رواية زهرة العاصي الفصل السابع والعشرين 27 بقلم صفاء حسني
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
الفصل 27
حديقة المستشفى - وقت الغداء، الجو مشمس والهواء عليل، الزرع محاوط المكان، والناس قاعدة في الكافيه اللي على بسين صغير بيطل عليه حمام السباحة
كانت سارة ماشية بتكلم في التليفون، عيونها مش مركّزة في الأرض، وخطوتها ماشية ناحية منطقة فيها صندوق كهرباء مكشوف وسلك نازل منه وواصل لحد طرف البسين، الوضع خطر لكن مش باين للعين بسهولة
زهرة كانت لسه خارجة من الكافتيريا، ماسكة صينيتها فيها طبق أكل وعلبة عصير، ماشية بنفس الطريق
وفي لحظة، شافت سارة ماشية في اتجاه السلك!

"مدام خدي بالك! استني!"
(رمت الصينية على الأرض وجريت بكل قوتها، وهي بتشاور على السلك المكشوف اللي مايل نحية البسين. سارة كانت على بعد خطوة صغيرة منه، ولا حاسة بأي حاجة)

"آه حبيبي... مين حبيبتك ده ..."
(فجأة زهرة تمسك إيد سارة بقوة، وتشدها ناحية الوراء، لحظة إنقاذ لكنها مش محسوبة، وإيد زهرة تلمس الصندوق الكهربائي من الجنب)

زهرة تقع على الأرض وهي جسدها بيتهز من الكهرباء، صراخ بيملأ المكان، الناس بتقوم من أماكنها، الممرضة بتجري من جوه، الدكتور المناوب بيصرخ ينده على الإسعاف

"لاااااااااا...!!"
(بتبص لإيدها اللي زهرة كانت ماسكاها، وبصت لوشها اللي بدأ يتغير لونه، وباين إنها فقدت الوعي، وكل دا حصل في لحظة. التليفون بتاع سارة بيقع جنب رجليها)
الممرضة تجري وتحاول تفتح النفس لزهرة، وتحطها على جنب... الدكتور بيطلب فورا عربية إسعاف لمستشفى متخصص في الصدمات الكهربائية القريبة.


"أنا... أنا اللي كان ممكن أكون مكانها...
كانت أنقذتني... من غير ما تعرفني حتى..."
بصت للدكتور اللي واقف بيطمنها، والدموع في عينيها


"دكتورة نادين! حصل حادث في الحديقة... حالة كهرباء شديدة... جت بعربية إسعاف ولسه بيدخلوها الإنعاش، بيقولوا كانت بتحاول تنقذ حد!"

"إيه؟! مين؟ مين اللي اتكهرب؟!"
(تقوم بسرعة وتجري ناحية الطوارئ)
(نادين توصل لقسم الطوارئ، تلاقي الدكتور عصام واقف مع المدير العام وبيتكلموا مع الفريق الطبي، والدكاترة بيتحركوا حوالين السرير، وفي حالة استنفار)

"فين الحالة؟ اسمها إيه؟!"

"الاسم زهرة... زهرة صالح محمد "
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
(تجمدت نادين، عيونها توسعت من الصدمة، خطواتها تقيلة وهي ماشية للسرير تشوفها، ولما شافتها، اتسمرت مكانها)

"مش ممكن... دي زهرة...! دي هي!"
(في نفس اللحظة تيجي سارة، ملامحها باينه عليها الصدمة والدموع، تقابل نادين)

"نادين... البنت دي... البنت دي ضحت بنفسها عشاني... أنا كنت هقع على السلك وهي شدتني، أنقذتني وهي ما تعرفنيش حتى..."
(المدير بيبدأ يتكلم مع عصام، وتبدأ تحقيقات فورية حوالين الكابل المكشوف والإهمال)

"دى كارثة... سلك كهرباء مكشوف عند حمام السباحة؟ ده إهمال يعرّض حياة كل الموجودين هنا للخطر! لازم يتحقق في الموضوع فورًا."
(وفجأة... سارة تبص لعصام، ملامحه لفتت نظرها، وشه، طريقه وقفته، صوته... تبطأ في خطواتها وهي بتقرب، قلبها بيدق بسرعة)

"مش معقول... أخويا؟! عصام؟!"
(عصام يلف ليها، مستغرب تمامًا، بيقرب منها وهو مش فاهم)

