اخر الروايات

رواية دماء علي اوراق الورود الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم آثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورود الفصل الثاني والعشرين 22 بقلم آثر توفيق


الحلقة الثانية والعشرين
عادت داليا الى بيتها بعد ان مكثت فى بيت خديجه اسبوعا كاملا كانت ترعاها وتخدمها بنفسها برغم وجود العديد من الخادمات فى بيتها وكانت ترفض عودتها لولا اصرار داليا وبمجرد دخولها بيتها دق الجرس لتجد منيع على الباب 
منيع : ست الستات حمد الله على السلامه فين الغيبه دى كلها وتليفونك مقفول ؟
داليا : ازيك يا منيع ادخل 
دخل الى غرفة المعيشة وقال بصوت هادئ مفعم بالشوق 
منيع : قلقت عليكى يا ست الستات وما كنتش عارف اتصل واتطمن عليكى ومش عارف حتى انتى فين وعامله ايه 
داليا : مافيش قعدت عند واحده صاحبتى كام يوم اتطمن يا منيع الموضوع خلاص خلص انا نزلت اللى فى بطنى والموضوع انتهى 
بدا على منيع الحزن وقال باسى 
منيع : كان نفسى لو اقدر اخليه واربيه ويكون اغلى اولادى لانه من اغلى انسانه عندى . طيب لو اتطلقتى من على يا ست الستات انا مستعد اتجوزك واعيش خدام تحت رجليكى 
داليا : ما تزعلش منى يا منيع انا لو اتطلقت من على خلاص مش حافكر فى اى راجل فى الدنيا 
منيع : داليا انا باحبك حقيقى من كل قلبى انا اسف عارف انى جرحتك وظلمتك لكن انا مستعد اعوضك عن اللى حصل 
داليا : تعوضنى ؟ تعوضنى ازاى وعن ايه بالظبط ؟
منيع : اعوضك عن اللى راح منك اى واحده بتتمنى الامومه وبعد الحلم ما يتحقق يروح بتبقى صعبه اسمعى انا مستعد اديلك اتنين مليون ريال ولو عاوزه اكتر ....
انتفضت داليا وقالت بغضب 
داليا : فلوس ؟ هى دى اخرتها ؟ هو انا فى نظرك خلاص بقيت مومس ؟ عاوزنى ابيع لحمى بالفلوس ؟
منيع : يا داليا انا ما اقصدش 
داليا : اومال تقصد ايه ؟ هو انت فاكرنى كنت عاوزاك تعاشرنى ؟ فاكرنى ملهوفه على الهدايا اللى بتجيبها ؟ 
اندفعت بغضب الى غرفة نومها وعادت حاملة كومة من الاكياس وعلب الهدايا القتها على الارض بحدة وهى تقول 
داليا : ادى الهدايا بتاعتك ما فتحتهاش ولا اعرف فيها ايه 
ثم اتجهت الى دولاب بجوار التليفزيون لتخرج منه كيسا وعلبة مجوهرات اخرجت عباءة من الكيس وفتحت العلبة والقت كل هذا على الارض وهى تقول فى شبه ذهول 
داليا : العبايه دى انت اللى صممت اتفرج عليها واقول رايى والطقم ده انت فتحته بايدك علشان لو ما عجبنيش تغيره 
ثم فتحت درجا اسفل التليفزيون اخرجت منه رزما نقدية القتها ارضا وقالت 
داليا : الفلوس اللى اديتهالى علشان اشترى على ذوقى ما صرفتش منهم ريال واحد وحتى ما اعرفش دول قد ايه ما عديتهمش 
وقفت فى منتصف الغرفة تشير الى كل تلك الاشياء وتقول 
داليا : انا مش عاوزه كل ده . ما يلزمنيش كل ده ولا كنت عاوزه كل اللى حصل بيننا انا كنت باخاف اقول لك لا تسيبنى وتمشى وانا .... انا كل اللى كنت عاوزاه حد اتكلم معاه انا كان بقالى سنتين ونص مافيش حد اى حد راجل او ست اتكلم معاه وكنت قربت اتجنن لو تروح تسال عنى فى مول العالميه او الوطنيه يقولولك الست دى مجنونه بتكلم نفسها علشان كده بس عرفتك مش علشان ننام مع بعض لأ علشان نتكلم مع بعض انا كنت باخاف ارفض اديلك اللى انت عاوزه تسيبنى وتمشى وكل ما اقول مش عاوزه هدايا تزعل واخاف تسيبنى وانا خلاص ما بقيتش اعرف غيرك وانا كل اللى كنت عاوزاه حد اتكلم معاه وانا ما صدقت لقيت حد اى حد انا ... انا ......
