اخر الروايات

رواية العنود والغول الفصل السادس 6 بقلم رباب عبدالصمد

رواية العنود والغول الفصل السادس 6 بقلم رباب عبدالصمد 

البارت السادس

ضربها بخفة على راسها وقال : وكيف للابنة الصغيرة ان تفهم ما يمر به اباها
كادت ان تتكلم الا ان امها قد سبقتها وقالت : هل حقا لالحانك هذه ملهمة يا بنى
قام وليد من امامهم وامسك بفنجانه ونظر للحديقة من نافذه غرفته وقال : يكفيكى يا امى ان ترينى قد شقيت اما عن ملهمتى فهى لازالت ملهمة ولم ترتقى لحقيقة ملموسة
ربتت امه على ظهره مرة اخرى وقالت : ربى يسعد قلبك يا بنى ولكن هل معنى كلامك انك حقا نسيعت ولاء فانها كانت لتوها تبكى جمودك معها
تجهمت ملامحه وقال وهو لازال ناظرا للحديق حاد البصر : وهل كانت تتوقع منى ان اظل اسيرها رغم خيانتها ثم عاد وواجه امه وجها لوجه وقال : يا امى هى من باعتنى وكان هذا قرارها وحدها ولكنها لم تحسن التقدير فيمن باعته وفيمن اشترته وقد علمتنا الدنيا ان من يطارد عصفورين يفقدهما معا وهى فعلت ذلك
لكنى ادركت ان هناك فرق كبير بين حبى وحبها
صمت للحظة ثم قال بضيق : انا كنت اريدها هى ولا اريد منها شىء ولكن هىء كانت تريد منى ولا تريدنى
انا كنت احبها فى كل لحظة بل كنت اتفرغ لحبها وهى كانت تحبنى وقت فراغها وهناك فرق يا امى
فهناك اشخاص نفقدهم للابد لكن ليس لانهم اموات بل لاننا فقدنا الصقات التى احببناها فيهم وانا كنت الحب فيها الحب واحب فيها ذاتها فباعت الحب وباعت قبله نفسها فلم يعد لى لديها شىء احبه
قطع كلامهم صوت هبه اخته وزوجها احمد وابناءهم لبنى ومرام وجاسر
هبة وهى تقبل نحو اخيها وتسلم عليه بشوق وتحتضنه : كيف اصف لك فرحتى وانا اسمع الحانك تملا الحديقة
احمد وهو يسلم بدوره على وليد : مكا ان سمعنا اخر جزء من لحنك الا شهقت بفرحة وقالت لقد عاد اخى لطبيعته
كاد ان يتكلم الا ان ابناءهم لم يمهلوه نطق اى حرف وركضوا نحوه ومنهم من تسلق ظهره ومنهم من اعتلا كتفيه بينما اخذت مرام الصغيرة تتقدم نحوه فى خطوات بطيئة حيث انها لم تتعلم المشى الا منذ ايام قليلة
ضحك وليد عليهم وقال : اه يا هبة لقد اتيتى واتى معك الازعاج ولكن ما اجمله ازعاج ولم يكمل كلمته الا ودخل عمر ابنه يمشى ببطء مثل مرام فضحكت هبه وقالت : الي هذا ما تحبه فاجلس انت ها هنا معهم وسنغلق عليكم الباب جميعا فانا عن نفسى فى غنى عن هذا الازعاج وانت تحبه فهنيئا لك ازعاجهم
خرجوا جميعا وتركوه مع الاطفال يلاعبهم فكم كان يسعد بوجودهم كما انه هو الوحيد الذي يحبون اللعب معه
.........
