اخر الروايات

رواية طليقة الشيخ سالم الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم سالي دياب

رواية طليقة الشيخ سالم الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم سالي دياب


 


                                              

بسم الله 


+



...............


+



هالله هالله يا دار عزيز... توقف كم هائل من سيارات التويوتا امام المبنى الموجود به الشيخ سالم والشيخ احمد... ونزل منها رجال قبيلة العزايزة... مدججين بالاسلحة....


+



خرج الشيخ سالم ومعه الشيخ احمد وانضم اليهما الشيخ خالد ليقفا اثنتيهم وفي نصفهم زعيم السواركه الشيخ سالم ابن مجاهد السويركي....


+



نزل من احدى السيارات بشموخ زعيم العزايزة... الشيخ كمال العزيز.... اقترب من الشيخ سالم ومن حوله رجاله المدججين بالاسلحة عينيه على احمد بالتأكيد لا يوجد احد غيره فبالطبع هو..... من قتل شقيقي!!!!....


+



واحمد ابتلع هذه الغصة المريرة في حلقه عندما تذكر ما حدث في الماضي....


+



فلاش

...........


+



كان احمد طفلا يبلغ من العمر 14 عاما... وذات يوم اصر على والده الشيخ جلال السويركي رحمه الله ان يصطحبه معه الدوار بالبر...((مخيم البدو في الصحراء))...


+



فخضع الشيخ جلال لابنه الوحيد و أخذه معه.. في ذلك الوقت كان الشيخ سالم يبلغ من العمر 24 عاما... وكان والده متوفي وهو في سن ال 19.... وكان من المفترض ان عمه الشيخ جلال هو من يتولى زعامه القبيله ولكن... رفض عمه رفضا قاطعا ووكله لزعامه القبيلة نظرا لدهاءه وذكائه وحكمته المعروف بهم رغم صغر سنه....

=يابا ودي امرح بالسياره...

قالها احمد هذا الطفل الذي يبلغ من العمر 14 عاما ليرد عليه الشيخ جلال...

=لا يا احمد....

=ليييش.... انا بعرف سواجه...

ضحك الشيخ سالم الذي كان يجلس بجانب عمه وقال بمزاح..

=كيف بتعرف سواجه وانت رچلك ما بتطول الفرامه؟!!!...


+



تذمر احمد واصر عليهما كثيرا..... فخضع والده لطلبه مرة اخرى ... رغم رفض الشيخ سالم ولكن لم يستمع اليه الشيخ جلال وذهب مع ابنه الوحيد لكي يأخذه في جوله بالسيارة... جعله يجلس في المكان المخصص للسائق وهو جلس بجانبه... وكما قال احمد هو يجيد السواقه رغم انه صغير السن ولكنه حقا يتقن القياده...


+



لذلك كان يجلس والده بجانبه فقط لكي يوجهه وهو كان ينتقل بالسياره ويحركها رويدا رويدا... والشيخ سالم كان يتكئ في المخيم على المسند وهو يتابعهما بعينيه الثاقبة...


+



اتسعت عينيه وهب واقفا عندما ظهرت سيارة في وسط الصحراء تسير بسرعة مهولة ظن ان هذه السيارة ستصطدم بسيارة عمه وشقيقه الروحي ولكن حدث العكس عندما حاول سائق السيارة ان يتفادى الصدام ومن الواضح انه لا يملك فرامل لذلك لم يستطع التحكم في السيارة....


+



والشيخ جلال كان يحاول تفادي الاصطدام ولكن للاسف دخلت سياره الشيخ جلال في سيارة الشاب الاخر بقوة من جانب السائق فسقط صريع الموت على الفور....


+



وهذا الشاب كان يبلغ من العمر 19 عاما وكان ابن احد كبراء القبائل... قبيلة دار عزيز.... او العزايزة.... الذين للاسف لم يتفهموا ان ذلك كان حادثا... ووقع اللوم على الشيخ جلال وابنه الشيخ احمد....


+




     

باك

........


+



كانت هذه الحادثة التي حدثت منذ 10 سنوات وفتحت ابواب من الدماء بين القبيلتين.... ولا زالت بحور الدماء مستمرة لن يصمت العزايزه الى ان ياخذوا بثأرهم.... ولن يسمح السواركه بقتل ابن الشيخ جلال رحمه الله....


