اخر الروايات

رواية بين خوفها وهوسه الفصل الثاني 2 بقلم سارة مجدي

رواية بين خوفها وهوسه الفصل الثاني 2 بقلم سارة مجدي 



2=الفصل الثانى من بين خوفها و هوسه بقلمى ساره مجدى

وصل الى مجموعه الهوارى للهندسه ومن اول وصوله ودخوله من الباب والجميع يقف له احترام فالجميع يخافه و يهابه رغم عدم عنفه او ظلمه لاحد ولكنه جاد جدا ذو مبدء وأسلوب ثابت فى العمل فهنا مكان عمل فقط لا مجال للامور الشخصيه وايضا الخطئ عقابه شديد ولكن ايضا الموظف المجتهد صاحب العمل الجيد والمميز يكافئ بسخاء بقلمى ساره مجدى
حين وصل الى مكتب السكرتارية الخاص به ودلف من الباب وقفت الفتاه التى تجلس خلف مكتبه سريعا ليقف أمامها ككل يوم لعده ثوان تجعل تلك الفتاه البسيطه تشعر انها ستسقط من الخوف ثم يقول لها بابتسامه متسليه
- اخبارك ايه يا انسه مريم ؟
لترفع عيونها الخائفة تنظر اليه هى تحترمه بشده و تشعر امامه بالرهبه .. وقالت بصوت مهزوز
- الحمد لله حضرتك
والكعاده من المفترض ان يبتسم ويدخل مكتبه ولكنه اليوم ظل واقف ووضع يده فى جيب بنطاله وقال
- هو انا عملتلك حاجه قبل كده علشان تبقى بتخافى منى بالشكل ده
ظهر التوتر على ملامح وجهها وقالت بصوت متوتر
- لا يا فندم ابدا
ليرفع حاجبه وهو يقول بابتسامه مشاغبه
- طيب اهدى كده مالك ... انا بطلت اكل البنات من زمان و بقيت نباتى
ابتسمت ابتسامه صغيره من خوفها الفطري منه ليبتسم هو الآخر وتحرك ليدلف الى مكتبه بعد ان غمز لها ثم قال بجديه
- اطلبيلى إياد وتعالى ورايا
لتتحرك من فورها تنفذ ما أمر به
وجلس هو على مكتبه رغم عنه عقله متعلق بما شاهده قبل حضوره لقد تألم بشده من حال تلك الفتاه و جروح وجهها و ذلك الشاب ايضا و دعى الله ان ينجيهم من ذلك الحادث

**************************
بعد مرور عده أيام كانت جليله تجلس بجانب ابنتها داخل غرفه المستشفى بعد ان خرجت من غرفه الرعايه ...... كانت حالتها مستقره ولكنها لم تفيق بعد رغم ان كل علماتها الحيويه تشير انها فى تحسن كانت جليله تتذكر يوم وفاه سعيد الذى توفى متأثرا بجراحه فور دخوله غرفه العمليات ... وما حدث من الحجه سميره والده سعيد من بكاء مرير فوق قدمى ابنها الذى لم يتحمل الالم وقرر الرحيل وعند قبره ظلت جالسه ارضا تبكى بصمت عيونها تنظر الى قبر ابنها وكأنها تتوسله ان يعيد اليها ولدها سندها بالحياه بعد والده عكازها التى كانت تستند عليه و فى حضنها عائشه اخت سعيد الصغيره فتاه يافعه فى الخامسه عشر من عمرها .... تضمها بقوه وهى تخبئ وجهاا فى صدر امها تبكى امان قد اختفى وسند وحمايه تبكى اب بعد الاب
عادت من افكارها وهى تحمد الله على سلامه ابنتها وتدعوا لسميره بالصبر والسلوان وقفت على قدميها وقبلت جبين ابنتها ثم خرجت من الغرفه لتجد طاهر يجلس على احدى الكراسى الموجوده فى رواق المستشفى جلست بجانبه لينظر اليها وقال باستفهام
- لسه زى ما هى ؟
هزت راسها بنعم ليقول هو بحزن
- الحاره شكها بقا وحش اووى تحسى ان ما بقاش فيها روح موت سعيد اثر على الكل
هزت راسها مره اخرى بنعم و هى تتذكر حين اوصلت سميره الى بيتها كان هذا شعورها وهى تتطلع الى الحاره باندهاش لقد خيم الحزن على جميع الحى فسعيد كان شخص محبوب من الجميع و بموته اختفت سعاده الحى وبهجتها
مر يومان آخران واستعادت ضى وعيها ولكنها عادت اليه مره أخرى حين علمت بما حدث لسعيد حيث انهارت تماما وظلت تصرخ وتبكى وظلت هكذا لمده أسبوعان تستيقظ تصرخ وتنادى بإسمه ثم تعود لغيبوبتها من جديد بسب الادويه المهدئه التى وصفها الطبيب لها بفلمى ساره مجدى
