رواية دماء علي اوراق الورود الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم آثر توفيق
الحلقة الرابعة والعشرين
حينما وصل محسن الى السنة الثانية فى كلية الهندسة وخلال نصف العام مرضت الحاجة سميحة مرضا شديدا وطاف بها الاخوان على العديد من الاطباء ولكنه كان مرضها الاخير وبعد بقائها فترة فى احدى المستشفيات اصرت على الخروج والعودة الى بيتها واخرجوها واحضروا لها ممرضة مقيمة تلازمها ولا تغادر العزبة الا فى وجود بديل
وبعد انتهاء الامتحانات وحلول الصيف كان محسن معتادا على مساعدة اخيه فى العمل لذلك سافر الى القاهرة صباح احد الايام لتحصيل بعض المستحقات من تجار الفاكهة بينما خرج مهاب للمرور على العمال فى الاراضى والعودة سريعا للاطمئنان على امه وحين دخل غرفتها طلبت من الممرضة المغادرة واشارت اليه قائلة
سميحه : تعالى هنا جنبى يا سيد الرجاله
جلس بجوارها وقبل يدها قائلا
مهاب : شدى حيلك بقى يا ست الناس وقومى لينا بالسلامه
سميحه : انا خلاص محطتى جت ونازله انت شد حيلك وخليك راجل زى ما كنت طول عمرك راجل
مهاب : بعد الشر عنك يا امى احنا ما نعرفش نعيش من غيرك
سميحه : لا انتوا رجاله وحتعيشوا وتكملوا واللى مطمننى انى سبتكم وانتوا بتحبوا بعض وكتفكم فى كتف بعض وقلبكم على بعض خلى بالك من اخوك ده دلوقت سندك الوحيد وانت كمان
مهاب : يا امى انا لو اخويا جعان اقطع من لحمى واديله ده اخويا وماليش غيره لا ده ابنى مش اخويا
سميحه : طبعا ابنك انت اللى ربيته بعد ابوك ربنا يخليكم لبعض انما انا عاوزه اطلب منك طلب بسيط علشان لما اقابل شاهى اقول لها انى راعيت امانتها وما فرقتش بينكم ابدا
مهاب : اوامرك مطاعه يا امى ولو على رقبتى
سميحه : تسلم يا غالى يا ابن بطنى هى حاجه فى نظرى مش كبيره انت عارف طبعا ان شاهيناز لما ماتت وسابتلى اخوك كان لحمه حمره وانا اللى ربيته وهو بالنسبالى ابن قلبى وزيه زيك وعارف انها ما سابتش ليه اى حاجه صحيح انت واخوك وارثين من ابوك الشيء الكتير انما برضه انا عندى طين فايتاهولك قصدى يعنى عندى ارض
مهاب : مالك يا امى ما تقولى اللى نفسك فيه انتى فكرك انى ممكن اقول لا ؟ انا اقطع لسانى قبلها انتى عاوزانى اقسم ارضك بينى وبين محسن ؟
سميحه : لا مش النص يعنى اللى نفسك تبقى سامحه بيه حاجه منى يفتكرنى ويترحم عليا انا عارفه ان مش من حقى اطلب منك كده
مهاب : مش من حقك ازاى ده حقك ونص ولو امرتى اديله الارض كلها اديهاله علشان تبقى راضيه عنى هو ايه الاهم يا امى اخويا واللا الارض ؟
مدت يدها تجذبه من ذراعه اليها تحتضنه قائلة
سميحه : تعالى فى حضنى يا غالى يا سيد الرجاله
مهاب : خلاص يا امى شدى حيلك واجيبلك المحامى لحد هنا واللى عاوزاه اعمليه
سميحه : خلاص بقى انا دورى خلص على كده البركه فيك اقله لما تيجى منك حيعرف ان نفسك سامحه ريحنى على المخده
مدد جسدها المنهك واراح راسها على الوسادة فقالت
