اخر الروايات

رواية ملاكي العنيد الفصل العشرين 20 بقلم شيماء نعمان

رواية ملاكي العنيد الفصل العشرين 20 بقلم شيماء نعمان 


الفصل العشرون
..........................
يوما اقترب واقتربت معه احلامهم يتمناها بجواره وتتمنى الامان بقربه وعد باحلام تجمعهم للابد
سارع مازن فى انهاء كل الاستعدادت اللازمة ليوم عرسه اختارا سويا غرفة نومهم الجديدة ابدلت كل شئ وهو يراقبها بفرحة يشعر باحساس غريب وهو يراها بجواره تؤسس لحياتهم الجديدة احيانا ينقبض قلبه ويتذكر ليلة عرسه الاولى يشعر بغصة فى حلقه يبدد الخوف احلامه ان تعيد الايام قسوتها مرة اخرى
جاء يوما انتظره كثيرا ستصبح له للابد زوجته وحبيبته
امتلئت القاعة بالمدعوين واصوات الموسيقى الهادئة تتناغم مع الانارة الخافتة
يقف امام مرآته يرتدى بذلة عرسه وقف آدم بجواره لاحظ عبوس وجهه تعجب فكيف بعد كل هذا ويشعر بالحزن
مالك يا مازن
- ابدا مفيش
- لا بجد ايه اللى مضايقك
جلس متكئا على كرسيه يفرك وجهه بكفيه بتوتر : خايف ياآدم
- من ايه........ هو فى ايه
- الليلة دى بتفكرنى بليلة عدت عليا من تلات سنين ليلة غيرتى وخليتنى واحد تانى خايف الايام تدور واليوم ده يجى من تانى
- ايه يامازن الكلام انت شاكك فى ايلين
رفع وجهه بغضب : ايه ياآدم ده كلام برضه
- والله انت غريب اومال مضايق ليه وعامل فى نفسك كده ليه إيلين بتحبك واستحملت منك كتير متكسرش فرحتها يا مازن عدى الليلة دى على خير
...................
تزينت بفرحة اليوم ستكون له ستكون بجواره لن يمنعهم من القرب اى شئ اليوم تنتهى مرارة ايامها كانت كالمكلة رداءها الابيض المطرز بنعومة اضاء حجابها نور وجهها وقف يحيى امامها ينظر لها بفرحة اسعدت قلبه بصغيرته التى اصبحت عروس جميلة امسكت بيد والدها ليسلمها لحبيبها نزلوا من فوق السلم المفروش بالسجاد الاحمر راته يقف فى اخر السلم ينظر إليهابحب شوق لقربها اخيرا وقف يحيى امامه مصافحا وهو يأمنه عليها اقترب منها يرفع عنها طرحتها البيضاء اخفضت رأسها وعيناها خجلا من نظراته المصوبة عليها
طبع قبلة طويلة على جبينها يحمل لها كل الحب الذى عرفه قلبه منذ ان رأها رفع كفها إلى شفتيه يقبلهم
مبروك ياحبيبتى خلاص بقيتى ليا
- الله يبارك فيك يامازن
امسك بيدها تحت ذراعه واصوات الزفة تصدع فى القاعة وحولهم اهليهم سعداء بسعادتهم دخلا من باب القاعة تحت نظرات المدعوين
تشعر برجفة قلق فرحة مشاعر مختلفة فى آن واحد جلسا فى المكان المخصص للعروسين التى زينت لاجلهم بالورورد البيضاء ظل ممسكا بيدها لا يفارقها وهى تتمسك به مستشعرة به الامان
بدات الرقصة المخصصة لهم ضمها إليه ويداها حول عنقه يهمس لها باعذب الكلمات يرقص قلبها فرحة وسعادة
مازن بجد بتحبنى
رفع حاجبيه بدهشة: لسه بتسالى بحبك ولا لا انتى مجنونة رسمى
ضحكت قائلة: لا انا بسأل بس
طيب استنى عليا
تركها للحظات واتجه إلى الدى چى تحدث معه قليلا ثم عاد إليها
انت كنت بتعمل ايه
استنى عليا بس
ارتفعت اصوات الموسيقى باغنية اهداها إليها خصيصا
هل عندك شكٌّ أنّك أحلى وأغلى امرأةبالدّنيا ....
