اخر الروايات

رواية ظلمات حصونه الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم منة الله ايمن

رواية ظلمات حصونه الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم منة الله ايمن 







                        
استمتعوا بالفصل🌺🌺

+



                        
_________

+



                        

•• 

+



                        
كانت "هناء" ولبنى" يقفان أعلى الدرج يتبادلان الحديث ولكن كلا منهما نيتها مُختلفة عن الأخرى ، صاحت "لبنى" موجهة حديثها نحو "هناء" شاعرة بالحزن والحيرة فى أنٍ واحد رادفة بإستفسار : 

+



                        
_ أنتى ليه بتكرهينى كده ، من ساعه ما دخلت البيت ده وأنتى بتعاملينى وحش وكانى سارقة منك حاجه ؟! 

+



                        
أجابتها "هناء" بغضب وكراهية وهى ترمقها بنظرات مُشتعلة رادفة بتأكيد : 

+



                        
_ أنتى فعلا سارقة منى حاجه ، لا أنتى سارقة منى أهم حاجه ، سارقة منى فرحتى وسعادتى ومكانى اللى طول عمرى بحلم بيه ، أنتى وجودك فى حياتى دمرها وحطم كل اللى كنت بحلم بيه 

+



                        
ضيقت "لبنى" ما بين حاجبيها بأستنكار رادفة بدهشة : 

+



                        
_ ليه كل ده!! سرقت منك أيه عشان كل اللى بتقوليه ده؟! 

+



                        
صاحت "هناء" بوجهها وتحولت ملامحها إلى الحدة رادفة بصراخ : 

+



                        
_ سرقتى منى حب عمرى ، الراجل الوحيد اللى ملى عينى وقلبى ، سرقتى منى شرف ولعبتى وأخدتيه منى 

+



                        
إتسعت عينى "لبنى" بصدمة مما أستمعت إليه من "هناء" فهى لم تكن تعرف بحب "هناء" ل "شرف" ، بينما تدخلت "ماجدة" مواجهة حديثها نحو "هناء" مُحاولة إيقافها عما تقوله من هراء رادفة بحدة : 

+



                        
_ لا يا هناء ، مترميش الذنب على لبنى ، لبنى ملهاش دعوة ، من أول يوم أتولدتوا فيه وأنتوا مش لبعض وانتى عارفة كده كويس 

+



                        
صاحت "هناء" زاجرة إياها وهى مُصممة على ما فى رأسها بإلقاء الذنب على "لبنى" رادفة بإصرار : 

+



                        
_ كان ممكن يكون ليا لو هى مكنتش دخلت فى حياتنا ، شرف كان ممكن يحبنى لو مكنتش هى موجوده 

2



                        
هزت "ماجدة" رأسها غير موافقة على حديث "هناء" مُحاولة جعلها تتقبل حقيقة الأمر شاعرة بالحزن والأستياء على ما وصلت له رادفة بنهى : 

+



                        
_ يا هناء لبنى ملهاش دعوة لان بيها أو من غيرها شرف عمره ما كان هيحبك ، إنتى طول عمرك قدامه وهو عمره ما فكر فيكى أو شافك فى صوره غير أخته ، أفهمى بقى شرف مش نصيبك ولا انتى نصيبه 

1




                
صرخت "هناء" رافضة ما تقوله "ماجدة" تُدافع عن حبها الغير طبيعى كالذى يدافع عن حقه فى الحياة او يدافع عن عرضة رادفة بإصرار : 

+



_  أنا كنت هبقى نصيبه لو مكنتش لبنى دى دخلت فى حياته ، هى اللى سرقت شرف منى ، هى اللى لازم تبعد وتسيبنا 

+



تدخلت "تهانى" هى الأخرى التى جاءت عندما أستمعت إلى هذا الصوت العالى ، لتُعقب "تهانى" مُحاولة جعل شقيقتها تتقبل الأمر وأن تُخرج ذلك الحب المرضى من داخلها لتردف بتأكيد : 

+



_ يا هناء مش وجود لبنى فى حياة شرف هو اللى خلاه ميحبكيش بالعكس ، هاشم قالى انه من قبل ما يعرف لبنى اساسا وهو عرض عليه انه يقرب منك ويجرب يشوفك فى مكانه تانيه غير اخته بس شرف رفض ، شرف عمره ما كان هيحبك يا هناء افهمى بقى وشوفى حياتك اللى انتى موقفاها عشان مجرد وهم فى دماغك 

+



كانت "لبنى" تستمع إلى حديثهم وبدأت تشعر بالشفقة على "هناء" الذى يبدو عليا إنها مهوسة ب "شرف" ، بينما عقبت "هناء" على ما قالته شقيقتها رادفة بسخرية : 

+



_ وهم ؟! حب عمرى كله بتسميه وهم ؟! ، آآه معاكوا حق ما كل واحده فيكوا أخدت الراجل اللى بتحبه ، انتى اخدتى هاشم وماجدة اخدت عامر اللى طول عمرها بتحبه ، طب اشمعنى انا !! اشمعنى انا مخدش اللى بحبه وتيجى هى تاخده منى !! ، محدش فيكوا حاسس بيا ولا بالنار اللى بتقيد فى قلبى كل ما اشفها جمبه ، انا بكرهكوا كلكوا لانكم محدش فيكوا واقف فى صفى ، لازم شرف يرجعلى ، لازم لبنى دى تموت 

+



كان الجميع يقف يستمع إليها بشفقة على حالتها وخصوصا "لبنى" ، وما هى إلا لحظات حتى ملئ التوتر المكان عندما أنقضت "هناء" على "لبنى" مُحاولة خنقها وقتلها ، أسرعت كلا من "ماجدة" و "تهانى" مُحاولتى الأبعاد بينهما ، لتقف "ماجدة" بجانب "لبنى" مُحاولة تخليصها من يد "هناء" ، ووقفت "تهانى" بجانب شقيقتها مُقابلة السُلم بظرها مُحاولة إبعادها عن "لبنى" رادفة بصراخ : 

