رواية دماء علي اوراق الورود الفصل الثامن 8 بقلم آثر توفيق
الحلقة الثامنة
ملحوظة مهمة قبل بداية الحلقة ارجوكم لا تتسرعوا فى الحكم على داليا لان الفكرة العامة للرواية هى الخطيئة والتوبة والندم وداليا انسانه عاديه مش مثاليه تحب وتخطئ وتندم وتتوب وربما تخطئ مرة ثانية بعد توبتها لتعود للندم والتوبة 《 قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله 》 اعتقد ان الانسان اللى بيسرف على نفسه هو اللى بعد توبته يعود للمعصية ودلوقت مع احداث الحلقة
......................
تعددت اللقاءات بين داليا وحاتم حتى اصبحت يومية كان كل يوم يختار لها مكانا مختلفا يقضيان فيه بعض الوقت فى المرح ثم يبدا فى الشرح وكان اسلوبه شيقا وكان ملما بعلوم الادارة والاقتصاد ويجيد المحاسبات .
ورغم ان حاتم كان متعدد العلاقات ولم يكن يهتم لراى احد بعد وفاة امه وهو صغير وبعدها ابوه الا انه وجد نفسه دون ان يدرى سببا لذلك يواعد داليا عند محطة الترام وفى العودة يتركها هناك حرصا على عدم لفت الانظار اليها .
واخيرا جاءت ايام الامتحانات وكالعادة لم تكن امها موجودة فقط عادت من سفرها ليوم واحد وعادت للسفر مجددا كأنما لتزيد من جراح داليا وتشعرها بالوحدة والاحتياج لا اكثر ولكن هذه المرة كان الامر مختلفا حيث كان حاتم هناك يقابلها صباحا ويوصلها للجنة الامتحان وينتظر خروجها لمراجعة سريعة قبل ان يعيدها للبيت تستريح قليلا ثم تلاقيه ليشرح لها المادة التالية واصبحت داليا التى يملا قلبها الشعور بالاغتراب والوحدة والاحتياج للام لا تجد سوى حاتم !
وجاء اليوم الاخير للامتحانات وكالعادة كان حاتم هناك
حاتم : اظن بقى من حقك تحتفلى ايه رايك تحبى تروحى فين ؟
داليا : اى مكان معاك حيكون بالنسبالى جنه
حاتم : اختارى اى مكان يعجبك ونروحه فورا انا النهارده تحت امرك
داليا : تعرف اكتر مكان باحبه ايه ؟ المطعم اللى روحناه اول مره
حاتم : احنا روحنا المطعم ده كتير بعد كده
داليا : لسه احلى مره هى اول مره ولو اروحه كل يوم ما ازهقش منه
حاتم : خلاص اوكى ولو عاوزه احجز المطعم كله ونبقى لوحدنا تحت امرك
داليا : لا انا عاوزه الترابيزه بتاعتنا بس وبعد الغدا نشرب القهوه فى التراس بس الارضى مش اللى فوق
ذهبا للمطعم وتناولا الغذاء وبعدها قاما الى التراس حيث احضر لها حاتم تورته كبيره احتفالا بانتهاء الامتحانات
حاتم : نفسى ربنا يكرمك السنه دى وتجيبى تقدير كويس
داليا : بعد مذاكرتك ليا ان شاء الله حاجيب تقدير جيد جدا
حاتم : ساعتها حتكون فرحتى كبيره جدا
داليا : حقيقى يا حاتم حتفرح بنجاحى ؟
حاتم : اكيد طبعا مش تلميذتى ؟ وغير كده انتى امرك يهمنى
ابتسمت بسعادة ونظرت اليه بحب قائلة
داليا : حاتم .... باحبك
لم يستطع الرد فهو لم يجرب قبلا شعور المحبين لا ينكر انه فعل معها ولاجلها اشياء لم يفعلها لغيرها او حتى يفكر فيها ولكنه قرر منذ زمن بعيد انه لن يسلم قياده للحب ابدا بل يجب ان يبقى محبوبا فقط .