وأهم امرأة بالدنيا ....
هل عندك شك أنّ دخولك في قلبي هو أعظم يومٍ في التّاريخ وأجمل خبرٍ بالدّنيا
هل عندك شكٌّ أنّك عمري وحياتي ...
وبأنّي من عينيك سرقت النار وقمت بأخطر ثوراتي
أيّتها الوردة والرّيحانة والياقوتية والسّلطانة والشعبية والشّرعية بين جميع الملكات
يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلمات
يا آخر وطن أولد فيه وأدفن فيه وأنشر فيه كتاباتي
غاليتي أنت غاليتي .. لا أدري كيف رماني الموج على قدميك
لا أدري كيف مشيت إليّ وكيف مشيت إليك
دافئةٌ أنت كليلة حب من يوم طرقت الباب عليّ ابتدأ العمر
هل عندك شك …………
كم صار رقيقاً قلبي حين تعلّم بين يديك
كم كان كبيراً حظّي حين عثرت يا عمري عليك
آه يا ناراً تجتاح كياني
يا فرحاً يطرد أحزاني
يا جسداً يقطع مثل السّيف ويضرب مثلالبركان
يا وجهاً يعجّ مثل حقول الورد ويرفض لحني كحصاني
قولي .. قولي .. قولي
قولي لي كيف سأنقذ نفسي من أشواقي وأحزاني
قولي لي ماذا أفعل فيك .. أنا في حالة إدمان
قولي لي ما الحلّ فأشواقي وصلت لحدود الهذيان
قاتلتي ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني
من أين أتيت وكيف أتيت وكيف عصفت بوجداني
انتهت الموسيقى ومعها دموع فرحتها بحبه العلنى لها امام الجميع اقتربت منه برعشة فى اوصالها مدت كفيها نحو كفيه : انا بحبك اوى يامازن
كلمة لم يسمعها من بين شفتيها من قبل شعر بحبها غيرتها ولكنها لم تنطقها من قبل لم يشعر بقدماه وهى يسرع نحوها حملها فجأة ودار بها تمسكت به خائفة انزلهابرفق نظر فى عيناها عاشقا ذاب بين جفونها عاشقا ارهقه حبها واخيرا نال قلبها ليصبح بين يديه ملكا له ثلم جبينها وانتقلت قبلته على كفيها
تصفيق حار وقوف للمدعوين تصفير عالى من شادى وآدم اكملوا حفلة زفافهم ورحلوا إلى بيتهم الجديد وصلت معهم عائلتهم ووالدها الذى اصر على على بقاءه فى ضيافتهم حتى يطمئن على ابنته الصغيرة
دخلا غرفتهم يحملها بين ذراعيه انزلها برفق مغلقا باب الغرفة
نورتى اوضتنا ياحبيبتى
- ده نورك انت
امسك بيدها متجولا داخل غرفتهم المنقسمة إلى غرفتين
ايه رايك فى النظام الجديد ده اوضتين اهم واحدة لينا وواحدة للنونو اللى هنجيبه ان شاء الله
- ان شاء الله ياحبيبى
- احلى كلمة سمعتها من شفايفك من يوم ما عرفتك
- يعنى كلامى وحش
- طب هو الملاك ده ممكن يقول او يعمل حاجة وحشة
- ملاك مرة واحدة
- طبعا ومش اى ملاك بس انتى بقى ملاك عنيد دماغها ناشفة دوختينى معاكى
ابتسمت واضعة يدها على جانبى خصرها : ليه بقى عملت فيك ايه
امسك بيدها جاذبا إياها نحو غرفتهم :ده انتى دوختينى وتعبتينى عشان اوصل لليوم ده
- طب ممكن نغير هدومنا ونصلى ركعتين لله وتكون انت الامام
