رواية بقايا قلب مكسور الفصل التاسع 9 بقلم رباب حسين
بقايا قلب مكسور.... الفصل التاسع
بقلم الكاتبة / رباب حسين
انتهت الرواية سريعًا..... لم أكن أتخيل أن تنتهي بهذا الألم الذي يتخلل داخل صدري الآن.... كم تمنيت وحلمت وتأملت دون حدود وها هي أحلامي تتحطم على أرض الواقع.... هل سيتزوجها؟..... نعم.... فقد علم بتضحيتها لأجل والدها ومن المؤكد سيسامحها....
ظلت جالا في الغرفة والأفكار تتضارب برأسها والغضب يسيطر عليها حتى دخل أدهم الغرفة فنظرت له بكل قوة وعصبية وقالت : هتتجوزها؟!..... طبعًا هتتجوزها..... خلاص يبقى تسيبني أمشي وطلقني
أدهم في غضب : طلاق إيه!.... جالا أنا مش طايق نفسي ولا مستحمل عصبيتك وجنانك النهاردة
جالا بصوت مرتفع : ولا طايقني أساسًا..... أنا عارفة من الأول إن الجوازة ديه فاشلة عشان كده حطيت الشرط ده والحمد لله إني حطيته..... بص بقى عايز هتتجوزها حقك وأنا مش همنعك بس أظن من حقي إني أرفض وضع زي ده
أطاح أدهم بالطاولة التي أمامه وقال : كفاية بقى..... بقولك مش مستحمل أي كلام
صرخت جالا في ذعر مما فعله ونظرت له وخرجت من الغرفة فوجدت إلهام تقف في الممر تترقب ما يحدث بالداخل فنظرت لها جالا بغضب ولم تتحدث معها ثم مرت بجوارها فأمسكتها من ذراعها وقالت : أظن دلوقتي إتأكدتي إنه عمره ما هيشوفك..... أدهم لا حب ولا هيحب غيرها
تجمعت الدموع في عين جالا ونفضت يدها وكادت أن تذهب إلى أن سمعت صوت أدهم الغاضب ويبدو أنه سمع ما قالته إلهام فصاح : مامااا..... سيبيها ومش عايز كلام في الموضوع ده نهائي..... فاهمين.... جالا إدخلي أوضتك
جالا في غضب : أنا همشي..... رايحة لماما
أدهم : بقولك أدخلي أوضتك دلوقتي حالًا
دخلت جالا الغرفة وأغلقت الباب خلفها بعنف ونزل أدهم إلى غرفة المكتب وجلس بها حتى قبيل الفجر ثم صعد إلى غرفته ووجد جالا نائمة فبدل ثيابه ونام على الأريكة..... في الصباح ذهبت جالا إلى العمل دون أن تنتظر أدهم وعندما إستيقظ لم يجدها بالغرفة فبدل ثيابه ونزل إلى أسفل فأخبرته إلهام أنها ذهبت إلى العمل مبكرًا فذهب هو أيضًا
وصل زين إلى الشركة وذهب مباشرةً إلى مكتب جالا ليرى إذا كانت بالعمل أم لا وعندما رأها جلس بجوارها وقال : صباح الخير
جالا : صباح النور
زين : حمد الله على السلامة
جالا : الله يسلمك
زين : عملتو إيه هناك بقى؟
عقدت جالا حاجبيها وقالت : عملنا إيه في إيه؟
زين : في الشغل يا جالا وصلتو لإيه
جالا : اااااه..... عملنا معاينة والمفروض هنعمل تصاميم كده ونعرضها عليهم وحسناء هتساعدني و بشمهندس عرفة قالي إن فيه حد هنا هيساعدنا كمان
زين : كويس أوي..... أنا واثق إنك هتعملي شغل حلو أوي..... من أول ما شفت الملف بتاعك وأنا قلت لأدهم هي ديه التصاميم اللي هتمشي على المشروع وهو وافق على طول
صمتت جالا تفكر..... هل زين هو من اقترح أن أقوم بهذا المشروع؟..... فقد ظنت أن أدهم هو من وثق بها وأسند لها مشروع ضخم كهذا ولاحظ زين شرودها وعلم أنه قد أصاب هدفه من حديثه ثم قال : متصغريش رقبتي بقى...... وياريت تخلصي بسرعة عشان الناس مستعجلة