سميحه : دايما مريح قلبى الله يريح قلبك ويراضيك ويرضى عنك شوف اخوك محسن اتاخر ليه عاوزه اشوفه قبل ما اودع خلاص اللى فاضل يادوب ثوانى
اغمضت عينيها فنظر اليها بهلع حين راى شحوب الموت يعلو وجهها وهتف بها مذعورا
مهاب : امى ارجوكى
فتحت عيناها بضعف واستجمعت قواها فى كلمة واحدة
سميحه : شوفه
خرج الى الباب مناديا السائق
مهاب : يا فرج خد العربيه واطلع شوف الباش مهندس محسن على اول البلد
بعد دقائق دخل محسن مندفعا الى غرفتها وشعر بالفزع حين راها تعانى سكرات الموت وتتشبث بالحياة لتراه للمرة الاخيرة فارتمى فى حضنها باكيا وهو يغرق يديها بالقبلات
محسن : خلاص يا امى حتسيبينى ؟ اعيش ازاى من بعدك ؟
سميحه : امسك نفسك انت راجل وولاد شركس عيب يعيطوا
محسن : لا مش عيب مش حاكتم دموعى ماعنديش فى الدنيا اغلى منك ابكى عليه انا لما امى ماتت كنت بارضع ما عرفتش يعنى ايه يتم ولقيتنى كبرت فى حضنك وما عرفتش غيرك امى ولما ابويا مات كنت فى حضنك بتقوينى دلوقت فاضل مين بعدك يا امى
رفعت يدها بضعف وضربته بخفة على وجهه وقالت بصوت متقطع
سميحه : فاضل اخوك ... يا قليل الادب
ثم جذبته فى حضنها وقالت
سميحه : مش عيب تنسى اخوك اللى بيحبك اكتر من روحه
محسن : انا عمرى ما انسى اخويا مهاب اللى ربانى وكبرنى وعلمنى كل حاجه انا قصدى ...
رفع يدها الى شفتيه يقبلها واضاف
محسن : خلاص ما تزعليش انا اسف لكن غصب عنى عمرى ما اقدر احوش دموعى عنك انتى بالذات
ابتسمت بضعف وارتمى الاخوان فى احضانها فشهقت ولفظت انفاسها الاخيرة وهما بجوارها
.....................
مرت عدة اشهر خفت مظاهر الحزن فى القرية على وفاة الحاجة سميحه ولكن الاخوان بقيا داخل احزانهما
كان محسن يعود يوميا من الخارج يقبل وسادتها ونعلها ويفتح دولابها ليلثم اطراف اثوابها ويقف امام فراشها يرجوها ان تنهض ليحكى لها احداث يومه .
اما مهاب فكان كل يوم يصلى بعد الفجر صلاة يسال الله ان يهبها اجرها وكان كل ليلة بعد العشاء يختلى بنفسه فى غرفتها ليجلس على الارض اسفل مقعدها ويسند راسه على حافة المقعد ويحدثها وفى النهاية يقول
مهاب : انا عارف يا امى انك فى دار الحق لكن انا مش مجنون ولا باكلم نفسى انا باجى افضفض معاكى واصبر نفسى وعارف ان روحك حواليا وحاسسه بيا
وكان مهاب قد انتهى من اعلام الوراثة وبعدها حرر عقدا بنصف ما ورثه من امه باسم اخيه ووقع كبائع ووقع عن المشترى بصفته وصيا على اخيه القاصر وبعد انتهاء الاجراءات اهدى اخاه العقد
محسن : طيب ليه ده حقك انت ؟
مهاب : ده ورثك من امك الحاجه سميحه هى امك اللى مربياك وهى اللى عاوزه كده
محسن : بس انا عندى كتير وانت كمان مش مخلينى محتاج حاجه
مهاب : جرى ايه يا محسن دى وصية المرحومه انت عاوز تزعلها ؟ وبعدين كل اللى بتصرفه ده من فلوسك وحقك ده ايراد ارضنا اللى سابها ابونا وكل اللى بيتصرف فى العزايم والاعياد ومجاملات اهل العزبه من جيبى وجيبك والكل عارف ان ده كله من مهاب ومحسن
