اخر الروايات

رواية نجمة ليلي الفصل الثامن 8 بقلم سارة مجدي

رواية نجمة ليلي الفصل الثامن 8 بقلم سارة مجدي 


 


                                              

اسكربت ٨


+



كان يجلس امام بقالته يضع راسه بين يديه بهم فاليوم طلق زوجته بعد زواج دام لخمس سنوات لم تكن افضل سنوات حياته ولا هو حزين على فراق زوجته فهذا قرارها ان تتركه وهو رجل لا يقبل على نفسه بقاء أمراه معه دون رغبتها حتى لو كانت هى سبب بقائه على قيد الحياه و لكن ما يحزنه حقا انه لن يصبح أب يوما ما و كان هذا هو سبب طلاقه انه لا يستطيع الانجاب و هى لم تعد تحتمل و تريد ان تصبح ام و هو كرجل حر لا يستطيع اجبارها على العيش معه دون رغبتها

اغمض عينيه بقهر و هو يتذكر نظره عين امه التى تملئها الحصره على حال ولدها ولكنه راضى بقضاء الله و قدره هو وحيد والدته و لن يكون له ابناء ابدا سيحيا بمفرده و يموت بمفرده و لن يذكره احد يوما

فى تلك اللحظه سمع همس ضعيف بجانبه فرفع راسه ليرى امامه فتاه يبدوا عليها الارهاق و التعب و بيدها طفله صغيره بضفائر قصيره

- بكام ازاره المايه ؟

- ب ٣ جنيه

اجابها سريعا لتشير الى علبه بسكوت و قالت

- و البسكوت ده بكام  ؟

- ب ٢ جنينه

لتبتسم ابتسامه صغيره و هى تداعب شعر الطفله و مدت يدها بالمال و قالت

- عايزه ازاره مايه و باكو بسكوت

اعطاها ما ارادت ليلاحظ بروز بطنها تحركت خطوتان و هى تشكره ثم جلست على الرصيف المقابل للمحل و اجلست الصغيره و بدأت فى اطعامها البسكوت و هى تقول

- كلى يا حبيبتى ... حقك عليا ... كلى

شعر بغصه الم و هو يرى الطفله الصغيره تأكل البسكوت بسرعه كبيره فيبدوا عليها الجوع الشديد و ايضا لاحظ ارهاق امها التى شربت من الماء القليل فقط حتى توفر الباقى لابنتها

كان الفضول يقتله ليعرف ما قصتهم

اقترب منها و بين يديه علبه بسكوت اخرى و علبه عصير و مد يده لها بهم فنظرت اليه باستفهام و قالت

- لا شكرا مش عايزه

لينحنى و يجلس على ركبه واحده وهو يقول

- ده هديه منى للصغيره الحلوه دى

ضمت صغيرتها الى صدرها و قالت

- هى اكلت خلاص كتر خيرك ... و بعدين بصراحه مش معايا فلوس

ليبتسم بحنان ابوى فكم هى صغيره و متعبه انه لا يعطيها اكثر من خمسه عشر عاما كيف هى متزوجه و ام لطفلان احدهما  لم يرى نور الحياه بعد

- دول هديه منى للاموره مش عايز فلوس

هزت راسها بأرهاق شديد و قالت بخجل و الدموع تتجمع فى عيونها

- انا مش هشحت على بنتى

ليؤلمه قلبه و يشعر بالشفقه عليها فقال باستفهام

- هو انتِ من منين ؟ و ايه حكايتك ؟

ظهر الخوف على وجهها ليقول سريعا

- متخافيش انا بس بسأل علشان لو اقدر اساعدك بحاجه

ظلت صامته لبعض الوقت تنظر اليه بخوف ليبتسم بتفهم و قال

- ثوانى و راجع اوعى تمشى

و توجه الى البيت المواجه لمكان جلوسها و دخل اليه اختفى هناك لعده ثوان ثم عاد و معه سيده كبيره فى العمر تقدمت منها ببطىء وعلى و جهها معالم الاندهاش و القلق و حين وقفت امامها قالت

- انتِ مين يا بنتى ... و ايه حكايتك ؟

شعرت عذراء بالخوف فوقفت على قدميها و هى تحتضن ابنتها بيد و باليد الاخرى حاوطت بطنها و هى تقول

- غريبه ... و الغريب اعمى ولو كان بصير ... كنت برتاح شويه ومكملا  طريقى

و تحركت خطوتان لتسمع تلك السيده تقول بحنان

- يا بنتى انا مش عايزه بيكى شر .. انا عايزه اعرف حكايتك يمكن اقدر اساعدك

وقفت عذراء مكانها و نظرت الى تلك السيده سمحه الوجه و قالت بإرهاق و توسل

- صحيح .. تقدرى تساعديني

ليشعر عرفان بالم حاد فى قلبه على حال تلك المسكينه و اقتربت والدته منها و ربتت على كتفها و هى تقول بحنان

