رواية نجمة ليلي الفصل الخامس عشر 15 بقلم سارة مجدي
اسكريبت ١٥ (( الخيانه ))
أستيقظت من نومها و كعادتها اليوميه فى السادسه صباحاً
ترتب منزلها قبل أن يستيقظ زوجها من نومه ليذهب إلى عمله
فهى متزوجه منذ ٧ سنوات زواج صالونات
هو معرفة إحدى أصدقاء والدتها .:: شاهدها فى إحدى الأعراس و حينها قرر أن يتزوجها
و فى الحقيقة هو شخص جيد متعاون و طيب القلب
أوشكت على الإنتهاء من ترتيب كل المنزل ككل يوم ... لم يتبقى سوا غرفة النوم و تبقى عشر دقائق على موعد أستيقاظ زوجها ... هذه الدقائق هى دقائق خاصة بها فقط
أعدت كوب قهوتها الصباحي المميز ... خاصة و هى تتناوله فى هدوء و بمفردها قبل أن يستيقظ زوجها و يدلف إلى الحمام و ترتب الغرفة ثم يتوجهوا إلى شقة والدة زوجها
أم زوجها أمرأه رائعة ... أرملة منذ أكثر من خمسة عشر عام ... كانت مدرسة لغة عربية و زوجها رحمه الله كان ناظر المدرس ... و بمعاشه و راتبها ربت سامي و مراد
أنتهت من تناول القهوة و غسلت الكوب و ذهبت إلى غرفة النوم لتوقظ زوجها ... هو رجل منظم و دقيق
و عمله كمحاسب يجعله سريع البديهه خاصة فيما يخص الأرقام و أيضاً شديد الدقه
- سامي ... سامي يلا أصحى
فتح عيونه ينظر إليها بابتسامته الطيبة و قال
- صباح الخير يا جميلة
- صباح الخير .. يلا قوم كده هتتأخر
غادر الفراش و مر من جانبها ليقبل وجنتها و هو يقول
- علشان أقدر أفوق
أبتسمت بسعادة و توجهت إلى السرير تعيد ترتيبه ثم أبدلت ملابسها بعبائه بنيه اللون بها ورود بدرجات فاتحة و حجاب من نفس درجة الورود
فى نفس اللحظة الذى خرج فيها سامي من الحمام يحيط خصره بالمنشفة و يجفف خصلات شعره بمنشفة أخرى
ظلت عيونها ثابته عليه عبر مرآتها جسده الرياضي المتناسق ... و أكتافه العريضة و بشرته الخمرية و عيونه الزرقاء كوالده رحمه الله
أنه حقا فارس الأحلام لكن دائماً يبقى هناك شىء ناقص ... هنا شىء بداخلها تفتقده لا تجده لدى سامي و لا تعلم السبب ... فهو يحبها بجنون ... و يتمنى رضاها .. لا يرفض لها طلب
أنتبهت من أفكارها على صوته و هو يقول
- هتأخر النهاردة شوية ... أبقى أتعشى مع ماما و مراد و بعدين أطلعى
أومئت بنعم و بداخلها إحساس لم تفهمه ... كانت تشعر بالأندهاش لما شعرت ببعض السعادة و ما هو سببها
و هل غياب سامي و لو ليوم واحد يسعدها الى تلك الدرجة
طردت تلك الأفكار من رأسها و أستعاذت من الشيطان الرچيم
و غادرت مع زوجها الشقة لتناول الفطور مع والدته و أخيه الأكبر مراد
فتح سامي الباب بدفعه صغيرة ... هذه عادة حماتها من يوم زواجها بسامي ... حين تستيقظ من النوم تفتح الباب حتى يسهل دخولهم دون أن يطرقوا الباب أو يأتي أحد لفتحه لهم
و كالعادة ها هى حماتها تقف فى المطبخ تعد وجبة الإفطار و مراد يقف على سجادة الصلاة يصلى الضحى و تجزم أيضاً أنه فى الركعة الأخيرة توجهت إلى المطبخ لتساعد حماتها فيما تبقى
