رواية ذنوب علي طاولة الغفران الفصل السابع والعشرين 27 بقلم نورهان العشري
بسم الله الرحمن الرحيم
الإثم السابع و العشرون ❤️🩹 بعنوان " أثمان باهظة"
+
قُدت حروف الألم بشواظٍ مُشتعِلة فوق جُدران القلوب.
تروي فجيعة نعامةٍ هلِكت برائتها وتناثرت دمائها بين أروقة الدروب .
فالعشق كان إثمها، والشجو بات عُقبها، والقهر مارس فُحشة كسافحٍ لا رادع له، ظالمٍ لا يهوب.
لا البوح يقدر أن يفِ، والصمت لم يكُن وفي، والدمع طوفانه سخي لا تكفه فيض الصبوب.
تُرى هل من سبيل لـ نجاتنا؟ وثوب الروح أضحى هالكًا بُليت خيوطه ولفقتها إجثام الندوب!
أم أن الشِقاق بات رفيقنا برحلةٍ تأبى الفناء وهي غارقة بـين أوحال الذنوب؟
بالله أُناشدك يا قلبٌ ما أذلني سواه ألم يحِن الوقت كي تهجر العشق وأن تتوب؟
4
نورهان العشري ✍️
1
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
كان يعمل على جهاز الحاسوب الخاص به و إذا برنين هاتفه يتعالى فالتقطه مُجيبًا
ـ ايوا يا متر.
+
لحظات وتبدلت ملامحه للصدمة التي تحولت لغضب مقيت جعل عروق رقبته تبرُز بشكل مُخيف وهو يُزمجر بشراسة
ـ بتقول ايه؟
+
المحامي على الطرف الآخر
ـ زي ما قولت لحضرتك مدام أشجان اتنازلت عن المحضر ضد زوجها.
6
ـ بتقولي ايه يا أشجان؟ ازاي قبلتي تتنازلي عن المحضر ؟
+
هكذا تحدثت سوزي حين أخبرتها أشجان بما اقدمت عليه لتقول الأخيرة بلهفة
ـ مكنش ينفع اعمل غير كدا.
+
سوزان باندهاش
ـ لا معلش يا بنتي فهميني أصل انا حاسه ان مخي وقف.
1
صمتت أشجان تتذكر ما حدث قبل يومين من الآن
+
عودة لوقت سابق
+
ـ شايفة يا أشجان. شايفة اللي عملتيه في جوزك أبو ولادك ؟ اهو بسببك مش هيرجع شغله تاني.
+
هكذا هتفت مديحة بعويل قابلته أشجان بالاندهاش الذي تجلى في نبرتها حين قالت
ـ بتقولي ايه؟ انا مش فاهمة حاجه
+
ـ المحامي لسه مكلمني و بعد اتهامك ليه بالضرب و التعدي رفضوا الدعوة اللي كان رافعها و اتفصل من شغله خلاص.
+
صدمها ما حدث ولكنها رفضت تحمل ذنب ليس ذنبها حين قالت بتقريع
ـ يعني مش رفدوه من شغله عشان مسكوه في شقة مشبوهه، ولا عشان لما قبضوا عليه و عملوله تحاليل لقوه شارب قرف، ولا عشان ضربني لحد ما كان هيموتني!
2
مديحة بانفعال
ـ أنتِ شمتانه فيه! شمتانه في جوزك أبو عيالك يا متربية يا محترمة!
2
أشجان بحدة
ـ أنا مش شمتانه في حد. دا عدل ربنا.
+
لمحت مديحة ظل الطفل الذي يستمع إلى حديثهم لتقول بتمثيل
ـ تعالى يا أمجد تعالى شوف امك عملت ايه في ابوك و اتسببت في حبسه.
+
صُدِمت أشجان من حديث هذه المرأة و لكن الصدمة حين رأت العبرات تترقرق في مقلتي الصغير وهو يقول
ـ ماما أنتِ بجد عملتي كدا في بابا ؟
+
تجاهلت غضبها وحزنها على طفلها لتقول بحزم
ـ امجد ادخل جوا و تاني مرة متدخلش في كلام الكُبار.
+
رأت في عيني طفلها التمرد ولكن كان للحظة تبددت ليحتل العتب نظراته و بالنهاية استمع الطفل إلى حديثها واندفع إلى الخارج لتهتف مديحة بغضب
ـ كمان بتشخطي في الواد و محدش مالي عينك!
5
قاطعتها أشجان بحدة
ـ كفاية بقى أنتِ ايه مبتتعبيش! حصلت تستخدمي ابني ضدي و تقوميه عليا! مش كفاية خربتي بيتي. بس انا اللي استحق. انا اللي سكتلك لحد ما وصلتي للمرحلة دي. لكن خلاص كل شيء و له آخر، و اللي حصل دا انتقام ربنا. ابنك اللي كنتي بتعايريني بيه و بتتكبري بمنصبه على الناس اهو مبقاش له قيمة، و دا انتقام ربنا منك أنتِ وهو، و حقيقي تستحقوه.
3
عودة للوقت الحالي
+
ـ مكنش ينفع الوضع يفضل كدا. كان لازم اخلص و انفد بجلدي انا وولادي، وعشان كدا انا روحت للمحامي و قولتله اني موافقه أتنازل مقابل أنه يطلقني.
+
هكذا تحدثت أشجان بتعب فأشفقت عليها سوزان التي احتوت كفها بحنو تجلى في نبرتها حين قالت
ـ أنا مقدرة حالتك، و كمان حسيت من كلامك قد ايه الست دي وحشة.
+
أشجان بانفعال
ـ ماهو دا اللي خلاني عايزة اخلص. مينفعش افضل قاعدة هناك اكتر من كدا، و مينفعش افضل مربوطة بيه لما يبقى يخرج. انا تعبت حياتي كلها صعبة و متعبة و مبقتش قادرة اتحمل الضغط دا. نفسي افوق بقى.
1
سوزان بهدوء
ـ طيب خلينا نمشي خطوة خطوة أنتِ لما قولتي دا للمحامي هو قاله ايه ولا اتفقتي على ايه؟
+
ـ المحامي قاله اللي انا قولتهوله، و هو وافق، واول ما يخرج هنطلق.
2
سوزان باستفهام
ـ طب معلش. ماهو ممكن بعد ما يخرج يقولك مش هطلقك و تبقي رجعتي لنقطة الصفر من تاني.
1
أشجان بتعب
ـ مكنش في قدامي حل تاني غير كدا، و على فكرة انا متوقعة أن دا يحصل. لكن المرة دي أنا مش أشجان الضعيفة اللي هتستنى حد يجيبلها حقها. هروح ارفع عليه خلع من الصبح، و هستشهد بكل القرف اللي حصل دا و هطلق منه.
+
صمتت تقاوم عبراتها ولكنها في النهاية هزمتها و تدحرجت بقوة فوق خدها لتُتابع بقهر
ـ عارفة انا مشكلتي كانت ايه ؟ اني مصيري مكنش في أيدي، وكنت مستنيه دعم من الناس اللي مفروض أنا أهمها. بس اكتشفت ان محدش هيحس بالنار اللي انا عايشة فيها غيري، و اني كان ممكن اموت في لحظة زي اي كلب أو قطة في الشارع و محدش من أهلي يحس او يعرف، و دا اللي خلاني مش ناوية اعتمد على حد، و هسند نفسي بنفسي و لازم هو يشوف كدا عشان يعملي ألف حساب بعد كدا، وعشان كدا رجعت اعيش معاها تاني. عشان تشوف بعينيها اني مبقتش أشجان بتاعت زمان. الناس دي جبانة اوي. مش بتستقوى غير على الضعيف وانا مش ناوية ابقى ضعيفة تاني.
1
حاولت سوزان تهدئتها قائلة
ـ طب اهدي. ربنا أن شاء الله مش هيعمل حاجه وحشة.
+
ـ أنا واثقة في ربنا اوي، و عارفه انه مش هيخذلني.
+
سوزان بحنو
ـ طب اضحكي بقى عشان أنا مبشغلش ناس كئيبة و نكدية كدا عندي انا ست فرفوشة.
+
ابتسمت أشجان على مزحتها التي ذكرتها بكلماته في بعض المواقف، ولكنها راوغت ذكرياتها وهتفت بلهفة
ـ يعني خلاص من النهارده اعتبر نفسي بشتغل معاكي؟
+
احتارت سوزان بماذا تُجيبها، ولكنها أبدًا لن تستطِع التخلي عن هذه الفتاة التي تُذكرها بشقها الغائب عن روحها منذ زمن بعيد لذا اومأت برأسها وهي تقول بهدوء
ـ اعتبري نفسك بدأتي شغل من امبارح.
+
لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم💔
7
★★★★★★★★
+
للحظة شعرت بأنها قاب قوسين أو أدنى من الإنفجار كبالون امتلىء حتى لم يُعد هُناك به مجال لاحتمال نسمة هواء لتأتي شرارة واحدة و تجعل الحرائق تنشب بكل مكان دون أن تدع أي مجال للتفكير فيما اذا كان هُناك ضحايا ليس لها ذنب بشيء، و هذا كان حالها وهي تسلُك طريقًا لم يكُن عليها السير فيه أبدًا، ولكن كلمات هيام البارحة افقدتها كل ذرة تعقُل لديها
ـ والله انا ما اتمنيت لياسر حد غيرك. بس القلب و ما يريد يا روضة، وهو قلبه اختار.
+
و كأنه الكلمات ضربات قوية تُسدد إلى قلبها الذي من وسط صرخات ألمه هناك صرخات استنكار لهذا الهُراء من وجهه نظرها لتقول بانفعال
ـ دلوقتي بتقوليلي القلب و ما يريد اومال ليه لما سألتك في حاجه بينهم قولتي لا؟ جاية دلوقتي تقوليلي قلبه اختار! ليه عشمتيني؟
+
أخذ الذنب يقرض هيام من الداخل لتقول بتأثر
ـ متخيلتش أنه هيفكر يرجعلها تاني. هو أكدلي أنه خلاص شالها من دماغه، وقولت مش هيلاقي أحسن منك.
روضة بانفعال
ـ متكذبيش. أنتِ كل اللي يفرق معاكي اخواتك، و عشان كدا اتجوزتي عمي. عشان يعملهم بني آدمين و يخلي كل الناس تحترمهم.
+
كان رد هيام على حديثها أعنف مما توقعت، فقد قامت برفع يدها و هوت بصفعة قوية فوق خد روضة التي لم تُصدق ما حدث لتهتف هيام بشراسة أفزعتها
ـ أخرسي. قطع لسانك. انا اخواتي أحسن ناس في الدنيا، والناس كلها بتحترمهم بعمك أو من غيره. لما عمك وقع و كنتوا عايزين تاكلوه محدش شالوا غير ياسر و وقف جنبه، ودلوقتي هما شركا في كل حاجه، و يزيد مقبلش من عمك جنيه، و كان بيشتغل مع اخوه عشان يصرف على نفسه. اخواتي رجاله، و أنتِ فعلًا متستحقيش تكوني مرات الريس ياسر. انا نظرتي فيكي كانت غلط. بس الحمد لله ياسر فرملني في الوقت المناسب.
3
كان حديثها أشد وقعًا من الصفعة ليظل جسد روضة ينتفض من فرط الصدمة التي جمدت الحروف فوق شفتيها بينما عينيها أعلنت التمرد لتدفع بمياهها بغزارة أصابت قلبه هيام بالذنب مما جعل لهجتها تهدأ قليلًا حين قالت
ـ أنا عاملتك بما يُرضي الله و زي بنتي، اللي أنتِ قولتيه دا غلط كبير و محدش يقبل بيه. راجعي نفسك يا روضة، و خلي اليوم دا يعدي على خير.
+
نفض تلك الذكرى المقيتة عن رأسها وهي تتوجه إلى بيت غنى التي كانت كالفراشة التي حوى قلبها الصغير سعادة العالم أجمع فأخذت تدور بفستانها أمام المرآة غير مُصدقة فاليوم ستكون له، و بعد كل هذا العناء.
7
أطلت صابرين برأسها من الباب لتجد غنى تقف أمام مرآتها وهي مُغمضة العينين تتلو عبارات الحمد بصوت خفيض مما جعل قلبها ينتفض بين ضلوعها وهي مدهوشة من فرط سعادة ابنتها بهذا الزواج، فهاجمها ضميرها بشراسة كيف تسببت بفراقها عن هذا الرجل الذي تنازل عن كل شيء لأجلها؟
1
تراجعت عنها دون حديث و توجهت إلى حيث زوجها لتخبره بأنها ستذهب إلى بيت شقيقها لصنع طعام العشاء لأبنتها، و لم يمُر وقتًا طويل حتى سمع مرزوق صوت طرق على باب المنزل ليتفاجيء بوجود روضة امامه، فاستقبلها بود
ـ تعالي يا روضة يا بنتي اتفضلي.
+
روضة بنبرة مُتحشرجة
ـ غنى هنا يا عمو ؟
ـ اه طبعًا هنا جوا في أوضتها ادخليلها.
4
استمعت غنى الى طرق خافت على باب الغرفة، و حين فتحته تصنمت بمكانها حين شاهدت روضة تقف أمامها
ـ روضة!
+
دلفت روضة إلى الداخل بوجه مُغبر و عينين يشتغل بهم جمر الغضب و الألم الذي تجلى في نبرتها حين قالت
ـ مبروك يا عروسة.