حسن هى تحبه وهذا يرضيه كما كان يرضيه كل مرة ان يجد رفيقته تحبه ولكن هذه المرة يمتزج احساسه بالرضى بسعادة غير مبررة احساس مختلف لم يألفه من قبل ولكنه قال لنفسه هذا ليس حبا بالتاكيد انما يزيد احساسه بالرضا لانه الان بصحبة اجمل فتاة عرفها
اخرجته من شروده قائلة
داليا : عارف اسوا حاجه ايه ؟ الامتحانات خلصت وانا مش حاشوفك كل يوم كان نفسى الامتحانات تفضل سنه
حاتم : احنا ممكن نتقابل نتفسح ونتبسط بس مش كل يوم علشان انا عندى شغل ومعطله علشان خاطرك وكمان انا اوقات باسافر واحيانا بيبقى عندى اصدقاء لكن اكيد حنتقابل
داليا : طيب حنتقابل تانى امتى ؟
حاتم : هو علشان انتى لسه مخلصه امتحانات واجتهدتى قوى حاروحك دلوقت ترتاحى وبكره نتقابل الصبح بدرى نطلع على الساحل نقضى مع بعض تلات ايام وبعد كده بقى لازم ارجع على شغلى
اتسعت عيناها دهشة وقالت
داليا : معقول اللى باسمعه ده ؟ انا حاقضى معاك تلات ايام ؟
حاتم : كان نفسى يبقوا اكتر لكن الشغل كده فعلا متعطل المهم تجهزى نفسك ونقابلينى بكره الساعه سته الصبح
.......................
فى الساحل كان فى انتظارها مفاجأة فبعد ان وصلا للشاليه وادخلا حقائبهما واستبدلا ثيابهما واصطحبا ثلاجة المشروبات وانطلقا الى مرسى اليخوت حيث فوجئت بيخت انيق يقف بين اليخوت مزهوا كصاحبه وكان اسمه { king hatem }
الملك حاتم
داليا : اليخت ده بتاعك ؟
حاتم : ايوه ايه رايك ؟
داليا : اجمل واشيك يخت بين كل اليخوت طبيعى طالما صاحبه اجمل واشيك راجل فى الدنيا كلها
صعدا الى اليخت فتمددت على شيزلونج لتستمتع باشعة الشمس بينما قاد هو اليخت بمهارة وتمرس حتى جاوز البوغاز ثم القى المرساة وخلع التيشرت ليبقى عارى الصدر ونزل الى الطابق السفلى ليعود بعد قليل حاملا معدات الصيد وهو يسالها
حاتم : بتعرفى تصطادى ؟
داليا : علمنى حتى لو باعرف انت برضه تعلمنى زى ما بتعلمنى كل حاجه
ابتسم واشار لها بالاقتراب فوقفت بجواره واخذ يشرح لها طريقة عقد السنار ووضع الطعم وملاحظة الحساس فى المياة وقضيا وقتا ممتعا وهى مشغولة عن الصيد بتامل جسده الممشوق وعضلاته القوية ووجهه الوسيم وتتمنى لو ان الايام الثلاثة التى منحها اياها طالت لثلاثة اعوام او ربما لاخر العمر
تركت سنارتها ووضعت يدها على كتفه تتحسس عضلات ذراعيه وظهره وكتفه
داليا : هو انت كنت بتلعب رياضه ؟
حاتم : انا لسه مواظب على الرياضه بانتظام وعضو فى النادى لكن بطلت ادخل بطولات من يوم ما اشتغلت فى البورصه بقى ده اهم حاجه عندى
داليا : هو انت كنت بتلعب ايه ؟
حاتم : شوفى يا ستى انا لعبت كرة يد لفتره وتجديف لفتره لكن اللى مستمر فيهم لحد دلوقت الرمايه والمصارعه والخيل طبعا اساسى دى حتفضل معايا لاخر العمر
داليا : قوللى صحيح انت البنات اللى بتعرفهم جبتهم معاك هنا ؟
حاتم : مش كلهم حسب المزاج يعنى فيه بنات ما جبتهاش الساحل اصلا وفيه بنات جبتها للشاليه وما طلعتش على اليخت ولا شافته وفيه بنات جبتها على هنا وبيتنا هنا كمان وما روحناش الشاليه خالص انا ومزاجى وزى ما يطلب
