رواية وجه في القلب الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم جويرية احمد
الحلقة التاسعة والعشرون
تدقيق أملائى ولغوى الكاتبة والأديبة فاير فلاى
بسمة : إزيك يا هدى عاملة إيه ؟
هدى : الحمد لله, فين نادر والولاد
بسمة : عند والدة نادر وهيجوا كمان شوية عند بابا, وحبيب قلبى كريم فين؟
هدى : يا دوب لسة نايم من خمس دقايق
بسمة : الحمد لله أنت كويسة وكريم بخير, خضتينى كان صوتك متوتر أوى في التليفون
هدى : النهاردة أغرب يوم في حياتي
بسمة : حصل إيه ؟ اتكلمي على طول ما تلعبيش بأعصابى
هدى : أنت عارفة إن مجدى من يوم الحادثة وهو اللي ماسك المستشفى وبيعمل كل اللي هو عاوزه من غير رقيب ومن غير ما يرجع لحد
بسمة : هو مسك المستشفى بعد رياض الله يرحمه ما توفى في الحادثة وأنت كانت حالتك خطرة وسافرتى أمريكا تتعالجى مع عمى شاكر و طنط هند وكريم وفضلتم خمس شهور لحد ما ربنا نجاكى وشفاكى الحمد لله
هدى : عليكى نور, خمس شهور كاملين وهو مسئول عن المستشفى
بسمة : إيه المشكلة ؟
هدى : المشكلة إن المستشفى بقت خرابة, هو عكس رياض الله يرحمه تماما بيتعامل بطريقة وحشة مع الدكاترة والموظفين وبيعمل مشاكل كتير جداً لدرجة إنه طفش أحسن دكاترة وموظفين وخلاهم سابوا المستشفى وعمل مشاكل مع مفتشين وزارة الصحة والضرايب وفى أسبوع واحد اكتشفت بلاوى ملهاش عدد دمر المستشفى وفيه تجاوزات كتير جداً
بسمة : وأنت ما وجهتهوش بكل المشاكل دى ؟
هدى : وجهته طبعا وأنكر كل حاجة وكلمني بطريقة وحشة جداً
بسمة : وأنت سكتي على كده؟
هدى : طبعا لأ, وقفته عند حده وقولت له يرجع وظيفته كمدير مالي وبس وده إكراماً للمرحوم رياض وعينت معاه موظف محترم جدا علشان يساعده والقرار يكون بينهم هما الإتنين
بسمة: اتصرفتى كويس وخلصتي من المشكلة
هدى : لأ طبعاً مش هتصدقي عمل إيه ؟ طلبني للجواز
بسمة : يتجوزك مش معقول وهو أصلا متجوز وعنده أولاد وأنت رديتى عليه؟
هدى : أيوه واعتذرت له وقولت له إنى مش هتجوز ومش ممكن أتجوزه
بسمة : وهو سكت على كده
هدى : تخيلى حصل إيه ؟ لاقيت حماتي طالعه وقالت لى كلام عمري ما كنت أتخيل أنى أسمعه وبدأت هدى في البكاء
بسمة : يا حبيبتى أهدى وفهمينى قالت إيه؟
هدى "تحاول أن تتماسك وتمسح دموعها": قالت لى إزاي أرفض ابنها وإن المفروض واحدة في ظروفي أرملة وبتربى طفل عنده سنتين اوافق من غير تفكير وأنا اللى أترجاه علشان يشوف مصالحي ومصالح ابنى,وإزاى أعين واحد معاه لأنه أكتر واحد أمين على مال ابن أخوه, والأغرب من كده إنها عايزانى أتحبس في البيت زى رياض ما كان حبسنى في البيت وإن البيت بيتها وممنوع أخرج أو أدخل إلا بإذنها . وهددتني إن لو اتجوزت هتاخد كريم منى ومش هتوافق إنى أتجوز غير مجدي وإن ده أمر .