+
ناظرتها غنى بشمولية، فقد بدت هيئتها مُدمرة بالكامل، وهذه العباءة السوداء التي ترتديها جعلتها تشعُر بنذير شؤم اهتز له قلبها، ولكنها تجاهلت كل شيء وقالت بجمود
ـ الله يبارك فيكي. اتفضلي اقعدي.
1
تقدمت روضة إلى المقعد الذي يتوسط الغرفة وعينيها مُثبتة على فستان الزفاف الذي كانت تتمنى لو أنها هي من ترتديه الليلة، ولكنها حُرِمت من أمنيتها الغالية، والآن ترى غيرها يتنعم بها
ـ فستانك شكله حلو اوي.
+
تلاحقت دقات قلبها خوفًا من حدوث أي شيء قد يُعكر صفو سعادتها لذا جاءت نبرتها مُتحشرجة حين قالت
ـ ربنا يخليكي عقبال فستانك.
+
انفلتت الكلمات من بين شفاهها حين قالت بنبرة مُلتاعة
ـ ماهو دا فستاني!
+
حاولت غنى التحلي بفضيلة الرد و إلتزام ضبط النفس وهي تُجيبها بجمود
ـ عمره ما كان هيبقى ليكي.
+
في الخارج كان ياسر يغلي من شدة الغضب، فهو يتصل بها منذ أكثر من نصف ساعة وهي لا تُجيب، فغزا القلق صدره ليُقرر مهاتفة والدتها و الإطمئنان عليها، ولكنه تفاجئ حين سمع صوت مرزوق يُجيبه
ـ ايوا يا ريس ياسر صباح الفل.
+
ـ صباح النور. صحيتك ولا ايه؟
+
مرزوق بسعادة
ـ لا ازاي بقى انت تتصل في أي وقت، وبعدين هو حد ينام في يوم زي دا؟
+
ياسر بخشونة
ـ ربنا يتمم على خير و كل حاجه تمشي تمام.
+
ـ أن شاء الله. قولي كنت عايز أم غنى في حاجه؟
+
ياسر بحرج
ـ لا . انا بس كنت عايز أسأل هي غنى لسه نايمة ولا صحيت؟ انا برن عليها مبتردش.
1
ـ لا نايمة ايه؟ دي صاحية من بدري، وحتى روضة بنت اخو الحاج جابر عندها.
+
تفاجيء ياسر من حديث مرزوق، و تذكر أنها منذ أن أعلم عن ارتباطه الرسمي بغنى لم يلتقي بها أو حتى تحاول الحديث معه، فلما ذهبت الآن إليها؟ ولكنه لم يدع الحيرة تتلاعب به ليقول بجفاء
ـ طيب أنا جايلك دلوقتي.
+
ـ تشرف يا ابني.
+
في الداخل تجهمت ملامح روضة و غامت عينيها بألم تجلى في نبرتها حين قالت
ـ طول ما أنتِ موجودة. دي كمالة الجملة بتاعتك.
+
زفرت غنى بحدة قبل أن تقول بجفاء
ـ مش عايزة أكون قليلة الذوق يا روضة بس ياريت اعرف أنتِ جاية ليه؟
+
روضة بتهكم مرير
ـ جاية اقولك كان عندك حق. طلعتي فعلا مبتسبيش حاجتك لحد، والأماكن اللي تخصك مهما غبتي عنها أثرك لسه موجود فيها.
+
ضاقت ذرعًا من حديثها الذي لا جدوى منه لتقول بنبرة مُغترة
ـ أنا مش فاهمة أنتِ عايزة ايه، و كلامك دا كله ليه؟ بس خلينا نتكلم عالمكشوف. ياسر بيحبني، و عمره ما حب ولا هيحب غيري.
+
هبت روضة من مكانها بغضب تجلى في نبرتها حين قالت
ـ كان ممكن يحب و يشوف غيرك، لولا أنانيتك و رجوعك تاني لحياته بدون أي وجه حق.
+
قابلت غنى حديثها الغاضب بآخر هاديء يشوبه الغرور والشماتة
ـ مين قالك كدا؟ انا مجرتش ورا ياسر ولا قولتله تعالى اتجوزني. ياسر هو اللي جه خطبني عشان بيحبني، و ميقدرش يعيش من غيري، ولا يحب غيري.
3
روضة بنبرة مُحترقة
ـ حتى بعد ما سبتيه واتجوزتي غيره؟
+
غنى بحدة
ـ حتى لو اتجوزت عشرين راجل غيره. كان بردو هيستناني و هيتجوزني. عارفة ليه؟ عشان عيونه مش شايفة غيري، و قلبه هو اللي جايبه لحد عندي، و مش بس كدا! دا وافق على كل حاجة أبويا طلبها منه، و عملي اللي متعملش لأي واحده في الحارة دي كلها. تحبي تسمعي اكتر عشان تعرفي أنه ميقدرش يعيش من غيري؟!
1
روضة بغضب و قلب يحترق من فرط لوعته
ـ أنتِ واحدة مغرورة و معندكيش قلب و لا تعرفي يعني ايه حب، ولو بتحبيه عمرك ما كنتي هتسبيه وتروحي لواحد تانيه غيره، وانا واثقة انه بكرة هيعرف حقيقتك وهو بنفسه اللي هيرميكي.
+
غنى بانفعال
ـ كفاية اوي لحد كدا و اتفضلي اطلعي بره. انا يدوب ابتدي اجهز . معلش مش عايزة اتأخر على عريسي لما ييجي ياخدني.
+
تراجع عن باب الغرفة مع نطقها لآخر جملة وقد استقرت كلماتها في أعماق قلبه الذي أصبح في مواجهة شرسة مع كبريائه الجريح جراء حديثها، فعاد إلى الصالة المتوسطة مرة أخرى ليجد مرزوق يخرج من باب الحمام وهو يقول
ـ معلش كنت بتوضا عشان اصلي الضحى. ثواني و هناديلك غنى.
14
ياسر بجفاء
ـ لا ناديلي روضة عشان نمشي. خلاص الدبايح جت ولازم أكون موجود. انا هستنى بره.
+
مرزوق باستفهام
ـ طيب مش كنت عايز غنى؟ استنى هناديهالك.
+
ياسر بجمود
ـ أنا هبقى أكلمها.
+
شعر مرزوق بأن هُناك خطب ما ولكنه لم يُعلق انما توجه إلى غرفة ابنته و دق بابها ليجد روضة التي كانت على وشك المُغادرة بمظهر مُريع جعل مرزوق يقول بلهفة
ـ مالك يا روضة يا بنتي ؟ أنتِ معيطة ولا ايه؟
+
كانت على شفير الإنهيار ولكنها قاومت لتقول بنبرة مهزوزة
ـ لا أبدًا انا بس فرحانه لغنى، فدموعي خانتني.
+
مرزوق بعدم اقتناع
ـ ربنا يسعدك يا بنتي. عمومًا الريس ياسر مستنيكي بره.
+
شعرت بالذُعر يزحف إلى أوصالها عن كيفيه معرفته مكانها لتترك مرزوق دون رد و تتوجه إلى الخارج لتجده يُدخن سيجارته، فتقدمت منه وهي تقول بخفوت
ـ ياسر.
+
ـ اركبي.
+
كلمة واحدة كانت تكفيها لمعرفة أنه غير راضي عن مجيئها إلى هنا. لذا لم تُطيل في الأمر إنما استقلت السيارة برفقته لينطلق على الفور دون أن يلتفت إلى الخلف ليرى نظرات غنى الغاضبة، فحين أخبرها والدها أنه في الخارج هرولت لرؤيته و إذا بها تراه يغادر مع هذه الفتاة دون أن يلتفت إليها.
+
ـ عرفت أن انا هنا منين؟
+
هكذا تحدثت روضة بخفوت ليتحدث ياسر بقسوة
ـ دي آخر مرة تسمحي لنفسك تتعرضي ليها بأي حرف. سمعاني؟
+
انهمر الدمع كالفيضان من عينيها لتهتف بألم
ـ انت ازاي قادر تكون قاسي معايا كدا بعد ما كانت فيك حنية الدنيا بحالها؟
+
ياسر بجفاء
ـ عشان أنتِ مقدرتيش دا و اتخطيتي حدودك و ادخلتي في حياتي.
+
روضة بانفعال
ـ أنا حبيتك و كنت بعتبرك كل حاجه ليا، ومكنتش شايفة اي حد في الدنيا غيرك، و كل اللي كان نفسي فيه..
+
قاطعها ياسر بقسوة
ـ أنتِ طفلة. مُراهقة. متعرفيش يعني أيه حُب. اللي أنتِ حساه من ناحيتي دا امتنان لموقف حلو أنا عملته معاكي، و للأسف كنت متخيل انك واعيه وكبيرة عشان تعرفي مكانتك عندي واني بعتبرك أختي الصغيرة.
+
دعست شاحنة كلماته على قلبها حتى حولته لأشلاء، فهتفت بنبرة محترقة
ـ بس هيام مقالتش كدا...
+
قاطعها ياسر بحدة
ـ هيام مش ولية أمري. انا عمري ما اتجاوزت حدودي معاكي وبعاملك كإنك أختي، و أنتِ ليكي عقل و تقدري توزني الأمور، و تتحكمي في حياتك لا هيام ولا غيرها يمشوكي، و يلعبوا بدماغك.
6
كان مُحقًا في حديثه، وقد شعرت في هذه اللحظة كم الإهانة التي عرضت نفسها لها لذا التفتت إلى الجهة الأخرى وهي تقول من بين عبراتها
ـ مبروك. ربنا يتمملك على خير.
2
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال💔
8
★★★★★★★★★★
+
كان ينهي بعض الأوراق حتى يتفرغ لسهرة الليلة، فلابد من تواجده برفقة أبناء عمومته، رغمًا عن عناده وغضبه كان قلبه يتمنى لو يلمح طيفها الليلة عله يروي هذا الشوق النهِم الذي يجتاح صدره تجاهها. أخرجه من شروده رنين هاتف مكتبه ليُجيب فإذا به يصُدم حين استمع الى الحديث على الطرف الآخر
أنهى مُحادثته وهو يتذكر ما حدث بينه وبينها ذلك اليوم أمام المشفى
+
عودة إلى وقت سابق
+
ـ ينفع اطلب منك طلب؟
+
هكذا تحدثت آسيا بخفوت، فأجاب بنبرة عابثة
ـ ينفع تطلبي كل اللي أنتِ عايزاه مش طلب واحد بس.
+
غزى الخجل ملامحها، ولكنها قررت أن تجعله يُساندها لذا قالت بخفوت
ـ أنا معرفش إذا كان ينفع اطلب منك دا ولا لا. بس انا عايزاك تستخدم علاقاتك و تخلي أمين يطول في الحبس.
+
كمال بحدة
ـ هو الحيوان دا قرب منك؟
+
آسيا بلهفة
ـ لا ملحقش. بس هو اصلا كان ظابط شرطة و اتقبض عليه في مكان مش كويس، وهو دلوقتي بيحاول يثبت أنه كان في مهمة. يعني تبع قضية هو شغال فيها، وبصراحة هو كذاب و واطي و حقير و ياما بهدل أشجان، وانا نفسي هي تخلص منه.
+
كمال باستفهام
ـ طيب ماتطلب منه الطلاق؟
+
احتارت بماذا تُحيبه ولكنها حاولت تجنب ذكر أي شيء يُسيء لعائلتها حين قالت
ـ من غير دخول في تفاصيل. الطلاق عندنا صعب، وماما مش من السهل أنها تتقبله، بلس أنه أشجان كمان عايزة تقف على رجليها و متحتجش لحد، ودا مش هيحصل طول ماهي شيفاه قدامها.
+
شعر بتحفظها أو خجلها من تلك العادات العقيمة بمجتمعهم لذا قال بتفهم
ـ حاضر. هعملك اللي أنتِ عايزاه. احنا بس نعمل تقرير طبي محترم، وانا اضمنلك اني هعلمه الأدب من اول و جديد.
+
شعرت بالغبطة لحديثه لتهفتف بلهفة
ـ بجد هتعمل كدا!
3
شملها كمال بظرات عاشقة ونبرة تُشبهها
ـ عشانك. هعمل اي حاجه عشانك.
+
عودة إلى الوقت الحالي
+
دوى ضجيج عشقها في قلبه الذي أضناه الشوق ليُقرر في لحظة جنونية مُهاتفتها متعللًا بمعرفته بتنازل أشجان عن البلاغ و احتمالية خروج زوجها في أي وقت. ليقوم بجذب هاتفه الجديد و النظر إلى اسمها بتردد للحظات قبل أن يتدخل القلب بقوته ليدفعه إلى الاتصال و قد كانت في هذه اللحظة تُجرب فستان السهرة التي سترتديه اليوم في الزفاف الكبير الذي سيُقام في حارتهم لصديقتيها و إذا بها تسمع رنين هاتفها فتوجهت إليه لتجد رقم غير مدون بسجل الهاتف، فقامت بالإجابة لمعرفة من المتصل
ـ ألو..