محسن : كل ده عرقك وتعبك وانا عمرى ما سالتك ولا حاسالك انت ادرى منى بالصالح وبعدين انا مش اخوك انا ابنك اللى انت ربيته
مهاب : الله يرضى عنك يا حبيبى طبعا ابنى واغلى من روحى بس ما يمنعش ان الارض ارضك وارض ابوك وامك ودى رغبة امك
محسن : خلاص يا مهاب اللى انت شايفه صح
اخذ العقد من اخيه وقبله ووضعه فى جيبه قائلا
محسن : الارض دى اغلى حاجه عندى لانها من اغلى انسانه فى الدنيا امى اللى ما شفتش ام غيرها
end flash back
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الاول
هز حاتم راسه يمينا ويسارا بدهشة وقال باستغراب
حاتم : استنى عليا كده شويه يا حاج لما استوعب يعنى عاوز تقوللى انك قسمت ورثك من والدتك بينك وبين اخوك الدكتور محسن ؟
مهاب : لو مش مصدقنى صورة العقد موجوده عندى وموجوده كمان فى اوراق اخويا الدكتور محسن
حاتم : لا العفو انا مصدقك طبعا بس مش مستوعب ان فيه ناس ممكن تعمل كده حقيقى فيه ناس ممكن تحب بعضها الحب ده كله ؟
مهاب : يابنى الحاجه سميحه ربتنا على كده وهى كانت شايفه اننا الاتنين ولادها وتربيتها ونفسها يورث منها ويدعيلها وانا شفت انه طبيعى يكون له حق فيها وكمان يعنى ما راحتش للغريب ده اخويا لحمى ودمى وضفره عندى بارض العزبه بحالها
حاتم : انا اسف يا حاج حقك على راسى
مهاب : اسف على ايه يابنى ؟
حاتم : اسف انى شكيت لحظه انك ممكن تكون سرقت ارض داليا ودلوقت انا مقتنع مليون فى الميه ان الدكتور باع فعلا وان الارض بتاعتك
ابتسم مهاب باشفاق وتثائب قائلا
مهاب : عيبكم يا شباب اليومين دول انكم تقروا اول سطر تفتكروا نفسكم فهمتم الموضوع يابنى انا قلتلك ان اخويا هو اللى كتب العقود بنفسه وبخط ايده اصبر لما اكمل كلامى وتعرف كتبها ليه الصبر طيب يا طيب
نظر حاتم الى ساعة يده وقال معتذرا
حاتم : انا اتاخرت يا حاج وتعبتك معايا انا حاستاذن دلوقت واجيلك بكره
مهاب : عيب يا ابن الاصول احنا حنتعشى مع بعض وبعدين تطلع ترتاح والصبح نكمل انما سفر دلوقت لا انت مش حتمشى الا لما تعرف كل حاجه
حاتم : لكن يا حاج اصل ....
مهاب : مافيش لكن . نادر حيجيبلك جلابيه نضيفه تريح فيها وتطلع ترتاح للصبح ولو عاوز تسهر براحتك اوضتك فيها كل حاجه واخواتك نادر ومحسن موجودين انا اصلى بانام بدرى علشان باصحى اصلى الفجر ولما تصحى بكره براحتك نبقى نكمل
...................
صعد بصحبة محسن الى غرفة مؤثثة جيدا لها شرفة على الحديقة واحضر له جلبابا ريفيا مريحا بينما ذهب نادر ليجلب له بعض الفاكهة وبعد ان ابدل ثيابه شعر بالراحة والبساطة فى الجلباب النظيف الواسع وجد محسن يساله بدون مقدمات
محسن : انت قلتلها ؟
فهم حاتم ما يقصده فاطرق براسه بحزن قائلا
حاتم : لا مع الاسف لا وندمان انى ما اتكلمتش
محسن : انا كمان ما قلتش بس مش ندمان اصلها كانت سعيده مع جوزها
حاتم : هى مين دى ؟
مسح محسن دمعته باطراف انامله وقال
محسن : ما تاخدش فى بالك الايام جايه كتير
.....................