- تعالى يا بنتى ندخل جوه ترتاحى و تحكيلى كل حاجه يمكن ربنا يجعلنا سبب فى حل مشكلتك

شعرت عذراء بألم قوى فى جميع انحاء جسدها و كأنها شعرت اخيرا انها وصلت لبر امان

و سمحت لجسدها ان يرتاح اخيرا .... حين جلست على الكنبه الوثيرة و بجانبها ابنتها آنت بألم لتذهب الحجه عفيفه الى المطبخ و عادت و بين يديها كوبان من العصير و ضعت احدهم فى يد عذراء و الاخر فى يد الصغيره لتتناوله عذراء سريعا و بلهفه جعلت قلوب من يجلسون امامها تتألم من اجلها بشده بقلمى ساره مجدى

كان عرفان يجلس على احدى كراسى طاوله الطعام ينظر الى الصغير التى تتناول العصير و عيونها ناعسه تريد النوم بشده فوقف سريعا و امسك الكوب و حمل الصغيره التى كانت تستسلم الى النوم و جلس على الكرسى الموجود بجانب الاريكه و هى بين ذراعيه لتنظر والدته اليه بشفقه و عذراء بأندهاش لتقترب الحجه عفيفه منها و جلست بجانبها و قالت بطيبه

- احكيلى يا بنتى حكايتك ... يمكن نقدر نساعدك

كانت نظرات عذراء قلقه و خائفه ... و بها الكثير من الارهاق و التعب و من داخلها تشعر بالقلق من ان تقص حكايتها على اناس غريبه لكنها حقا قد تعبت بشده و ايضا هى على وشك الولاده ... تريد من يحمل معها ذلك الحمل الثقيل تركتها الحجه عفيفه تأخذ و قتها فى التفكير كذلك عرفان الذى كان يربت على كتف الصغيره برفق و بيده الاخرى يلاعب خصلات شعرها القصيره بحنان

اخذت عذراء نفس عميق ثم قالت بتعب

- انا اسمى عذراء سليم عنان ... من بلد(....) يتيمه من و انا عندى عشر سنين ... و من صغرى عارفه انى مخطوبه لأبن عمى و فعلا اول ما كملت18 سنه اتجوزنا ... حياتى معاه كانت عاديه .. سهله و مفيهاش مشاكل و على طول ربنا رزقنا بجنه و عدت 3 سنين و عرفت انى حامل و بدأت المشاكل بين سالم و اخواته

- سالم ده جوزك

سألت الحجه عفيفه لتهزعذراء راسها بنعم و هى تكمل

- بين اخواته و اعمامه ... كل واحد فيهم حاسس انه مظلوم و مش واخد حقه .. اصل جدى كان كاتب كل حاجه بأسم سالم .. والباقى كل واحد بيشتغل فى حاجه من الاملاك و الارباح بتتوزع بينهم بالتساوى ... فى يوم اجتمعت العيله كلها علشان يتكلموا مع سالم لاخر مره علشان يرجع لكل واحد حقه بس هو رفض علشان ينفضل محافظ على وصيه جده ... اتخانقوا و صوتهم كان عالى جدا ... و بعدين مشيوا كلهم و هما غضبانين و مضايقين .

صمتت قليلا تلتقط انفاسها .... و تبادل كل من عفيفه و عرفان النظرات لتكمل هى بارهاق شديد

- بعد شهرين سالم عمل حادثه و مات ... فى ناس بتقول حادثه مدبره و ناس بتقول قضاء و قدر ... لكن العيله كلها كانت متجمعه و العذاء فضل ثلاث ايام كاملين ... و  كل خميس يفتحوا المنضره و اهل البلد كلها تتجمع ...  و بعد مرور الاربعين ... اجتمعوا كلهم علشان يبلغونى ان انا و بنتى و اللى فى بطنى ملناش ورث و لا لينا مكان فى وسطهم ... خلفت واد خلفت بنت مرجعش هناك تانى و الا هيموتنى و يموتوا عيالى زى ما موتوا سالم ... و فى نفس اللحظه كانت مرات عمى بترمى تحت رجلى شنطه فيها هدومى و هدوم بنتى اترجتهم يستنوا للصبح ... قالولى لازم امشى بليل علشان خبر هروبى من البلد الكل يعرفه الصبح .... و خرجت من هناك من غير فلوس و لا اى حاجه خالص بلد تشيلنى و بلد تحطنى لحد ما وصلت هنا و اخر فلوس معايا كانت الخمسه جنيه اللى اشتريت بيهم المايه و البسكوت

كانت دموع الحجه عفيفه تغرق و جهها و عرفان يشعر بالصدمه و الزهول من تلك العائله التى تهتم و تحب المال اكثر من افراد عائلتهم ... اقتربت الحجه عفيفه من عذراء و ضمتها الى صدرها بحنان ام ... و ظلت تربت على كتفها حتى شعرت بارتخاء جسدها بين ذراعيها فقالت سريعا

