان ابتسامتها بأخرى حالمة يردد إحدى أقوال مولانا (فقط من القلب يمكنك أن تلمس السماوات)
+
ران صمتاً هادئاً بينهما وكأن كلاً منهما يطيب جرح الآخر ليلتئما في جو روحاني زينته مقولات حفظاها عن ظهر قلب .. كلمات لمست دواخلهما وأنقذتهما من الغرق في منتصف باهت من ظروف حياة تفتقر لاحتواء ودفء الحب .. تعاليم نورانية جعلتهما يطيرا ويتسعا لتلتصق أقدارهما وتجمعهما صدفة اللقاء ليكتملا في حضرتها وبعد دقائق مرت عليهما كرفرفة فراشات مبهجة سألته مريم برقة أهلكت ماتبقى من عزيمته على الثبات (انت كمان بتحلم بإيه؟)
+
_ (بيكِ).. قالها ريان مندفعاً ثم تابع محاولاً استدراك الموقف حتى يهيأ نفسه للإعتراف بحبه لها دون تسرع (حلمت إنك بتعلميني العزف عالبيانو)
+
ارتبكت مريم كثيراً من تلميحاته لكنها أخفت هذا الارتباك بصعوبة وابتسمت قائلة (ايه رأيك أعلمك دلوقتي؟)
+
انفرجت أساريره أكثر وقال بحماس (موافق جداً)
+
مدت مريم يدها ترفع الغطاء عن اللوحة الخاصة بالبيانو تسأله مبتهجة (بتحب موسيقى الأندلس؟)
+
رد عليها ريان وهو يتأمل ملامحها الجميلة (بموت فيها)
+
ابتلعت مريم ريقها واختارت مقطوعة شهيرة للموسيقار اللبناني (مارسيل خليفة) من كلمات الشاعر الكبير (محمود درويش) بينما تفاجأ ريان كثيراً أنه يعلمها وسمعها عدة مرات بصوت جده الحبيب وبدأ يردد الكلمات معها بانتشاء شديد /
+
(أمُرُ باسمِكِ إذ أخْلو إلى نَفَسي
كَمَا يمُرُ دِمَشقيٌ بِأَندَلِسِ
هُنا أَضاءَ لكِ اللَّيمونُ مِلحَ دَمي
وَهَا هُنَا وَقَعتْ ريحٌ عَنِ الفَرَسِ
+
..............
+
أمرُ باسمك لا جَيشٌ يُحاصِرُني
ولا بلادٌ كأني آخرُ الحَرَسِ
أمر باسمِك لا جَيْشٌ يُحَاصِرُني
أَوْ شَاعِرٌ يَتَمشَّى في هَوَاجسِهِ)
+
لم يكن يغني معها وحسب بل انصهرت روحه فيها وامتلأ بها كاملاً حد الثمالة وتعلقت حواسه بين أناملها التي تتناثر فوق أصابع البيانو كاللآلئ واعتلى معها الدرجة الثانية من درجات الحب ألا وهي الصبوة وبادلها وِدُّها بفؤاد يصبو إليها ويغازلها بطرف لحظيه لتخترق جدرانه وتسكن شغافه وتتحول صبوته للشغف وتقفز للدرجة الثالثة أسرع مما يتخيل.. وبينما هما على تلك الحالة كانت صباح تقف بالقرب من الباب تراقب مايحدث بأعين راجية ولسان حالها يدعو أن يكون ريان عوضاً لغاليتها عن سنوات اليُتم والعجز فكل المؤشرات تدل على بداية قصة حب بريئة تتمنى تكليلها بطوق الزواج..وأثناء وقفتها انتبهت لكف ريهام يمسك بكفها تهمس وهي تنظر لريان ومريم (تفتكري هايحصل؟)
+
أجابت صباح سؤالها بسؤال مبتسمة بتأمل (انتِ شايفة إيه؟)
+
بادلتها ريهام ابتسامتها بأخرى مشاكسة (شايفة إن البشمهندس هياخد مريومة مننا)
+
ضحكت صباح قائلة بخفوت (يارب يسعدها ويعوضها خير) صمتت لثواني ثم أضافت داعية بحب (ويرزقك بابن الحلال اللي يستاهلك ياحبيبتي)
1
******************
+
على صعيد آخر /
+
إنتهى يوسف من إجراءات الدفن وتم تشييع جثمان عمه إلى مثواه الأخير ليودع آخر شخص متبقي من عائلته.. انصرف الناس بعد الجنازة وبقي هو يجلس وحيداً أمام القبر ودموعه لاتتوقف.. لقد تساقطت الأجساد من حوله واختارهم الله ليكونوا بجواره وتركوه يعاني مرارة الفقد فصدق من قال (إن الموت لا يوجع الموتى بل يوجع الأحياء) وكل مايتمناه لمن ماتوا وماتت من بعدهم حياته أن يتغمدهم الرحمن برحمته الواسعة ويتقبلهم قبولاً حسناً ويسكنهم فسيح جناته وأثناء جلسته المفطورة كانت هي تقف على مقربة منه متشحة بسواد يليق بالموقف.. تتأمل هيئته المتألمة ووجهه الشاحب بإشفاق شديد.. قررت المجئ لتخفف عنه وتواسيه رغم احتياجها للمواساة وبعد تفكير في سبيل لإخراجه من دائرة الأحزان التي ستأكل عمره جلست بجانبه تنظر للقبر قائلة (البقاء لله يايوسف)
+
انتبه يوسف لوجودها ثم سألها بتعجب (أميرة؟!.. جيتي ليه أنا عارف ظروفك؟!)