عنود : حقا ما تقوله ايها العجوز مؤلم ان ياتيك ما تتمنى وقد تاخر الوقت وتغيرت انت وتغيرت الامنيات وهنا كانت تعنى لقاءها بوليد فكم كانت تتمنى يوما ما ان تراه وان تتحدث معه باستفاضة مثلما تحدثت معه من يومين ولكن ها هى الامنية قد تحققت ولكن بعد فوات الاوان فقد اصبحت اختها سما بينهما
كم تمنت ان تكون اختياره الاول ولكنها تاكدت انها دوما ستكون اختياره الثانى بل ربما الاخير
العجوز: مالى اراكى شاردة الذهن
عنود : انا لست بشاردة الذهن ولكنى اصبحت افكر كثيرا فى علاقة امى وابى واصبحت مشتتة الافكار والمعتقدات لا اعرف من منهم الظالم ومن منهم المظلوم
مراد : لا تفكرى فى هذا بل فكرى فى نفسك الان فهى اولى بالاهتمام لان تفكيرك فى علاقتهما لا تزيدك الا هما ولن يجدى تفكيرك لشىء لان والدتك قد توفاها الله وابيكى لا تعرفين له طريق فما الداعى اذن للتفكير فى علاقتهما
صمت قليلا ثم قال لها : يا بنيتى اقصى ما اخشاه هو نفسك على نفسك
صمت مر ة اخرى ثم قال مغايرا الدفة الحديث حتى تترك شرودها : ما اهم انجازات عملت
قالت بسعادة : لقد اصبحت ذات صيت بما انتجه واصبح لى زبائن واصبح لى وفر من المال قليل
مراد : هذا شىء عظيم ولكن ما هى طموحاتك القادمة عنود ك لقد عدت وسجلت اسمة فى كلية الاداب قسم علم النفس وسابدا الدراسة بعد قليل
مراد : هذا اعظم مما قلتى سابقا ولكن لماذا لا ارى فى وجهك السعادة
عنود : لقد زارنى عمى امس واخذ يلح على فى قبول الزواج من ابنه
مراد بانزعاج : وماذا كان ردك ؟
عنود : قلت له يعطينى مهلة للتفكير وان كنت لا احب ابنه مطلقا ولكن عمى نبهنى الى ان الالسنة لن تصمت عنى خاصة انه اصبح لى زبائن والنساء اصبحن يتوافدن علي والكل سيتكلم عنى ولما انا اعيش بمفردى هكذا
رد نفس الصوت القوى من خلفها بانزعاج وقال : لاول مرة اشعر انكى ضعيفة
انتبهت لصوته ولكنها شعرت بلضيق من وصفها بالضعيفة وهى دوما معروفة بالعنيدة وكادت ان ترد عليه بخشونه دون ان تنظر اليه الا انه اكمل حديثه باستفزاز لها راغبا فى استفزازعنادها لترفض فقد توتر هو الاخر وخشى ان تقبل ويضيع امله فى الفوز بها وقال : لقد بددناى فكرتى عنك بانك اقوى من اى استسلام لكلام الناس
نظرت له بتحدى وقامت واستاذنت للرحيل دون ان ترد عليه كنوع من عنادها ايضا ولكنه امسكها من معصمها ليستوقفها وقال : لم اعتاد منكى ايضا على الهروب من المواقف
لم تستطع الصمت اكثر من هذا وسحبت معصمها من يده بعصبية وقالت بضيق وكم ودت ان تصرخ فى وجهه ولكن وقاره دوما ما يحد منها فقالت : انا لست بضعيفة ولكنى حقا احتاج الى رجل حتى وان كنت متاكدة انى لم ولن احبه ولكنى اريده كواجهة تحمينى من الوحدة ومن السنة الناس
قام مراد ليترك لهم مساحة بعد ان رحب بوليد وقال : ساعد كوبين من الليمون لتهداوا
هنا اقترب منها وليد وقالت بصوت هادىء فهو الاخر لم يستطع ان يطيل فى تهجمه عليها وقال : اعتذر منكى على اندفاعى ولكن مجرد استسلامك اوجعنى
توترت من كل شىء حولها واصبحت كالمنصهرة فقربه وترها وهدوءه وترها وعذوبه كلماته اذابتها فلم تجروء على النظر اليه وابتعدت خطوتين للخلف لتستطيع ان تتنفس وقالت : انا كنت افكر فقط ولم اقرروفى نفسها كانت تسال نفسها لماذا يقول مجرد استسلامى اوجعه ولما كل هذا الاهتمام منه بحالى ؟

يمنعنى الحياء رغم انى اكاد اجن من شوقى اليه
اقول له لقد جئت عابرة وهو لا يدرى لهفتى عليه
