اخر الروايات

رواية وجه في القلب الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم جويرية احمد

رواية وجه في القلب الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم جويرية احمد 


 الحلقة الرابعة والعشرين


التدقيق الاملائى واللغوى الكاتبة والأديبة فاير فلاى



صفاء : كتب الكتاب يوم "15"الشهر الجاى, تعملي حسابك أنت ووالدك ووالدتك معزومين عندنا في البلد ومش هقبل أي أعذار


هدى : ألف مبرك يا حبيبتى, أنا وماما هنيجي إن شاء الله, بس بابا مش عارفة ظروفه إيه؟


صفاء : بقولك إيه, تفضي لي نفسك كام يوم علشان نشترى الفستان ولوازمه والإكسسوار, أنت ذوقك جنان وعايزة أكون أحلى عروسة


هدى : يا سلام من عيوني, غالى والطلب رخيص وأنا عندي كام صفاء


صفاء : ربنا يخليكي ليا, وإن شاء الله أردها لك يوم فرحك .


هدى : بس أنتوا حددتوا معاد كتب الكتاب دلوقتى ليه؟ مش كان فى الأجازة لما نخلص أحسن .

صفاء:يا بنتي أنت هتلاقى أكتر من نص الدفعة بيكتبوا كتابهم الأيام دي علشان التكليف يكون قريب من السكن وما يتبهدلوش فى البلاد أنت عارفة التكليف أي حد في أي حتة.


هدى : أيوة, سها لسه عازمانى على فرحها, وجيهان من يومين وأنا بسأل نفسي, هو فيه إيه؟


صفاء : عقبالك يا حبيبتى


هدى : تبتسم وتتمنى في نفسها أمنية وتطلب من الله تحقيقها


صفاء:بصراحة مش عارفة هم الرجالة اتعموا فى نواضرهم مش شايفين القمر ده, حد يقول كده يا ربي واحدة زيك في أصلك وفصلك تفضل لحد دلوقت كده من غير جواز, لو ليا أخ ينفعك كنت خليته يتجوزك, إلا مع الأسف كلهم أصغر منى.


هدى : أنت مش قلتى إنكم بتتجوزوا قرايب في بعض


صفاء: أيوه ودى أحسن حاجة, عارفة عماد خطيبى, هو ابن عمى وقروا فتحتنا وأنا عندى تسع سنين, طلعت لقيته خطيبي ولا رحت ولا جيت ولا احترت, وخلاص هانت كلها كام شهر ونتجوز


هدى : تصدقي لما حكيتي لى قصة خطوبتك فى الأول استغربت جداً وكنت بسأل نفسي: إزاى أطفال يتخطبوا لبعض, وإزاى الأهل يفرضوا اتنين على بعض بالشكل ده ,لكن لما بشوف فرحتك ولهفتك عليه بقول إنك صح ارتحتى من الانتظار, عارفة إنه ليكي وأنت ليه وأهلكم موافقين.


صفاء : أصل الحدوتة مش زى الأفلام, عماد شاب محترم جداً واخد بكالوريوس الهندسة وشغال فى فى البلد وبيحبنى وبيخاف عليا جداً ومن واحنا صغيرين كان بيحمني ويحافظ عليا, من بعيد يمشى ورايا وأنا رايحة المدرسة, ويا ويله اللى يفكر يضايقني أو يعاكسني, كبرنا مع بعض غير إنه بيشجعني على الدراسة, وكمان مشجعنى جداً على الشغل ومؤمن أنه رسالة مهمة, ووجوده في حياتي مسهل عليا الدنيا ومحسسني بالأمان, يا سلام لما بشوفه وهو مستنيني في المحطة واللهفة في عينيه ,وأنا بيكون قلبي طاير, ولما بيركبني القطر وأنا مسافرة بحس أن قلبه هيفط من بين ضلوعه ويجي معايا, بتأثر فيه دموعى وهي بتنزل زي المطر كل أسبوع وكل مرة .


هدى : ربنا يهنيكوا ببعض, اقفلى حنفية الأشواق لحسن دكتور يوسف وصل ؟


يوسف : السلام عليكم, ازيكم يا بنات, عاملين إيه؟


هدى وصفاء : الحمد لله


هدى : فى خبر حلو, صفاء كتب كتابها 15 الشهر الجاى


يوسف : ألف مبروك, ربنا يتمم بخير


صفاء :الله يبارك فيك يا دكتور, حضرتك معزوم على الفرح


يوسف : هباركلك النهاردة واعفينى من حضور الفرح


صفاء : ليه بس كده يا دكتور؟


يوسف : معلش اعذرينى, مش هقدر أجى لأنى هكون سافرت


هدى "اصفر وجهها واختنقت كلاماتها" : هو أنت مسافر؟


يوسف: أيوه أنا كنت جاى أقولك إنى مسافر آخر الشهر ومش هقدر آجى تاني


هدى "مضطربة وتبتلع غصة فى حلقها بصعوبة" : مسافر فين وهتغيب قد إيه؟



"يدير وجه بعيداً عن عيون هدى التي بدأت تلتمع بالدموع"