ارادت ان تبكى فعجزت عن البكاء ولم تجد دمعة واحدة تخفف ما تعانيه واحست انها تختنق ولا تستطيع ان تتنفس فاخذت تدور حول نفسها وهى تردد بلا انقطاع 
داليا : كل اللى كنت عاوزاه حد اتكلم معاه كل اللى كنت عاوزاه حد اتكلم معاه 
ثم ركعت على ركبتيها ودفنت وجهها بين كفيها وهى تكرر مرارا وتكرارا نفس العبارة واقترب منها منيع ليمسك بذراعيها ليعينها على النهوض ولكنها دفعت يده بعيدا عنها وهى تكرر نفس العبارة وصوتها يعلو مرة وينخفض مرة حتى ادرك انها موشكة على الاصابة بانهيار عصبى فنادى عليها ولم تجبه واخذت تصرخ وتشد شعرها بيديها حتى خرجت خصلات منه بيديها فامسك بيديها ليمنعها من ايذاء نفسها الا انها قاومته بعنف وهى تخمش وجهها باظفارها فما كان منه الا ان هوى بصفعة على وجهها فصمتت تماما واخذت تنظر اليه بغضب وفجاة سقطت فاقدة الوعى ولكنه اسرع بالتقاطها بين ذراعيه قبل ان تقع على الارض وحملها ليضعها على فراشها وجلس على الارض بجوارها مستندا بظهره على الفراش وبعد قليل مد يده يتلمس قدمها فوجدها باردة كالثلج فاخذ يدلكها برفق حتى عاد اليها الدفء مجددا واخذ يتاملها وهو دامع العينين ثم قال وهو يعرف انها لا تسمعه 
منيع : لو كنت اعرف ما كنت امس ضفرك ولا افارقك لحظه لو اعرف بس ما كنت اعرف سامحينى 
انحنى يقبل قدمها وقد اغرقها بدموعه ثم عاود الجلوس القرفصاء واسند ظهره على السرير واسند راسه بين كفيه واستعاد ذكرياته معها منذ البداية 
كانت اجمل ايام قضاها فى حياته رغم تعدد زيجاته ولكنه الان نادم عليها لقد نال منها السعادة وابدلها بها العذاب .
الان يجب ان يساعدها حتى تنال حريتها وتحصل على الطلاق حتى لو لم تكن ستقبل به زوجا لم يعد هذا يهمه كل ما يهمه الان ان تتخلص من هذا الكابوس وتعود الى بلدها وتعيش باقى عمرها سعيدة وهو يكفيه من الدنيا لو سمحت له ان يعرف اخبارها ويطمئن عليها وسيعيش على ذكراها .
صحيح انه يحبها كما لم يحب احدا من قبل ولكنه لم يعد يرى نفسه جديرا بها الم يتخاذل حين الجد وتركها وحيدة تواجه الامها ومصائبها ؟ 
انه لم يعد يعرف كيف تطورت بينهما الامور الى تلك العلاقة التى تدفع ثمنها وحدها لقد كان كل ما يرجوه ان يراها فى غدوها ورواحها ولم يكن يطمع ابدا فى شيء من ذلك ولكنه حدث ووقت الجد حين احتاجت رجلا تخلى عنها ولم يكن قادرا على فعل شيء وقامت هى وحدها نعم وحدها بتحمل كل المسئولية وحل المشكلة دون مساعدة كأنما كتب عليها الوحدة والحرمان فى كل شيء .
