رواية سطور عانقها القلب الفصل الخامس 5 بقلم سهام صادق
الفصل الخامس
تنهد بأرهاق بعدما فرك عينيه ثم أخذ يدلك عنقه أرتخي بجسده قليلا حتي يمنحه الأسترخاء ويعود لعالمه بين السطور التقط قلمه مجددا وعاد يكمل كتابة سطوره التي تحكي عن الاحلام الضائعة وحكايات الحب التي تنتهي بعدما نذوق من كاسته جرعات العشق , ومن ثم تصيبنا الخيبة ولكن اليوم الكلمات ټخونه وكأنها تحالفت مع قلبه فلم يستطيع تكملة سطوره اخذ يزفر أنفاسه بزفرات متتالية طالبا الراحه من عقله وها هي الذكريات تخترق حصونه والسنين تعود به لأيام مضت وانتهي هو معها
فلاش بك
وقفت السيارة امام البوابة الضخمه لمزرعة عائلة السيوفي ركض الحارس يفتح الباب مرحبا بسيده ثم رمق تلك التي تجاوره وقد أصبح يعلم بهويتها وملازمتها لسيده الصغير كلما أتي لهنا وقد أعتاد علي وجودها مع سيده الصغيرمنذ عام
نورت يا احمد بيه
دلف "احمد" بسيارته نحو الداخل والجالسة جواره تفرك يديها في توتر كحال كل مرة تأتي فيها إلي هنا توقف بالسيارة أمام المنزل يطالعها بابتسامه سعيدة
مالك يا حببتي
طالعته "مها" بقلق تنظر حولها في المكان
بحس أننا بنسرق يا احمد هنفضل كده لحد أمتي
تنهد أسفا علي ما يجعلها تعيشه ولكن والده وشقيقه يرفضون تلك الزيجة وهو لم يريد إلا وضعهم أمام الأمر الواقع
أنتي عارفه يا حببتي لولا الأزمة القلبية كان زماني بلغته بجوازنا
اطرقت عينيها في حزن فهي تدرك تماما إنها ليست من عائلة مشرفة اسرع في التقاط كفها بعدما شعر بحزنها الذي ارتسم فوق ملامحها ثم رفعه نحو شفتيه يلثمه في عشق
اوعدك أول ما حالته تتحسن مش هستني لحظه واحده يا حببتي
واجتذبها إليه يضمه نحو صدره في عشق أخترق حصونه منذ أن رائها , مثل الفراشة حرة طليقة في نادي الفروسية عندما كانت تشجع شقيق صديقتها وقد داعتها لحضور أحد السباقات
تنحنح الحارس عندما اقترب من السياره حتي يسأل سيده عما يريده منه قبل أن يعود لغفوته ابتعدت عن أحضانه وقد اشاحت عينيها بعيدا عن نظرات الحارس
ترجلوا من السيارة وسبقته نحو الداخل وقد عاد الخۏف يدب في أوصالها هي تعلم إنها زوجته بعقد رسمي وقد زوجها له والدها بعد أخذ المال الذي يريده منه حتي يوافق علي تلك الزيجة وبالشروط التي يضعها "احمد" ولم يكن الشرط إلا أن يكون الزواج في السر حتي يصرح هو بالأمر لعائلته
كل حاجة زي ما طلبت مني يا أحمد بيه خليت أم حسن تنضف البيت
هتف الحارس بما فعله لأجل سيده فدس "احمد" يده داخل جزدانه يخرج له المال تهللت أسارير الرجل وهو يري الورقيات التي تدل علي مبلغ ضخم شكره منصرفا وهو يشير بيده نحو عينيه يخبره بأن كل شئ سيكون تحت حراسته وإذا حدث أمر طارئ وجاء السيد "عامر" للمزرعة سيخبره علي الفور
اسرع " احمد" في الدلوف للمنزل بتوق شديد واقترب منها يطوق خصرها بذراعيه ويجتذبها نحو صدره
وحشتيني أوي يا مها مبقتش قادر ابعد عنك ولا انام من غيرك