- قوم يا عرفان نيم البنت جوه و تعالى ساعدنى ندخلها على السرير خليها ترتاح

نفز عرفان امر امه ... و بعد قليل جلس هو و والدته فى صاله منزلهم بعد ان اغلقوا الباب على عذراء و ابنتها الغارقين فى النوم

- هنعمل ايه يا امى ؟

ظلت الحجه عفيفه صامته و عقلها يدور فى دوائر الحيره ... و عرفان ينظر اليها بقلق ينتظر قرارها فرغم انه تخطى الخامسه و الثلاثون من عمره الا انه لا يتعدى والدته فى شئ .. ليس ضعف فى شخصيته و لكن احترام و تقدير لها و ايضا ثقه فى رجاحه عقلها

- ايه رايك نأجرلها الاوضه اللى تحت السلم ... اهى تبقى معانا .. و فى نفس الوقت فى شقه لوحدها ... كمان اعلمها الخياطه و اهى حاجه تصرف بيها على نفسها و على بنتها لحد ما ربنا يقومها بالسلامه تبقا تشوف وقتها عايزه تعمل ايه

ليبتسم بسعاده ... الان يشعر بالراحه فهو كان يخشى ان ترفض امه بقائهم معهم و هو قد تعلق بالصغيره جنه بشده حين ضمها بين ذراعيه و شعر بانفاسها تداعب و جنته ... و راحئتها العذبه التى رغم اتساخ ملابسها و جسدها الا انها مازالت واضحه

اقترب و قبل راس امه و هو يقول

- ربنا يبارك فى عمرك يا امى . بس انا مش قادر اصدق معقول فى ناس كده .. الفلوس عندهم اهم من البنى أدمين ازاى يعملوا فيها و فى ولادها كده

ظلت الحجه عفيفه صامته لعده ثوان ثم قالت بألم

- الناس بقت مغميه عنيها عن حقيقه الحياه بقت شايفه المال و السلطه اهم حاجه محدش منهم بقا فاكر ان له رب راجعله فى يوم و لا ان ربنا شايف و مطلع على ظلمهم لبعض و لا بقا حد فاكر ان دعوه المظلوم ربنا بيسمعها من سامع سما ... و ينصره و لو بعد حين ... كل الناس نسيت ان فى جنه و نار و قطع صله الرحم من الكباير ... كله واخد المظاهر اسلوب حياه .. نسيوا ان ربنا موزع الارزاق بالعدل .. وكل واحد واخد حقه دون نقصان

صمتت لثوانى ثم نظرت الى ولدها و قالت

- سبحان الله ... مقسم الارزاق ... و مسير الاقدار ... لحكمه

ثم ربتت على يديه المستريحه فوق قدمه و سارت فى اتجاه المطبخ و هى تقول

- هقوم اعمل اكله كويسه للبنت الغلبانه دى على ما انت تنزل تنظف الاوضه تحت و تشوفها لو ناقصها حاجه

ابتسم ابتسامه صغيره و تحرك ينفز ما قالته امه ... بسعاده

فى وقت متأخر استيقظت عذراء بعد ان نالت قسط وافر من الراحه ... ظلت تنظر حولها بأندهاش غير مستوعبه اين هى نظرت جانبها لتجد جنه غارقه فى النوم ابتسمت بحنان و انحنت تقبل اعلى راسها فى نفس اللحظه التى فتحت فيها الحجه عفيفه الباب بهدوء و حين راتها مستيقظه قالت بصوت هادئ حتى لا تقلق الصغيره

- و اخيرا صحيتى ... قومى يالا تعالى علشان تاكلى و لما جنه تصحى تبقا تاكل ... يلا قومى علشان اللى فى بطنك

كانت عذراء رغم شعورها القوى بالجوع و ايضا بسعادتها بأهتمام تلك السيده الطيبه بها .. الا ان هناك غصه فى حلقها تؤلمها بشده ... هى عذراء ابنه تلك العائله الكبيره تتسول الطعام و مكان للمبيت .. هى ابنه الاكرمين يحدث لها هذا و عند ذلك التفكير ... تجمعت الدموع فى عيونها ... دموع قهر مما حدث معها ... و دموع كرامه  اهينت على يد اقرب ما لها ... و دموع عجز عن رفض كرم تلك السيده الحنونه ... اقتربت منها الحجه عفيفه حين لاحظت تلك الدمعات التى تنحدر من عينيها و تسيل فوق وجنتيها و ربتت على كتفيها بحنان و قالت بصوت هامس

- ارمى حمولك على الله .. محدش عارف بكره شايل ايه .. و لا حد عارف الخير فين

نظرت اليها عذراء من بين دموعها و هزت راسها بنعم لترفع الحجه عفيفه الغطاء عنها و هى تقول