+



وها هم الان يقفون في المواجهة بعد 10 سنوات... على هذه الحادثه... هذه الحادثة التي لم يقتنع العزايزه حتى اليوم انها مدبره لابنهم الراحل فلقد حقق الشيخ سالم بالأمر وتفاجأ بأن فرامل السيارة كانت منزوعة لذا هذا الشاب كان ميت ميت ولكن حظه السيء اوقعه في طريق الشيخ جلال وابنه....


+



=الحين وقت الوفاء بالدين... ودنا الشيخ احمد...

=مالكم عنا دين... قلناها من 10 سنين وبنرجع نقول مره ثانيه ابنكم انقتل بفعل فاعل... الشيخ احمد ما سواها....


+



نظر خالد الى الشيخ سالم وقال باستغراب مزيف...

=الشيخ احمد... وين الشيخ احمد.... مو هو عايش بره البلد....

لف الشيخ سالم ذراعيه خلف ظهره وقال=اااي... ما بعرف وش جايبهم هالحين وعن اي طار بيتحدثوا...


+



نظر الجميع الى بعضهم باستغراب ثم توجهت جميع الانظار الى احمد الذي قال باللهجه العامية...

=مين الشيخ احمد يا شيخ سالم... ومين الناس دول....


+



نظر الجميع الى بعضهم بعين متسعة فحقا ظنوا انه هو الشيخ احمد... فلقد اخبر احد الجواسيس المدسوسون بين رجال الشيخ سالم زعيم العزايزة بأنه عاد في صباح اليوم.... ذهبت عينيه تلقائيا لهذا الرجل الذي أوصل له المعلومة ثم ابعدها سريعا حتى لا يلاحظ احد ولكن في الحقيقه لاحظها زعيم السواركه....

فرد ظهره وارتفعت رأسه ونظر الى الشيخ كمال العزيز بتحدي عندما قال من بين اسنانه....

=عز الله اني راح يجي يوم وراح احرق قلوبكم يا سواركه على اعز ما تملكوا...


+



عقد الشيخ سالم حاجبيه و قال باستغراب ساخر...

=يابييييااه...جزاا لبيّه لقعه.... يا رجال قلت لكم من ذيك اليوم اني لقتل اخوك واحد منكم...

((يا الهي هذا جزاء المعروف الذي قدمته لكم... يا رجال لقد اخبرتكم منذ ذلك اليوم أن قاتل اخوكم واحد منكم))...


+



فور ان انتهى الشيخ سالم من حديثه كانت الاسلحة جميعا ترتفع في وجهه.... وكرد فعل طبيعي ارتفعت اسلحة رجال الشيخ سالم على الفور.... رصاصة واحدة إذا انطلقت ستبدأ معركة شرسة هنا....


+



رفع الشيخ كمال سبابته في وجه الشيخ سالم وقال بتهديد..

=الله في سماه ما راح اعدها لك على خير يا ابن السواركه...


+



تغيرت نبرته الى نبرة ساخرة متوعدة =سمعت انك عندك ولد الشيخ تميم... مو اسمه تميم...وااااه...


+




        

          


                

انقطع حديثه عندما تلقى لكمة اطاحت به ارضا من الشيخ سالم الذي لم يتحمل تهديده الواضح بأنه سينتقم منه في ابنه الوحيد.... صرخ النساء في الاعلى وفزع الاطفال عندما استمعوا لصوت الاعيرة النارية التي انطلقت في الخارج لتبدأ معركه شرسه بين ابناء القبائل....


+



لم تنتهي هذه المعركه إلا بسقوط اثنين من ابناء ال عزيز و إصابه أربعه من رجال الشيخ سالم وايضا إصابه خالد الذي كان يحتمي في احدى السيارات و أتت الرصاصه من الخلف لتصيب كتفه...


+



انسحب ابناء قبيله العزايزة سريعا... فور أن بدأت تنفذ ذخيرتهم....قبل ان يصعد الشيخ كمال سيارته كان يصيح بألم بعد أن تلقى رصاصة اخترقت فخذه من سلاح الشيخ سالم الذي غلت الدماء في عروقه فور ان سقط خالد صديقه....


