رواية غريبة في عالمك الفصل السابع 7 بقلم رحاب حلمي
الفصل السابع
*وما زالت القلوب تنزف*
-: بقا كدة يا مريم؟ وهو احنا مش اخواتك ولا ايه؟ ولا كنا مش هنفرحلك يعني؟!
كان هذا الصوت اللائم هو صوت هالة الذي بدا عليها الضيق الشديد فقالت لها مريم معتذرة وهما تجلسان حول طاولة مع باقي صديقاتهما: معلش والله كان غصب عني, وكمان احنا عملنا الموضوع دة ع الضيق. ويا ستي حقك عليا المرادي بس ان شاء الله في الفرح اكيد لازم تكونوا موجودين وهوة انا يعني ليا مين غيركم في مصر بعد جدو! ولا انتم بقا مش هترضوا تيجوا؟
هالة : يا خبر! دة احنا نجيلك على رموش عنينا . ربنا يهنيكي يا مريومة يا رب ويسعدك .
مريم: تسلميلي يا حبيبتي
وهنا قالت سلمى مازحة: بس تعرفي يابت يا مريم انتي وقعتي واقفة بصحيح. الواد فعلا مز أوي وشيك وابن ناس ومن ذوات الملايين . اوعدنا يارب بواحد من النوعية دي ان شالله يارب يكون من ذوات الاربع.
فردت نورا على مزاحها بفكاهة: اهو ذوات الاربع دي بقا هو الوحيد اللي هيليق معاكي يا سلمى
ضحكت الفتيات جميعا على ذلك ثم قالت هالة: خلاص بقا اهو بقينا اتنين في الشلة مخاطيب . تعرفوا بقا انا نفسي في ايه يا بنات؟ نفسي ان كلنا كدة يكون فرحنا في ليلة واحدة ونعمله كمان فرح جماعي ,بجد هيبقا تحفة, بس اعمل ايه بقا الست مريم واضح انها مستعجلة وهتسبقنا .وعلى العكس الست حياة اللي مقفلاها اوي وناوية تبلط في الخط
فغمزت لها مريم وهي تشير ناحية حياة بعينيها: لا ماهو واضح كدة ان عقدتها هتتفك قريب ,ونبقا نسايب
فهتفت سلمى: اوباااا, ايه الكلام الجديد دة بقا ؟ ما تفهمينا يا ست حياة.
بدا ان حياة كانت في عالمها الخاص بعيدا عن مزاح صديقاتها ولكنها افاقت على صوت هالة القلق وهي تنادي باسمها: حياة! حياة! فيه ايه مالك؟
حياة: هه! مالي ؟!
سلمى بنظرات خبيثة: احنا اللي عاوزين نفهم يا ست حياة. يا ترى الكلام اللي بتقوله مريم دة حقيقي؟
حياة باستغراب: كلام ايه؟
سلمى: قال ايه ياختي؟ شكلكم كدة انتي وهية هتبقوا نسايب قريب.
حياة بعدم فهم: نسايب! يعني ايه؟
مريم بنظرة خاصة: ما تحاوليش تخبي علينا يا مريم, كان باين اوي على البشمهندس وليد انه مهتم بيكي طول الحفلة وخصوصا اصراره انه يوصلك بنفسه.
حياة باستنكار: انتي بتقولي ايه يا مريم؟ بلاش كلام فارغ. بقا عشان الراجل قام بحركة جدعنة معايا يبقا خلاص بقا واقع في دباديبي؟
مريم: لا يا حبيبتي . بس الواد كان باين عليه هيمان اوي.
فصاحت حياة في صديقتها بغضب: مريم ! لو سمحتي.
فتدخلت سلمى بروحها المرحة لتهدئة الاجواء: جرى ايه يا حياة؟ اكيد مريم مش تقصد اي حاجة غلط. ويا ستي ما تزعليش لو الواد مز فعلا زي أخوه كدة سيبيه لاختك الغلبانة وانا أدعيلك ربنا يسعدك دنيا واخرة. بس انتي ما تقفلهاش اوي كدة يعني و ترفضي العرسان واحد ورا التاني عمال على بطال . قربتي تعنسي يا هبلة.