والان ضاع الولد الذى لو كان قد جاء الى الدنيا سيكون اجمل طفل بالعالم ولكنه ضاع ... مات ....
الان يجب ان يفعل المستحيل لتنال حريتها وتعود الى وطنها وكفاها ما لقيت من عذاب ولكن كيف ؟ وماذا يفعل ؟ كان محيرا فى البحث عن اجابة لهذا السؤال 
افاقت داليا فاقترب منها وامسك بيدها يقبلها ضارعا 
منيع : حمد الله على سلامتك انا اسف اسف يا ست الستات حقك على راسى انا مش عارف ازاى قلت الكلام اللى زعلك ولا ازاى عملت اللى عملته 
داليا : هو ايه اللى حصل ؟ انا حاسسه ان روحى حتطلع وجسمى كله متكسر وزى ما يكون وشى سخن وبيوجعنى 
منيع : انتى كنتى متعصبه وحالتك صعبه قوى وانا اضطريت ... غصب عنى انى اضربك بالقلم علشان تهدى انا اسف ياريت ايدى النجسه اتشلت قبل ما تتمد عليكى ياريتنى كنت اموت قبل ما امسك 
نظرت له داليا بعتاب قائلة 
داليا : بتمد ايدك عليا يا منيع ؟ 
منيع : ما كانش قدامى حل تانى علشان تهدى وما تأذيش نفسك انا اسف انا مستعد اجيب سكينه تقطعى بيها ايدى انا مش قادر ارفع عينى فيكى بس والله كان غصب عنى 
نكس راسه وسالت دموعه غزيرة حتى ابتلت لحيته فمدت يدها تربت على راسه قائلة 
داليا : انا عارفه خلاص يا منيع انا مسامحاك مافيش داعى تلوم نفسك اكتر من كده اللى حصل حصل وانت اتصرفت صح قوم اسندنى عاوزه اروح الحمام 
اوصلها الى الحمام وانتظرها حتى خرجت وهم باعادتها الى غرفتها ولكنها فضلت الذهاب لغرفة المعيشة وتمددت على الاريكة قائلة 
داليا : خلاص بقى يا منيع انا بقيت كويسه تقدر تروح تشوف شغلك 
منيع : مافيش حاجه فى الدنيا اهم منك انا لازم اتطمن عليكى 
داليا : معلش عاوزه اقعد مع نفسى شويه وبعدين اتطمن انا مش ناويه اموت نفسى كفايه اللى شفته فى الدنيا مش حيبقى دنيا واخره 
......................
استيقظت داليا صباح اليوم التالى على صوت هاتفها ووجدت خديجه تتصل بها قائلة بمرح 
خديجه : الجميل لسه نايم ؟ ياللا قومى خلى الشمس تطلع 
داليا : صباح الخير يا حبيبتى هى الساعه كام دلوقت ؟
خديجه : الساعه حداشر قومى البسى علشان حاعدى عليكى نخرج 
وصلت خديجه عندها سريعا وتعجبت من حالة الفوضى فى الشقة فاسرعت ترتب كل شيء وتعيد وضع علب الهدايا والاكياس فى الدواليب حتى انتهت داليا من ارتداء ملابسها ونزلوا وفى السياره قالت خديجه
خديجه : اليوم افتتاح مطعم جديد على البحر احلى من اللى بنروح فيه وكلمت كل صاحباتنا نتقابل هناك نتغدى مع بعض ووصيت السواق يجيب الاولاد على هناك بعد المدرسه 
داليا : تصدقى كلهم وحشونى رغم انى لسه شايفاهم عندك اول امبارح 
خديجه : وانتى كمان وحشتيهم لكن انتى مالك وشك اصفر ليه انتى تعبانه ؟
داليا : مرهقه شويه اصل منيع كان عندى امبارح وزعلت معاه شويه بس خلاص 
خديجه : كان عندك بيعمل ايه تانى ؟ لا انتى لازم تحكيلى 
اشارت للسائق بايقاف السيارة والنزول منها على جانب الطريق فحكت داليا كل ما حدث حتى بدات فى الانفعال والتعصب ثم قالت 