+



_ أيه الجنان اللى بتعمليه ده يا هناء!! ، أبعدى عنها 

+



_ أبعدى أنتى ملكيش دعوة 

+



قالتها "هناء" وهى تدفع "تهانى" بعيدا عنها ولكنها لم تنتبه لقوة دفعتها التى أثر عليها سقوط "تهانى" من أعلى الدرج ، وسريعا ما صدح صوت صراخ "تهانى" فى القصر بأكمله وهى تسقط من أعلى الدرج مُستقرة فى أسفله مُلقاطا على بطنها ، صاحت "ماجدة" صارخة بفزع : 

+



_ تهانى 

+



أقتربت "ماجدة" من الدرابزين بجانب السُلم ناظرة نحو "تهانى" كى ترى ما حدث لها ، بينما "لبنى" كانت تنظر نحو "هناء"التى لم تتحرق قيد أُنماة رامقة إياها بصدمة وسريعا ما توجهت ناحية السلُم لكى تنزل ترى ما حدث ل "تهانى" ، ببنما "هناء" قد خطرت لها فكرة شيطانية وعزمت على أن تستغل الموقف لصالحها غير مُهتمة لعواقبه ، أنتظرت إلى أن تقترب "لبنى" من "ماجدة" وسريعا ما دفعت "ماجدة" من فوق درابزين السُلم لتسقط "ماجدة" على رأسها وقد سالت دمائها على الفور ، صرخت "لبنى" بكثير من الفزع والذعر من كثرة الدماء رادفة برعب : 

+



        
          

                
_ ماجدة 

+



نظرت "لبنى" نحو "هناء" بصدمة وفزع وكأنها تسالها كيف أستطاعت أن تفعل هذا؟! ، كيف طاوعها قلبها بأن تقوم بهذا الشيء ، فاقت من شرودها على صوت ذلك الطفل صارخا بذعر : 

+



_ ماما 

+



اسرع "جواد" فى الرقض نحوها بينما "ماجدة" كان مُلقة هى الأخرى أيضا بجانب السلم بعد أن سقطت من أعلى ملقاة على راسها ، ليصرخ هذا الطفل الصغير بكثير من الخوف والفزع مستنجدا بأى أحد : 

+



_ يا خالتو هنااء ، الحقينى يا خالتو 

+



صرخت "هناء" بكامل صوتها وصاحت بكثير من الذعر والفزع وهى تهبط الدرج رادفة بلهفة : 

+



_ تهانى 

+



بينما "لبنى" وقفت مُصعقة مما حدث فى لحظة واحدة ، لتُسرع فى الرقض نحو "ماجدة" التى بدت وكانها فارقت الحياة من كثرة الدماء التى سالت من راسها ، بينما "تهانى" كانت لاتزال تتمتم ببعض الكلمات الغير واضحة رادفة بانفاس متقطعه : 

+



_ هن...اء ه..ن..ا..ء اخ..تى ه.ى 

+



كانت "هناء" تصرخ كى تُأثر على صوت "تهانى" حتى لا يسمعه "جواد" ويعلم انها هى من دفعتها ، لتسقط "تهانى" فاقدة الوعى وتصيح "هناء" بوجه "لبنى" والدموع تنهمر من مُقلتيها رادفة بصراخ : 

+



_ حرام عليكى يا لبنى ، ليه تعملى فيهم كده ليه ؟! ، عشان لعب عيال صغيرين تعملى فى أختى وبنت عمى كده !! منك لله يا لبنى ، أختى بتموت 

+



صدمت "لبنى" مما أتهمتها به "هناء" وكادت أن تتحدث ليُقاطعها صراخ "زينة" التى دلفت القصر بصحبة والدها "هاشم" الذى صُعق من ذلك المنظر الذى يراه ، فزوجته وشقيقته مُلقاتان أرضا وكلا منهما تنزف الكثير من الدماء ، ولكن صدمته الاكبر كانت مما قالته "هناء" ولكنه أسرع فى الركض تجاههم صارخا ب "هناء" رادفا : 

+



_ اتصلى بالاسعاف وكلميلى شرف حالا 

+



أسرعت "هناء" فى التوجه نحو الهاتف وطبقت أحد الارقام لياتيها صوته ،  لتصرخ "هناء" بالم وحرقة قائلة : 

+



_ الحقنا يا شرف ، مراتك قتلت أختى وأختك يا شرف 

+



نظر "هاشم" نحو "لبنى" بكثير من العضب والكراهية ، لتشعر "لبنى" بالفزع من نظرته لتهز رأسها بهسترية ناهية عما تقوله "هناء" رادفة برعب : 

+



_ انا معملتش حاجة ، مش أنا اللى .... 

+



قاطعتها "هناء" التى صرخت ب "هاشم"مُتعمدة أن تمنعها من إيكمال حديثها رادفة بلهفة : 

+



_ أحنا لسه هنستنى الأسعاف؟! ، دول بيتصفوا يا هاشم ، شيلهم وأطلع على المستشفى حالا 

+



        
          

                
وافقها "هاشم" الرأى وسريعا ما حمل "تهانى" وخرج بها من القصر كى يضعها فى السيارة وياتى يأخذ "ماجدة" أيضا ، بينما صعدت "لبنى" غرفتها كى تطمئن على أبنتها وأبنة "ماجدة" ، بينما "هاشم" وهو مُتجه نحو سيارته ألتقى ب "عامر" بوجهه ، صاح "عامر" بفزع وهو ينظر إلى "تهانى" الغارقة فى دمها رادفا بصدمة : 

+



_ فى ايه يا هاشم !! ، ايه اللى حصل؟! 

+



صاح "هاشم" به أمرا إياه بإنفعال رادفا بلهفة : 

+



_ أدخل هات ماجدة وحصلنى بسرعة على المستشفى 

+



لم يُدرك "عامر" المغذى مما قاله "هاشم" ودلف القصر ليتفاجئ ب "ماجدة" المُلقاة أرضا وكثيرا من الدماء تنسدل من رأسها ، ركض "عامر" بسرعة نحو "ماجدة" صارخا بذعر موجها حديثه نحو "هناء" رادفا بأستفسار : 

+



_ ماجدة ، ايه اللى حصل يا هناء ؟! 