"حضرتك بخير؟ محتاجة دكتور؟"
نادين تدخل بسرعة تحاول تسيطر على الموقف

"أكيد الصدمة مأثرة على الدكتورة سارة... تعالي معايا يا سارة، نرتاح شوية"

"مش ممكن... مش معقول... أخويا لسه عايش؟! إنت موت من ١٥ سنة في انفجار عربية! إزاي؟!"
(عصام يبعد بإيده، ووشه يبان عليه الارتباك والوجع)

"أنا... أنا فعلاً عملت حادثة من سنين... صحيت بعدها ومافتكرتش أي حاجة عن حياتي... نادين لقتني مصاب وقدرت تنقذني... وساعدتني أبدأ من جديد... بس أنا مش فاكر أنا كنت مين..."
(سارة تنهار، تحط إيدها على وشها وتعيط من الصدمة، بصوت مختنق):

"يعني أخويا كان عايش وأنا ماكنتش أعرف؟! سنين وأنا بدعيلك... بالرحمة وبابا موجوعة ..."

"تعالي معايا جوه يا سارة، نهدى ونتكلم... وفي حاجة لازم تشوفيها"

"بس البنت اللي أنقذتني؟! حصلها إيه؟!"

"اسمها زهرة... زهرة اللي أنقذتك يا سارة..."
(سارة قاعدة على الكنبة في مكتب نادين، متوترة، عيونها شايلة دموع كتير، إيديها في حضنها، بتحاول تستوعب اللي حصل... نادين واقفة قصادها، ماسكة مج بميّة، وبتناولها)

"اشربي بس الأول يا سارة... أنا عارفة إن اليوم كان صعب، بس لازم تعرفي كل حاجة بهدوء"

"إنتي قولتيلي إن جوزك اسمه عصام... مش كده؟"

"أيوه... عصام... قابلته من ١٤ سنة تقريبًا، وقتها كان في حادثة كبيرة، إصابة في الدماغ... فقد الذاكرة، مكنش فاكر أي حاجة عن حياته اللي قبل الحادثة..."

"وانتي... وانتي ما حاولتيش تعرفي أهله؟ تسألي هو كان مين؟"

"حاولت كتير، بس الحادثة كانت في منطقة نائية، ومفيش أي أوراق تثبت هويته... حبيته وهو فقدان الذاكرة فضلت سنين نسأل وبعت كده سافرت بيه ل لبنان وبعد كده جيت هنا وهو لما أقطع الامل قالي انا اعتبرك كل حاجه ليا ... واتجوزته... وساعدته يبدأ حياة جديدة"
(سارة دموعها بتنزل، بتقرب منها وبتبص في عينيها):

"هو عنده علامة تحت دراعه الشمال... جرح كبير كان زمانه عمله وهو صغير... وكان بيحب يرسم، ويروح البحر... وكان دايمًا يقولي إن نفسيته بتروق وهو بيسمع صوت المية..."
(نادين بتتجمد مكانها، وعنيها توسعت):

"آه... آه... فعلاً عنده الجرح ده... ولسه بيرسم... حتى مكتبه كله اسكتشات"
(سارة دموعها تغلبها، بتقعد تاني وهي بتبكي)

"يبقى هو... هو أخويا... عصام... اللي افتكرته مات من ١٥ سنة... كنت بدعيله كل يوم... وقلبي عمره ما صدق إنه مات"
(نادين تقرب منها، تحط إيدها على كتفها بحنان، وعيونها باينه فيها صدمة وفرحة مع حزن):

"هو فعلاً مالوش أي ذكرى من الماضي... بس ممكن نفتّحله باب للحقيقة... ونجمعكم تاني"

"أنا مش مصدقة... كنت بشتاقله وأنا حتى مش عارفة إن كان لسه عايش... دلوقتي لقيته... وفي نفس اللحظة دي بنت غريبة أنقذت حياتي..."
(نادين بتاخد نفس طويل):
"البنت الغريبة دي مش غريبة... دي بقت جزء من حياتنا... زهرة أنقذت روحك، ويمكن ربنا بعتك هنا عشان ترجعي روح أخوكي" واحتمال فى حد عارف ان عصام كان أخوكى وإلا حصل بفعل فاعل عشان متعرفيش إنه أخوكى
يدخل عصام ويسمع كلامهم يقعد على الكرسي، ملامحه شاردة، تطلع سارة صورة ل عصام
صورة قديمة

"حضرتك... سارة؟"

"مش حضرتك... أنا أختك يا عصام... سارة... اختك اللي اتقطعت من الدنيا من يوم الحادثة دي..."
(عصام بيبص لها بذهول، دموعه بتلمع، بيقوم يقف قدامها، بس متردد):

"بس... أنا مش فاكر أي حاجة... ولا حتى عن نفسي..."