+
صوتها أرسل ذبذبات حسية إلى داخل قلبه الذي ارتج كمن أصابته صاعقة قوية زعزعت ثوابته، فلجأ للصمت لثوان كررت هي كلمتها و كأنها تحثه على الحديث و لأنها امرأة ذو كيد عظيم، فقد شعرت بأنه من المُمكن أن يكون هو المتصل وهذه هي فرصتها لإصابة هدف قاتل في منتصف المرمى لذا قالت بخفوت
ـ رؤوف؟
+
نجحت في تسديد سهم الغيرة المُشتعل في منتصف صدره الذي احترقت جميع قواعده، و اختل توازن جبهته الدفاعية ليهتف بحدة
ـ ايه هو البيه بيتصل يسمع صوتك ويقفل ولا ايه؟ ولا شكلك ادتيله استمارة ستة و شوفتي غيره؟
1
داخليًا ابتهجت حين علمت أنه المُتصل، ولكن كلماته اشعرتها بالإهانة لتُقرر رد الصاع صاعين ولكن على طريقتها حين قالت
ـ مين معايا؟
+
كمال بتهكم غاضب
ـ لا بلاش الجو دا؟ مش لايق عليكي دا بتاع عيال صغيرة ميكلش معايا.
+
آسيا ببرود ثلجي
ـ لا مش جو عيال صغيرة ولا حاجه ؟ بس انا فعلًا محيتك من ذاكرتي، و بصراحة متخيلتش انك تتصل عليا ايه هو انت مش كنت تقريبًا عايز تنسى انك عرفتني في يوم من الأيام؟ رجعت في كلامك بالسرعة دي!
+
غضب من حديثها الذي أصاب كبريائه ولكنه قرر أن يُحجم غرورها حين قال
ـ خيالك راح لبعيد اوي يا آسيا. متحلميش اوي كدا انا متصل عليكي عشان اقولك أن اختك راحت اتنازلت عن المحضر اللي عملاه في جوزها، و بكدا مينفعش يفضل محبوس.
2
تلاشى كل الأقنعة التي كانت ترتديها ليرتعب قلبها من حديثه، و تهتف متناسيه كل شيء
ـ كمال أنت بتقول اي؟ يعني الحيوان دا بره السجن دلوقتي ؟
+
لو كانت أطلقت عليه وابل من رصاص برودها و غرورها و تكبرها لم تكُن ستُصيب قلبه بمثل ما لهفتها فعلت. إضافةً إلى نطقها لاسمه بهذه الطريقة التي جعلته يقول باندفاع
ـ اهدي متخافيش لسه مخرجش. المحامي كلمني وقالي أنها اتنازلت. لكن مقالش أنه خرج.
+
على الجانب الآخر كانت آسيا تشعر بالذُعر من تجني هذا المُجرم على شقيقتها لذا سارعت بإنهاء النقاش قائلة
ـ تمام. شكرًا عشان قولتلي. انا هتصرف.
+
كان له رأيًا آخر، فلم يكُن يُريد إنهاء الأمر بهذه البساطة لذا هتف بجمود
ـ هتعملي ايه؟
+
كانت تائهه لا تدري ما الذي عليها فعله لذا قالت بتشتت
ـ هشوف هي عملت كدا ليه الأول، و بعد كدا ربنا يحلها.
+
لم يمنع الكلمات من المرور عبر شفتيه حين قال
ـ لو احتاجتي حاجه كلميني. انا موجود.
+
تأجج جُرحها منه في هذه اللحظة مما جعلها تقول بنبرة يشوبها العتب
ـ متتعبش نفسك أنت كتر الف خيرك لحد كدا، وكفاية انك اتصلت و بلغتني.
+
اغضبه حديثها الذي تخبره من خلاله بأنها لا تحتاج له، و كل شيء يحدث معه حتى شعوره العميق تجاهها والذي لا يستطيع مقاومته ليهتف بحدة
ـ عندك حق كفاية لحد كدا ابقي روحي اجري على حلال العُقد خليه يحلهالك.
5
و كأنه أعطاها بنفسه السلاح الذي ستُهاجمه به، وهي كعادتها لن تترك الفرصة دون أن تستغلها لذا قالت بنبرة توحي بأنه ارشدها إلى وجهتها الآمنة
ـ أه تصدق صح. رؤوف. انا هكلمه اكيد هو هيساعدني. عن اذنك..
1
أغلقت الهاتف في وجهه بعد أن ألقت بارود كلماتها ليتفجر بقلبه الذي جعله يزمجر بشراسة وهو يضرب بقوة على المكتب الخشبي أمامه، فقد هُزِم أمامها للمرة التي لا يعرف عددها.
+
اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي💔
8
★★★★★★★★★★
+
ـ أنتِ اتجننتي ولا حاجه؟ تروحي تتنازلي و تخرجي الحيوان دا من السجن، و بعدين تقدمي استقالتك من شركة انترناشيونال زي دي عشان تشتغلي طباخة في مطعم!
+
هكذا صرخت آسيا وهي تنظر إلى أشجان التي كانت تتجهز أمام المرآة استعداداً للفرح المُنتظر لتُجيبها بهدوء
ـ أنا ادرى باللي يناسبني، وبطلي عصبية انا فهمتك انا عملت كدا ليه ممكن بقى تفهميني؟
+
آسيا بانفعال
ـ افهم ايه؟ افرض اتهبل و أذاكي أنتِ ولا الولاد؟
+
أشجان بمرارة
ـ اللي زي أمين دا جبان، ولازم هيعمل حساب اللي اتعمل فيه الفترة اللي فاتت، و بعدين هو مش هيلحق. انا خلاص كلها يومين وهروح الشقة اللي جنب مدام سوزان. بطلي قلق بقى خلي اليوم يعدي على خير. انا تعبت.
+
آسيا بنفاذ صبر
ـ أنتِ عنيدة. بس خلي بالك احنا كلامنا لسه مخلصش، و موضوع الشغل اللي بتهربي منه دا لسه هنتكلم فيه. عن اذنك..
+
توجهت آسيا إلى غرفة ضي التي انتهت الفتاة المُختصة من تزيينها لتبدو جميلة للغاية، ولكن هذا الجمال يشوبه عينين يتجلى بهم الخوف و الرهبة مما هي مُقدمة عليه لتلتفت إلى آسيا التي هتفت بإعجاب
ـ يا بت يا ضي ايه القمر دا؟ يخربيتك مخبية الحلويات دي فين؟
1
اخفضت نظرها إلى الأرض تحاول محاربة جيش من العبرات يهدد بإفساد كل شيء لتقول بنبرة مُتحشرجة
ـ حلويات ايه اي بس؟ داني رچليا مش شيلاني، و حاسه اني شوية وهجع من طولي.
+
اقتربت آسيا تحتويها بين ذراعيها بحنو و هي تقول بمؤازرة
ـ اجمدي كدا، و خليكي جدعة، و متخافيش وراكي رجاله. أنتِ مستهونة بينا ولا اي؟
+
استدارت ضي تناظرها بأعيُن يقطر منهم الألم الذي تجلى في نبرتها حين قالت
ـ اني جلبي بيرچف من الخوف، لو چتني النوبة وهو چاري هعمل ايه ؟ و هجوله ايه ؟ و لو سألني مين اللي بتهروبي منِه دا هجوله ايه؟
+
حاولت آسيا تهدئتها قائلة
ـ يا حبيبتي أنتِ مفكيش حاجة. أنتِ عاملة في نفسك كدا لية؟ و بعدين العمدة راجل محترم، و اكيد هيقدر انك كنتي ضحية لواحد حقير. دي حاجه انتِ ملكيش ذنب فيها.
+
ضي بأسى
ـ دا راچل يا آسيا و مش هيجبل أن مرته تتكشف على راچل تاني حتى لو محصلش اي حاچة. اني مرعوبة.
4
احتوتها آسيا بين ذراعيها وهي تقول بحنو
ـ يا حبيبتي مفيش حاجه. والله ربنا هيقف معاكي، وهتشوفي. قولي يارب.
1
ضي بتوسل
ـ يارب.
+
اللهم اغفر لي ذنوبي ، و خطيئتي و اخرجني من الدنيا كما دخلتها بلا ذنوب ولا عيوب اللهم اكتب لي لقائك و انا بدون ذنب و اجعل جنتك لي هي المأوي . اللهم اغفر لي ذنبي و خطيئتي و لا تتوفني إلا و قد غفرت لي كل ذنوبي 💔
7
★★★★★★★★★★
+
ـ غنى . ياسر جاي.
+
هكذا هتفت أشجان لتشعُر غنى بانقباضة في معدتها من فرط التوتر، فالتفتت تُلقي نظرة خاطفة على مظهرها الرائع، فبدت كالبدر الذي يتوسط سماء الليل بفستانها الرائع و الذي كان برفقتها عندما اشترته لتتذكر جملته حين أخبرته بأنها وجدت فستان أحلامها
ـ كل الفساتين زي بعضها لحد لما تختاري واحد منهم عشان أنتِ اللي هتحليه، و هتخليه مُختلف.
+
تأججت مشاعرها و اندفع الأدرينالين في جسدها لتشعُر به يرتجف من فرط اللهفة و التوتر الذي تضاعف حين سمعت صوت خطواته التي أصبحت بداخل الغرفة لتُغمض عينيها حين شعرت به يقترب منها ليُصبح أمامها مُباشرةً، و كأن عينيه أبصرت قطعة من الجنة كان هذا هو شعوره حينما وقعت عينيه عليها لتصمت جميع الأصوات و يغرق العالم في هدوء ساحر غلف الأجواء من حولهم، فقط هي وهو و عشقهم الكبير لتفتح عينيها بروية وإذا بها تقع على رجل أحلامها الذي أذاب هواه فؤادها، فقد كان وسيمًا بدرجة أهلكت قلبها الذي ارتج حين اقترب واضعًا قبلة دافئة فوق جبهتها قبل أن يقول باختصار
ـ مبروك.
2
كان هُناك شيء في نظراته و نبرته و لكنها تجاهلت ما شعرت به و تأبطت ذراعه التي مدها إليها ليتقدم بها إلى الخارج وسط تهليل و زغاريد من الأهل والأقارب و من بينهم هيام التي كانت ممزقة من الداخل جزء يشعر بالفرح العظيم لكونها أخيرًا رأت شقيقها يتزوج، و آخر يستنكر أن تكون هذه هي عروسه بعد ما حدث في السابق
ـ مبروك يا أم حماده. عقبال ما تفرحي بحماده يارب.
1
هكذا تحدثت صابرين إلى هيام التي كان الكُره يتساقط من عينيها و نبرتها حين قالت
ـ فرحانه يا صابرين؟
+
فطنت صابرين إلى ما ترمي إليه هيام ولكنها تجاهلته وقالت
ـ طبعًا فرحانه ومفرحش ليه؟ بنتي بتتجوز.
+
هيام بمرارة
ـ والله وقبل كدا لما كان جه طلبها منكوا مش كان عايز يتجوزها بردو ؟
+
حاولت صابرين المراوغة قائلة
ـ ياختي يا هيام أنتِ قلبك اسود اوي. مكنوش كلمتين اتقالوا في لحظة غضب. دا ياسر دا زي ابني والله.
+
هيام بنبرة مُحتقنة بالغضب
ـ زي ابنك! مش دا ياسر اللي دعيتي عليه يجيلي متقطع تحت عربية! مش دا ياسر اللي قولتيلي عليه دا صايع و أبوه كان خامورجي و ميستحقش بنتي! دلوقتى بقى زي ابنك؟
4
تفاجئت صابرين من المرارة التي تقطر من كلمات هيام التي تابعت بتحذير
ـ خدي مني الكلمتين دول و علقيهم في دماغك. ياسر حتى لو خد بنتك، فهو لا هيبقى منكوا ولا هيستعناكوا. أصل يا حبيبتي العين متعلاش عن الحاجب، وانتِ فاهمة انا اقصد ايه؟ اقعدي بالعافية يا أم العروسة..
4
تركتها هيام تحترق غضبًا و ندمًا وتوجهت إلى العرس الكبير، و في الناحية الأخرى كان رحيم يناظر ضي بانبهار لم تُخفيه عينيه وبالمقابل كان الخوف يسكن عينيها ليتقدم هو منها دون حديث و لكن يديه كانت حانية وهي تُمسك بخاصتها وعينيه أيضًا ليخرج بها إلى خيمة النساء و كذلك فعل ياسر ليترك كُلًا منهما زوجته و يتوجه إلى خيمة الرجال، فهتف عمر حانقًا
ـ أنا مش فاهم ايه الفرح الغريب دا؟ اشمعنى الستات في مكان والرجالة في مكان؟
+
يزيد بتهكم
ـ أبو لهب وأبو جهل قال ايه كل واحد فيهم مش عايز حد يشوف عروسته.
8
عمر بسخرية
ـ و دا ايه أن شاء الله ؟
+
يزيد بحنق
ـ نوع من أنواع المُحن. لسه طالع جديد
6
عمر بملل
ـ انا مش فاهم عملوا فرح ليه؟ عشان يحنسونا.
+
يزيد بتحسُر
ـ اهو زمان البنات خاربينها رقص واحنا قاعدين نتفرج على الشنبات اللي تقطع الخميرة من البيت دي.
