رواية العنود والغول الفصل الثامن 8 بقلم رباب عبدالصمد
البارت الثامن
ابتسمت ولاء ابتسامة مزيفة ومدت يدها لوليد وقالت بصوت متحشرج : مبارك عليك عروسك الصغيرة
صافحها وليد بملامح وجه جامدة فقد اثارت غضبه بكلمة الصغية وكانها تجرح كرامته
بينما مدت يدها بهدوء لعنود التى كانت واقفة تراقب الموقف بينهم فهى كانت متاهبة لهذه المواجهه من قبل
واذا بها تشعر بولاء تضع فى يدها ورقة صغيرة دون ان يشعر وليد
كادت عنود ان تنطق ولكن عنادها جعلها تصمت لتفهم ما فى الورقة
وضع وليد يده حول خصر عنود وحثها على الصعود
ما ان دخل وليد وعروسه غرفتهم الا ونظر كل منهما للاخر نظرة باردة تحمل الاف الاسئلة
حاول وليد ان يذهب رهبتها من اى شىء حتى من مقابلة ولاء فاقترب منها ورسم ابتسامة هادئة وقال هيا لاساعدك فى خلع هذا الفستان فانا اعلم ان كل عروس تحمل الاثقال فى هذا الفستان
ضمها برفق لصدره ليشعرها بدفئه فهو يعلم ما يدور بخلدها الان ولكنه لا يعلم انها كمتوترة بسبب تلك الورقة
عنود بهمس : ارجوك اتركنى الليلة
ابعدها عنه صدره ولكنه ظل محاوطا لخصرها وقال : عنودتى الصغير ة الحياة بين عاشقين ليست كما تتخيلين انها علاقات حميمة فقط . ابدا انها علاقة ود وحب وحنان قبل اى شىء فانا احبك لاجل نفسك وليس لاى غرض اخر
ثم عاود الابتسام وقال ولن اتنازل عن مساعدتك فى خلع فستان زفافك فهذه اجمل لحظة تتذكرها الانثى مهما مر عليها الزمن
تركت له نفسها لانها شعرت انه حقا حنون وانه يحاول ان يسعدها حتى بابسط الاشياء
دخل وليد لياخذ حماما دافئا بينما عنود فتحت بسرعة الورقة فوجدت مكتوب فيها " لا تفرحين كثيراً ايتها الصغيرة الحمقاء فما انتى الا مجرد وسيلة ليتناسانى وليد والا ما كان تزوجك انتى بالذات فهو اختارك لاجل تربية ابنه ليس الا فصرتى انتى مثل اختك لقد تزوجها لاجل ان ينسانى ولكنه لم يستطع فحبى يجرى فى دمه والا فكان اقل ما يكون غير لك حجرة نومك التى هى من الاساس حجرة نومى انا وهو وان اردتى ان تتاكدى فانظرى الى حواف السرير وواجهات خزانة ملابسنا ..اقصد ملابسك فكل شىء محفور عليها اسمه حاضنا اسمى وان كنتى كلفتى ذاتك وسالتيها من قبل ما الذى يجبر شاب مثل وليد تتمناه اى انثى فى قمة جاذبيته وثقافته ويتزوج من بكماء مثلك
هنيئا لكى بقلب تملكه غيرك وحجرة تنطق باسمى "
انتهى وليد من حمامه وكان لازال يرتدى ملابسه وينثر عطره الفواح فسمع انين مكتوم فتيبس مكانه وبدا يقترب من الباب ليتاكد مما يسمع فخرج مفزوعا بسرعة فوجدها تقف عند حافة السرير تنظر لاسمه واسم ولاء المحفورين وتبكى ولازالت الورقة بيدها تضغط عليها بعصبية فقد تذكرت اختها ايضا وانها بالتاكيد عانت نفس المعاناه وشعرت بنفس شعورها الان
اسرع فى خطواته ومد يده بسرعه لها وضمها لصدره الذى كان لازال عاريا
بكت اكثر وكانها كانت فى حاجة لان يضمها لتبكى بين يديه وتشكيه لنفسه
ربت على ظهرها بحنان وشد عليها وقال بصوته الدافىء : ماذا حل بكى يا ابنة قلبى
رفعت راسها اليه فقابل وجهها وجهه وقالت بصوت باكى : لما تزوجتنى وانت لا تحبنى ؟ لما تزوجتنى وحبها لازال يتملكك ؟
فهم مقصد كلامها فعاد وضمها وقال : اقسم لكى انها لم تعد تهمنى او تحرك فى نفسى اى مشاعر ثم عاد وابعدها قليا لتنظر الى وجهه بينما مد هو يده وحضن وجهها بكفيه وقال : ان اقسمت لكى انكى الوحيدة التى حركت فى نفسى حب من اول نظرة هل ستصدقينى ؟
نظرت له ولم ترد
عادو قائلا وعينيه تنطق بالحب والدفء لها : هل تصدقينى انى لم اعرف كيف يكون الحب مع الامنية ولم اكن اعرف ان هناك قيود حريرية
صمت لعلها تجيبه ولكنه لم يسمع لها اى صوت وظلت محدقة فى عينيه فعاد قائلا : اقسم لكى لقد كنتى امنيتى التى اتمنى ان تتحق وحاربت لاجلها فوجدتنىاحارب لاجل حبى لكى وليس لاجل امتلاكك كجسد
يا عنود لقد كنتى لى قيدا من حرير فلا هو شد على فقتلنى ولا هو حررنى من حبك
مدت يدها واعطته الورقة فتعجب وسالها عن ماهيتها ؟
لم ترد عليه فالتقطها منها ولازالت يده الاخرى تحيطها ومع اول حرف قرأه صدم وجحظت عيناه فاخر شىء كان يتوقعه من ولاء هذا وما ان انتهى من قراءتها الا ورفع راسه لاعلى ورزفر نفس عميق ساخن مملوء بالضيق من تلك التى لا زالت تصمم على افساد اجمل لحظات نعيشها
نظرت له عنود دون ان تتفوه بشىء منتظرة منه اى رد يبرد وجع قلبها وشاهدته يطبق بيده على الورقة بكل غل ثم بدا يتحرك وهو لازال خاضنا لها واجلسها على طرف السرير بينما جثى هو على ركبتيه امامه فاصبحت مساويه له
نظر فى عينيها بعمق قبل ان يتفوه بحرف ثم قال : يا عنود ان كنتى قاتيها بعقل امراة لكنتى عرفتى ان ما بها الا مجرد حروف وكلمات خرجت من يد مرتعشة . يد انثى متمزقة من ضياع حبها . لقد نمت كلماتها على ما هى فيه من الغيرة منكى والا ما حاولت ان تفسد عليك ليلتك الاولى معى وقد نجحت
يا عنود انتى تعرفين انها كانت اول انثى فى حياتى وحقا قد احببتها حبا جما ولكنى شقيت من حبها لان غدرها بى جعلنى ارى حبها لاول مرة مجردا . جعلنى اكتشف حقيقة حبى لها
نعم لقد اكتشفت انى احببتها لانى لم اجد غيرها منذ طفولتى فانا كنت العب معها ونحن اطفال وعندما صرت مراهقا فاحببتها لانى لم ارى غيرها كذلك وعندما كبرت ظلت نفس الشىء فقد اغلقت على نفسى وهى داخلى ولكن عندما وقعت عينى عليكى شعرت ان هناك شىء ما تحرك داخلى ولكنى لم افهم ما هو حتى انى صرت انظر اليكى يوم عيد الميلاد بين الثانية زوالاخرى ولعلكى تتذكرين ومع ذلك لم افسر هذا الشعور او بمعنى ادق كنت اعلمه فانا طبيب نفسى واعرف كيف تتحرك المشاعر وكيف تحدث تلك الكيميا بين القلوب ولكنى كنت اكذب ما اشعر به ولكنك فجاة انصهرتى من الوجود حولى
وعندما عدتى وجدتك محرمة على للمرة الثانية فقد اصبحتى اخت زوجتى فكدت ان اصرخ ولكنى كتمت فى نفسى ولم اضن بالدعاء الى الله ليجمعنى بكى
ليتك تتذكرين يومها كم فزعت عند رؤيتك
اخذ يسترسل فى الاعتراف بحبها وهى مصدومة ولم تعرف اتفرح انها كانت تحظى بحبه حقا طيلة الوقت ام تحزن لانها كانت السبب فى عدم سعادة اختها
قالت بعدم تصديق : احقا كنت تحبنى فى صمت
ابتسم وامسك كفها وقبله واوما بنعم
اغرورقت عيناها وقالت هل كنت انا سبب شقاء اختى ؟
وليد : والله ما شقيت اختك ابدا ولقد حاولت اسعادها ما كان بمقدورى ولم اؤذيها فى مشاعرها قط
قالت مقاطعة له : ولكنها اعترفت لراجية انها كانت تعلم تمام العلم انك تحب غيرها
وليد : ولكنى لم اشعرها باى شىء اقسم لكى حتى ان هذا الكتمان والتكلف كان يرهقنى انا لكنى كنت اكن لها ايضا كل ود واحترام يكفينى انها اهدتنى قطعة منها
.......