أستمع لصوت تنهيداتها فلفها إليه ينظر لعينيها
صدقيني الوضع ده مش هيستمر كتير
بزعل علي نفسي اوي يا احمد وأنا بشوفك وسط الكل والنظرات بتحاوطك وأنا مش قادرة أقرب منك كل حاجة لازم نعملها بحساب
واردفت متحسرة علي حالها وابتعدت عنه
عشان محدش يوصل أخبارنا لوالدك
ده وضع مؤقت يا مها صدقيني
هتف عبارته بضيق من ضعفه أمام والده وشقيقه ولكنه لا يريد خسارة والده ويعيش عمره كله متحسرا عليه لو كان سبب في فقده
وعندما رأت قلة الحيلة التي احتلت عينيه وابتعاده عنه تقدمت منه تسأله
تحب أحضرلك العشا
عاد يلتف إليها وقد عادت السعاده لعينيه وهو يومئ لها برأسه متحمسا
ياريت أنا جعان جدا
وجذبها إليه يلتقط قبلة غامزا لها بشقاوة لا تكون إلا معها
ۏجعان لحاجات كتير تانيه
خجلت من تصريحه الذي فهمته فاسرعت نحو المطبخ الذي تعرف مكان وجوده تماما
اتبعها حتي يعاونه في تحضير وجبة سريعة اعدوها سويا في حماس وضحكات ومداعبات "احمد" إليها مع تذمرها وخجلها الذي يزيده توق لها
تناولوا وجبتهم فمسحت شفتيها تنظر إليه
اعملك قهوتك
ولكنه كان يريد مذاق شئ أخر ولم يعد يستطيع الانتظار حملها بين ذراعيه يصعد الدرجات نحو الغرفة التي شهدت علي أول لقاء لهم أمتلكها فيه هامسا
بحبك
عانقت عانقه دافنه وجهها في عنقه وصوتها الهامس يخترق أذنيه
بحبك
أنت لسا سهران يا احمد
هتف "عامر" بعدما دلف غرفة شقيقه بعد أن رأي إضاءتها طالعه "احمد" في شرود قبل أن ينهض عن مقعده ويفيق علي حاله
سهران شويه يا عامر
رمقه "عامر" في شك فشقيقه لا يكون بتلك الحاله إلا إذا تذكر الماضي يشفق عليه ويشعر بالندم لأنه وقف في طريق سعادته مع والده ولكن ما حدث قد حدث في الماضي ولم يعد هناك وقت للندم
اقترب "عامر" من مكتبه يلتقط الأوراق التي يدون بها عمله الجديد متسائلا
هتنشر عمل جديد ليك
اماء "احمد" برأسه واتجه نحوخ يلتقط منه الأوراق متمتما
بدل ما تبدء تقرا واسمع منك انتقدات كتيره
صدحت ضحكة "عامر" عاليا رابت فوق كتفه
ما أنت عارف يا أحمد أنا راجل عملي بحت لا بفهم في الكتب ولا الحب
واتجه نحو باب الغرفة هاتفا
تصبح علي الخير
عامر ياريت تروح تطمن علي ماما بدل ما أنت بتعرف أخبارها من الخدم او تروح أوضتها نص الليل أنسي يا عامر
توقف "عامر" مكانه بعدما قبض فوق مقبض الباب وقد ارتسم الجمود فوق ملامحه التف ببطئ نحو شقيقه ثم انصرف مغادرا غرفته
فتحت "صفا" ذلك الكتاب الذي جلبته إليها "جنه" بدأت في قراءة أول سطورها ثم توقفت بعدما شعرت بشئ يجثم فوق روحها اغلقت الكتاب وقد اغمضت عينيها فلم تعد تهوي شئ بالحياة حتي أكثر الأشياء قربا لقلبها
وضعت الكتاب جانبا فما الذي ستحتاجه من الكتب وقد اصبح فؤادها خالي لا يري الحياة إلا صفحة باهتة اللون تسطحت جوار "جنه" الغافية في أحلامها السعيدة ثم احكمت وضع الغطاء فوقهم تنظر نحو سقف الغرفة لعلها تغفو دون التفكير في شئ ولكن النوم كالعادة ابي أن يصاحب جفنيها هذه الليلة اخذت تتمايل فوق الفراش تحاول أن تعيش داخل الذكريات السعيدة ولكن الذكريات ما كانت إلا لتصيبها بالحزن تنهدت بضجر ونهضت من فوق الفراش تطالع "جنه " التي شعرت بها ونهضت تفرك عينيها متسائله