1
كانت الأجواء رائعة و الفرح يعم على الجميع و لكن هناك من ابى الفرح زيارته، و تولى القلق ذلك، فقد كان يُريد أن يُعنفها بقوة على كل هذه الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها في حق قلبه
+
عودة إلى وقت سابق
+
كان يدور حول نفسه كالوحش الجريح لا يعلم ما الذي عليه فعله، فقد وقع تحت طائلة حالة جنونية من الغضب الذي يحاول كبح جماحه حتى لا يرتكب جريمة نكراء ولكنها لا تساعده، فقد تفاجيء حين دلفت سلمى إلى الداخل وهي تُمسِك بيدها عدة ملفات تخص العمل، فاستفهم بجفاء
ـ فيهم حاجه مهمة؟
+
ـ دا البريد المتأخر كله، و الفايل اللي هتناقشه في الاجتماع بتاع بكرة.
+
اومأ برأسه بصمت لتهتف بلهفة
ـ أه و أستقالة أشجان البنت اللي معانا في السكرتارية. معرفش حضرتك هتوافق ولا ايه؟ و خصوصًا أنها مأخطرتناش قبل ما تمشي بفترة كافية..
+
برقت عينيه بصدمة سُرعان ما تحولت لغضب أسود شاب نبرته حين قال
ـ نعم! استقالة مين؟
+
مظهره كان مُخيفًا مما جعلها تقول بلهفة
ـ أشجان.
+
تقدم الى مكتبه يتفحص الاوراق بعصبية ليجد أنها بالفعل استقالتها، فغزا الجنون معالمه و هتف بشراسة
ـ هي بره؟
1
سلمى بلهفة
ـ مشيت. سابت الورقة و مشيت.
+
خالد بجفاء
ـ روحي على مكتبك.
+
تفاقم غضبه حتى صار كالأعصار الذي من شأنه الفتك بكل شيء حوله، فأخذ يحاول تهدئه أنفاسه الثائرة ليصدح هاتفه بالرنين، فالتقطه بعُنف تجلى في نبرته حين قال
ـ أنتِ كنتي عارفة أنها هتسيب الشغل؟
+
زفرت سوزان بتعب قبل أن تقول بهدوء
ـ لسه عارفة من شويه.
+
برزت عروق رقبته من فرط الغضب حتى كادت أن تنفجر كحاله حين صرخ بانفعال
ـ والست الهانم مشيت ليه؟
+
سوزان بجمود
ـ هتهدى نتكلم ولا هتفضل تزعق كدا كتير؟
+
صرخ بهياج
ـ سوزاااان. جاوبيني. مشيت ليه؟
+
سوزان باختصار
ـ مش مرتاحة.
+
خالد بصدمة
ـ نعم؟
+
سوزان بجفاء
ـ مقالتش غير كدا، و على فكرة هي مُصرة جدًا على قرارها لدرجة أنها عندها استعداد تشتغل اي حاجه المهم تبعد عن الشركة.
+
أخذ يدور في المكان كالوحش الهائج وهو يقول كمن طاله مس من الجنون
ـ أنا مش فاهم حصل ايه؟ انا مقربتش منها. انا حتى كنت بتجنب ابصلها. هي بتعمل كدا عشان تجنني صح؟ هي قاصدة االي بتعمله دا؟!
+
سوزان بحدة
ـ أهدى يا خالد شويه. البنت متلخبطة و كل اللي طلباه أنها تاخد قرارتها بهدوء من غير أي ضغط.
+
خالد باستهجان
ـ قرارات ايه اللي تاخدها من غير أي ضغط! دي كل قراراتها زفت الزفت. أنتِ عرفتي انها راحت اتنازلت عن المحضر!
+
سوزان بنفاذ صبر
ـ عرفت. بس هي عندها وجهة نظر هي مش غبية هي بس محتاجة تاخد فرصتها أنها تمشي حياتها بإرادتها، و البنت اتصرفت صح عشان ولادها.
1
خالد بجفاء
ـ وهو انها تخرج المجرم دا من السجن في صالح ولادها؟
+
ـ لا بس هي اتفقت مع المحامي يقوله أنها هتتنازل مقابل الطلاق، وهو وافق.
+
خالد بشراسة
ـ على أساس أنه راجل بتتفاوض معاه؟ دا حيوان.
+
ـ حتى لو هو منفذش وعده هي ناويه ترفع خلع، و تخلص منه. ممكن تهدى بقى، وتفكر بعقل.
+
خالد بانفعال
ـ دي واحدة مُستفزة هي خلت فيا عقل!
+
سوزان بمرح
ـ الجميلة غلبت الوحش. دي نهاية متوقعة. متتعصبش اوي كدا.
+
خالد بجفاء
ـ ليكي نفس تهزري؟
2
سوزان بتعقل
ـ خالد انت ذكي اوي مشكلتك عصبيتك و اللي لما تكون لحاجه تخصها بتلغي عقلك وقتها. فكر كدا لشوية صغيرين أشجان بتهرب ليه و من ايه ؟ اذا كنت انت نفسك قولت انك حتى مبقتش تبصلها
+
توقف لثوان يحاول التفكير في استفهامها ليغزو عقله استنتاج من شأنه أن يُعيد دفته إلى بر الأمان مرة أخرى
ـ تقصدي ايه؟
+
ـ أقصد أن اكيد جواها حاجه بتهرب منها، و ذنب خايفة انها تقع فيها اكتر واكتر. ساعدها، و اقف جنبها حتى لو من بعيد.
+
هكذا تحدثت سوزان بتعقُل ليهتف بنفاذ صبر
ـ ارحميني أنتِ وهي كل شويه خليك بعيد عنها، ساعدها من بعيد لبعيد لما هطربق الدنيا على دماغكوا و هضرب جوزها دا طلقتين واخلص.
+
قهقهت سوزان على حديثه قبل أن تبدل لهجتها إلى بحدة مُفتعلة
ـ لا بقولك ايه انت روحك في أيدي. اه مانا مقولتلكش مش انا جبت بنت جديدة تشتغل معايا في عمايل المخبوزات اللي انت بتحبها..
+
صمت لثوان يستوعب حديثها قبل أن يقول بصدمة
ـ انتِ شغلتيها في المطعم معاكي!
+
سوزان بشماتة
ـ هعمل ايه في طيبة قلبي؟ البنت عايزة تشتغل في مكان محترم ان شالله حتى لو هتغسل مواعين المهم تبعد عن وشك.
4
برقت عينيه من فرط الدهشة التي تحولت لتحذير قاتم تجلى في نبرته حين قال
ـ انتِ أكيد مش هتعملي كدا صح؟
+
سوزان بسخرية
ـ كدا اللي هو ازاي يعني؟
+
خالد بتحذير
ـ سوزان. أنتِ مش هتخليها تتبهدل كدا ولا تشتغل الشغل دا، وألا و رحمة أمي الصبح هتلاقيني مساويلك المطعم دا بالأرض.
+
سوزان بتهكم
ـ بقى عايز تهد المكان الوحيد اللي قولت انك بترتاح فيه عشان خاطر عيون الست هانم! طب ايه رأيك بقى..
+
قاطعها بحزم
ـ سوزاااان. الموضوع دا مفهوش هزار. أنتِ مش هتعملي فيها كدا.
+
سوزان بعتب
ـ أنت تعرف أن انا اعمل كدا؟ و بعدين أشجان دي بنتي، وانت بردو عارف غلاوتها عندي.
+
خالد بنبرة خشنة متعبة
ـ عارف. ياريت هي تعرف غلاوتها و قيمتها أكتر من كدا.
+
سوزان بتأثر
ـ معلش يا خالد اللي هي شافته مش قليل. اصبر عليها.
+
زفر بقوة قبل أن يقول
ـ تعبتني أوي. نفسي متقللش من نفسها أبدًا. عايز اقولها أن الدنيا بحالها متسواش دمعة واحدة من عينيها.
1
ـ هييجي الوقت اللي تقول كدا دا. بس اصبر عليها، وان شاء الله خير..
+
عودة إلى الوقت الحالي
+
كان الشوق يقرضه من الداخل والغضب يتغذى على دماء عقله، و الأكثر من ذلك كونه مُجبر على إخفاء كل ذلك خلف قناع الجمود ليبدو أمام الجميع هذا الجبل الشامخ الذي لا يهتز ولا يؤثر به شيء
ـ مش يالا بقى! انا زهقت.
هكذا تحدث كمال الذي خاب أمله في رؤيتها، و كان يود في لحظة من اللحظات تمزيق هذا الحائل الهش بينهم لكي يُذيقها مُر ما أذاقته، ولكنه في نهاية الحال أصبح شاكراً للظروف التي حالت دون رؤيته لها، فهو يخشى أن يرتكب اي فعل احمق أن حاولت استفزازه
ـ مفاضلش كتير. هشوف رحيم و ياسر ناويين على ايه؟
+
تقدم تجاه رحيم الذي كان يقف مع مجموعة من الرجال لياخذه بعيدًا، وهو يقول باستفهام
ـ الليلة دي هتطول اكتر من كدا؟
+
رحيم بخشونة
ـ لاه. خلاص اللي عايزينه حوصول.
+
تفهم خالد ما يرمي إليه ليقول بتحذير
ـ خلي بالك أن دي فرصتنا الوحيدة عشان نوصل للي احنا عايزينه، وانا من ناحيتي مش ساكت زي ما اتفقنا.
+
ربنا رحيم على كتفه وهو يقول باعتزاز
ـ عارف يا واد عمي. طول عمرك كد كلمتك. المهم اني هطلع على الفندج و الصبح هنروح على البلد، و الرچالة هينفذوا اللي اتفجنا عليه.
+
خالد بوعيد
ـ حلو. خليه يعرف هو بيلعب مع مين؟
+
كانت تجلس وسط الفتيات تبتسم لأول مرة بسعادة لتقترب منها رضا قائلة بنبرة ودودة
ـ ما تيجي تباتي معانا النهاردة يا شوشو؟
+
أشجان بجمود
ـ مش هينفع عندي شغل الصبح بدري.
+
رضا بتوسل
ـ هتفضلي زعلانه مني يا أشجان كدا؟ انا قلبي بيتعصر وانا شيفاكي واخدة جنب مني كدا.
+
شعرت بالحزن من حديث والدتها لتقول بخفوت
ـ مفيش زعل ولا حاجه يا ماما. خلاص الموضوع خلص.
واصلت ضغطها عليها حين قالت
ـ طيب لو فعلًا مش زعلانه تعالي باتي معانا النهاردة الولاد وحشوني انا وابوكي اوي.
+
في نهاية الأمر اذعنت لرجاء والدتها لتقول بهدوء
ـ حاضر يا ماما. هروح اجيب هدوم من البيت عشان شغلي الصبح و هاجي على طول. خلي بالك من الولاد
+
رضا بلهفة
ـ وماله يا ضنايا. روحي والولاد في عنيا.
1
توجهت إلى شقتها غافلة عن أعيُن كانت ترصدها باهتمام فقد كانت غارقة في التفكير بقراراتها التي تأمل أن تكُن صائبة، و أخيرًا وصلت إلى البيت لتدلف إلى الداخل ومنه إلى الأعلى لتفتح شقتها و تتوجه إلى غرفة نومها لتحضر ملابسها و حين كانت تضع أغراضها داخل الحقيبة تخشي جسدها حين سمعت هذا الصوت الآتي من الخلف
ـ تعرفي اني كنت عمال ادعي ربنا اني اجي البيت الاقيكي فيه.
20
يتبع...
2
بسم الله الرحمن الرحيم
+
قبل القراءة متنسوش تعملوا فوت و كومنت بين الفقرات عشان بحبها و بترفع الروايه على واتباد ♥️
1
الإثم السابع و العشرون ❤️🩹 بعنوان " أثمان باهظة"
+
قُدت حروف الألم بشواظٍ مُشتعِلة فوق جُدران القلوب.
تروي فجيعة نعامةٍ هلِكت برائتها وتناثرت دمائها بين أروقة الدروب .
فالعشق كان إثمها، والشجو بات عُقبها، والقهر مارس فُحشة كسافحٍ لا رادع له، ظالمٍ لا يهوب.
لا البوح يقدر أن يفِ، والصمت لم يكُن وفي، والدمع طوفانه سخي لا تكفه فيض الصبوب.
تُرى هل من سبيل لـ نجاتنا؟ وثوب الروح أضحى هالكًا بُليت خيوطه ولفقتها إجثام الندوب!
أم أن الشِقاق بات رفيقنا برحلةٍ تأبى الفناء وهي غارقة بـين أوحال الذنوب؟
بالله أُناشدك يا قلبٌ ما أذلني سواه ألم يحِن الوقت كي تهجر العشق وأن تتوب؟
9
نورهان العشري ✍️
+
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
+
توجهت إلى شقتها غافلة عن أعيُن كانت ترصدها باهتمام فقد كانت غارقة في التفكير بقراراتها التي تأمل أن تكُن صائبة، و أخيرًا وصلت إلى البيت لتدلف إلى الداخل ومنه إلى الأعلى لتفتح شقتها و تتوجه إلى غرفة نومها لتحضر ملابسها و حين كانت تضع أغراضها داخل الحقيبة تخشي جسدها حين سمعت هذا الصوت الآتي من الخلف
+
ـ تعرفي اني كنت عمال ادعي ربنا اني اجي البيت الاقيكي فيه.
2
هربت الدماء من أوردتها حين سمعت ذلك الصوت المقيت خلفها مُباشرةً، فشحبت ملامحها من فرط خوفها الذي جعل دقاتها تثور بعُنف و كأنها تبغي الهرب من بين ضلوعها خوفًا من هذا الخطر المُحدق بها.