عادت الى الشيزلونج وهى تتامله مترددة قبل ان تسال بحرج
داليا : قوللى يا حاتم هو انت كل البنات اللى عرفتهم عملت معاهم علاقات ؟ مش قصدى علاقات يعنى قصدى .... انت فاهم
ترك السنارة جانبا ونظر اليها بتفرس محاولا فهم ما يدور براسها قبل ان يقول بحرص
حاتم : مش كلهم طبعا انا عمرى ما طلبت من واحده اى حاجه غصب عنها هى اللى لازم يكون برضاها واوقات كتير كنت باقضى وقت مع واحده مجرد فسح وخروج وبس بس اللى تتمنى تعمل علاقه معايا لازم تكون عارفه ان ده اختيارها وانى مش ملزم ناحيتها باى حاجه
داليا : هو انت بتحس بالسعاده فى العلاقه دى ؟
حاتم : شوفى يا داليا العلاقه دى هى الطبيعه بين الراجل والست من ايام ادم وحواء والراجل اى راجل لازم يشعر باللذه والسعاده فى ممارسة العلاقه دى والست كمان اى ست لازم تشعر بنفس اللذه اما اللى ما يشعرش باللذه او يكون عنده ميل او رغبه للعلاقه دى يبقى شاذ ومش سوى
داليا : انا ما يهمنيش الرجاله والستات انا يهمنى انت
حاتم : بصراحه انا باشعر باللذه طبعا فى العلاقات دى مع اى واحده بشروط انها تكون جميله ومثيره وكمان مطيعه ودى حاجه مهمه جدا بالنسبالى انا احب الست اللى تعاملنى على انى سى السيد احب اللى تعتبرنى ملك وانها جاريه من الجوارى اللى ملكى مش عارف بس ده طبعى ومش عارف اغيره وبصراحه كل اللى عرفتهم كانوا بيبقوا سعداء وهم عايشين فى دور الجوارى اصل لما الست بتتبسط مع الراجل بتبقى مستعده نعمل اى حاجه علشان ترضيه
قام بعدها ليقف على السطح وانعكست اشعة الشمس على جسده القوى فنظرت اليه داليا بانبهار وقالت بهمس
داليا : هى مين اللى ما تديكش روحها علشان ترضى بس ياريتك ترضى
......................
استمرت النزهة البحرية حتى غروب الشمس وعادا الى الشاطئ ليتوجها للشاليه مباشرة
حاتم : عندك اربع اوض نوم اختارى اللى تعجبك وتقدرى تقفلى على نفسك بالمفتاح
داليا : انا حانام والباب مفتوح اللى تبقى مع حاتم فريد لازم تحس بالامان بس احنا حننام بدرى ليه ؟
حاتم : لا مش نوم انتى تريحى ساعه او ساعتين وبعدين نروح نسهر على اللسان لحد الفجر لو عاوزه بس علشان تعب السفر ورحلة اليخت
ابتسمت ومنحته قبلة سريعة قبل ان تدخل لترتاح بينما توجه هو الى حمام السباحة الخاص بالشاليه وتمدد على شيزلونج وشرد مع افكاره
( ما سر ذلك الشعور الغريب الذى يغزو قلبه لاول مرة ؟ لماذا يسمح لها هى بالذات ان تلح فى السؤال عن كل شيء وهو الملول الذى لم يكن يسمح لواحدة ايا كانت ان تسال عن شيء ؟ انه يعرف ان داليا تحبه حبا من نوع خاص فهى تراه اعلى واغلى من كل ما سواه ولا ترى اى انسان جديرا بالمقارنة به فهى تراه سيدا عظيما وهى فى ذلك تشبه امه رحمها الله فقد كانت ترى صغيرها مخلوقا من نوع خاص وانه يجب ان يعتلى مكانا عاليا فوق الجميع لذلك فقد تولد لديه شعور بالكبرياء والتعالى منذ طفولته فقد ربته على انه يجب ان يتحكم فى كل ما حوله ويمتلك مقاليد الامور فى يديه لانه يستحق ان يكون سيدا مطاعا فى زمانه ومكانه