شعر بجسده يرتعش ذكريات مضت كانها تعاد مرة اخرى زواجه حبه لنيرمين يوم زفافهم يراها كانها خلفه يصلى بها اماما ......... صدمته فيها حاول طوال حفل الزفاف ان يسيطر على تفكيره كلما وصل لهذه النقطة ولكن الماضى عاد ليتجسد امامه من جديد لمسة اصابعها على كفيه اخرجته من شروده
مازن مالك ياحبيبى
- ابدا ياحبيبتى مفيش حاجة ادخلى غيرى هدومك وتعالى
تركته واتجهت تبدل ملابسها وقف امام نافذته مدخنا سيجارته بتوتر يتذكر ليلة زفافه التى تحولت لاسوء يوم فى حياته ولكنها ليست هى ايلين ليست نيرمين هى حبيبته وهو حبها الاول لا يمكن ان تكن مثلها وسوس له شيطانه بالكثير والكثير افكار صوت هاتفه المفاجئ افزعه اجابه بريبة من المتصل فى هذا الوقت تحديدا اتاه صوتا يعرفه جيدا يكرهه يكره حتى وجوده فى حياته السابقة
مبروك يا عريس
- انت اخر واحد كنت اتمنى انى اسمع صوته عايز منى ايه بعد كل اللى عملته فيا عايز منى ايه ياطارق
- ابدا ياصاحبى كل الحكاية ببارلك ايه المشكلة ده انت صاحبى وحبيبى
- وحياة ابوك بلاش الكلمتين دول انطق عايزايه ومن الاخر
ضحك مقهقها: ابدا بفكرك بالليلة دى ولا نسيتها
- تقصد ايه
- ابدا ليلة فرحك من تلات سنين على ربة الصون والعفاف نيرمين هانم
تزايدت قطرات العرق فوق جبينه كأنها امطار ومعها دقات قلبه تتسارع وعقله يعمل بسرعة عجيبة افقدته النطق للحظات قبل ان يخرج صوته من بين حنجرته متحشرجا: انت تقصد ايه
- اقصد انك اكيد لحد دلوقتى متعرفش حبيبة القلب باعت نفسها لمين متعرفش مين خطفها منك زمان وخلاك ياعينى عليك تايه فى الدنيا بتلطش يمين وشمال كل يوم فى حضن واحدة فاكر انك بتنتقم منها وبتذلها مع ان كان المفروض تدور على اللى عمل كده بس انت بقى طلعت غبى عمرك بتبص تحت رجيلك يامازن بس انا بقى هطلع اجدع منك واقولك من اللى نيرمين كانت ديما فى حضنه .......... انا يامازن انا اول راجل فى حياتها واظن انك اتاكدت مش كده يا مازن
انتفخت اوداجه بشدة قبضة يده تكاد تهدم الحائط التى يستند إليها صرخ بغضب : انت كداب وكلب وحيوان
ضحك أكثر وأكثر قائلا: انا عاذرك برضه ياعينى عليك اتخدعت فى صاحبك ومراتك بس تصدق انت السبب فى ده كله ......... فاكر نهى فاكر انا كنت بحبها ازاى فاكر انا كنت متعلق بيها وناسى الدنيا والعالم بسببها فى لحظة شافتك عجبتها نسيتنى سابتنى بسببك انت قال ايه كنت جاى تزورنى وفى لحظة خطفتها منى وياريتك اتجورتها انت قلتلها انك بتحب بنت عمك الست نيرمين حاولت اكون جنبها بس للاسف كرهت الدنيا وكرهت كل حاجة وسابتنى وسافرت واتجوزت واحد غيرى وانت السبب فى ده كله عشان كده حلفت لانتقم منك فى اغلى حاجة عندك ومكنش عندك وقتها غير نيرمين وانت بايدك جبتهالى فاكر لما جيت ووصتنى عليهااول ما جت كليتها فى القاهرة عشان لو احتاجت حاجة اكون مكانك وانا بقيت مكانك كلمتين حلوين البت سلمت فى ساعتها فاكر لما كانت بتتكلم فى الموبيل وانت سمعتها كانت بتكلمنى انا تصدق كان نفسى اشوفك وقتها