+
اخذت تستجدي ثباتها و هي تُردد دعاء سيدنا يونس وهو في بطن الحوت
ـ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
+
قبل أن تلتفت بتريُث لتواجه أكثر إنسان تمقته في هذه الحياة ولكنها اجلت خوفها لتتحمحم بخفوت قبل أن تقول بنبرة جامدة
ـ كويس انك خرجت بسرعة. عشان نخلص احنا كمان بسرعة.
+
كان يُقيم مظهرها الذي و إن كان يشوبه بعض القلق ولكنه جديد كُليًا عليها لذا ضيق عينيه بمكر قبل أن يقول بتهكم
ـ دا بدل ما تقوليلي حمد لله عالسلامة، و الحمد لله انك بخير
1
أشجان بنبرة يفوح منها رائحة الكُره
ـ مفيش خير أبدًا في شوفتك أو في وجودك.
6
اغضبه وقوفها أمامه الند بالند و تلاشي هيبته في عينيها لتتجعد ملامحه وتتقد عينيه بالشر ليتقدم منها بخطوات وئيدة فبترت هي تقدمه حين قالت بنبرته مُحذرة
ـ مكانك.
+
أمين بنبرة كارهه
ـ هي حصلت ! بتأمريني يا أشجان! مسنودة على مين يا بنت رضا ؟
+
تفاجيء حين قامت بجذب فازة الورد التي تتوسط الطاولة بجانبها و قامت بضربها بعُنف في مؤخرة السرير لياحطم معظمها و يتبقى بين يديها قطعة زجاج حادة لتهتف بشراسة شخص يحاول التمسك بأخر خيط يجعله على قيد الحياة
ـ مسنودة على نفسي يا أمين. مبقتش مسنودة على حد، ولا هستنى حد يدافع عني. أشجان القديمة ماتت هنا في الأوضة دي.
6
بهتت ملامحه من صُراخها الذي كان أهون من سهام كلماتها التي أطلقتها في وجهه دون اعتبار لأي شيء كان يُخيفها منه في السابق
+
ـ كل حاجه حلوة فيا ماتت مع كل ضربة ضربتهالي و كل كلمة مسمومة قولتهالي كانت زي الخنجر اتغرز في قلبي، و كل مرة اخدتني فيها بالغصب زي الحيوانات. خسرتني كل حاجه حلوة فيا. مبقاش جوايا غير شيطان عايز ينتقم، و مش فارقله حاجه ولا حد، فلو مستغني عن عمرك قرب مني، وانا والله العظيم ما في شيء هيسعدني في الدنيا غير ان موتك يكون على أيدي.
8
كان كالمصعوق من تيارات حديثها الكهريائيه التي أصابت مكامن ضعفه الذي كان يواريه خلف ابتزازها و التقليل منها و إهانتها، فالآن هي من اهانته، و الأدهى من ذلك أن عينيها كانت تؤكد على حديثها مما جعله يلجأ إلى آخر سلاح يملكه هذه الدنيء، فإذا به يخر على ركبيته باكيًا كالأطفال وهو يقول بتحسُر
ـ لا . اكيد أنا في حلم. مش حقيقي. أنتِ مش كرهتيني. أنتِ عمرك ماتكرهيني. لا يا أشجان. لا متعمليش فيا كدا. اقتليني بس بلاش تقوليلي كدا.
7
تأجج بؤبؤ عينيها من فرط الصدمة حين رأته في هذه الحالة حتى سقطت قطعة الزجاج من يدها لتتفاجئ حين رأته يهب من مكانه ويقوم بالتقاطها و وهو يتقدم نحوها و يضع الزجاجة بين يديها وهو يقول بانفعال
ـ موتيني. انا اللي بقولك. لكن تكرهيني لا. انا بحبك. انا محبتش حد في حياتي غيرك.
4
فاقت من صدمتها على لمسته ليديها والتي أصابتها بالتقزز، و حتى كلماته و بكائه لم يتردد صداهم بأي ركن بقلبها الذي كان هو سبب علته لتجذب يدها من يديه بقوة جعلت جرحًا كبيرًا يشق إصبعه لتتناثر الدماء من يده، و لكنها تجاهلت كل شيء وهتفت بقسوة
ـ وانا مكرهتش حد في حياتي قدك. أشجان الوحشة، التخينة، النكدية، اللي متملاش عين اي راجل بتقولك بكرهك. ها ايه رأيك؟
+
كانت تختار كلماتها بعناية كي تدُك الباقي من كبريائه، ولكنه كان وضيعًا بدرجة امتياز فقال بتوسل
ـ عمر اللي يحب ما يقدر يكره، وبعدين انا كنت بقولك كدا عشان متفكريش تبعدي عني و تسبيني. افهمي بقى. أنت كنت فاكر انك الحضن اللي مهما عملت هيفضل مفتوحلي العمر كله. زي أمجد كدا. امجد عارف أنه مهما عمل هيفضل حضنك مفتوحله. اعتبريني كنت بتدلع عليكي. ابنك و غلط هترميه!
6
شوه الكُره ملامحها الجميلة و نبرتها حين هتفت بقسوة
ـ اه هرميه.
4
امين بتوسل
ـ طيب اسمعيني. اديني فرصة واحدة بس. خليكي هنا دا بيتك، وانا هفضل تحت، و هقعدك من الشغل، و هجبلك كل اللي بتحلمي بيه هعوضك عن كل حاجه خسرتيها. هخليكي هانم.
2
راق لها مظهره و توسله كثيرًا و اهتاجت بداخلها رغبة شيطانية في إذلاله أكثر لتقول بتهكم
ـ والله ! و هتعمل دا ازاي بقى وانت مفصول من شغلك بفضيحة زي دي!
1
لمحة من الغضب الشيطاني لونت عينيه و ملامحه ولكنها سُرعان ما انمحت ليعود رداء الملائكة يتلبسه من جديد حين قال
ـ أنا عندي مشروع و اتنين و تلاته غير الوظيفة، و معايا فلوس كتير . أنتِ بس اسمعيني و اديني فرصة.
3
لجأت للصمت لثوان تُقيم بها كل شيء، فتابع يضرب على اوتار ضعفها
ـ افتكري ولادنا قبل اي حاجه. افتكري اني بالرغم من كل شيء كنت أب كويس ليهم. انا عارف انهم اغلى حاجه عندك في الدنيا فكري فيهم، و في كسرتهم لو فعلا أطلقنا.
4
غامت عينيها بألم زحف إلى ملامحها و بدأت وخزات الضمير تنغز بقلبها لتنبثق دمعة خائنة من طرف عينيها جعلت كبريائه المريض ينتشي حين ظن أنه استطاع التأثير بها، و ابتهجت ملامحه أكثر حين سمعها تقول بخفوت
ـ اديني فرصة افكر.
7
هتف بلهفة مصحوبة بابتسامة عريضة
ـ براحتك. فكري، واي حاجه تعمليها أنا موافق عليها.
+
اومأت برأسها قبل أن تقول بجمود
ـ انزل تحت لحد ما اخد حاجتي و أخرج، وياريت مشوفكش لحد ما اكلمك اقولك قراري.
6
شاب الخُبث نظراته و نبرته حين قال
ـ موافق.
+
اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك، يا الله، يارب، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن ترزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا، برحمتك يا أرحم الراحمين ♥️
13
★★★★★★★★★
+
ـ ادخلي يا عروسة واجفة ليه؟
+
هكذا تحدث رحيم بنبرته الجافة وهو يقف أمام باب غرفتهم بالفندق لتشعُر ضي بالرهبة، ولكن لم يكُن أمامها مفر من طاعته لتتقدم بخطٍ وئيدة وكأن قدماها عاجزتين عن حملها كما أن عينيها كانت هي الأخرى عاجزة عن حجب نظرات الخوف التي تسكنها، وقد رأى ذلك بوضوح فما أن وجدها تتوسط الغرفة الكبيرة حتى تقدم الى طاولة الطعام و جذب كوب من المياة ليتجه إليها وهو يقول بجمود
ـ اشربي شويه ميه خلي صوتك يطلع أكده عشان قي كلمتين عايزين نجولوهم.
2
ارتعبت من حديثه و قد ظنت بأنه يقصد شيئًا آخر، فتضاعف الخوف بنظراتها، ولكنها اطاعته لتقوم بأخذ كوب المياة من بين يديه بكفها الذي كان يرتجف للحد الذي جعل الكوب يكاد يسقط منها ولكنها تفاجئت حين امسك كفه الدافئ بكفها الذي يحتضن كوب المياة و قام برفعه ليقربه من شفتيها حتى ترتشف منه بضع قطرات وعينيه على اتصال مُباشر مع عينيها التي تاهت في هذا الزيتون المدفون بين حدقتيه، والذي كان يحمل سلامًا و أمانًا جعلها لم تنفر من لمسته أبدًا بل على العكس ظلت يدها عالقه بين كفه الضخم و بينهم كوب المياة ليبتسم رحيم ابتسامة بسيطة قبل أن يقول برزانة
ـ الخوف اللي في عنيكي ده عيبه كبيره جوي في حجي.
5
تابعت من جملته لتتأرجح الكلمات فوق شفتيها حين قالت
ـ يعني اي؟
+
رحيم بوقار
ـ اجعدي يا بت الناس خلينا نتحدت شوية مع بعضينا.
+
اطاعته لتجلس في منتصف الأريكة وهو في المقعد المقابل لها ليبتدأ حديثه قائلًا
ـ جبل ما ابدأ حديتي لو في حداكي اي سؤال جوليه واني سامعك.
+
لم تستطِع منع هذا الاستفهام المُلح من مغادرة شفتيها حين قالت بلهفة
ـ هو ليه واحنا چايين اهنه مركبناش في عربية العروسة ؟
1
ابتسم رحيم على عفويتها و برائتها ولكنه اكتفى بالقول بغموض
ـ عشان سلامتك حاچة مهمة جوي.
+
ـ يعني اي؟
+
رحيم بخشونة
ـ في حاچات مش هتعرفيها دلوك. بس اتوكدي اني مش هضحي بيكي، ولا عمري هأذيكي. أنتِ أمانة عِندي.
+
ضي بعدم فهم
ـ يعني اي أمانة عندك؟ و ليه امي خلتك تتچوزني؟
+
رحيم بجمود
ـ لسه منتيش چاهزة تعرفي كل حاچة يا بت الناس. اصبري على رزجك. اللي لازم تعرِفيه أن أمك بتخاف عليكي، و معملتش غير اللي في مُصلحتك.
+
اومأت برأسها بخيبة أمل و تهكم مرير تجلى بوضوح في نظراتها ليتوجه رأسًا إلى نقطة لا جدال بها حين قال بنبرة جادة
ـ من اليوم ورايح لازم تعرِفي أن وضعك اختلف. أنتِ بجيتي مرت رحيم الوتيدي. يعني لا حد يجدر يزعلك ولا يضايجك.
+
ضي بنبرة حزينة
ـ ايوا ماني مرت الكبير.
+
رحيم بجفاء
ـ الموضوع مالوش علاقة بكبير أو صغير. الراچل لازم يخاف على مرته و ميسمحش لحد يهينها أبدًا ولا يدوسلها على طرف. سواء كبرت ولا صغرت مش هيحصول غير اللي جولتهولك ده.
6
على قدر جهامة أسلوبه ولكن كلماته أشعرتها بالراحة، فلأول مرة تشعر بأنها شيء ثمين يستحق حماية أحد لذا لاح شبح ابتسامة فوق ملامحها التقمتها عينيه، فتابع بصرامة
ـ و بالرغم من كل دا، مش عايزك تنسي انك عارفة زين البلد و ناسها، و عارفة چبروتهم و شدتهم، فبلاش منيها نظرات الرُعب ديه. لازمن يشوفوكي جوية و شديدة. اني مش هبجى چارك طول الوجت اني راچل عِندي التزامات و مشاغل. عايز اسيب ورايا في الدوار راچل. يمشي الكل على العچين ميتلخبطش. فهماني ؟
2
ضي بتوجس
ـ وه. كيف هجدر اعمل ده ؟
+
رحيم بنبرة حازمة
ـ هتجدري. لما تحطي في راسك أنتِ مرات مين و قدرك ايه وسط الخلج هتعرفي. چو البكى و النواح اني محبوش. خدي حجك تالت و متلت و تعالي جوليلي لكن متچيش تعيطي و تجوليلي الحجني.
2
ضي باستنكار
ـ و اني يعني لو خدت حجي و چيتلك مش هتاچي تجولي أنتِ غلطانه، ولا هتنصرني على أهل دارك!
+
رحيم بصلابة
ـ بدل معاكي الحج اني في ضهرك. اجتلي الجتيل وتعاليلي ندفنه سوى. أهم حاچة تكوني على حج سمعاني!
12
اومأت برأسها ليتحمحم بخشونة قبل أن يقول
ـ بكرة الصبح هنعاودوا على البلد، و الطريج طويل جومي غيري خلجاتك، و اتعشي و ريحي شوي.
+
توسعت عينيها من حديثه، فهذا يعني انه لن يُجبرها على شيء تجاهه، و قد فطن إلى ما يجول بعقلها ليهتف بتخابُث
ـ الا لو مش نعسانه تعالي نسهروا سوى !
هبت من مكانها بلهفة وهي تقول
ـ لا نعسانه داني هنام واني واجفة.