مر الوقت بينهما وقد أفلح وليد ان يبدل حزنها لسعادة
هذا الذى ادمنت دوما اسمعه يلقى كلاما فى الفؤاد باقيا
افصح عن الحب الدفين ولا تخف من غير حبك مذهب قد اتبعه
اخذ يداعبها ويضع الطعام فى فمها جبرا وهو يعلم انها لا تريد ان تعود الى السمنة مرة اخرى
ركضت من امامه وهى تضحك وتقول كفى بينما هو يجذبها ويضع اللقيمات فى فمها ويقول : لقد كنتى جميلة وانتى ممتلئة
اخذت ترميه بالماء ويركض هو خلفها وتحولت ليلتهم لسعادة على الرغم من انه لم يمسها
وفشلت ولاء فى افساد فرحتهم
........
فى ذات الليلة باتت اخته هبة وزوجها عندهم
كانت هبة فى اغلرفة تبدل لاولادها ملابسهم وهى متاففة من الارهاق ومن ازعاجهم فاقترب منها احمد ووقف خلفها وهى تبدل لابنها ملابسه وحاوطها من خصرها وقال لها بهمس : ما رايك ان نفعل مثلما يفعل خيكى الان
ضحت عليه وقالت : لقد كانت ليلتنا اجمل بكثير من هذه
اكمل احمد بنفس الصوت الهامس وهو يدفن راسه برقبتها : وانا اريد ان اتذكر تلك الليلة اليوم
اعلت ضحكتها وقالت ك اذن فساعدنى فى تهداة اولادك الاشقياء
تركها وبدا يساعدها وقال مهو يغمز لها : والله لابيهم هو الشقى فقد اهملته امهم حتى بدا يغار منهم
ضحكت عليه ولم ترد بينما قال هو : ما رايك ان ذهبتى بهم لحجرة عبير ليناموا معها ؟
هبه : هل تعتقد ان عبير ستنتبه لهم اقسم لك انها الان تهاتف سليم ويحلمون هما الاخرين بليلة مثل هذه
احمد : اذهبى اغليها وهى لن ترفض لكى والا اتركينى انا اذهب اليها فهل نسيتى انها ابنة خالتى ولى دلال عليها
هبة : لا يا احمد لن نزعج غيرنا باولادنا
احمد : اذهبى اذن بهم لغرفة والدتك ليناموا مع عمر
رفضت هبة هذا الاقتراح كذلك بل حملت الصغير وقالت لاحمد : اذهب انت به للخارج لينام فى هدوء واتى به بعد ذلك حتى اساعد انا اخوته على النوم
حمل احمد الصغير على كتفه وخرج وقبل ان يخرج غمز لهبة وقال اريد عند رجوعى ان اراكى عروسة فى انتظار عريسها
ضحكت عليه واخذت تدفعه للخارج
ولكن ما هى الا دقائق وعاد احمد حاملا الطفل وهو نائم وكان فى خياله انه سيرى هبة كام احب ان يراها ولكنه صدم عندما راها نعست هى الاخرى بجوار اطفالها فنظر لها بغيظ وهى ناءمة ثم وضع الطفل برفق بجواره هو ونام بدوره بجواره تاركا هبة بجوار الباقين على التخت الاخر
فؤادى بين الضلوع غريب ينادى من يحب فلا يجيب
استيقظت هبة فى الصباح فصدمت انها قد ذهبت فى نوم عميق بجوار اطفالها ونظرت على احمد ولكنها لم تجده فاخذت حمامها وخرجت تبحث عنه فوجدته جالسا مع امها وخالتها يشكوها ويشكوا اهمالها له
فانتابتها العصبية وقالت : انه هكذا دوما يشكونى انا حتى يظهر ذاته بريئا
ولما لم يتحدث عن نفسه وعن اهماله لى ام هو يشكونى وقتما يتراءى له ان يشكو
ثم نظرت اليها وبكت قائلة : ألتوك شعرت بنفس شعورى وكم كنت اريدك وانت لاحياة لمن تنادى ؟
حاولت امها وخالتها التى هى فى ذات الوقت حماتها تهداتهما واصلا ذات البين بينما
قالت الام ك كنت لا اتخيل ان تصلا الى هذا الحد من عدم التوافق وانتما قد صرتا كما التوامين قبل زواجكما فما تلك اللعنة التى حلت عليكما ؟
بينما قالت حماة هبة : اهداى يا بنيتى فاحمد يحبك حبا جما ومن فرط حبه لكى لم يشكوك الا لنا لانه يعلم اننا لسنا بغرباء ولكنى اقسم لكى انها اول مرة من الاساس يشكو
ظل احمد جالسا صامتا وكنه قد تالف على بكاءها وشكواها منه فلم يتحرك ساكنا ولم يتاثر
........
فى ذات الوقت استيقظت ولاء وبالمعنى الادق هى لم تنم من الاساس وتسحبت على اطراف اصابعها حتى وصلت لباب غر فتهم واخذت تسترق سماعهم فوجدتهم سعداء ووليد يطرق عليها باب الحمام ويناشدها ان يدخل اليها وكلاهما يضحك
كادت تختنق من غيرتها وعادت بخفى حنين لغرفتها فقد تاكدت ان خطتها قد فشلت وان عنود ليست بالانثى السهلة وبدات تفكر فى شىء جديد
اردت ان انساك لكنى صرت انسانى
ليت الوقت يسعفنى لكى اعالج من ذكراك ادمانى
.....
