اخر الروايات

رواية غرام العنقاء الفصل الثالث 3 بقلم داليا احمد

رواية غرام العنقاء الفصل الثالث 3 بقلم داليا احمد 




الفصل الثالث

لا تحاول أن تنصف والدتك على زوجتك، خاصةً إذا لم تكن امرأتك مخطئة، لا تتنازل عن كرامة زوجتك، يجب أن تعرف أن كرامتها من كرامتك وتقديرك لها مثل تقديرك لأمك.
*****
أخيرًا انتهت من آخر امتحان لديها .. يا إلهي تعبت كثيرًا من إيجاد الكتب والمذكرات من صديقاتها بالكلية وأخيرًا ساعدوها بقدر المستطاع.. أما ملابسها فكانت ترتدي ملابس أختها فاتن وأحياناً ترتدي من ملابسها القديمة .. وتشتري علاجها أول بأول

توجهت خارج الجامعة .. آثار الحمل بدت عليها.. ولكن ملابس شقيقتها تظهر جسدها الذي امتلئ قليلاً من الحمل .. أوقفت سيارة الأجرة كي تذهب إلى منزل والدها و همت بفتح باب السيارة لكن تفاجأت بيد تكبلها و تمنعها ..
اصطدمت بزوجها بعينين غاضبتين تلقي نظرات كحمم البركان الثائر! كادت أن تصرخ به فكتم صرختها بنظرة منه تعرفها جيدا, حاولت الهروب منه أو المقاومة.. ولكنه سيطر عليها بيديه ليأخذها لتركب معه سيارته بدلا من سيارة الأجرة التي أوقفتها

صاح غاضبًا:
-برضو عملتِ إللي في دماغك وروحتي الامتحانات !

هتفت بغيظ:
- و ينفع إللي أهلك عملوه فيّ ده ؟؟

زفر بضيق:
-أنا أهلي أحسن ناس يا كاميليا وأنتِ عارفة كده

هتفت بصوت مبحوح:
- مراتك تتطرد ويحاولوا يمنعوها تروح الامتحان وتقولي همّ أحسن ناس !! ده يرضي ربنا يا سامح !!!

ثم أردفت بقهر:
-أنا حرفياً الشهور إللي فاتت دي إللي أنت مسافر فيها شوفت فيهم الجحيم .. تحكمات من أهلك ومامتك بهدلتني وكنت مجبرة أخدمها وخصوصيتي انعدمت

نظر إليها قائلًا بسخرية:
-أمي مش بتأذيكِ في حاجة على فكرة.. ويلا علشان نرجع بيتنا

همست بعناد:
- مش هرجع معاك يا سامح

همس بخبث:
- لا هترجعي .. أنتِ اتجننتي ولا إيه ؟ إزاي مش راجعة.. أنتِ عايزة باباك يتعب بقى !

بعيون دامعة بريئة:
- حرام عليك بقى أنا تعبت.. أنت حتى مش حاسس إن أهلك غلطوا فيّ وبهدلوني

زفر بنفاذ صبر:
- كاميليا.. أنا واحد لسه راجع من السفر جيت.. سلمت عليهم وجيت لك على طول.. وأنتِ بدل ما ترجعي معايا بيتك بتقولي أهلك وعملوا وهمّ بيقولوا إنك ضايقتيهم

صاحت بنفاذ صبر :
- يقولوا اللي يقولوه ... أنا اتهانت...كنت بستحمل كل ده عشانك... وأنت !!!
أنت فين من كل ده !!

همس بنبرة هادئة:
- كاميليا يلا نرجع بيتنا نتكلم فيه

ردت من بين أسنانها :
- مش راجعة معاك يا سامح...مش راجعة بعد إللي أهلك عملوه فيّ

ارتفع صوت رنين هاتفها فردت عليه، لتجد شقيقتها فاتن .. تنهدت بارتياح لتجيبها سريعاً وهي تصف لها مكانها وبعد قليل كانت فاتن تقف أمامهم قائلة :
- كاميليا إحنا مش كنا مروحين سوا

أمسكت كاميليا يد شقيقتها تستمد منها القوة قائلة:
-أيوة يلا

أمسكها سامح من كتفيها بحزم :
- كاميليا أنتِ هترجعي معايا

نفضت نفسها سريعاً وهي تنكمش بحضن اختها هامسة برفض:
- لأ أنا هروح مع أختي

رفعت فاتن حاجبها قائلة بنبرة ساخطة:
- سمعت ولا تحب تعيدلك الكلام !