+
أفلتت منها تنهيدة مرتعشة تقاوم بها البكاء على غاليها الذي ودعته منذ أسابيع قليلة قائلة بثبات زائف (عمي سالم الله يرحمه كان غالي عليا .. كفاية اني ماقدرتش أحضر عزا بسمة وبعدين انت ماسبتنيش وقت وفاة بابا)
+
رد عليها يوسف بقلب موجوع (ربنا يرحمهم جميعاً)
+
حاولت أميرة التخفيف عنه قائلة بهدوء (شد حيلك دي سنة الحياة)
+
أجابها يوسف والألم يتقافز من كلماته (اللهم لا اعتراض على قضائك بس الفراق صعب أوي يا أميرة)
+
جاهدت أميرة أن تتمالك نفسها أمامه قائلة بحزن لا يقل عن حزنه (إن الله مع الصابرين إذا صبروا).. صمتت لثواني تستجمع شتات فؤادها المكلوم على والدها وعليه وتابعت (انا هاروح البيت الكبير عشان أعزي طنط سمية)
+
اكفهر وجه يوسف بعد ذكرها لإسم خالته قائلاً بحدة (العزا هايكون فدار المناسبات مالوش لازمة تعزيها)
+
سألته أميرة باستغراب (إزاي ده واجب؟)
+
قاطعها يوسف هاتفاً بعصبية (إعملي اللي بقولك عليه)
+
ارتدت أميرة للخلف مصدومة من ردة فعله وصوته الجهوري قائلة بنبرة خائفة (حاضر بس إهدى)
+
لاحظ يوسف ارتعاد أوصالها فأدرك انه تصرف معها بشكل غير لائق.. ابتلع ريقه بصعوبة وارتخت ملامحه قائلاً بندم (آسف والله مش قصدي أزعقلك)
+
سكتت أميرة تقاوم غلالة الدموع التي وخزت جفنيها ثم قالت بصوت مختنق (مفيش داعي للأسف انا مقدرة حالتك النفسية).. همت بالذهاب لكنه أمسك معصمها قائلاً (استني هاوصلك)
+
جذبت أميرة ذراعها من بين أصابعه برفق قائلة (شكرا.. معايا عربيتي).. رفعت نظارتها الشمسية السوداء تخفي مقلتيها الدامعتين وانصرفت تاركة إياه يقتفي أثرها بندم شديد لما بدر منه في حقها.. هو لم يقصد إحراجها أو إهانتها أبداً بهذا الشكل لكن مجرد ذكر إسم خالته أمامه يوتره ويفقده المتبقي من أعصابه والأيام القادمة تحتاج منه الثبات ليبدء رحلة البحث عن شقيقته التي ألقتها الآثمة داخل بئر عميق لا نهاية له لتتبدل الأدوار في قصته ويصبح يوسف بقلب يحمل آلام يعقوب وعليه أن يقود قافلة العزيز لينتشل الغالية من غياهب جُب اليتم والظلمات .. وبعد ثلاثة أيام قضاها في تلقي العزاء إنفض السرادق وذهب كل من كان إلى طريقه.. أما هو قرر جمع أغراضه والرحيل عن البيت الذي تعيش به خالته .. ليترك لها تلك الجدران والأموال التي أغرتها لارتكاب جريمة لن يسامحها عليها مدى حياته .. وللأسف كان مضطراً لمقابلتها قبل مغادرته كلياً حتى يأخذ منها بعض الأشياء التي تخصه .. خرجت سمية من غرفتها مسرعة بعدما أخبرتها الخادمة أنه ينتظرها في بهو الاستقبال بالأسفل لكنها أجفلت من وجود حقيبة سفره الكبيرة موضوعة بجواره ووجهه لايبشر بخير فاندفعت نحوه متسائلة بقلق (إيه الشنطة اللي جنبك دي يا يوسف؟)
+
رمقها يوسف باحتقار قائلاً (مالكيش دعوة)
+
حدثته سمية برجاء (ورحمة عمك وبسمة ماتمشي من بيتك)
+
صدح صوت يوسف عالياً يهز الأركان (أنا مش طايق أشوفك ولا أقعد معاكِ في مكان واحد.. الهوا اللي بتتنفسيه حواليا بيخنقني.. فاهمة يعني إيه بيخنقني؟)
+
بكت سمية بحرقة وسألته (هاتسيبني لمين؟)
+
أجاب يوسف سؤالها بسؤال والشرر يتطاير من مقلتيه (ماسألتيش نفسك ليه وانتِ بترمي ريم هاتسيبيها لمين؟)
+
أخفضت سمية بصرها وقالت له بخزي من فعلتها (لو فيه حد لازم يمشي من البيت يبقى انا مش انت)
+
ضحك يوسف قائلاً بسخرية مريرة (لا ياسمية هانم اقعدي فالبيت اللي رميتي اختي فالشارع عشان ماتورثش فيه ومستعد اتنازلك عن ميراثي كله لو ده هايخليكي تبعدي عني)
+
رفعت سمية أنظارها الدامعة تقول (أنا عملت كده عشانك)
+
صرخ يوسف فيها بغضب (كفاية بقا حرام عليكِ ماتعلقيش غلطتك الحقيرة على شماعتي وتحمليني ذنبك)..صمت لبرهة محاولاً تمالك زمام عقله قبل أن ينهار ثم قال بلهجة آمرة (أنا عايز مفتاح بيت أبويا القديم والتقارير المزورة وألبوم الصور اللي فيه صور ريم.. متهيألي ان ده الوقت المناسب عشان تتحاسبي على عملتك السودة)
+
****************
+
يتبع......... إلى اللقاء مع الفصل العاشر
+