+



صاحت "هناء" ببكاء مُصطنع مُتمادية فى كذبتها لدجة إنها أوشكت على أن تصدقها رادفة بنحيب : 

+



_ لبنى حدفتها من فوق السلم يا عامر 

+



أتسعت عينى "عامر" بصدمة وسريعا ما قام بحمل "ماجدة" والخروج بها من القصر مُتجها بها نحو المشفى ، بينما "هناء" أسرعت فى الحاق به 

+



•••

+




كانت "هناء" تقص ما حدث فى هذا اليوم على "ديانة" المُلقاة أرضا على سطح الفيلا غير قادرة على النهوض أو المُقاومة فهى لم يمر على والدتها أكثر من ثلاثة أيام ، لتُضيف "هناء" مُكملة حديقها شاعرة بالحزن والإنكسار رادفة بضعف : 

+



_ مكنتش عايزة أعمل كده ، كنت عايزة لبنى بس هى اللى تخرج من حياتى ، بس المصيبه إنهم كلهم خرجوا من حياتى إلا لبنى ، وأول اللى ضاع منى هو حبيبى شرف 

+





+



•• 

+



وصلوا جميعا إلى المشفى وأنتفل كلا من "تهانى" و "ماجدة" إلى غرفة العمليات و "ماجدة" كانت لاتزال بها القليل من النبض ولكن حالتها خطيرة جدا ، بينما "تهانى" أيضا لا تقل عنها خطورة ولكن ليست بخطورة "ماجدة" ، جلس "هاشم" واضعا راسه بين كفيه مُنكسرا مشدودا لما حدث ولكن حقا لا تاتى المصائب إلا جماعة.. 

+



أسرعت "هناء" فى التوجه نحو "لبنى" الذى جات فى الحال كى تطمئن على "تهانى" و "ماجدة" ، لتصرخ "هناء" فى وجهها على فعلتها وأنها هى من فعلت هذا الشيء وليس العكس ، وإنها ستُعاقب على ما فعلته ولكن بعد أن يطمئنوا على " تهانى" و "ماجدة" 

+



كادت "لبنى" أن تصرخ بوجهها نهاية إياها عما تقوله مُخبرة "هاشم" بالحقيقة ، ليُقاطعها ذلك الرجل الذى هرول تجاه "هاشم" ويبدوا عليه الكثير من ملامح الذعر والفزع ، لا يعلم كيف ينقل هذا الخبر !! ، ولكنه يجب ان يعلم حتى يقوم بفعل الازم 

+



        
          

                
أقترب هذا الرجل من "هاشم" برعب من أن يبلغه الخبر ، ليبتلع عازما على أن يخبره وليُصبر الله خلقه قائلا : 

+



_ البقاء لله يا هاشم بيه 

+



فزع "هاشم" من تلك الجملة وأخذ قلبه يرتجف من الذعر ولكنه ظل يُحاول أن يتماسك ويبقى واقفا على قدميه ، أبتلع "هاشم" بألم وحسرة رادفا باستفسار : 

+



_ تهانى ، ولا ماجدة ؟! 

+



وضع ذلك الرجل وجهه أرضا شاعرا بالحزن والاسئ رادفا بشفقه : 

+



_شرف بيه أخوك ، عمل حادثة كبيرة و عظم الله أجرك 

+



إتسعت عينى "هاشم" بفزع مما تلقه لتو وحُبست أنفاسه من شدة صدمته ، بينما صرخت "هناء" بألم وحسرة كبيرة رادفا بألم : 

+



_ شرف 

+



صرخت وكأن روحها قد سُلبت منها ، وبالطبع لها الحق أن تحزن ، فهذا هو الرجل الوحيد الذى لطالما حلمت بيه وتمنت ان تكون له ، ولكن النصيب كان له راى أخر ، ويا لا سخرية القدر فهى من تسبب فى موت حب حياتها 

+



بينما سقطت "لبنى" فاقدة للوعى ، لم تستطيع تحمل كل تلك الصدمات فى يوم واحد ، والأن قد مات الشخص الوحيد الذى كان سيُدافع عنها ويحميها من بطش هؤلاء الذين لن يرحموها مهما فعلت او مهما قالت 

+



بينما "هاشم" لم يستطيع المقاومة أكثر من ذلك ، لتخونه قدميه ويسقط أرضا مُنحنى الظهر ، فقد فارقه سنده وعكازه الذى كان يستند عليه ، فقد مات شقيقة الذى كان له بمثابة اخا وابنا وصديقا وكل شيء ، لقد كُسر ظهره الان 

2



•••

+




نشهقت "هناء" بصعوبة من كثرة بكائها وهى تقص عليها كيف تلقت خبر موت "شرف" الذى كانت هى السبب فيه منذ الأساس ، رادفة بحرقة وندم : 

2



_ أبوكى مات وسابنى يا ديانة ، مات بسببى 

+



تهاوت الدموع بكثرة من أعيُن "ديانة" وسريعا ما أرتفع صوت نحيبها وهى تتخيل كل ما تقوله تلك المرأة المريضة ، لتصيح "هناء" ببكاء هستيرى وهى تهز راسها بالنفى رادفة بصراخ : 

+



_ أنا مكنش قصدى يموت ، مكنتش عايزة يموت ، أنا أكتر واحده أتعذبت بموته ، أنا أكتر واحدة أدمرت بموته 

+





+



•• 

+



توجهت "هناء" إلى هذا الرجل الذى أخبرهم بخبر موت "شرف" صارخة بصدمة وبكل ما أوتيت من قوة رادفة بألم وحصرة غير مُستوعبة لما يحدث : 

+



        
          