6
ابتسامة عريضة ارتسمت على ملامحه من حديثها قبل أن يقول برزانة
ـ خليكي متوكدة اني عمري ما هچبرك على حاچة أنتِ مش عيزاها. رحيم الوتيدي عمره ما يچبر حُرمة عليه. اني هستناكي لما تاچي و تجوليلي انك ريداني.
4
هذه المرة كان حديثه هو القنبلة بعينيها، والتي ما أن تجاوزت عن ضجيجها قفز استفهام ساخر إلى عقلها
ـ هل هذا الرجل أخرق ليظن بأنها ستطلب منه الاقتراب منها؟!
2
تجاهلت أفكارها لتوميء برأسها قبل أن تهتف بامتنان
ـ تصبح على خير.
+
مضي قُرابة الساعتين وهو يجلس في الخارج يُفكر في كل ما يحدُث بينهم و معهم، وكان قلبه يعج بالشفقة تجاه هذه الفتاة التي ابلاها الزمن بهذا الرجُل ليكون والدها و الذي ان طالته يداه سيقطعه إربًا. كان يُطمأمنها بأنها آمنه بجواره ولكنه لم يخبرها بأن قلبه مُغلق للتحسينات منذ أمد بعيد او لنقُل أنه كان يُغلق أبوابه جيدًا حتى لا يرى الجميع وصمة الخيانة التي جردته حتى من كل شيء حتى مشاعر الرحمة التي كان يتميز بها، فلم يعُد قلبه قادر على الغفران أو التهاون مع أحد، وكأنه يُريد أن يتذوق الجميع من تلك المرارة التي امتلأ بها قلبه. أخرجه من شروده صوت رنين هاتفه الذي التقطه ليُجيب بغلاظة
ـ حُصول أيه؟
1
قفز من على الأريكة وهو يقول بتشفي
ـ و لسة. انا هخلي الكلب ده يجول حجي برجبتي.
+
اغلق الهاتف وهو يتذكر ما حدث معه قبل أسبوع
+
عودة إلى وقت سابق
+
ـ أخيرًا اتجابلنا؟
+
هكذا تحدث رحيم إلى بدرية التي قالت بنبرة مهزوزة
ـ مكنتش أجدر انولك مرادك جبل ما اطمن على بتي.
+
ـ ما يمكن اطلجها بعد ما اعرِف منك اللي انا عايزه!
+
بدرية بحدة
ـ و عشان أكده مجولتش مكان الوكر، ومش هتعرفه غير لما تبجى مرتك بحج و حجيجي.
+
بدأ غضبه بالظهور جليًا على ملامحه ليقول بجفاء
ـ اسمعيني يا مره أنتِ اني مبتهددش، ولو هتچوز بتك هتچوزها علشان ليا طار مع الكلب ده، والوكر ده اني هعرف طريجه بمعرفتي، و بتك هترچعلك زي ماهي.
بدرية بتخابُث
ـ كان غيرك اشطر. عمتك صافية بجالها عمر چواته معرفتش تخرچ منِه. الموضوع كبير جوي يا عمدة.
+
زفر رحيم بقوة قبل أن يقول بجفاء
ـ ناوية تعملي ايه معاه ؟
+
بدرية بقسوة
ـ بعد الفرح هجوله أن نچاة تبقى بنته.
+
رحيم باستفهام
ـ مش خايفة من اللي ممكن يعملوا فيكي؟
+
ـ لاه. هو وجتها هيدور عليك عشان يطفي ناره، و بعدين يفضالي.
+
رحيم بغموض
ـ أكده لازمن ابعتله مهر بته.
+
عودة للوقت الحالي
+
عاد من تفكيره حين سمع صوت صرخات استغاثة من غرفتها ليهرول إلى هناك فإذا به يجدها تنتفض في السرير وهي تصيح مذعورة
ـ بعد عني. لاااه. بعد يدك. اااااه.
2
لا إراديًا توجه إلى مخدعها يحاول تهدئتها قائلًا
ـ نچاة. اصحي. دا كابوس. اصحي. متخافيش انا چارك.
+
لم يتلقى منها أي استجابة ليجلس فوق السرير و يجذبها بين ذراعيه وهو يحاول تهدئتها قائلًا
ـ لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم. اهدي مفيش حد موچود.
أنهى جملته و أخذ يتلو بعض أيات الذكر الحكيم فوق رأسها إلى أن غفت مرة أخرى بين ذراعيه، فاجتاحه شعور بعدم الراحة، فقد كانت يديها تُمسِك مقدمة جلبابه بقوة وكأنه حبل نجاتها من الغرق، فأخذ يتململ من بين ذراعيها دون أن يحاول إيقاظها، ولكن بلا جدوى ليزفر بقوة وهو يستسلم في النهاية وهي بين ذراعيه مُفكرًا في هذا الوضع الغريب الذي و إن كان لا يستسيغه ولكنه كان مُريحًا له بالقدر الذي جعله يغفو بهدوء.
3
اللهم إنى وكلتك أمرى فأنت خير وكيل، ودبر أمرى فإنى لا احسن التدبير، اللهم افتح لى أبواب رزقك وارزقنى من حيث لا أحتسب ♥️
11
★★★★★★★★★★
+
دلفت إلى داخل الغرفة بأقدام مُتباطئة من شدة الخجل الذي زين وجهها بحمرة جميلة، لم يلحظها لأنها كانت تنظر إلى الأسفل لتمر ثواني و هي تقف في منتصف الغرفة بجسد جرفه تيار التوتر فصارت رجفته ملحوظة للحد الذي جعله يقف كالتمثال يناظرها بضياع لا يعرف كيف ستواتيه الجرأة لمواجهتها ؟ و أي الكلمات التي يمكن أن يتفوه بها دون ان يجرحها؟
طالت حيرته و بالمقابل صمته لترفع رأسها تناظره بأعيُن يلتمع بهم التوسل ولكنها اصطدمت بغضب عظيم يتماوج في خضرة عينيه مما جعل الخوف يتملك من قلبها في هذه اللحظة، و قد بدا خوفها جليًا في نظراتها ليقرر الهرب كان هو خلاصه الوحيد من هذا المأزق الذي يقع به بين قلبًا عاشق و عقل غاضب و كبرياء جريح لذا تحدث بنبرة خشنة
ـ ورايا كام حاجة هخلصهم و هاجي. خدي راحتك في المكان ولو عايزة تتعشي اتعشي.
3
تعلم أنه لجأ للهرب ولكنها لا تعرف من ماذا يهرب؟ فقد ظنت أنها نوبه من الماضي و الغيرة لذا نحت خيبتها جانباً وهي تهتف بلهفة
ـ هتتأخر؟
+
بشق الأنفُس استطاع تمالك نفسه من الإنفجار إما مُعنفًا أو عاشقًا ليقول بجفاء
ـ مش عارف.
+
أنهى جملته وخرج لا يعرف إلى اين ولكنه يبحث عن مكان لا يحمل رائحتها ولا يُذكره بضعفه أمامها، فها هو ما خاف منه حدث بالفعل، فقد أصبحت مُتيقنة الآن من مدى عشقه لها الذي جعله يتغاضى عن كرامته وكبريائه و وجعه منها و يهرول إليها عند أول كلمة!
كان قلبه يئن عليه بقوة ولكن عقله كان له بالمرصاد وهو يُذكره بجملتها التي أصابت كبريائه في مقتل
ـ حتى لو اتجوزت عشرين راجل غيره. كان بردو هيستناني و يتجوزني.
5
كان يقف فوق سطح البيت في الهواء الطلق الذي بالرغم من برودته لم يستطِع في تهدئه حرائق صدره الذي فاقت آلامه كل الحدود، فحتى لو كانت تُريد إحراق روضة، ولكنها استخدمت أكثر الطرق اذلالًا لكبريائه. لم تذكر خطأها بل ذكرت ضعفه و كأنها تتباهى به و من يعلم عدد الأشخاص الذي أخبرتهم بذلك الغبي الذي لم يتوانى عن الهروله إليها بعد كل ما فعلته به.
1
صرخة غاضبة مصحوبه بألم عظيم اجتاحت صدره حتى شعر بألم كبير في ذراعه و كأن هذا إنذار من جسده بأن الألم بداخله دخل إلى منطقة الخطر ليتوجه إلى أحد القطع الفُخارية التي يُضع بها المياة و يقوم بأفراغها فوق رأسه حتى يُهدأ من حالته المُريعة قليلًا ثم نزع جاكيت بذلته و ألقاه أرضًا وهو يتوجه ليجلس على الأريكة يحاول تنظيم أنفاسه الثائرة لكي يُفكر بروية فيما يحدُث غافلًا عن ذلك القلب الذي يحترق ألمًا و خوفًا عليه لتظل على حالتها بفستان زفافها وهي تنتظر مجيئه و تتوسل إليه سرًا ألا يخذلها إلى أن بزغ الفجر و قلبها العاشق لازال يستجدي قاطنه بالرحمة التي كان هو الآخر يبتغيها ولكنها كانت بعيدة المنال بوجود شيطان الكبرياء الذي ما أن أصبح الضلع الثالث لأي علاقة حتى يُصبح الهلاك بإنتظارها.
جف دمعها من فرط الإنتظار ولكن لم يجف ألمها والذي تحول لغضب مرير حين تشقق ستار الليل لتخرج الشمس من بين خيوطه عنوةً وكأنها تعاندها بأن الليلة انقضت والحبيب الغائب لم يعُد لذا انتفض كبريائها الجريح داخلها حين سمعت قفل الباب يدور و يدلف إلى الداخل لتهب من مكانها تناظره بأعيُن مُغبره بسُحب الغضب الذي يجيش بداخلها إضافة إلى مظهرها المُريع بعد أن ساح كحلها تأثرًا بعبراتها الغزيرة و فسدت زينتها لتهتف بشراسة
ـ ما لسه بدري يا ريس؟ دا النهار يدوب لسه طالع!
+
هاله مظهرها المُريع و لهجتها و حديثها ليتحدث بجفاء
ـ قولتلك عندي حاجات لازم اخلصها.
1
اغتاظت من جملته الغبية لتهتف بنبرة حادة لم تتخطى حدود المسموح
ـ والحاجات المهمة دي متنفعش غير ليلة فرحك!
+
لم يكُن في حاله تسمح له بالجدال أبدًا ليهتف بحدة
ـ غنى. اعمليلك قفلة.
+
اهتاج كبريائها أكثر مُعززًا غضبها الضاري لتهتف بانفعال
ـ مش هعمل يا ياسر. انت اللي لازم تعملك قفلة، و تاخد بالك قبل ما تدوس عليا.
1
اسودت ملامحه من فرط الغضب و الدهشة ليهتف بجفاء
ـ ادوس عليكي فين ؟ هو انا كلمتك؟
+
غنى بنبرة يجيش بها القهر
ـ ولما الناس تشوفك راجع من بره وش الصبح ليلة فرحك وانت لسه بالبدلة هيقولوا عني ايه؟
+
تسلل إلى عقله هاجس شيطاني بأنها تفكير في كرامتها و مظهرها أمام الجميع و بالمقابل تدهس على كرامته ليهتف بقسوة تبلورت في عينيه قبل لهجته
ـ ومفكرتيش الناس هتقول عني ايه لما سبتيني وروحتي اتجوزتي غيري!
3
أعادها حديثه إلى نقطة تمركُز الألم من جديد لتهتف بلوعة
ـ انت عارف السبب.
+
ياسر بقسوة
ـ عارف ومش مسامحك.
+
أرادت أن تُذيقه مُر ما اذاقها لتقول بانفعال
ـ اومال جيت اتجوزتني ليه؟
2
كان قلبه يصرُخ بالإجابه ليقمعه خلف قناع من الجمود و القسوة التي شابت لهجته حين قال
ـ أنا حر.
+
ـ لا مش حر. كنت حر قبل ما تعلقني بيك و ترفعني في سابع سما و بعدها تقرر ترميني في سابع أرض.
+
هكذا هتفت بنبرة تحترق قهرًا تشقق لها قلبه ولكنه أتقن تزييف القسوة و البرود في نبرته حين قال
ـ لا حر، و عشان اريحك. اتجوزتك عشان متعودتش ابقى عايز حاجة و مخدهاش.
1
كانت تعلم أنه خلف قسوته صراعًا عظيمًا بين قلبه و كبريائه لذا أرادت محو هذا القناع الذي يرتديه إذ قالت بحدة
ـ بس انت قولتلي انك بتعشقني.
+
ياسر بجمود
ـ الكلام مش عليه جمرُك.
3
اهلك الألم قلبها و تهدلت أكتافها من فرط ما شعرت من خيبة لتقول بأسى
ـ يعني انت بقيت تكرهني!
+
حاول عدم التأثُر بمظهرها و عقله يذكره بما عاناه هو الآخر ليقول بقسوة
ـ مكرهتكيش بس مبقتش بحبك نفس درجة الحب اللي كنت بحبها لك زمان.
+
لم يستطِع قلبها تصديق حديثه الذي من شأنه أن يجعل روحها تفارقها من شدة الألم لتهتف صارخة وكأنها تعانده
ـ كذاب. انت بتقول كدا عشان توجعني. لكن لو مكنتش بتحبني و بتموت فيا مكنتش اتجوزتني.
+
كانت تضغط دون قصد على جرحًا تلوث بقيح الغضب و الإنتقام ليهتف من بين أسنانه
ـ خليكي في احلامك.