و حين أجتمعوا على الطاولة .. كان الجميع صامت و تلك أيضاً عادتهم فى تناول الطعام خاصة مراد الذى لا يتحدث أثناء تناول الطعام و لا حتى غيرها
دائماً هادىء و صامت إلا إذا وجه أحد له الحديث
كلماته منمقة تخرج من فمه لتستقر فى القلب مباشرة
اليوم هو يوم أجازته الوحيد أى أنه سيظل فى البيت طوال اليوم
كان عقلها يرسم الأفكار حتى تتحدث معه تريد أن تناقشه فى بعض الأشياء و هذه فرصة سامي لن يعود إلى البيت سوا فى وقت متأخر
قطبت جبينها بحيرة هل لهذا السبب شعرت من داخلها بالسعادة لغيابه اليوم
تنهدت بتثاقل و هى تجنب تلك الأفكار من رأسها و لتستمتع بتلك الفرصة و ليكن ما يكون
أنتهوا جميعاً من تناول الطعام ليقف مراد و هو يقول
- أنا هدخل أريح شوية لحسن ملحقتش أنام غير ساعتين بس
أبتسمت والدته بحنان و هى تقول
- أدخل يا حبيبى و هخلى جميلة تعملك كباية ينسون علشان صدرك إللى تاعبك ده أشربه و بعدين نام
أومىء بنعم و نظر الي جميلة و قال بأدب
- معلش هتعبك يا جميلة
وقفت سريعاً و هى تقول
- مفيش تعب و لا حاجة ثواني و الينسون يكون عندك
و توجهت مباشرة إلى المطبخ لتعد له الينسون و لتجعله أفضل ينسون شربه فى حياته
وقف سامي و أقترب من أخيه و قال ببعض القلق
- مالك يا مراد أنت كويس ؟
أبتسم مراد إبتسامة صغيرة و قال بإقرار
- شوية برد بس جايين على شكل كحه متقلقش يا حبيبي
أومىء سامي بنعم و ربت على كتف أخيه بتشجيع ثم أنحنى يقبل يد أمه و غادر
ليدلف مراد إلى غرفته و بدأت سلوي فى حمل الأطباق و نقلها إلى المطبخ
حين أنتهت جميلة من إعداد الينسون نظرت إلى حماتها التى تجلس على إحدى الكراسي حول طاولة المطبخ تقطع بعض الخضروات لتبتسم إبتسامة صغيرة و هى تقول ببعض الخجل المصطنع
- ماما أنا خلصت الينسون هتوديه لمراد
رفعت سلوي عيونها إلى جميلة و قالت بإقرار
- أنا مش قادرة أقوم يا بنتى ... روحى أنتِ وديهوله ما هو زى أخوكي
أبتسمت جميلة إبتسامة صغيرة خجله بتصنع و غادرت المطبخ و هى تهمس لنفسها
- مراد مش أخويا .. و لا يمكن يكون أخويا
طرقت على باب غرفته و سمعت صوته يسمح لها بالدخول
لتفتح الباب و دخلت و هى تنظر إليه بابتسامة واسعه ليبتسم لها بشكر و هو يقول باعتذار
- تسلم إيدك تعبتك
- مفيش تعب .. ألف سلامه عليك
أجابته سريعاً ليبتسم لها مره أخرى بشكر لتتحرك فى إتجاه الباب ثم وقفت لثوان ليقول باستفهام
- فى حاجة يا مرات أخويا ؟
نظرت إليه بنفس الإبتسامة الواسعة رغم الضيق الذى سكن قلبها بسبب كلمته الأخيرة و لكنها قالت بهدوء
- ممكن أتكلم معاك شوية
ثم أشارت إلى الكوب و قالت
- لحد بس ما تخلص شرب الكوبايه و هخرج على طول
شعر بالقلق و الأهتمام و شعرت هى بالسعادة فها هى تستطيع جذب أنتباهه و أهتمامه أيضاً
- اه طبعاً أتفضلي خير .... سامي مزعلك و لا حاجة
هزت رأسها بلا و أقتربت عدة خطوات و قالت و هى تفرك يديها بقوة... و كأنها فتاة صغيرة تقف أمام معلمها الذى يوبخها بسبب أهمالها فى واجباتها المدرسية