وفى الصباح الباكر استيقظ حاتم وهو يشعر بنشاط جم وخرج الى الشرفة يستنشق الهواء النقى المنعش فلمح الحاج مهاب جالسا وبجواره سيدة ذات وجه صبوح وملامح مريحة واقتربت منهما شابة انيقة سمراء ظن حاتم لاول وهلة انه رآها من قبل كانت تحمل بين يديها رضيعة ناولتها للمراة وقبلتها وقبلت الحاج مهاب وركبت سيارتها وانصرفت
اتصل بعدها بنادر يستاذن فى النزول للحديقة وهناك استقبله الحاج مهاب ببشاشة
مهاب : نمت كويس ؟
حاتم : بقالى مده ما نمتش زى امبارح
اشار الحاج مهاب للمراة الجالسة بجواره حاملة الرضيعة قائلا
مهاب : دى بقى الحاجه عاليه ام محسن احلى هديه من ربنا ودى بقى تبقى اسيل بنت نادر واول احفادى
حاتم : تشرفنا يا حاجه
عاليه : الشرف لينا يابنى احنا زارنا النبى
وبعد الافطار طلب حاتم بالحاح ان يستمع الى باقى القصة فابتسم الحاج مهاب وهو يتذكر قائلا
مهاب : حاحكيلك بقى اهم مافى الموضوع
Flash back
حدثت مشكلة بين قريتين مجاورتين لعزبة الباشا تطورت الى تشابك بالايدى والعصى وهم مهاب بالتدخل للصلح ولكنه سبقه خاله العمده عبد القادر الذى ورث العمودية من ابيه الحاج صالح وقام بالتدخل ودعا كبار القريتين للغذاء فى مضيفته لحل النزاع وارسل لمهاب طالبا منه الحضور مع اخيه للجلوس مع كبار القرية لفض النزاع كالعرف الجارى .
كان العمدة عبد القادر شقيق الحاجه سميحه هو اقرب اخواله اليه وكان رجلا صالحا ذا مهابة يحبه الجميع ويقدرونه وكان حريصا على اظهار مهاب واخيه فى مكانة كبار القرية واحضارهم دوما لفض المنازعات .
ذهب مهاب ومحسن الى دوار العمدة مبكرا ليعرفوا من العمدة اسباب النزاع قبل الجلوس بين المتخاصمين والحكم بينهم وحين دخلوا للمضيفة لم يكن العمدة هناك وحده بل كانت تجلس معه .... سميحه !!!!!!
نعم هذا ما رآه مهاب حين دخل فنظر اليها بدهشة كأنها يراها اول مرة كانت هى امه سميحه ولكن فى ريعان الصبا وبواكير الشباب نفس الابتسامة نفس الملامح ونفس الروح .
كانت ابنة خاله عاليه ابنة الثمانية عشر ربيعا التى رفضت كثيرا من الخطاب واصرت على استكمال تعليمها الجامعى وكانت اول فتاة فى القرية تلتحق بالجامعة ورغم انه يعرفها منذ ولادتها ولكنه لم يلحظ قبل الان كم تشبه امه . وكان الكل يصف عاليه بالجمال والكمال وحسن الخلق ورجاحة العقل .
حين راتهم عاليه انصرفت من الباب المؤدى الى داخل الدوار وحانت منها التفاتة نحو مهاب ونظرة خجلى قبل ان تدخل الى الدار كان محسن قد جلس بجوار الحاج عبد القادر بينما مهاب مازال واقفا ينظر بعجب الى الباب الداخلى حتى قال العمدة
عبد القادر : مالك يا مهاب واقف ليه ؟
مهاب : هاه ؟ معلش يا خالى اصلى سرحت فى حاجه
ابتسم محسن بخبث ووارى ابتسامته بينما بدا الحاج عبد القادر يشرح لهم تفاصيل المشكلة بين القريتين
عندما ذهب مهاب للنوم راى فى منامه الحاجه سميحه تربت على راسه وتقول باسمة
سميحه : مبروك عليك ست البنات يا سيد الرجاله مبروك عليك عاليه
قام من نومه مستبشرا فوجد ان الوقت لم يزل مبكرا وان اذان الفجر لم يحن بعد فقرر ان يصلى ركعتين وفى الصباح يفاتح اخاه فى خطبة عاليه وحين خرج ليتوضا ويصلى وهم بالعودة الى غرفته وجد محسن مقبلا عليه
