رواية عطر سارة الفصل الخامس والعشرين 25 بقلم شيما سعيد
بالمشفي..
خرج معتز من غرفة والدته والدموع متعلقة بعينيه، كان محمود ينتظره بالخارج أقترب معتز منه بخطوات مهزوزة وقال:
_ مش عايزة تشوف غيرك يا بابا ادخل لها..
من أي أنواع البشر هي وكيف كان لا يراها من قبل بصورتها الحقيقية ؟!.. وضع يده على رأس معتز وقال بقوة:
_ عايزك تبطل عياط وتبقي راجل أنت مش عيل صغير عشان تعيط..
حدق به معتز بضياع وقال:
_ مش عايزاها تموت دلوقتي نفسي أشبع منها شوية..
_ عايدة هتبقي كويسة وهتشبع منها هسفرها برة لو هنا مش نافع هعمل اي حاجة عشانك يا معتز بس خليك كويس خليك واقف قدام عيني..
أومأ إليه معتز وجلس على أقرب مقعد مردفاً:
_ أرجوك يا بابا خليك جانبها الأيام دي، أمي قالتلي أنك مش بتحبها زي الأول وهي نفسها تموت في حضنك أرجوك..
تلعب منه لعبة حقيرة وتعلم أنها الفائزة، دلف إليها وجدها تنظر للباب منتظرة قدومه، وقف أمامها وقال:
_ عايزة توصلي لايه بالظبط يا عايدة ؟!..
تحبه يا ليته يعلم إنها لا ترغب سوا حبه، عضت على شفتيها بتعب وقالت:
_ عايزاك أنت لو هموت عايزة أموت في حضنك، عارفة إني عملت حاجة وحشة في سارة وأنت بتحبها بس ده حقي يا محمود أنت جوزي وهي أخدتك مني، صح كنت عايش معايا زي الأخوات بس كنت راضي اشمعنا لها جات نسيت عايدة وحبك ليها، قولي يا محمود مش فاكر أي حاجة حلوة كانت بنا في يوم تشفع ليا ؟!..
أكيد يتذكر بينهما الكثير، طفلة مراهقة شباب كل تلك المراحل عاشها مع عايدة، تنهد بتعب وقال:
_ في ألف حاجة تشفع لك يا عايدة، كل حاجة حصلت منك مع سارة كنت مسامحك فيها وبقول من حقها غيرانه إلا حاجتين لعبك في دماغك معتز لدرجة أنك خلتيه يبص لمرات أبوه واتفاقك مع جوز أختها، طلعتي برة حدود غيرة الستات يا عايدة وهان عليكي إبنك وشرف جوزك، وقفتي معاكي دلوقتي عشان الذكريات إللي بتقولي عليها وعشان أنتِ أم معتز..
خسرته مهما حاولت لن يعود لها، وكيف سيعود لمرأة على فراش الموت ويترك فتاة جميلة بعز شبابها؟!.. حركت رأسها تقبل أخيرا للنهاية مردفة:
_ ماشي وانا راضية بالحتة الصغيرة إللي عطفت عليا وخلتها عشاني في قلبك، بس وحياة سارة عندك يا محمود عايزة أموت جوا حضنك...
ماذا تقولي يا عايدة ؟!.. حديثها الضعيف جعله يعود بذكرياته لطفلة صغيرة تبكي فوق أحد أشجار الحديقة فسألها بلهفة:
_ بتعيطي ليه يا عايدة مالك ؟!..
_ طلعت أجيب تفاحة ومش عارفه أنزل يا محمود..
حملها ووضعها على ساقه بحنان وقال:
_ بس خلاص أقعدي هنا لحد ما أجيب لك التفاحة..
عاد لها بعد لحظات ومعه أكثر من تفاحة قامت من مكانها بحماس مردفة:
_ أنت بطلي يا محمود..
