اخر الروايات

رواية وجه في القلب الفصل الثالث والثلاثون 33 والاخير بقلم جويرية احمد

رواية وجه في القلب الفصل الثالث والثلاثون 33 والاخير بقلم جويرية احمد 


الحلقة الأخيرة




تجد في كل صفحة الوجه مرسوم على طرف الصفحات, رسمت وجهه ألاف المرات وفى كل مرة تبتسم وتتعجب من نفسها برغم السنين والفراق مازال يسكن أعماق قلبها, تاه في الحياة وانقطعت أخباره ولكن حرصت أن يكون ظله في قلبها, دون أن تدرى ترسم صورته عندما تحزن وعندما تفرح وفى الوحدة والغضب والخوف والرضا والإحباط وفى كل حال؛ تنتبه من شرودها على صورته أمام عينها ولكن أين ذهبت هذه المرة لتعود وتجد صورته مرسومة. مرت خمسة عشرة عام في لحظات أمام عينيها منذ كانت في السادسة عشر تحلم أن تكون مصممة ديكور حتى حققت حلمها وعاد صاحب الوجه المحفور في قلبها,مرت بالكثير من الألم والحزن والسبب الحب, كم أنت مظلوم أيها الحب.

سلبني أبى حلمي لأنه يحبني ويعرف مصلحتي وسلبني رياض حريتي وشخصيتي لأنه يحبني ويريد راحتي, وسلبني يوسف قلبي وروحي وسعادتي لأنه يحبني ويخاف أن يظلمني بظروفه القاسية تجاهل الثلاثة عقلي وفكري وما أريد, سلبوني رأيي وطموحي باسم الحب واتخذوا أهم قرارات في حياتي دون إذني, ولكن هل هذا هو الحب ؟ أعرف جيداً لماذا ضحيت بحلمي من أجل والدي فهو والدي ومن حقه عندي أن أكون ابنه بارة به, ولا أشعر بالندم لتحقيق حلمه, وأعلم جيداً لماذا ضحيت من أجل رياض لأنه كان زوجي و من حقه عندي أن أكون زوجة صالحة ولست نادمة على وقوفي بجانبه, ولكن يوسف لماذا أسامحه وأنسى ما سببه من ألم؟ أنه أنت أيها الحب ذلك الشعور الذي يملك القلب ويجعله يدق باسم من يحب وينقلنا من الأرض لنحلق في السماء مع الطيور ويجعلنا نسامح وننسى كل إساءة ونشعر بالفرح والسرور لمجرد القرب من ذلك الشخص الذي احتل القلب, تنهار كل حصوني لمجرد رؤية وجه المحفور في قلبي ويذوب كل ألم مع ابتسامته العذبة, أشعر بالأمان والدفء في قربه ويحلق قلبي فى دنيا الأمل والسعادة لأنه في حياتي .

بسمة : اللي واخد عقلك يتهنا به, يوسف طبعاً, محدش قدك خلاص حبيب القلب رجع وتم المراد من رب العباد

هدى (تبتسم ) : يا سلام عليك يا بسمة كده تخضيني

بسمة : سرحانة في إيه تاني ؟ مش خلاص القلب ارتاح والفكر راح

هدى : أنت بتألفي أغاني من ورايا ولا أيه ؟

بسمة : معذورة يا دقدق, اللي يشوف الابتسامة الحلوة والوش المنور لازم يقول أحلى شعر, أخيراً رجعت هدى بتاعة زمان, الابتسامة الصافية والعيون اللي بتلمع من السعادة والورد اللي على الخدين

هدى : يا حبيبة قلبي أنت اللي قمر منور, دائماً رافعة معنوياتي في السما, مش عارفة من غيرك كان حصل لى إيه؟

بسمة : ربنا يسعدك كمان وكمان, أنا حاسة إنى طايرة من الفرح علشانك

هدى : ربنا يخليك,هم الولاد فين أتأخروا كده ليه؟

بسمة : اياد وكارين راحوا صالة البينج, أما كريم فيوسف قابله وراحوا ملعب كرة القدم, كان نفسي تشوفي كريم عمل إيه لما شاف يوسف.