+



فروا هاربين بعد ان التقت نظره الشيخ كمال والشيخ سالم بنظره لا توحي بأن القادم خير وان بحور الدماء هذه لن تنقطع الا...ااممم.... برأس تميم....


+



وهذا الشيء لن يقبل به الشيخ سالم مهما كلف الامر... نفرت عروقه فما توقعه حدث فهذا الشيء الذي حدث الان احد اسباب انه لم يُعِد ابناؤه من الخارج...


+



كان يعلم بأن العزايزه لن يهدؤوا الا برأس احدا منهم.. غطى على ابن عمه ولكن الان ابنه في المواجهه...


+



تم نقل الشيخ خالد الى قصر الشيخ سالم وقام بجلب طبيب لكي يعالج كتفه.... وها هو الان داخل احدى الغرف يصيح متألما لينقبض قلب حبيبته التي تقف مع النساء في بهو القصر... الشيخ سالم يجلس كالاسد الجريح.... عينيه معلقة على ابنه تميم...


+



الذي يجلس بجانبه ويبدو الارتباك والخوف على ملامحه الصغيرة... اخذ نفسا عميقا من انفه وارتفعت عينيه الى ابنته المدللة التي كانت تتوسط احضان والدتها وتبكي بقوة هي ووالدتها فحقا صوت صياح خالد كان يقطع وتين القلب....


+



خرج الطبيب من الغرفة... ليقترب منه الجميع ويقول احمد بقلق..


+



=طمني يا دكتور...


+



رد عليه الطبيب=الحمد لله خرجنا الرصاصه هو بس حرارته هتعلى وده شيء طبيعي... اهم حاجه الرعايه والتغذيه وانا هاجي كل يوم اغير له على الجرح ... المهم الادويه دي تيجي وياخدها في ميعادها....


+



اخذ الشيخ احمد الورقه المدون بها الادويه من الطبيب... واوصله للخارج.... ارادت تسنيم ان تهرول للداخل لكي تطمئن عليه ولكن التزمت مكانها احتراما لشقيقها الكبير...


+



وشقيقها الكبير امسك يد ابنه وتوجه الى الداخل لكي يطمئن على خالد.... كاد خالد ان يعتدل ولكن منعه الشيخ عندما رفع يده بمعنى لا تتحرك اقترب منه ووضع يده على كتفه السليم ثم قال بمزاح وهو يضغط عليه عدة مرات....

=شدي يا رجوله شدي.... ايش صار يا شيخ خالد رصاصه طاحت بيك في الفراش....يم... راح نأجل ميعاد الزفاف لحين ماااا...


+




        

          


                

=للللا...اااه...


+



اعترض الشيخ خالد وهو يعتدل بصورة مفاجئة.... سرعان ما تحول الاعتراض إلى ألم من تحركه المفاجئ.... فتمدد مره اخرى على الفراش وقال بألم وهو يضع يده على كتفه المصاب....

=يا الله يعني يوم ما يرضوا عني ويدوني البنيه اتصاب برصاصه....


+



ضحك الجميع عليه.... حتى تسنيم التي كانت تبكي من تمزق قلبها عليه....رفع الشيخ سالم عينيه فالتقى بعيناها السوداء التي احمرت من شده بكائها... ابعدت هي عينيها عن مرمى بصره.... قبلت ابنتها التي غفت على كتفها نظرت لنرجس عندما قالت لها...


+



=روحي يا بنيتي نيمي البنت... وكمان خدي تميم يا اللي صار اليوم كان مفزع خافوا الطنيات....


+



=الكل يروح يرتاح.... وسيبوا خالد يرتاح....


+



قال الشيخ سالم هكذا بامر للجميع حاول الشيخ خالد ان يعتدل وهو يقول...

=انا راح قوطر....واا...


+



=تمشي تروح فين انت قادر تتحرك.... انت مجنون يا خالد...

=والله طاح خالد من خالد يلا خرجت ما بين شفافك..ااااه...


+



احمرت تسنيم بأحمر الخجل عندما ادركت ما تفوهت به وصرخ هو متألما عندما ضربه الشيخ سالم على كتفه المصاب فصاح متألما.... رفع عينيه له وابعدها سريعا عندما رأى هذه النظرة النارية... دخل احمد بعد ان اعطى احد الرجال الورقه المدون بها الادويه لكي يجلبها... ثم قال للجميع...