جالا في شرود : اه..... إن شاء الله
ذهب زين وجاءت حسناء إلى العمل ولاحظت تهجم وجه جالا فسألتها عما حدث فقصت لها جالا ما سمعته من أدهم بالأمس أما زين فدخل الغرفة عند أدهم وانتظره بها وبعد قليل دخل أدهم الغرفة وكان يبدو عليه التعب فحاول زين أن يستدرجه بالحديث فقال : أنا جيت إمبارح في معادنا بس لقيتك قاعد مع نور...... هو أنت قعدت معاها ليه؟
أدهم : هي شافتني وفضلت تلح عليا عشان تكلمني..... وعرفت الحقيقة
زين : حقيقة إيه؟
أدهم : هحكيلك
فلاش باك
نور : مش هاخد من وقتك كتير...... بس أنا من ساعة ما والدك إتوفى وأنا هموت واشوفك وبعدين عرفت من بنات صحابي إنك إتجوزت..... معرفش إزاى بس قلت أكيد مامتك هي اللي عملت كده عشان تبعدك عني نهائي
عقد أدهم حاجبيه وقال : إنتي عايزة تقولي إيه؟
نور : فاكر يوم ما قولتلي إنك فاتحت مامتك في موضوعنا وطلبت منها إنكم تيجو تطلبو إيدي...... اليوم ده أنا كلمت بابا في الموضوع ورحب جدًا بس بعد شوية لقيت مامتك جاية البيت عندنا ووقفت واتكلمت معانا بأسلوب وحش جدًا كأننا شحاتين...... وقالت كده بالنص : هما كلمتين..... بنتك ديه لو فكرت تقرب من أدهم تاني قول لمصنعك باي باي..... وإنت عارف سراج الحسيني لو عايز يوقع حد في السوق هيوقعه.....بنتك غلطت أنها بصت لفوق وطمعت في أدهم الحسيني..... ودلوقتي تختار يأما تنهي العلاقة بينهم يأما تخرب البيت ده
فتح أدهم عينيه في صدمة ولم يجد رد لما يسمعه فبكت نور وقالت : أنا كنت قاصدة تشوفني مع لؤي في الجامعة ولما جيت وشوفتني معاه قلت الكلام اللي قولته ده كله من ورا قلبي...... أنا عمري ما حبيت غيرك وكنت بستنى كل يوم أي حاجة تحصل ترجعنا لبعض ولما عرفت إن باباك مات قلت خلاص مبقاش فيه حاجة تهدد بابا وفضلت أكلمك وإنت بتصدني...... أنا بحبك يا أدهم ومش عايزة حد غيرك..... وعارفة إنك بتحبني وهتسامحني عشان اللي حصل غصب عني..... أنا معملتش أي حاجة تنزل من كرامتك أبدًا
عودة من الفلاش باك
زين : وإنت قولتلها إيه؟
أدهم : معرفتش إرد..... هرد أقول إيه؟..... جاية بعد ما أتجوزت تقولي كده..... وبعدين لا هعرف أتجوزها دلوقتي ولا أقدر أطلق جالا كمان...... مش معقول هطلقها بعد أسبوع ولا أتجوز عليها برده بعد أسبوع..... وكمان مش عارف ليه مجتش قالتلي من بدري جاية بعد ١٣ سنة تقولي غصب عني ولسة بحبك
زين : بس إنت بتحبها يا أدهم..... اه معاك حق إنك تفكر في مصلحة جالا لإنها في الأول والأخر بنت عمك بس أنا متأكد إنك مش هتسيب نور تاني
زفر أدهم وقال : هي جالا وصلت صح؟
زين : اه..... عندها شغل كتير الفترة ديه عشان تسليم التصاميم
أدهم : طيب لما تطلب فطار هاتلها فطار معاك عشان هي مكلتش حاجة
زين : وإنت كلت؟
أدهم : مليش نفس
خرج زين من مكتب أدهم وذهب إلى غرفة جالا واقترب منها وقال : فطرتي؟!