                
_ أنت بتقول أيه ؟! شرف لا ، شرف لااا 

+



ظلت تصرخ بقوة والألم يُمزق قلبها ، هى تعلم إنها الشخص المُتسبب فى حدوث هذا الحادث ، هى من أخبرته بما حدث ظننا منها إنها تزرع الكراهية فى قلب "شرف" تجاه "لبنى" ، لم تكن تعلم إنها من تقوده للموت 

+



سقطت "هناء" أرضا بجانب "هاشم" وهى تقوم بتحريكه بعفوية وصراخ رادفة بألم : 

+



_ أنا عايزة أشوفه يا هاشم ، عايزه أشوف شرف يا هاشم 

+



أومأ لها "هاشم" بالموافقة وسريعا ما نهض وتوجه ب "هناء" نحو الغرفة الموجود بها "شرف" لتحضيره لدفته بعد أن تأكدوا من سبب وفاته وهو نزيف داخلى بالمخ أثر إنقلاب السيارة به وهو يقود بسرعة كبيرة 

+



دلفت "هناء" الغرفة برفقة "هاشم" وما إن رأت "شرف" ميتا أمامها ، نظرت نحو "هاشم" متوسلة له رادفة برجاء : 

+



_ أبوس أيدك يا هاشم ، سينى معاه شويه لوحدنا 

+



رمقها "هاشم" بحزن وحسرة على ما بها ، هو يعلم إلى أى مدى تعشق "شرف" ولكن قرر أن يتركها كى تودعه الوداع الأخير 

+



خرج "هاشم" من الغرفة تاركا كلاهما معا حتى تستطيع "هناء" أن تودعه ، بينما هى بمجرد أن تأكدت من خروج "هاشم" أسرعت فى الركض نحو سرير "شرف" وأنحنت على قدميه مُقبلة كلاهما وصوت شهقاتها يملا المكان 

+



ظلت "هناء" ما يُقارب الدقيقتان تحتضن قدمى "شرف" وتقبلهما ببكاء وألم ، رادفو بصوت مبحوح أثر بكائها : 

+



_ سامحنى يا شرف ، انا مكنتش أقصد يحصلك كده ، مكنتش عايزاك انت اللى تموت ، أنا كنت عايزاك تكرها وتسبها ، مكنش قصدى إنك تروح وتسبنى ، هى اللى لازم تموت يا شرف مش أنت ، وحيات حبى ليك ما هخلى موتك يروح هدر ، والله لخليها تموت هى وبنتها كمان ، أقسملك إنى هعمل أى حاجه عشان لبنى تموت 

+



أزداد نحيبها وعلت شهقاتها رادفة بألم وحصرة : 

+



_ أنا بحبك يا شرف ، بحبك من زمان أوى ، من اول ما فتحت عينى على الدنيا وشفتك وانا بحبك ، أستنيتك كتير أوى بس أنت محستش بيا ، سيبتنى وروحت لواحدة تانيه ليه !! ليه يا شرف ؟! ، والله ما حد حبك فى الدنيا دى كلها قدى ، متسبنيش يا شرف انا مقدرش أعيش من غيرك 

+



صعدت "هناء" إلى وجهه وأشاحت عنه ذلك الغطاء وبمجرد أن رأت ملامحه المٌشوهة أثر ذلك الحادث حتى صرخت بألم وحصرة 

+



أستمع "هاشم" إلى صراخها ليدلف الغرفة بسرعة ، وبمجرد أن رأى وجه أخيه الميت ، شعر بألما فى قلبه ولكنه أستطاع أن يُسيطر على نفسه ، وأحتضن "هناء" مُحاولا إخراجها من الغرفة 

+



        
          

                
ظلت "هناء" تصرخ وتبكى بينما شد "هاشم" على إحتضانها مُحاولا تهدئتها وإخراجها ، لتصيح "هناء" بصراخ وهى تُحاول الأفلات من يد "هاشم" وهى ترى الممرضة تغطى وجه "شرف" مرة أخرى : 

+



_ لا متعمليش كده ، قوم يا شرف ، لا متخلهوش يسبنى يا هاشم ، متخلهوش يسبنى ، يا شرف 

+



نطقت أسمه وسريعا ما غابت عن الوعى غير مُدركة لأى شيء يحدث حولها 

+



•••

+




مسحت "هناء" على وجهها مُحاوله تجفيف دموعها التى تتهاوى كأمطار الشتاء ولكن دون فائدة ، هى لم تستطيع أن تتوقف عن البكاء ، بينما "ديانة" كانت تبكى وهى بداخلها صراع بين أن تشعر تجاهها بالكراهية بسبب كل ما فعلته من جرائم بشعة ، وبين أن تشعر تجاهها بالشفقة بسبب تلك الحالة المرضية التى وصلت لها ومن الواضح أن مرضها هذا هو من دفعها لإرتكاب كل تلك الجرائم ، ولكنها هى من ساعدت مرضها كى يُسيطر عليها وهى من سمحت لشيطانها أن يتحكم بها ، لتُكمل "هناء" حديثها وهى تارة تبتسم وتارة تبكى : 

+



_ فضلو يدونى فى مُهدأت ومنوم لحد ما دفنوا شرف ، ولما فوقت عرفت إن لبنى جالها صدمة عصبيه ومبقتش بتتكلم ورجعت البيت بس حالتها النفسيه سيئه جدا ، وعرفت بردو إن تهانى وماجدة طلعوا من العمليات وإن حالتهم مستقرن وإن البيبى أبن تهانى هو بس اللى مات ، هنا حسيت بالخطر وإن ممكن واحده فيهم تعرف هاشم باللى حصل ، وبكده ممكن لبنى تهرب من الموت مرة تانية ، بس انا مسمحتش بكده 

2





+



•• 

+



دلفت "هناء" الغرفة الموضوع بها شقيقتها وأغلقت الباب خلفها بأحكام ، توجهت نحو فراش "تهانى" النائمة تحت تأثير المُخدر لأن حالتها لاتزال داخل إيطار الخطر ، أنحنت "هناء" مُقتربة من أذن شقيقتها هامسة لها ببكاء : 