صرخ به بغضب: مستحيل الكلام ده كدب
- انا عارف انك مش مصدق بس اظن محدش يعرف الحكاية دى غير البيت وبس هو صحيح اخبار العروسة الجديدة ايه حلوة بس ياريت متتطلعش زى نيرمين وتكون باعت نفسها لغيركً
صرخ بغضب وعروقه تنتفض بشدة:
اخرس يا كلب انا مراتى اشرف منك ومن اللى باعت نفسها بكلمتين حب فاهم ايلين اشرف منك ومنها ياما حاولت تفرقنا بس مقدرتش عارف ليه عشان حبها ليا حقيقى لا عمرها باعت نفسها ولا استسلمت لكلمة من كلب زيك اذا كانت نيرمين زمان صدقتك اظن دلوقتى انا معنديش حاجة اخسرها اكتر من كده المهم عندى ان ايلين بقت مراتى واى حاجة تانية مش مهمة
- اه بس لما تعرف ان بنت عمك المصونة سلمت نفسها ليا من تانى بس ايه بورقة جواز عرفى لا وايه ورقة تنازل عن ورثها فى المرحوم عمك ياعينى عليك اظن دى صدمة تستحق انك تموت بسببها
صدمة الجمت لسانه عن نطق كلمةًواحدة اكمل طارق بتشفى وهو يعلم كيف يبدو الان
ايه يا ميزو اتصدمت ياعينى معلش قلت بس ابارلك يوم فرحك ياغالى تصبح على خير وسلميلى على العروسة
ابدلت اسدالها فوق ثوبها الابيض الذى اختارته لها شقيقتها دنيا اسدلت شعرها خلف ظهرها شعرت بجسدها ككتلة من ثلج و برودة فى اطرافها اغمضت عيناها تحاول ان تهدأ قليلا رفعت حجابها فوق شعرها استعداد للصلاة ذهبت إليه وجدته مستلقيا فوق السرير شاردا لم يشعر بها حتى وهى تدخل اقتربت منه بهدوء : مازن مالك
انتفض فى مكانه : لا ابدا مفيش تصبحى على خير عايز انام
- تنام طيب مش هتصلى اول
- ايلين تعبان وعايز انام ممكن تسبينى
جلست بجواره تربت فوق كفيه : مالك ياحبيبى من شوية كنت كويس فى ايه
صرخ بوجهها وهو ينتفض من مكانه : انا هسيبلك الاوضة كلها وهخرج
- تخرج تروح فين الناس تقول ايه ....... ايه اللى حصل لده كله ممكن افهم
اقترب منها ضم كتفيها محاولا الاعتذار: ايلين انا آسف عارف ان ملكيش ذنب فى ًْحاجة بس انا مخنوق ولو مخرجتش دلوقتى ممكن يحصلى حاجة عن اذنك
لم يمهلها لحظة لتستوعب ماقاله خرج من الغرفة كلها متجها لغرفته الصغيرة ظل يدور فى غرفته بتوتر كلما تذكر حديث طارق وكيف انه غاب عن تفكيره طوال السنوات الماضية وهل صحيحا انه تزوجها عرفيا وكيف لها ان تتنازل عن حقها فى ميراثها لاجله اسئلة كثيرة ولابد ان يعرف الاجابة منها شخصيا اتجه إلى غرفتها يراقب البيت جيدا خوفا ان يراه احدا فى هذه الساعة المتأخرة بعيدا عن غرفة زوجته دق بابها بهدوء حتى فتحت الباب اتسعت عيناها بشدة وهى تراه امامها: مازن ايه اللى جابك هنا وسايب مراتك ليه