نفخ سامح حانقاً موجهاً حديثه إلى فاتن:
- مالكيش دعوة بيها أنتِ.. أنتِ بتحبي تقويها عليا

اجابته شقيقتها بحرقة :
- لا ليّ .. ليّ عشان دي أختي.. أختي اللي أهلك بهدلوها..

رفعت كاميليا عيناها إلى زوجها قائلة مدافعة :
- سامح ماتقولش كده عن فاتن... وهي ولا بتقويني ولا حاجة ... أنا بقولك كده من نفسي..وياريت كفاية كده احنا في الشارع

هتفت فاتن وهي تنظر إلى هاتفها قائلة بحزم :
- يلا يا كاميليا أنا طلبت أوبر

ذهبت معها كاميليا وتركت زوجها وحده يشعر بالاستغراب .. فهو توقع أن يرجع من السفر فيجدها تعود معه إلى منزلهم وليس العكس !

والدتك ليست أفضل من زوجتك ، ولا تقارنهم إطلاقاً ببعض لأنه لا يوجد مقارنة ، وإذا لم يكن لديك العدل والحكمة لتنصف زوجتك فلا تتزوج من الأساس.

تذكر أنك ذهبت أنت وأمك لتطلبوا يد هذه الفتاة وحاربت كثيراً لتوافق وتقنعها بأن تأتي لتعيش معكم.

فأقل واجب تفعله أن تكرمها وتحتضنها ، ولا تندمها وتقتلها نفسياً.
____________
في المساء..

ذهب سامح إلى منزل كاميليا.. ليسلم على والدها وبالطبع تعامل وكأن لا خلاف بينه وبين كاميليا كما نبهته والدة كاميليا وتركوا والدها بالغرفة ينام متعباً من أثر العلاج .. فخرج سامح ليجلس مع جدها وأمها :
- ينفع كده يا جدو !
ينفع يا ماما اكون راجع من السفر وجاي آخد مراتي وعاملها مفاجأة وهي ترفض وتسيبني !!

هتف الجد بعتاب :
- وينفع برضو يا سامح إللي اهلك عملوه فيها !!
ده يرضي ربنا يعني ؟

ليقص عليه سريعاً ما حدث

همس سامح بحرج :
- أنا ما كنتش اعرف إن كل ده حصل... أنا عارف إن كاميليا ما قصرتش معاهم...همّ بس بيحبوها ويمكن مش قصدهم يعني

قاطعته امها بحدة :
- ما تقولش بيحبوها بس.. همّ لو بيحبوها يمنعوها تروح امتحان مهم !!
يطردوها !
ده امتحان.. أنت عايز بنتي تسقط !!

هز رأسه بنفي :
- لا والله يا ماما مش كده..طب ممكن اتكلم مع كاميليا

استدعاها جدها لتجلس مع زوجها فعاتبته كاميليا بقهر وهي تلكزه على صدره :
- أنت عارف إني حامل ... هو أنا مضطرة اخدم و اطبخ واغسل وامسح واكوي عشانك وفي الاخر أمك طردتني من البيت هي واختك وياخدوا مني مفاتيحي .. أنا مش هرجع معاك غير لما مامتك وأختك بنفسهم يجو ويعتذرولي في بيتي وقدام اهلي !

- كاميليا مالوش لزوم كل ده ! على فكرة
أنتِ عارفة أهلي بيحبوكي

صرخت بغضب:
- مالوش لزوم ازاي؟؟
بقولك اهلك طردوني
عارف يعني إيه !!!

همس سامح بنبرة حانية:
- طب ممكن تهدي... وأنا هعملك اللي أنتِ عايزاه..بس أنتِ عارفة أمي ست كبيرة وكده

ردت كاميليا بنفاذ صبر :
- سامح أنا مش مجبرة اخدم اهلك ولا اعمل كل ده !
أنا كنت بعمل كده عشانك .. وبقول من أجل عين تكرم ألف عين
كنت بقول مش مهم اعتبريها زي امك
لكن توصل بيها لدرجة إني أعمل أكل لأختك وعيالها كمان !!!
الموضوع وصل بيهم كواجب وإجبار
مش مجرد مساعدة مني لهم بحب

- عارف يا حبيبتي وأنا هخليهم يجولك لحد عندك يصالحوكي

حاول تهدئتها ثم أردف سامح برقة شديدة وصوت هادئ محاولًا إقناعها مستخدمًا تلك الطريقة القديمة التي كانت تظهر قبل الزواج فقط :
- أنتِ عارفة إني بحب أهلي وبحبك أنتِ كمان بس دول أهلي يا كاميليا واللي مالوش خير في أهله مالوش خير في حد ..