- يلا قومى دى تالت مره اسخن الاكل ... قومى

خرجت معها عذراء و هى تنظر ارضا بخجل ليقف عرفان سريعا وهو يقول

- صباح الخير يا ست عذراء يارب تكونى بخير دلوقتى

رفعت عيونها تنظر اليه بخجل .. ثم قالت

- الحمد لله كتر خيركم .. احنى تقلى عليكم اووى

لتضمها الحجه عفيفه بحنان حين قال عرفان بأقرار

- متقوليش كده يا ست عذراء .. انتِ و بنتك منورين و البيت بيتكم

لتبتسم بخجل حين اجلستها الحجه عفيفه على احدى كراسى طاوله الطعام و هى تقول

- اقعدى كلى بقا علشان خاطر ابنك .. و انتِ كمان تشدى حيلك كده علشان تقدرى تكملى حياتك و تهتمى بأولادك

هزت عذراء راسها بنعم و بدأت فى تناول الطعام على استحياء حين فتحت جنه باب الغرفه و هى تفرك عينيها ... و تنادى عليها ... لينهض عرفان سريعا يحمل الصغيره بحنان و هو يقول بعطف ابوى

- يا صباح الخير و النور على البنور

ابتسمت الصغيره بسعاده فهى لم تستمع الى تلك الكلمات منذ وفاه والده .. و كانت عذراء تنظر اليه بأمتنان كبير خاصه حين قبل الصغيره على جبينها و قال

- جعانه يا جنه

لتهز الصغيره راسها بنعم ليقول هو بأبتسامه سعاده

- يبقا الحلوه لازم تاكل و بسرعه و عمو عرفان هيأكله بأيدوا كمان .. ايه رايك ؟

لتهز الصغيره راسها بنعم .. فى نفس الوقت التى تجمعت الدموع فى عين كل من الحجه عفيفه و عذراء و لكن لكل منهم اسبابه فالاولى شفقه على ولدها الذى بداخل قلبه حنان الدنيا للاطفال و لكن حكمه الله حرمته منها ... و الثانيه تبكى ذكرى زوج رحل صحيح لم يكن كالواقف امامها فى حنانه و طيبه قلبه و لكنه لم يهيما يوما و دائما كان يدلل ابنته و بعد موته حرمت هى و ابنتها من كل شئ و ذاقوا العذاب بعده بقلمى ساره مجدى

كانت عذراء تتابع حركات عرفان مع ابنتها بسعاده كبيره خاصه و هى تستمع لصوت ضحكات ابنتها التى حرمت من سماعها لأشهر... حين انتهوا من الطعام وقفت عذراء سريعا تلملم الاطباق .. و وقفت تغسل الصحون رافضه تماما اى اعتراض من الحجه عفيفه ... و تركا جنه مع عرفان الذى كان يلاعبها ببعض الالعاب القديمه التى كانت له يوما ما

و حين انتهت جلست معها بالمطبخ و هى تشعر بخجل شديد مما تريد ان تطلبه منها شعرت بها الحجه عفيفه فقالت

- انت يا بنتى عايزه تقولى حاجه ؟

هزت عذراء راسها بنعم ثم قالت

- انا عارفه انكم عملتوا معانا الواجب و زياده .. و كتر خيركم على كل حاجه و الله و ربنا يجازيكم خير على كل حاجه المعامله الطيبه و النومه و الاكل كمان .. بس لو تكملوا جميلكم معانا و نفضل هنا لحد الصبح بس علشان منمش انا و البنت فى الشارع

كانت الحجه عفيفه تشعر بالذهول و الصدمه مع كل كلمه تقولها الجالسه امامها و تشعر بالشفقه عليها و على حالها و الظروف الصعبه التى تمر بها بسبب عائلتها

وضعت يديها فوق يديها المستريحه و ربتت عليها بحنان و هى تقول

- ايه يا بنتى اللى انتِ بتقوليه ده ... مش كل الناس زى عيلتك اللى الفلوس غيبت عقولهم و قست قلوبهم على لحمهم .

صمتت لثوانى حين انحدرت تلك الدموع من عيون عذراء و مدت يدها تمسح تلك الدمعات من فوق و جنتيها وقالت

- بصى يا بنتى .. انا فى عندى تحت شقه صغيره اوضه و صاله بمطبخ و حمام مفروشه و زى الفل ... ايه رايك تقعدى فيها و ربنا يسهل كده شويه و نشوف لك شغلانه مضمونه و كويسه تناسبك

لتنهمر دموع عذراء و قالت بصوت يرتعش

- بس انا مش معايا فلوس ادفع ايجار و كمان

لتقاطعها الحجه عفيفه قائله

- يا بنتى الاوضه دى كانت مقفوله .. و مكنش عندى نيه استفيد منها بأى شكل قبل كده ... اقعدى فيها انتِ و ولادك يا بنتى تحميكى من كلاب الشوارع و من اهلك اللى معندهمش لا ضمير و لا قلب