-مش هنتكلم هنا ادخلى جوه بدل البيت كله مايسمع فضيحتك
دفعها للداخل بقوة مغلقا الباب : انا عايز اعرف انا ازاى كنت اعمى وغبى انى معرفش انك زمان خنتينى مع الكلب اللى اسمه طارق ازاى قدرتى تعملى فينا كده وجاية دلوقتى كمان تتجوزيه عرفى وتتنازلى عن ميراثك لحيوان زى ده انتى ايه غبية للدرجة دى زمان بعتيله نفسك وابوكى مات بسببك دلوقتى عايزة مين تانى يموت عيزانا نتفضح فى البلد كلها وسيرتنا تبقى على كل لسان
عٌقد لسانها من المفاجاة اخفضت رأسها خجلا وهى تستمع لحديثه : انا عارفة انى غلطت بس والله كان غصب عنى ادانى مخدر محستش بنفسى غير لما فوقت وقالى اننا اتجوزنا عرفى وانه مضانى على ورقة تنازل على حقى فى ميراثى مع ان والله متنازلتش عن حاجة
صرخ بها غاضبا: حيوانة ورخيصة سلمتليه نفسك وفلوسك
- مازن انا عارفة انى عملت غلط كتير بس ابوس ايدك اقف جنبى انا مش عاوزاه انا مستعدة اعيش فى البيت ده خدامة بس مروحش عنده ده مصر ياخدنى اعيش هناك اوعى تسيبنى يامازن وحياة ايلين عندك وانا عارفة غلاوتها عندك ورحمة بابا يا مازن اعتبرينى سارة
- انا مش عارف اعمل ايه اللى عملتيه صعب اوى يتصلح
- انا مش عايزه منه فلوس يطلقنى بس ومش عاوزة حاجة تانية
- دى مش فلوسك دى تعب عمى الله يرحمه يعنى مش من حقك تتنازلى عنهم بسهولة كده وانا هعرف ازاى اطلقك منه واجيب ورقة التنازل دى
افزعهم صوت الباب نظرا لبعضهم بحيرة اتجه إلى الباب بقلق فتحه ليجد ايلين امامه
ايلين ايه اللى جابك وازاى تخرجى من اوضتك دلوقتى
دموعها ونظرتها إليهم لا معنى لها غير انها تراهم مخطئين فى حقها اسرعت من امامهم تكتم شهقات دموعها اسرع خلفها دخلت غرفتهم واتجهت إلى الغرفة الصغيرة اغلقتها جيدا وهى تبكى وقف على الباب مناديا: ايلين عشان خاطرى اسمعينى
صرخت به : ابعد عنى يامازن طلقنى للدرجة دى للدرجة دى مش قادر على بعدها اومال اتجوزتنى ليه فى واحد يسيب مراته يوم فرحهم ويروح لطلقيته الا اذا كان بيحبها
- ابدا والله فى مصيبة حصلت وكان لازم اتكلم معاها فيها
- والله الساعة تلاتة الفجر
جلس ارضا بجوار الباب: مصيبة ياايلين مصيبة هتضيعنا كلناافتحى ابوس ايدك محتاجلك جنبى مفيش غيرك هيسمعنى ويحس بيا
صمتت وطال صمتها قام من جوار الباب بضعف من حاجته للنوم
- خلاص ياايلين مدام مش عاوزة تسمعينى خلاص براحتك تصبحى على خير
القى بجسده فوق سريره وتبعته هى فوق سريرها تفكر فى حديثه وماهى المصيبة التى يتحدث عنها وماعلاقتها بنيرمين
................