وحتى ذلك الحلم الذى راه فى طفولته وقصه عليها فسرته على هذا الاساس لقد كان يحلم بطفلة جميلة كانت كما وصفها تمتلك شعرا بلون الذهب وعيونا زرقاء بلون البحر ووجه ملائكى بديع التقاطيع بجمال القمر ورآها تبتسم له وتاتيه طائعة وتقول [ شبيك لبيك انا ملك ايديك ] لقد فسرت امه الحلم بان تلك الطفلة هى الدنيا التى يحياها وان جمالها يعنى ان حياته ستكون سعيدة وان لون الذهب فى شعرها دليل على ثروته الضخمة ولون البحر فى عينيها دليل على تعدد اسفاره وانه سيجوب العالم وقد اتته الدنيا طائعة وهو ما يعنى انه سيكون سيدا مطاعا لكل من حوله من اصدقاء وجيران وعاملين لديه وانه سيصبح قادرا على التحكم فى كل امور دنياه
كانت تلك هى الصورة التى تربى عليها حاتم وزاد على ذلك تفوقه الرياضى الذى غذى شعوره بالافضلية وذكاؤه الشديد وتفوقه طوال سنوات الدراسة حتى بعد اختياره لكلية التجارة رغم معارضة ابيه حتى يتمكن من دراسة الاقتصاد الذى يراه سلاحا يمكنه من القوة والسيطرة لقد درس الاقتصاد ليستطيع التحكم فى عالمه الصغير وربما الكبير من حوله عن طريق استخدام سلاح المال
واخيرا جاء نجاحه فى البورصة ومضاعفة ثروته التى ورثها عدة مرات فى سنوات قليلة عاملا مساعدا على تنمية شعوره بالافضلية على الجميع وربما قيل ان للحظ دور كبير فى نجاحه الا انه كان يشعر ان ذكاؤه وقدرته على توقع ارتفاع وانخفاض اسعار الاسهم سببا رئيسيا لنجاحه اى ان نجاحه كان بسبب ذكائه وان ما يقال عن الحظ هو من قبيل الغيرة والحسد كما ان وسامته وثراؤه وامتلاكه شقة فاخرة وسيارة حديثة وشاليه اشبه بالقصر وقدرته على شراء افخر انواع الثياب والساعات وغيرها جعل النساء تسعى اليه سعيا وتهواه كل القلوب من فتيات وسيدات
كل هذا جعل حاتم يصدق انه يستحق اعتلاء مكانة اعلى ممن حوله وان يصبح جميع من حوله تابعين لسلطانه فهل هو يستحق حقا تلك المكانة ام انه مخطئ فى ظنونه ؟ هل جنت عليه امه ودفعته الى ان يتحول غروره وتعاليه الى المرض النفسى ام انها كانت تمتلك بصيره مكنتها من معرفة المكانة التى يستحقها وليدها ؟ ايا كان الامر فقد مهدت امه الطريق لان يصبح حاتم فريد هو حاتم فريد )
افاق من شروده على يدين ناعمتين تغميان عينيه وصوت انثوى ناعم يقول بدلال
داليا : انا مين ؟
تلمس يديها الناعمتين قبل ان يقول مازحا
حاتم : الايدين دول بيفكرونى بحد بيفكرونى بمين بيفكرونى بمين ؟ اه جابر الميكانيكى
ضحكت بدلال واستدارت تواجهه وهو مازال مسترخيا على الشيزلونج
داليا : هو جابر الميكانيكى كمان جه معاك الشاليه ؟
حاتم : هاتى كرسى وتعالى جنبى او لو عاوزه شيزلونج اسحبيه سهل
داليا : مش عاوزه انا حاقعد هنا
جلست على الارض بجواره واحتضنت يده بين كفيها
داليا : انت ما نمتش ؟
حاتم : مش جايلى نوم كنت قاعد افكر فى شوية حاجات قديمه وفكرت فيكى
داليا : حاتم ....... باحبك
ثم قبلت يده واسندت خدها على راحته فاعتدل فى جلسته وانزل قدميه على الارض قائلا
حاتم : داليا انا ....