لتبكى عذراء بصوت عالى جعلت ذلك الذى بالخارج رغم اهتمامه باللعب مع جنه الا ان اذنه كانت مع حديثها هى و والدته .. و كم تألم من اجلها

بالفعل نزلا جميعا الى تلك الغرفه الذى قام عرفان بتنظيفها جيدا جدا ... و اعاد ترتيب الاغراض فالصاله بها صالون قديم لكنه بحاله جيده و طاوله طعام ذات اربع كراسى و وضع ستائر ثقيله على النافذه التى تطل على الشارع و ذلك ما ادهش الحجه عفيفه .... ادخلتها الى الغرفه التى كانت بها سرير كبير وخذانه كبيره ... و طاوله ذينه كل اساس الغرفه كان قديم نسبيا الا انه بحاله جيده و شكله جميل

اخذتها الحجه عفيفه الى المطبخ الذى كان به مقود قديم لكن ايضا بحاله جيده و براد متوسط الحجم و حين فتحته و جدته ملئ بكل الخيرات البان و جبن و فواكهه و بعد اللحم و الدواجن و زجاجات ماء معدنيه

لتشعر عذراء بالاندهاش و الصدمه و نظرت الى الحجه عفيفه قائله و هى تشير الى كل ما بداخل البراد

- واضح ان فى حد كان عايش هنا

ابتسمت الحجه عفيفه بحنان و ربتت على كتف عذراء و هى تقول

- لا يا حبيبتى مفيش حد كان عايش هنا و لا حاجه كل الحكايه ان انا عايزاكى تكونى مرتاحه و مطمنه لحد ما ربنا يقومك بالسلامه

كانت الصدمه ترتسم على ملامح و جه عذراء و هى تقارن بين معامله تلك السيده الحنون و ولدها لها هى و ابنتها و معامله عائلتها لها .... جعلت الدموع تسيل من جديد فوق وجنتيها

رفعت عذراء طرف حجابها و خلعت ذلك السلسال الكبير الذى يلتف حول عنقها و مدت يدها به للحجه عفيفه و هى تقول

- اتفضلى ده

نظرت الحجه عفيفه الى السلسال بأندهاش و قالت

- ايه ده يا بنتى و بتديهولى ليه

اخفضت عذراء وجهها بخجل و هى تقول

- ده كان شبكتى من سالم .. هو الحاجه الوحيده الى انا سانده عليها .. خليه معاكى .. انا مش عارفه ارد كل اللى بتعملوه معايا ده ازاى و محلتيش غيره فبقا من حقكم

لتعيده اليها الحجه عفيفه و هى تقول

- انت بتشتمينى كده .. انا لا يمكن اخده منك ... بكره تقفى على رجليكى و ما تبقيش محتاجه لحد

لتهز عذراء راسها بلا عده مرات ثم قالت

- معلش ريحينى و خليه معاكى كمان انا داخله على ولاده و معرفش المصاريف هتكون ايه .. لو سمحتى خليه معاكى انا كده هكون مرتاحه اكتر

لتأخذه الحجه عفيفع من يدها و هى تقول

- انا هاخده منك علشان اشيله معايا لوقت ولادتك لكن مش علشان حاجه تانيه

تركتها و غادرت حتى تستريح هى و ابنتها

بالفعل اخذت حمام دافئ و كذلك ابنتها و ابدلت ملابسها بشئ مريح و نظيف و دلفت الى الغرفه ليغطا فى نوم عميق

مرت ايام و ايام استردت عذراء عافيتها و اصبحت افضل حالا و كذلك ابنتها التى اصبحت تقول للحجه عفيفه (( تيته )) و كان عرفان قد تعلق بجنه بشده فكل يوم يرسل لها الحلوى و يظل يلعب معها اوقات طويله

ذات يوم كان يجلس مع والدته بعد ان تناولوا العشاء ... ينظر اليها يود ان يقول لها شئ .. ثم يتراجع فقالت هى

- ما تقول عايز ايه واخلص

ابتسم ابتسامه خجل من وادته التى تحفظه اكثر من نفسه وقال

- انا عايز اخد رايك .... يعنى بعد ما ... اقصد يعنى انه لما

- متقول يا واد على طول عايز ايه بدل ما انت عمال تقطع زى الماتور الخربان كده

قالتها الحجه عفيفه بنفاذ صبر ... ليرفع عرفان حاجبيه باندهاش و هو يردد خلفها

- انا ماتور خربان يا اما شكرا يا حجه

- لتضحك الحجه عفيفه وهى تقول يبقا قول على طول عايز ايه .. رغم انى متأكده و عارفه كويس انت هتقول ايه ؟

قالتها بغرور ام تفهم وحيدها جيدا و تحفظه ككف يدها ... نظر اليها بتمعن و هو يقول

- عارفه ؟!