هدى : عمل إيه ؟

بسمة : جرى عليه ونسى الدنيا ولما ندهت عليه قال لى: سلام يا خالتو هخلص الماتش وهحصلكم, دا يوسف طلع حكاية الولد اتعلق بيه أوى

هدى : يوسف ما شاء الله عليه,عرف يدخل قلبه ويصاحبه, في أسبوع واحد شغل عقله,عارفة كريم في البيت مش بيبطل كلام عن يوسف, مرة يقول علمني حركات جامدة في الكورة, ومرة تانية دا بيعوم بسرعة وبيعرف كمان يعوم في البحر الكبير, ماما أنا عاوز أروح معاه البحر الكبير, وشوية ويقول عمو يوسف حكى لى عن أماكن جميلة نفسي أروحها, دا عمو يوسف قوى جداً دا اصطاد سمكة القرش ويفضل يحكى ويتكلم عن يوسف وكأنه سوبرمان .

بسمة : الحمد لله كنت خايفة يعمل مع يوسف زى ما عمل مع رائف

هدى : كريم لما جه يسلم على رائف كان رائف بيشرب العصير وكريم نط عليه وهز الكوباية في إيده العصير وقع على هدوم رائف ورائف مؤدب ما تكلمش بس بص لكريم نظرة جامدة قوى خلت كريم خاف منه جداً وكرهه من ساعتها, لكن يوسف نزل لمستوى كريم صاحبه وبيلاعبه وبيعلمه حاجات ميعرفهاش وخصوصاً إن كريم ملحقش يعرف باباه, وانا طبعا مقدرش ألعب دور الأب والأم في وقت واحد وعرف يوسف يملى الفراغ اللي عند كريم, أنا فرحانة قوى إن كريم فرحان وبيحب يوسف, وزاد حبي واحترامي ليوسف كتير جداً بعد اللي عمله مع كريم

بسمة : ايه يا بنتى ده كله, والله أنت اللي طيبة ومفيش منك, مش كفاية أنك سامحتيه على السنين اللي فاتت كده وبمنتهى
البساطة تعيشي في العذاب سنين علشان قرار غلط أخده لوحده, فيه حد يعمل كده ويقول علشان بحبك وخايف على مصلحتك.

هدى : يا حبيبتي أنا سامحته من قبل ما يجي ولا حتى أعرف أسبابه وظروفه

بسمة : ليه إن شاء الله ؟

هدى : علشان أقدر أعيش, لأني مقدرش أعيش وفى كره لحد في قلبي وقلت لنفسي كل اللي حصل في حياتي تدبير ربنا عز وجل وأكيد هو الخير

بسمة : يعنى إيه يا فيلسوفة زمانك ؟

هدى : يعنى لوكنت دخلت فنون تطبيقية ما كنتش هقابل يوسف, ويمكن لو اتجوزت يوسف من سنين كان كلامه طلع صح والمشاكل حطمت حبنا وانتهت القصة بالفشل الحمد لله أنا راضية عن نفسي ومبسوطة وفرحانة بتحقيق حلمي وبرجوع يوسف ومجرد ما اعترف لي بحبه كل الحزن والألم والفراق نسيته ومش فكراه . عاوزة أفرح, عاوزة اضحك, عاوزة أغنى, عاوزة أبوسك مش عارفة ليه ؟وتضحك

بسمة "تضحك" : يا لطيف يا لطيف

يوسف يجرى وكريم خلفه, يمسكه كريم من الخلف فيديره يوسف ويرفعه ويمسكه يضحك يوسف ويضحك كريم