داليا : ما تقولش حاجه انا عارفه
عاودت تقبيل يده واضافت
داليا : انا مش طمعانه انك تحبنى انا عارفه انك مش بتحب انت تتحب وبس وكمان انا صحيح خيالى واسع بس مش لدرجة انى اتخيل انك ممكن تحبنى انا كل اللى باتمناه انك تقبل اكون واحده من جواريك
حاتم : يا داليا انا عمرى ما جربت الحب فى حياتى كل اللى قابلتهم كنت باحس انهم ... قصدى كنت شايف انهم .... ماشى فعلا كنت حاسس انهم جوارى
داليا : وانا مش طالبه اكتر من كده شايف انه كتير عليا ؟ طيب عارف لو قبلت حاكون اكتر واحده مطيعه ليك فى كل جواريك
اغرقت يديه بالقبلات ودموع الشوق واللهفة وهو شارد ينظر اليها كثيرات قبلها فعلن ذلك ولم يثر ذلك فيه الا مزيدا من الشعور بالقوة والسيطرة ولكن هذه المرة شعوره يختلف حتى انه لم يالفه ولم يستطع تفسيره او قبوله فمد يديه يمسك ذراعيها ويرفعها عن الارض لتقف امامه وهو يتامل وجهها الفاتن البديع ذى الجمال الملائكى كأنما لم يراها من قبل ويراها الان لاول مرة
كيف لم يلحظ قبل الآن ان شعرها بلون الذهب وان عينيها بلون السماء هل كان وجهها ايضا بجمال القمر ؟ كلا بل كان اجمل بكثير من القمر بل واجمل من كل الاحلام
#دماء_على_اوراق_الورود
ثلاثة ايام فى الساحل بين البحر والكافيهات واليخت لا يفترقان الا عند النوم وحينها يبدا الصراع فى نفس حاتم
( لماذا اشعر بالسعادة بقربها وتانيب الضمير حين اتركها لانام ؟ لماذا اشعر للمرة الاولى ان ما نفعله خطا ؟ هل هى المرة الاولى التى ارافق فيها احدى الفتيات ؟ هل هى الوحيدة التى جاءت معى الى هنا ؟ لقد سبقتها مئات الفتيات وعشت معهن لحظات النشوة والحميمية دون ان يؤنبنى ضميرى او اشعر باى مسئولية تجاه اى منهن فلماذا اشعر ان داليا مسئوليتى ؟ هل اصبحت غارقا بالحب ؟ هل اسلمت قيادى للهوى راضيا ؟ كلا بالتاكيد ولكنى اخشى ان يحدث قريبا ولذلك لابد ان ابتعد عنها )
داليا : هو انت ليه ما اتجوزتش لحد دلوقت ؟
كان فوق سطح اليخت فى اليوم الاخير قبل العودة وقد تمدد على شيزلونج على وجهه وهى تدلك ظهره بالزيت للحماية من الشمس فقال بهدوء
حاتم : انتى شايفه الشعر الابيض اللى طالع فى راسى ده ؟
داليا : شعر ايه الابيض ؟ مافيش مش شايفه حاجه
حاتم : طبيعى لانى على ما اظن يعنى لسه شاب مش عجوز علشان السؤال ده
داليا : مش قصدى انك اتاخرت فى الجواز قصدى ان عندك كل حاجه شقه وعربيه وفلوس مافيش حاجه تمنعك من الجواز
حاتم : فيه حاجه مهمه جدا بالنسبالى
داليا : ايه هى ؟
حاتم : الرغبه لسه ماعنديش الرغبه فى الجواز وكمان لسه ما لقيتش اللى تستحق انها تكون حرم حاتم فريد
داليا : هو انت عندك مواصفات معينه ؟
حاتم : اكيد طبعا عندى مواصفات مستحيل اتنازل عنها
انقلب لينام على ضهره فبدات هى فى تدليك صدره وهو يكمل
حاتم : انتى شفتى ثلاثية نجيب محفوظ ؟ الافلام الابيض واسود بتاعة زمان
داليا : ممكن اكون شفتها بس مش فاكره فكرنى