محسن : ايه اللى مصحيك دلوقت انا كنت جاى اشوفك
مهاب : خير انا قلقت وقمت صليت ركعتين وكنت محتار اصحيك واللا اسيبك للصبح اصلى حلمت حلم جميل قوى
محسن : انت كمان ؟ تصدق انا كمان حلمت حلم جميل قوى حلمت بماما سميحه وكل ما انام تجيلى قلت ما بدهاش لازم اصحيك
مهاب : حلمت بايه ؟ خير
محسن : امك عاوزاك تتقدم لعاليه بنت خالك عبد القادر ايه رايك ؟
مهاب : انا كنت ماجل موضوع الجواز ده لحد ما اتطمن عليك لكن انت عارف انى عمرى ما اقدر اكسر كلمتها ولا ارفض لها طلب اصلها جاتلى فى المنام وقالتلى مبروك عليك عاليه فكرت اصحيك فى ساعتها واللا استنى لقيتك جاى عليا
محسن : يعنى موافق ؟ خلاص يبقى خير البر عاجله احنا نروح الدوار عند خالك بعد ما نصلى الظهر
وبعد صلاة الظهر خرجا من المسجد الى دوار العمدة الذى استقبلهم ببشاشة وبادره محسن قائلا
محسن : يا حاج احنا بصراحه جايين النهارده ضيوف مش ولاد اختك
عبد القادر : فيه ناس يدخلوا بيتهم ضيوف ؟ كلام غريب اكيد وراه حاجه
مهاب : هو فعلا وراه حاجه وحاجه كبيره طلب غالى قوى
ثم نظر الى محسن وصمت ولم يستطع اكمال حديثه فقال محسن
محسن : احنا بصراحه كده عاوزين نطلب ايد بنتك الانسه عاليه لاخويا مهاب
ابتسم الحاج عبد القادر وقال وهو بنظر لمهاب
عبد القادر : هو انت اخيرا نويت على الجواز ؟ بس عاليه بنتى مصممه ما تتجوزش الا لما تكمل تعليمها ودى بنت العمده حبيبة قلب ابوها تعمل ما بدالها
مهاب : طيب يا حاج اسالها ولو عاوزه تكمل تعليمها نتجوز واوعدك اخليها تكمل ولو مصممه الجواز بعد الجامعه وموافقه عليا اخطبها ونتجوز بعد ما تخلص
حدجه الحاج عبد القادر بنظرة مستفهمة وقال
عبد القادر : ايه الاستعجال ده كله ؟ ما هى قدامك من يوم ما اتولدت اشمعنى دلوقت ؟ طيب خلاص سببونى يومين اسالها واشوف نفسى وارد عليكم
مهاب : يومين ليه يا خالى هو انت حتسال على اخلاقى ؟ انا مش حامشى غير لما تدينى الرد
عبد القادر : جرى ايه يا واد يا مهاب بقالك سنين ما فكرتش فى الجواز وجاى دلوقت عاوز الرد دلوقت ؟
مهاب : ايوه يا خالى دلوقت ومش ماشى ان شالله تموتنى
عبد القادر : اموتك ؟ انا حاقوم اديك قلمين على صداغك واللا اقول لك اقوم اشوف رايها ايه احسن
ووقف عند الباب الداخلى وقال ليغيظه
عبد القادر : ولو انى عارف ان بنتى مش حترضى بيك
ولكنه عندما صعد الى غرفتها ووقف امامها يسالها
عبد القادر : باقول لك يا عاليه فيه موضوع عاوز اخد رايك فيه
اجابت بلهفة دون تفكير
عاليه : موافقه
عبد القادر : انتى عارفه ايه هو الموضوع اللى حاسال عليه ؟
ابتسمت بخجل واطرقت براسها ولم ترد فقال بدهشة
عبد القادر : هو اتكلم معاكى فى الموضوع ده قبل كده ؟
عاليه : لا والله ابدا عمره ما نطق بكلمه انا حتى كنت باقول لو ابو الهول نطق مهاب ابن عمتى مش حينطق
اراد ابوها مشاكستها فقال بخبث
عبد القادر : مهاب ؟ بس دول جايين يخطبوكى لمحسن
علت الدهشة وجهها وقالت بفزع
عاليه : لالالا محسن ازاى ؟ انا عمتى سميحه قالتلى فى الحلم مهاب
تذكر الحاج عبد القادر اخته سميحه وقال بدهشة