بينما عند العروسين فقد تزينت عنود ولكنها لم ترتدى قمصان نوم مثل اى عروس ولكنها ارتدت ملابس قصيرة تشبة عارضات الازياء وبسيطة صممتها هى لنفسها واسدلت شعرها وتعطرت وما ان خرجت وراها وليد حتى شرد فى اناقتها فهى تفننت فى اظهار جمال جسدها وفى ذات الوقت لم تكن مالوفة حتى انها ارتدت حذاء ذى كعب عالى وبدت وكانها ذاهبة الى حفلة
حاولت ان تبتعد من نظراته التى حاوتطتها ولكنها لم تفلح بينما مد يده لها واجلسها الى جواره وقبل جبينها وقال لها بهدوء ولم يخلو وجهه من الابتسامة الحالمة : والله ان مثلى لمغلوب على امره فكيف لمثلى ان يقوم مثلك ويصبر عليكى حتى تاذنى لى
ابتسمت بتوتر فقد فهمت مغزى حديثة
اقترب منها اكثر ومرر يديه فى خصلات شعرها وجذبها على حين غره لصدره فهمت ان تصرخ ولكنه قال لها بسرعة لا تخشين شىء ولكنى اردت ان نشاهد هذا الفيلم وانتى بجوارى هكذا
اخذت نفس عميق فهو ما يوترها ويخيفها فى لحظة وفى ذات اللحظة نفسها يهدا من حالها فقالت له وهى لازالت فى حالة الاضطراب : يا لك من رجل تتلاعب باعصابى ضحك عليها وفجاة اخذ يدغدغها بيده فقامت من جواره مفزوعه فلم تتوقع هذا منه فقام بدوره يلاحقها ويدغدغها فاخذت تضحك بعمق على افعاله الصبيانية فهى حقا لا تستطيع توقع رد فعله قد اكتشفت انه على قدر هيبته انه مرح ايضا
هربت منه فى كل ركن من اركان الحجروة الا انه كان يلاحقها حتى وقفت تلتقط انفاسها من الضحك فانك عليها وحملها فعادت للضحك مرة اخرى اخذ يدور بها الغرفة حتى كادت تصرخ من كثرة ضحكاتها
تنبهوا فجاة ان صوتهم كان عاليا فقال لها ليخجلها اكثر : كيف اقول لمن سمعنا الان فهم بالطبع يعقدون اننا ... ولكن فى الحقيقة انا العب لعبة القط والفار مع صغيرة تغار من الدغدغة
اتسعت ابتسامتها وضربته بخفة فى كتفه وقالت : لا تقلق بشان هذا فهم ان سمعوا فسمعوا ضحكنا وبالتاكيد فهموا اننا نلعب ولسنا ...
جذبها من يدها مرة اخرى واجلسها الى جواره وقال هيا لنتناول فطورنا ايتها العنود فامى واختى على الاقل فعلا يعلما اننا نلعب فقد اتوا بالطعام وانتى تاخذين حمامك ووجدونى وحيدا هكذا ولكن لاثبات رجولتى تمثلت اننى لتوا خارجا من الحمام لافتح لهم فلففت راسى بالمنشفة
ضربته مرة اخرى فى كتفه وقالت : ايها الماكر لقد سمعتها ونظرت من الباب ولم اجدك فعلت ما وصفت
مد يده يرهبها بانه سوف يدغدها مرة اخرى وقال : بالطبع وهل كنتى تتوقعين منى ان امثل بل انا احب الحقائق ومن الجائز الان ان اناديهم ليرونى على الطبيعة وما افعله ومد يده بسرعة دغدغها مرة اخرى
ضحكت كثيرا وارتمت فى صدره بارادتها تلك المرة من شدة ضحكها
هنا ضمها برفق وربت على ظهرها وقبل راسها بدفء فقد شعر انها بدات تعتاد عليه ولا تهابه
رفعت راسها من على صدره فقابلت وجهه واخذت تداعبه فى لحيته برفق وقالت ما اجمل لحيتك واجمل ما فيها تلك الشعيرات البيضاء التى تضيئها وتزيدها جمالا ووقارا
ابتسم لها وقال : اعلم انك تعجبين بالرجل ذى اللحية فتركت لها العنان لتطيل لعلى اعجبك يوما
اتسعت ابتسامتها وقالت حقا انا اعشق كل ذى لحية وان كنت اعجبت بك وانت دون لحية كذلك ولكن لحيتك زادتك جمالا
ضحك عاليا وقال : يالا عذابى اتعشقين كل ذى لحية وقد حسبت نفسى انى عندك بكل الرجال فوجدتنى مثلى مثل اى رجل يا لوعة قلبى واحسرتاااااه على ما خيلته لنفسى
اخذت تضحك عاليا على طريقته الهزلية وارتمت مررة اخرى فى صدره وقالت : من تعرفك فقد فازت بك ولن تستطيع ان ترى عينها غيرك
ضحك مرة اخرى وقال : اممم لم اعلم انى جذاب لهذه الدرجة الا الان فاحترسى اذن من نور وجهى حتى لا تعمى عيناكى واعلمى انى الان أرأف بحالك وانا اسمح لكى بان تتمسحى فى صدرى هكذا
اخذت تضربه فى صدره وهو يضحك عليها ثم قال لها ولم تفارق وجهه ابتسامته العذبة : اسرعى فى تناول فطورك فسنخرج بعدها
اتسعت ابتسامتها وقالت : اين سنذهب
وليد : اولا سنذهب الى معرض الموبيليا لتختارين غرفة نومك بنفسك حتى نبدلها بهذه وثانيا سنذهب لنشترى لك ملابس فدراستك قد اقتربت وبعد كل هذا ساصطحبك لنزهة نيلية لننعم برحلة هادئة نتناول خلالها غذائنا
هنا كانت ولاء قد سمعته فاعدت عدتها
نزلت عنود ووليد وكانت ترتدى فستانا من اللون الروز فعكس بريقه على وجهها فاعطاها جمالا بينما كان وليد لا يقل عنها اناقة بل قد يفوقها فدوما ما كانت اناقته تعكس هيبة شخصيته
حاوطها وليد من خصرها وهما يهبطان لاسفل فراهم الجميع فتهالت ترحيباتهم وتهنئاتهم وما ان انضموا لهم الا اول شىء فعلته عنود ان استرقت النظر لولاء واخذت تتفصها فى حين ان ولاء هى الاخرى كانت فى ابهى ثيابها وان جدر بنا القول ان ولاء جميلة هى الاخرى ولكن اضاءة وجهها التى كانت نابعة من حب وليد قد انطفات فحاولت ان تداريها بمساحيق التجميل
جلسا الجميع وجلست عنود جواره وان صدق القول هو من اجلسها جواره لتعلم مكانها وليعلم الجميع مكانتها ثم قال بجدية وهو ينظر لهبة اخته : ماذا حدث لقد سمعت صوتك منذ قليل وقد علا
توترت اخته ولم تعرف بما تجيبة وكذلك كان حال احمد
وفى الحقيقة لم يجروء ايا من الجالسين ان يخبروه بحقيقة انهم كانوا يتشاجرون وان كلا منهم كان يلقى على الاخر وابل من الاتهامات
هنا نظرت عن ود له وقالت فى نفسها : ما به هذا الرجل له هيبة عجيبة ومن يراه الان لا يراه منذ قليل وهو يضحك ويلعب كما الاطفال فعلمت انها تحظى بمعاملة خاصة تختلف عن تلك التى يعاملهم بها فارتفعت روحها المعنوية فابتسمت بتلقائية مع نفسها دون ان تتكلم
بينما فجاة تحدث احمد وقال : اعلم يا وليد انك تتفحص وجوهنا الان وحتى اطرافنا لتقرا حالتنا ولهذا فانا اعفى نفسى واعفيك من كثرة التفحص واقول لك انى كنت اشتكى اختك واهمالها لى و...