و ذلك أسترعى كامل أهتمامه وتركيزه خاصة مع تلك النظرة التى تسكن عينيها
برائة الأطفال مغلفه بإغراء أنثوي كامل
- أنا حاسة بالوحده يا مراد سامي طول اليوم بره البيت و أنا يا هنا عند ماما يا فوق فى شقتي لوحدي عايزة أشتغل و سامي رافض خالص
جلس مراد على طرف سريره يتناول كوب الينسون المحلى بالعسل ثم قال
- سامي معاه حق ... أنتِ متعرفيش سوق العمل و الناس بقت عامله إزاى ... و أكيد سامي خايف عليكي
أقتربت من مكان جلوسه و ظلت تنظر حولها بحيرة ليقول هو سريعاً
- الكرسي وراكي يا جميلة
مدت يدها تسحب الكرسي الخاص بمكتبه و جلست عليه وهى تقول
- حتى أنت معترض
تناول القليل من مشروبه و قال بإقرار
- دورى على مشروع ممكن يكون من البيت و أوعدك إني أساعدك فى إقناع سامي بيه
وقفت سريعاً و هى تقول بسعادة
- بجد يا مراد
أبتسم لسعادتها و أومىء بنعم لتمد يدها له لينظر إليها باستفهام لتقول هى
- الكوبايه
نظر إلى كوبه الفارغ لينتبه أنه قد أنهى كوبه ليبتسم ببعض الخجل و مد يده به لها و هو يقول
- شكراً ريحني فعلاً
- ألف سلامه عليك ... و لو حبيت أعملك تاني فى أى وقت أنت بس أطلب
قالت كلماتها و هى تبتسم إبتسامة رقيقة مغرية و غادرت
حين أغلقت الباب تمدد على السرير بأرهاق و فى ثواني قليلة كان يغط فى نوم عميق
عادت هى إلى المطبخ لتقف مباشرة تغسل الصحون حين قالت سلوى مستفهمة
- شرب الينسون ؟
نظرت إليها جميلة و قالت بهدوء
- اه .. و نام
لتومىء سلوى بنعم ثم قالت
- عايزة أجوزه يا جميلة متعرفيش عروسة حلوة كده و بنت حلال زيك
شعرت جميلة بضيق يجسم فوق صدرها لمجرد عدة كلمات قالتها حماتها رغم معرفتها الجيدة برفض مراد للزواج و لا أحد يفهم السبب حتى الأن
نظرت إلى حماتها بعد أن أغلقت صنبور المياة و بدأت فى تجفيف يديها و أقتربت تجلس أمامها و قالت
- هى المشكلة فى العروسة و لا فى مراد إللى مش عايز يتجوز
نظرت إليها سلوى بقلة حيلة و قالت
- يا بنتى ده قرب على أربعين سنه و هو و لا حاسس ولا فارق معاه .. هيخلف أمتى بس
كانت تستمع إلى كلمات والدة زوجها و هى تفكر
لماذا شخص مثله لم يتزوج هو يكبر سامي بخمس سنوات و يعمل من سنوات طويله ... شقته الموجوده فى نفس البيت جاهزة من كل شىء
شخص مثله لا ينقصه شىء لا جمال الشكل أو المؤهل الدراسي و لا المال و الأمكانيات ما الذى يمنعه
سؤال حقاً تحتاج إلى إجابته
عدة ساعات مرت عليها بين إعداد طعام الغداء و ترتيب بعض الأشياء فى المنزل
أنتهت من كل شىء لتجلس تشاهد التلفاز بعد أن دلفت والدة زوجها لترتاح قليلٍ
كانت تتناول الشاي و هى تتابع إحدى المسلسلات الكورية كنوع من التغير بعد أن ملت من المسلسلات الهندية و التركية الطويلة
رفعت عيونها تنظر إلى باب غرفته المغلق و شياطين نفسها تحدثها أن تذهب إليه فقط تتأمله و هو نائم كيف يكون شكله
خصلات شعره الطويلة و حاجبيه الكثيفين و أيضاً فمه كيف يبدوا و هو نائم