عبد القادر : انتى عاوزه تفهمينى ان عمتك هى اللى قالتلك فى الحلم ؟
عاليه : اه والله يابا النهارده قبل الفجر
احتضنها ابوها بحنان وقال
عبد القادر : طيب يا حبيبتى على خيرة الله نعلن خطوبتكم والجواز بعد ما تخلصى كليتك واللا ايه رايك ؟
عاليه : الراى رايك انت يا حاج بس انا يعنى معايا بنات كتير فى الجامعه متجوزين وبيكملوا عادى
فتعجب الحاج عبد القادر وضرب كفا بكف قائلا
عبد القادر : سبحان الله الواد شكله واكل عقلك
عاليه : هو مهاب ابن عمتى فيه عيب ؟ ده سيد الرجاله وزينة الشباب ومافيش راجل فى ادبه وكماله وحنيته
End flash back
حاتم : يعنى انتوا كنتوا بتحبوا بعض قبل الخطوبه ؟
عاليه : حب صامت كنت باحبه من غير ما اقول ولا حتى المح وهو كمان كان بيحبنى من غير ما يقول ولا حتى يلمح وعمتى اللى جوزتنا لبعض بعض وفاتها بحوالى سنه
مهاب : اصل انا فى شبابى كنت شاب وسيم ومهندم سواء لبست جلابيه وعبايه واللا بدله وكرافته شفت رايها فيا زمان كان ازاى ؟
عاليه : ولحد دلوقت رايى فيك زى ما هو ما اتغيرش ومش حيتغير انت فى عينى سيد الرجاله ومافيش راجل فى ادبك وكمالك وحنيتك
مهاب : تسلميلى يا غاليه
امسك يدها يقبلها والتفت لحاتم قائلا
مهاب : عارف يا حاتم يابنى عمرها فى حياتها ما طلبت حاجه رغم اننا حالتنا متيسره ومقتدرين
عاليه : انا عمرى ما حسيت معاه انى ناقصنى حاجه اللى باحلم بيه وانا نايمه الاقيه جايبه من نفسه قبل ما اقول عليه كل اللى نفسى فيه جابه حتى اللى غيره ما يعرفش يجيبه
مهاب : ما عدا حاجه واحده كان نفسك فيها بس دى بتاعة ربنا مش بايدى
عاليه : حتى دى جبتها واللا نسيت ؟ غير بس النصيب والدنيا بتفرق للاحباب
دمعت عيناها كأنما تتذكر فقال حاتم
حاتم : وحدى الله يا حاجه فيه ايه ؟ دى لسه ضحكتك كانت منوره
مهاب : اصل يابنى الحاجه الوحيده اللى كان نفسنا فيها ان يكون لينا بنت بس انت شفت عندى اتنين صبيان اى نعم هم رجاله تفرح لكن البنت برضه رحمه وحنان
حاتم : يعنى حضرتك خلفت بنت وماتت واللا ايه ؟
مهاب : لا يابنى ما ماتتش لسه عايشه بس احنا ما خلفناهاش
عاليه : ما خلفناهاش بس بنتى واجمل البنات وحتفضل بنتى وترجع تانى لحضنى
حاتم : اومال ايه اللى حصل ؟
مهاب : حاحكيلك يابنى اصل بعد جوازى محسن اخويا حب بنت زميلته فى الجامعه وطلب منى اخطبهاله وكانت بنت ناس كويسين وقلنا على بركة الله
حاتم : يا حاج ما تتوهنيش الاول ايه حكاية بنتك ؟
مهاب : يابنى اصبر كله مربوط ببعضه كنت باقول ايه ؟ اه العروسه كانت كويسه وبنت ناس كويسين بس عيبها الوحيد كان اخوها حامد اعوذ بالله من ده بنى ادم شيطان ملعون الشر بيطق من عينيه بس قلنا ان البنت مالهاش ذنب واخويا كان بيحبها المهم اتجوزوا واخويا خلص الجامعه وسافر انجلترا يحضر دكتوراه وهى سافرت معاه بس رفضت تكمل دراستها وعيشتها فى انجلترا غيرت اخلاقها وخلت مناخيرها فى السما وباصصه للكل من فوق وبتعاملنا على اننا فلاحين المهم ربنا حرمها من الخلفه لحكمه لا يعلمها الا هو
حاتم : هو حضرتك بتتكلم عن مين ؟
مهاب : عن رجاء الهوارى يابنى
حاتم : ام داليا ؟
انتفض مهاب غاضبا وقال
مهاب : قلتلك مش امها رجاء مش ام داليا