هنا قاطعته هبة وقد انهارت مرة اخرى وهمت ان تشتكى بدورها
ولكن انخرس الجميع بل حلت على وجوههم الصدمة وهم يرون وليد وقد شبك كفه بكف عنودته وقام وخرج بها من المجلس نهائيا دون ان ينطق بحرف
تعجبت عنود تصرفه ولكن ملامح وجهه لم تسمح لها بسؤاله
وما ان خرجا الا وانفجرت كلا من السيدتين الكبيرتين الام والخالة بالصياح فى هبة وزوجها وقالتا : كيف الحال الان وقد كسرتم على اخيكم فرحته بعروسه
تنبهت هبة ولزوجها لقبح تصرفهم فلم يعلقوا
بينما قالت والدة وليد نحن نعلم وليد جيدا ونعلم اننا لانتوقع رد فعله فى كل موقف فقد نعتقد انه يتعصب فى موقف فى حين نراه يتعامل بطريقة اخرى اكثر حزما من العصبية وانا الان لا اتوقع ماذا سيكون تصرفه عندما يعود
انفجرت هبة باكية وقالت ك انا خائفة الان منه ولا اعرف كيف سيعاقبنى على ما فعلته وكيف بدلت فرحته
عبير بضيق وعصبية : انتى بلهاء فانت تعلمين اخاكى وانه دوما ما يبحث عن سعادتنا فهل عند اول فرحة له نكسرها ؟
احمد بتانيب ضمير : لن ارحل قبل ان يعود واعتذر له
سليم : على العكس ارى ان ترحلا انت وزوجتك وهو من سيبدا معكم بالحديث فانا متاكد انه ترككم لتخرجا شحنتكم حتى ان حان وقت تدخله وجد منكم الانصات
عبير : وانا اعتقد ذلك
هبة : بل اعتقد انا انه سينهرنى وربما غضب منى وهذا مالا اطيقه او اتخيله ان يغضب منى وليد فكل شىء يهون على الا ان يغضب منى هو
.......
ما ان خرجا وليد وعنود وركبا السيارة الا واخذ يدندن اغانى كلاسيكيه يتغزل فيها وقد التقط كفها وحضنه
تعجبت حاله وقالت لنفسها : لم اعد افهم هذا الرجل فكيف كان معى يضحك ويلعب ثم اراه جاد وله هيبة ثم اراه حاد البصر ويحدق فى وجوه الجميع بعيون حادة ويخرج وهو صامت دون ان يحل المشكلة بل لم يجعلهم يكملون كلامهم وخرج وهو متجهم الوجه والان اراه مشرقه والفرق ليس سوى لحظات انه رجل غريب
رد عليها عندما وجدها شاردة الملامح وقال : لاترهقى ذهنك بالافكار ومحاولة فهمى فانا اتصرف على كل موقف على حده وان اردتى اى استفسار فالافضل لكى ان تسالينى فلن تجدى الحل الا فى كلامى واجابتى
نظرت له بنظرات محدقة وقالت : اصبحت اخاف منك فانت تقرانى حقا حتى انك علمت بما يدور فى خلدى
ضحك عاليا وقال : وكيف لا اعلم ما فى خلدك وانا من الاساس خلدك
نظرت له وضحكت وضربته بخفة فى صدره قالت : انت رجل مغرور
وليد : بل انا واثق
عنود ولازالت كفها بكفه : مادت عرفت انى اريد ان افهم تصرفك فاجبنى وارحنى
وليد : اولا يا عنود انا قراتك لان فى كل انسان حركات عفوية تعبر عنه ومن اهم الحركات والتصرفات ان العقل يشرد اذا كان يفكر فى شىء فلا يستطيع ان يساعدك فى انجاز شيئين معا مادام مركزه مشغول فى شىء اخر وانتى فعلتى ذلك الان كنتى تنرين الى وتبتسمين ولكن احداق عيناكى فى مكان اخر فتنبهت لشرودك
اما عن سر تصرفى هكذا فهو لانى اعلم انهم يهابونى فسيكون وجودى وسطهم فى تلك الاثناء من التصرف الخاطىء
سالته بسرعة : لماذا وقد توقعت منك ان تهدا منهما
وليد : يا عنود هبة ووليد كانا خبيبين وكان مثالا للعاشقين كما الروايات ولهذا ان اشتكى كلا منهما الاخر فتكون شكواه من داخل قلوبهم حقا لانه سيكون مجروح حقا ووجودى وسطهم سيجعلهم يتكلمون بطريقتين اما ان يتهجما على بعضهما اكثر ولن يترك ايا منهما فرصة للاخر ان يتكلم لاجل كسب عاطفتى نحوه وفى النهاية لن يقول كلا منهما ما بداخله حقا لانه بالفعل لايريد جرح حبيبه بسهوله حتى وان كان هو مجروح منه فهذا هو الحب يا عنود حتى وان كنت مثلا انا مجروح منكى فلن اجرح فيكى امام الاخرين بل قد اتحمل على نفسى ولكنى ما ارضى لكى الحزن وهذا حال احمد هبة
اما التصرف الاخر فربما يكذب كل منهما على الاخر ليظهر لى انه المغلوب على امره فعلمت ان كلاهما على خطأ وكلاهما يعرف ذلك فالمخطىء دوما ما يلجا الى الصوت العالى والقاء الاتهامات كنوع من الهروب من خطاه والا فقد تحكم فى اعصابه ايا منهما ان كان منهم على صواب
وفى النهاية لن اخرج منهم بالحقيقة التى اود ان اعالجها ثم انى قرات وجوههما فعلمت بان فى مكنون كلا منهما شكوى قد لا يعرف كيف يخرجها فقررت ان اتركهم لعلهم يخرجون شحنة غضبهم بعيد عنى بمكل اريحية حتى ان قصدتهم انا انصتوا الى واخرجوا ما يحزنهم بتعقل ووقتها ربما تركوا صغائر الامور ولن يتحدثوا فيها اما ان كانوا فى عصبيتهم تلك فسيكون العكس سيتركون المهم ويتمسكون بالصغائر لنعود لنقطة الصفر مرة اخرى
اى انهم سيتمسكون بالصغائر لاجل عدم تجريح الاخر وتكون النتيجة ان السبب الحقيقى لم ولن يعالج قط
يا عنود لن يتمكن شخص ان يرى وجهه فى ماء يغلى ولكن ان ان تركه يهدا لراى صورته واضحة وهم فى ثورتهم تلك لن يرى ايا منهم حقيقو نفسه فما الداعى من وجودى وسطهم وكلاهما لا يرى حقيقة نفسه
ابتسمت فى عذوبة من رايه وقالت : افتخر انى زوجتك
ابتسم لها وقال : بل افتخرى انى فلحت فى اختيارك فانتى الاولى بالافتخار
اخذت تتلمس كفه الحاضنة لكفها وهى لازالت غير مصدقة انها اخيرا ضحكت لها الدنيا واعطتها من تمنه كثيرا
وصلا اخيرا الى معرض موبيليا كبير خارج حدود قريتهم وما ان دخلا حتى اخذت عنود تزوغ بعينيها بين الحجرات حتى باتت تريدها جميعا من جمالها
وليد : ما رايك ان تشاركينى فى اختيارك
مدت يدها وتشبثت به وقالت : حقا هذا ما اريده واخذت تعطيه رايها وتخيلاتها لما كانت تحلم به فقالت اريد غرفة نومى تزين بورق حائط فسفورى محفور فيه اسمى واسمك حتى الذا ما حل الليل تضىء اسماؤنا فى كامل غرفتنا اكمل هو كلامها وكانه يتحيل معها فقال : وانا اريد قلبا يتوسط سريرنا محفور فيه حرف العين تختضن الواو وتكملها
نظرت له بود وقالت : بل الواو هى من تكمل العين
شد على يدها وقال وهو يغمز عينيه : عنودتى الصغيرة نحن فى المعرض فلا تثيرينى ويكفى ما فعلتيه بى ليلة امس
عنود : يا ويلتى لم اقصد هذا بل انك الذى توترنى
............