حاتم : بتاعة يحيى شاهين سى السيد ومراته امينه
داليا : اااااه افتكرتها انت عاوز تتجوز امينه وتقعد تقول سيدنا الحسين دعانى ولبيت يا سى السيد ؟
ضحك حاتم بصوت عالى وقال
حاتم : لا طبعا مش كده انما انتى شوفتى امينه بتعامله ازاى ؟ قبل ما يخرج الصبح لازم تبخره وتبوس ايده وتقعد تدعيله واول ما يرجع تجرى تقلعه هدومه وجزمته فهمتى قصدى ؟ الطاعه شوفى كمان مع كل علاقاته انما عمرها ما فتحت بقها ولا نطقت وهى لو خرجت من غير اذنه يطردها وتفضل مستنيه فى بيت اهلها لحد ما يمن عليها ويرجعها ويسامحها
داليا : وكل اللى عرفتهم مافيش واحده بالمواصفات دى ؟
حاتم : كلهم بالمواصفات دى من غير جواز انما بعد الجواز الواحده منهم تفتكر نفسها بنى ادمه وليها حقوق وبعدين ما فكرتش فى ولا واحده منهم كل واحده كانت بتعجبنى فتره وهى عارفه انى لما ازهق منها ارميها ... قصدى اسيبها
داليا : بس اكيد فيهم اللى حبتك
حاتم : كلهم تقريبا لكن دى مشكلتهم اللى تحبنى وهى عارفه انها بالنسبالى زى ..... مش عارف اقرب الصوره عاوز اشبه بحاجه من غير ما تزعلى
داليا : ههههههه شكلك كده عاوز تقول زى الجزمه فى رجلك ههههههه
حاتم : مش عاوزك تاخدى الموضوع بحساسيه او تزعلى انا باحاول اوضح الصوره
داليا : مش زعلانه بس انت ما لقيتش اللى ترضى بكده ؟
حاتم : لقيت كتير يتمنوا يبقوا كده بس عارفه المشكله ؟ المشكله ان الجاريه بتفضل جاريه وتعامل سيدها انها جاريته وهو سيدها لحد ما تتجوز وتفتكر ان عقد الزواج ده صك العتق وانها بقت حره وراسها براسه لسه ما فيش الجاريه اللى لما سيدها يشرفها تعامله انه حيفضل سيدها وهى جاريته
داليا : لا فيه انا حافضل طول عمرى جاريتك وحتفضل طول عمرك سيدى مش باقول كده علشان تتجوزنى براحتك لو قبلت تمنحنى الشرف ده حافضل جاريتك ولو خليتنى مجرد جاريه براحتك
حاتم : برضه يفضل اهم سبب انى لسه ماعنديش رغبه فى الجواز
داليا : طيب ممكن اعرف ايه اللى ممكن اعمله علشان ما تزهقش منى ؟ قصدى ايه اللى يخليك تزهق من اى واحده ؟
حاتم : اهم حاجه الغيره ما باحبش الغيره ابدا انا حر اعمل اللى اعمله معاكى او مع غيرك براحتى تانى حاجه ما باحبش الالحاح وكتر الاسئله انا مش فى تحقيق ومش من حق اى واحده تسالنى عن اى حاجه تالت حاجه انا مستحيل اقبل المقارنه بينى وبين اى حد حتى لو واحده متجوزه ما تقارنش بينى وبين جوزها حتى لو كانت المقارنه لصالحى والطبيعى تكون لصالحى الا انى ارفض المقارنه اصلا المبدا نفسه مرفوض حاتم فريد ماحدش يستاهل يتقارن بيه اصلا
الغريب ان داليا كانت كلما ازداد حاتم غرورا وتعاليا كانت تزداد تعلقا به وهياما فيه حتى انها ربما بسبب ما تعانيه من الوحدة فى اخر سنوات عمرها لم تعد ترى سواه بل لا ترغب فى رؤية سواه وكلما ازداد غرورا كلما ازادت له حبا
هذا الطاووس المغرور الذى يرى نفسه فوق الجميع عشقته واصبحت تراه ملاكا محقا فى تعاليه
.......................