=هو مش المفروض ان في مريض ولازم راحه انتم قاعدين حواليه ليه....


+



ابتسموا جميعا واقتربت منه الشيخه نرجس والشيخه نعمه وقاموا باحتضانه بحنان.... ورحبت به تسنيم بمزاح....

=احنا صِعنا قوي... هويه مزوره وعمرو وشيف لا لا ده انا كده اتغر...


+



كاد احمد ان يتحدث ولكن التفت الجميع عندما قالت رغده لصديقتها....


+



=لا وكمان ضيفي عليهم كداب درجه اولى.... خدعني اربع سنين هو واخوكي....


+



نظرت اليهما هما الاثنين واكملت بغضب يملأه الكره...

=وانا كنت زي العبيطه مصدقه...


+



كاد عمرو ان يتحدث ولكن قطعته عندما وجهت حديثها الى ابنها قائله...

=تميم... Go to sleep now...( اذهب للنوم الان)


+



نظر تميم الى والده ثم قال...

=Good night...( تصبحوا ع خير)


+



انحنى عليه والده وطبع قبلة عميقة على رأسه ثم أشار له بالذهاب.... اخذت رغده طفليها وتوجهت الى الاعلى والشيخ يضغط على اسنانه بقوه... نظر الى احمد الذي بادله النظره بأسف ثم توجه الى الخارج قبل ان يخرج تماما وقف بجانب شقيقته تسنيم وقال....


+



=10 دقائق... و اشردي لجناحك....


+



تبسمت شقيقته عندما فهمت عليه ثم اقتربت وقبلت كتفه وقالت...


+



=الله يديمك لينا نعمه...


+



هز رأسه ثم نظر الى شقيقته الاخرى التي تقف في احدى الزوايا بعيده عن الجميع.... فهي ابتعدت عن بصر الجميع خجلا من تصرفاتها وخاصة رغده التي من المؤكد انها غاضبه منها الان دمعت عين فرح عندما اشار لها شقيقها بالاقتراب فاقتربت منه وعينيها ارضا باستيحاء....


+




        

          


                

شعر الشيخ احمد بالشفقه عليها فلقد سرد له الشيخ خالد كل ما حدث معها... فبالطبع لما يخفي الشيخ سالم ما حدث معه على صديقه وابن عمه.... لذلك هو يشفق عليها كثيرا...

وشعر بتأنيب الضمير فهذه الحيه المسماة شقيقته هي من أثرت عليها تأثير سلبي واستغلتها اسوء استغلال.... لذلك يكن لها العذر.... فهو يعلمها منذ أن كان صغيرا... ففرح اكبر من احمد بسبع سنوات....


+



فهي في ال 31 من عمرها.... واحمد يبلغ من العمر 24 عاما.... ولكن في الحقيقه لا يبدو عليها ففرح ملامحها رقيقه ...قصيره بجسد متناسق وانوثه فتاكه... بشرتها خمريه وعينيها عسليه ولديها شفتين تشبه خاتم سليمان نعم قال هكذا في سره.. في الحقيقه لم يتمكن من رؤيه خصلات شعرها لانها محجبه وهذا الشيء اعجبه كثيرا....


+



انزل عينيه ارضا بعد ان كان يلتهم ملامحها الرقيقه... وفرح اقتربت من شقيقها....وشقيقها سحبها تحت ذراعه و قَبّل رأسها بحنان ثم قال...


+



=نحن بشر وغلطنا وارد اهم شيء نتعلم من غلطنا... ما بدي اياكي تحزني على هذا النذل... لانه ما بيليق فيكي...


+



امسكت يده وقبلتها باحترام ثم قبلت كتفه وقالت من بين دموعها...

=يا عسااني ما اذوووق فيك حرّق... بالله عليك تسامحني وتخلي رغده تحاول تسامحني... انا راح اتأسف لها وراح انحني على يداا....


+



=انطمرررررري....


+



فزعت فرح عندما صاح بها شقيقها هكذا منفعلا ثم اكمل حديثه برفع سبابته امام وجهها...