" أنت بطلي يا محمود" من هنا اليوم إلي يوم طلاقه لها ظل يفعل المستحيل حتي يظل بطلها، أقترب منها ثم قبل رأسها بحنان مردفاً:
_ سارة مخدتش مكانك يا عايدة يا ريتك كنتي فهمتي ده من الأول، مكانك في قلبي طول عمره ليكي ولحد ما أموت هيفضل ليكي..
قال هذا لعله يخفف من شعوره بالذنب ولكن وبكل أسف القدر دائما يقف بينه وبين سارة، فهي أتت حتي تتأكد من حديث جدتها وجدت معتز بطريقها فقالت بتوتر:
_ محمود فين ؟!..
حدق بها بغضب شديد ثم قال بصوت منخفض حتي لا يصل لغرفة والدته:
_ أنتِ إيه إللي جابك هنا ؟!.. مش كفاية إللي حصل لها بسببك قولتي تيجي تشمتي فيها، أحب أقولك إن جوزها معاها جوا وابنها قدامك أهو أنتِ مالكيش مكان وسطينا بعد ما أبويا أخد غرضه منك زيك زي أي***** وطلقك..
اهانها بطريقة بشعة، حركت رأسها برفض لما قاله ثم أقتربت من باب الغرفة قائلة:
_ إحتراما مني لابوك مش هرد عليك وسع من قدامي..
ألقي نظرة سريعة على والده ووالدته من النافذة الزجاجية وقال ببرود:
_ أهو قدامك شوفي بعينك بدل ما تقطعي عليه اللحظة..
انتبهت لما أشار رأته وهو ينحني يقبل رأس عايدة، رأت عالمها بالكامل يسقط أمام عينيها، فتحت باب الغرفة بكف مرتجف وسمعت ما قاله ، علمت مكانتها عنده هي مثلما قال ولده " عاهرة" لم تقدر على الوقوف أكثر وفرت من أمام أعين معتز الشامتة...
نزلت لتجد السائق بانتظارها يقول:
_ مالك يا سارة يا بنتي بتعيطي ليه ؟!..
حركت رأسها بنفي وذهبت بعيداً عنه، ركض خلفها بقلق وقال:
_ أنتِ رايحة فين اركبي يا بنتي روحي بيتك ارتاحي..
حدقت به بنظرات طفلة صغيرة ضائعة وقالت:
_ أنا ماليش بيت ولا ليا حد..
_ لأ ليكي ألفت هانم ومحمود بيه ووو..
تركته وركضت بكل قوتها تحاول الهروب والابتعاد لأكثر مكان ممكن، لم يقدر العجوز على الركض خلفها أكثر فرفع هاتفه وقام بالاتصال على محمود..
بغرفة عايدة قالت بسعادة:
_ بجد يا محمود لسة بتحبني؟!..
_ طبعاً يا عايدة أنتِ بنتي الكبيرة وبنت عمي وأم إبني بيني وبينك سنين مكانك مش زي مكان سارة زي ما عقلك قالك، سارة مخدتش مكانك هي بنت لنفسها بيت جوايا وعاشت فيه لوحدها بعيد عن الكل ووو..
قطعه رنين الهاتف مع رؤيته لرقم محمد دلف القلق بقلبه، أبتعد عنها وفتح الخط مردفاً:
_ في إيه يا محمد سارة كويس ؟!..
_ مدام طلبت أوصلها مستشفي تزور فيها حد وبعد أقل من خمس دقايق نزلت منهارة ورفضت تركب العريبة وأخدت نفسها وطلعت تجري حولت أجري وراها بس صحتي مكملتش..
مستشفي ؟!.. تزور أحد ؟!.. تعالت دقات قلبه بخوف وقال:
_ إيه إسم المستشفى يا محمد..
_ مستشفي*****..
______ شيما سعيد _____
بفيلا سارة..
دلف محمود بخطوات مرعبة وكانت ألفت تجلس على أحد المقاعد بالصالة منتظرة قدومه، أقترب منها وقال بغضب:
_ سارة فين ؟!..