ابتسمت ولاء ابتسامة مزيفة ومدت يدها لوليد وقالت بصوت متحشرج : مبارك عليك عروسك الصغيرة
صافحها وليد بملامح وجه جامدة فقد اثارت غضبه بكلمة الصغية وكانها تجرح كرامته
بينما مدت يدها بهدوء لعنود التى كانت واقفة تراقب الموقف بينهم فهى كانت متاهبة لهذه المواجهه من قبل
واذا بها تشعر بولاء تضع فى يدها ورقة صغيرة دون ان يشعر وليد
كادت عنود ان تنطق ولكن عنادها جعلها تصمت لتفهم ما فى الورقة
وضع وليد يده حول خصر عنود وحثها على الصعود
ما ان دخل وليد وعروسه غرفتهم الا ونظر كل منهما للاخر نظرة باردة تحمل الاف الاسئلة
حاول وليد ان يذهب رهبتها من اى شىء حتى من مقابلة ولاء فاقترب منها ورسم ابتسامة هادئة وقال هيا لاساعدك فى خلع هذا الفستان فانا اعلم ان كل عروس تحمل الاثقال فى هذا الفستان
ضمها برفق لصدره ليشعرها بدفئه فهو يعلم ما يدور بخلدها الان ولكنه لا يعلم انها كمتوترة بسبب تلك الورقة
عنود بهمس : ارجوك اتركنى الليلة
ابعدها عنه صدره ولكنه ظل محاوطا لخصرها وقال : عنودتى الصغير ة الحياة بين عاشقين ليست كما تتخيلين انها علاقات حميمة فقط . ابدا انها علاقة ود وحب وحنان قبل اى شىء فانا احبك لاجل نفسك وليس لاى غرض اخر
ثم عاود الابتسام وقال ولن اتنازل عن مساعدتك فى خلع فستان زفافك فهذه اجمل لحظة تتذكرها الانثى مهما مر عليها الزمن
تركت له نفسها لانها شعرت انه حقا حنون وانه يحاول ان يسعدها حتى بابسط الاشياء
دخل وليد لياخذ حماما دافئا بينما عنود فتحت بسرعة الورقة فوجدت مكتوب فيها " لا تفرحين كثيراً ايتها الصغيرة الحمقاء فما انتى الا مجرد وسيلة ليتناسانى وليد والا ما كان تزوجك انتى بالذات فهو اختارك لاجل تربية ابنه ليس الا فصرتى انتى مثل اختك لقد تزوجها لاجل ان ينسانى ولكنه لم يستطع فحبى يجرى فى دمه والا فكان اقل ما يكون غير لك حجرة نومك التى هى من الاساس حجرة نومى انا وهو وان اردتى ان تتاكدى فانظرى الى حواف السرير وواجهات خزانة ملابسنا ..اقصد ملابسك فكل شىء محفور عليها اسمه حاضنا اسمى وان كنتى كلفتى ذاتك وسالتيها من قبل ما الذى يجبر شاب مثل وليد تتمناه اى انثى فى قمة جاذبيته وثقافته ويتزوج من بكماء مثلك
هنيئا لكى بقلب تملكه غيرك وحجرة تنطق باسمى "
انتهى وليد من حمامه وكان لازال يرتدى ملابسه وينثر عطره الفواح فسمع انين مكتوم فتيبس مكانه وبدا يقترب من الباب ليتاكد مما يسمع فخرج مفزوعا بسرعة فوجدها تقف عند حافة السرير تنظر لاسمه واسم ولاء المحفورين وتبكى ولازالت الورقة بيدها تضغط عليها بعصبية فقد تذكرت اختها ايضا وانها بالتاكيد عانت نفس المعاناه وشعرت بنفس شعورها الان
اسرع فى خطواته ومد يده بسرعه لها وضمها لصدره الذى كان لازال عاريا
بكت اكثر وكانها كانت فى حاجة لان يضمها لتبكى بين يديه وتشكيه لنفسه
ربت على ظهرها بحنان وشد عليها وقال بصوته الدافىء : ماذا حل بكى يا ابنة قلبى
رفعت راسها اليه فقابل وجهها وجهه وقالت بصوت باكى : لما تزوجتنى وانت لا تحبنى ؟ لما تزوجتنى وحبها لازال يتملكك ؟
فهم مقصد كلامها فعاد وضمها وقال : اقسم لكى انها لم تعد تهمنى او تحرك فى نفسى اى مشاعر ثم عاد وابعدها قليا لتنظر الى وجهه بينما مد هو يده وحضن وجهها بكفيه وقال : ان اقسمت لكى انكى الوحيدة التى حركت فى نفسى حب من اول نظرة هل ستصدقينى ؟
نظرت له ولم ترد
عادو قائلا وعينيه تنطق بالحب والدفء لها : هل تصدقينى انى لم اعرف كيف يكون الحب مع الامنية ولم اكن اعرف ان هناك قيود حريرية
صمت لعلها تجيبه ولكنه لم يسمع لها اى صوت وظلت محدقة فى عينيه فعاد قائلا : اقسم لكى لقد كنتى امنيتى التى اتمنى ان تتحق وحاربت لاجلها فوجدتنىاحارب لاجل حبى لكى وليس لاجل امتلاكك كجسد
يا عنود لقد كنتى لى قيدا من حرير فلا هو شد على فقتلنى ولا هو حررنى من حبك
مدت يدها واعطته الورقة فتعجب وسالها عن ماهيتها ؟
لم ترد عليه فالتقطها منها ولازالت يده الاخرى تحيطها ومع اول حرف قرأه صدم وجحظت عيناه فاخر شىء كان يتوقعه من ولاء هذا وما ان انتهى من قراءتها الا ورفع راسه لاعلى ورزفر نفس عميق ساخن مملوء بالضيق من تلك التى لا زالت تصمم على افساد اجمل لحظات نعيشها
نظرت له عنود دون ان تتفوه بشىء منتظرة منه اى رد يبرد وجع قلبها وشاهدته يطبق بيده على الورقة بكل غل ثم بدا يتحرك وهو لازال خاضنا لها واجلسها على طرف السرير بينما جثى هو على ركبتيه امامه فاصبحت مساويه له
نظر فى عينيها بعمق قبل ان يتفوه بحرف ثم قال : يا عنود ان كنتى قاتيها بعقل امراة لكنتى عرفتى ان ما بها الا مجرد حروف وكلمات خرجت من يد مرتعشة . يد انثى متمزقة من ضياع حبها . لقد نمت كلماتها على ما هى فيه من الغيرة منكى والا ما حاولت ان تفسد عليك ليلتك الاولى معى وقد نجحت
يا عنود انتى تعرفين انها كانت اول انثى فى حياتى وحقا قد احببتها حبا جما ولكنى شقيت من حبها لان غدرها بى جعلنى ارى حبها لاول مرة مجردا . جعلنى اكتشف حقيقة حبى لها
نعم لقد اكتشفت انى احببتها لانى لم اجد غيرها منذ طفولتى فانا كنت العب معها ونحن اطفال وعندما صرت مراهقا فاحببتها لانى لم ارى غيرها كذلك وعندما كبرت ظلت نفس الشىء فقد اغلقت على نفسى وهى داخلى ولكن عندما وقعت عينى عليكى شعرت ان هناك شىء ما تحرك داخلى ولكنى لم افهم ما هو حتى انى صرت انظر اليكى يوم عيد الميلاد بين الثانية زوالاخرى ولعلكى تتذكرين ومع ذلك لم افسر هذا الشعور او بمعنى ادق كنت اعلمه فانا طبيب نفسى واعرف كيف تتحرك المشاعر وكيف تحدث تلك الكيميا بين القلوب ولكنى كنت اكذب ما اشعر به ولكنك فجاة انصهرتى من الوجود حولى
وعندما عدتى وجدتك محرمة على للمرة الثانية فقد اصبحتى اخت زوجتى فكدت ان اصرخ ولكنى كتمت فى نفسى ولم اضن بالدعاء الى الله ليجمعنى بكى
ليتك تتذكرين يومها كم فزعت عند رؤيتك
اخذ يسترسل فى الاعتراف بحبها وهى مصدومة ولم تعرف اتفرح انها كانت تحظى بحبه حقا طيلة الوقت ام تحزن لانها كانت السبب فى عدم سعادة اختها
قالت بعدم تصديق : احقا كنت تحبنى فى صمت
ابتسم وامسك كفها وقبله واوما بنعم
اغرورقت عيناها وقالت هل كنت انا سبب شقاء اختى ؟
وليد : والله ما شقيت اختك ابدا ولقد حاولت اسعادها ما كان بمقدورى ولم اؤذيها فى مشاعرها قط
قالت مقاطعة له : ولكنها اعترفت لراجية انها كانت تعلم تمام العلم انك تحب غيرها
وليد : ولكنى لم اشعرها باى شىء اقسم لكى حتى ان هذا الكتمان والتكلف كان يرهقنى انا لكنى كنت اكن لها ايضا كل ود واحترام يكفينى انها اهدتنى قطعة منها
.......