انصت لكلامه يخاطبنى كاننى الحروف فى شفتيه
واهيم فى عيونه فاى سحر قد حوت عينيه
كيف اخبره فلست اقوى وانا المقيدة بين يديه
ليت لى شجاعة لانطقها باننى مخلوقه منه واليه

اقترب مرة اخرى منها وقال : لعل الحل من كل هذا بين يديكى ولكنك تتعمدين العمى
نظرت له فغار بنظراته فى اعماقها فعادت تحادث نفسها : يا الهى لما اعجز عن الكلام فى حضرته وتتوه الحروف من حلقى ان شعر بما يفعله بى لهدا من مواجهته لى
قال : اعدينى ان تبعدى فكرة ارتباطك بابن عمك هذه واعدك انك ستجدين عن قريب من يضعك بين ضلوعه ويحميك حتى من نسمات الهواء
حاولت ان تستنشق اى هواء يبرد توترها ولكنها شعرت على العكس انها تزداد اختناقا ولكنه اختناقا لذيدا اختناق عاشق
لقد شعر هو بتوترها فقال : لقد وصلنى وعدك بانفاسك فلا تجهدى لسانك على الكلام وهداى من روعتك
تعجبت وقالت : انك حقا توترنى دائما ولا اعرف السبب
وليد : لا انتى تعرفين السبب ولكنك تكابرين ولكنى استلذ بكبريائك هذا
قالت بصوت رقيق : ماذا تعنى ؟
قال وهو يبتسم لها : اعنى ما تشعرين انتى به لم تستطع الوقوف امامه اكثر من هذا وقرت هاربة من امامه
جاء مراد العجوز بالليمون وتعجب من عدم وجودها فقال له : ماذا فعلت بها ايها الغول الماكر انها لا تتحمل اسلوبك فقلبها نقى لا يعرف الحب من قبل
ابتسم وليد بعذوبه وقال : لو علمت ما تفعله فى ان رايتها او حتى تخيلتها لما قلت انى اوترها ولعرفت انها هى من تجعلنى فى عالم اخر
صمت للحظة ثم قال وهو يجلس : لقد سمعت جزء من اطراف حديثكما وعلمت انها ستعود الى كليتها وهذا اسعدنى كثيرا
الغول : ولما لا يسعدك وهى ستصبح امام عينيك ليل نهار فهى تلميذة وانت مدرسها ولكن هل ستظل توترها هكذا وهى تجلس امامك فى المدرج
وليد بضحكة : ادعوا الله الا اتهور انا فانا لا استطيع ان اراها تحادث زميل لها فانا اغار
مراد : كيف لا تتحكم فى غيرتك وانت سيد المتحكمين بسبب طبيعة عملك
وليد : انسيت انى رجل عاشق ايها العجوز وهل لى يد اتحكم فيها فى عشقى
مراد : امممم ان تحدثنا عن عشقك لن تكفينا الايام ولكن خبرنى الان بحالة سليم
وليد : انه عاشق مثلى
مراد : كم هى سعادتى الان وانا اسمع منك تلك الكلمات
وليد : جهز حالك فانا ساعترف له عن قريب ليتسنى لنا اجراء العملية له

.........

دخلت عنود بيتها وهى متوترة وما ان دخلت الا وجلست امام حاسوبها ولكنها لم تفتح بل جلست سارحة مع نفسها وقالت : انه محق كيف هانت على نفسى ان اتنازل عن مبداى واكون هكذا ضعيفة ؟ لن اتزوج ابن عمى الفاسد هذا مهما حدث ولن ابيع نفسى مهما كانت الظروف
قطع صمتها صوت هاتفها فردت فوجدت المتصل راجية
عنود : مرحبا يا راجية كيف حالك ؟
راجية : حالى يسوء كل يوم
عنود : ارجوكى يا راجية ارفعى صوتك ولا داعى ان اذكرك كل دقيقة بعاهتى فاما ان ترفعى صوتك واما ترحمينى من السأم من حالى
راجية : ولكنى اشكو اليكى حالى فكيف ارفع صوتى حتى يسمعنى زوجى ؟
لم تسمعها عنود كذلك فما كان منها الا ان اغلقت هاتفها واغرورقت عيناها فوجدت رسالة من راجية تاتيها وفيها اعتذارها انها كانت تخفض صوتها قليلا خشية ان يسمعها زوجها فتحدثت بصوت خافض قليلا ولكنها كانت تعتقد ان عنود قد تسمعها هكذا
زاد ضيقها من بعد الرسالة فبعد ان كانت تؤنب نفسها عن ضعفها امام طلب عمها اصبحت حزينة كذلك على حالها