_ عندك مش اخدها من هنا بنفسك ؟!..
ما هذا الجنون ؟!.. بدأت أعصابه تخرج عن السيطرة خصوصاً عندما ذهب لشقته ولم يجدها، قال:
_ الفت أنا على أخري مش وقت انك تلعبي باعصابي ناديها لي من فوق..
قامت وقفت أمامه وقالت بقلق:
_ أنت بتقول إيه بقولك عندك..
هذا مستحيل هي تضحك عليه، تركها وصعد إلى الأعلى بحث عنها بكل مكان حتي أسفل الفراش وبداخل الخزانة، وقف بمنتصف الفيلا بضياع يبدو إنها بالفعل غير موجودة إذن أين هي ؟!.. اه وألف اه منكِ يا سارة، أقتربت من ألفت وقالت برعب:
_ البنت فين يا محمود أخدتها عملت بيها ايه بالظبط؟!..
أنفجر محمود بغضب:
_ هكون عملت فيها ايه يعني؟!.. وبعدين مالك بتقويها عليا وواقفه قصادي دلوقتي ما هي بقي لها اكتر من 20 سنه بنت ابنك وما فكرتيش تشوفيها ولا تدوري عليها، كانت عايشه مع جوز اختها واختها مش لاقيه تاكل وانا اللي كنت بصرف وما فكرتيش تطلعي جنيه من جيبك وتقولي لبنت ابني دلوقتي واقفه قدامي تقوليلي عملت فيها ايه..
صدمها بحقيقة قاسية، بالفعل هو محق كانت أين هي طوال السنوات الماضية من عمر حفيدتها ؟!.. سقطت دموعها وقالت:
_ كنت بعيدة لأنها بنت الست إللي أخدت إبني مني، بس كنت مطمنة عليها طول ما هي تحت عينيك...
_ ودلوقتي واقفة قدامي ليه ؟!..
قالها بنفاذ صبر كلا من حوله يقوده للجنون، فقالت ألفت:
_ لأنها طلبت مساعدتي طلبت اني اقف جنبها لانك رخصتها ولسة بترخص فيها رجعت لمراتك وقاعد معها في المستشفى وهي الله اعلم بتعمل فيها ايه واذا كنت رديتها ولا لا انا مش هسيبها لعبه في ايدك يا محمود...
أقترب من عايدة بخوف مردفاً:
_ أنتِ قولتي لسارة الكلام ده قولتي لها ان انا رديت عايده انتِ اللي اديتي ليها عنوان المستشفى مش كده..
_ ايوه لان هي هبله وعبيطه لما بتضحك عليها بتصدقك، كان لأزم تشوف الحقيقه بعنيها وتعرف انت بتعمل ايه كويس اوي وتفوق بقى من الغيبوبه دي بدل ما عمرها يتسرق..
لم يتحمل أكثر ضرب المقاعد المقابل إليه ورائه الطاولة، الفازة، الأريكة، جعل المكان عبارة عن رماد أشياء ثم نظر لالفت مردفاً بحسرة:
_ لحد من يومين إتنين كنت فاكر ان كل اللي بتعمليه ده تعمليه عشان تحس ان حد في ضهرها، قولت يا واد معلش استحمل خليها تستقوى بجدتك، بس لحد هنا خلاص من النهارده انا هعتبرك عدو ليا ودي حاجه كبيره قوي يا جدتي، خليكي عارفه كويس اوي ان لو جرى لها حاجه هيبقى ذنبها في رقبتك أنتِ وحقها هاخده منك قبل أي حد...
_____ شيما سعيد _____
بمنزل أحمد رسلان..
بالحديقة..
وضع أمامها كوب من عصير الليمون وقال بهدوء:
_ من وقت ما اتصلتي بيا وجيت اخدتك وانتِ ساكته حتى ما قلتيش حصل لك ايه، لو مش حابه تتكلمي مش هضغط عليكي اكتر بس انا قلقان عليكي..