*******************
وبعد مرور الأسبوعين هدأت حالتها قليلا وتوقف الأطباء عن اعطائها المهدئات ولكنها كانت صامته تماما جسد فقد روحه عيناها ثابته لا تتحدث مع احد او تجيب على احد كان والديها يشعران بالخوف الشديد ولكن الطبيب طمئنهم ان ذلك طبيعى اثر الحادث وصدمه موت خطيبها اما عيونها
وبعد يومان سمح الطبيب لها بالخروج من المستشفى حين كانت واقفه بجانب والدتها بل متشبثه بها فى خوف تنظر الى الطريق بخوف شديد وتنتفض مع كل سياره تمر من امامهم كانت والدتها تلف ذراعها الايسر حولها و الايمن تضعه عند راسها تخبئها بداخلها وطوال الطريق هى لم ترفع راسها عن حضن والدتها جسدها ينتفض بشده وتتمم بأشياء لا احد يفهما .... حين وصلت الى حيهم قررت اول شىء ان تقوم بزياره والده سعيد سمح لها والدها بذلك و ربتت والدتها على ظهرها برفق حين دلفت لمدخل البيت اغمضت عينيها بألم فكم من مره وقفت هنا هى وسعيد يتمازحان حين كانت صغيره ... وكم من مره كانت تقف هنا حتى يراضيها حين يحدث موقف لا تفهمه .... صعدت درجات السلم بقدمى من هلام وقلب يرتجف داخل صدرها و وقفت امام الباب واغمضت عينيها تتمنى ان تطرق الباب ويفتح لها سعيد الباب كما يفعل عاده ..... فتحت عيونها التى تتجمع بها الدموع و طرقت الباب لتفتح لها عائشه وحين رأت ضى القت بنفسها بين ذراعيها تبكى بخوف و حزن ظلت ضى تضمها بقوه و تربت على ظهرها رغم دموعها التى تغرق وجهها و رغم المها الكبير التى تحتاج من يواسيها فيه الا ان تلك الطفله بحاجتها اكثر خاصه وهى تعلم جيدا ما هى حاله والدتها ظلت تقبل راسها وتربت على ظهرها حتى هدأت تمام و ابعدتها عن حضنها تنظر اليها بابتسامه حزينه وقالت
- عائشه كده مينفعش سعيد هيزعل منك كده
رفعت الصغيره عيونها اليها وقالت
- انا خايفه اووى يا ابله ضى .... سعيد مكنش اخويا بس ده كان ابويا الى ربانى وعلمنى سعيد كان كل حاجه بالنسبالى
اغمضت ضى عيونها بألم وحاولت اخراج صوتها الذى خرج ضعيف مكتوم بالبكاء
- سعيد كان مهم فى حياتنا كلنا يا عائشه ... كلنا بس ده قدر ونصيب واختبار كبير من ربنا ولازم نبقا قده
امسكت يد الصغيره وشدت عليها وهى تقول
- كمان ماما سميره دلوقتى محتجالك مبقاش ليها حد غيرك وانت لازم تكونى قد المسؤليه
كانت نظرات الصغيره زائغه غير مستوعبه ولكنها اومأت براسها نعم انحنت تقبل راسها
مع ابتسامه مشجعه رغم ذلك الحزن الساكن عيونها ثم قالت
- هى ماما فين ؟
مسحت الصغيره دموعها وقالت
- فى اوضه ابيه سعيد من ساعه الى حصل
اغمضت ضى عيونها بألم ثم ربتت على كتف الصغيره ثم توجهت الى غرفه سعيد فتحت الباب لتجد السيدة سميره تجلس فى منتصف سريره وحولها كل اغراضه .... صوره وملابسه حتى أحذيته
ظلت تتأملها والدموع تغرق وجهها تحاول استجماع شجاعتها حتى تواجه الامرأه التى فقدت ولدها الان قبل موعد زفافه بشهر واحد ... اقتربت ضى منها وجثت بجانب السرير فى صمت مدت يها وأمسكت طرف قميص من قمصانه وهى تقول
- كنت زمان بسمع ان الطيب ملوش مكان فى الدنيا دى وكنت كل ما شوف سعيد أقول الكلام ده كذب ما سعيد موجود لكن دلوقتى ..... دلوقتى اتأكدت فعلا ملهمش مكان
مدت السيدة سميره يدها بصوره لسعيد وكأنها لم تسمعها و قالت
- بصى كان عنده خمس سنين فى الصوره دى كان فرحان اوى يومها علشان ابوه جابلوا بدله الظابط الى كان عايزها
أمسكت ضى الصوره وهى تبتسم ودموعها تغرق وجهها تتامل برائته ابتسامته الطفوليه المحببه التى ظلت معه حتى وهو كبير ... لتمد السيدة سميره يدها بصوره أخرى وقالت
- هنا كان يوم ما نجح فى الثانويه .. ساعه ما رجع كان عمال يرقص ويغنى كان فرحان اووى
امسكت ضى الصوره وهى لا تستطيع ايقاف دموعها لتمد لها يدها بصوره اخرى وقالت
- وهنا اول يوم فى الجامعة وهنا ....