+



_ أنا أسفة يا تهانى ، حقك عليا يا حبيبتى ، والله غصب عنى ، أنتى عارفة إنى كنت بحب شرف أكتر من نفسى ، وعارفة إنى عشت عمرى كله أتمناه ، بس خلاص يا تهانى ، شرف مات ، مات وسابنى ، مات بسبب لبنى 

+



وضعت "هناء" يدها فى جيبها وأخرجت إبرة طبيه مُغلفة وبدأت فى فتحها مُكملة حديثها رادفة ببكاء : 

+



_ بس أنا مش هسمح إن موته يروح هدر ، وعشان كده إنتى هتساعدينى يا تهانى ، هتساعدينى أخد بطارى وطار شرف وطار حبى اللى أتسرق منى 

+



سحبت "هناء" بهذه الأبرة بعض الهواء وتقدمت بها نحو رقبة شقيقتها رادفة بشهقات عاليه : 

+



_ أنا عارفة إنك بتحبينى يا تهانى ، وعارفة إنك بتتمنيلى السعادة من كل قلبك ، وعشان كده مش هتستخسرى فيا إنك تضحى عشانى ، عشان هناء حبيبتك تاخد حقها وتعيش مرتاحه بموت لبنى 

2



        
          

                
عرزت "هناء" الأبرة فى رقبة تهانى وأفرغت كامل مُحتواها من الهواء داخل عنق شقيقتها وهى تبكى وترتجف من بشاعة هذا الموقف ، رادفة بنحيب : 

+



_ أنتى هتموتى عشانى يا تهانى ، أوعدك إن موتك مش هروح هدر وإنى هجبلك حقك من لبنى ، آآه يا تهانى لبنى هى السبب ، لبنى هى اللى قتلتك وقتلت شرف وهتقتل ماجدة 

1



أخرجت "هناء" الأبرة من عنف "تهانى" ثم وضعتها فى جيبها وهى تربط على كتف شقيقتها وهى تبتسم رادفة ببكاء : 

+



_ مش هتاخر عليكى يا حبيبتى ، هبعتلك ماجدة حبيبتك كمان عشان متكونيش لوحدك وبمجرد ما أخلص من لبنى وبنتها هجلكوا انا وهاشم ونعيش مع بعض كلنا من تانى 

6



خرجت "هناء" من غرفة "تهانى" تاركة إياها تلفظ أنفاسها الأخيرة مُتجهة نحو غرفة "ماجدة" عازمة على أن تقتلها هى الأخرى بنفس تلك الطريقة التى قتلت بها شقيقتها 

+



دلفت "هناء" غرفة "ماجدة" التى كانت بداخلها نائمة على الفراش وأعيُنها الأثنان مفتوحتان ولكنها لا تُصدر أى صوت ولا حركة ، أقتربت منها "هناء" وهى مُندهشة من حالة السكون التى تُسيطر على "ماجدة" ولكنها فسرتها بأنها تحت تأثير نوعا ما من المخدر 

+



أقتربت "هناء" من "ماجدة" لتجلس بجانبها على مقربة من أذنها رادفة بهمس وأعين لامعة بالدموع وأبتسامة مُنكسرة : 

+



_ إنتى عارفة إنك أقرب واحده ليا فى الدنيا ، حتى إنك أقرب ليا من تهانى ، إنتى أختى وصحبتى وسرى وأخت حبيبى وكل حاجه ليا فى الدنيا ، أنا مكنتش عايزه أعمل فيكى كده بس أنتوا اللى غلطانين ، محدش فيكوا وقف فى صفى ، محدش فيكوا قدر حبى وعشقى ل شرف ، كلوا كنتوا واقفين فى صف لبنى ضدى ، شوفتوا وصلتونى لأيه ؟! ، وصلتونى إنى أتسببت فى موت شرف وأضطريت إنى أقتل تهانى وجاية دلوقتى أقتلك أنتى كمان عشان اخلى هاشم يكره لبنى ويقتلها ، شوفتى بقى عملتوا فيا ايه !! 

3



وضعت "هناء" يدها داخل جيبها وكادت أن تُخرج تلك الأبرة من جيبها ولكن قاطعها دخول الطبيب لكى يفحص "ماجدة" ، رمقها الطبيب رادفا بأستفسار : 

+



_ مين حضرتك ؟! 

+



أجابتها "هناء" مُصطنعه الحزن والأستياء رادفة ببكاء : 

+



_ أنا بنت عمها وفى مقام أختها ، خير يا دكتور طمينى ؟! 

+



أجابها الطبيب بشفقة على حالة "ماجدة" رادفا بأسئ : 

+



_ للاسف حالتها صعبة جدا ، الوقعة اللى وقعتها على دماغها كانت شديدة جدا وأتسببت فى أذى كبير للمخى أدى لأنقطاع الإشاره بين المخ والجسم ، وطبعا بما إن المخ هو المسؤل عن أى حرجه الجسم بيقوم بيها فده سبب عجز كامل للجسم ، يعنى للاسف مدام ماجدة مش هتقدر تتحرك أو تتكلم تانى 

+



        
          

                
زفرت "هناء" بينها وبين نفسها براحة مما أخبرها به الطبيب ، فهذا يعنى إنها لم تضطر إلى أن تقتل "ماجدة" لأنها ستعيش كالأموات بالفعل ولن تستطيع أن تُخبر "هاشم" بشيء ، ولكنها أرادت أن تتاكد بأن "ماجدة" لن تُشفى نهائى ، لتجهش "هناء" فى البكاء رادفة بأستفسار : 

+



_ يعنى ايه يا دكتور !!  يعنى ماجدة هتعيش كده طول عمرها ؟! ، لو فى أى حل قولنا عليه حت لو نسفرها تتعالج برا أهم حاجه تخف 

+



هز الطبيب رأسه بأستياء رادفا بأسف : 

+



_ للاسف لا جوا البلد ولا برا البلد ، الحاله دى الطب حاليا بيعجز عندها وللاسف لسه موصلناش لحل للموضوع ده ، لكن الأمل فى ربنا كبير ، بعد أذنك 