مالك يا جنه فيكي حاجة
حاولت الاعتدال لرؤيتها بوضوح ولكن "صفا" اسرعت في النهوض متمتما حتي لا تقلقها
متقلقيش يا جنه انا بس مش جايلي نوم هروح المطبخ أشرب وراجعه
اعتدلت "جنه" في رقدتها محذره لها باصبعها
اوعي تخرج بره البيت الدنيا برد
فابتسمت "صفا" بعدما التقطت شالها الصوفي الذي صنعته لها عمتها
هروح اشرب ياجنه متقلقيش
يعني هتشتغل شغل اضافي ياصابر
فتنهد صابر بتعب وهو ينظر نحوها اعمل ايه يا ام جنه الحياه بقيت غاليه والحمل زاد مش عايزين نقصر مع بنت اخوكي في حاجه
انتاب "صافيه" الحزن علي حال زوجها فمن يصدق أن "صابر" ذو الأصول العريقة من أهل الصعيد يعيش حياة كهذه
سامحني يا اخويا أنا السبب في عيشتك ديه
طالعها "صابر" بلهفة بعدما رأي الحزن أرتسم فوق ملامحها يجذبها إليه
لو رجع بيا الزمن تاني هتجوزك برضوه يا صافية وهسيب كل حاجه
عشانك
انسابت دموع "صافية" علي حب رجلا مثله كان نصيبها من الدنيا
ربنا يجعل يومي قبل يومك
اوعي تقولي كده يا صافيه ده أنا اللي ربنا يجعل يومي قبل يومك
هتف عبارته وهو لا يتخيل أن يعيش لحظه من دونها التقطت كفيه وضمتهما بين كفيها
هنفضل مع بعض علي المره قبل الحلوه
ابتسم وهو يتذكر تلك العبارة التي أخبرها بها بعد أن ترك عائلتها وعاد إليها حتي يتزوجها من شقيقها "حسن "
ياا يا صافيه لسا فاكره كل كلمه
وبعشق حفر جذوره في قلبها منذ أن كانت أبنة السابع عشرة هتفت وقد تعلقت عيناها بعينيه
عمري ما نسيت أي كلمه يا صابر
غمرها بين ذراعيه حتي عاد الدفئ إليها ونسيت تلك الهموم التي ثقلت عليهم
حسن وحشني أوي يا صابر
التمعت عيناه بالحزن كحالها علي صديق كان ونعم الأخ في حياته
حد يصدق ان ده يحصل
عاد قلبها يؤلمها علي حال ابنة شقيقها التي انعدمت الحياة في عينيها واصبحت بلا روح بينهم
ربنا يقدرنا علي شيلتها يا صابر لحد ما نجوزها لابن الحلال اللي يصونها ونطمن عليها ديه أمانة حسن لينا
فتنهد صابر وهو يتذكر "حسن وفاطمه" بقلب حزين
ما انا شايل هم اليوم ده مش عارف لو حد اتقدملها هقوله ايه واجهزها ازاي
واردف بعدما تذكر أمنيتهما
حسن وفاطمه مش هيرتاحوا في تربتهم غير لما يشوفوها سعيده في حياتها ومع راجل يصونها عشان كده يا ام جنه اي حاجه تجبيها لجنه تجيبي زيها لصفا في الجهاز واه نجهزهم من الشغل الاضافي اللي هشتغله في المزرعه
أنت برضوه مصمم عليه يا صابر أنا خاېفه علي صحتك يا اخويا
ربك بيعين يا صافية
ابتسمت بحب علي رضي زوجها وكلماته الطيبه فهتف بعدما تذكر شيئا لما يخبرها به وقد اعتاد علي أخبارها بكل شئ
نسيت اقولك مش حنان بنت شلبي هتتجوز وهتسيب الخدمه في قصر السيوفي في مصر وهترجع البلد والبيه الكبير أكيد هيعوز واحده بدالها للهانم الكبيرة