اشرقت الجوناء بنورها الساطع واشعتها الذهبية فوق وجهه فتح عيناه بصعوبة بالغة ناظرا حوله نظر إلى ثيابه التى امضى ليله بها اعتدل فى سريره يمسح وجهه من الارهاق الذى اصاب جسده ويتذكر ليلة زفافه التى تحولت لليلة حزينة دخل إلى حمام غرفته ليريح جسده عناء ليلة ماضية لف منشفته حول جسده فتح الباب ليجدها امامه ابتسم بخبث وهو يرى وجهها الاحمر حاولت ان تمر من جواره
على فين ياحبيبتى
- ممكن ادخل الحمام
- ايلين مينفعش كده ممكن تسمعينى
- مازن انا تعبانة بجد وعاوزة اخد دش ممكن تسيبنى
- حاضر ياستى اتفضلى
- ماانت واقف كده ادخل ازاى
- ياحبيبتى ده انا جوزك وانتى مراتى
- مازن سيبنى ادخل لو سمحت
حاضر ياستى اتفضلى
تركته يرتدى ملابسه ويهبط لساحة البيت تحت اعين الجميع المندهشة من خروجه صبيحة عرسه بعيدا عن زوجته نظرت لهم كريمة بشماتة
يظهر العروسة طفشته
صاحت بها هند: قصدك ايه ان شاء الله
- ولا حاجة ياحبيبتى الحكاية باينة اهى عريس خرج من اوضته يوم صبحيته يبقى ايه غير ان الحكاية فيها ان شكل العروسة معجبتوش
- كريمة الزمى حدوك وكفاية اللى حصلها من بنتك زمان هتيجى دلوقتى وتكملى عليه
- لا هكمل ولا غيره كل واحد حر ياحبيبتى
مر يومها بصعوبة وهى تنتظره لياتى ولكنه لمً ياتى الا متاخرا دخل البيت وجد الكل مجتمع ووالدته تنظر له بغيظ وانكار لتصرفاته الغريبة اقتربت منه وجذبت يده بسرعة لغرفتها وكريمة تنظر لهم والسعادة تعلو وجهها
دفعته كريمة داخل غرفتها بغضب: تسمح تقولى كنت فين
- ايه ياماما كنت فى مشوار ليه فى ايه
- فى ان مرات عمك شمتانة فيك وفى مراتك وبتقول عريس يخرج من بيته يوم صبحيته يبقى الحكاية فيها ان يا مازن وانت فاهم كلامها
- قطع لسان اللى يجيب سيرة مراتى بكلمة ملهاش دعوة بيا انا حر مع مراتى تتدخل بينا ليه مش كفاية اللى شفته من بنتها زمان جاية تكمل عليا
- ماهو مفيش واحد يخرج يوم فرحه بالمنظر ده ومن غير سبب
- هتعرفى كل حاجة فى وقتها بس حد يجهزلى الاكل عشان ميت من الجوع
- اه طبعا ماكلتش من الصبح والبت الغلبانة اللى من ساعة مافطرت مع سارة بالعافية مكلتش حاجة
- ليه كده بس ياماما ازاى تفضل لحد دلوقتى من غير اكل
- قول لنفسك انت اللى سايبها لوحدها
- طب خلاص انا طالع اغير هدومى وابعتيلى الاكل
كاد انً يغادر امسكت به بسرعة: مازن انت لسه محصلش حاجة
تنهد قائلا: لا لسه ياامى
- ربنا يصلحلك الحال ياحبيبى
صعد بسرعة درجات السلم مشتاقا لرؤيتها دخل الغرفة لم يجدها استمع إلى صوتها وصوت سارة يتحدثان داخل الغرفة الاخرى دخل إلى الحمام مباشرة ليزيح عن كاهله ارهاق يوم كامل خرج ليقابلها وهى تودع سارة عند الباب فزعت عندما وجدته امامها ابتسم لها بخبث
ايه ياحبيبتى اتخضيتى ليه
- معرفش انك هنا وانت مخبطتش
- معلش جاى تعبان دخلت على الحمام على طول انا قلت لماما تبعت العشاء عشان جعان اوى وعرفت انك مكلتيش من الصبح
- مش جعانة انا داخلة اخد شاور عن اذنك
ارتبك واسرع إليها: هو لازم دلوقتى
- عقدت حاجبيها بدهشة: ايه هو اللى لازم هخد دش فيها حاجة
- لا ابدا بس استنى شوية عايز اتكلم معاكى
- مش هتاخر عن اذنك
تركته متوترا بحث عن هاتفه ليجده اخيرا اجرى اتصالا بشادى ولكن هاتفه كان مغلقا ظل يظفر بغضب حتى انقطعت الكهرباء فجأة : عملتها ياغبى مش قلت اما اكلمك عمرك ذكى
صرخت ايلين خوفا من انقطاع الكهرباء ضرب فوق الباب يحاول ان يطمئنها : ايلين حبيبتى اهدى متخافيش متصرخيش فى الحمام
- انا خايفة يا مازن
- طب اهدى حاول توصلى للباب وتفتحى
بكت بشدة وصوتها يرتعش : مش شايفة يامازن انا خايفة اوى