بسمة : معقول, ليه كل ده ؟ وأنتى قولتي لها ايه؟
هدى : ما قلتش أى حاجة, برغم كل شىء هى صعبانة عليا. رياض أكبر أولادها وصدمتها فيه كبيرة, ومقدرة أوى إنها زعلانة ومصدومة ولازم أتحملها
بسمة : وهتعملى ايه ؟
هدى : أنا خلاص عملت, جمعت شوية حاجات ليا ولكريم وسبت الشقة وهقعد أنا وكريم مع بابا وماما .
بسمة : طب وبقية حاجتك ؟ والشقة دى شقة ابنك
هدى : الشقة مش باسم رياض دى باسم والده يعنى أنا وكريم ملناش حاجة أما العفش فوالدة رياض رفضت إنى أخد أى حاجة منه وأنا مش عايزة حاجة كفاية إنى أخرج من السجن اللي كنت فيه,كل حاجة فى الشقة بتفكرنى برياض وذكريات كتيرة نفسى أنساها وهحاول ابتدى من جديد من غير ذكريات بتجرحنى
بسمة : ربنا يوفقك, المهم أنك أنت وابنك تكونوا بخير’ طب ممكن أساعدك إزاى ؟
هدى : أنا محتاجة هانى وعمرو أخواتك يكونوا معايا, أظن خلصوا الامتياز والتكليف, وجه وقت إنهم يقفوا معايا وفي الأول والآخر المستشفى دي بتاعتنا كلنا .
بسمة : طبعا يا حبيبتي لازم يقفوا معاكي ونشوف حل للمشاكل, أنا هنزل أتكلم معاهم وإن شاء الله من بكرة الساعة ثمانية في المستشفى .
هدى : إنزلى افتحى الموضوع وأنا نازلة وراكي على طول
تبدل هدى ملابسها وتوقظ كريم ليلعب مع أولاد بسمة وقبل أن تغلق باب الشقة
مراد : إزيك يا دكتورة هدى, عاملة إيه؟
هدى : الحمد لله بخير , إزيك وإزاى شاهى والأولاد
مراد : الحمد لله بخير, ويداعب كريم إزيك يا بطل عامل إيه؟
شاهى "بصوت عالى": الله الله واقف هنا بتعمل إيه؟
مراد "يكتم غيظه من شاهي ويحاول أن يكون طبيعي حتى لا يحرج هدى" : إيه يا شاهي مش واخدة بالك دي الدكتورة هدى وكريم, تعالى سلمى عليهم
شاهى : أه هدى ازيك, عامل ايه؟ "ووجهت كلامها لمراد" طب إنزل أنت على ما سلم على هدى لحسن وحشانى أوى . يستأذن مراد وهو في قمة الغضب من تصرف شاهي وطريقة كلامها المستفزة
هدى : الحمد لله بخير
شاهي "التي وجدت فرصة لتسمع هدى بعض الكلام الموجع": معلش يا هدى أنت بنت خالي ولازم أنصحك . أنت دلوقت أرملة وكل حركة محسوبة عليكي خلى بالك من تصرفاتك حد غيري يشوفك وأنت واقفة بتتكلمي مع مراد هيقول إيه ؟أنا بثق فيكي جداً لكن الناس؟ أنت فهمانى طبعاً
هدى "تمسك أعصابها بقوة فهي لا تريد استفزاز فيكفيها ما لاقت اليوم من والدة رياض": مرسى يا شاهي على النصيحة مش عارفة من غيرك كنت هعمل أيه ؟
تنصرف شاهى الى مراد وتقابل هدى أولاد عمها هاني وعمرو وتتفق معهم على العمل في المستشفى وفى الصباح يقدم مجدي استقالته كنوع من الضغط على هدى لتفشل من دونه .يخرج مجدي ويدخل عمرو وهاني فستقبلهم هدى وتشرح لكل منهم دوره والخطة التي وضعتها لتستعيد المستشفى مكانتها, تبدو هدى نشيطة تتحرك في كل مكان تجرى الاتصالات وتوزع المهام وتعيد ترتيب المستشفى وتعيين الموظفين وتفحص التالف وتطلب المواد الناقصة وتستبدل الهالك وتكلف مجموعة من الموظفين لحل المشكلات المتراكمة وإيجاد حلول سريعة وفعالة لإنقاذ المستشفى لم تعد هدى الساكنة الحالمة, ثار داخلها بركان من الإصرار على النجاح وتحقيق الذات لن تفشل لن تكون لعبة في أيدي الاخرين ستكمل مشوارها وتحقق طموحها