كانت شاردة تحدق بالفراغ أمامها بصمت، عندما قررت ترك عالم محمود وجدت نفسها بلا مأوى، ابتسمت على حالها بسخرية ثم قالت:
_ انا حابه اشكرك لانك سبت كل اللي وراك وجيت عشاني لو ما كنتش جيت انا كنت هنام في الشارع..
اتسعت عينيه بذهول وقال:
_ تنامي في الشارع؟!.. بنت عيلة علام تنام في الشارع إيه حكايتك بالظبط يا ساره حاسس ان وراكي قصة طويلة..
إبنة عائلة علام مع وقف التنفيذ، أزالت بقايا دموعها وقالت بسخرية:
_ انا بنت عيله علام من بعيد لبعيد وعشان افضل بنتهم يبقى لازم احط حاجه مقابل حاجة، هو انا ينفع ابات هنا لحد الصبح؟!..
تعجب من طلبها وزاد فضوله حول ما يحدث معها، تنحنح بهدوء حتى لا يضغط عليها اكثر ثم قال:
_ طبعاً اعتبري البيت بيتك، أدخلي ارتاحي وانا هخرج..
رفعت عينيها إليه بتردد وقالت:
_ هو مفيش في البيت ده غيرك ؟!..
فهمها فابتسم إليها بجدية وقال:
_ في الحقيقه أنا فعلا عايش في البيت دلوقتي بس ما تخافيش انا راجل وافهم في الاصول كويس وعمري عيني ما تتحط على حرمه غيري، إنتِ هتنامي هنا وانا هروح في أي فندق..
أومأت إليه بخجل وذهبت خلفه حتي وصل بها أمام غرفة نوم وقال:
_ يلا ادخلي ارتاحي ووقت ما تحبي تتكلمي هسمعك..
قبل أن يخطو خطوة واحدة قالت بضياع:
_ هي العيون ممكن تكذب؟!..
توقف مكانه وظل صامت لعدة لحظات قبل أن يقول:
_ كلنا بنكذب يا سارة في تصرفاتنا وفي كلامنا واوقات كتير بنكذب في مشاعرنا بس كل الكذب ده بيبقى باللسان، العين ما تعرفش تكذب بتفضح صاحبها عشان كده دايما اللي بيكذب بيهرب بعيونه..
كيف كان قادر على الكذب بعينه ؟!.. هل قرأتها خطأ ؟!.. بحثها عن الحب والأمان جعلها تري الحب بأعين رجل يرأها " مزاج" فقط بالنسبة له ؟!.. بخطوات ثقيلة دلفت لغرفة النوم وأغلقت الباب عليها المفتاح، سقطت دمعة ساخنة من عينيها عندما تذكرت حديثه " مهو ده مفتاح أوضة نومي أكيد معايا نسخة تانية، بصي يا قلبي لما تحبي تقفلي الباب بالمفتاح وتضمني اني مدخلش خلي المفتاح في الباب زي ما هو.." نفذت ما قاله وتركت المفتاح بالباب، جلست على الفراش وزفت عينيها الدموع مرددة:
_ لية كدة لية الكذب يا ريتني ما حبيتك..
عادت للحظة طلاقه لها تذكرت حديثه الشهير:
_ عارفة يا سارة المشكلة الحقيقية في كل اللي بيحصل ده إيه؟!..
_ إيه؟!..
_ اني حبيتك يمكن لو كنتي فضلتي بالنسبة ليا جواز متعة كنا ارتحنا إحنا الاتنين..
حركت رأسها بذهول هل كان هذا الكم من المشاعر كذب ؟!.. وضعت كفها على بطنها وهمست بتعب:
_ كان نفسي فيك أوي بس مش هينفع تعيش..