+



خرج الطبيب من الغرفة تاركا "هناء" برفقة "ماجدة" لتجلس بجانبها مرة أخرى رادفة براحة : 

+



_ الحمدلله يا ماجدة ، هيفضلى حد أتكلم معاها بعد ما كل الحبايب راحوا ، وبالطريقة دى أقدر أخلى هاشم يكره لبنى أكتر ويقتلها فى أسرع وقت 

+



•••

+




صاحت "هناء" بسعادة وفرح وهى تبتسم بطريقة غير طبيعية رادفة بلهفة : 

+



_ ماجدة الوحيدة اللى فضلت معايا ، أتكتبلها عمر جديد وأنا بردو قدرت أنفذ اللى انا عايزاه ، وخلصت من لبنى للأبد 

+





+



•• 

+



خرج الطبيب من غرفة "تهانى" ليلتف حوله كلا من "هاشم" و "هناء" بصحبة "جواد" الذى لم يتجاوز العاشرة من عمره ، ليصيح "هاشم" مُستفسرا عن حالة زوجته رادفا بكثير من الرعب والفزع : 

+



_ خير يا دكتور طمينى !! تهانى عاملة أيه ؟! 

+



وضع الطبيب رأسه فى الأرض وهو يشعر بكثير من الحزن والأسئ على تلك العائلة التى بالطبع أصابتها لعنة كبيرة ، فى البداية خسارة الشقيق ويليها عجز شقيقته ويليهما خسارة الجنين والأن خسارة الزوجة ، ليصيح الطبيب مواسيا "هاشم" رادفا بحزن : 

+



_ أنت أكيد راجل مؤمن وربنا بيختبر صبرك ورضاك بقضائخ وأنت أكيد هترضى باللى ربنا كتبه ، المدام تهانى توفاها الله ، البقاء لله 

+



_ وقعت تلك الكلمات على مسامع "هاشم" كالخنجر الذى رشق فى قلبه وجعله ينزف كل ما بداخله من دماء ، وضع "هاشم" يده على وجهه وسريعا ما سقط أرضا غير قادرا على الوقوف وكانه أصيب بعجز ما 

+



بينما "هناء" أخذت تصرخ وتعول بكل ما بها من قوة وهى تضرب على وجهها وقدميها ، رافة بكثير من الصراخ : 

3



        
          

                
_ أختى لاا ، تهانى ماتت يا هاشم ، آآآآه يا أختى 

+



أسرعت "هناء" راكضة نحو "هاشم" صارخة وتعول بوجهه رادفة ببكاء ونحيب : 

+



_ مرات قتلت أختى يا هاشم ، لبنى قتلت تهانى وعجزت ماجدة وأتسببت فى موت شرف يا هااشم 

+



جذبها "هاشم" من ذراعه والغضب والكراهية مُسيطران عليه رادفا بحدة : 

+



_ أيه اللى حصل يوميها بالظبط يا هناء ؟! 

+



أجهشت "هناء" فى البكاء وتعالت شهقاتها وهى تقص عليه ما حدث مُخترعة تلك الكذبة رادفة : 

+



_ كل اللى حصل إن زينة كانت بتلعب مع ديانة وفرحانه بيها يا حبيبة قلبى ، جيت لبنى لأتها بتلعب معاها أفتكرتها بتضربها راحت ضربت زينة بالقلم على وشها ، زينة جريت تعيط لتهانى وحكتلها على اللى حصل ، تهانى قالت لجواد ياخد زينة ويطلعوا يلعبوا فى الجنينه ، وقامت هى وماجدة رايحين للبنى تسألها ضربت البت ليه ، لبنى كانت خارجه من أوضتها ونازله على السلم ، ماجدة وقفتها وسألوها ليه ضربتى البت يا لبنى ؟! ، قالتلهم انا جايبه بنتى بعد خمس سنين محرومه من الخلفة ومش هسمح لحد أنه يأذيها ، تهانى اختى قالتلها بنتك زى عيالنا بالظبط ومحدش هيأذيها وبعدين زينة كانت بتاعب معاها ، لبنى قالتلها لا بنتك كانت بتضربها جتها ضربه فى قلبها ، تهانى زعقت فى وشها وقالتلها حرام عليكى بتدعى على البت ليه ؟! قامت لبنى زقاها وقالتلها حرمت عيشتك أنتى وبنتك ، تهانى كانت هتقع جيت تسند على السلم أيدها فلت ووقعت من فوق السلم ، ماجدة جريت تبص عليها من فوق من جمب السلم ، لبنى لما لقت كده راحت راميه ماجدة هى كمان من فوق ، كل ده وانا واقفه بعيد مش عارفه أعمل أيه !! لو كانت شافتنى كانت موتتنى أنا كمان 

4



أعتلت وجهه "هاشم" ملامح الغضب والكراهية تجاه "لبنى"ولكنه لايزال يملك القليل من العقل ليفكر به ، صاح "هاشم" رادفا بحدة وحزم : 

+



_ أنا هروح لها دلوقتى الفيلا ، لو لقيتها يبقى هى مكنش عندها نيه لقتلهم وكل ده حصل غصب عنها ، لكن لو ملقتهاش تبقى هى اللى حفرت قبرها هى وبنتها بأيدها 

+



أستمع "هاشم" لصوت صراخ أبنه وأحدهم يستنجد بأحد رادفا بصياح : 

+



_ يا جماعة حد يلحقنا هنا 

+



أسرع "هاشم" فى الحضور والأمساك بيد "جواد" مُحاولا إخراجه من الغرفة ، ليصيح "جواد" بالجميع وهو يتلوى بين يديهم ودموعه تتهاوى بلا توقف رادفا بصراخ ممذوج بالبكاء : 

+



_ لا أوعوا ، سيبونى ، يا ماما أصحى ، يا مامااا 

+



شعر "هاشم" وكأن عُرز خنجر فى قلبه ليترك "جواد" برفقة "هناء" ويذهب سريعا من المستشفى وهو فى قمة غضبه مُتجها نحو منزلهم 