- طب اهدى بس وافتحى بالراحة متخافيش
اقتربت من الباب بخوف شديد حتى استطاعت ان تصل إليه فتحته وخرجت تبحث عنه: مازن انت فين
- انا اهو ياحبيبتى اهدى بقى
اقترب منها يتلمس شعرها الاسود ويمرر اصابعه بين خصلاته برقة
ارتعش جسدها من قربه حاولت ان تبتعد جذبها إليه: هتروحى منى فين كفاية لحد كده
- مازن كده مينفعش
- ايه هو اللى مينفعش خلاص بقيتى ليا مراتى وحبيبتى اودام ربنا واودام الناس
- ووجودك فى اوضة نيرمين ده اسمه ايه ان شاء الله
- مش قلتلك هفهمك بعدين
ابتعدت عنه قائلة: مش هتقرب منى قبل ماافهم كل حاجة يامازن
روى عليها محادثة طارق له ليلة زفافهم وكيف عندما واجهها بالحقيقة اعترفت بفعلتها
- انا كنت حاسة يامازن
-يعنى ايه اذا كنت انا ومعرفتش غير امبارح عرفتى منين
- فاكر لما روحتلك الاوضة ولقيتها معاك مش هو اللى قالى انك تعبان عشان اروح واشوفك معاها اكيد طبعا كل ده كان باتفاق بينهم
- عمرى ما كنت اتخيل ان قذراته توصل لكده بس انا وراه والزمن طويل طارق ده
- هتعمل ايه بس
ضمها إليه بحب: سيبك من اى حاجة دلوقتى وخليكى معايا
حاولت ان تبتعد عنه: مازن النور قاطع ياحبيبى
- وهو فى احلى من كده جو رومانسية يجنن اهوو والشموع مولعة اهى مفيش احسن من كده
- طب انا خايفة
- مينفعش تخافى وانتى معايا خلاص بقيتى بتاعتى انا وبس ملكى لوحدى ومفيش جد ولا حاجة ممكن تفرقنا
بين خصلات شعرها المبلل تاخذ اصابعه طريقها يتلمس وجنتيها بشغف يمرر اصابعه على منحيات شفتيهاليقترب منها يلتهمتهم بشوق اختزنه بين طيات قلبه ليبحرا فى عالم يجمعهم سويا دون الاخرين
.................
اجتمع الجميع على مائدة الافطار ومازلت كريمة تلقى لهم بالكلمات اللاذعة الشامتة مل على من سماع كلامها صاح بزوجته :اطلبى مازن لو صاحى طلعيله الفطار
تدخلت كريمة قائلة: وفيها ايه لما ينزل يقعد معانا ما هو كان بره امبارح يجيب الهانم وينزل
زجرتها هند بغضب: كريمة ملكيش دعوة بابنى ولا بمراته ممكن
صاح بهم على : انتوا هتتخانقوا اودامى اطلبى ابنك شوفيه
افاق مازن على صوت هاتفه المستمر امسك به ليجد رقم والدته نظر إلى ايلين النائمة فوق صدره قبل جبينها مبتسما اعتدل فى جلسته بهدوء
صباح الخير يا ماما
- صباح الخير يامازن ايه انت لسه نايم ولا ايه
- اه ياحبيبتى نايم متاخر عريس بقى
تهللت اساريرها بفرحة: مازن انت بتتكلم جد
- طبعا جد هو انا ههزر فى حاجة زى دى بس محدش يطلبنى بقى مش عاوز ازعاج
- طيب ياحبيبى مش هتاكل وايلين كمان هتفضل كده من غير اكل
- لما نصحى هكلمك تبعتيلى الاكل سلام ياست الكل
انهت حديثها وما لبثت ان اطلقت الزغاريط بصوت عالى جعل الكل ملتفتا إليها بدهشة اتجه على إليها بتساؤل: فى ايه ياهند ايه اللى حصل
- ايه ياعلى فرحانة بابنى حبيبى
- هو كويس
- طبعا كويس وزى الفل هو وعروسته ست البنات ربنا يحفظهم من كل عين حاسدة
استمعت كريمة ونيرمين لحديثها قامت بغضب متجهة لغرفتها تصحبها نيرمين
ممكن اعرف مالك مضايقة ليه
- بتسالينى ياخيبة سمعتى كلام هند
- واحدة وفرحانة بابنها انتى ايه اللى يزعلك
- اللى يزعلنى بنتى اللى معرفتش توقعه وتخليه ميطلقهاش وحتة بت زى دى تضحك عليه وتعرف تلف عليه وتتجوزه
- ايلين بتحب مازن وهو كمان بيحبها ملوش لازمة اللى بتعمليه
- ومن امتى العقل ده ياست نيرمين
- ولا عقل ولا حاجة كل الحكاية انى قرفت وزهقت من الكلام والحركات واللى كنت بعمله فيهم كفاية بقى معنتش مستحملة كره وقرف عن اذنك
ضربت كف فوق كف: لا البت دى اتجننت
........................