=اياكي اسمعك مره ثانيه تقولي انحني على يد احد.... مهما كان مين.... انتي بنت الشيخ مجاهد السويركي بنت اكبر قبيله بسينا... يلا يا صار صار.... انقطع الحديث....


+



نعم انقطع الحديث... وانشرح قلب شقيقته فتبسمت من بين دموعها.... وهو تركها وتوجه الى الاعلى.... اقترب احمد من فرح واخرج منديل اخر واعطاه لها وهو يقول باللهجه العامية....


+



=المناديل قربت تخلص عيب كده...


+



اخذت فرح منه المنديل وهي تبتسم... جففت دموعها ومسحت وجهها بالمنديل.... انزلق وشاحها للخلف قليلا... فلمعت عين احمد عندما رأى خصلاتها الناعمه السوداء... امسكت فرح طرف وشاحها سريعا وغطت الجزء الذي ظهر من شعرها وهي تنظر لاحمد بخجل....


+



واحمد من المفترض انه يبعد بصره ولكن يبدو انه لم يستطع ونظر داخل عينيها العسليه.... التي جعلته يبتلع لعابه ولم يستطع مقاومه هذا المغناطيس الذي يجذبه ليغوص اكثر في عسليتيها.... ولكن للاسف اضطر ان يبتعد مرغما عندما انزلت فرح عينيها سريعا بخجل.... بل توجهت الى الخارج... بخطوات مرتبكه عندما انصهرت من نظراته....


+



التفتت الى الخلف وهي تتنفس بقوه غير مدركه هذه النظره التي رأتها في عينيه.... رأته يتابعها بعينيه الوقحة ويبتسم ابتسامة ساحرة ابعدت بصرها سريعا وركضت للاعلى.... مما جعل ابتسامته تتسع اكثر...


+




        

          


                

توجه الجميع الى الخارج... ومعهم الشيخ احمد الذي سيقيم معهم بناء على رغبة الشيخ سالم.... فبعد ما حدث اليوم لن يستطع المخاطره وتركه يذهب للاقامه في منزل والده لذلك اضطر ان يخضع لطلب الشيخ والاقامه معهم هنا في القصر...


+



التفتت تسنيم برأسها لخالد فور ان خرج الجميع.... توجهت اليه بخطوات متألمة وعينيها لا تكف عن زرف الدموع... فحقا تألم قلبها من مظهره....


+



هي متألمه وحزينه عليه... وهو يبتسم بحنان وقلبه ينبض بعنف فهي الان تبكي حزنا على ما حدث له... اذاً هي تعشقني كما اعشقها.... وتشعر بألمي كما اشعر بألمها...


+



سحبت احد المقاعد وجلست عليه بجانب الفراش ثم قالت ببكاء...


+



=قلبي وجعني عليك...


+



=سلم الله قلبك من الوجع...


+



ابتسمت بخجل ونظرت ارضا... ألقى هو نظرة عبر الباب المفتوح ثم التفت لها رفع يده وكاد ان يضعها اسفل ذقنها لكي يرفع رأسها ولكن...اااه... فاجأته هي بصفعه على ظهر يده لتبعدها بعيدا بعنف وتقول بشراسه...


+



=انت هتستعبط.... جرى ايه هو عشان اخويا قالي اقعد معاك واطمن عليك يبقى هسيبها لك سبهلله ولا ايه.... لا يا بابا فوق مش هتمسك ايدي غير بعد كتب الكتاب...


+



=جولي والله....


+



=والله....


+



اجابته بدون تردد ففاجأها هو بوقاحته=اااي... قلبي يتلوى من فرط غلاكي... وبعد عقد القران امسك ايدك فقط.... تسنيم حبيبتي انا بعد عقد القران... راح فضي بركتك...


+



اتسعت عينيها من وقاحته قابلها هو بابتسامة ماكرة... وقفت من على مقعدها وقالت بغضب وهي تتوجه الى الخارج...


+



=ما كانتش الرصاصه جت في لسانك ريحتنا من قله ادبك....


+



وقفت عند الباب وابتسمت عندما قال...


+



=يا من ملكتم مهجتي بهواكم بالله رفقا ارحموا خفقاني ما كنت أدري ما الغرام وما الهوى حتى تضرم فيكم نيراني... يا بنت الزين ارحمي خفقانه... ومطقيني مطقه صغيره لحلق في سمانا...