ظلت الأفكار تدور فى رأسها و قبل أن تنفذ أى منها فتح الباب و خرج مراد بشعر مشعث و عيون نصف مغلقه و مر من أمامها دون أن ينتبه إليها و دلف إلى الحمام ظلت تتابعه بعينيها و حين أغلق باب الحمام أخذت نفس عميق تحاول تجاهل تلك الضربات القوية التى تسمعها و كأنها طبول حرب داخل صدرها من جمال هيئته حين أستيقاظه أنها المرة الأولى التى تراه فيها حين أستيقاظه مباشرة
مرت عدة دقائق و خرج مراد ليصدم بوجودها فى الصاله ليحاول تعديل خصلات شعره و ملابسه و أبتسم بخجل و هو يقول
- آسف ... ما ... أقصد
لتقف و هى تقول بمرح
- و لا يهمك أنا هعمل نسكافية أعملك معايا
أومىء بنعم و دخل سريعاً إلى غرفته و أغلق الباب
أبدل ملابسه و رتب خصلات شعره و خرج لم يجدها فى الصاله فجلس على أبعد كرسي من مكان جلوسها السابق و أمسك الهاتف و ظل يتنقل بين التطبيقات المختلفة
و بعد عدة دقائق عادت و بين يديها كوبان من النسكافية و ضعت الخاص به على الطاولة الصغيرة جواره و عادت تجلس فى مكان جلوسها القديم و هى تقول
- يارب يعجبك
و دون أن ينظر إليها قال بهدوء
- تسلم إيدك
نظرت إلى التلفاز من جديد و مرت عدة دقائق ثم قالت
- ماما كانت بتتكلم معايا النهاردة فى أنى أدورلك على عروسة
أخفض هاتفه و نظر إليها و حاجبيه مقطبين بقوة و قال بصدمه
- عروسة !!
أومئت برأسها نعم دون أن تنظر إليه و كأنها لا تهتم رغم أنها تنتظر على نار أن تستمع إلى إجابته
- أنا مش عايز أتجوز ... من فضلك يا جميلة ماطوعيش أمى فى الموضوع ده
نظرت إليه و قالت باستفهام و عيونها ترسم الأهتمام بدقة
- ليه بس يا مراد ده أنت قربت تكمل ٤٠ سنه أنت مش نفسك تكون أب
- ما سامي متجوز بقالوا ٧ سنين و مخلفش
أجابها سريعاً دون أن ينتبه لما فعلته تلك الكلمات بها و لكنها نظرت إلى التلفاز من جديد و قالت
- أنت حر ده قرارك ... أنا بس حبيت أعرفك أن ماما نفسها تطمن عليك
ثم وقفت و أخذت الكوب الخاص بها و دلفت إلى المطبخ و بعد عدة ثوانى خرجت و هى تقول
- أنا طالعه شقتى
و لم تنتظر أن تستمع لرده أو أى شىء آخر .. فالدموع قد تجمعت فى عيونها
مرت أيام و أيام و داخلها شعورين مختلفين ... أعجاب يتزايد خاصة بعد ذلك الموقف و تحول مراد معها فى التعامل ... بداء فى محاوله مستميته لفتح مواضيع مختلفة معها .. رغم نظراته التى لا تفارق الأرض معظم الوقت و تباعده الجسدي عنها إلا أن إهتمامه و ضحكته و حنانه الظاهر و أحتوائه
ذات يوم و بعد جلسة طويله معه تقص عليه كل أحلامها و كيف كان يستمع إليها و يشجعها و يطور معها أحلامها حين صعدت إلى شقتها مع زوجها دلف سامي مباشرة إلى الحمام و حين خرج نام سريعاً
جلست جواره على السرير تنظر إليه من وقت إلى آخر و شيطانها يصوره لها مراد
و كيف تتخيل حياتها معه ... مؤكد ستختلف كثيراً عن تلك الحياة التى تعيشها برتابه و ملل