قامت من مكانها ودخلت غرفة والدتها واخذت تتامل المكان حولها فوجدت نفسها وحيدة لا احد يشعر ما بها ولا احد يفهمها فازداد اختناقها وقالت لنفسها : مثلى ليس لها ان تحلم ان تعيش فى بيت هادىء مع زوج تحبه فكيف لزوج يرتضى ان يتزوج من انثى بكماء
الغريب انها رفضت حتى تكتب للغول اى شىء فياسها حطم اى شعور لها الا شعور بالياس
فى الصباح اتت اليها راجية وكالعادة اعتذرت ولكن عنود لم تهتهم باعتذارها لانه صار كالعادة فراجية تكرر هذا تقريبا كل يوم
عنود بضيق : لما تصرين على مهاتفتى مادمتى تعجزين عن رفع صوتك هل هذا عن عمد منكى لتشعرينى بعجزى ؟
راجية مقاطعة لها بسرعة ؟ اطلاقا يا عنود فلا تقسى على فانا حقا اكلمك لانى اكون فى اشد الحاجة للفضفضة معكى فانتى الوحيدة التى ارتاح معها فى الكلام ثم انه ليس لنا الا بعضنا وان لم استطع ان احكى لكى فلمن احكى اذا
عنود : ان اردت ان تحكى ثانية فاما ان يكون لديكى الشجاعة لترفعى من صوتك والا فلاتهاتفينى مطلقا
شعرت راجية انها قد اتعبت اختها واشعرتها بالضيق والعجز فاقتربت منها وربتت علبها كتفها وقالت بصوت حنون : اعدك ان افعل كل ما يرضيكى
عنود بعصبية : يا راجية انا لم اطلب منك او من غيرك ان تفعلوا ما يرضينى فانا كفيلة بنفسى ان افعل لها ما يرضيها ولا يهمنى الغير ولكنى اتعجب من حالك فهذا يتكرر منك كل يوم
هنا بكت راجية وقالت بعصبية : وماذا على ان افعل ان كانت تجاربة تتجدد كل يوم وها هو امس اراه يتانق فى ابهى ثيابه ولما سالته قال بكل وقاحة : شىء لا يخصك ولا دخل لك بحياتى الشخصة الا يكفيكى انك زوجتى ولا ينقصك شىء
صرخت فى وجهه وقلت له انا ينقصنى اهم شىء . ينقصنى انت
فضحك على ساخرا وقال : يكفيك اولادك ومطبخك فهما كل همك
بكت بحرقة واكملت : لقد رايت هاتفه يومض باسم انثى جديدة تستعجله وتحثه على الخروج وكم كان وجهه مضىء وهو خارج لمقابلتها وكانى حجر لا يشعر وهو يفعل هذا امامى بكل جرأة
عنود بعصبية : انتى من اضعتى كرامتك فالحق كل الحق معه فكيف تريدين منه ان يحفظ كرامتك وانتى اول من اهدرها
راجية بشهقة وصرخة يائسة قالت : انى اتحمل لاجل اولادى وحتى لايقال عنى انى لا اكفى زوجى فاستغنى عنى
صرخت عنود فى وجهها وقالت تبا لنفس الجملة ونفس الكلام انكى تعيدين حياة امك بنفس الضعف والاستسلام فكيف ترهنين حياتك لاجل نظرة رضا من رجل لن يعطيكى اياها مهما حصل
راجية : اتعتقدين ان حياتى هكذا انتهت ؟
عنود بتافف : وهل حياتك تنتهى لمجرد ان رجل لا يرضى بكى ؟ هل الله عندما خلقك جعل حياتك مربوطة به ؟ اى هراء هذا
اسمعينى يا راجية حياتك مرهونخ بنقسك ولنفسك فقط فعيشيها كما تحبى ان تعيشيها ولا تجعلى من نفسك مجرد بضاعة مغروضة للبيع وان كنتى تطلبين رايى ق\فاطلبى منه الطلاق وحررى نفسك منه وتعالى عيشى معى هنا انتى واولادك
بكت راجية قهرا وفى ذات الوقت لم تستطع الرد فهى عاجزة عن اتخاذ اى قرارا فهى تكره زوجها وفى ذات الوقت تخاف ان تواجه الحياة وحدها
عنود عندما وجدتها هكذا فاشمئزت من ضعفها فلم تتفوه باى حرف اخر بل قامت من جوارها ودخلت غرفتها واغلقت بابها كنوع من اعلان انهاء زيارتها
لم يكن من راجية الا ان رحلت وللمرة الاولى تشعر بانها ليست فى حاجة للحديث مع غنود ثانية فقد وضح رايها النهائى فى حالتها ولن يقيدها الحديث معها الا احباطا
خرجت وهى ايضا تشعر بالوحدة فهى من الان لن تتحدث مع اختها الا فى مواضيع عامة
..........