+
جن جنونها لتهتف بشراسة
ـ لما هي أحلام وانت مبتحبنيش. قولي اتجوزتني ليه؟
+
قالت جملتها بانفعال و نبرة صارخة مما جعله يُريد إنهاء الأمر والنجاة من مضاعفات لن يحتملها كليهمَ ليقول بجفاء
+
ـ أنا تعبان وعايز انام.
+
ما أن أوشك على الإلتفات حتى توجهت و جذبته من ذراعه وهي تصرُخ بنبرة مُلتاعة
ـ مش هتهرب مني. أقف واجهني وقولي اتجوزتني ليه؟ لما انت مبقتش تحبني زي ما بتقول اتجوزتني ليه؟
+
تفاقم الأمر حتى بدا جنونيًا من فرط ذلك الغضب الذي ارتجت له جدران الغرفة ليُزمجر بشراسة
ـ عشان كنا محتاجين خدامة هنا وملقتش أنسب منك.
37
و كأن جملته كان كالبارود الذي أحدث انفجارًا عظيمًا داخل قلبها يعقبه صمت تام وكأنها تحاول استيعاب كلماته التي ألقاها و خرج مثلما عاد و ياليته لم يعود، فقد قضى على ما آخر أمل لها في هذه الحياة التي ذاقت فيها الويلات حتى اكتفت. اكتفت من كل شيء.
7
يا ودود، ياذا العرش المجيد، يا فعالاً لما تريد أسألك بعزك الذي لا يرام، والملك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني ♥️
5
★★★★★★★★★★
+
ـ أنا مش فاهمة انت ايه سبب اصراره اني انزل أفطر تحت النهاردة ؟
+
هكذا تحدثت شروق بتبرُم إلى جميلة التي كانت
تجلس خلفها تمشط خصلات شعرها لتقول الأخيرة بملل
ـ ولا انا اعرف حتى تيتا أصرت بردو ننزل قال ايه اخوات نبيلة دي عايزين يتعرفوا علينا.
+
شروق بجمود
ـ حاسة ان دا بتخطيط منها.
+
ـ من مين نبيلة ولا جدتك؟
+
شروق بهدوء
ـ نبيلة طبعًا. توقعي أنها هتحاول تكسب عمر بعد اللي حصل.
+
جميلة بخوف
ـ دي تبقى كارثة يا شروق. لو خسرنا عمر هتبهدلنا.
+
نهرتها شروق قائلة
ـ مين دي اللي تبهدلنا؟ وانا روحت فين؟ بعمر أو من غيره محدش يقدر يقربلنا. متخافيش من حاجة طول مانا جنبك.
+
احتضنتها جميلة من الخلف وهي تقول بحب
ـ ربنا ما يحرمني منك أبدا يا شوشو.
+
في هذه اللحظة دلف عمر إلى داخل الغرفة فتفاجيء حين رأى مظهر الفتاتين ليقول بتهكم
ـ الله الله، وانا اقول سايقة العوج عليا ليه؟ اتاري الهانم مقضياها من ورايا
4
انتفضت جميلة حين سمعت صوته ولكن حديثه أصابها بالغباء لتقول بلهفة
ـ لا والله دانا كنت بسرحلها شعرها.
+
صاح عمر مُعنفًا
ـ و كمان بتسرحيلها شعرها! دا أنتِ يومك مش معدي النهاردة.
التفتت جميلة إلى شروق التي كان الامتعاض يلون ملامحها لتقول الاولى بعدم فهم
ـ هو بيقول ايه ؟ هو انا عملت ايه؟
+
شروق بتبرُم
ـ لا يا حبيبتي مقولتيش حاجة. عمر بس حد ضحك عليه وقاله أن دمه خفيف.
5
ضيق عينيه بحنق من حديثها و من ثم تحول حنقه إلى خُبث لون عينيه قبل أن يقول بجفاء موجهًا حديثه إلى جميلة
ـ طب اتكلي بقى على تحت عشان عايز اغير هدومي.
3
خرجت جميلة على الفور بعدما غمرها الإحراج من حديثه لتهتف شروق بحنق
ـ هو انت مش هتبطل تدخل من الباب زي القطر كدا!
+
أعجبه شعرها وهو مفرود بانسيابية خلف ظهرها مما جعل رغبة قوية تنشب داخله في غرس أصابعه بين خصلاته التي تشبه الليل الحالك ليتقدم و يجلس خلفها وهو يقول بتهكم
ـ واحدة زيك مش باينه من الأرض تحترم نفسها وهي بتكلم واحد طولها مرتين زيي.
+
شروق بتهكم
ـ هي بتتقاس بالطول ولا حاجه ؟
+
عمر بتخابُث وهو يرفع ذراعه المُعضل أمام ناظريها بتباهي
ـ لا بتتقاس بالعافية . بالدراع دا قانون بيتنا هنا البقاء للاقوى.
+
شروق بسخرية
ـ دا قانون الغابة على فكرة!
+
عمر بوعيد مُبطن
ـ اه مانا نسيت اقولك احنا عايشين في غابة، وانا الأسد بتاعها، وأنتِ حتة غزالة مش باينه من الأرض اجيبها في خطوة.
+
شروق بتحدي
ـ بتحلم.
+
عمر بنبرة ذات مغزى
ـ و بحقق أحلامي. بالذوق أو بالعافية.
+
شروق بجمود رغم تلك الرجفة التي أصابت قلبها
ـ بس دي مش اخلاق دكتور متحضر.
+
عمر بنبرة عابثة
ـ انا همجي ها ايه تاني؟
3
كان يقترب منها بطريقة اجفلتها لتحول دفة الحديث إلى المُزاح حين قالت
ـ طب بما انك قولت اننا في غابة بقى وسيادتك الأسد هنا تيتا سعاد ايه موقعها من الغابة بتشبهها بمين؟
+
عمر بمزاح
ـ كينج كونج .
+
قهقهت على كلمته فبدت شهية رائعة و جذابة بشكل كبير خاصةً على قلبه الذي أصبحت رؤيتها أحب شيء إليه ليقول بنبرة عابثة
ـ سيبك من تيتا سعاد خلينا في الغزالة اللي مش راضيه تلين دي.
+
توترت ملامحها و نبرتها حين قالت
ـ نعم.
+
تجاوز عن ذلته لتمتد يديه تمسك المشط وهو يقول بجمود
ـ اتعدلي خليني اسرحلك شعرك.
+
حاولت التراجع للخلف وهي تقول بنبرة متحفظة
ـ متشكرين جميلة سرحته.
+
شعر بتحفظها و قلقها ليقول بسخرية
+
ـ قصدك نكشته. دا منظر!
+
شروق بلهفة
ـ ماله منظري ؟
1
عمر بتخابُث يغلفه السخرية
ـ شعرك منكوش جدا، و عماله اهزر معاكي و مش راضي احرجك.
قطمت شفتها السفلية قبل أن تقول بحرج وعينيها على خصلات شعره
ـ طيب بمناسبه الاحراج انت كمان شعرك متبهدل اوي. هو انت كنت فين؟
+
كان مظهرها يوحي بمدى جدية حديثها ليهب ناظرًا إلى المرآة وهو يقول بلهفة
ـ ايه ماله شعري؟
+
تفاجيء حين وجد خصلات شعره مُصففة بعناية ليعلم بأنه وقع في هذا الفخ الذي كان ينصبه لها خاصةً حين أطلقت هذه الضحكة القوية التي جذبت قلبه جرًا ليجلس أمامها وهي تقول بسخرية
ـ تعيش و تاخد غيرها يا دكتره قال شعرك منكوش قال.
+
عض على شفتيه بوعيد تجلى في نبرته حين قال
ـ بقى بتشتغليني!
2
شروق بسلاسة
ـ أيوا بشتغلك هما السبع شعريات اللي في شعرك دول هيتنكشوا ازاي يعني؟!
+
دكنت عينيه وهي تحتويها بنظرة لم تُريحها و كذلك نبرته حين قال
ـ بتتريقي كمان؟
+
شعرت بالقلق حين رأت الوعيد يطل من عينيه و خاصةً ان البسمة انمحت من فوق شفتيه لتهتف بلهفة
ـ لا بهزر والله.
+
ارتفع أحد حاجبيه قبل أن يقول بجفاء
ـ طب لفي احسن هتزعلي مني
+
التفت على الفور خوفًا من اي تهور قد يصدُر منه، فنظرته ذكرتها بذلك اليوم حين تخطى حدوده معها لذا اطاعته ولكنه كان في عالم آخر و خصلات شعرها الكثيفة بين يديه يلامس نعومتها بأنامله و بريقها يُغريه بالإقتراب منها أكثر حتى يدفن رأسه بين طياتها ليستنشق هذه الرائحة العذبة التي تنبعث منه ليقترب رويدًا رويدًا حتى لامسها بأنفه ليتغلغل أريجها إلى داخله لتنتشي رأتيه بصورة لم يعهدها مُسبقًا جعلت يديه تشتد حين امسك بحفنة من خصلاتها بين يديه وهو يقترب أكثر منها لتستشعر الخطر المُحدق بها فانتفضت بين يديه وهو تقول بارتباك
ـ عمر.
+
لم يستطِع التغلب على حالته الغريبة كليًا عليه ليهمس بنبرة مُتحشرجة
ـ ريحة شعرك حلوة اوي.
2
أدركت أنها في طريقها إلى مصيدته أن لم توقف تطور الأمر سريعًا لذا قالت بجفاء
ـ يالا عشان منتأخرش عليهم. انا جعانه اوي و مكلتش من امبارح.
+
و كأن قلبه يعاندها و يعانده معها ليهتف وهو مازال تحت تأثيرها
ـ مش عايز ننزل. عايز الوقت اللي بقضيه في البيت هنا يكون معاكي وبس.
+
احتج كل شيء بها على ما يقوله وما تشعر به الآن لتتململ محاولة الابتعاد عنه وهي تقول بجمود
ـ بس انا عايزة انزل. انا اتخنقت من الأوضة هنا.
شعر بنفورها منه وقد اغضبه هذا كثيرًا ليُقرر اغضابها مثلما فعلت معه حين هب من مكانه وهو يحملها بطريقة عنيفة نوعًا ما
ـ يالا.
3
احتجت على فعلته قائلة
ـ انا همشي بالعكاز.
لم يكلف نفسه عناء الرد لتهتف بتحذير
ـ عمر قولتلك بلاش كدا.
+
أجابها بجفاء
ـ وانا قولتلك مش هعمل غير كدا.
+
اغتاظت للحد الذي جعل الاحمرار يغزو وجنتيها مما جعله يقول باستفزاز
ـ حلو اوي كدا
+
لفت وجهها تجاه وجهه باندفاع وهي تقول بتحذير
ـ بلاش الجملة المستفزة دي.
+
كان قربها منه مُثيرًا للحد الذي جعله للحظة يريد تكرار فعلته ولكن تدخل عقله في الأمر ليحول بينه وبين غايته ولكنه أراد استفزازها أكثر حين قال
ـ دا بقى احلى واحلى. اثبتي بقى على كدا.
+
شروق بحنق
ـ رخم.
هبط بها الدرج وهو يتوجه إلى غرفة الطعام ليجد الجميع هُناك ماعدا خالد ليتوجه إلى الكُرسي المجاور له ويضع شروق بروية، وقد اخجلها الأمر كثيرًا خاصةً حين قال باهتمام
ـ مرتاحة كدا؟
+
اومأت بصمت ليستقر في مقعده، وقد أغضب هذا نبيلة و عز الدين ولكن لم يُعلِق أحد لتتحدث سعاد باستفزاز
ـ شوفت يا كمال. دي شروق بنت نسمة. جميلة زي أمها ازاي؟
+
كمال بإعجاب
ـ ما شاء الله هي فعلًا شبه نسمة و واخدة لون عينيها و شعرها.
+
اغتاظ عمر من حديث كمال و نظرات الإعجاب التي حدج شروق بها فهتف ساخرًا
ـ ذاكرتك قوية اوي فاكر لون عنيها و شعرها!
3
استشف كمال غيرة عمر ليقرر التشفي به حين قال موجهًا حديثه إلى شروق وهو يقول
ـ طبعًا فاكرها. دا احنا متربيين سوى، و بعدين الجمال النادر دا ميتنسيش يا عمور ولا ايه يا حاجة سعاد ؟
6
اعجبت سعاد بهذه اللعبة الدائرة بينهم لتقول بلهفة
ـ طبعًا. عندك حق يا كمال.
+
شعرت شروق بالراحة تجاة كمال لتقول بهدوء
ـ هو حضرتك كنت قريب من ماما؟
+
كمال بتأكيد
ـ طبعًا. انا كنت بعمل مصايب قد كدا و كنت بجري استخبى في أوضتها، و هي كانت بتداري عليا دايمًا.
+
هتف عمر من بين أسنانه
ـ أصيلة عمتي طول عمرها.
+
تدخلت جميلة قائلة بلهفة
ـ طب ممكن تحكيلنا شوية عن ذكرياتكوا سوى. انا نفسي اعرف ماما كانت حياتها عاملة ازاي في القصر هنا؟
+
تمتمت شروق بمرارة وهي تنظر إلى نبيلة التي كان الشرر يتطاير من عينيها
ـ بلاش تعرفي.