تهللت اسارير "صافيه" بعدما استمعت إليه فهل أتي الڤرج إليهم بهذه السرعة وسرعان ما هتفت بسعادة بعد أن خطرت ببالها فكرة لتحسين وضعهم لما لا تكون هي البديلة عن حنان فعملها في منزل السيد الكبير بالقاهرة ما هي إلا فرصة إليهم لتحسين دخلهم
ايه رأيك اروح انا يا صابر بدل الشغل في المزرعه ديه حنان كانت بتقولي انها بس مرفقه للست هانم وبتاخد فلوس حلوه
احتقنت ملامح "صابر" وهو يستمع لاقتراحها وقد طعڼة عباراتها رجولته ولولا حاجتهم لزيادة مصدر دخلهم بعدما التحقت أبنتهم بكلية الصيدلة منذ أربعة أعوام وقد ثقلت عليهم متطلبات الحياة ما كان وافق مرغما أن تعمل معه في المزرعة التي يعمل بها
لولا الحاجه وقلة الحيله عمري ما كنت هنتك وخليتك تشتغلي واقفلي علي الموضوع ده يا صافية
فاسرعت "صافية" في أمتصاص حنقه بعدما أغضبته كلماتها, تهتف بندم تبرر له سبب تفكيرها بالأمر دون قصد منها
خلاص يا صابر متزعلش مني انا بس قولت الفلوس هناك اكتر واه نعرف نجهز صفا وجنه جهاز كويس اهم حاجة متزعلش مني يا اخويا وتسامحني
تنهد "صابر" مرهقا بعدما أرهقه الحديث
طيب نامي يا صافية عشان اشغالنا بكره
نهضت "صافية" عن الفراش واتجهت نحو إضاءة الغرفة تطفئ نورها
ارتعشت يدين صفا وقد أنسابت دموعها فقد اصبحت عبأ ثقيلا علي أسرة عمتها وزادتهم هما فوق همهم وهي أكثر الناس علما بحالهم
صفا انا لازم ادور علي شغل حتي لو هضطر أخدم في بيت البيه اللي كانوا بيتكلموا عنه
شغل إيه اللي خرجتي تدوري عليهم يا صفا
تسألت عمتها بعدما عادت في الظهيرة من المزرعة التي تعمل مرهقة فلم تجدها بالمنزل وعندما همت بالخروج للبحث عنها وجدتها قادمة نحوها
ارجوكي يا حببتي خليني اشتغل
اقتربت "صافيه" منها وقد ارتسم فوق ملامحها الحزن وقلة الحيله
انتي نفسك في حاجة يا بنتي قوليلي أجبهالك صدقيني مش هتأخر عليكي
وسقطت دموعها وهي تتذكر شقيقها
عايزه حسن يزعل مني يا صفا
اسرعت "صفا" نحوها وضمتها إليها تشاركها في بكائها
أنا محتاجة أخرج من البيت يا عمتي يمكن أنسي شويه انا مش عايزه اشتغل عشان الفلوس انتوا مش مخليني محتاجه حاجة
هكذا صنعت كذبتها حتي لا تشعر عمتها بقلة الحيلة وفقرها ولكن يجب عليها العمل حتي تصرف علي حالها فلن تظل عالقة برقبتهم طيلة العمر
لا يا صفا ده أنتي مهندسة يا بنتي عايزه أزاي تقفي في محل هدوم
الشغل مش عيب يا عمتي وانتي عارفه حال البلد هنا شغلها علي قدها ولازم تروحي المدينة وبرضوه مافيش شغل
واردفت متحسرة علي السنوات الماضيه بعد تخرجها مباشرة من الجامعه وكان عليها البحث عن وظيفه مهما كانت صعوبتها ولكن تركت حالها لحياة الدلال جانب والديها فما هذا الذي يجبرها علي أن تتحمل اعباء العمل وصفاقة أصحابه ولكن اليوم علمت أن الظروف تجبرنا من اجل لقمة العيش
متحوليش تقنعيني يا صفا عمك صابر عمره ما هيرضي يا بنتي