امواج البحر الهادئ ونسمات الهواء الرقيقة تبعث بالقلوب الراحة المبتغاة لمسات رقيقة على وجنتيه كلما اقتربت ابعدها تقترب مرة اخرى يفتح عيناه ليجدها بجواره ضاحكة
صباح الخير يا مازن باشا
- ياصباح الجمال ايه ياحبيبتى اللى مصحكيى بدرى كده ده احنا فى اجازة
- عايزة اخرج يامازن نروح البحر ونمشى على الرمل قوم بقى هو احنا جايين شرم عشان نفضل نايمين
- لا ياستى عشان نتفسح بس خلاص بكره هنمشى
جلست بجواره متذمرة: هو مينفعش نقعد كمان يومين
- حبيبتى انتى عارفة الشغل انا سايبه كله على آدم وشادى ولا كانه موجود اعمل ايه بقى
- خلاص ياحبيبى اللى تشوفه بس هنيجى هنا تانى
قبل كفيها مبتسما: طبعا ياحبيبتى
غمزلها بخبث : ونقضى شهر العسل من تانى
- مازن بس بقى
- هو انا قلت حاجة
جذبها إليه رغماعنها: ده انا لسه هقول
يمشيان فوق الرمال تصحبهم شمس الغروب تودعهم على موعد بلقاء قريب جدا ضمها إلى صدره بحب: تعرفى ياايلين عمرى ماتخيلت ان ممكن احب واتجوز من تانى بس انتى غيرتى كل حساباتى
- اه طبعا هو انا اى حد برضه
- تعرفى نفسى اعمل ايه
- ايه ياحبيبى
- عايزة اغسل نفسى من ذنوبى وكل معصية ارتكبتها فى حق ربنا انا غلطت وعارف ان ربنا بيسامح بس عايز احس من جوايا انى رجعت تانى زى زمان طفل نضيف لا فى قلبه غل ولا كره ولا عمل معصية يتحاسب عليها تفتكرى ممكن
- طبعا ممكن ربنا قادر يغفرلك يامازن صدقنى
ارتفع صوت هاتفه برقم شقيقه اجابه بمرح: حبيبى يا دومى وحشنى ياراجل
- الحمدلله يامازن اخبارك ايه وازى ايلين
- تمام ياحبيبى بس صوتك ماله
- فى حاجة حصلت وعايزك تعرفها
- خير ياآدم
- الحيوان اللى اسمه جه البيت ومعاه البوليس وبيقول ان له حق فى البيت والارض بميراث مراته وطبعا انت عارف حكاية جوازه من الست نيرمين والمصيبة ان موثق العقد فى الشهر الxxxxى الهانم كانت عامله توكيل ويقدر يعمل بيه كل حاجة
صرخ به بغضب: يعنى ايه كلب زى ده هيمشى كلامه علينا ازاى يدخل ويعيش معانا نهارها اسود الست نيرمين
- طب هتعمل ايه
- انا جاى بكره باذن الله وهو اللى بدا العين بالعين والسن بالسن والبادى اظلم وانا هخليه يتمنى الموت من اللى هعمله فيه




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close