أمسكت هاتفها و فتحت إحدى مواقع التواصل و ظلت تشاهد بعض المنشورات حتى ظهر أمامها إحدى الجروبات لفت نظرها أنه فقط للنساء و العضوات كل منهم لديها مشكلة تعرضها و باقى العضوات يبدون رأيهم بالأمر
فكرت للحظة أن تنشىء صفحة تخفى بها شخصيتها و تسألهم عما يدور بداخلها و كل تلك الأحلام و المشاعر التى تسكن قلبها و روحها و يرفضها عقلها و ضميرها و يأنبها
و لكن و قبل أن تنفذ ما فكرت به وقفت أمام إحدى المنشورات بعيون جاحظة من الصدمة
(( أنا متجوزه من ٥ سنين صالونات و جوزي طيب و جدع و عادي يعنى .. المهم أخوه الكبير حاجة تانية خالص و محدش يفهم غلط ... لا حصل حاجة و لا هيحصل بس الموضوع كله إعجاب بس إعجاب شديد قوي بسبب شخصيته و هيبته ... عليه هيبه كده و حضور طاغي ... أوقات بينى و بين نفسي أتمنى أبقا فى حضنه مش قله أدب لأ علشان بس أشبع من حنيته و أحس أني بتحامي فيه ... أنا بتلكك علشان أكلمه أى مشكلة كبيرة أو صغيرة بيني و بين جوزي أنا بقوله عليها و هو بيحتويني كده ... طبعاً زى أخته علشان أنا محستش منه من ناحيتي بأى حاجة الصراحة لأنه محترم و كبير مقام ... أنا مش عارفه أعمل أيه ... و لو سمحتوا تردوا عليا من غير تجريح ))
أنتهت من قرأة رسالة تلك الفتاة ... و كأن القدر وضعها أمامها حتى ينبهها لما هى فيه ... حين فتحت التعليقات و جدت من ينصحها بهدوء أن ما تشعر به حرام و ما يحدث لا يصح و أنه يفتح باب الشيطان و هذا ما حدث معها بداء الشيطان يزين لها أن ما يحدث ليس خطأ و قادر ذلك الشيطان أن يفتح باب الحرام بينكم و يقع ما هو محرم
و أخرى تسبها و تلعنها وأخرى تقول لها أستعينى بالصلاة و أقتربي من زوجك و غضى بصرك عن أخيه و الكثير من التعليقات التى تصفها بالخائنه ... و أسوء الصفات و الأسماء .. و هناك من يرى أنها مخادعة كبيرة و حيه على هيئة إمرأه
و لكنها وقفت أمام إحدى التعليقات
(( أختي الكريمة ذات يوم مررت بما تمرين به و عوقبت بأصعب عقاب ... عودى إلى صوابك و أستعينى بالله على شياطين نفسك عودى إلى الله قبل فوات الأوان ... لا تتعاملى مع أخو زوجك و أنظرى إلى مميزات زوجك و تجنبى عيوبه و تذكرى إنكِ لا ترى من أخو زوجك سوا المميزات و لا تعلمين عيوبه ولا تعلمين أي حيوان بشع هو و كيف يغلف نفسه برداء الحمل الوديع لا تفتحى أبواب الشياطين فمصيرك هو الجحيم إذاً))
كانت الدموع تغرق وجهها و كأنها أنتبهت لما قامت به من ذنب كبير ... و لكن هل توبتها الأن تمحوا ذنبها
وضعت الهاتف جانباً و مدت يدها إلى درج الكومود و أخرجت منه ذاك الدواء و ظلت تنظر إلى ظهر سامي باعتذار
وقفت على قدميها و فتحت النافذة و ألقت ذاك الدواء منه و نظرت إلى السماء و هى تبكى و تدعوا الله بقلبها أن يبعد عنها شياطين نفسها و يساعدها على أن تكفر عن ذنبها الكبير فى منع الإنجاب دون علم زوجها و خيانتها له