ظلت عنود طيلة يومها فى حالة من الضيق ولم تحاول حتى ان تستقبل ايا من عملائها واغلقت على نفسها تماما ولم تحاول ان تتحدث مع الغول كعادتها وظلت تفكر فى تكاليف عمليتها وكيف ستجتهد لتدخرهم
كما انها انتهت الى قرارها الاخير من انها لن تتزوج من ابن عمها الفاشل وابلغت قرارها لعمها
كان حالها عكس حال وليد فهو قد استقبل الدنيا بحالة منتشية وبامل كبير فى كسب قلبها عن قريب
.......
ذهب وليد الى العجوز وهو قلق وما ان راه العجوز الا وقال له : اعلم سبب تجهم ملامحك هكذا
وليد بقلق : وانا اعلم انك تعلم ولكنى جئت لتطماننى
مراد : كان بودى ان اطمانك ولكنها لم تاتى الى هنا منذ اسبوع كامل منذ اخر مرة رايناها فيها وكلما حادثتها وجدت هاتفها مغلق
وليد : انها لم تحادثنى حتى على صقحة التواصل وانا قلق بشانها
العجوز وهو يغمز بطرف عينيه : ما رايك ان تذهب اليها بنفسك وتطمان عليها ؟
وليد : ربما رفضت مقابلتى
مراد : لا تستعجل الامور اذهب وبعدها كون رايك
بالفعل ذهب وليد اليها وما ان طرق بابها وانتظر الرد فلم ترد ونسى انها ربما لا تسمع فطرق باعلى فسمعته اخيرا وما ان فتحت الا وصدمت من وجوده وقالت وكانها تلهث من اثر ركضها لاميال : كيف جئت الى هنا انسيت اننا فى الصعيد ام ان سكنك على اطراف البلدة جعلك لا تنظر لما يحدث فى عمقها
قال بثبات عكسها تماما : انت لست بغريب عن العائلة فنا زوج اختك على ايه حال
عنود بتوتر : انك لست بزوج اختى بل كنت زوج اختى ولا داعى لوجودك هكذا
وليد بابتسامة : لقد جئت لاطمان عليكى وكانما اعتدت على رؤيتك
كلمته لم تفرحها بل زادتها ضيقا فقالت : الافضل لك الا تعتاد على شىء قالاعتياد على شىء احيانا يولد الملل والنفور
فهم قصدها فقال : انا لم اقصد اعتدت على وجودك بالمعنى الذى تفهمينه ولكنى اعتدت الاطمئنان عليكى واعتقد هذا اسمى شىء فى فن الاعتياد
عنود حاولت ان تفهم معنى فن الاعتياد ولكنها تذكرت انه يتحدث بصوت عالى وربما هذا من شانه ان ينبه المارة والجيران لهم فقالت : اذهب انت الان وانا ساتى غدا للعجوز
كاد ان يتحدث الا انه سمع صوت ابن عمها من خلفه وقد بدت عليه بداية حالة السكر وهو يقول : ترسمين الشرف وانتى تفتحين بابك للرجال وترفضينى وتفتحين ذراعك لاى رجل و...