+



التفتت اليه والقت له قبلة في الهواء ثم ركضت الى الخارج... وهو فتح فمه واتسعت عينيه بعدم تصديق من فعلتها...وو...

=ااه...جلبي....اااااه يا جرحي...


+



صرخ في البدايه بهيام... تحول الى ألم عندما ضغط على جرحه دون قصد فصاح متألما....


+



,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,


+



دخل الشيخ الى جناحه... وتوجه الى غرفه النوم... رأى زوجته تدثر طفليه اللذان يتوسطان الفراش الواسع.... تنهد بهم ثم توجه الى الداخل وهو يفك ازرار عباءته....


+



نزع شامخه ونزع قفطانه... ثم توجه الى المرحاض لكي يرخي عضلاته بحمام دافئ.... وهي كانت تراقبه بطرف عينيها في الخفاء.... وعندما اختفى داخل المرحاض... توجهت الى حقيبتها التي تم نقلها الى هنا في صباح اليوم.... وقامت بفتحها اخرجت منامة حريريه باللون الابيض.... مكونه من بنطال طويل وواسع...


+




        

          


                

وقطعة علويه بازرار تبين جزء من بطنها وذو فتحتين كبيرتين من كلا الجانبين.... بدلت ملابسها وارتدت المنامة.... التفتت وهي تغلق ازرارها تزامنا مع خروجه من المرحاض وهو يلف منشفه حول خصره واخرى صغيره يجفف بها خصلاته الكثيفه....


+



ارتفعت اعينهما هما الاثنين في آن واحد.... وتلقائيا نزلت هي بعينيها لصدره الصلب و عضلات معدته القويه.... وهو فعل المثل عندما نزلت عينيه الى مفارق نهديها التي كانا يظهران بسخاء من فتحة القطعة العلوية ويبدو انها لا ترتدي حمالة صدر.... انزلت هي عينيها و أغلقت أزرار المنامه وتوجهت الى الخارج تحت انظاره الثاقبه....


+



ألقى المنشفه على الارض ثم توجه الى ملابسه... رفعت هي رأسها بعد ان جلست على الفراش بجانب ابنائها ابعدت عينيها سريعا عندما نزع المنشفة و اصبح عاريا امامها.... وهو اخرج شورتا قصيرا.... وقام بارتدائه.... قام بهندمة خصلات شعره ثم نثر احدى العطور على كف يده ومسح ذقنه وشاربه بهذا العطر المخصص له..... توجه الى الخارج.... نظر لها وهي تعبث بهاتفها بيد واليد الاخرى تمررها في خصلاتها الطويله....


+



اقترب منها سحب الهاتف و ألقاه على الفراش فتلقائيا رفعت عينيها له بحده... فتحت فمها لتتحدث ولكن منعها عندما وضع كف يده على فمها.... ثم اشار لها بعينه على الاطفال... ابعد يده وقال بهمس...


+



=جومي ودي اتحدث معك....


+



كادت ان تعترض ولكن لم يعطها الفرصة بل تركها وتوجه الى الخارج.... زفرت هي بضيق... ثم انسحبت من الفراش بهدوء وتوجهت خلفه اغلقت الباب حتى لا يستمع الاطفال لصوتهما وتوجهت اليه عقدت ذراعيها امام صدرها ووقفت امامه وهو جالس على الاريكه ثم قالت...


+



=نعم عاوز ايه على ما اعتقد ما فيش كلام بينا....


+



وضع سيجارته في فمه وقام باشعالها.... ثم فرد ذراعه على ظهر الاريكه رفع عينيه لها فزفر دخانه في الاعلى فوصل الى وجهها.... مما جعلها تتراجع الى الخلف خطوه أشار لها برأسه وقال...


+



=اجلسي....


+



كادت ان تعترض ولكن ابتلعت اعتراضها مع لعابها الذي انزلق بصعوبه من حلقها عندما قال من بين اسنانه...


+



=الله في سماه انا ما طايق حالي لا تخليني افرغ غضبي فيك...