يوسف: فى بعثة من الجامعة علشان آخد الماجستير والدكتوارة في انجلترا "يصمت لحظة ويقول بصعوبة "خمس سنين



تكلم بعض الكلمات وردت صفاء ببعض العبارات ولكن هدى لم تعد تسمع أو ترى أي شئ اختلطت الوجوه والأصوات والكلمات, نزلت الدموع تغيرت الحياة ذهب يوسف وأخذ في الابتعاد تراقبه بعيون دامعة وكلما ابتعد خفتت الأصوات وبهتت الألوان حتى اختفت, كل الألوان والأصوات, أصبحت لا ترى إلا صحراء جرداء في ليلة مظلمة اختفى منها القمر وأبت حتى النجوم على الظهور توقفت الحياة لأكثر من خمس سنوات تنتظر أن يظهر القمر ويضئ الطريق لتعود الحياة


بسمة : هدى حبيبتي ما تزعليش الحكاية ما تستهلش كل ده


هدى : تبكى وقد اختنقت بالدموع التي تسيل لتلهب وجنتيها


بسمة : أنت عارفة شاهى, وطريقة كلامها وهزارها التقيل


هدى "تنظر لها وعيونها مختلطة بالدموع ونظرة تعجب" : هزار


بسمة : هزار سخيف,كلنا عارفين انك جميلة ورقيقة وبيتقدملك عرسان كتير ولو عايزة تتجوزى كنت اتجوزت من زمان ومفيش احن منك على الأطفال


هدى: يا بنتي دي ما بتفوتش مناسبة ولا حتى صدفة على السلم إلا لما تسمعني كلامها البايخ عن الجديد وأخبار العريس, والنهادرة رايحة أبارك لها على البيبي التاني تكسفنى قدام الناس وتقول "لألألأ ما تشليش البيبي ليتلوح منك, أصلك ما تعرفيش, لما تتجوزي ويبقى عندك بيبى أسمح لك تشليه


بسمة: يا حبيبتى ما تزعليش هى كلامها كده دا إياد وكارين بيموتوا فيك, دول بيحبوك أكتر منى, دا إياد بيجي هنا وميرداش يسيبك ويمشى إلا لما ينام, أشيله علشان نروح, هو فى زى حنيتك على الولاد


هدى "بدأت تمسح دموعها": إياد وكارين حبيايبي ربنا يبارك لك فيهم


بسمة : بقولك إيه فيه حاجة هى إللى مضيقاكى, مش كلام شاهى أنت عارفها وتعودت عليها


هدى : لا أبداً مفيش حاجة


بسمة : طيب ممكن نتكلم بصراحة ؟


هدى : اتفضلي يا كرومبو


بسمة : أنت رافضة تشوفى الدكتور رياض ليه؟


هدى : أنت عرفت منين؟

بسمة: مش مهم عرفت منين, المهم أن عمرك بيجرى وأنت رافضة تتجوزى, الأول كان عندك عذر عمى شاكر كان رافض فكرة الجواز قبل ما تاخدي الماجستير والدكتوراة, ودلوقت أنت خلصتى الماجستير وخلصت تمهيدي الدكتوراة وابتديت في الرسالة وعمى الحمد لله ربنا هداه وهو اللي عايز يجوزك ويطمن عليك


هدى : أنت اللي بتقولي كده ؟ وأنت الوحيدة اللي عارفة كل حاجة


بسمة: اللي أعرفه إنك كملت ستة وعشرين سنة ومن يوم ما خلصت البكالوريوس والامتياز واتعينت في الجامعة وأنت هالكة نفسك في الشغل والنبطشيات والماجستير, لا حد بيشوفك ولا بتشوفي حد, حتى مكتب بابا اللي كان نفسك تخلصى وتشتغلى فيه ولا بتروحيه, دبلتى واللي يشوفك ما يقولش إنك هدى الرقيقة الجميلة اللي ابتسامتها بتملي الدنيا فرح وأمل بقيتي واحدة تانية, عينيك زايغة ووشك أصفر ونظرة الحزن اللي مش بتفارقك, حياتك مفيهاش غير الكتب والمراجع والعمليات والشغل وبس


هدى : مش هو ده اللي بابا عايزه ؟ وأدينى بنفذه


بسمة : وأنت فين ؟


هدى: انا ولا حاجة, وتبكى من جديد, ضاعت منى نفسي ومش لاقياها, ضاع الطريق من تحت رجلي, ضاعت الألوان من دنيتى, ضاع طعم الحياة, ضعت وتهدمت أحلامي. غرقانة ومش قادرة اتنفس, ليل طويل ملوش نهاية مستنية النهار