لتقف ضى سريعا تحتضنها بقوه وهى تقول
- ارجوكى اهدى ارجوكى .... كده مينفعش متزعليهوش وتتعبيه فى قبره ... انا جامبك ومعاكى انا مكانه
ظلت السيدة سميره تبكى و ضى تحتضنها بقوه و هى تقول من وسط شهقاتها
- راح قبل منى يا ضى .. انا اللى نزلته قبره مش هو ... انا اللى اخدت عذاه مش هو اللى اخد عذايا .. ابنى راح و انا اللى لسه عايشه ... يااااااارب الصبر من عندك يااااارب .. الصبر يارب علشان قلبى ما بقاش مستحمل ... صبرنى يارب
كانت ضى تبكى بصوت عالى و هى تحاول ضمها بقوه اكبر حتى تجعلها تصمت و ظلت هكذا حتى هدأت تماما واستسلمت للنوم بعد انهيار كبيرو كلمات كثيره تؤلم القلب و الروح
غادرت ضى منزل سعيد وهى في حاله انهيار تامه ومع مرور الأيام لم تتحسن حالتها بل كانت تزداد سوء ... كانت تفتح نافذتها حين تستيقظ وتظل واقفه امامها تنظر الى نافذه غرفه سعيد التى لم تفتح من يوم وفاته و كأنها تنتظر ان يطل منها كما السابق حاولت والدتها معها كثيرا ان تعود لطبيعتها ولكنها ترفض الحديث... حتى وصل الامر لاشده حين استمعت والدتها ذات يوم اليها تتحدث دلفت الى الغرفه لتصدم حين رأتها على نفس وقفتها ولكنها تبتسم وتتحدث مع سعيد وكأنه يقف امامها
- انا زعلانه منك على فكره ... كلنا زعلانين بس مش مهم المهم انك رجعت
ثم قطبت جبينها وهى تقول
- طيب ليه مأختنيش معاك ... ليه سبتنى لوحدى ليه
خرجت جليله من الغرفه ركضا لغرفتها هى وزوجها الذى كان ممد على السرير وقالت والدموع تغرق وجهها
- انت لازم تشفلك حل كده البت هتضيع مننا
لينتفض جالسا وهو يقول
- ايه الى حصل
قصت عليه ما حدث ليشعر بالقلق الشديد وظل يفكر ماذا عليه ان يفعل
قرر ان يتصل بإبن عمه الذى يعيش في احدى البلدان الساحلية الهادئة ويطلب منه ان يجد عمل مناسب لضى بعد ان قص عليه كل ما حدث ... فعليه ابعادها من هنا و الا سيفقد ابنته هو الاخر
و الذى للحقيقه لم يتاخر كثيرا في الرد عليه بانه قد وجد لها عمل في المدارسه القريبة منه والذى يكون هو مديرها وأنه هو وزوجته على أتم الاستعداد لاستقبال ضى في اى وقت بقلمى ساره مجدى
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كان رواد يجلس فى شرفه منزله الذى يقطن به هو واخته فقط بعد وفاه والديها يفكر فى قرار عودته الى بلدته الاصليه بعد ان اصبح لورشته مكانه واسم كبير فهو منذ قدومه الى هنا ليدلف الى الجامعه قرر فتح تلك الورشه والعمل بها حتى يسطيع الانفاق على نفسه واخته دون الحاجه لأحد كانت وقتها فاتن فى الثانويه وها هى قد تخرجت هذا العام من الجامعه ومن وقتها وهو يفكر فى العوده
و لكن ما يؤلمه حقا هو ابتعاده عنها حب حياته التى لا تراه من الاساس على الاكثر تعرف اسمه لكن لا تعلم شئ عن حبه الكبير لها منذ كانت بضفائر
دلفت اليه فاتن وبين يديها كوبى من الشاى بالنعناع وجلست على الكرسى المواجه له وهى تقول
- مالك يا ابيه .... ايه الى مضايقك ؟
نظر اليها بابتسامه صغيره وقال
- تفتكرى سفرنا صح ... انا من جوايه عايز ارجع بيت ابويا ونكمل حياتنا هناك بس الورشه هنا ناجحه وكبيره وليها اسمها