ترقرقت الدموع في عيني حياة ولم تستطع الرد على صديقتها وعندما شعرت بأن الدموع كادت تحرق مقلتيها تركت الجميع مبتعدة في خطى سريعة.
فنظرت حياة لسلمى وقالت لها لائمة: ليه كدة بس يا سلمى انت عارفاها حساسة زيادة عن اللزوم
فقالت سلمى وبدا انها تشعر بداخلها بنوع من تأنيب الضمير: والله ما اقصد حاجة . انا كنت بهزر. ومش شايفة اني قلت حاجة غلط.
مريم وهي تهم بالنهوض: طب عن اذنكم يا جماعة انا هروح اشوفها.
وبالفعل ذهبت مريم الى حيث كانت تقف حياة بعيدا وهي تحاول ان تكفكف دموعها فملست على رأسها بحنان وسألتها: فيه ايه يا حياة؟ مالك؟ معقول الكلام اللي قالته سلمى هوة اللي زعلك اوي كدة؟
حياة في محاولة يائسة منها لرسم ابتسامة على وجهها: لا ابدا. انا بس اللي افتكرت حاجة كدة ضايقتني.
مريم بشك حيث بدت انها لم تقتنع بكلامها: طب خلاص انا مش هضغط عليكي عشان تقوليلي اللي جواكي بس في اي لحظة تحسي فيها انك محتاجة لحد تتكلمي معاه هتلاقيني موجودة. صحيح انا اصغر منك, بس اكيد هفيدك.
حياة بابتسماة مصطنعة: اكيد طبعا يا مريومة لو فيه حاجة هقولهالك على طول
مريم: ياريت يا حياة ياريت.
*********************
في فيلا يوسف جلال الذي كان يقف مع أخيه وعمته التي ترتدي جلباب أسود كباقي نساء الصعيد وبجوارها ابنتها ذات السبعة عشر عاما و بعينيها العسلية وشعرها الاسود الغجري المموج وهي ترتدي على النقيض بلوزة ضيقة حمراء فاقع لونها تعلو تنورة قصيرة ذات الوان زاهية عديدة, وجه وليد سؤاله ليوسف متجاهلا كل محاولات هدى ابنة عمته للفت انتباهه اليها: وياترى يا يوسف, هتقعد كتير في البلد؟
يوسف: لا مش كتير ان شاء الله. هية كلها يومين هقضي فيهم المصلحة اللي قلتلك عليها وارجع على طول.
فقالت هادية عمتهما بلهجتها الصعيدية منتهزة الفرصة: طب ما تيجي انت كمان ياولدي تجعدلك يومين وترجع مع اخوك.
فقالت هدى بلهفة بلهجة قاهرية قد تعلمتها فقط لارضاء وليد الذي بالطبع لم يبال بالامر: اه والنبي يا وليد, تعالى معانا, انت اديلك زمان مش بتيجي البلد وفيه حاجات كتير عاوزة اوريهالك.
وليد معتذرا بتهذيب: معلش بقا . خليها المرة الجاية, اصل مش هينفع انا ويوسف نسيب الشركة في نفس الوقت.
هدى: طب هتيجي امتى؟
وليد: قريب ان شاء الله. بمجرد ان يوسف يخلص المصلحة بتاعته اكيد هنيجي احنا الاتنين.
هادية وقد انتابها بعض الشك: مصلحة ايه يا ولدي اللي عم تتحدتوا عنيها؟
فتبادل كل من يوسف و وليد النظرات في صمت وريبة ثم قال يوسف لعمته: خير يا عمتي . اكيد هتعرفيها ان شاء الله بس لما اجتمع مع اعمامي الاول.
*********************
: انت بتجول ايه يا يوسف؟
كان هذا الصوت الغاضب هو صوت احد عمي يوسف واسمه حسين وكان أكبرهم وهو كما يسمونه"كبير العيلة" وقد هب واقفا فور سماعه للخبر الذي أعلنه يوسف ,اما عن هادية وأخيها الاصغر فقد صدمهما الخبر لدرجة منعتهما من التعليق.
ويوسف وقد كان يجلس بكل هدوء حيث توقع ردة الفعل هذه: بقول اللي سمعته يا عمي . انا كتبت كتابي على حفيدة عبدالرءوف الكامل.