+



        
          

                
بمجرد أن رحل "هاشم" أخرجت "هناء" هاتفها وأتصلت على "لبنى" التى سريعا ما فتحت سماعة الهاتف ، لتصيح "هناء" وهى تعلم جيدا أن "لبنى" تستمع إلى حديثها رادفة بتحذير : 

+



_ هاشم جيلك دلوقتى يا لبنى ، جى يقتلك أنتى وبنتك زى ما قتلتى مراته واللى فى بطنها ، بس لسه قدامك فرصى ، أهربى يا لبنى ، أهربى أنتى وبنتك ومتوريناش وشك تانى ، ومتحوليش تفهمى هاشم حاجه لان بعد موت تهانى هاشم لا هيفهم ولا هيسمع 

+



•••

+




أبتسمت "هناء" بسعادة وفخر وهى توجه حديثها نحو "ديانة" رادفة بسعادة : 

+



_ وفعلا لبنى طلعت ساذجه وعبيطه وخدتك وهربت وأنا كنت متأكدة إن هاشم هيعرف يجبه ، بس اللى مكنتش عامله حسابه إنها تعرف تبعدك عنه وتخلى حد تانى ياخدك وتعرف تخليكى تفلتى من الموت ، يومها هاشم جيه وقال أنه لأقها مُنتحرة ، بس الحقيقى غير كده خالص 

+



خفق قلب "ديانة" بشدة خوفا مما قالته "هناء" رادفة بأستفسار : 

+



_ أومال أيه الحقيقة ؟! 

+



ضحكت "هناء" بسخرية على سؤال "ديانة" رادفة بأستهزاء : 

+



_ مستنيه أيه من واحد شايف اللى قتلت مراته واللى فى بطنها وعجزت أخته وأتسببت فى موت أخوه ؟! بس أنا هقولك وأريحك من التفكير ، قتلها يا ديانة ، ربطا على شريط القطر فى نفس المحطة اللى هربتك منها وأستنى لحد ما شاف القطر وهو بيفرمها تحتيه 

+



صرخت "ديانة" بذعر مما أخبرتها به "هناء" من بشاعة ما فعله عمها بولدتها وما فعلته هى فى شقيقتها وفى هذه العائلة بأكملها ، لم تعطيها "هناء" حتى فرصة كى تشعر بالذعر لتجذبها من شعرها وتسحبها نحو صور سطح الفيلا رادفة بسعادة وفرح : 

+



_ خلاص يا حبيبتى متعيطيش ، هنروح لبابا يا ديانة 

5




❈ - ❈ - ❈

+




فى ذلك الوقت وصل "جواد" إلى الفيلا وصدفة فى نفس اللحظة وصل أيضا والده بصحبة "لبنى" ولكنه لم ينتبه لسيارته ، ترجل "جواد" من السيارة وأسرع فى التوجه نحو الفيلا ليستطدم ب "لبنى" التى كانت تركض هى الأخرة مُتجهة نحو الداخل 

+



توقف "جواد" أمامها لبعض اللحظات يشعر أنه يعرفها أو قد يكون رأها فى مكان ما ، بينما "لبنى" تعرفت عليه من خلال زرقاوتيه المُتميزتان ، لتلمع عينيها بالدموع مُتذكرة هذا الطفل البرئ الذى كانت تحبه كثيرا وتعشق اللعب معه وحبه الشديد لها وتعلقه الكبير بها ، جذبت "لبنى" ذراع "جواد" راغمة إياه على أحتضانه ، بينما شعر "جواد" بالصدمة والغرابة مما فعلته تلك المرأة ليلاحظ وجود والده خلفها ، لينظر له بأستفسار وكاد أن يتحدث ليقاطعه صوت "ديانة" صارخة بفزع 

4



        
          

                
أسرع كلا من "جواد" و "هاشم" و "لبنى" فى الدخول إلى الفيلا ، صرخت "لبنى" عندما رأت العاملة مُلقاة أرضا والدماء تسيل من رأسها لتتشبس فى ذراع "هاشم" رادفة بفزع وذعر : 

+



_ بنتى يا هاشم 

+



صُعق "جواد" مما تفوهت به تلك المرأة لينظر لها بصدمة وكأنه أصيب بشلل فى ثائر جسده ، سريعا ما حول نظره نحو والده وملامح الصدمة لا تُفاق وجهه ، لاحظ "هاشم" علامات الاستفهام التى أعتلت وجه أبنه ليصح بحزم موجها حديثه نحو أبنه رادفا بحدة : 

3



_ نلحق ديانة وبعد كده هفهمك كل حاجه 

+



تفرق كلا منهما إلى قصمين للبحث عن "ديانة" ليذهب "هاشم" و "لبنى" لمكان و "جواد" فى مكان أخر ، أفكار كثيرة سيطرت على عقل "جواد" ومخاوف كثيرة أيضا أمتلكته ، يا لا ساعدته إذا كانت "لبنى" لم تكن تريد أن تقتل والدته وأن تكون حقا مظلومة ، وأيضا يا لا تعاسته إذا كان كل ما فعله ب "ديانة" كان على باطل ، فهذا سيجعلها لن تُسامحه مهما فعل 

+



كانت تلك الأفكار تتطرق فى رأس "جواد" وهو يركض صاعدا السلم مُتوجها نحو سطع المنزل ظننا منه أنها قد تكون بالاعلى وبالفعل وجده مفتوحا ، تواجد "جواد" على السطح ليرى "هناء" تقوم بسحب "ديانة" نحو الحافة ، صرخ "جواد" عليها بفزع رادفا بذعر : 

+



_ ديانة 

+



إلتفتت "هناء" نحو الصوت وقد شدت على قبضتها حول ذراع "ديانة" واليد الأخرى جذبتها من شعرها لتصرخ "ديانة" بألم ، بينما صرخت "هناء" على "جواد" مُحذرة إياه رادفة بحدة وحزم : 