+
استشعر كمال ما تقصده شروق، فقد كان هو الآخر ناقمًا على شقيقته بسبب أفعالها في السابق ليتحدث قائلًا
ـ زي ما كان في لحظات صعبة كان في لحظات حلوة عشناها كلنا.
+
رفعت شروق نظراتها إليه و قد خيم الشجن على محياها و تسلل إلى نبرتها حين قالت
ـ متأكد من الموضوع دا؟
+
ابتسم بعذوبة قبل أن يقول بتأكيد
ـ متأكد، ولو حبيتوا تعرفوا اي حاجه عن نسمة الله يرحمها انا موجود.
+
اتسعت ابتسامة شروق من حديثه لتوميء برأسها قبل أن تقول بخفوت
ـ اتفقنا.
+
كان يطحن ضروسه من الغل والغضب الذي لا يعرف سببه، ولكنه كان يريد تحطيم رأس كمال في هذه اللحظة، فهو يحادثها و يتقرب منها وهي سعيدة بل و مُرحبة وقد كان هذا يقوده إلى الهلاك في بئر الغضب الذي حين فكر في سببه أراد الهرب من بينهم، ولكن حين سمع كلمتها الأخيرة لم يتمالك نفسه حين لكزها في ذراعها وهو يقول بجفاء
ـ كلي. مش كنتي قرفاني فوق جعانة جعانة. يالا كلي.
+
شروق بصدمة
ـ حاضر. هاكل. في ايه؟
+
عض على شفتيه و ود لو يصرخ بوجهها، ولكن عنفه عقله بأن من يستحق الصراخ بوجهه هو ذلك القلب الغبي الذي تخطى جميع مبادئه و وقع في المحظور.
5
اللهم لطفك بأهلنا في فِـلَسْـ𓂆ـطِين فأنت اللطيف، اللهم نصرك وجندك وتأييدك فأنت القويّ.. اللهم وكن لعبادك المستضعفين عونًا وسندًا يا قوي يا متين من المعتدي الأثيم.. اللهم غيث من اللطف والرحمة لعبادك المستضعفين، اللهم أنزل السكينة والطمأنية علي قلوبهم.. يارب بردًا وسلامًا لهم ♥️
15
★★★★★★★★★★★
+
ـ اتفقتي معاها هتبتدي الشغل من اول امتى؟
+
هكذا تحدث خالد الذي كان يجلس في مقعد السائق و بجانبه سوزان التي قالت بهدوء
ـ أن شاء الله من النهارده.
+
خالد بجفاء
ـ و طبعًا انا محظور عليا ادخل المطعم عشان هي متعرفش أننا نعرف بعض.
+
سوزان برزانة
ـ أشجان حساسة اوي و كمان بقت مهمة اوي عندي، وانا مهمة بردو عندها احنا تقريبًا بقينا عوض لبعض في حاجات كتير. عشان خاطري اتحمل لحد ما تخلص وتبقى في حالة تخليها تستوعب الموضوع.
+
تهكم بمرارة قائلًا
ـ أنتِ العوض ليها، وهي العوض ليكي، وانا هطق منكوا انتوا اللتنين.
8
سوزان بمُزاح
ـ قلبك طول عمره كبير.
+
ابتسم بهدوء قبل أن يقول بنبرة خشنة
ـ كل المهم عندي أن الحيوان دا ميقربش منها.
1
ـ خايفة عليها اوي منه. بس اللي مطمني انها خلاص قررت تسيب البيت و خدت الشقة اللي جنبي. معرفش قدرت تقنع الاستاذ منتصر ازاي يبيعهالك.
+
خالد بفظاظة
ـ دا راجل غتت. قرفني على ما وافق.
+
سوزان بسخرية
ـ هتلاقيك كنت ماسك ايدك شويه. مزودتلوش السعر ايه ؟ كان وافق على طول.
+
خالد بتهكم
ـ ماسك ايدي! انا ادتله خمس أضعاف تمن الشقة. الفلوس اللي خدها تشتريله عمارة، و تقوليلي ماسك!
2
سوزان بتخابُث
ـ يا عيني يا ابني الحب بهدله صحيح.
3
أخذ يهز برأسه بقلة حيلة وهو يبتسم قبل أن يقول بوعيد
ـ كله هيطلع عليها في الآخر بس الصبر.
2
ابتسمت سوزان قبل أن تقول بجدية
ـ طب يالا تعالى عشان تساعدني انزل قبل ما تيجي و تطلع هي عليك القديم و الجديد.
+
اطاعها خالد وهو يتمتم بتهكم
ـ على رأيك. جه الوقت عليا اني اعمل حساب لواحدة مش جاية طول دراعي حتى.
3
ترجل من سيارته وهو يساعد سوزان على الترجل منها هي الأخرى ليسندها و هي تتكئ على عكازها ليدلف بها إلى داخل المطعم ولكنه غفل عن هذه النظرات المليئة بالألم و الخيبة التي تدحرجت على هيئة عبرات من مقلتي أشجان، فقد هوى قلبها بين أقدامها حين رأته مع سوزان تلك المرأة التي ظنتها عوضًا ارسلته لها الحياة ماهي الا طعم ابتلعته كالغبية. لم تعُد تعرف كيف تتصرف فقط تريد الصُراخ حتى تتقطع أحبالها الصوتية تريد هدم هذا العالم المليء بالمخادعين. تراجعت إلى الخلف وهي تبكي و تشهق بعُنف، فلم تلحظ هذه السيارة التي كادت أن تدهسها لولا توقف السائق بالوقت المناسب لتصدر عجلات السيارة أصواتاً مسموعه جذبت انتباه خالد الذي كان يغادر المطعم ليلتفت ناظرًا إلى ما يحدُث ليجد الكثير من المارة يلتفون حول احدهم، و ماهي الا ثوان حتى ظهر جسدها الضئيل من بينهم لينتفض قلبه هلعًا و يهرول تجاهها، فما أن رأته قادم حتى اندفعت تخترق تجمعهم وهي تعدو في الشارع المُقابل دون أن تستمع لندائه، ولكنه بنهاية المطاف نجح في قطع طريقها، وهو يهتف باسمها بلوعة
ـ أشجان.
+
لم تحتمل نطقه لاسمها بهذه الطريقة لتهتف بانفعال
ـ ابعد عني. مالك ومالي؟ جاي ورايا لية؟
2
مظهرها الباكي و حديثها جعلوه يتأكد من كونها رأته مع سوزان ليحاول تنظيم أنفاسه الثائرة وهو يقول بنبرة مُتهدجة
ـ ممكن تسمعيني ؟
+
تفاقم غضبها و حزنها لتهتف بحزم
ـ لا. قولتلك مرة و اتنين وعشرة لا. أقولها بأي لغة؟
+
انتفضت عروقه غضبًا من صراخها و حديثها ليُزمجر بتحذير
ـ وطي صوتك وأنتِ بتكلميني، و بطلي عبط.
1
لو يعلم كم كانت تريد الصُراخ في هذه اللحظة من فرط ما يجيش بصدرها من آلام لتهتف بأسى
ـ انا فعلا عبيطة. انت عندك حق. ماهو انا لو مش عبيطة مكنتش الناس هتلعب بيا الكورة كده
+
خالد بجفاء
ـ مين لعب بيكي الكورة؟
+
هتفت بتهكم غاضب
ـ مين غيركوا حضرتك و الست سوزان اللي اعتبرتها زي امي.
+
زفر بقوة قبل أن يقول بنبرة خشنة
ـ سوزان ملهاش ذنب في اي حاجه. بلاش تظلميها.
+
أشجان بتحسُر
ـ اظلمها! والله ماحد مظلوم في الدنيا دي غيري.
عمومًا عادي هعتبر نفسي معرفتهاش زي ما هعتبر نفسي بردو معرفتكش. عن اذنك.
1
كلماتها جعلت قلبه يهتاج ألمًا ليهتف بشراسة
ـ بطلي كذب. عمرك ما هتعرفي تعتبري نفسك معرفتنيش.
1
تفجرت الألغام بقلبها و استشعر عقلها بأنها ضمن منطقة الخطر لتقول بجفاء
ـ ابعد عني.
+
خالد بفظاظة
ـ انا بعيد، ودا بمزاجي عشان مضايقكيش. بس خليكي عارفة اني اقدر اكون قريب اوي.
3
تهديده اثار زوبعة من القلق داخلها لتقرر مجابهته قائلة بحدة
ـ مش هسمحلك. انا ست محترمة، و متجوزة و بحترم جوزي حتى لو كان أسوأ راجل في الدنيا.
+
مقدار الألم بصدره تفاقم حتى طغى على ملامحه و نبرته حين قال
ـ تصدقي أن انا اول مرة في حياتي أجرب شعور اني أحسد حد، و البركة فيكي.
+
شعرت بمدى ألمه، ولكن كان كل شيء هين أمام ارتكاب ذنب بهذا القدر لن يفلح أي شيء في هذا العالم في التكفير عنه لذا قالت بجفاء
ـ دا نتيجة أن الإنسان يسمح لنفسه يحس بحاجات مش من حقه.
+
اهتزاز جفونها و هذا الألم الذي يتجلى بوضوح فوق معالمها تناقضا مع حديثها كثيرًا لذا قال بخشونة
ـ عندك حق. بس المشاعر اللي بنحسها مش بإيدينا و مسعيناش ليها دي حاجه من عند ربنا.
+
خارجيًا كانت صامدة في وجه هذا العدوان الغاشم على مشاعرها ليُقرر الإفصاح هو عن صعوبة ما يمر به حين قال بنبرة تتضور وجعًا
ـ وأنا ربنا ابتلاني بحبك.
3
تعلم ماذا يعني أن يكون الإنسان تحت وطأة شعور هائل اقوى منه، وتعلم كيف يعجز الإنسان عن مجابهة مشاعره، و تعلم ماذا يعني أن يعجز الإنسان عن الصمود عما يخابره لذا قالت بلهجة يشوبها التعاطُف
ـ انت اقوى من كل دا، وتقدر تقف قدام كل حاجه في الدنيا وأولهم قلبك، و إلا تبقى بتحكم على نفسك بالعذاب طول حياتك.
2
شعر بما يجول بخاطرها، و كم كانت تحاول أن تصمد و تؤازره دون السقوط في هوه الخطأ لذا آثر الإنسحاب حتى لا يُرهقها و يُرهِق نفسه معها فتحدث بجفاء قائلًا
ـ صح. أنتِ صح، و عمومًا سوزان ملهاش علاقة بحاجة، وبتحبك زي بنتها اللي اتحرمت منها.
+
أشجان باستفهام
ـ تقصد ايه ببنتها اللي اتحرمت منها؟
+
خالد بفظاظة
ـ دا موضوع طويل يخصها هي تحكيهولك لو حابة. بس هي بتعتبرك عوض ربنا ليها، و بما انك جربتي الخذلان قبل كدا بلاش تخذليها. هي متستحقش كدا.
+
أوشكت على الحديث فرفع إصبعه ليضعه أمامها حتى يمنعها من الحديث ليستطرد قائلًا بجفاء
ـ و بالنسبة لعلاقتي بيها دي بادئة من سنين من قبل ما اعرفك واشوفك، و هتفضل مستمرة علشان دي حاجه متخصكيش، ولا ليها علاقة بيكي.
+
فهمت تمامًا ما يحاول إيصاله لها لتقول بجمود
ـ تمام.
+
لم يستطِع المغادرة قبل أن يفرغ ما بقلبه لذا قال بنبرة حادة
ـ و زي ما أنتِ قوية كدا، و قادرة تحطي الف حد بيني وبينك ياريت تحطي بردو حدود بينك وبين كل اللي يقلل من قيمتك.
3
كانت تعلم إلاما يُشير بحديثه ولكنها رفضت الإفصاح عن ما بداخلها واضعه حدًا فاصلًا بينه وبين كل شيء يخصها لذا قالت بنبرة صارمة
ـ متقلقش انا عارفة قيمة نفسي كويس و مش هسمح بأي حاجه تقلل منها.
+
قالت جملتها و غادرته دون أن تلتفت إلى الخلف لتظل تسير في دربها الذي كانت تسقيه بعبراتها إلى أن اتعبها المشي و انهك قلبها كثرة ما تمُر به، فقامت بجذب هاتفها لتُجري اتصالاً هاتفيًا
+
ـ صاحي ولا صحيتك؟
+
هكذا تحدثت أشجان موجهه حديثها إلى أمين الذي ما أن رن هاتفه برقمها حتى انتفض من نومته ليُجيبها في الحال
ـ ولو مش صاحي أصحالك.
+
أشجان بجفاء
ـ قولتلي انك مستعد تعمل اي حاجه تنفذ كل طلباتي صح ؟
امين بلهفة
ـ طبعًا صح.
+
أشجان بجمود
ـ يبقى كلامنا يكون في قاعدة وشاهد عليه رجالة.
24
اللهم ارزقني رزقًا واسعًا حلالًا طيبًا، واستجب دعائي من غير رد، وأعوذ بك من الفضيحتين؛ الفقر والدين، اللهم يا رازق السائلين، ويا راحم المساكين، يا ذا القوة المتين، ويا ولي المؤمنين، ويا خير الناصرين، يا غياث المستغيثين، ارزقني يا أرحم الراحمين ♥️
9
★★★★★★★★★★★
+
كانت هيام تخرج من غرفتها بعد لتتوجه إلى الأسفل ولكن تجمدت الحروف فوق شفتيها حين رأت...
27
يتبع.....
+