حسين: وكمان بتكررها جدامي وانت مش مكسوف؟
يوسف: واتكسف ليه يا عمي ؟ انا لا عملت حاجة عيب ولا حرام.
حسين: بس اتجوزت بنت الراجل اللي رفض انه يتجوز عمتك, ناسبت الناس اللي رفضوا انهم يناسبونا.
يوسف: الراجل دة مات خلاص يا عمي . وانا مش هاخد بنته بذنبه, وكمان المسألة دي انتهت من زمان, وما تنساش ان عبدالرءوف الكامل دلوقت بقا شريكي ومن قبل كان شريك ابويا الله يرحمه والعداوة اللي بيننا انتهت من زمان .
فنظر حسين الى هادية وسألها: وانتي ايه رأيك يا هادية في الكلام اللي بيجوله ولد اخوكي؟ يا ترى موافجة ع الجوازة دي؟
فسبقها يوسف قبل ان تنطق بكلمة واحدة: انا اسف يا عمي. بس انا ما كنتش جيت هنا عشان اخد موافقة حد. انا خلاص زي ما قلتلكم كتبت الكتاب. انا بس جيت عشان كنت عشمان ان الفرح يتم هنا في البلد وسط عيلتي واهلي مع ان كان قدامي اني اعمله في اكبر فندق في القاهرة بس انا فضلت انكم لازم تشاركوني فرحتي لكن لو مش موافقين يبقا خلاص .
ونهض يوسف مستعدا للرحيل وقبل ان يتوجه ناحية الباب نادته هادية: يوسف! استنا يا ولدي. ودي معجولة برديك ان يكون اهلك موجودين وانت تعمل فرحك بعيد عنيهم؟
يوسف: يا عمتي انتو اللي مصرين تعيشوا في الماضي ومش راضيين تنسوا العداء القديم اللي بينكم وبين عيلة الكامل .
هادية: فرحك يا ولدي لازم يتعمل هنا ويكون اكبر فرح اتعمل في البلد كلاتها.
حسين: انتي بتجولي ايه يا هادية؟!
هادية بنبرة خاصة لم يفهمها غيرها: بجول اللي لازم يحصل يا خوي. دة فرح ولدنا زينة الشباب اللي كلنا كنا بنتمناه , وعروسته الي هوة اختارها هتبجا زينة البنتة ولازم نشيلها في العين وع الراس كمان.
ثم وجهت حديثها ليوسف: بس انا سمعت يا ولدي انها اتربت في اروبا يعني لا تعرف عاداتنا ولا تجاليدنا ومش بعيد كمان تكون بترطم باللنجليزي يبجا ازاي هتجدر تعيش معاها؟
يوسف بثقة: لا من الناحية دي اطمني يا عمتي. مريم بتتكلم عربي زينا ويمكن احسن كمان, دة غير انها محجبة ومتدينة. اما موضوع عادتنا وتقاليدنا دة فأكيد شوية بشوية هتتعود عليه.
حسين: وانت تدرى منين بجا انها مش هتحن لأصلها وتعمل زي ما ابوها عمل في السابج وتسيبك وتهرب؟ مش بيجولو العرج دساس؟
يوسف: لا يا عمي .هية مش ممكن تعمل كدة. وانا اصلا مش هسمحلها انها تفكر في حاجة زي دي .والا اقسم بالله اخرها عندي حفرة اتاويها فيها
حسين: طب ليه؟ ما من الاول يا ولدي تسيبك منيه الموضوع الواعر دة.
يوسف: للأسف مش هينفع يا عمي, انا خلاص مشيت خطوة فيه ومستحيل ارجعها تاني . وكمان انا اديت كلمة لجدها ويستحيل اطلع صغير ادامه, بس انتو ادعولي بس
حسين مستسلما: هييه هنجول ايه بجا بعد كدة؟ ربنا يتمملك على خير يا ولدي؟ ويا ترى نويت تعمل الفرح ميتى؟
يوسف: ان شاء الله بعد شهر
حسين: طيب على خيرة الله. والف مبروك يا ولدي
ثم مد يده للتهنئة فصافحه يوسف وكذلك فعل عمه الاصغر سليمان وهادية التي كانت تقول في نفسها وابتسامة صفراء ترتسم على شفتيها: اخيرا يا حمدي جه الوجت اللي راح اخد بتاري منيك. صبرك عليا يابنت حمدي الكامل.