نظرت له جالا وقالت في تردد : لا..... بس.... ليه؟
زين : أصل أدهم قالي على اللي حصل إمبارح بينكم وعرفت ليه شكلك متضايق كده
جلس بجوارها وقال في همس : بصي...... أدهم مشوش دلوقتي والصراحة حقه..... سيبيه ياخد فرصته ويفكر براحته ويقرر..... بس أهم حاجة إنتي متزعليش..... الجوازة من الأول بدايتها كانت غلط ومتزعليش مني نسبة استمرار جوازة بالشكل ده قليلة أوي..... أنا عايزك تركزي على شغلك وحياتك..... إنتي جالا الحسيني حفيدة الحسيني بيه أحسن مهندس ديكور في مصر وشكلك واخدة موهبته..... يعني قدامك مستقبل كبير وبعدين إنتي لسة صغيرة أوي..... عيشي حياتك ليه تربطي نفسك جوازة زي ديه وإنتي لسة صغيرة وتحرقي أعصابك وتبقي طرف تالت في حكاية حب قديمة زي ديه..... وكمان مش أي حكاية حب ده حب أسطوري وإنتي شايفة أدهم بقاله أد إيه بعيد عنها ولسة مش عارف يتخطاها
جالا : معاك حق.... عمومًا أنا مركزة على شغلي وعايزة أقدم كل اللي عندي
زين : وأنا معاكي لو عوزتي أي حاجة أنا تحت أمرك
جالا : شكرًا يا أستاذ زين
زين : من غير أستاذ بقى.... يلا أسيبك تكملي شغلك وهجيبلك فطار على ذوقي
ذهب زين ونظرت لها حسناء وقالت لجالا في همس : نظرات الواد ده مش مريحاني
جالا : سيبك منه
حسناء : طيب هتفضلي زعلانة كده؟
جالا : أنا محتارة يا حسناء..... ليه كان بيعاملني كده..... ولا أنا اللي صدقت إني في شهر عسل بجد بسبب اللي عملوه في الفندق
حسناء : هو الصراحة الجو اللي عشتيه معاه يخلي أي واحدة تتلغبط
جالا : صح..... بس أنا هنسى كل اللي حصل ده وهعامله زي ما كنت بعامله قبل كده..... أنا غلطت لما فكرت في العلاقة ديه بشكل تاني وأنا عارفة إنه مش قادر ينساها..... وكمان قالها في وشي إنه مش حابب يكون في علاقة مع حد تاني..... أنا طلعت غبية أوي يا حسناء
حسناء : خلاص بقى متزعليش عشان خاطري..... بصي سيبيه يفكر براحته زي ما قال زين ده وإنتي هتعرفي قراره وخلاص تشوفي حياتك بقى
بعد قليل عاد زين ومعه بعض الأطعمة ثم جلس معها يتناولا الطعام ثم جاء إتصال هاتفي من رامي فأجابت جالا : أيوة يا رامي
رامي : حمد الله على السلامة يا عروسة
جالا : الله يسلمك..... عامل إيه؟
رامي : كويس الحمد لله.... قلت أطمن عليكي وصلتي بالسلامة كده ولا لا وأقولك تعالو تاني برده عشان أشوفكم
جالا : تسلم يا رامي والله..... إن شاء الله يعني هاجي قريب عشان المشروع هناك
رامي : اه..... طيب إنزلي في الفندق عندنا برده
جالا : أنا حبيت الفندق أوي بصراحة..... على العموم لما أجي عشان التنفيذ هحجز عندك
رامي : طيب تمام
أنهت جالا المكالمة وبعد أن أنتهى زين من الطعام ذهب إلى مكتب أدهم وجلس معه قليلًا يتحدثان بالعمل ثم قال قبل أن يذهب : اه صحيح..... أنا جبت فطار لجالا وكلنا سوا
أدهم ويبدو حزين للغاية : طيب تمام
تنهد زين وقال : يا أبني محير نفسك ليه..... محدش هيلومك لو رجعت لنور..... حتى جالا هي عارفة إن الجوازة بسبب الوصية فا خلاص مش هتتفاجأ يعني..... وبعدين إنت ولا وعدتها بحاجة ولا الجواز كان حقيقي أصلًا وأكيد هتشوف حياتها يعني..... ده أنا حتى سمعتها بتكلم واحد اسمه رامي وإحنا بناكل بتقوله لما تروح تنفذ المشروع هتنزل عنده في الفندق...... يعني هتشوف حياتها ومش هتزعل زي ما أنت متخيل