داليا : بس يا ستى مش فاكره اى حاجه تانى من اول ما ابتديت اتعصب وهو بيقول انى كنت باضربه واشد فى شعرى واخربش فى وشى وهو ضربنى بالقلم وسورقت ودخلنى اوضة النوم وفضل جنبى لحد ما فوقت 
تنهدت خديجه وقالت 
خديجه : انا افتكرت ان حصل حاجه تانى بينكم 
نظرت اليها داليا بحزن قائلة 
داليا : انتى كمان يا خديجه فاكره ان انا كده ؟ والله عمرى ما اهتم بالحاجات دى والله يا خديجه وغلاوتك عندى وانتى عارفه غلاوتك انا كل اللى كنت عاوزاه انى الاقى حد اكلمه ويكلمنى 
خديجه : حبيبتى انا اسفه انا عارفه والله ومصدقاكى خلاص حصل خير اسمعى حاقول لك على حاجه خطرت فى بالى دلوقت عارفه مين يقدر يساعدك تخلصى من على وترجعى مصر ؟ جاسم الدوسرى 
داليا : مين جاسم الدوسرى ؟
خديجه : نسيتى جاسم الدوسرى ؟ مدير امن المول 
داليا : اه افتكرته وده معقول حيقدر يحل مشكلتى ؟
خديجه : اكيد طبعا جاسم ده ابن عمى وانا اعرفه كويس ده كان ظابط فى الحرس الوطنى وعلاقاته كبيره ومهمه لكن اتصاب بطلقه فى رجله وسوى معاشه وبيشتغل فى المول بدل ما يقعد فى الفراغ من غير شغل خصوصا ان ابويا وعمى شركاء فى المول 
داليا : طيب ده نكلمه ازاى ؟
خديجه : سيبى الموضوع ده عليا انا بعد ما نخلص مع اصحابنا نقعد مع بعض نتفق حنقول له ايه وانا حارتب معاه نقابله ودلوقت ياللا على المطعم 
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء__الاول
استمع جاسم فى مكتبه الى المرأتين بتركيز شديد بينما كانت داليا تقص عليه قصة زواجها مع على واكتشافها لعجزه بعد سرقة جواز سفرها ورفضه لعودتها لمصر وحكت له خديجه عن معاناتها معه وما لمسته بنفسها من سوء حالتها النفسية وبعدها اعاد ظهره الى الخلف عاقدا ذراعيه امام صدره مفكرا بعمق لدقيقة كاملة قبل ان يقول  
جاسم : مسكينه اتحملتى تعيشى تلات سنين مع زوج عاجز فى غربه ووحده ؟ ده لو جبل ما يتحمل الله يكون فى عونك اسمعى انا حاحاول الاقى طريقه سريعه اساعدك بيها ترجعى مصر انا ممكن اعمل وثيقة سفر لكن حتاخد وقت طويل حوالى شهرين ولازم زوجك اللى يعمل شهادة الضياع وكمان ممكن اتهمه بحاجات كتير زى الضرايب مثلا او انه بيشتغل فى منطقه خلاف منطقة كفالته او انه نقل كفالته وتركك فى منطقه وحدك لكن دى قضيه حتحبسه وممكن تاذيكى وممكن تفضلى هنا لحد ما تنتهى المحاكمه وانا مش عاوز كده انا عاوز حل سريع 
داليا : ارجوك انا خلاص اتحملت كل ده ومش قادره اتحمل اكتر من كده خلاص ما بقاش عندى طاقه 
جاسم : انا عارف علشان كده بادور على حل سريع انتى انسانه محترمه وانا باقدرك وظروفك اللى حكيتيها فى المرتين تخلى اى راجل عنده مروءه يساعدك غير انك جايه من طرف خديجه ودى بنت عمى وليها مكانه خاصه عندى وعند العيله كلها 
داليا : طيب ايه هو الحل السريع ؟
جاسم : لا سيبينى يومين وان شاء الله الاقى حل 
خديجه : جاسم مش حاوصيك داليا دى عندى اغلى من روحى وعاوزه اشوفها مسافره بكره قبل بعده ولو ان قلبى حيتقطع على فراقها 
جاسم : اتطمنوا انا باذن الله حاعمل المستحيل ومهما كانت الظروف حاشوف حل انتوا سيبوها على الله ثم على العبد لله
.....................