عادت الى منزلها بعد ان اخبرها انه لن يتفرغ لرؤيتها لمدة لا يعلمها بسبب اشغاله المعطلة بينما هو يلعن نفسه لانشغاله بها حتى اهمل عمله وقرر انه يجب ان يسيطر على مشاعره الوليدة ويئدها قبل ان تنمو بداخله .
مر يومان دون ان تعرف للنوم طعما وهى تمنى النفس برؤيته كل ليلة وفى اليوم الثالث حاولت الاتصال به فلم يجب اتصالها لن تكررها ثانية فحبيبها لا يحب الالحاح وهو حر ان لم يرغب فى الرد فلتنتظر وسيتصل بها حتما
وفى اليوم الرابع كانت بالخارج وعند عودتها لمحت سيارته تدخل الى جاراج عمارته فاسرعت ربما تلحق به ولكنه لم يكن وحده كان بصحبته فتاة سمراء جميلة بالتاكيد ستذهب معه الى شقته ورغم انفها شعرت بنيران الغيرة تنهش قلبها نهشا فعادت الى شقتها وارتمت فى فراشها تبكى حتى غلبها النوم وحلمت بحاتم بجوارها فى فراشها بل ويحتضنها حتى انها شعرت بانفاسه تلهب وجهها وتكاد تقسم انها تشممت عطره النفاذ فقامت فى الفجر للحصول على حمام بارد عله يطفئ لهيب قلبها ولم تستطع النوم الا بعد شروق الشمس
وفى اليوم التالى لم تستطع صبرا فاعادت الاتصال به ولكنه اجاب اتصالها هذه المرة
حاتم : صباح الخير ازيك عامله ايه ؟
داليا : انا كويسه لا انا مش كويسه خالص انا تعبانه
حاتم : سلامتك الف سلامه تحبى اجيب دكتور ؟
داليا : لا مش عاوزه دكتور انا مش مريضه انا تعبانه علشان ما شفتكش من يوم ما رجعنا من الساحل
حاتم : معلش كنت مشغول شويه عندى صديقه من القاهره بس بكره حاقابلك
لم ترد عليه وهى تكرر فى ذهنها عبارته الاخيرة ( بكره حاقابلك ) فهتف بها
حاتم : داليا انتى روحتى فين ؟
داليا : روحت استنى بكره بجد بكره حتقابلنى ؟
حاتم : اكيد طالما قلت حاقابلك يبقى حاقابلك الا لو عندك حاجه تشغلك
داليا : مافيش حاجه فى الدنيا ممكن تشغلنى عنك
حاتم : طيب استنى منى تليفون بكره وانا راجع من الشغل
نامت يومها قريرة العين فهو اذا وعد اوفى وقد وعد برؤيتها فلتنام اذن من الان نعم لتنام من الظهيرة حتى ياتى الغد سريعا
......................