توجهت إلى الحمام غسلت وجهها و تعطرت و أرتدت إحدى الغلالات الذى يفضلها سامي و توجهت إليه تداعب أنفه بطرف غلالتها ليفتح عيونه بتثاقل لتقف أمامه بدلال أُنثوي تتقنه بشده ليبتسم لها و فتح ذراعيه لتلقى بنفسها بين ذراعيه ناسية تماماً كل أفكارها الشيطانية و كل ما يتعلق بمراد
بعد مرور ثلاث شهور كانت تقف فى منزل والدة زوجها تنتظر حضور سامي بشوق اليوم لديها الخبر الذى أنتظروه جميعاً
أبتسمت بسعادة حين فتح الباب و دلف سامي منه ولكن تلك الإبتسامة تحولت إلى تقطيبه جبين قوية و هى ترى خلفه إمرأه تحمل طفل صغير
ظلت تنظر إليهم بصمت و ظل هو صامت لعدة ثواني حتى قالت هى باستفهام و بصوت متحشرج
- مين دي يا سامي ؟
- مراتي
أجابها بوضوح و ثقه و ثبات ليبدء صدرها فى الصعود و الهبوط و علا صوت تنفسها و دموع عيونها تغرق وجهها
لكنه لم يهتم لكل ذلك و أشار إلى الطفل الصغير و قال
- و ده مراد أبنى
لتشهق بصوت عالى و هى تهز رأسها يميناً و يساراً بصدمه و عدم تصديق ليكمل هو دون شفقة أو رحمة
- صحيح أنا بحبك يا جميلة بس كان نفسي أبقي أب .. و لما أتأخر الحمل طلبت منك كتير نروح للدكتور و أنتِ كنتي بترفضي روحت أنا كشفت و عرفت أنى سليم ليه أتحرم من الخلفه علشان أنتِ مش بتخلفى أو أنك مش عايزة تخلفى
- أنا أنا أن أنا حااا. حااامل يا سامي
قالتها بصوت ضعيف متقطع لينظر إليها بعدم تصديق لتظهر له التحاليل من خلف ظهرها ليترك يد المرأة الأخرى و أقترب منها يضمها و هو يقول
- مبروك يا جميلة و أخيراً
و أبتعد عنها و توجه إلى إبنه و قبل جبينه و هو يقول
- هيبقي ليك أخ أو أخت تلعب معاهم يا مراد
لم تعد تحتمل و لم يعد باستطاعتها أستيعاب ما يحدث حولها ليرحمها عقلها من كل هذا و أخذها إلى عالم آخر بعيد عن كل هذا
ليلتفت سامى بقلق حين سمع صوت إرتطام جسدها بالأرض ليركض إليها و خرجت والدته من الغرفة لتصدم بما تراه خاصة مع وجود تلك المرأة الغريبة
فتحت عيونها بقوة و على إتساعهم و أنفاسها متلاحقة لينتفض سامي جالساً ينظر إليها من بين عينيه المغلقتان وهو يقول
- مالك يا جميلة فى أيه ؟ شوفتي كابوس ؟
لتنظر إليه بعدم إستيعاب ثم نظرت حولها لتجد غلالتها التى كانت ترتديها منذ ساعات ملقاه أرضاً و جوارها بعض من ملابس سامي
لتنظر إلى جسدها لتستوعب أنها مازالت فى نفس الليلة التى أكتشفت فيها ذنبها الكبير .. و تذكرت أيضاً ما حدث بينها و بين زوجها منذ ساعات قليلة
وضعت يدها على صدرها تحاول تهدئة ضربات قلبها الثائرة و قالت بلهاث
- كابوس وحش أوى يا سامي أوى
ليضمها إلى صدره و ربت على كتفها و هو يقول
- أستعيذى بالله من الشيطان الرچيم ..معلش معلش تعالي فى حضني و أنتِ تنامى مرتاحه
أستجابت له طواعيه و دون أن تنطق بحرف ليغمض عينيه و يغرق فى نوم عميق
لكن هى لم تستطع أن تغلق عينيها من جديد
أن ما رأته فى ذلك الكابوس لكافي أن يعدل موازين قلبها و عقلها و روحها .. و يغلق أبواب شياطينها و وسوسة نفسها
أخذت نفس عميق مليىء برائحة زوجها الرجوليه و قد أخذت قرارها و أنتهى الأمر
سوف تغلق ذلك الباب و إلى الأبد .