*وما زالت القلوب تنزف*
-: بقا كدة يا مريم؟ وهو احنا مش اخواتك ولا ايه؟ ولا كنا مش هنفرحلك يعني؟!
كان هذا الصوت اللائم هو صوت هالة الذي بدا عليها الضيق الشديد فقالت لها مريم معتذرة وهما تجلسان حول طاولة مع باقي صديقاتهما: معلش والله كان غصب عني, وكمان احنا عملنا الموضوع دة ع الضيق. ويا ستي حقك عليا المرادي بس ان شاء الله في الفرح اكيد لازم تكونوا موجودين وهوة انا يعني ليا مين غيركم في مصر بعد جدو! ولا انتم بقا مش هترضوا تيجوا؟
هالة : يا خبر! دة احنا نجيلك على رموش عنينا . ربنا يهنيكي يا مريومة يا رب ويسعدك .
مريم: تسلميلي يا حبيبتي
وهنا قالت سلمى مازحة: بس تعرفي يابت يا مريم انتي وقعتي واقفة بصحيح. الواد فعلا مز أوي وشيك وابن ناس ومن ذوات الملايين . اوعدنا يارب بواحد من النوعية دي ان شالله يارب يكون من ذوات الاربع.
فردت نورا على مزاحها بفكاهة: اهو ذوات الاربع دي بقا هو الوحيد اللي هيليق معاكي يا سلمى
ضحكت الفتيات جميعا على ذلك ثم قالت هالة: خلاص بقا اهو بقينا اتنين في الشلة مخاطيب . تعرفوا بقا انا نفسي في ايه يا بنات؟ نفسي ان كلنا كدة يكون فرحنا في ليلة واحدة ونعمله كمان فرح جماعي ,بجد هيبقا تحفة, بس اعمل ايه بقا الست مريم واضح انها مستعجلة وهتسبقنا .وعلى العكس الست حياة اللي مقفلاها اوي وناوية تبلط في الخط
فغمزت لها مريم وهي تشير ناحية حياة بعينيها: لا ماهو واضح كدة ان عقدتها هتتفك قريب ,ونبقا نسايب
فهتفت سلمى: اوباااا, ايه الكلام الجديد دة بقا ؟ ما تفهمينا يا ست حياة.
بدا ان حياة كانت في عالمها الخاص بعيدا عن مزاح صديقاتها ولكنها افاقت على صوت هالة القلق وهي تنادي باسمها: حياة! حياة! فيه ايه مالك؟
حياة: هه! مالي ؟!
سلمى بنظرات خبيثة: احنا اللي عاوزين نفهم يا ست حياة. يا ترى الكلام اللي بتقوله مريم دة حقيقي؟
حياة باستغراب: كلام ايه؟
سلمى: قال ايه ياختي؟ شكلكم كدة انتي وهية هتبقوا نسايب قريب.
حياة بعدم فهم: نسايب! يعني ايه؟
مريم بنظرة خاصة: ما تحاوليش تخبي علينا يا مريم, كان باين اوي على البشمهندس وليد انه مهتم بيكي طول الحفلة وخصوصا اصراره انه يوصلك بنفسه.
حياة باستنكار: انتي بتقولي ايه يا مريم؟ بلاش كلام فارغ. بقا عشان الراجل قام بحركة جدعنة معايا يبقا خلاص بقا واقع في دباديبي؟
مريم: لا يا حبيبتي . بس الواد كان باين عليه هيمان اوي.
فصاحت حياة في صديقتها بغضب: مريم ! لو سمحتي.
فتدخلت سلمى بروحها المرحة لتهدئة الاجواء: جرى ايه يا حياة؟ اكيد مريم مش تقصد اي حاجة غلط. ويا ستي ما تزعليش لو الواد مز فعلا زي أخوه كدة سيبيه لاختك الغلبانة وانا أدعيلك ربنا يسعدك دنيا واخرة. بس انتي ما تقفلهاش اوي كدة يعني و ترفضي العرسان واحد ورا التاني عمال على بطال . قربتي تعنسي يا هبلة.
ترقرقت الدموع في عيني حياة ولم تستطع الرد على صديقتها وعندما شعرت بأن الدموع كادت تحرق مقلتيها تركت الجميع مبتعدة في خطى سريعة.