مر الوقت بينهما وقد أفلح وليد ان يبدل حزنها لسعادة
هذا الذى ادمنت دوما اسمعه يلقى كلاما فى الفؤاد باقيا
افصح عن الحب الدفين ولا تخف من غير حبك مذهب قد اتبعه
اخذ يداعبها ويضع الطعام فى فمها جبرا وهو يعلم انها لا تريد ان تعود الى السمنة مرة اخرى
ركضت من امامه وهى تضحك وتقول كفى بينما هو يجذبها ويضع اللقيمات فى فمها ويقول : لقد كنتى جميلة وانتى ممتلئة
اخذت ترميه بالماء ويركض هو خلفها وتحولت ليلتهم لسعادة على الرغم من انه لم يمسها
وفشلت ولاء فى افساد فرحتهم
........
فى ذات الليلة باتت اخته هبة وزوجها عندهم
كانت هبة فى اغلرفة تبدل لاولادها ملابسهم وهى متاففة من الارهاق ومن ازعاجهم فاقترب منها احمد ووقف خلفها وهى تبدل لابنها ملابسه وحاوطها من خصرها وقال لها بهمس : ما رايك ان نفعل مثلما يفعل خيكى الان
ضحت عليه وقالت : لقد كانت ليلتنا اجمل بكثير من هذه
اكمل احمد بنفس الصوت الهامس وهو يدفن راسه برقبتها : وانا اريد ان اتذكر تلك الليلة اليوم
اعلت ضحكتها وقالت ك اذن فساعدنى فى تهداة اولادك الاشقياء
تركها وبدا يساعدها وقال مهو يغمز لها : والله لابيهم هو الشقى فقد اهملته امهم حتى بدا يغار منهم
ضحكت عليه ولم ترد بينما قال هو : ما رايك ان ذهبتى بهم لحجرة عبير ليناموا معها ؟
هبه : هل تعتقد ان عبير ستنتبه لهم اقسم لك انها الان تهاتف سليم ويحلمون هما الاخرين بليلة مثل هذه
احمد : اذهبى اغليها وهى لن ترفض لكى والا اتركينى انا اذهب اليها فهل نسيتى انها ابنة خالتى ولى دلال عليها
هبة : لا يا احمد لن نزعج غيرنا باولادنا
احمد : اذهبى اذن بهم لغرفة والدتك ليناموا مع عمر
رفضت هبة هذا الاقتراح كذلك بل حملت الصغير وقالت لاحمد : اذهب انت به للخارج لينام فى هدوء واتى به بعد ذلك حتى اساعد انا اخوته على النوم
حمل احمد الصغير على كتفه وخرج وقبل ان يخرج غمز لهبة وقال اريد عند رجوعى ان اراكى عروسة فى انتظار عريسها
ضحكت عليه واخذت تدفعه للخارج
ولكن ما هى الا دقائق وعاد احمد حاملا الطفل وهو نائم وكان فى خياله انه سيرى هبة كام احب ان يراها ولكنه صدم عندما راها نعست هى الاخرى بجوار اطفالها فنظر لها بغيظ وهى ناءمة ثم وضع الطفل برفق بجواره هو ونام بدوره بجواره تاركا هبة بجوار الباقين على التخت الاخر
فؤادى بين الضلوع غريب ينادى من يحب فلا يجيب
استيقظت هبة فى الصباح فصدمت انها قد ذهبت فى نوم عميق بجوار اطفالها ونظرت على احمد ولكنها لم تجده فاخذت حمامها وخرجت تبحث عنه فوجدته جالسا مع امها وخالتها يشكوها ويشكوا اهمالها له
فانتابتها العصبية وقالت : انه هكذا دوما يشكونى انا حتى يظهر ذاته بريئا
ولما لم يتحدث عن نفسه وعن اهماله لى ام هو يشكونى وقتما يتراءى له ان يشكو
ثم نظرت اليها وبكت قائلة : ألتوك شعرت بنفس شعورى وكم كنت اريدك وانت لاحياة لمن تنادى ؟
حاولت امها وخالتها التى هى فى ذات الوقت حماتها تهداتهما واصلا ذات البين بينما
قالت الام ك كنت لا اتخيل ان تصلا الى هذا الحد من عدم التوافق وانتما قد صرتا كما التوامين قبل زواجكما فما تلك اللعنة التى حلت عليكما ؟
بينما قالت حماة هبة : اهداى يا بنيتى فاحمد يحبك حبا جما ومن فرط حبه لكى لم يشكوك الا لنا لانه يعلم اننا لسنا بغرباء ولكنى اقسم لكى انها اول مرة من الاساس يشكو
ظل احمد جالسا صامتا وكنه قد تالف على بكاءها وشكواها منه فلم يتحرك ساكنا ولم يتاثر
........
فى ذات الوقت استيقظت ولاء وبالمعنى الادق هى لم تنم من الاساس وتسحبت على اطراف اصابعها حتى وصلت لباب غر فتهم واخذت تسترق سماعهم فوجدتهم سعداء ووليد يطرق عليها باب الحمام ويناشدها ان يدخل اليها وكلاهما يضحك
كادت تختنق من غيرتها وعادت بخفى حنين لغرفتها فقد تاكدت ان خطتها قد فشلت وان عنود ليست بالانثى السهلة وبدات تفكر فى شىء جديد
اردت ان انساك لكنى صرت انسانى
ليت الوقت يسعفنى لكى اعالج من ذكراك ادمانى
.....
