رواية أقرب من الصدفة الفصل الرابع 4 والاخير بقلم Theodora Ray
رواية "أقرب من الصدفة"
كانت جمله ماما اللي قتلت حماسي ونتفت ريشي بعد ما حكيت لها اللي حصل بيني وبين أمنية
رديت بتوتر
-عادي يا ماما انتي عارفه قد ايه أمنية قريبه مني ومافيش بينا الرسميات دي وكمان هي كانت عاوزه تعرف رأيي ، وبعدين ما انا بقولك اهو ومخبتش عليكي
* انتي مش المفروض تخبي عليا من الأساس، وانك تقولي لها رأيك كدا وتتفقي انتي وهي من غير ما انا اعرف دا تصرف غلط مكنش ينفع تعمليه .
كملت وهي بتبص بعيد عني
* وبعدين مين قالك اصلا إني ممكن اوافق
اتصدمت من كلامها وقولت وانا حاسه بمرارة الدنيا في حلقي
- ليه يا ماما مش ممكن توافقي
قالت وهي مازالت باصه بعيد
* احنا البيت اللي بنّاسب منه مره ماينفعش نكرر النسب منه تاني ، مرات اخوكي من وقت ما دخلت البيت واحنا مشوفناش منها ولا من أهلها حاجه وحشه ، عاوزه انتي تيجي تتجوزي اخوها وكل مشكله بينك وبينه هي تيجي في صف اخوها واخوكي يجي في صفك وبيتهم يتخرب بسبب مشاكلكم ؟ لا يا تمارا خلينا حلوين مع الناس كدا
فضلت دقائق في حالة ذهول من كلامها، ايه سبب الرفض الغريب دا ! هي ازاي بتفكر كدا ؟
قولتلها وانا كُلي خيبة أمل
- وايه يا ماما اللي هيجيب المشاكل يعني؟ زي ما هما بيتخانقوا ومحدش بيعرف عنهم حاجه انا وزين هنعمل كدا ومش هندخل حد في حياتنا
* انتي وزين! خلاص بقيتي انتي وزين في جملة سوا !، بصي يا تمارا انا اللي عندي قولته ومش عاوزه نقاش فيه ، اتفضلي علي اوضتك لو سمحت..
ازاي شعور الإنسان ممكن يتحول من الطمأنينة للخذلان بالسهولة دي !
فضلت طول اليوم بفكر في كلام ماما وسبب رفضها الغريب اللي حطمني تماما ، في الاخر استعنت بالله وقومت الجأ له بقيام الليل و
قررت اسيب الأمور تمشي زي ما ربنا يشأ وواثقه إنه مش هيخذلني ابدأ
*آنسه تمارا
كان الشخص اللي اتقدملي من فتره شافني في الكلية ونده عليا
- نعم يا استاذ حازم،في حاجه ؟
* كل خير ، انا بس كنت عاوز اكلمك بخصوص الموضوع اللي كلمت فيه اخوكي
- اعتقد ردي وصلك ، ايه لازمة الوقفه دي بقي
* اه وصلي فعلا ، بس انا كنت عاوز يعني اقولك إن خطوبتنا مش هتأثر علي دراستك خالص ،بالعكس انا هساعدك في المذاكره
- انت خلاص خلتها خطوبتنا ! دا علي اساس اني وافقت وكدا
* بإذن الله توافقي ، لو مشكلتك في الدراسه هنحلها ومش هيكون في أي عائق في طريقنا
قولت بضيق و بنبرة صوت عاليه الي حد ما :
- انت ايه الثقه اللي انت فيها دي ؟ هتوافقي وطريقنا وخطوبتنا ! يا استاذ انت مرفوض اصلا انت بتتكلم في ايه
* بس...