- وبالنسبة انهم منعوني اروح الكلية وأنت مش موجود !!

- وأنا رجعت اهو ومش هسمحلهم يعملوا كده تاني

- طيب ... أنا هقوم اطمن على بابا

احترامك لأمك ليس على حساب كرامة زوجتك ، ولا يحق لأمك إيذاء زوجتك ، ولا يجب إعطاء الأفضلية لوالدتك على حساب زوجتك ، أو العكس.

عندما يكون هناك شغل للمنزل أو اعمال الطبخ في منزل والدتك ، أمك و أخواتك من يقوموا بالخدمة ، وليس زوجتك ، وعندما ترفض زوجتك فهذا حقها ولا عتاب في ذلك؛ حتى لا يفرض عليها فيما بعد ويتحول إلى واجب.

إذا كانت هي من نفسها تريد مساعدة أهلك ، فلا مشكلة، بل تكرم من أجل هذا ، لكن لا تخدمهم وكأنه واجب عليها.
______________
في اليوم التالي

كانت أمه وإخوته يجلسون بالصالون ويعتذروا لكاميليا عما بدر منهم من أفعال.. لتهمس بعدها سميحة شقيقته إلى أمها "سماح" بغيظ :
- والله لولا إني بحب سامح ما كنت اعمل كده .. بس ملحوقة.. خليها تصدق إننا فعلا بنصالحها بس وحياة أمها لأخليها تندم

لتهز امها رأسها موافقة على كلامها .. وهي تبتسم بتمثيل إلى أهل كاميليا

بينما سامح جلس مع زوجته في غرفة المعيشة وحدهم .. لكي يتصالحان كما طلبت أمه من الجد..

- هتفضلي زعلانة كده ؟
مش أنا عملتلك اللي أنتِ طلبتيه

هربت بأنظارها بعيدا عنها هامسة بتوجس:
- وأنا إيه يضمنلي ؟؟
أنت مبقتش تحبني يا سامح

زفر زوجها بضيق:
- وهو أنا لو مش بحبك هرجع من السفر مخصوص عشانك !
ده أنا سيبت شغلي هناك ورجعتلك أهو

- رجعت عشان عرفت إني اتخانقت مع اهلك بس ومسمعتش كلامهم

- خلاص متزعليش بقى.. أنا خليتهم يصالحوكي أهو

ليناولها صندوق به هدايا كثيرة لها أحضرها معه من السفر :
- شايفة جبت لكِ إيه معايا..

شعرت بالسعادة، فالصندوق به كل أنواع مستحضرات التجميل المفضلة لديها والعطور المميزة التي تعشقها :
- الله يا سامح .. كل ده علشاني

ابتسم بنعومة:
-وحشتيني على فكرة

تطلعت إليه بعتاب :
- وأنت كمان بس برضو زعلانة منك.. عشان أنت زعقتلي في الموبايل

اقترب منها هامسا بابتسامة وهو يخطف منها قبلة سريعة على خدها الناعم:
- متقلقيش هصالحك

ليقول بنعومة وهو يرفع وجهها إليه :
-مش هتيجي معايا على شقتنا بقى..نتكلم على انفراد أكتر .. ولا أنتِ عجبك الكلام هنا !

تلعثمت بخجل شديد :
- أيوة بس محدش هيمنعني تاني من الكلية لما الإجازة تخلص!

وعدها بحزم :
- ولا حد يقدر يا كوكي

- ماشي..
_______
بعد مرور عدة أيام

ارتدت فستان قصير اشتراه لها سامح من الخارج .. كانت تبدو جميلة به جدا .. فاتنة حتى بعد كل شيء مرت به .. وضعت مساحيق تجميل رقيقة على وجهها بلمسات ناعمة جدا وتركت شعرها الأسود الطويل منسدلا على ظهرها .. ثم خرجت إلى زوجها تجلس معه وهو يشاهد المسلسل الذي يتابعه :
- إيه رأيك؟ لبست الفستان اللي جبتهولي معاك من دبي

نظر لها قائلا بتنبيه وهو يرمقها بعينيه البنية القاتمة:
- قمر يا حبيبتي .. مع أنك تخنتِ شوية عن الأول.. حاولي ترجعي تخسي تاني