+



_ خليك مكانك أحسن ما أرميهالك من هنا 

+



أومأ لها "جواد" بالموافقة وهو يشعر بأن قلبه يرتجف رعبا من أن تفعل شيئا ب "ديانة" رادفا بلهفة : 

+



_ حاضر ، حاضر ، أنا مكانى أهو ، بس سيبى ديانة ، هى ملهاش دعوة بحاجه 

+



ضحكت "هناء" بسخرية رادفة بأستهزاء : 

+



_ ملهاش دعوة !! ، ده هى أهم حاجه فى الموضوع ده كله من أوله لأخره ، هى اللى هتحنن قلب شرف عليا وتخليى يحبنى لما يلاقينى جيبهالوا معايا 

5



لم يستطيع "جواد" فهم ما تُحاول "هناء" قوله ، هو لا يعلم عن أمر حب "هناء" ل "شرف" ، كل ما يعرفه هو أن "هناء" تنوى على قتل نفسها وقتل "ديانة" معها ، بينما كان "جواد" يُفكر جذبت "هناء" "ديانة" نحو الحافة وتشبست بها جيدا عازما على القفز بها ، كادت "هناء" أن تقفز ليمنعاها صوت يكاد يكون مألوف بالنسبة لها صارخا بحدة : 

+



_ هناااء ، أبعدى عن بنتى يا هناء 

2



صُعقت "هناء" مما أستمعت إليه لتلتف سريعا وتقع عينيها بعين "لبنى" لتصرخ بفزع وذعر وقد رخت قبضتها عن "ديانة" وصاحت ظننا منها أنها تتوهم بوجود "لبنى" لتردف برعب : 

+



_ لااا ، أنتى موتى يا لبنى ، أنتى مش حقيقيه ، ده مجرد تخيل عشان خلاص هموت ، انتى موتى يا لبنى 

+



أستغل "جواد" نقاش كلا من "هناء" و "لبنى" وأخذ يُحاول أن يقترب من "ديانة" ولكن بحذر شديد مُحاولا أن لا تراه "هناء" ، بينما صاحت "لبنى" موجهة حديثها نحو "هناء" رادفة بصراخ : 

+



_ لا أنا مموتش يا هناء ، ولو فيه حق ليكى عندى تعالى وخدى منى أنا ، ملكيش دعوة ببنتى يا هناء 

+



صرخت بها "هناء" بغضب وكراهية شاعرة بأن كل ما فعلة طوال العشرون عاما من قتل شقيقتها لموت "شرف" لعجز "ماجدة" قد أصبح سرابا ولم يتحقق أى من أهدافها ، لتصيح "هناء" رادفة بتشتت وحدة : 

+



_ أنتى كان لازم تكونى موتى ، أيوه أنتى موتى من زمان ، أنتى بتكدبى يا لبنى ، أنتى ميته فاهمه أنتى ميته 

+



أستغل "جواد" تشتت "هناء" وسريعا ما قام بسحب "ديانة" من بين يديها وفى نفس اللحظة كانت "هناء" قد أستعدت لأن تقفز وتقوم بسحب "ديانة" معها ، وبالفعل قفزت "هناء" من فوق السور ولكنها لاحظت وهى تقفز بأن "ديانة" أستطاعت الأفلات من بين يدها ، ولكنها أيضا لاحظت أن هناك شيئا ما قد تعلق بيدها لترفع بصرها لتجده "جواد" مُمسكا بيدها مُحاولا إنقاذها 

+



شعرت "هناء" بأنها ستخرج من هذه الحياة بدون شيئا وأنها ستكون هى وحدها الخاسرة فى تلك اللعبة التى بدأتها منذ أكثر من عشرون عاما ، لا لن تسمح بأن تخسر أبدا إن كان لابد من أن تموت فهى لن تموت وحدها وإن كانت لن تستطيع أن تأخذ "ديانة" فالحظ يعطيها فرصة أخرى بأن تأخذ "جواد" ، فى جميع الأحوال فهى لن تترك الفرحة تغمر قلب "لبنى" وأبنتها 

+



فى هذه اللحظة وصلت "زينة" بصحبة "مالك" بعد ما أخبرتها "ماجدة" بكل ما حدث يوم الحادث ، بمجرد أن رأت "زينة" "هناء" مُتعلقة بذراع "جواد" صرخت بكثير من الرعب على شقيقها رادفة بذعر : 

+



_ جواد ، خلى بالك يا جواد 

+



بينما "هناء" كانت تُحاول أن تقوم بسحب جسد "جواد" إلى الأسفل مُعتمدة على ثقل جسدها بدلا من أن تُحاول أن ترفع نفسها إلى الأعلى ، لتمتد يدها الأخرى مُحاوله جذبه إلى أسفل ليستجيب لها جسد "جواد" ويقوم بالأنخفاض معها 

+



لاحظ كلا من "هاشم" و "لبنى" و "ديانة" بأن جسد "جواد" يُسحب نحو الأسفل ليتشبث به الجميع مُحاولا إنقاذه ، لتصرخ "لبنى" مُحاوله إيقاف "هناء" رادفة ببكاء : 

+



_ سيبيه يا هناء ، حرام عليكى ، مش كفاية قتلتى أمه !! 

+



كادت "هناء" أن تصيح بوجهها ولكن أوقفها تذكر تلك الطريقة التى قتلت بها شقيقتها ، وسريعا ما رات شقيقتها "تهانى" تقف بجانب "جواد" وهى تبتسم وتقوم بسحب ذراعيه الذى تتشبث به "هناء" ، لتفزع "هناء" من رؤية شقيقتها على نفس الحالة التى قتلتها بها وتلك الأبرة المُنغرزة داخل عنقها ، لتترك "هناء" يد "جواد" من هول فزعها وتسقط من فوق سطح البناية 

6



صرخت "زينة" عندما رأت "هناء" تسقط من أعلى ، لتدفن وجهها داخل صدر "مالك" بفزع ورعب ، بينما "هناء" قد سقطت على ظهرها على إحدى درجات السُلم أمام باب الفيلا

13





+



يتبع...

+




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close