قرر حاتم انه حان الوقت لمواجهة الحاج مهاب لابد ان يذهب اليه ويستمع مباشرة من الرجل الذى اختلفت الاراء بشانه وحاول جمع معلومات اكثر عنه فوجد ان كل المعلومات الواردة تؤيد ما قاله احمد وتنفى تماما ما ذكرته داليا ولذلك عزم على السفر الى البحيرة فى اقرب وقت ممكن 
وقبل السفر حين كان فى الكافيه عصرا كالمعتاد وجد ابراهيم حارس العماره التى تسكن فيها داليا يدخل اليه الكافيه  
ابراهيم : جوده رجع يا حاتم بيه 
كان زوج ام داليا قد اختفى تماما منذ وفاتها وقد عاد الان فجاة فلماذا ؟ 
اشار لابراهيم بالجلوس وهو يمسك هاتفه طالبا محروس 
حاتم : ازيك يا محروس مشغول فى الورشه واللا فاضى ؟ 
محروس : ولو مشغول افضالك يا باشا عشر دقايق اكون عندك 
حاتم : عاوزك تجيب معاك كام راجل من رجالتنا 
حضر محروس ومن معه وطلب منهم حاتم طرد جوده من الشقة واسر حاتم لمحروس ببضع كلمات فابتسم مشيرا لعينيه قائلا 
محروس : من عينيا 
اصطحبهم ابراهيم الى العمارة وصعدوا الى الطابق الخامس امام شقة داليا ودقوا الجرس وفتح لهم جوده فبادره محروس 
محروس : انت بتعمل ايه هنا ؟
جوده : انت مين اصلا علشان تسألنى باعمل ايه فى بيتى ؟
ابراهيم : بيتك ؟ الشقه دى شقة الست داليا وانت مالكش اى صفه علشان تدخلها اصلا ياللا ورينا عرض كتافك  
رد جوده بتحدى 
جوده : طيب ياللا من هنا بدل ما اطلبلكم البوليس 
فضحك محروس بسخرية قائلا 
محروس : انت عارف نمرة البوليس واللا تحب اقولهالك ؟ انت شكلك مش حتيجى بالذوق 
مد يده يجذبه من ملابسه خارج الشقة بينما اسرع ابراهيم ينزع المفتاح من داخل الباب ومحروس يقول 
محروس : انت حتيجى معايا عافيه كده تكلم حاتم باشا 
سحبوه رغما عنه حتى الكافيه واوقفوه امام حاتم الذى قال دون ان ينظر اليه 
حاتم : انت راجع تانى ليه ؟ مش خلاص مراتك ماتت ؟ 
جوده : وانت دخلك ايه مش كفايه فضحتنا فى المنطقه ؟ 
حاتم : اخرس انا ما حصلش بينى وبين الانسه داليا اى حاجه وعمر ما حد فى الدنيا يقدر يجيب سيرتها بكلمه قدامى 
جوده : وانت ايش عرفك ان قصدى على داليا ؟
استعاد حاتم هدوؤه قائلا 
حاتم : قصدك واللا مش قصدك انت اقل من انى اتكلم معاك انت مالكش اى صفه تقعد فى الشقه ولا المنطقه كلها دى منطقه نضيفه مش من مقامك اظن انت فاهمنى واللا تحب اوضح ؟
جوده : لا والله مش فاهمك كل اللى فاهمه ان دى امور بلطجه 
حاتم : سميها زى ما تسميها لكن الاول اقرا الكشف ده 
ناوله ورقة فنظر اليها جوده فاصفر وجهه وقال باضطراب 
جوده : ايه ده ؟ انت قصدك ايه ؟ 
حاتم : قصدى تغور من سكات احسن ما افسر اللى فى الورقه دى للناس كلها ولو عاوز تبلغ البوليس وما عندكش رصيد انا تليفونى تحت امرك 
مد يده بالهاتف وهو ينظر بتحدى فقال جوده بارتباك 
جوده : انا ما اعرفش حاجه عن الاسماء دى 
حاتم : معقول ؟ يا واطى يا خسيس بتنكر الستات الغلابه اللى اتجوزتهم وقلبت فلوسهم ورميتهم يا نصاب ؟ حاجه تكسف بصراحه ما كنتش اتوقع ان فيه ناس زباله بالشكل ده 
جوده : انت كداب انا ...