فى صباح اليوم التالى كانت تغادر الحمام حين أستيقظ سامي ينظر إليها بحب و هو يقول ببعض المرح
- يا خارجه من باب الحمام و كل خد عليه خوخه .
- خوخه خوخه خوخه خوخه
لتغنى معه بدلال و هى تتمايل يميناً و يساراً
ليغادر السرير سريعاً و حاوطها بذراعيه و أختطف شفتيها فى قبلة عاشقة متيمة ... أخذتها إلى عوالم لم تشعر بها يوماً ... بسبب أغلاقها لمشاعرها و أفكارها و روحها
أبتعد عنها لحاجتهما إلى الهواء و قال بأنفاس لاهثه
- أنا بحبك أوى يا جميلة ... أوى
رفعت ذراعيها تحيط عنقه بدلال و هى تقول
- و أنا بموت فيك
و كأنهم زوجين فى أول ليالي زواجهم أعاد ما حدث بالأمس
لتغمض عينيها براحة ... راحة لم تشعر بها يوماً كما تشعر بها الأن و هى بين ذراعى زوجها زوجة حقيقة بكل جوارحها
و بعد وقت غير معلوم كانت تريح رأسها فوق صدره العارى و يداعب هو خصلات شعرها برفق قالت بهمس
- كنت عايزة أخد رأيك فى حاجة
نظر إلى رأسها و قال
- حاجة أيه ؟
أجابته مباشرة
- عندك مشكلة لو لبست النقاب
رغم إبتسامته الواسعة بسعادة إلا أنه قطب جبينه بحيرة و قال باستفهام
- أنا معنديش مشكلة بالعكس ... أحب جداً .. بس السؤال المهم هنا .. هو ليه يا جميلة ؟
رفعت عيونها تنظر إليه بحب صادق فلقد وجدت فيه أشياء كثيرة فى تلك الليلة لم تراها فيه منذ تزوجته من سبع سنوات
- كنت مره قريت جملة لبطل من أبطال الروايات بيقنع مراته أنها تلبس النقاب و قالها (( مش عايز حد يشوفك غيري .. أنتِ الملكة و جوهرتي المميزة و الغالية و مينفعش عامة الشعب يشوفوكى )) و أنا عايزة أنت بس إللى تشوفني
كان ينظر إلى عمق عينيها بحب كبير و أقترب يقبل جبينها ثم قال
- أول حاجة هعملها أول ما نصحى من النوم أنزل أشتريه ليكي و ربنا يثبتك يا حبيبتي
أبتسمت بسعادة و حب ... و من داخلها تدعوا الله أن يعينها على الإبتعاد عن مراد ... و غلق باب الشيطان و إلى الأبد ... و أن يسامحها الله على ما كانت تفكر فيه
بالفعل لم تغادر جميلة المنزل إلا و هى ترتدى النقاب
و الذى فرض هيبته من أول لحظة و جعل مراد يشعر بالأندهاش لأبتعادها عن الحديث معه كما كانت
و أحترم هو ذلك التغيير و تفهمه رغم إحساسه الأن بالفراغ
لقد إعتاد على حديثهم و ملئت الفراغ الذي بدء يمل منه الأن ويفكر جدياً الأن فى الزواج
مرت خمسة أشهر كانت حياة جميلة تتبدل إلى الأحسن خاصة و هى بدأت فى رؤية كل جوانب زوجها الجيدة التى كانت تغض الطرف عنها
مثل رغبته القوية فى قربها دائماً ... سعادته بجلوسهم سوياً للحديث
أخذت الأذن من حماتها و صعدت إلى شقتها .. سوف تنفذ كل ما قررته ... اليوم لابد أن يكون مميز حقاً
بداية حياة جديدة .. و مستقبل يفتح ذراعية لها بكل ترحاب
وصل سامي و صعد إلى شقته سريعاً حين أخبرته والدته أن جميلة بالأعلى