ظلت تنظر اليه ثم قالت بابتسامه
- لو فضلنا هنا انت مش هتبقا مرتاح .... صحيح هتستفيد من نجاح الورشه لكن مش هتكون سعيد ديما جواك هتكون فى حاجه ناقصه
ابتسم لها ابتسامه صغيره وقال
- يعنى انت معايا فى القرار ده ؟
هزت راسها بنعم وقالت
- جدا انا كمان محتاجه ارجع بيت بابا و احس بريحه امى
اخفض راسه وهو يدعوا لهم بالرحمه ثم قال
- يبقا على بركه الله
ابتسمت له وبدئوا فى احتساء كوبى الشاى بهدوء مع تبادل الحديث عن كل شئ و اى شئ بقلمى ساره مجدى

******************************

فى صباح اليوم التالى دلف أيهم الى مكتبه وهو ينفخ بضيق جلس خلف مكتبه ينظر الى إياد بغضب وقال
- انت مش مفهم الناس دى هي جايه تشتغل مع مين والمطلوب منهم ايه بالتحديد
رفع اياد راسه ينظر الى سقف الغرفه ثم تحرك ليجلس أمام أيهم وقال بملل
- خلصنا بقا ده على أساس ان حضرتك ممسحتش بكرامتهم الأرض وخلتهم نازلين من شركتك قفاهم يقمر عيش
ضحك أيهم بصوت عالى ثم قال
- بصراحه هما صعبوا عليًا بس انت عارفنى في الشغل معنديش يا إما ارحمينى ده كويس ان بابا مجاش النهارده
لوى إياد فمه بسخريه وهز راسه بمعنى لا فائده وقال
- عارف يا اخويا عارف .... المهم هتروح لرواد امتى
اعتدل أيهم في جلسته وقال باسترخاء
- خلال اليومين الجاين لانى عايزه في حاجه مهمه جدا واصلا هو كان قايلى على عربيه مميزه جياله صيانه خلال اليومين دول ..... وكمان علشان اعرف هو هيسافر امتى واعرف ارتب دنيتى
ليقف اياد ودار حول المكتب و هو يضرب كف بكف و قال
- الى يشوفك هنا في الشركة ميشفاكش وانت لابس العفريته ونايم تحت العربيات ومتشحم
ليقف أيهم على قدميه و تحرك في اتجاه ذلك الجدار الزجاجي الكبير ينظر الى العالم خارج شركته وقال بصوت هادئ
- عارف يا اياد كل السلطه والمكانه الى بحس بيها و انا داخل الشركة هنا او الى بحس بيها لما يقف قدامى موظف بيبص عليًا بخوف وهيبه كده كوم وانى اصلح عربيه واغير في تركيبتها واطورها وأحدثها كوم تانى صوت احلى مطربه في الكون ميجيش حاجه جمب صوت ماتور العربيه بعد ما كل الأعطال والمشاكل تتحل ياااااه كمانجه
كان إياد ينظر اليه بيلاهه ثم ضرب كف بكف من جديد وهو يقول
- سلامه عقلك يا ابن عمى .... يا عينى عليك وعلى شبابك يا أيهم يا ابن عمى صفوان مكنش يومك يا زينه شباب عيله الهوارى
ليصمت فجاءه حين ألقى أيهم عليه حامله الأقلام وقال بصوته القوى
- ما تسترجل يلا في ايه بتندب على ايه يا حمار انت
ليضحك إياد بقوه ثم اقترب منه وهو يقول بجديه
- من معرفتى بيك انت بترتب لموضوع كبير هيقلب الدنيا فوق دماغنا مش كده
ظلت ابتسامه مشاغبه ترتسم على ملامح أيهم دون رد ليحرك اياد راسه بنعم ثم قال
- يبقا الله يرحمنا و يحسن الينا
ضحك أيهم بصوت عالى ثم ربت على كتف ابن عمه وقال
- يلا على مكتبك يا استاذ وابعتلى الانسه مريم
ليغادر اياد سريعا ودلفت بعده مباشره مريم وبين يديها النوت الصغيره ليقول لها أيهم بعمليه
- عندنا مواعيد ايه تانى النهارده