أخرجت هاتفها من الحقيبة وقررت فتحه، رأت فوق الألف إتصال منه ومن جدتها، حدقت بالهاتف لثواني قبل أن تضغط على زر الإتصال بعد أقل من ثانية آت إليها صوت الغاضب:
_ انتِ فين بالظبط يا سارة ؟!..
أبتلعت غصتها بحلقها وقالت:
_ وانا افرق معاك في ايه ما اللي فارقين معاك موجودين جنبك ومكانهم وما فيش حد في الدنيا يقدر يقرب منه..
لو كان جبل لكان سقط أرضاً، ما يحدث كثير وكثير جدا، وصل إليها صوته المرعب لتغلق عينيها ببعض الخوف:
_ مش وقت تخلف خالص، قولي أنتِ فين خليني اجي اخدك وبعدين نبقى نتحاسب على الجنان اللي انتِ معيشاني فيه من الصبح ده....
_ بطل تعلي صوتك عليا انا مش هسمح لك تقل مني تاني، ايه مصمم تاخدوهم بالصوت؟!.. روح لمراتك حبيبتك اللي كنت بتبوس فيها ومش قادر تعيش من غيرها اللي مكانها في حياتك ما بيتغيرش مهما شوفت ستات ولا انت لسه ما شبعتش من ******* اللي كنت كل ما يجيلك مزاج تاخد غطس معاها..
أتسعت عينيه من وقاحة لفظها، ضرب عجلة القيادة عدة مرات وقال بجنون:
_ ده أنا هطلع ميتين أهلك، أنتِ فين يا بت؟!..
صوته كان كافي حتي ترتعب وإلا أن صورته وهو يقبل عايدة كانت أقوي بكثير فقالت:
_ احترم نفسك ومش هقول لك انا فين واقعد لف حوالين نفسك ومش هتعرف توصلي، انا اتصلت بك عشان اقول لك خبر واحد بس لو ما طلقتنيش بالذوق هرفع عليك قضيه خلع ونخليها فضايح بقى..
لا والله القطة الصغيرة خرجت عن السيطرة، أخذ نفس عميق قبل أن يقول بجبروت:
_ خدي بالك انا لحد دلوقتي عامل حساب انك حته البسبوسه بتاعتي غير كده كنت وريتك كل انواع الوساخه اللي ما شفتهاش في حياتك، عايزه ترفعي عليا انا قضيه خلع يا بت وماله اعملي اللي في مزاجك.. وأنا كمان هعمل إللي في مزاجي..
بكت لم تقدر على تمثيل القوة أكثر وبكت، وصل إليه شهقاتها ليرق لها قلبه مثل العاده مردفا بحنان:
_ بس يا بسبوسه كله دموعك قوليلي انتِ فين وانا هاجي لحد عندك نتفاهم ونتكلم، اسمعيني يمكن لما تسمعيني تعرفي ان مفيش في قلبي غيرك وان كل اللي جوه عقلك ده جنان...
أغلقت الهاتف بوجهه ليلقي بهاتفه على أرضية السيارة صارخا:
_ ماشي يا سارة هجيبك وربي ما هتنامي الليلة إلا في حضني ووقتها هعمل منك صوابع كفتة..
مرت ساعة وراء الأخري وهي تضم بطنها إليها بحنان وتبكي، أخيراً حن عليها سلطان النوم وأغلقت عينيها، نامت أقل من ثواني وشعرت بحركة ناعمة على فخذها من الاعلي، أنتفضت من محلها برعب وعقلها لم يتخيل إلا صاحب المنزل، قبل أن تصرخ وضع يده على فمها يكتم به أنفاسها ويده الأخري تخلع عنها آخر قطعة بملابسها العلوية، قاومت بكل قوتها لكنه وبكل أسف كان الاقوي بالسيطرة على جسدها، وصل إليها همسه وهو يقول:
_ إياكي يطلع صوتك عايزك تخرسي..
____ شيما سعيد _____