قاطعه محروس بصفعة على قفاه قائلا 
محروس : اتكلم مع الباشا بادب يا نصاب يا واطى 
حاتم : يا محروس عادى سيب الكلب يهوهو ما علينا قصر الكلام انت تاخد بعضك من سكات وما اشوفش وشك هنا تانى علشان انا اللى حاطلبلك البوليس على فكره نسيت اديلك الكشف ده 
كان الكشف هذه المرة بارقام بعض قضايا النصب التى رفعتها عليه عددا من الضحايا والحكم الصادر فى كل قضية فاستولى الخوف على جوده ولكنه حاول التماسك والقى باخر اوراقه قائلا 
جوده : انا حامشى بس الكلام ده يخص الحاج حامد مش انت وصدقنى حيزعل
حاتم : هاهاها تصدق بالله لولا انى واثق انه حيزعل يمكن ما كنتش عملت كده هاهاها انا باعمل كده علشان يزعل ابقى قول له انى مستنيه 
جوده : طيب وهدومى وحاجتى 
حاتم : حاجة ايه ؟ مش كل ده اللى جايبينه الحريم ؟ عموما اطلع لم هدومك بس وانزل معاه يا رجاله 
صعدوا الى الشقة بصحبته فوجدوا ملابسه معدة فى حقيبتين كبيرتين فقال محروس ساخرا 
محروس : الله اكبر انت كنت جاى تلم حاجتك وتخلع ورينى الشنط دى فيها ايه 
قاموا بتفتيش الحقائب ليجدوا مجوهرات رجاء وبعض التحف الثمينة بين الملابس التى اخرجها محروس والقاها على الارض 
محروس : ادى اللى كنا عاملين حسابه 
جوده : ده دهب مراتى 
محروس : لما ترجع بنتها بالسلامه من السفر ابقى اتفاهم معاها 
اشار الى ابراهيم فحمل الحقائب الفارغة ودخل بها الى احدى الغرف فصاح جوده 
جوده : انتوا واخدين الشنط على فين ؟ 
محروس : الشنط دى ما تخصكش مش كده يا ابراهيم ؟
ابراهيم : الشقه وكل قشايه فيها بتاع الست داليا لا هو ولا المرحومه مراته ليهم حاجه فى الشقه 
جوده : طيب وانا اخد هدومى ازاى ؟
قال محروس بسخرية وهو يشير لرجاله 
محروس : انزل لمهم 
وعلى الفور حمل رجاله الملابس والقوها من البلكون الى الشارع وطردوه واغلقوا الشقة وعادوا الى حاتم الذى طلب من ابراهيم ان يحتفظ بالمفتاح لحين عودة داليا 
......................
مساء الخير 
اى كاتب سواء فى بداية طريقه او حتى لو وصل لاعلى مراتب الشهرة همه الاساسى وهو بيكتب بيبقى راى الجمهور المتلقى واكتر ما يسعده كلمات الاشادة والثناء على جهده وفكره لذلك ارجو ما تبخلوش عليا بتعليقاتكم سواء مدح او نقد او ملاحظات لان الملاحظات دى بتبقى مؤشر استدل بيه فى اعمال تانيه واتمنى تكون الرواية لاقت استحسانكم 




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close