نظرت فى النوت وبدأت فى اخباره ليهز راسه بنعم وسمح لها بالانصراف بعد ان طلب منها ان تطلب له كوب قهوه بقلمى ساره مجدى
*******************
فى المساء كان يجلس امام والده يراجع معه بعض الاوراق الهامه و يشرح له اللاتفاقات الجديده صحيح ان الشركه تحت قياده ايهم لكن والده دائم الاطلاع على الامور وايضا له حق التوقيع والرفض والقبول وبعد انتهائهم قال أيهم بهدوء
- بابا انا كنت عايز اخد اجازه اسبوعين تلاثه هسافر انا واصحابى كده نغير جو
نظر صفوان لولده وعيونه تملئها الغموض وقال
- اصحابك دول مين الولد بتاع الورشه؟!
اخفض أيهم راسه يشعر بالضيق من لهجه والده الساخره ثم رفعها ينظر الى والده بثقه و قال
- الولد بتاع الورشه ده اهله متوفين وكان طول فتره دراسته فى كليه الهندسه بيشتغل علشان يصرف على نفسه وعلى اخته الوحيده الولد بتاع الورشه ده عنده فى بلد والده بيت ملك وهنا عمل مركز صيانه كبير وبقا ليه اسمه وسمعته الولد بتاع الورشه ده راجل حقيقى ثقه سند وظهرصاحب صاحبه .. و اخلاقه الكل بيشهد بيها ثم وقف ينظر الى والده بضيق وقال
- اول مره اعرف ان حضرتك بتقيم الناس بفلوسها والى تملكه او عايش فين
وكاد ان يغادر الغرفه لكنه وقف مكانه حين قال والده بهدوء
- عمرى ما بصيت للناس من فوق وعمرى ما حكمت على حد من فقره او غناه بس انا يا ابنى خايف عليك
نظر أيهم لوالده لعده ثوانى بصمت تام ثم قال بثقه وابتسامه صغيره
- لو عايز تخاف على حد خاف على رواد منى
غادر أيهم الغرفه والمنزل بأكمله و هو يشعر بالضيق انه يعشق ميكانيكا السيارات لماذا والده لا يفهم هذا لماذا يقف فى طريقه هو لم يقصر يوما فى حق احد لم يقصر فى دراسته او عمله لقد طور المؤسسه و زادت سمعتها فى السوق واصبح الجميع يهاب مؤسه الهوارى والجميع يطلب ودهم ظل يدور بالسياره حتى وجد نفسه يقف امام ورشه رواد الذى يتم بيعها الان
كان يفكر فى قرار رواد ولماذا يريد العوده الى بلدته بعد ان انشىء اسم له فى مجال ميكانيكا السيارات لم يجد اجابه لذلك السؤال فى عقله .... انتبه من افكاره لارتفاع الاصوات من داخل الورشه و بعد عده ثواني خرج رواد بصبحه رجل كبير وشاب فى مثل سنهم يضحكون القى رواد التحيه عليهم وغادر من امامهم وصعد الى سياره أيهم وهو يقول
- كل حاجه بقت تمام و هسافر كمان يومين .... انت هتجيلى امتى بقا ؟
ظل أيهم صامت لعده ثواني ثم قال
- أسبوع بالكتير ... بس انا نفسى افهم انت عايز ترجع ل (...) ليه اسمك هنا كبر وكل الناس عرفاك ليه تروح تعمل كل حاجه هناك من جديد
ظل رواد صامت لعده ثواني ثم قال بأبتسامه
- عايز ارجع اسم ابويا يرن هناك من تانى يا أيهم ... عايز افتح بيت ابويا الى اتقفل من سنين عايز احس ان امى شايفانا انا و فاتن تفرح لفرحنا وتواسينا وقت حزننا
نظر اليه واكمل قائلا
- على فكره ده كمان راى فاتن
شعر أيهم بكل كلمه نطقها صديقه هو يقدر كل ما قاله وهو لا يتخيل يوم بدون والديه رغم اختلافات وجهات النظر الا ان الدنيا بدونهم لا تعنى اى شيء
حاول أيهم تغير الموضوع فقال
- انت ضامن الراجل الى هيبعلنا الورشه