بينما عند العروسين فقد تزينت عنود ولكنها لم ترتدى قمصان نوم مثل اى عروس ولكنها ارتدت ملابس قصيرة تشبة عارضات الازياء وبسيطة صممتها هى لنفسها واسدلت شعرها وتعطرت وما ان خرجت وراها وليد حتى شرد فى اناقتها فهى تفننت فى اظهار جمال جسدها وفى ذات الوقت لم تكن مالوفة حتى انها ارتدت حذاء ذى كعب عالى وبدت وكانها ذاهبة الى حفلة
حاولت ان تبتعد من نظراته التى حاوتطتها ولكنها لم تفلح بينما مد يده لها واجلسها الى جواره وقبل جبينها وقال لها بهدوء ولم يخلو وجهه من الابتسامة الحالمة : والله ان مثلى لمغلوب على امره فكيف لمثلى ان يقوم مثلك ويصبر عليكى حتى تاذنى لى
ابتسمت بتوتر فقد فهمت مغزى حديثة
اقترب منها اكثر ومرر يديه فى خصلات شعرها وجذبها على حين غره لصدره فهمت ان تصرخ ولكنه قال لها بسرعة لا تخشين شىء ولكنى اردت ان نشاهد هذا الفيلم وانتى بجوارى هكذا
اخذت نفس عميق فهو ما يوترها ويخيفها فى لحظة وفى ذات اللحظة نفسها يهدا من حالها فقالت له وهى لازالت فى حالة الاضطراب : يا لك من رجل تتلاعب باعصابى ضحك عليها وفجاة اخذ يدغدغها بيده فقامت من جواره مفزوعه فلم تتوقع هذا منه فقام بدوره يلاحقها ويدغدغها فاخذت تضحك بعمق على افعاله الصبيانية فهى حقا لا تستطيع توقع رد فعله قد اكتشفت انه على قدر هيبته انه مرح ايضا
هربت منه فى كل ركن من اركان الحجروة الا انه كان يلاحقها حتى وقفت تلتقط انفاسها من الضحك فانك عليها وحملها فعادت للضحك مرة اخرى اخذ يدور بها الغرفة حتى كادت تصرخ من كثرة ضحكاتها
تنبهوا فجاة ان صوتهم كان عاليا فقال لها ليخجلها اكثر : كيف اقول لمن سمعنا الان فهم بالطبع يعقدون اننا ... ولكن فى الحقيقة انا العب لعبة القط والفار مع صغيرة تغار من الدغدغة
اتسعت ابتسامتها وضربته بخفة فى كتفه وقالت : لا تقلق بشان هذا فهم ان سمعوا فسمعوا ضحكنا وبالتاكيد فهموا اننا نلعب ولسنا ...
جذبها من يدها مرة اخرى واجلسها الى جواره وقال هيا لنتناول فطورنا ايتها العنود فامى واختى على الاقل فعلا يعلما اننا نلعب فقد اتوا بالطعام وانتى تاخذين حمامك ووجدونى وحيدا هكذا ولكن لاثبات رجولتى تمثلت اننى لتوا خارجا من الحمام لافتح لهم فلففت راسى بالمنشفة
ضربته مرة اخرى فى كتفه وقالت : ايها الماكر لقد سمعتها ونظرت من الباب ولم اجدك فعلت ما وصفت
مد يده يرهبها بانه سوف يدغدها مرة اخرى وقال : بالطبع وهل كنتى تتوقعين منى ان امثل بل انا احب الحقائق ومن الجائز الان ان اناديهم ليرونى على الطبيعة وما افعله ومد يده بسرعة دغدغها مرة اخرى
ضحكت كثيرا وارتمت فى صدره بارادتها تلك المرة من شدة ضحكها
هنا ضمها برفق وربت على ظهرها وقبل راسها بدفء فقد شعر انها بدات تعتاد عليه ولا تهابه
رفعت راسها من على صدره فقابلت وجهه واخذت تداعبه فى لحيته برفق وقالت ما اجمل لحيتك واجمل ما فيها تلك الشعيرات البيضاء التى تضيئها وتزيدها جمالا ووقارا
ابتسم لها وقال : اعلم انك تعجبين بالرجل ذى اللحية فتركت لها العنان لتطيل لعلى اعجبك يوما
اتسعت ابتسامتها وقالت حقا انا اعشق كل ذى لحية وان كنت اعجبت بك وانت دون لحية كذلك ولكن لحيتك زادتك جمالا
ضحك عاليا وقال : يالا عذابى اتعشقين كل ذى لحية وقد حسبت نفسى انى عندك بكل الرجال فوجدتنى مثلى مثل اى رجل يا لوعة قلبى واحسرتاااااه على ما خيلته لنفسى
اخذت تضحك عاليا على طريقته الهزلية وارتمت مررة اخرى فى صدره وقالت : من تعرفك فقد فازت بك ولن تستطيع ان ترى عينها غيرك
ضحك مرة اخرى وقال : اممم لم اعلم انى جذاب لهذه الدرجة الا الان فاحترسى اذن من نور وجهى حتى لا تعمى عيناكى واعلمى انى الان أرأف بحالك وانا اسمح لكى بان تتمسحى فى صدرى هكذا
اخذت تضربه فى صدره وهو يضحك عليها ثم قال لها ولم تفارق وجهه ابتسامته العذبة : اسرعى فى تناول فطورك فسنخرج بعدها
اتسعت ابتسامتها وقالت : اين سنذهب
وليد : اولا سنذهب الى معرض الموبيليا لتختارين غرفة نومك بنفسك حتى نبدلها بهذه وثانيا سنذهب لنشترى لك ملابس فدراستك قد اقتربت وبعد كل هذا ساصطحبك لنزهة نيلية لننعم برحلة هادئة نتناول خلالها غذائنا
هنا كانت ولاء قد سمعته فاعدت عدتها
نزلت عنود ووليد وكانت ترتدى فستانا من اللون الروز فعكس بريقه على وجهها فاعطاها جمالا بينما كان وليد لا يقل عنها اناقة بل قد يفوقها فدوما ما كانت اناقته تعكس هيبة شخصيته
حاوطها وليد من خصرها وهما يهبطان لاسفل فراهم الجميع فتهالت ترحيباتهم وتهنئاتهم وما ان انضموا لهم الا اول شىء فعلته عنود ان استرقت النظر لولاء واخذت تتفصها فى حين ان ولاء هى الاخرى كانت فى ابهى ثيابها وان جدر بنا القول ان ولاء جميلة هى الاخرى ولكن اضاءة وجهها التى كانت نابعة من حب وليد قد انطفات فحاولت ان تداريها بمساحيق التجميل
جلسا الجميع وجلست عنود جواره وان صدق القول هو من اجلسها جواره لتعلم مكانها وليعلم الجميع مكانتها ثم قال بجدية وهو ينظر لهبة اخته : ماذا حدث لقد سمعت صوتك منذ قليل وقد علا
توترت اخته ولم تعرف بما تجيبة وكذلك كان حال احمد
وفى الحقيقة لم يجروء ايا من الجالسين ان يخبروه بحقيقة انهم كانوا يتشاجرون وان كلا منهم كان يلقى على الاخر وابل من الاتهامات
هنا نظرت عن ود له وقالت فى نفسها : ما به هذا الرجل له هيبة عجيبة ومن يراه الان لا يراه منذ قليل وهو يضحك ويلعب كما الاطفال فعلمت انها تحظى بمعاملة خاصة تختلف عن تلك التى يعاملهم بها فارتفعت روحها المعنوية فابتسمت بتلقائية مع نفسها دون ان تتكلم
بينما فجاة تحدث احمد وقال : اعلم يا وليد انك تتفحص وجوهنا الان وحتى اطرافنا لتقرا حالتنا ولهذا فانا اعفى نفسى واعفيك من كثرة التفحص واقول لك انى كنت اشتكى اختك واهمالها لى و...