"والسيد صابر" لم يكن حديثه مختلفا عن عمتها ولكن مع إصرارها وإلحاحها أخبرها أنه سيرها لها عملا في المزرعة يليق بمكانتها كمشرفة للعمال أو في الحسابات
ابتسمت وهي تستمع لأقتراحه فأي شئ هي راضيه به حتي لو ذهبت لمنزل ذلك السيد وعملت به كما سمعت من حديث عمتها وزوجها ليلة أمس
دلفت الغرفة التي تقيم بها مع "جنه" التي لم تعد إلي الأن من محاضراتها
انسحب "صابر" نحو غرفته تتبعه "صافيه" وقد طالعها بنظرة قد فهمتها
لا مش معقول تكون سمعتنا ليلة أمبارح يا صابر
البنت مصممه علي الشغل يا صافيه ديه بقالها شهور معانا اشمعنا النهارده خرجت تدور علي شغل
اتجهت "صافية" فوق الفراش المتهالك بعض الشئ وقد أتي عليه الزمن تخفض رأسها وقد اصاب الهم قلبها
هنبهدل بنت حسن يا صابر اخويا مش هيرتاح في تربته
جوارها "صابر" رابتا فوق كتفها
خليها تجرب يا صافيه يمكن خروجها ينسيها شويه واحنا مش هنعيش ليهم طول العمر
اقتنعت بحديثه بعض الشئ وتسألت
وتفتكر فتحي هيوافق يشوفلها شغل ما أنت عارفه مطلع عنينا في الأرض
هحاول معاه يا صافيه صفا معاها شهادة ماشاء الله عليها وانا سمعت منه بيدور علي حد يمسك الحسابات
واردف بعدما مسح فوق جبينه
بس أنتي اعمليلي كام فطيرة حلوين وادبحي دكرين بط ما أنتي عارفه فتحي
وقف داخل غرفتها وهو يعرف إنها مستيقظة توقف في سكون ينظر إليها ولكن هي كانت تشعر بها من رائحته التي عبأت رئتيها إنها تشتاق له تشتاق لأول فرحتها , لاول من سمعت اسمها من شفتيه ابنها البكر الذي يشبه والده في كل شئ حتي في قسوته تعلم بخطأها ولكان الزمن قد عاقبها فلم لا يرحمها ويغفر لها ذلتها
التمعت الدموع في عينيها وابتسمت وهي تهتف باسمه
ناهد انت هنا ياعامر صح انا شامه ريحتك ياحبيبي وبحس بوجودك
ابتلع "عامر" تلك الغصه المريرة بحلقه فهو لا يعرف لما قلبه قاسې هكذا عليها ولا يسامح طالعها في صمت يتأمل تفاصيل وجهها وقد اخذ الزمن الكثير من جمالها واصبحت ذابلة
حاولت النهوض من فوق الفراش حتي تقترب منه وتتلمسه بيديها ولكن ساقيها قد خذلتها اسرع نحوها يمسك ذراعيها متسائلا بقلق
أنتي كويسه
ابتسمت وقد لمعت عيناها من السعادة رغم انطفاء
نورهما
أنا كويسه يا بني
رفعت كفها تلمس خده ولكنه كالعادة كان يحرمها مما تتمناه خفق قلبه بشوق ورغبة ملحة تخبره أن ينفض قسوته ويرتمي بحضنها ولكنه لم ينسي يوما رحيله وتخليها عنهم دون رحمه بحالهم
تمتم بحديث لم يأتي من اجله ولكنه كان الحل الأمثل ليتخلص من شعوره
حنان بعد شهرين هتمشي حبيت ابلغك في اي شروط عايزاها في المرافقه الجديده
عاد الحزن يرتسم فوق ملامحها تحرك رأسها إليه نافية استمعت لخطواته وهي يغادر فحاولت النهوض مجددا واتجهت نحوه بعدما التقطت عكازها الذي يرافقها
بقيت جافي عليا اووي ياعامر هتفضل لحد امتي تحملني الذنب
فاغمض عيناه وقد عاد الماضي ينهش قلبه وتدافقت الذكريات المريرة عليها وما عاشاه بعد هجرها لهم