نظر له أدهم وشعلت الغيرة قلبه فمنذ الأمس بعد أن علم حقيقة ما حدث مع نور وهو لا يجد في قلبه المشاعر التي كانت لها ولا يفكر سوى بجالا ولا يرى غيرها وعندما سمعت حديث إلهام وصعدت إلى الغرفة أخبرها بأنه لن يتزوج نور وأن ما حدث قد حدث ولن يعود إلى هذه العلاقة ولكن ما كان يؤرقه هو أن نور لازالت تحبه وتنتظره طوال هذه السنوات ولكن القلب له قرارات مختلفة..... فقد خطفت جالا قلبه بشقاوتها وضحكتها وجنونها وعلى الرغم من عصبيتها الزائدة إلا إنها ساحرة بعفويتها المطلقة ونظراتها التي أثرت قلبه ولكن هل حقًا لم تراه كزوج لها ولن ترجع عن شرطها وقرارها الذي أخذته؟.... هل هناك شئ بينها وبين رامي؟..... كاد الغضب يتطاير من عينيه فأمر زين أن يذهب ويتركه وحيدًا..... وظل يفكر كيف يمنعها من رؤيته فقرر أن لا يقبل التصاميم التي ستقدمها للمشروع ويسندها لمهندس أخر ولكن كيف تسمح لنفسها أن تتحدث مع رامي هكذا وهي لازالت زوجته؟.... فقد منع نفسه عن التحدث مع نور فقط لأجلها وهي تفعل ما يحلو لها دون أن تكترث لهذا الزواج.... ظل يفكر والغضب يزيد داخل قلبه حتى انتهى العمل وعاد إلى المنزل ولم تعود جالا إلا في وقت متأخر بسبب العمل وعندما دخلت الغرفة وجدته يعمل على الحاسوب فنظر لها ووجدها منهكة من العمل فقال : شكلك تعبان
جالا : لا كويسة.... عايزة أنام بس
أدهم : كلتي؟
جالا : اه..... فكرت؟
أدهم : في إيه؟
جالا : في موضوع نور
أدهم : ليه؟
جالا : عشان أعرف هعمل إيه..... هطلقني إمتى؟
أدهم : إنتي مستعجلة على الطلاق ليه كده؟
جالا : شايفة إن الجوازة بقت حاجة بايخة وملهاش لازمة
نظر لها أدهم في تعجب وقال : بايخة؟!
ثم تنهد وقال : للأسف مش هعرف أطلقك دلوقتي عشان لسة يدوب مكملين أسبوع جواز..... عايزة الناس تتكلم عليكي وسمعتك تبقى في الأرض.... ولو رجعتي لأمك كده بعد أسبوع ممكن يجرالها حاجة..... معلش إستحملي الجوازة البايخة ديه عشان مصلحتك والله مش عشاني
جالا : تمام..... اه صح أنا هشتري بيت صغير لماما
أدهم : محتاجة فلوس؟
جالا : لا.... الحساب إشتغل والفيزا جات..... شكرًا
ذهبت جالا إلى المرحاض وأغلق أدهم الحاسوب بعنف أمامه والغضب يسيطر عليه فهي لا تراه ولن تتغير مشاعرها تجاهه ولكن قرر أن ينتظر قليلًا حتى يتأكد من علاقتها مع رامي
عودة من الفلاش باك
عمر : وفضلو كده كتير؟
حسناء : اه.... ١٠ أيام جالا مكنتش بتتكلم معاه نهائي وفضل زين ده يقرب من جالا لحد ما بقو تقريبًا صحاب وكان بيحاول يخليها تتقبل فكرة إنها تبعد عن أدهم وتشوف حياتها وهي حاولت كتير بس للأسف مقدرتش..... جالا حبيته فعلًا وهو مكنش شايف غير نور وكانت بتهرب منه عشان متضعفش بس زين عرف يخرجها من حالة الحزن اللى كانت مسيطرة عليها.... كان بيعمل أي حاجة وكل حاجة عشان تبقى مبسوطة لدرجة إنها في مرة قالتلي ياريت أدهم يهتم بيا كده.....وأنا حسيت أن زين بدأ يعجب بيها وبيعمل كل ده عشان هي عجباه مش صعبانه عليه زي ما هي كانت فاكرة..... وأدهم كان بعيد عنها جدًا وتقريبًا بيشوفها قبل ما تنام ب٥ دقايق كل يوم بسبب الشغل وبسبب هروب جالا منه لحد ما جيه اليوم اللي هتعرض فيه التصاميم على أدهم وأتفاجأت أن أدهم رفض التصاميم وكانت خناقة كبيرة وصوتهم كان جايب أخر الشركة