فنظرت حياة لسلمى وقالت لها لائمة: ليه كدة بس يا سلمى انت عارفاها حساسة زيادة عن اللزوم
فقالت سلمى وبدا انها تشعر بداخلها بنوع من تأنيب الضمير: والله ما اقصد حاجة . انا كنت بهزر. ومش شايفة اني قلت حاجة غلط.
مريم وهي تهم بالنهوض: طب عن اذنكم يا جماعة انا هروح اشوفها.
وبالفعل ذهبت مريم الى حيث كانت تقف حياة بعيدا وهي تحاول ان تكفكف دموعها فملست على رأسها بحنان وسألتها: فيه ايه يا حياة؟ مالك؟ معقول الكلام اللي قالته سلمى هوة اللي زعلك اوي كدة؟
حياة في محاولة يائسة منها لرسم ابتسامة على وجهها: لا ابدا. انا بس اللي افتكرت حاجة كدة ضايقتني.
مريم بشك حيث بدت انها لم تقتنع بكلامها: طب خلاص انا مش هضغط عليكي عشان تقوليلي اللي جواكي بس في اي لحظة تحسي فيها انك محتاجة لحد تتكلمي معاه هتلاقيني موجودة. صحيح انا اصغر منك, بس اكيد هفيدك.
حياة بابتسماة مصطنعة: اكيد طبعا يا مريومة لو فيه حاجة هقولهالك على طول
مريم: ياريت يا حياة ياريت.
*********************
في فيلا يوسف جلال الذي كان يقف مع أخيه وعمته التي ترتدي جلباب أسود كباقي نساء الصعيد وبجوارها ابنتها ذات السبعة عشر عاما و بعينيها العسلية وشعرها الاسود الغجري المموج وهي ترتدي على النقيض بلوزة ضيقة حمراء فاقع لونها تعلو تنورة قصيرة ذات الوان زاهية عديدة, وجه وليد سؤاله ليوسف متجاهلا كل محاولات هدى ابنة عمته للفت انتباهه اليها: وياترى يا يوسف, هتقعد كتير في البلد؟
يوسف: لا مش كتير ان شاء الله. هية كلها يومين هقضي فيهم المصلحة اللي قلتلك عليها وارجع على طول.
فقالت هادية عمتهما بلهجتها الصعيدية منتهزة الفرصة: طب ما تيجي انت كمان ياولدي تجعدلك يومين وترجع مع اخوك.
فقالت هدى بلهفة بلهجة قاهرية قد تعلمتها فقط لارضاء وليد الذي بالطبع لم يبال بالامر: اه والنبي يا وليد, تعالى معانا, انت اديلك زمان مش بتيجي البلد وفيه حاجات كتير عاوزة اوريهالك.
وليد معتذرا بتهذيب: معلش بقا . خليها المرة الجاية, اصل مش هينفع انا ويوسف نسيب الشركة في نفس الوقت.
هدى: طب هتيجي امتى؟
وليد: قريب ان شاء الله. بمجرد ان يوسف يخلص المصلحة بتاعته اكيد هنيجي احنا الاتنين.
هادية وقد انتابها بعض الشك: مصلحة ايه يا ولدي اللي عم تتحدتوا عنيها؟
فتبادل كل من يوسف و وليد النظرات في صمت وريبة ثم قال يوسف لعمته: خير يا عمتي . اكيد هتعرفيها ان شاء الله بس لما اجتمع مع اعمامي الاول.
*********************
: انت بتجول ايه يا يوسف؟
كان هذا الصوت الغاضب هو صوت احد عمي يوسف واسمه حسين وكان أكبرهم وهو كما يسمونه"كبير العيلة" وقد هب واقفا فور سماعه للخبر الذي أعلنه يوسف ,اما عن هادية وأخيها الاصغر فقد صدمهما الخبر لدرجة منعتهما من التعليق.
ويوسف وقد كان يجلس بكل هدوء حيث توقع ردة الفعل هذه: بقول اللي سمعته يا عمي . انا كتبت كتابي على حفيدة عبدالرءوف الكامل.
حسين: وكمان بتكررها جدامي وانت مش مكسوف؟
يوسف: واتكسف ليه يا عمي ؟ انا لا عملت حاجة عيب ولا حرام.
