رواية وجه في القلب الفصل الخامس عشر 15 بقلم جويرية احمد
الحلقة الخامسة عشر
تدقيق املائى ولغوى الكاتبة و الاديبة فاير فلاى
كل ما خططت له هدى هدم في لحظة, قررت أن تعطى الجاكت لصفاء لترده لدكتور يوسف كي تهرب من مواجهته وتذهب إلى شئون الطلبة وتسحب ورقها لتقدمه إلى كلية الفنون التطبيقة, وأعدت نفسها لمواجهة والدها ووالدتها ولكن كلمة واحدة من دكتور يوسف جعلتها كتمثال الشمع بلا حركة ولا كلمة ولا نفس
يوسف ( يلوح بيده أمام عيني هدى المفتوحة في ذهول لا تتحرك ولا ترمش ) : هااااااااه أنت رحتى فين, أنت علي طول سرحانة في دنيا تانية, يلا تعالى بسرعة "ويجذبها من يدها لتتحرك معه ويمشى بخطوات سريعة في طرقات الجامعة"
هدى " تحاول إفلات يدها من يده التي يجذبها بها لتمشى بسرعة ): استنى أنت, ساحبني كده على فين؟
يوسف : على مكتب دكتور سعيد لأنه مستنيكى
هدى : دكتور سعيد مستنينى ليه؟
يوسف "توقف عن المشى" : الدكتور كان عايزك في مكتبه إمبارح وقال لى أناديكى لكن كانت حالتك حالة
هدى "بخوف": ليه هو مش كفاية اللى قاله ليا, كان عايز يكمل عليا ولا إيه؟
هيدينى صفر في العملى والنظرى كمان؟
يوسف : بالعكس دكتور سعيد طيب جداً وبيحب شغله جداً علشان كده بينفعل لما طالب ينشغل عن المحاضرة
هدى : وانا هروح أعمل إيه دلوقت ؟
يوسف "ينظر إلى عينيها نظرة هادئة": أنت عارفة إنك غلطتى, وأي حد بيغلط لازم إيه..
هدى : يعتذر
يوسف : برافو عليكى, يلا بسرعة لأن الدكتور عنده محاضرة وهيمشى بعدها على طول
هدى : يعنى أنت كنت مستنينى علشان كده بس؟
يوسف "بابتسامة" : لأ طبعاً "ويسحب من بين يديها الجاكت الذى تحتضنه" علشان آخد الجاكت بتاعي أصله غالى عليا أوى
تدخل هدى حجرة الدكتور سعيد وتغيب بضع دقائق وتخرج وعلى وجهها ابتسامة رضا
يوسف "كان يقف يسند ظهره على الحائط ينتظر خروجها وعندما خرجت": ها عملت إيه؟
هدى : اعتذرت له وقبل اعتذارى, وهيشيل صفر الشفوى بس المحاضرات مش هحضرها
يوسف : كويس جداً, أنت فاضية دلوقتى, زمان الدكتور دخل المدرج ومش هتلحقى المحاضرة
هدى : أيوه بس...
يوسف : من غير بسبسة, ده كتاب الفرما كولوجى, مش فاهمة فيه إيه؟
هدى : مش فاهمة فيه حاجة كله تركيبات أدوية وأنا مش بحب الكيميا
يوسف: اتفضلي لما نشوف, ومرت ثلاث ساعات من الشرح المتصل يشرح وهي تسمع, لم تشعر بمرور الوقت, فله صوت واضح وقوى يتحكم فى نبرات صوته فلا يشعر المستمع بالملل, ينتقل بخفة بين الصفحات ويسأل لتجيب لينشط ذهنها ويربط المعلومات ببعضها ويكتب بخط واضح وجميل يجبر من أمامه على الإنتباه لكل حرف يكتب أو يقال ولا تحتاج هدى لمجهود كبير لتحتفظ بما يقول, فكل كلمة ينطقها تحفر فى عقلها
يوسف : معقولة الساعة 11 ما حسيت بالوقت تعالى نروح الكافتريا نفطر, ايه معدتك مش بتوأوأ؟
هدى :أوك, بس أانا اللى هعزمك
يوسف "وقد تغيرت نظرته وأصبحت حادة " : طول ما أنت معايا ما تفكريش تدفعى قرش والكلام ده مش هكرره تانى
هدى : طب ما تزعلش أوى كده وبصوت منخفض "هو فى كده"
يوسف : لسه عايزة تسيبى الكلية ؟
هدى : أنا كنت جاية النهاردة علشان أسحب ورقى
يوسف : ممكن نتكلم بالعقل, أنت كلها سنتين وتخلصى وتحققى حلم والدك وتسعديه وبعدين أنت متفوقة والأولى يعنى الدراسة مش صعبة عليك وهوايتك اللى بتحبيها بتتعلميها وتدرسيها يعنى بتاخدى الخبرة والعلم فى وقت واحد ممكن تقوليلى خسرتى إيه؟
هدى : سنين عمرى بتضيع فى دراسة مش بحبها
يوسف : أنتى وافقت من الأول إنك تحققي حلم والدك وإيه اللى اتغير ؟
هدى : حالتي النفسية ومش قادرة أذاكر
يوسف : كل اللى مش فهماه حضريه ويوم الإتنين من الساعة 12 هكون عندك وأشرحه لك
هدى : بس مش هعطلك يعنى خايفة أتعبك
يوسف : لا ماتخافيش, وبالمرة أتمرن على التدريس فيكى يتكلم يوسف ويقطع بيديه بقايا العيش لقطع صغيرة جدا""
هدى : أنت بتعمل إيه؟
يوسف : تعالى شوفي, جمع قطع الخبر وبدء فى نثره على الأرض وبعد دقائق تجمعت بعض العصافير لتأكل بقايا الخبر
هدى : أنت بتحب العصافير ؟
يوسف : أيوة
هدى : بتربي عندك في البيت عصافير؟
يوسف : عندي ومش عندي
هدى : دى فزورة بقى ولا إيه
يوسف : ولا فزورة ولاحاجة, بحط فرافيت العيش على سور البلكونة والعصافير بتتجمع عليه بلعب معاها شوية وبعدين تطير
هدى : يعنى مافيش قفص
يوسف : العصافير ربنا خلقها علشان تطير, مرة أختى جابت لى عصفور فى قفص هدية وطيرته على طول
هدى : ليه؟
يوسف : حسيت اإنه حزين ومحبوس فتحت باب القفص وسبته, فطار
هدى : ما خفت عليه يموت من الجوع أو تاكله القطة؟
يوسف بابتسامة : لما عمره يخلص هيموت سواء فى القفص أو وهو حر على الأقل مات بعد ما عمل اللى هو عايزه وطار
هدى : عندك حق وابتسمت فى سعادة لمست قلبها وعقلها