أخفضت عينيها الرمادية بإحراج:
- طبيعي يا حبيبي عشان حامل وكده

صاح سامح بزهق :
- لا باقي جسمك نفسه تخنتِ عن الأول .. محتاجة تخسي

ردت بتلعثم شديد:
- بجد ! حاضر هبقى أعمل دايت

رد عليها بوجه ممتعض:
- وكمان يعني حاولي تشوفي حل للهالات السودا اللي بقت تحت عينيكِ دي.. اتغيرتِ أوي يا كوكي في الحمل

تنهدت بتعب:
- وهو أنا بلحق أنام ولا أريح !! ما هو من طلباتك وطلبات أهلك و طلبات شقتنا وكمان مذاكرة وتعب

زفر سامح بضيق وهو يعبث بشعره الاشقر قائلاً:
- و ده برضو سبب مقنع إنك متهتميش بالهالات اللي بقت عندك ؟؟ مش شايفة شكلك بقى عامل ازاي.. وأنتِ بتحطي كونسيلر يداريها .. لا يا حبيبتي بدل ما أنتِ تحطي كده عالجيها الأول

ردت بتلعثم شديد :
- حاضر يا سامح..هجيب سيرم أو كريم للعين كويس وهعمل دايت

همس بعدها بتهكم :
-وحاولي تعالجي آثر الجرح اللي في صباعك من السكينة ده

هتفت مدافعة عن نفسها:
- ده من المطبخ عند مامتك وأنا بطبخ اتعورت من المبشرة .. عموما هشوف كريم للآثر بتاعه مع إنه صغير أوي مش باين يعني

قهقه بسخرية:
- لا باين ما أنا شايفه .. جدعة شوفي كده كريم كويس للآثر بتاعها .. حسسيني إني متجوز ست بجد

تقسم أنها سمعت صوت قلبها ينكسر في تلك اللحظة .. يا إلهي على وقع تلك الجملة عليها .. ومن من؟!
من زوجها!

أحياناً يصبح جرح الكلمة أقوى من جرح السكين

من تلبس ثوب جميل تنتظر من يقول انها كالقمر .. من تشعر بالوحدة تنتظر من يقول إنني بجانبك .. الشخص الذي يقدم خدمة للآخرين ، في انتظار من يقول شكرا .. ومن يخاف من الغد ينتظر ما يقول له اطمئن.

لا تبخل بالكلمات الحلوة للناس .. ما دمت قادرًا على قولها

وان كنت لا تريد ان تقول لهم تلك الكلمات وتهز ثقتهم بأنفسهم؛ فلا تنطق بحرف جارح من الأساس !
_____
كانت تتحدث مع فاتن أختها عبر الهاتف وأثناء حديثها معها سألتها :
- تونا متعرفيش نوع سيرم كويس للعين أو كريم عين كويس؟

ردت فاتن بدهشة:
- ليه أنتِ لا عندك تجويف تحت عيونك ولا خطوط !

هزت رأسها بنفي:
- لا بس بقى عندي هالات سودا

رفعت حاجبها بدهشة:
-نعم ؟؟ عندك إيه !! هو أنتِ بتسمي دي هالات.. يخرب عقلك أومال أنا أبقى إيه .. ده أنا من كتر السهر والمذاكرة قربت أبقى باندا

-ما هو سامح قالي محتاجة تعالجي الهالات اللي عندك

زفرت بانزعاج:
- سامح .. آه قولتيلي.. وقالك إيه بقى كمان سامح

- وكمان هروح چيم عشان أخس شوية هو طلب مني كده

ضحكت بسخرية :
-والله سامج ده آخر واحد يتكلم .. بكرشه ده مبيشوفش نفسه يعني

- عيب يا فاتن..ما تقوليش عليه كده وكمان بلاش سامج دي بتضايقه

صححت لها قائلة:
- لأ هو اسمه سامج فعلاً

لتضيف صارخة بجنون:
- وبعدين عيب عليكِ أنتِ يا كاميليا ما تشوفي نفسك بقيتي عاملة ازاي .. يعني هو مسمي دي هالات ومحتاجة تتعالج وعايزك تروحي چيم تخسي وأنت أصلا جسمك حلو أوي كده .. وچيم ازاي أنتِ حامل

- معرفش بقى هو قالي حسسيني إني متجوز ست بجد

أجابتها بغيظ:
- كنتِ رديتي عليه قولتيله وأنا أحلى ست في الدنيا

كاميليا بشرود:
- فاتن ما يمكن كلامه صح

-قومي بصي لنفسك في المراية يا كاميليا بالله عليكِ

ثم أردفت بضيق:
- أنتِ مش ست إزاي !! يا بنتي ده أنتِ مفيش حد مبيقولش عليكِ غير إنك جميلة الجميلات.. إلا كلب البحر اللي أنتِ متجوزاه اللي بيحاول يخليك تفقدي الثقة بنفسك