الدنيا مش بتعلم بالساهل يا بني وانا لازم كنت أتعلم واتعلم اووي كمان بس صدقني انا ماليش ذنب ربنا بيسامح له مش قادر تسامحني
لم يتحمل سماع حديثها فصړخ وقد تملكه القهر فقد تخلت عنه هو وشقيقه من أجل حبها لرجلا أخر تخلت عن أطفالها من أجل رغباتها
يوم ما أحتاجك جانبه اتخليتي عنه اترجاكي تفضلي معاه في محنته بس للأسف اول كلمه قولتيهاله طلقني انا مش هقدر استحمل الفقر معاك , وڤضيحة أفلاسك
سنتين ألم وعذاب قضاهم علي ذكراكي وهو بيحاول يقف علي رجليه بيحاول يحبنا رغم أنه بيشوفك في عنينا خاېف لواحد فينا يطلع شبهك
سقطت دموعها فاقترب منها وقد ايقظت حقده
ناهد هانم طبعا تسكت لحد كده مينفعش رفعتي عليه قضيه نفقة عشان تخدي كل حقوقك وانتي عارفه ان الديون بقيت كتير وانه خسر كل فلوسه في صفقه طلع في الاخر عشيقك وصاحب عمره هو السبب في خسرته
صدحت ضحكته وقد تغللت المرارة في صوته
اتجوزتي صاحبه كنتوا متفقين تخسروه كل فلوسه
احتل الڠضب كيانه وخرج صوته المعذب يخترق قلبها الذي كان يوما لا يملئه حب النفس
عيشتي حياتك معاه ونسيتي ولادك عشان الحب
الحب العظيم اللي كنا بنتفرج عليه أنا واحمد في صوركم في المجلات
تسارعت انفاسه وهو يتذكر تلك اللحظات التي كنت تكسر فؤاده
يمكن قدرتي ترجعي حب احمد ليكي لكن أنا مبنساش
أراد أن يوجعها بالمزيد من الكلمات فمن باعت اولادها من اجله تركها بعدما لم تعد تصلح
اظن عملت اللي عليا زمان ورجعتك تعيشي في بيت الراجل اللي بيعتي عشان راجل تاني رماكي بعد ما
وقبل ان يكمل عبارته كانت تخبره هي بما يريده
بعد ما بقيت كفيفه صح مش هو ده اللي عايز تقوله يابني
وتحركت نحو صوته ثم اخذت تدور بجسدها تبحث عنه في الغرفة بعد أن وقف في ركن بعيدا عنها منزويا بالامه استمعت لصوت زفراته القويه فشعرت بما يعانيه فاصابها الحزن وتوغل في أعماق قلبها فكم كانت امرأه بشعة لا تستحق العيش
حفرتي القهر جو قلبي
ولاحت أبتسامة حزينه علي شفتيه يتابع حديثه وهو يري بؤسها ودموعها التي أغرقت خديها
حاولت أسامحك لكن معرفتش
واقترب منها يمنحها قربه أخيرا ثم أمسك كفيها المرتعشتين بۏجع بعدما رأي عكازها يسقط من يدها التقطه يضعه في يدها واتجه بها نحو الفراش يهتف بجمود مصطنع
تصبحي علي خير!
وسار بخطي سريعة نحو باب الغرفة يفتحه هاربا من مشاعره التف نحوها قبل أن يغادر ويمنحها ويمنح حاله العزله تأمل معالم وجهها الحزين وكاد أن يعود إليها إلا أن قسۏة قلبه قد غلبته , فغادر مغلقا الباب خلفه
خطي بخطوات سريعة متجها نحو غرفة مكتبه فكذا هو يهرب من مشاعره وسط أعماله وصفقاته أنكب فوق ملفاته ولكن تلك المرة لم يستطيع ان يهرب من ذكري اخري أقتحمت فؤاده , ليتذكر حبيبته التي فقدها بسبب الماضي المرسخ داخله
فضحك بعمق وهو يحادث نفسه انت فاكر نفسك انك حبيت اميره ياعامر انت مكنتش عايز غير حبها ليك وبس
وتذكر عبارتها الأخيرة إليه قبل رحيلها من حياته مرددا عبارتها بابتسامه ساخرة حب التملك