هزت راسها بنعم و قالت بأقرار

- ايوه عارفه و ياريت و الله بس تفتكر هى هتوافق

صمت قليلا يفكر ببعض الضيق ثم قال

- انا عارف انها من عيله غنيه و ان انا يعنى مش غنى و معايا ملايين زيهم .. و انى كمان مش بخلف تفتكرى ده كمان ممكن يكون سبب ترفضنى بيه

لوت الحجه عفيفه فمها بضيق من تفكير و لدها و قالت توضح له

- فلوس ايه و غنا ايه اللى هى هدور عليه بعد كل اللى حصلها .. البت شافت المرار و هى يا قلب امها لسه بتفتح عنيها على الدنيا .. كمان خلفه ايه اللى هترفضك علشانها ما هى معاها بنتها و التانى جاى فى الطريق ربنا يبارك ... انا بتكلم انها ممكن تكون اتعقدت و لا زهدت الجواز .. ما يا كبدى عليها اللى شافته مش قليل ابدا

كان يستمع اليها و عقله يستوعب كلماتها التى اشعلت الضوء داخل راسه و نبهته لاشياء كثيره هو لم يفكر بها يوما و فى تلك اللحظه سمعا صرخه عاليه صاحبتها طرقات صغيره و سريعه على الباب

ليركض عرفان سريعا يفتح الباب ليجد الصغيره تقف امامه تبكى بخوف و هى تقول بصوت غير مفهوم من شهقاتها

- ما..ماما ت...تع... تعبااانه

ليركض سريعا اليها و خلفه امه ليجدها تجلس ارضا و حولها بركه من المياه و بعض الدماء لتصرخ الحجه عفيفه من خلفه

- دى بتولد ... اطلب الاسعاف بسرعه

و بالفعل قام بما قالت به امه و بعد اقل من نصف ساعه كانت قد وصلت المستشفى و دلفت الى غرفه العمليات

كانت الصغيره تجلس فى حضن الحجه عفيفه تبكى بخوف و الحجه عفيفه تربت على ظهرها تطمئنها و تهدئها

و كان هو يتابع ما يحدث و قلبه يؤلمه بشده على من اختفت عنهم داخل غرفه العمليات و على تلك الصغيره الحزينه الخائفه بقلمى ساره مجدى

اقترب منها و اخذها بين ذراعيه ليضمها بحنان لتقول هى بصوت متقتطع من شهقات بكائها

- ه..هى ماما... هت... هتموت ,,, زى با .. بابا

لينقبض قلبه بخوف و قال فى محاوله لطمئنتها و طمئنه نفسه

- لا يا حبيبتى ان شاء الله ماما هتقوم بالسلامه هى و اخوكى او اختك ... متخافيش

- انت مش بتكذب صح ؟

قالتها الصغيره ببرائه شديده ليبتسم بحنان و قال

- لا مش بكذب ... بس انت لحد ماما ما تخرج من الاوضه دى افضلى قولى يارب

لتهز الصغيره راسها و بدأت فى تردد

- يارب .. يارب .. يارب

ليضمها من جديد بحنان و هو ينظر الى امه دامعه العينين ببتاسمه حزينه سعيده

بعد مرور نصف ساعه اخرى .. خرجت الطبيبه ليقفوا امامها سريعا فى نفس اللحظه التى خرجت فيها الممرضه بالصغير

- مبروك و حمدالله على سلامه الام و المولد .. الام هتتنقل الاوضه بتاعتها حالا و البيبى كمان زى الفل .. مبروك مره تانيه

و غادرت سريعا لتقترب الممرضه من عرفان حتى تسلمه المولد ظنا منها انه والده لتنحدر تلك الدمعه من عينيه حين التقطه منها ليقبل جبينه و يشم رائحته العذبه التى اشتاق ان يشمها من طفل من دمه و اقترب من اذنه حتى يكبر له و كانت الحجه عفيفه التى تحتضن جنه تبكى حال ولدها و تشفق عليه لكن من داخلها راضيه بقضاء الله و قدره ... رفع عرفان نظره الى والدته و تلك الدموع تغرق و جهه و هو يقول

- هى ممكن توافق تسميه عبد الرحمن

اقتربت امه منه و ربتت على كتفه بحنان و قالت

- نقولها و نشوف

هز راسه بنعم .. ثم نظر الى الصغيره و قال

- اخوكى يا جنه ايه رايك فيه حلو ؟

لتبتسم الصغيره ببرائه و هى تقول

- هو صغير اووى هيلعب معايا ازاى ؟

لتضحك الحجه عفيفه و هى تقول لها بتوضيح

- بكره يكبر و يلعب معاكى و يعملك كل اللى نفسك فيه

فى غرفه عذراء دخل اليها الجميع و عرفان يحمل الصغير ... اقترب منها وهو يعطيها الصغير و قال