هز رواد رأسه بنعم وقال
- اطمن على ما تجيلى كل الأمور هتكون خلصانه وعلى امضتك
هز أيهم راسه بنعم ثم قال بمرح وهو ينظر من النافذه
- هتصعب عليا الحكايه لكن انت اكيد معاك حق في أسباب سفرك وانا محترمها جدا .... وكمان اهى فرصه الواحد يبقا يغير جو ويصيف
ابتسم رواد ابتسامه واسعه وقال
- احنى فى خدمه ابن الاكابر
اغمض أيهم عينيه وقال بملل
- نفسى اعرف ايه سبب اللقب ده
لينظر رواد الى الامام وقال بهدوء
- هو مش انت يا ابنى من عليه القوم .... تبقا ابن اكابر غلطت انا فى ايه دلوقتى
ظل ايهم ينظر اليه وهو يلوى فمه بضيق مطنع وقال
- ماشى ... لما نشوف اخرتها
ضحك رواد بصوت عالى وقال
- سوق يا ابنى سوق ودينا اى مكان نودع البلد بيه
ادار ايهم السياره وتحرك بها وهو يتصل باياد ان يسبقهم لمكانهم المعتاد بقلمى ساره مجدى

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
مر اسبوع كانت ضى رافضه تماما لفكره السفر فبعد اخبار والدها لها ظلت حبيسه غرفتها هي لا تريد ترك ذكرياتها مع سعيد ولا تريد ترك والدته واخته تريد ان تحل محله ان لا يشعرون بغيابه وغيابها الا تشعر والدته انها قد تخلت عن كل شئ يخصه وأيضا لا تريد ان تسافر من مكان لمكان وان تركب اى نوع من انواع المواصلات ... من الأساس فكره سفرها بسياره بالنسبه لها مرعبه ومخيفه هي أيضا حين تسير بالشارع ويمر من جانبها سياره ينتفض جسدها خوفا وتشعر بالاختناق نفس ذلك الاختناق التي شعرت به وهى حبيسه السيارة وقت الحادث وعدم قدرتها على مساعده سعيد وانقاذه
كيف الان ستركب تلك السيارة بمفردها انها تشعر من الان بالاختناق والخوف و جسدها ينتفض من مجرد فكره فماذا يسحدث فى الواقع
جلس والدها معها هو لم يكن يحاول اقناعها هو كان يتوسلها ان تسافر ان تكون بخير هى وحيدته كل شئ لديهم وتلك الذكريات سوف تقتلها و فى اخر الامر وافقت ولكنها طلبت منهم ان تذهب للحجه سميره تاخذ اذنها سمح والدها لها بالذهاب
وقفت عند الباب تشعر بالتوتر والقلق ولا تعلم ماذا سيكون موقفها و رأيها طرقت الباب برفق لتفتح لها عائشه الباب و على وجهها ابتسامه و قالت
- اهلا يا ابله ضى اتفضلى
ابتسمت اليها ضى ابتسامه صغيره وقالت لها
- اخبارك ايه يا شوشو .... والمذاكره تمام ولا محتاجه مساعده
ابتسمت الصغيره وقالت
- الحمد لله كله تمام تسلمى يا ابله
ربتت ضى على وجنتها برفق ثم سألتها
- ماما سميره فين مش شيفاها
اشارت الصغيره لغرفه سعيد وهى تقول
- بتصلى
هزت ضى راسها بنعم وجلست على اقرب كرسى تنتظرها هى لن تتحمل ان تدخل غرفته من جديد صحيح هى لم تدخل الى تلك الغرفه قبل ذلك سوا مره واحده وهى بعد وفاته الا انها لا تتحمل فكره دخولها وهو ليس هنا .... لم يمر الكثير من الوقت حتى وجدت الحجه سميره تخرج من الغرفه وهى تسبح ... ابتسمت بسعاده حزينه وقالت
- اذيك يا بنتى وحشتينى اوى
وقفت ضى سريعا تحتضنها بحب وقالت
- وحضرتك كمان وحشتينى جدا اخبار صحتك ايه ؟
جلست الحجه سميره على الاريكه الكبيره ورفعت قدميها عليها بأرهاق واضح وقالت