"أنا هفكرك... هحكيلك كل حاجة... اسمعني بس"
(بيقعدوا على الكنبة... سارة بتبدأ تحكي، بإحساس):

"إنت كنت متجوز سعاد، كانت بنت بسيطة بتحبك من قلبها، وخلفت منك بنت ... زينة... لكن للأسف دخلت حياتك واحدة خبيثة، اسمها نادية لم اتسجنت فى أوربا ... غرّتك، وقربتلك... كانت بتكره سعاد، وبتغير منها معرفتكش إنك عندك بنت لكن إنت لم رجعت ل مصر عرفت إن نادية السبب وعرفت انها السبب في موت سعاد وعرفت إنك عندك بنت ..."
(عصام بيشد بإيده على ركبه، ملامحه بدأت تتغير كأنه عقله بيحاول يتذكر):

"نادية... الاسم ده بيرن في ودني..."

"، وهي اللي دبرت الحادثة اللي قالوا فيها إنك مت وقبلها كرهتك فيا عشان انا حبيت كنان واتجوزته اصاله لبنانى ومش عارفه عملت إيه غسلت دماغك إنت وبابا وكرهتكم فيا ... وفضلنا سنين بعيد عنكم لكن قبل ما تموت انت زرتنى وقولت لي سامحنى وطلبت منى اودكم وبعد كده عرفت بخبر موتك قلبى اتقطع نصدق إنك راح، وكنت كل يوم بدعيلك، وقلبي بيقولي إنك عايش"
(عصام بيقوم يمشي خطوتين، عينه على الأرض، صوته واطي):

"يعني... عندي بنت ؟ وبقالهم سنين من غيري؟"

"عندك بنت تأنى اسمها ياسمين ده بنت نادية وقصتها مش فاهمها آوى لكن بابا هو إلا يعرف هو وعاصي ...
(عصام قاعد على الكرسي، ملامحه شاردة، ماسك صورة قديمة جابتها له نادين من شنطة سارة، فيها سارة وهو صغيرين... الباب بيخبط بخفة، وتدخل سارة بخطوات مترددة)

"حضرتك... سارة؟"

"مش حضرتك... أنا أختك يا عصام... سارة... اختك اللي اتقطعت من الدنيا من يوم الحادثة دي..."
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
(عصام بيبص لها بذهول، دموعه بتلمع، بيقوم يقف قدامها، بس متردد):

"بس... أنا مش فاكر أي حاجة... ولا حتى عن نفسي..."

"أنا هفكرك... هحكيلك كل حاجة... اسمعني بس"
(بيقعدوا على الكنبة... سارة بتبدأ تحكي، بإحساس):

"إنت كنت متجوز سعاد، كانت بنت بسيطة بتحبك من قلبها، وخلفت منك بنتين... رنا وزينة... لكن للأسف دخلت حياتك واحدة خبيثة، اسمها نادية... غرّتك، وقربتلك... كانت بتكره سعاد، وبتغير منها..."
(عصام بيشد بإيده على ركبه، ملامحه بدأت تتغير كأنه عقله بيحاول يتذكر):

"نادية... الاسم ده بيرن في ودني..."

"نادية دي لعبت عليك، وبعدت بينك وبين مراتك وبناتك، وهي اللي دبرت الحادثة اللي قالوا فيها إنك مت... وفضلنا سنين نصدق إنك راح، وكنت كل يوم بدعيلك، وقلبي بيقولي إنك عايش"
(عصام بيقوم يمشي خطوتين، عينه على الأرض، صوته واطي):

"يعني... عندي بنتين؟ وبقالهم سنين من غيري؟"
(عصام بيسكت شوية، وبعدين يقول بصوت مكسور):

"كل ده ضاع مني... سنين من عمري، من حب ولادي... وكنت بعيد عنهم... وناس كانت بتلعب بيا وأنا مش داري..."