- الحمدلله على سلامتك ... سمى الله

لتسمى الله و هى تحمل الصغير بسعاده حزينه و قالت

- هو ولد و لا بنت ؟

- ولد

اجبها عرفات سريعا ثم قال

- هتسميه ايه ؟

نظرت اليهم بحيره ثم قالت

- مش عارفه سميه انت .. او ماما عفيفه

لينظر الى والدته ثم اليها من جديد و قال

- ايه رايك فى عبد الرحمن ؟

لتتسع ابتسامتها و قالت

- يبقا هو عبد الرحمن

ليبتسم عرفان بسعاده و اقتربت منها الحجه عفيفه و جلست بجانبها بعد ان اجلست جنه ايضا بجانب والدتها و قالت بحنان

- الف الحمدلله على سلامتك يا بنتى .... ربنا يبارك لك فى ولادك و تفرحى بيهم

امنت عذراء خلفها و هى تضم بنتها الى صدرها و تقبل اعلى راسها بحنان

مرت ايام و ايام و اكمل عبد الرحمن الان شهران ... كانت الحجه عفيفه تجلس معها و هى تحمل الصغير تتابع كيف تقدمت عذراء فى الخياطه و اصبحت ماهره جدا و كل فتايات الحى تحضر اليها حتى تخيط لهم ثيابهم

كانت تنظر اليها و هى تفكر هل تفاتحها فى الامر .. ام تصمت و لا تتحدث فهى تخشى ان تفهم حديثها خطئ و لكن عرفان يبدوا عليه الضيق الشديد و ايضا الخوف من ان يتحدث الى اليها

- عذراء كنت عايزه اتكلم معاكى فى موضوع كده

نظرت عذراء اليها بأهتمام ثم تركت ما بيدها و اقتربت منها و جلست بجانبها و هى تقول

- خير يا ماما عفيفه فى ايه ؟

صمتت الحجه عفيفه قليلا ثم قالت

- بصى يا بنتى انا لا هلف و لا هدور ... عرفان عايز يتجوزك و طلب منى اسألك ... بصى طبعا لازم تعرفى شويه حاجات كده الاول .. قبل اى حاجه

صمتت لثوانى حتى تأخذ نفس لتكلمل كلماتها امام نظرات عذراء المندهشه

- طلب عرفان ملوش علاقه خالص بوقفتنا جمبك يعنى انت حره فى قرارك .. تقبلى ترفضى انت بقيتى بنتى و ده بيتك ولا يمكن تخرجى منه ابدا الا على بيت جوزك .. ثانيا ابنى مابيخلفش ربنا حرمه من نعمه الخلفه و مفيش امل انه فى يوم يقدر يخلف هو كان متجوز و طلق مراته علشان كده قال حرام يربطها معاه من غير ما تبقا ام هى ملهاش ذنب ... انت عارفه احنى بنحبك و بنحب ولادك قد ايه .. ولا يمكن نخسرك .. يعنى خدى قرارك من غير ما تخافى و لا تشيلى هم ماشى

كانت عذراء تفكر فى كل ذلك بالفعل لكنها ايضا لم يخطر على بالها الرفض و لا تفهم السبب .. هلى لمعامله عرفان الجيده لاولادها حنانه و قلبه الكبير الذى يعطف و يحنوا كأب حقيقى اخذت نفس عميق و هى تتذكر يوم خروجها من المستشفى و وصولها الى البيت لتجد ملابس كثيره لعبد الرحمن و العاب كثيره و ايضا الفواكه التى كان يرسلها من اجلها و الحلوى و الالعاب و الملابس الجديده التى اشتراها لجنه حتى لا تشعر بالغيره من اخيها الصغير عادت من افكارها لتجد الحجه عفيفه تداعب الصغير بأبتسامه حانيه فهمست قائله بخجل

- موافقه

نظرت الحجه عفيفه اليها بأندهاش و قالت

- قولتى حاجه يا بنتى

- قولت موافقه

قالتها بخجل شديد لتبتسم الحجه عفيفه بسعاده و قالت

- مبروك يا بنتى ... مبروك يا مرات ابنى

و غادرت شقه عذراء سريعا و بين يديها عبد الرحمن و ذهبت الى عرفان الجالس داخل المحل و قالت

- وافقت يا عرفان وافقت روح هات المأزون

كان يشعر بالاندهاش و بالصدمه و عدم التصديق فظل واقف مكانه صامت ينظر الى امه لتضربه على كتفه و هى تقول

- مالك اتسمرت كده يلا يا واد روح هات المأزون بسرعه

و بالفعل ضحك بسعاده وهو يغادر المحل و خلفه والدته ليغلق المحل و ذهب الى الشيخ و احضره و طلب من احد اصدقائه الحضور و ايضا احد جيرانهايشهدوا على عقد الزواج ... و بالفعل تم عقد القران لتاخذ الحجه عفيفه جنه و عبد الرحمن و صعدت الى شقتها لتتركهم بمفردهم قليلا

كانت تجلس على الاريكه الكبيره بخجل ... اغلق باب الشقه و توجه اليها و جلس بجانبها صامت لعده دقائق ثم قال

- مبروك يا ست عذراء

نظرت اليه بأندهاش و رددت خلفه

- ست !