صرخت كاميليا ببكاء :
- أنتِ مش بتسمعي هو بيقولي إيه .. أنا عايزة أبقى حلوة عشان محدش ينتقدني

- تبقي غبية والله العظيم .. الحاجات دي طبيعية جدا كلنا كبنات مفيش واحدة فينا كاملة

ثم أكملت غاضبة:
- أومال لما تخلفي وشكلك يتغير وتتعبي أكتر وأكتر هيعمل فيكِ إيه.. ردي عليه وأحرجيه بعد كده

- بحس يمكن كلامه صح .. مامته بتقولي نفس كلامه

- دول غيرانين منك يا غبية

- تفتكري !

- والله العظيم أنتِ زي القمر
________
بعد مرور عدة أيام

بعد أن أنهت كل شغل المنزل .. طلبت من زوجها بهدوء:
- سامح أنا عايزة أروح أزور بابا في المستشفى .. ماما قالتلي إنه اتحجز وتعبان اوي

تدخلت أمه في تلك اللحظة فجأة بينهم :
- هو أنتِ كل شوية تروحي تزوري أبوكِ.. ما تشوفي شغل البيت الأول

تجاهلتها قائلة لزوجها بأدب:
- سامح بعد إذنك عايزة أروح أزور بابا

لم تجبها حماتها الا بـمصمصمة شفتيها بامتعاض ثم قالت:
- هو أنا مش رديت عليكِ الأول ؟

- ماما عندها حق يا كاميليا شوفي شغل البيت الأول

هزت رأسها ودموعها تتساقط بعنف:
- ده بابا يا سامح !!! بقولك بابا تعبان.. أنت بتهزر

تدخلت شقيقته سميحة قائلة:
- ما تشوف مراتك يا سامح بتعلي صوتها .. واضح إنك مش عارف تحكم على مراتك خالص ولا تمشي كلمتك عليها

نظر إلى زوجته بحدة وهو يشير اليها بإصبعه علامة الصمت :
- في إيه يا كاميليا مالك

لتزفر بغضب منفجرة.. بعد أن تعدى كل حدود النذالة معها:
- هو أنت بتعمل راجل عليّ أنا بس .. ده إللي أنت شاطر فيه

هتف بعصبية شديدة :
- قصدك إيه !!! طب مفيش نزول يا كاميليا من البيت ..

ردت بعناد وهي تُشيح بوجهها عنه:
- لا هنزل ده بابا .. حرام عليك

ردت حماتها بتجاهل :
- هو مش جوزك قال لك مفيش نزول .. ابقي كلمي أبوكِ في التليفون اتطمني عليه.. وكلمة كمان هخليه ياخد منك التليفون

خطر ببال شقيقته سميحة المتزوجة شبه المقيمة معهم بالمنزل فكرة شيطانية خطيرة :
- ما تاخد منها التليفون .. هي كده هتكلم أختها فاتن الحرباية دي اللي بتقعد تتكلم عن حقوق المرأة والكرامة وتخليها تيجي تاخدها هي وأخوها الصغير

صرخت بها مدافعة :
- اخرسي أنتِ متقوليش كده عن أختي .. أنا أختي أحسن منك بكتير .. متجيبيش سيرتها على لسانك

صاحت أخته ببراءة مصطنعة :
- شايف قلة أدب مراتك يا سامح !! ده أنا أختك ومقدرش أعلي صوتي عليك .. ده أنا بعملك حساب على طول وبحترمك

نظر لزوجته نظرة أرعبتها قائلًا بكل قسوة :
- أنتِ إزاي تتكلمي كده مع أختي ؟؟ هاتي التليفون ده كده يا كاميليا.. لا فيه تليفون ولا نزول لمدة أسبوع ولو فكرتي تنزلي من ورايا تبقي طالق..

بلعت ريقها بهلع ؛ لقد قال كلمة ما أصعب وقعها على آذانها :
- لو خرجت هبقى طالق !!! ليه بتقول كده .. ليه تحلف بكده غلط

هتف بصوت خال من أي رحمة:
- أيوة لو خرجتي تبقي طالق يا كاميليا..

نظرت له بصدمة.. وعدم تصديق ؟!!

تخيل أنك تعطي قلبك ومشاعرك وحبك ووقتك وآمالك وضحكك لشخص، يسرق منك في النهاية كل شيء وأنت تشعر بخيبة أمل؟

يتبع....


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close