عمر : وقبلها؟
حسناء : ما هي جالا مسكتتش غير لما وصل الموضوع إن صحاب المشروع هما اللي يقررو
عمر : وبعدين
تنهدت حسناء وقالت : سافرو تاني ونزلو في نفس الفندق بس المرة ديه زين سافر معاهم..... بس اللي حصل هناك كان صعب أوي..... ينفع أحكيه بكرة؟
عمر : ماشي..... بس أنا عايز أعرف الأغنية اللي أدهم كان بيسمعها في العربية دايمًا
حسناء : هيجيلي موجوع..... بس ليه؟
عمر : هجرب حاجة كده يمكن تنفع..... أنا تعبت حضرتك النهاردة يا مدام حسناء
حسناء : لا أبدًا.....إن شاء الله بكرة أحكيلك اللي حصل في اليوم المشؤم ده
عمر : تمام
ذهبت حسناء وقام عمر بالذهاب إلى غرفة جالا وقام بتوصيل جهاز ليقيس إشارات المخ ثم جلس بجوارها وقام بتشغيل الأغنية لها ولكن لم يحدث أي تغيير..... حتى وصلت إلى المقطع الثاني فلاحظ وجود إشارات بالمخ فتحدث معها على الفور : جالا...... لازم تفوقي..... فيه ناس كتير بتحبك مستنياكي..... الدنيا مش بتقف على حد وحتى لو خسرتي مرة لازم تقفي وتحاولي..... متستسلميش..... مامتك هتموت من غيرك وحسناء كل يوم بتيجي تشوفك..... وأنا عايز أتكلم معاكي..... أنا الدكتور بتاعك ونفسي أشوفك مفتحة عينيكي..... الدنيا لسه فيها حاجات حلوة كتير يا جالا ليه رفضاها..... دوري على طريقة ترجعي بيها تاني
ظل عمر طوال الليل يتحدث معها وهي تسمع هذه الأغنية بجواره حتى نام على الكرسي..... عاد أدهم إلى المنزل ووجد سالم القاضي والد تالين يجلس مع إلهام ويتحدث معها وعندما دخل قال في شموخ : كويس إنك جيت يا أدهم..... أنا سمعت إنك مش عايز تتمم الجوازة..... هو لعب عيال ولا إيه؟
أدهم : يا عمي أنا مش عايز أظلم بنتك معايا
سالم : تظلمها ليه؟..... عشان مراتك يعني الله يرحمها.... يا أبني الدنيا مش بتقف على حد...... وبعدين هتفضل طول عمرك عايش لوحدك كده..... وكمان الجوازة ديه مصلحة لينا إحنا الأتنين فا الأحسن تكسبني في صفك بدل ما تلاقيني في وشك
إلهام في توتر : لا يا سالم بيه..... هو بس خايف على تالين..... لكن أكيد أكيد مش هيلاقي زيها ولا هيرضى يزعل حضرتك أبدًا
وقف سالم وقال : يبقى كتب الكتاب بعد أسبوع والعقود هتتمضي تاني يوم..... أجهز يا عريس عايز فرح الناس كلها تحكي عليه
ذهب من أمامه فنظر أدهم إلى إلهام وقال : الله يسامحك إنتي اللي دبستيني معاه..... على العموم هو الخسران بنته هتعيش تعيسة في البيت ده وبكره هيجيلي ويقولي طلقها
ذهب أدهم من أمامها وصعد إلى غرفته....
عادت حسناء إلى منزلها تحت نظرات رعد الذي وقف تحت منزلها ليتتبع الأماكن التي تذهب إليها بعد أن علم عنوانها من المشفى التي يعمل بها زوجها حسن