"بس لسه في وقت... ربنا رجعك... علشان تعوضهم... ترجع أبوهم... وتاخد حقك وحقهم"
(عصام بيبكي لأول مرة من سنين، وبيقول):

"أنا لازم أشوفهم... لازم أقابل بناتي... لازم أضمهم لحضني"
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
(زينة قاعدة على الكرسي الخشب وسط الجنينة، فستانها بسيط، شعرها ملموم، بس عينيها فيها زعل... بتبص على الباب كأنها مستنية حد... وفجأة يدخل عاصي، لابس كاجوال بس شكله متوتر)

"إنت جيت؟"

"كان لازم أجي، حتى لو متأخر..."

"طب ليه مجيتش بدري؟ ليه مكنتش معايا وقت ما كل الناس كانت حواليا؟ يوم زي ده... كنت محتاجاك جنبي"
(عاصي يقرب منها، ملامحه حزينة، صوته فيه تأنيب):

"أنا آسف... كنت بحاول أكلم ماما... من وقت طويل وهي سايبة بيروت، وسفرت فجأة... ولما كلمتها أخيرًا، قالتلي إنها رايحة مستشفى في تركيا تساعد صديقتها الدكتورة نادين، لكن وهي هناك حصلت حاجة... حاجة خلت قلبي يقع"

"خير؟ حصل لها إيه؟"
عاصي مش عارف لسه هتصل بيها
قاعدين الدكتورة نادين وعصام وسارة، بيتكلموا سوا. فجأة، رن تليفون المستشفى، وردت الدكتورة نادين على المكالمة. اتغيرت ملامحها للقلق والاهتمام.
وقبل ما يرد، بيرن موبايله... عاصي يبص عليه، يرد بسرعة):


"ماما؟ طمنيني، إنتي بخير؟"

"أنا بخير يا عاصي... الحمد لله...
"مفيش... كنت هقع في كابل كهربا جنب البسين، والبنت أنقذتنى اتصابت بصعقة كهربا ونقلوها للمستشفى..."
(عاصي انفزع ):
:
"يا نهار أبيض... مين البنت دي؟"
ردت سارة فى حاجه تأنى يا أبنى
. عصام... أخويا... خالك طلع عايشة أبو زينة... كان عايش وافتكرنا إنه مات من 15 سنة... وطلع فقد الذاكرة وكان شريك نادين في المستشفى... بس دلوقتي عرفنا الحقيقة ..."
عاصي اتصدم، وبدأ يحلل الموقف بسرعة. فكر إن الناس اللي كانوا بيحاولوا يسيطروا على كل حاجة كانوا عارفين إن خاله عايش، وكانوا بيحاولوا يتخلصوا منه.
قاطعت نادين كلامهم وقالت: "لازم نروح المستشفى دلوقتي، فيه حالة طارئة محتاجة وجودنا". قاموا كلهم بسرعة، واستعدوا يروحوا المستشفى.
(
(عاصي قاعد على الكرسي من الصدمة، وزينة لسه مش فاهمة وبتقرب):

"في إيه؟ مين اللي كان بيتكلم؟"
(عاصي رفع عينه ليها، ووشه مشوش لكن فيه لمعة فهم):

"كان اتصال من ماما... و... زينة فى خبر أنا مش عارف استوعبه ... أبوكي عايش"
(زينة سابت نفسها تقع على الكرسي، عنيها تدمع):

"بابا ؟... عايش؟!"
(يسود الصمت لحظات... غير لمعة الدموع في عينيهم، ودقات قلبهم اللي بتعلي في اللحظة)
(عاصي مد إيده، مسك إيدها):

"القدر دايمًا بيرجع اللي ضاع... حتى لو بعد سنين"
[: وصلت الدكتورة سارة ونادين إلى المستشفى، وذهبتا إلى غرفة زهرة.
قابلهم الطبيب
الدكتور : "اتعرضتي لصاعقة كهربائية، بس الحمدلله الصاعقة مكنش قوية أوي، وربنا ستر. كان في لحظة قلبك وقف، بس قدر الله وما شاء فعل".
الدكتورة سارة بدموع : "
انقذتنى أنا مش عارفه لو كنت اتعرضت أنا للصاعق الكهرباء كان إيه إلا حصلي
شرح الدكتور
لما الإنسان يتعرض لصاعقة كهربائية، بيحصل تدمير للأنسجة والخلايا. الصاعقة بتسبب حروق داخلية وخارجية، وبتأثر على القلب والجهاز العصبي. لو الصاعقة قوية، ممكن تسبب توقف القلب أو تنفس غير منتظم. بس في حالت زهرة ، الحمدلله، الصاعقة مكنتش قوية أوي، واتقدمنا الإسعافات اللازمة بسرعة".
قابلتهم الممرضة (بابتسامة تخفي القلق): ـ "
انا الا اتصلت بيكم الحمد لله، زهرة صحت."
نادين (مبتهجة لكن بتعب): ـ "إيه؟! الحمد لله، يعني هي بخير؟"
سارة (بتنفس عميق): ـ "يلا بينا، لازم نتأكد."
تدخل الدكتورة سارة ونادين بسرعة، بينما الممرضة تفتح الباب لهم. زهرة مستلقية على السرير، مغمضة العينين ولكن تنبض بصوت خافت. سارة تقترب منها بهدوء، وتلمس يدها برفق.
سارة (بهمسات): ـ إنتي بخير يا بنتى ؟"