بسمة : أخبارك إيه يا جميل؟ مش معقول النهاردة عيد ولا إيه ؟ محدش بيشوفك ولا بيسمع صوتك
هدى : المستشفى واخدة كل وقتى بحاول أرجعها زى ما كانت, شغل نهار وليل, مجدي سابها مركبة غرقانة وعليها مشاكل ملهاش حصر, بس الحمد لله اتحلت معظم المشاكل وأقنعت عدد كبير من الدكاترة إنهم يرجعوا تاني يشتغلوا في المستشفى والدنيا ابتدت تتظبط وعمرو وهاني هما كمان بذلوا مجهود كبير جداً والحمد لله قطعنا شوط كبير والمستشفى بقت أحسن من الأول وكمان انشغلت في الدكتوراة كانت بتخلص على شوية الوقت الفاضى, بس دلوقتى فضيت لك يا جميل
بسمة: الحمد لله دا كان كابوس وخلص, وأنت ما شاء الله عليك وشك رجع ينور وعنيك بتلمع من الفرحة
هدى "تخرج نفس عميق" : كنت حاسة إنى غرقانة في بير ومش عارفة أخرج منه, والحمد لله مرت بسلام
بسمة : كنت عايزة أتكلم معاك في موضوع كده ؟
هدى : قولي من غير مقدمات
بسمة : يعنى مر على وفاة رياض أكتر من سنتين . وأنت لسة في عز شبابك, ولازم يعنى....
هدى : يعنى إيه ؟ في إيه ؟
بسمة : في عريس
هدى : لأ متقوليش... "وتضحك"
بسمة : بتضحكى على إيه ؟ هو أنا قلت نكتة .
هدى : معلش ماتزعليش, دا تالت عريس يتقدم الأسبوع ده
بسمة : يا سلام يا سلام من العرسان دول
هدى : هقولك بس أوعدينى ما تقوليش لحد
بسمة : أنت عارفة سرك في بير
هدى : الأسبوع اللي فات جه مراد المستشفى وقال لى إنه عايز يتجوزنى وقال إنه معجب بيا من أول مرة شافني فيها في فرحك وطلبني من بابا بس بابا رفض لأنى كنت بادرس
بسمة : وبعدين
هدى : ولا بعدين ولا قبلين قاطعته ومخلتهوش يكمل و قلت له إنى مش ممكن أوافق أبداً وإنه زى أخويا وشاهي أختى وطلبت منه إنه ما يفتحش الموضوع تاني ولا يتكلم فيه, وهو احترم رغبتي
بسمة: ومين التانى ؟
هدى : بشمهندس معتز
بسمة : وقلتي له إيه ده كمان؟
هدى : نفس الكلام اللي قولته لمراد وإن مراته ست هايلة ومحترمة وأنى لغيت موضوع الجواز ده من تفكيري
بسمة : طب ليه؟ العريس التالت مش متجوز ولا عنده اولاد . اسمعى بس هقولك
هدى : مش هسمع حاجة, أنا مش عايزة أتجوز وعندي كريم وهو دنيتي كلها خلاص كبر وبقا راجل عنده أربع سنين, وكمان عندي طموحات وآمال مدفونة ولازم أخرجها وأحقق حلمي, كده كفاية أوى المستشفى ورجعت أحسن من الأول وهانى وعمرو بيديروها أحسن منى والدكتوراه وخلصتها وعلقت الشهادة في المكتب والحمد لله حققت حلم والدي وشفت السعادة في عينيه, وجه الوقت إنى أرجع للألوان والتصميمات وحلمي اللي أتأجل سنين طويلة