يوسف : يلا يا بطل أدينا وصلنا عند ماما

كريم "يجرى كريم ويلقى بنفسه في حضن هدى" : ماما حبيبتي

يوسف : السلام عليكم

هدى وبسمة : وعليكم السلام, اتفضل يا دكتور

كريم : شفتي يا ماما عمو يوسف علمني حركة جديدة جامدة جداً دخلت بيها حته جون خرافة

هدى : برافو عليك يا بطل

كريم : ماما نفسي أروح مع عمو يوسف اسكندرية علشان نعوم في البحر الكبير, هو وعدني انه هيوديني البحر لو أنت وافقت
هدى: يعنى تسافر وتسيب ماما لوحدها

كريم : لا يا ماما تعالى معانا, وعمو يوسف عنده بنت صغيره ممكن تلعبي معاها, وافقي يا ماما ربنا يخليك, أنا نفسي أروح مع عمو يوسف, دا حكى لي على أماكن حلوة أوي وأنا عاوز أروحها معاه.

هدى "تنظر ليوسف وتبتسم ثم تحتضن كريم": حاضر يا سيدى طالما هتكون مبسوط أنا هوافق .

كريم : هاه .....وقفز وقبل هدى .... أمال فين أياد ؟

بسمة : في صالة البينج . عاوز تروح له؟

كريم :أيوه يا خالتو هوريه الحركة الجديدة.

بسمة : طب يلا بينا نروح سوا, عن أذنكم

يوسف "اقترب من هدى بنظرة حب وحنان": وحشتيني

هدى "أحمر وجهها من الخجل": يوسف لو سمحت

يوسف "وقد اقترب أكثر وهمس برقة" : قمر وأنت مكسوفة, بحبك وبموت فيك

هدى "توهج وجهها من الإحمرار": يوسف لو سمحت الناس هتقول إيه ؟

يوسف : واحد بيحب واحدة وبيموت فيها ونفسه يتجوزها, تحبي أقوم وأقول بعلو صوتي بحبها, بحبها يا ناس, بحبها عمري كله ونفسي توافق تتجوزني "وهم بالقيام"

هدى : اعقل يا مجنون

يوسف : هو أنت خليتي فيا عقل, أنا خلاص تعبت من الوحدة والانتظار وقلبي ما مش مستحمل تاني فراق

هدى : مش لما نتفق الأول

يوسف : قولي يا حبيبتي كل حاجة هتقوليها موافق عليها .

هدى : يعنى لو وافقت, مافيش وحدة ولا تفكر وتاخد قرارات مع نفسك

يوسف : يا حبيبتي أنا تعبت من الوحدة ومش ممكن أكرر غلطتي اللي ندمت عليها تاني, أنت شريكتي في كل حاجة, أنا نفسي أحس بالأسرة واللمة والمشاركة .هاه ايه تانى؟

هدى (بترقب ) : بالنسبة لشغلي غير المكتب الهندسي, هقطع الأجازة وأرجع الكلية وكمان بروح مستشفى بابا أشرف عليها عندك مانع

يوسف : لا ما عنديش أى مانع, اشتغلي اللي أنت بتحبيه بس

هدى : بس إيه؟

يوسف : يعنى جوزك حبيبك هتسبيه لوحده في البيت يستني ؟

هدى : لأ طبعا ً, إطمن شغلي مش هيأثر على البيت والأولاد, ولو حسيت إ ن الشغل هيأثر على البيت هأخد أجازة تانى, وبعدين أنت تقدر تخفف الحمل و تساعدنى في إدارة المستشفى

يوسف : لأ, دي مستشفى للمخ والأعصاب داخلى أنا إيه ؟ وولاد عمك قايمين بالواجب وزيادة, شدي أنت حيلك وخلصي ديكورات العيادة علشان أشوف حالي ومستشفى المخ والأعصاب ماليش دخل بيها, في حاجة تاني

هدى : أيوة

يوسف : موافق, موافق كل اللي أنت عاوزها موافق عليه

هدى "تبتسم وتتكلم بخجل": فاضي أمتى علشان تيجي تقابل بابا؟

يوسف "تهلل وجه من السعادة" : دلوقت حالاً, وهم بالقيام

هدى : أنت مستعجل بجد؟ طب خليها بكره أكون كلمت لك بابا.