- الحمد لله يا بنتى على كل حال .... انت عامله ايه ؟
لتقترب ضى تجلس بجانبها وهى تقول
- بابا مصمم انى اسافر عند ابن عمه ... عايزنى ابعد عن هنا ... كل ده علشان ماما شافتنى مره بكلم نفسى وافتكرت انى بكلم سعيد الله يرحمه
كانت الحجه سميره تستمع اليها دون ان تظهر اى شئ هى ذاقت مرار فراق الولد وتعلم جيد خوف طاهر و جليله على وحيدتهم ومعهم كل الحق فى ذلك خاصه وان ما كان بين ضى وسعيد خطبه فقط اخذت نفس عميق وقالت بهدوء
- ابوكى وامك عندهم حق يا ضى ... يا بنتى انت لسه صغيره و من حقك تعيشى حياتك خدى كل وقتك فى حزنك على سعيد لكن فى الاخر لازم تنسى
امسكت يد ضى وهى تكمل
- الشئ الوحيد الى فى الدنيا يتخلق كبير وبعدين يقل ويصغر لحد ما يختفى هو الموت و جعنا فى اوله بيبقا لا يحتمل .. وبعد شويه بيقل و يقل ... لحد ما تفضل الذكريات اللى متتنسيش لكن من غير حزن و وجع قلب
كانت ضى تنظر اليها بأندهاش لتكمل الحجه سميره كلماتها
- ابوكى و امك من حقهم يخافوا عليكى ملهمش غيرك يا بنتى طمنيهم ده حقهم عليكى
كانت عائشه تستمع لكلمات امها وهى تشعر بالاندهاش كيف هذا ان ضى ما تبقى لهم كيف تؤيد سفرها و ابتعادها عنهم
حين غادرت ضى اقتربت عائشه من امها وقالت لها
- ايه الى انت قولتيه لضى ده يا ماما ازاى توافقى انها تسافر
نظرت سميره الى ابنتها وقالت
- يا بنتى ضى مش كويسه ابدا ضى لازم تبعد من هنا علشان تسنى اخوكى
لتقف عائشه تقول بصوت عالى نسبيا و بعض الغضب
- انت عايزاها تنساه !
تجمعت الدموع فى عيون سميره وقالت
- لازم تنساه يا بنتى .... لازم تنساه
لتبكى بعد اخر كلماتها بصوت عالى لتجلس عائشه بجانبها تضمها بقوه و هى تبكى ايضا بحزن و وجع لن يمحى بقلمى ساره مجدى

*************************
حين عادت ضى من بيت ام سعيد اخبرت والدها موافقتها على السفر ومر يومان كانت قد جمعت كل ما يلزمها واوراقها التى ستقدمها فى المدرسه التى ستعمل بها
وطوال طريقها الى موقف الحافلات كانت والدتها تضمها بقوه في محاوله لتهدئتها وبث الأمان والاطمئنان بها وظل والدها يخبرها ان تشغل نفسها بقراءه القرآن حتى تصل بالسلامة
لم تجد ضى اى فرصه للرفض والعودة إصرار والديها على ابعادها من هنا هي تدركها جيدا ولكن ماذا عليها ان تفعل الان
صعدت الى السيارة متوسطه الحجم وجلست بإحدى الكراسى بجانب النافذه وفتحتها على اتساعها وظلت تردد
- هبقا كويسه .... هبقا كويسه ... انا كويسه ... انا كويسه
اغمضت عينيها حين بدأت السيارة بالتحرك في بادء الأمر كانت تحاول السيطرة على نفسها ارتعاشه جسدها ويدها حاولت شغل نفسها بالاطمئنان بكلمات الله و تذكير نفسها انها ليست بمفردها وان هناك أناس كثر معها لم تنظر من النافذه ولو لمره واحده ولكن الأمر مع مرور الوقت كان يتضاعف تعرقت بشده و ازداد ارتعاشه جسدها أصبحت تبكى دون أراده منها وكانت السيده الجالسه بجانبها تلاحظ عليها ذلك ولكنها لم تتحدث وفجأه صرخت ضى بصوت عالى قائله
- وقف العربيه وقف يا اسطا وقف العربيه