+



تنهدت بضيق ثم توجهت للجلوس على الاريكه بجانبه فلا يوجد في هذه الغرفه غير هذه الاريكه ومقعدين صغيرين في احدى الزوايا وامامه طاوله صغيره... اما هي خضعت لامره ليس خوفا منه بل عندما شعرت حقا انه غاضب ويوجد شيء ما لذلك جلست بجانبه وقالت...


+



=اديني اترزعت ممكن تقول عاوز ايه عشان عايزه انام....


+



التفت برأسه اليها وضيق عينيه وهو يسحب من سيجارته وعينيه معلقه عليها... نظرت هي له بطرف عينيها رأته ينظر لها بهذه الطريقة فنظرت امامها مره اخرى ارتبكت واهتزت قدمها بتوتر عندما طال صمته وطالت نظرته.... وهو لم يتحدث الا عندما انتهى من سيجارته تماما....


+




        

          


                

وضع عقبها في المطفأة... ثم قال وهو يستند برأسه على يده...


+



=امممم... وبعدين معاكي....


+



عقدت حاجبيها ثم نظرت اليه بعدم فهم... اعتدل هو في جلسته عقد ذراعيه امام صدره وقال بجديه...


+



=وبعدين معاكي اربع سنين ما كفوكي... الحين ودك تاخذي جنب وتعملي فيها الزعلانه....


+



ردت عليه باستنكار=اعمل فيها الزعلانه.. وهو لما انت تكذب عليا وتعيشني مغفله كل ده وفي الاخر مش عايزني ازعل... لا يا سالم انا مش زعلانه.... مش من حقي ان انا ازعل طبعا لان انت شايفني غبيه ما بعرفش اتصرف.... عشان كده استقليت بيا وما حكيتليش على اللي حصل معاك....


+



=امممم... ولو كنت حكيت لك ويش كنتي بتسوي...


+



=اكيد كنت را...


+



=اكيد كانت غريزه الكيد راح تشتغل فيكي وما راح تدركي اي شيء غير انك تكيدي غيرك لا تنكري حديثي ولا تقولي لي انك مانك كياده رب العباد ذكر في القران ان كيدهن عظيم فلا تقنعيني انك مانك كياده لاننا بعرفك اكثر من حالي انت ما عندك احساس بالمسؤوليه وما عندك ثقه في حد ..وعيتي على الدنيا وعيشتي في كنف ابوك ودلاله وبقيتي بنت ابوك الوحيده المتدلله اللي اي شيء بتكون عايزاه بيكون تحت رجليها واتجوزت من شيخ عرباوي فعل المثل وما قصر معك بشيء حبيتك اكثر من حالي وانت قابلتيني بقله الثقه والهجر... لو كنت حكيت لك عن اي شيء حدث معي ما كنت راح اعرف احميكي انت واولادي.... الحين انا بين نارين.. محاصر في عنق زجاجه.... من جهه ابن عمي يا اللي ابوه وصاني فيه ومن جهه ابني الوحيد....هااا... قولي لي يا مدام رغده عندك حل لها الموضوع ....هممم... يلا انا سامعك....


+



اتسعت عينيها بهلع فهي علمت بأمر هذا الثأر الذي في عنق احمد ولكن لم تدرك ان ابنها دخل في هذه الزاويه التفتت اليه و أمسكت يده و أدمعت عينيها لتقول بصعوبه من شده صدمتها.....

=يعني ايه يا سالم... يعني ابني هيروح ضحيه حاجه ملهوش ذنب فيها.... هيقتلوا تميم... احنا لازم نبلغ..


+



=انطمري الله يلعنك...


+



صاح بها منفعلا وامسك ذراعها بقوه ليضغط عليه بغضب فهي تقلل من شأنه... دون قصد منها ...أهانته عندما قالت نلجأ الى احد وهو كرجل عربي دمه حر لم يستطع الصمت على ذلك... ضغط على ذراعها بقوه جعلتها تتألم ثم قال من بين اسنانه بشراسه... 


1



=ايمت راح تدركي ان زوجك ما حدا يقدر ينطح معه راس.... ليش دايما تتعمدي تجللي من شاني.... ليش مستخفيه فيني....


+



وضعت يدها على معصمه وقالت ببكاء...