لم يكن منها الا انها اغلقت الباب بسرعة فى وجه كلاهما وازدات ضيقا من حالها فها هو جاء ليلوث سمعتها وابن عمها سيستغل هذا ليضغط عليها فى الموافقة
بينما وقف وليد فى الخارج بكل ثقة متحديا لابن عمها وقد فهم مقصده من كلامه وقال : ان اردت بكلامك هذا ان تلوث سمعتها عمدا فهنيئا لك تلويث سمعتك كذلك فسمعتها من سمعتك وان اردت ان تضغط عليها لاجل الموافقة فهنيئا لك ايضا تدنيس رجولتك وانت تفتعل المواقف لترضى هى عنك
اما عن كونى غريب فانت تعلم انى لست بغريب وقد جئت لانظر فى امر اخت زوجى لعلها تحتاج لشىء كونها وحيدة ولانى اعلم من زوجتى الله يرحم مثواها ان لديهم ابن عم لا يعتمد عليه
اثار بكلامه غيظه وتركه ورحل من امامه بكل ثبات بعد ان برر مجيئه لها حتى لا يستغل هذا الموقف لصالحه
ما ان وصل للعجوز الا وقد نفث اخيرا عن عصبيته وشرح له ما حدث
مراد : لا عليك لن يجروء هذا الرجل على التفوه بشىء قهو من الواضح انه يعلم عنادها وانها ربما تكذبه وتقضحه بل على العكس اراه قد يعكف عنها
طال الليل عليهم وهم يتحدثون فى امر عنود
وليد : ساعرض عليها الزواج فى الايام القادمة
مراد : تمهل يا وليد فربما ترفضك لفارق السن وربما ترفضك عنادا منها لا تقدم على شىء الا وانت متاكد على الاقل ان هناك قبول منها
وليد : انها وان كانت متيمة بى لن تظهر ذلك فهى عنيدة حتى مع نفسها
مراد : انتظر فربما عاوت الكلام مع الغول وتعرض عله امرها مرة اخرى وقتها حثها على الايجاب لمطلبك
.........
قبل ان ينتهى العجوز من كلمته الا واعلن عن وصول رسالة وما ان فتحها وليد الا وابتسم وقال للعجوز : ليتك قلتها منذ ايام فها هى عنودتنا عاودت الحديث معى والغريب انه وجدها تطلب الحديث معه صوت فاجاب مطلبها
اخذت عنود تسرد له ما حدث معها اليوم وهى تبكى حالها
بينما قد استغل ابن عمها حلول الليل وقد دخل بعد ان افسد الباب الخارجى معتمدا انها لن تسمعه ولقد كان محقا فهى لم تسمعه بالفعل ولكن الذى لم يحسب له حساب انها كانت مستيقظة عكس ما تخيل
ومع ذلك لم يهابه استيقاظها فقد كانت الخمر اخذت ماخذها من عقله فلم يكن على دراية بما يفعله فكان اشبه بالحيوان المفترس
انقض معتديا عليها على حين غره ولكنها صرخت باعلى صوتها فسمعها وليد فانقبض قلبه واخذ يكلمها ولكنها لم ترد بل كانت تصرخ وابن عمها يكتم صرخاتها حتى لا يسمعها احد واخذت تدافع عن نفسها وتدفعه بعيدا عنها دون هواده
اما ابن عمها فاخذ يقول وهو لازال كاتما صوتها ومكبل ايديها : لقد وعدتك ان تاتى الى راغمة وها انا لقد سنحت لى الفرصة ايتها العنيدة المتكبرة
لم يؤلمه بكائها او نظرة التوسل من عينيها ولم يحركا فيه اى شعور بالذنب بل اخذ يسخر منها ويقول وهو لازال يحاول تجريد ملابسها : هل لبكماء مثلك ان ترفضنى انا ؟ بل هل لكى الحق ان ترفضى اى شخص من الاساس ؟ ام ان عنادك وتكبرك جعلك تشعرين انكى مثلك مثل غيرك من بنات حواء
ايتها العنيدة انكى لم ترتقى حتى لتكونى نصف انثى وكان ما وجب عليك فعله ان تحمدى ربك انى قبلتك من الاساس ورفعتك لبقية النساء
اخذت تدفعه عنها ولكنها كانت اضعف منه
بينما صرخ وليد وقال وهو يجرى نحو الخارج : الاحمق يعتدى عليها
استوقفه العجوز وقال : مهلا يا وليد باى صفة ستذهب اليها وكيف ستبرر وجودك فى هذا الوقت وكيف تبرر معرفتك باعتداءه عليها
فكر قبل ان تتهور وتدخلها فى صراع جديد فقد يتخذ منك هذا الاحمق ذريعة لتصرفه ويبرر انك انت المعتدى وهو الذى يدافع عنها
وليد بعصبية : يقول ما يروق له و لكنه يعتدى على شرفى فهى منى فكيف تخيلت انى ساتركها فريسة لهذا الذئب
تركه وخرج دون ان يسمع حرف اخر
.......
يا ترى وليد فعلا هيروحلها ؟

طيب هل هى هتيتقبله عادى كدة ولا هتستنكر موقفه وتخذله ؟

تفتكروا هنا هتعرف حقيقته ولا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close