ليشعر السائق بالارتباك وأوقف السيارة سريعا دون ان ينتبه لتلك السيارة الفارهة خلفه والتي بقوه كبيره من سائقها استطاع ايقاف السيارة قبل الاصطدام وكاد ان يترجل ليبرح ذلك السائق ضربا الا انه وجد رجل وامرأة و فتاه بفستان اسود طويل وحجاب احمر قانى تترجل من تلك السيارة وايضا السائق الذى ترجل هو الاخر ووقف امامها و بجانبه الرجل والمرأه التى من الواضح عليهم انهم يحاولون اقناع تلك الفتاه بشىء ما بقلمى ساره مجدى
***********************
كانت ضى تقف امامهم ترتعش خوفا .. و كل ذكريات الحادث ترتسم امام عينيها ... والرجل و المرأه يشعران بغرابه تصرفاتها ... و السائق يتحدث بشىء من العصبيه ونفاد الصبر
- فى ايه يا انسه احنى مش عايزين عطله
كانت تضم نفسها بيديها و جسدها يرتعش بقوه وهى تقول بتوتر
- انا مش هركب مش هركب امشوا امشوا
لتقترب منها السيده وهى تقول
- يا بنتى ما ينفعش نسيبك هنا انت مش شايفه احنى واقفين فين احنى فى صحرا
كان أيهم يتابع ما يحدث من جانب سيارته باندهاش نظر حوله ليجد فقط صحراء لماذا إذا ترجلت تلك الفتاه من السيارة
نفض راسه ولام نفسه ما دخله هو وكاد ان يدير السيارة ويغادر الا انه وجدها تصرخ فى الجميع وهى تجلس على احدى الصخور وتلقى ما بيدها ارضا وتقول
- محدش له دعوه انا حره مش هركب العربيه مش هركب امشوا
نظر السائق الى الرجل وزوجته وقال
- انا مليش دعوه قدامكم اهو هى الى مش عايزه تركب خلينا نمشى احنى بقا هى حره
ظهر الرفض على وجه الرجل الكبير فاقترب منها يحاول معها مره اخيره قائلا
- يا بنتى انت زى بنتى مينفعش اسيبك هنا لوحدك
رفت ضى عيونها الباكيه الى ذلك الرجل الكبير و قالت بصوت مهزوز
- شكرا لحضرتك ... انا هتصل بوالدى يجيلى تقدروا تمشوا
نظر الرجل الى زوجته و السائق الذى اشاح بيده و تحرك ليصعد الى السياره و هو يقول
- يالا يا بيه مش عايزين نتأخر
نظر الرجل لها باسف ثم اشار الى زوجته فتحركت هى الاخرى وصعد الجميع الى السياره ورحلوا احاطت ساقيها بذراعيها و خبئت وجهها بينهم وظلت تبكى بصوت عالى ظل جالس في مكانه بصدمه وكل التخيلات السيئة تتوارد في راسه ان يكون احد ما تطاول عليها في تلك السيارة او ان تكون انسانه مريضه مختله التفكير لكنه يشعر باحساس غريب لقد رأها من قبل لكنه لا يتذكر اين و كيف ورغم كل الافكار التى تدور برأسه الا انه لم يستطع التحرك والترجل من السيارة ظل يشاهدها من مكانه وهى تبكى بشده
حتى علا صوت هاتفه لينتبه لاتصال رواد به
اجابه سريعا وفى تلك اللحظه كانت تلك الفتاه تقف تنظر حولها بصدمه وخوف تتلفت حولها في كل الاتجاهات بذعرو كأنها استوعبت الان انها فى الصحراء بمفردها .... ليجد نفسه يغلق الاتصال في وجه رواد وفتح باب السيارة وترجل منها ليتوجه اليها حين وقعت عيونها عليه شعرت انها سوف تفقد وعيها من شده الخوف هي لم تعد تتحمل بقلمى ساره مجدى
اقترب منها وكاد ان يتكلم الا انها بدأت بالترنح في وقفتها لتجحظ عيناه من الصدمه وتحرك سريعا ليمسك بها بين ذراعيه قبل ان تسقط ارضا وهو يقول
- يا بنت المجنونه 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close