هنا قاطعته هبة وقد انهارت مرة اخرى وهمت ان تشتكى بدورها
ولكن انخرس الجميع بل حلت على وجوههم الصدمة وهم يرون وليد وقد شبك كفه بكف عنودته وقام وخرج بها من المجلس نهائيا دون ان ينطق بحرف
تعجبت عنود تصرفه ولكن ملامح وجهه لم تسمح لها بسؤاله
وما ان خرجا الا وانفجرت كلا من السيدتين الكبيرتين الام والخالة بالصياح فى هبة وزوجها وقالتا : كيف الحال الان وقد كسرتم على اخيكم فرحته بعروسه
تنبهت هبة ولزوجها لقبح تصرفهم فلم يعلقوا
بينما قالت والدة وليد نحن نعلم وليد جيدا ونعلم اننا لانتوقع رد فعله فى كل موقف فقد نعتقد انه يتعصب فى موقف فى حين نراه يتعامل بطريقة اخرى اكثر حزما من العصبية وانا الان لا اتوقع ماذا سيكون تصرفه عندما يعود
انفجرت هبة باكية وقالت ك انا خائفة الان منه ولا اعرف كيف سيعاقبنى على ما فعلته وكيف بدلت فرحته
عبير بضيق وعصبية : انتى بلهاء فانت تعلمين اخاكى وانه دوما ما يبحث عن سعادتنا فهل عند اول فرحة له نكسرها ؟
احمد بتانيب ضمير : لن ارحل قبل ان يعود واعتذر له
سليم : على العكس ارى ان ترحلا انت وزوجتك وهو من سيبدا معكم بالحديث فانا متاكد انه ترككم لتخرجا شحنتكم حتى ان حان وقت تدخله وجد منكم الانصات
عبير : وانا اعتقد ذلك
هبة : بل اعتقد انا انه سينهرنى وربما غضب منى وهذا مالا اطيقه او اتخيله ان يغضب منى وليد فكل شىء يهون على الا ان يغضب منى هو
.......
ما ان خرجا وليد وعنود وركبا السيارة الا واخذ يدندن اغانى كلاسيكيه يتغزل فيها وقد التقط كفها وحضنه
تعجبت حاله وقالت لنفسها : لم اعد افهم هذا الرجل فكيف كان معى يضحك ويلعب ثم اراه جاد وله هيبة ثم اراه حاد البصر ويحدق فى وجوه الجميع بعيون حادة ويخرج وهو صامت دون ان يحل المشكلة بل لم يجعلهم يكملون كلامهم وخرج وهو متجهم الوجه والان اراه مشرقه والفرق ليس سوى لحظات انه رجل غريب
رد عليها عندما وجدها شاردة الملامح وقال : لاترهقى ذهنك بالافكار ومحاولة فهمى فانا اتصرف على كل موقف على حده وان اردتى اى استفسار فالافضل لكى ان تسالينى فلن تجدى الحل الا فى كلامى واجابتى
نظرت له بنظرات محدقة وقالت : اصبحت اخاف منك فانت تقرانى حقا حتى انك علمت بما يدور فى خلدى
ضحك عاليا وقال : وكيف لا اعلم ما فى خلدك وانا من الاساس خلدك
نظرت له وضحكت وضربته بخفة فى صدره قالت : انت رجل مغرور
وليد : بل انا واثق
عنود ولازالت كفها بكفه : مادت عرفت انى اريد ان افهم تصرفك فاجبنى وارحنى
وليد : اولا يا عنود انا قراتك لان فى كل انسان حركات عفوية تعبر عنه ومن اهم الحركات والتصرفات ان العقل يشرد اذا كان يفكر فى شىء فلا يستطيع ان يساعدك فى انجاز شيئين معا مادام مركزه مشغول فى شىء اخر وانتى فعلتى ذلك الان كنتى تنرين الى وتبتسمين ولكن احداق عيناكى فى مكان اخر فتنبهت لشرودك
اما عن سر تصرفى هكذا فهو لانى اعلم انهم يهابونى فسيكون وجودى وسطهم فى تلك الاثناء من التصرف الخاطىء
سالته بسرعة : لماذا وقد توقعت منك ان تهدا منهما
وليد : يا عنود هبة ووليد كانا خبيبين وكان مثالا للعاشقين كما الروايات ولهذا ان اشتكى كلا منهما الاخر فتكون شكواه من داخل قلوبهم حقا لانه سيكون مجروح حقا ووجودى وسطهم سيجعلهم يتكلمون بطريقتين اما ان يتهجما على بعضهما اكثر ولن يترك ايا منهما فرصة للاخر ان يتكلم لاجل كسب عاطفتى نحوه وفى النهاية لن يقول كلا منهما ما بداخله حقا لانه بالفعل لايريد جرح حبيبه بسهوله حتى وان كان هو مجروح منه فهذا هو الحب يا عنود حتى وان كنت مثلا انا مجروح منكى فلن اجرح فيكى امام الاخرين بل قد اتحمل على نفسى ولكنى ما ارضى لكى الحزن وهذا حال احمد هبة
اما التصرف الاخر فربما يكذب كل منهما على الاخر ليظهر لى انه المغلوب على امره فعلمت ان كلاهما على خطأ وكلاهما يعرف ذلك فالمخطىء دوما ما يلجا الى الصوت العالى والقاء الاتهامات كنوع من الهروب من خطاه والا فقد تحكم فى اعصابه ايا منهما ان كان منهم على صواب
وفى النهاية لن اخرج منهم بالحقيقة التى اود ان اعالجها ثم انى قرات وجوههما فعلمت بان فى مكنون كلا منهما شكوى قد لا يعرف كيف يخرجها فقررت ان اتركهم لعلهم يخرجون شحنة غضبهم بعيد عنى بمكل اريحية حتى ان قصدتهم انا انصتوا الى واخرجوا ما يحزنهم بتعقل ووقتها ربما تركوا صغائر الامور ولن يتحدثوا فيها اما ان كانوا فى عصبيتهم تلك فسيكون العكس سيتركون المهم ويتمسكون بالصغائر لنعود لنقطة الصفر مرة اخرى
اى انهم سيتمسكون بالصغائر لاجل عدم تجريح الاخر وتكون النتيجة ان السبب الحقيقى لم ولن يعالج قط
يا عنود لن يتمكن شخص ان يرى وجهه فى ماء يغلى ولكن ان ان تركه يهدا لراى صورته واضحة وهم فى ثورتهم تلك لن يرى ايا منهم حقيقو نفسه فما الداعى من وجودى وسطهم وكلاهما لا يرى حقيقة نفسه
ابتسمت فى عذوبة من رايه وقالت : افتخر انى زوجتك
ابتسم لها وقال : بل افتخرى انى فلحت فى اختيارك فانتى الاولى بالافتخار
اخذت تتلمس كفه الحاضنة لكفها وهى لازالت غير مصدقة انها اخيرا ضحكت لها الدنيا واعطتها من تمنه كثيرا
وصلا اخيرا الى معرض موبيليا كبير خارج حدود قريتهم وما ان دخلا حتى اخذت عنود تزوغ بعينيها بين الحجرات حتى باتت تريدها جميعا من جمالها
وليد : ما رايك ان تشاركينى فى اختيارك
مدت يدها وتشبثت به وقالت : حقا هذا ما اريده واخذت تعطيه رايها وتخيلاتها لما كانت تحلم به فقالت اريد غرفة نومى تزين بورق حائط فسفورى محفور فيه اسمى واسمك حتى الذا ما حل الليل تضىء اسماؤنا فى كامل غرفتنا اكمل هو كلامها وكانه يتحيل معها فقال : وانا اريد قلبا يتوسط سريرنا محفور فيه حرف العين تختضن الواو وتكملها
نظرت له بود وقالت : بل الواو هى من تكمل العين
شد على يدها وقال وهو يغمز عينيه : عنودتى الصغيرة نحن فى المعرض فلا تثيرينى ويكفى ما فعلتيه بى ليلة امس
عنود : يا ويلتى لم اقصد هذا بل انك الذى توترنى
............