فتح الباب ليواجهه الظلام الحالك تحرك خطوتان حتى يشعل الضوء لتلمس قدمه بعض الأشياء فى الأرض
أندهش من هذا
جميلة لا تترك شىء ملقى هكذا .. أنها تعشق الترتيب و النظافة
أشعل الضوء ليجدها بلونه كبيرة من الهليوم يتدلى منها صندوق صغير و بالأرض صندوق أكبر بقليل
أمسك الصندوق الصغير و فتحه ليجد به ورقة مطويه فتحها سريعاً و على وجهه إبتسامة سعادة لا يعرف سببها لكنه يشعر أن ما يحدث جديد عليه و لكنه يسعده بشده (( أفتح الصندوق الكبير .. بسرعه ))
ليترك ما بيده أرضاً بعد أن جثى على ركبتيه و فتح الصندوق ليجد صندوق آخر ليقول ببعض المرح
- كان نفسي فى اللعبه دى من زمان .. صندوق جوه صندوق
كانت تتابعه من خلف باب غرفتهم و ضحكت مع جملته الأخيرة بمرح
فتح الصندوق الآخر ليجد حقيبة صغيرة أخرج ما بها ليجده حذاء صغير جداً و لكنه مختلف الألوان أحد فردتي الحذاء وردية اللون و الأخرى زرقاء
ليحل الصمت عليه لثواني و هو مقطب الجبين ثم نظر الى باب غرفة النوم ... أتسعت إبتسامته تدريجياً ثم وقف على قدميه وركض إلى الغرفة فتح الباب ينظر إليها و هى تقف فى منتصف الغرفة يرتسم فوق وجهها أجمل إبتسامه قد رآها بحياته ليقول باستفهام
- حامل ؟
أومئت بنعم ... ليقول من جديد
- بجد ؟
أومئت مره أخرى بنعم ليقترب منها عدة خطوات و رفع الحذاء أمام وجهها و قال
- طيب الألوان دى معناها أيه ؟
- تؤام
أجابته و هى تنظر أرضاً ليظل هو ينظر إلى رأسها المنخفض و قال بتشكك
- تؤام .. تؤام
أومئت بنعم دون أن تنظر إليه
ليضمها إلى صدره بقوة حتى انها شهقت بصوت عالى ثم حملها من خصرها و ظل يدور بها و هو يقول بصوت عالى
- هبقي أب ... هبقي أب ... أنا بحبك أوى يا جميلة بحبك أوى
ثم أنزلها لتقف على قدميها و هى تشعر ببعض الدوار و سجد أرضاً يحمد الله على عطائه الواسع و كانت هى تحمد الله فى قلبها على تقبل توبتها ... و كرمه الواسع .. و على تلك السعادة الكبيرة التى تعيشها الأن
(( حين تترك ما بيدك و تنظر إلى ما بيد غيرك يفتح لك أبواب الشيطان التى تجعلك تسخط على ما تملك و لا تشعر بجماله و أهميته ... أنت تملك سعادتك بين يديك .. فقط أنظر إليها بعيون قلبك .. و أرضى بما قسمه الله لك ... رزقك كل ما كنت تتمني و أكثر ))
(( الخيانة ليست جسدية فقط ... الخيانة خيانة المشاعر و التفكير ... فحذر/ فحذري .... من الوقوع فى ذلك الإثم أنه لكبير ))
يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴿١٩ غافر﴾
وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٢٧ الأنفال﴾
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ﴿١٠٧ النساء﴾
ذَٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ
تمت
+