حسين: بس اتجوزت بنت الراجل اللي رفض انه يتجوز عمتك, ناسبت الناس اللي رفضوا انهم يناسبونا.
يوسف: الراجل دة مات خلاص يا عمي . وانا مش هاخد بنته بذنبه, وكمان المسألة دي انتهت من زمان, وما تنساش ان عبدالرءوف الكامل دلوقت بقا شريكي ومن قبل كان شريك ابويا الله يرحمه والعداوة اللي بيننا انتهت من زمان .
فنظر حسين الى هادية وسألها: وانتي ايه رأيك يا هادية في الكلام اللي بيجوله ولد اخوكي؟ يا ترى موافجة ع الجوازة دي؟
فسبقها يوسف قبل ان تنطق بكلمة واحدة: انا اسف يا عمي. بس انا ما كنتش جيت هنا عشان اخد موافقة حد. انا خلاص زي ما قلتلكم كتبت الكتاب. انا بس جيت عشان كنت عشمان ان الفرح يتم هنا في البلد وسط عيلتي واهلي مع ان كان قدامي اني اعمله في اكبر فندق في القاهرة بس انا فضلت انكم لازم تشاركوني فرحتي لكن لو مش موافقين يبقا خلاص .
ونهض يوسف مستعدا للرحيل وقبل ان يتوجه ناحية الباب نادته هادية: يوسف! استنا يا ولدي. ودي معجولة برديك ان يكون اهلك موجودين وانت تعمل فرحك بعيد عنيهم؟
يوسف: يا عمتي انتو اللي مصرين تعيشوا في الماضي ومش راضيين تنسوا العداء القديم اللي بينكم وبين عيلة الكامل .
هادية: فرحك يا ولدي لازم يتعمل هنا ويكون اكبر فرح اتعمل في البلد كلاتها.
حسين: انتي بتجولي ايه يا هادية؟!
هادية بنبرة خاصة لم يفهمها غيرها: بجول اللي لازم يحصل يا خوي. دة فرح ولدنا زينة الشباب اللي كلنا كنا بنتمناه , وعروسته الي هوة اختارها هتبجا زينة البنتة ولازم نشيلها في العين وع الراس كمان.
ثم وجهت حديثها ليوسف: بس انا سمعت يا ولدي انها اتربت في اروبا يعني لا تعرف عاداتنا ولا تجاليدنا ومش بعيد كمان تكون بترطم باللنجليزي يبجا ازاي هتجدر تعيش معاها؟
يوسف بثقة: لا من الناحية دي اطمني يا عمتي. مريم بتتكلم عربي زينا ويمكن احسن كمان, دة غير انها محجبة ومتدينة. اما موضوع عادتنا وتقاليدنا دة فأكيد شوية بشوية هتتعود عليه.
حسين: وانت تدرى منين بجا انها مش هتحن لأصلها وتعمل زي ما ابوها عمل في السابج وتسيبك وتهرب؟ مش بيجولو العرج دساس؟
يوسف: لا يا عمي .هية مش ممكن تعمل كدة. وانا اصلا مش هسمحلها انها تفكر في حاجة زي دي .والا اقسم بالله اخرها عندي حفرة اتاويها فيها
حسين: طب ليه؟ ما من الاول يا ولدي تسيبك منيه الموضوع الواعر دة.
يوسف: للأسف مش هينفع يا عمي, انا خلاص مشيت خطوة فيه ومستحيل ارجعها تاني . وكمان انا اديت كلمة لجدها ويستحيل اطلع صغير ادامه, بس انتو ادعولي بس
حسين مستسلما: هييه هنجول ايه بجا بعد كدة؟ ربنا يتمملك على خير يا ولدي؟ ويا ترى نويت تعمل الفرح ميتى؟
يوسف: ان شاء الله بعد شهر
حسين: طيب على خيرة الله. والف مبروك يا ولدي
ثم مد يده للتهنئة فصافحه يوسف وكذلك فعل عمه الاصغر سليمان وهادية التي كانت تقول في نفسها وابتسامة صفراء ترتسم على شفتيها: اخيرا يا حمدي جه الوجت اللي راح اخد بتاري منيك. صبرك عليا يابنت حمدي الكامل.