ليبتسم ابتسامه صغيره وقال

- و ست الستات كمان ... انا عايز اقولك كلمتين لو تسمحيلى يعنى

- اكيد اتفضل

قالتها سريعا ليأخذ  نفس عميق ثم قال

- انا ربنا حرمنى من الخلفه بس وعد عليا و انا راجل حر ولادك من النهارده ولادى .. لا هبخل عليهم بفلوسى و لا بحبى ولا عطفى و لا هبخل عليهم بنصيحه الاب .... و وعد عليا اكون ليكى الزوج السند والظهر اللى يحميكى من غدر الزمن ومن اى حد .... و طول ما فى صدرى نفس انا خدامك و خدام ولادك

كانت كلماته كبلسم شافى لكل جروحها و الامها كانت كقطرات المطر التى تروى ارض كانت عطشه منذ سنين و تشقق سطحها و تألم باطنها و مع كلمته الاخيره شعرت ان قلبها يقفز من مكانه و يركض اليه و قالت سريعا بقلمى ساره مجدى

- متقولش كده ... انت فوق راسى انا و ولادى .. وربنا يباركلنا فى عمرك و يارب اكون انا الزوجه التى تستحقك و اقدر اعوضك عن اى حاجه وحشه مرت بيك

ابتسم بسعاده و اقترب من جلستها اكثر ثم طبع قبله على اعلى راسها و قال

- قومى اتوضى خلينا نبدء حياتنا بطاعه الله

مرت الايام كان هو يتفنن فى اسعادها بكل الطرق الممكنه و كان يتعامل مع جنه بحنان ابوى لا ينضب .. حتى ذات يوم كانوا جميعا يجلسون فى صاله بيت الحجه عفيفه و كانت عذراء ترضع الصغيرعبد الرحمن و عرفان يجلس ارضا مع جنه التى تريد وضع طلاء الاظافر فكان يضع لمساته الاخيره على اصابع قدميها و ينفخ بها حتى تجف امام نظرات عذراء السعيده و الممتنه و التى يطل منها راحه و سعاده كبيره و بين نظرات الحجه عفيفه التى اصبحت الان الجده للطفلين بكل ما تحمل الكلمه من معنى ... وقفت الصغيره لتضم عرفان بسعاده لنجاحه فى مهمه طلاء اظافرها و قالت بعد ان طبعت قبله على وجنته

- شكرا بابا

شعر بصدمه لسماعه تلك الكلمه منها هو لم يفكر يوما انه سيستمع اليها بحياته ... لكن تلك الصغيره التى اسرت قلبه من اول مره وقعت عينيه عليها اصبح قلبه الان يرفرف عاليا بسببها ... تجمعت الدموع داخل عينيه بسعاده و هو يضمها الى صدره يستنشق عبير طفولتها الذى يحيى ابوته وقال

- انت حبيبه بابا

كانت السعاده ترتسم على ملامح كل من عفيفه و عذراء اللذان شعرا بالصدمه من تصرف الصغيره لكنه تصرف خرج من القلب و وصل الى القلوب مباشره

ظلت الدموع تلمع داخل مقلتى عرفان حتى دخل هو و عذراء غرفتهما .. نظر اليها و قال بعد تصديق

- جنه قالتلى يا بابا .. قالتى يا بابا صح يا عذراء

اقتربت منه و ربتت على صدره برفق و قالت

- اه قالتلك يا بابا

ابتسم بسعاده كبيره ثم قطب جبينه فجأه و نظر اليه قائلا

- انت زعلتى انها قالتلى يا بابا

قطبت هى الاخرى جبينها و قالت بأندهاش

- هضايق ليه ... البنت قالتها علشان حست بيها هزعل علشان بنتى بقا ليها أب حنين و طيب زيك معقوله دى

ليبتسم بسعاده و عاد يقول

- جنه قالتلى يا بابا

كانت عذراء من داخلها تشعر بسعاده كبيره و راحه لا وصف لها فبعد كل ما عنته ما شخص كا سالم لا مشاعر له ..عملى لا يشغل عقله سوا المال و ما حدث مع عائلتها من بعد وفاته ... تجد الحنان و الحب و الامان مع عرفان و بين احضان ماما عفيفه لم تشعر بنفسها و هى تقترب من مكان جلوسه و جلست امامه ارضا و انحنت تقبل يديه بأحترام وحب ثم رفعت عينيها تنظر الى عينيه المصدومه من تصرفها و قالت

- شكرا انك فى حياتى .... شكرا لانك فى حياه و لادنا .

ليضمها بقوه و كأنه و اخيرا وصل بر امان بعد ان كان تائه فى بلاد غريبه و عاد الى الوطن و همس بجانب اذنها

- شكرا لوجودك فى حياتى .. و شكرا انمك ام ولادنا و سمحتيلى اكون ابوهم .


+



التاسع من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close