كان لسه هيكمل كلامه بس فجأة لقيت اللي حط ايده علي كتف حازم وقال :
- في حاجه معاكي يا تمارا ؟
كان زين ، حسيت اني اتنفست اول ما شوفته قد ايه ملامحه كانت وحشاني
رديت بنوع من التوتر
- مافيش حاجه ، دا زميلي في الكلية وكان بيسألني عن حاجه
* مين دا يا تمارا اللي انتي بتبرري له دا
كانت جملة حازم اللي قالها بنوع من العصبيه ودا خلي زين يرد عليه بعصبية مماثله :
= انت اللي مين يا باشا وبتكلمها كدا ليه، وانت مالك اصلا انا مين وبتبررلي ليه؟
قال كلامه ورا بعض من غير ما يدي فرصه لحازم يرد
اتكلمت وانا بحاول اهدي الوضع
-براحه يا زين مش كدا، الناس هتتفرج علينا
رد حازم بنفس العصبيه
* انتي كمان بتهديه
هنا بقي جبت اخري منه وانفجرت فيه
- ايه الأسلوب دا يا بني ادم انت ، انت ايه علاقتك بيا عشان تكلمني كدا اعرف حدودك واحترم نفسك
كان هيتكلم بس زين منعه وقال وهو بيحاول يسيطر علي عصبيته
=بقولك ايه انا ماسك نفسي عنك عشان احنا في كلية ومش عاوز حد ياخد باله ،فامشي من قدامي دلوقتي بدل ما والله هتشوف مني وش مشوفتوش في حياتك
خلص كلامه وهو بيبعد حازم عننا بايده ، بصيت لحازم و قولت
- حازم بعد اذنك اتفضل عشان شكلنا في الكلية
قال بعصبيه وهو بيبعد عننا
* حاضر يا تمارا
- ممكن تقولي ايه اللي انت عملته دا ؟ كنت هتخلي الكلية كلها تتفرج علينا
= والله! هو دا اللي قدرتي تقوليه ، وبالنسبه لوقفتك مع الاستاذ دا عادي ، ومين دا اصلا وواقف معاكي بيعمل ايه
- ايه اسلوبك معايا دا انت ازاي تكلمني كدا ، وبعدين انت ايه اللي يخصك اصلا في الموضوع
= ايه اللي يخصني! يعني انتي متخصنيش يا تمارا؟
خلص جملته وهو بيبص لي نظرة عتاب حركت قلبي ، اتوترت وبصيت في الأرض وفي اللحظه دي لقيت صحبتي ندهت عليا
- انا لازم امشي
رميت له الجمله ومشيت وهو قابلها بنفس نظرة العتاب لكن كانت ممزوجه بتعجب
اخدت الاجازه واتمنعت الوسيله الوحيده اللي كنت بشوفه بيها وفضلت فتره بتجنب الكلام مع أمنية في الموضوع خوفا من ماما ،وكانت نفسيتي مش الطف حاجه الفتره دي ، قاعده في اوضتي اغلب الوقت، مافيش في أيدي حيله غير الدعاء
* هتفضلي كدا كتير ؟
كانت جملة ماما اللي قالتها وهي داخله عليا البلكونة
رديت عليها وانا باصه قدامي
-مالي يا ماما ،ما انا زي الفل اهو
اتنهدت وقالت
* مكنتش اعرف ان رفضي للموضوع هيعمل فيكم كدا ! انتي حالك تاعبني وطول اليوم قاعده في اوضتك، وزين كل يوم يكلمني انا واخوكي يقعد معانا بالساعات يحاول يخلينا نوافق ، بس يا بنتي غصب عني خايفه عليكي انتي واخوكي ،كل الحالات اللي شوفتها زيكم كانت بتنتهي بخراب البيتين ،انا قولت دا مجرد اعجاب وهتسمعي كلامي وتنسيه ،مكنتش اعرف ان الموضوع كدا
فضلت بصالي حبه وانا باصه ليها بخيبة أمل من غير ما انطق ولا كلمة وبعدين قالت
* نظرتك دي بتوجع قلبي يا بنتي وانا مقدرش اشوفها كتير
تابعتك وهي بتحضن وشي بكفوفها
* انا هخلي اخوكي يكلم زين يقوله أننا موافقين
فجأة نطقت بصوت عالي زي اللي ردت فيا الروح
-بجد يا ماما
ضحكت وهي بتحضني وتقول
*والله !مش كانت القطه بالعه لسانك من شويه، بجد يا عيون ماما...
واخيرا الدموع اتبدلت…
والسكوت اللي كان بيوجعني، اتكلم فرح.
- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير 
فجأة لقيت نفسي في حضن زين وأهلنا حوالينا مبسوطين وبيزغرطوا
طلعني من حضنه وبصلي وقال
= هي حور العين مش كانت في الجنة تقريبا ! ايه اللي جابها في حضني دلوقتي
اتكسفت وخدودي قلبت احمر ودخلت حضنه تاني ،فقال وهو بيضحك
= اهو انا مافيش حاجه وقعتني في حبك غير خدودك الورديه دي 
بعد ليالي كتير فيها دموع وسكوت،
نطق الزمان وقال:
"وجعلنا بينكم مودة ورحمة".

والآن ما عاد القلب يركض خلف شيء...
فكل ما كان يبحث عنه، صار بين يديه.