دخلت إلى الشرفة تستنشق عبير البحر الجميل تتخلل النسمات جسدها لتملؤه بالسعادة والنشاط مازالت تحاول الشمس فرد أشعتها على الكون لتملؤه بالدفء والنور, مولد نهار جديد يتبدد الظلام يجمع ثيابه القاتمة التي احتلت السماء ليحل نور الشمس ينشر الأمل والابتسام, تلمع الأضواء على صفحة البحر الهادئ الكبير وتتقاذفها الأمواج وكأنها ضحكات خرجت لتشق الصمت الطويل وتنشر السعادة, تحملها النسمات وتلقى بها عليها فتبستم ويطير شعرها الطويل يرقص مع النسمات .بدأت تشعر ببعض البرد وقبل أن تتحرك أحست بالدفء الجميل فقد تحرك واحتواها بذراعيه وضماها اليه بحنان, تنفست في هدوء وأرخت رأسها على صدره وسمعت دقات قلبه تهتف باسمها, وابتسمت فقد تحقق حلمها وأصبحت معه في بيته الجميل

يوسف : القمر كان سرحان في إيه؟

هدى : كان سرحان في حبيبه

يوسف : سعيدة

هدى : ياه يا يوسف’ كلمة سعيدة قليلة أوى عن اللي حاسة بيه, قول طايرة من السعادة والفرحة

يوسف:"يرفع بيدها ويضع عليها قبلة رقيقة"

بندم على كل لحظة عشتها بعيد عنك, وأمنية حياتي أنك تكوني سعيدة مرتاحة

هدى : على فكرة أنا مش بحبك زى الأول

يوسف : بأه كده, بردوا بحبك وبموت فيك

هدى : أنا بحبك أكتر من الأول مليون مرة, من يوم ما تجوزت نسيت الألم والأحزان واتلونت حياتي بأجمل الألوان, حسيت معاك بالحب والحنان وعرفت طعم الأمان, اديت لحياتي معنى وطعم ولون, وكل يوم بيزيد حبك في قلبي أكتر وأكتر

يوسف : أنت حبيبتي شمس حياتي نورتي ضلمة أيام ودفيتي برودة أيامي, مليتي دنيتي بالفرحة بابتسامتك ورقتك وحنانك

تيم"خمس سنوات": ماما ماما

هدى : أهلا حبيبي صح النوم, وإيه دا كمان لازم لما يصحي أنت كمان تقومى يا بسمة؟

يوسف : بسمة حبيبة بابا "يفتح يديه لتندفع في حضنه"أيوه يا حبيبتي مش توءم

هدى : طب شوف باقي الفريق صحى من النوم

كريم : كويس أوى إنكم صحيتوا, يلا نفطر على البلاج

هدى : بدرى كده استنى شوية

كريم : استنى إيه ؟دا ما صدقت الأجازة تيجى ونيجى اسكندرية . نفسي أنزل البحر وبابا وعدني يعلمني صيد السمك

نور : أنت مش قلت هتعلمني ركوب العجل ؟

كريم : طب يلا اجهزى بسرعة

هدى : يعنى قررتوا ننزل كل واحد يختار يعمل إيه؟

نور : هساعد ماما في تجهيز السندوتشات

كريم : هحضر الحاجات اللي هنخدها معانا البلاج

يوسف : هلبس تيم وهسرح لبسمة شعرها

هدى : اتفقنا يلا على البلاج

سطعت الشمس لتغمر الدنيا بأشعتها الدافئة وازاحت أخر ظل للظلام لتنشر السعادة والحب والأمان

تمت بحمد الله

*********************
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close