=انا ما كنتش اقصد كده انا خايفه على ابني... انا فاكره انك حكيت لي على حاجه حصلت زي كده هنا في قبيله في سيناء والموضوع ما تحلش غير لما اتساوى وقتلوا واحد من العيله الثانيه.... ودلوقتي انتوا لسه قايلين تحت انكم قتلتوا اتنين كمان منهم.... يعني العيله الثانيه دي مش هتهدى غير لما تقتل حد فيكم....


+



بكت اكثر وتشبثت في ذراعه واكملت بانهيار....


+



=ولادي يا سالم تميم هيروح ضحيه طار.....


+



تنهد وقام بسحبها ليعانقها بقوه... وهي بكت بقوه على صدره العاري.... مرر يده على خصلاتها الطويله وقال بهم...

=ما حدا راح يمس اولادنا بالسوء.... انا من بعد الله راح افديهم بروحي.... راح لاجي حل.. رغده ما في راجل عرباوي بينتقم من عيل صغير....


+



رفعت عينيها لتنظر له بأمل... ابتسم هو مرغما ثم مسح دموعها بإبهامه وقال مطمئنا اياها...


+



=لا تخافي مستحيل يصير شيء لابني.... انا ما راح اقبل بها الشيء....


+



ابتسمت بسعاده من بين دموعها ولفت ذراعيها سريعا حول عنقه وبكت بسعاده.... وهو لف ذراعيه حول خصرها ورفع رأسه للسماء ليتنهد بقوه.... نعم لا يوجد رجل عرباوي ينتقم من طفل صغير ولكن الفاجعة انهم سينتظروا حتى يكبر الصغير ويقتلوه.... وهذا ما اخفاه على زوجته....


+



عانقها بقوه ودفن رأسه في تجويف عنقها... فهو اكثر شيء يحتاجه في هذا الوقت هو النعيم ببعض الراحه بين ذراعيها.... تشنجت عروقها عندما شعرت بانفاسه الساخنه تلفح عنقها.... ادركت الوضع وتراجعت الى الخلف تدريجيا وهو رفع رأسه من عنقها.... ولم يحرر خصرها بل ظل حبيس كفوفه...


+



رفعت هي عينيها تدريجيا لتنظر داخل عينيه الحاده.... وهو مرر بصره على ملامحها الجريئه باشتياق.... استقرت عينيه على شفتيها المغريه الذي يخرج منها زفير دافئ يشعر به على وجهه....


+



وهي تخدرت من نظرته... وارتخى جسدها بين كفوفه التي سرحت لتدخل داخل تلك المنامة القصيرة من الاعلي... وتستقر على ظهرها.... دفع جسدها باتجاهه ببطء وهو يقترب من شفتيها ورأسه تنحدر الى الجانب.... رفعت هي يديها على طول ذراعه لتستقر على كتفيه....


+



اغمضت عينيها وهو اغمض عينيه... عندما تلامست الشفتين... واختلطت انفاسهما.... ليقبلان بعضهما بشغف والكثير من الاشتياق....


+



سحب جسدها اليه اكثر... وهي تعلقت في عنقه.... وبادلته القبله.... التي شعرت انه سينتزع منها شفتيها.... من شده مصاته... المتلهفه لثغرها...همممم... خرجت هكذا ناعمه داخل فمه عندما ادخل لسانه داخل فمها لتغلق شفتيها عليه وتمتصه بتلذذ.... وصلت يده الى نهدها الذي ملأ كفه... ليعتصره بجنون.... ضغط بجسده على جسدها ليتراجع جسدها للخلف بالاجبار وتتمدد على الاريكه وهو فوقها....


+



بعد بين ساقيها.... ليتمدد بينهما.... رفع يده ليقوم بفك ازرار المنامة القصيره.... ثم نزل بقبلته مرورا من فكها الى حلقها الذي لعقه بلسانه... وقام بفتح فمه ليلتقط قطعة من عنقها ويمتصها بقوة.... رفع رأسه وكاد ان ينهال على شفتيها مره اخرى ولكن التفتا هما الاثنين بعين متسعه الى ابنته التي وجهت كاميرا الهاتف عليهما بعد ان كانت تتحدث في مكالمة مرئية مع احدهم وهي تقول بابتسامه سعيده....


+



=عمرو ... رغده وسلومتي اسطلتحوا... يوووولبي...


7



.....


1





الثاني والعشرين من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close