بسمة : حبيبتي حرام عليك نفسك, تفضلى لحد إمته على دا الحال؟


هدى : "تضع وجهها بين يدها فهي لا تعرف إجابة"


بسمة "ترى وجه يوسف مرسوم على صفحة أحد الكتب على المكتب": طب مفيش أخبار جديدة عن يوسف, فات أكتر من خمس سنين المفروض يكون رجع


هدى : تبكى وتنزل دموعها انهار


بسمة : طب أنت سألت في الجامعة ؟


هدى : ترفع وجهها وتأخذ نفس عميق وتخرجه لتخرج معه الكثير من الحزن والألم لتستطيع الكلام


بعد يوسف سافر قررت أنى استناه ودفنت نفسي فى الشغل والمذاكرة والمستشفى الجديد اللي بابا بناه كنت بعد الأيام والليالي والساعات بستنى اليوم اللي هيرجع فيه وبدعي ربنا إن بابا يوافق على الجواز تمسح دموعها بيدها"" وأخدت عنوانه من الكلية وبعتله أكتر من جواب, لما اتخرجت ولما خلصت الامتياز, ولما اتعينت ولما ولما و لا فى أى رد منه على أي جواب منهم


بسمة : تنصت فى اهتمام وقلبها يبكى على حال هدى


هدى: ومن أربع شهور لما بابا جت له الأزمة القلبية واتحجز فى المستشفى,والحمد لله عدت على خير, بابا اتغير بعدها 180 درجة وبعد ما كان رافض إنى أتجوز هو اللي بيتحايل عليا علشان أتجوز لأنه خايف عليا, وخايف يسيبنى لوحدي وعايز يجوزنى فى أسرع وقت ويفرح بيا وبأولادى, والكلام اللي أنت عارفاه


بسمة : فعلا اتغير وكلنا فرحنا بالتغير وقلنا خلاص العقدة اتحلت وهنفرح بيكى قريب


هدى: وأنا كمان كنت مبسوطة جداً وقولت الحلم هيتحقق يوسف خلص الخمس سنين وبابا موافق على فكرة الجواز وبعت ليوسف جواب وسألته هيرجع امته وكالمتعاد ولا رد


بسمة :ممكن يكون اتجوز ؟


هدى: تتغير ملامحها وتنزل دموعها, احتمال كبير وأنا مش عارفة اتأكد مستنية خمس سنين من غير وعد ولا حتى كلمة ولا مرة صرح أو حتى لمح, بموت فى اليوم ميت مرة لما بفكر إنه اتجوز ولا حاسس بيا


بسمة : وهتعرفى إزاى


هدى : رحت سألت فى الكلية عن البعثة تخلص امته وعنه يرجع امته ولقيت...........


بسمة : لقيتى إيه ؟


هدى : إخد الدكتوراة وقدم على أجازة بدون مرتب لأنه اشتغل فى مستشفى كبير فى انجلترا


بسمة : ممكن تتصلي بالمستشفى وتكلميه


هدى : دى حاجة صعبة جدا وممنوع الكلام والاتصال فى فترة الشغل وعنوان سكنه مش معايا


بسمة : طب أنت مش عارفة عنوان إخواته ؟ ممكن تسأليهم , هي حاجة محرجة بس علشان تعرفي أي حاجة عنه


هدى : سافرت اسكندرية ورحت العمارة وللأسف أخوه سافر من سنتين فى بلد عربي وأخته نقلت من الاسكندرية للقاهرة


بسمة: وبعدين هتفضلي تستني العمر كله وهو ولا على باله, ولا رد عليك بكلمة واحدة, حرام عليك نفسك لازم تشوفي حياتك كفاية أوى السنين اللي فاتت كل زمايلك اتجوزوا وكل واحدة عندها بيتها وأولادها وأنت عمرك بيضيع فى انتظار من غير مبرر وهو احتمال كبير يكون اتجوز وعنده أولاد وعيلة وحياة مستقرة, فكرى بعقلك وكفاية أحلام وأوهام أخدت من شبابك وعمرك وصحتك وجمالك


هدى : كفاية يا بسمة أنا خلاص أعصابى اتحطمت ومش قادرة أفكر فى أى حاجة


بسمة: يا حبيبتى أنا يهمني مصلحتك, إنسي الماضي وإنسي الأحلام وعيشي الواقع, فى دكتور كويس متقدم لك شوفيه وابدأي حياتك وبكرة يبقى عندك أولاد ينسوك اسمك ويملوا حياتك ضحك ولعب وحب, أنا هسيبك تستريحى ويا ريت تفكري فى كلامي كويس


***********************




الخامس والعشرين من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close