استيقظت باكرا وارتدت ملابسها وامسكت بهاتفها ترجوه ان يدق ولكنه لم يتصل بها الا بعد الحادية عشر
حاتم : الو صباح الخير يا داليا ازيك
داليا : كويسه جدا زى الفل المهم انت عامل ايه ؟
حاتم : انا كويس كان عندى شغل فى البورصه وخلصت وراجع فى الطريق قدامى نص ساعه حاستنى عند محطة الترام
داليا : انا جاهزه من الصبح حانزل استنى من دلوقت
اسرعت بالنزول لتنتظره وحضر فى موعده تماما فسارعت بالركوب بجواره وطبعت قبلة على خده
حاتم : تحبى تروحى فين ؟
داليا : انت اللى تقول اى مكان معاك بالنسبالى جنه
حاتم : ايه رايك نتغدى فى المطعم بتاعنا ؟
داليا : ياريت انا باعشق المطعم ده بالذات لانه اول لقاء بينى وبينك
خلاص نحجز دلوقت ونروح نتمشى شويه لحد ميعاد الغدا
اتصل هاتفيا بالمطعم لحجز طاولته المفضلة واتجه الى شاطئ ابو هيف فخلعا احذيتهما ونزلا يسيران جنبا الى جنب فوق الرمال وارجلهما تتخبط فى المياة على اول الشاطئ
كانت داليا سعيدة جدا وقد احاطت عنقها بذراعه وهى تحتضن يده بكفها الرقيق اما هو فكانت تنتهبه افكار شتى
حاتم : داليا انتى قلتيلى قبل كده انك كنتى بتحبى قبل كده
داليا : لا ما حصلش انا ما قلتش كنت انا لسه باحبه وحافضل لاخر يوم فى عمرى احبه
ارتعشت يده المحيطة بعنقها وحاول سحبها ولكنها تشبثت بها فقال محاولا اخفاء غيرته
حاتم : كان .... زميلك فى الجامعه ؟
داليا : جامعه ؟ هههه لا طبعا ده حاجه تانيه خالص كنت باشوفه وانا لسه فى ابتدائى اقول فيه قمر بيمشى على الارض هو الشارع بتاعنا بقى جميل ليه وكبرت شويه دخلت اعدادى قلت لا ده مش قمر ده الشمس اللى بتنور القمر ووصلت ثانوى قلت لا ده هو اللى بينور الشمس والدنيا كلها من غيره تبقى ضلمه ولما كبرت ودخلت الجامعه كنت كل ما احاول اقرب منه اخاف اتحرق من نوره وابعد بقيت انزل من بيتنا رايحه الجامعه اشوفه انسى انا رايحه فين وانسى بيتنا فين واسمى ايه وكل حاجه وبقيت مش لاقيه وصف اوصفه بيه لحد ما قلت مافيش غير كلمه واحده توصفه ده حاتم ..... انت ..... ايوه انا حبيتك من وانا عمرى ست سنين وعشت الحب ده لدلوقت وحاسسه انى عايشه علشان احبك انت وبس لا قبلك ولا بعدك
التفت يواجهها ويمسك يديها بكلتا يديه فاغمضت عينيها وفتحتهما قائلة
داليا : الحمد لله افتكرت انى باحلم ولما حافتح مش حالاقيك
حاتم : داليا انا عاوز اقول انى بقيت سعيد وانا معاكى اكتر من اى واحده عارفه كان عندى واحده صاحبتى قعدت كام يوم معايا ورغم انى كنت مبسوط معاها لكن برضه كنت بافكر فيكى ومش قادر ابعدك عن تفكيرى انا خلاص اتعودت اشوفك كل يوم وحاولت انى .... يعنى قصدى ان ما يبقاش كل يوم لكن ما قدرتش .... بس ده مش معناه انى باحبك انما ده اعجاب زى اى واحده بس زياده شويه
داليا : ده اكتر من اللى باحلم بيه على فكره انا شفتك مع صاحبتك بس طبعا انت حر المهم تكون مبسوط
حاتم : اسمعى يا داليا انا عندى سفريه مهمه لماليزيا بس اجلتها لحد ما نتيجتك تظهر لان نتيجتك برضه مهمه واهم من الشغل كمان انتى لازم تعرفى انى حافرح لنجاحك اكتر حتى من فرحتك انتى
داليا : انا نفسى انجح السنه دى مخصوص بتقدير كبير علشان افرحك
حاتم : طيب اسمعى يا داليا ايه رايك تشتغلى معايا حاعلمك الشغل ولما اسافر تمسكى شغلى كله على الاقل نقدر نشوف بعض كل يوم من غير ما حد يتكلم
داليا : انا ما يهمنيش كلام الناس طالما حابقى معاك
حاتم : انا يهمنى عمره ما كان يهمنى لكن معاكى انتى بس يهمنى ويهمنى قوى كمان