نادين (بتنهد): ـ "حاسه بيها طمنيني عليكي ؟"

سارة (بتفكير): ـ "الحمد لله، ليه رميت نفسك في الخطر... الصاعق الكهربائي كان ممكن يكون أقوى من كده... لقدر الله، كان قلبك ممكن يقف."
نادين (مبتهجة مع دمعة في عيونها): ـ "إحنا محظوظين، الحمد لله على كل شيء."

سارة (بنظرة مليئة بالحنان): ـ "آنتى أنقذتني روحى وعشان كدة هنكون معاك. وإنتي دلوقتي في أيد أمينة."
نادين (بحزم): ـ "إحنا هنطمن عليك ونشوف حالتك عن كثب. مش هنسيبك لحد ما تتعافي."

متشكرنيش اللي على الا حصل ده... كله بيبقى حكمة من ربك .. ورغم كل حاجة... أنا عاوزة أكون بخير وارجع عند جدى
"
نادين (برفق): ـ "كلنا بنمر بمراحل صعبة في الحياة، لكن زي ما شفتي النهاردة، ربنا موجود، وكلنا هنا علشانك."
سارة (بتطمئنها): ـ "إحنا هنا علشان نساعدك، ونمشي معاك في كل خطوة وانا اتابع معاكى كل الجلسات الباقي نامى وارتاحي ."

مكتب ضيق، مكتوب عليه "مكتب التحقيقات"). بيقعد المحقق على مكتبه، بيشرب قهوة، بيرن جرس التليفون. بيرد المحقق)
ألو... أيوة يا أفندم... إيه الحكاية دي؟..
المتصل
متقدم . شكوى ضد مستشفى نفسي؟...
رد المحقق
طب استنى أكتب البيانات... تمام... هروح هناك حالا... مع السلامة.
(بيقوم المحقق من على مكتبه، بيلبس جاكيته، بيخرج من المكتب. بيوصل المستشفى، . بيشوف ناس كتير واقفة برة، بتتكلم بصوت عالي. بيقرب منهم المحقق)
المحقق: (بصوت هادي) صباح الخير، في إيه كل ده؟
مريض 1: (بصوت مبحوح) يا باشا، اللي بيحصل هنا مفيش كلام عليه! إهمال، قلة اهتمام، مبياكلوكيش كويس، مبيدوكيش علاجك، بيسيبوكي تتعذب!
مريض 2: أيوة يا باشا، حنا بنموت هنا بالبطيء! مفيش رعاية صحية، مفيش دكاترة كويسين، كلها كلام!
مريض 3: يا باشا، أنا شوفت بأم عيني واحد منهم بيضرب مريض تاني! والله العظيم!
(بيقرب المحقق أكتر، بيسمع كلام المرضى، بيلاحظ علامات الإهمال على المكان. بيشوف واحد من الممرضين بيجري بعيد)
المحقق: (بصوت حازم) اهدوا كلكم، أنا هأخد بياناتكم كلها، وهشوف بنفسي اللي بيحصل هنا. محدش هيقدر يهرب من العقاب. دلوقتي، عايز كل واحد فيكم يجي يكتب اسمه ورقم تلفونه ويشرح شكواه بالتفصيل. مفهوم؟
(بيبدأ المرضى يكتبوا بياناتهم، المحقق بيبص حواليه، بيلاحظ الوضع الكارثي للمستشفى، بيقرر التحقيق بشكل أعمق)
يوصل الخبر عند عصام والدكتورة نادين
تتبع
الثامن والعشرين من هنا