اخر الروايات

رواية دماء علي اوراق الورود الفصل السابع عشر 17 بقلم آثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورود الفصل السابع عشر 17 بقلم آثر توفيق


الحلقة السابعة عشر
قضى منيع ليلته ساهرا لم يغمض له جفن والاف الافكار السوداء تتصارع فى خياله حين يتذكر منظر على وهو يخرج من العمارة مرتعبا حاملا حقيبته بعد ساعة واحدة من عودته من سفر طويل .
ترى ماذا حدث هل تشاجرا وطردته ؟ اكثر ما يخشاه ان يكون تشاجر معها وتسبب فى ايذائها باى صورة 
هل .... قتلها ؟ 
فى الصباح الباكر صعد للطابق الثالث ودق الجرس وهو يسائل نفسه ماذا لو لم ترد ؟ هل يبلغ الشرطة ؟ ربما عرضها للخطر حين يعرفون ان على لم يعد مقيما هنا ويتركها وحيدة ؟ ربما اصابها ولم تمت وهناك فرصة لانقاذها ؟ ربما هى نائمة او مريضة وماذا لو فتحت الباب بماذا يبرر موقفه عندها ؟
داليا : مين ؟ 
الحمد لله انها بخير هل اهبط سريعا دون ان ترانى او ...
لم يطل تفكيره كثيرا فقد فتحت الباب لترى من الطارق 
داليا : حاج منيع ؟ خير يا حاج فيه حاجه ؟
منيع : انا .... اصلى .... اه كنت عاوز استاذ على فى موضوع 
داليا : على ؟ بس على سافر يا حاج 
منيع : سافر امتى ؟ انا لسه شايفه راجع امبارح 
داليا : اتصلوا بيه فى الشغل عاوزينه ضرورى سافر تانى بس خير يا حاج قوللى ايه الموضوع على لا حيحل ولا يربط 
لم يكن فى ذهنه شيء يقوله فتردد قليلا قبل ان يقول 
منيع : طيب اجى الضهر تكونى صحيتى براحتك انا جيت بدرى قلت الحقه 
انصرف سريعا وهو يفكر هل يعود ثانية ام يكتفى بان اطمئن عليها ؟ 
لم يستطع صبرا وبعد الظهر عاد اليها مرة اخرى بعد ان فكر فى حجة مقبولة 
منيع : صباح الخير يا ست الستات
داليا : صباح الخير يا حاج خير موضوع ايه اللى كنت عاوزنا فيه ؟ 
منيع : اصلى كنت عاوز اعمل صيانه للسباكه فى العماره كلها 
داليا : لا كده يبقى تدخل اعمل لك قهوه علشان الموضوع ده مش حينفع على الواقف كده اتفضل  
منيع : ما يصحش وعلى مش موجود 
داليا : معقول ؟ ده بيتك يا حاج انت لو تدوق قهوتى حتيجى كل يوم اتفضل يا حاج قبل ما حد من الجيران يشوفنا 
دخل واغلقت الباب واقتادته الى غرفة المعيشة ودخلت لتبدل ملابسها وتضع بعض الزينة لاخفاء اثر الدموع وعادت اليه سريعا 
داليا : خير يا حاج ؟
منيع : اصلى كنت عاوز اغير السباكه كلها واركب بولى بدل الحديد ولازم السباك ياخد المقاسات من جوه الشقق علشان كده كنت عاوز اعرف على حيبقى موجود امتى 
داليا : ودى حتكلفنا كام يا حاج ؟
منيع : لا دى على حسابى انا يا ست الستات بس هو وقت ما ييجى اجيب الراجل يرفع المقاسات وبعدين وقت الشغل اخليه يعمل شغل الشقه دى فى وقت برضه يكون على موجود فيه 
داليا : طيب ليه ؟ انت هات الراجل فى اى وقت وطالما انت حتبقى معاه انا حابقى متطمنه 
منيع : انتى شايفه كده ؟
داليا : طبعا انت وجودك جنبى بيحسسنى بالامان اكتر من على 
منيع : وانا اتمنى ابقى جنبك على طول 
مد يده يمسك بيدها بحنان فارتجفت وسحبت يدها فشعر بالحرج ووقف قائلا 
منيع : لا مؤاخذه ربنا يخليكى للاستاذ على 
داليا : اقعد يا حاج كمل القهوه هى ما عجبتكش واللا ايه ؟
منيع : دى احلى قهوه شربتها فى حياتى بس علشان المحل 
داليا : طيب كمل القهوه وانزل شوف المحل 
......................
غاب عدة ايام فنزلت هى الى المحل 
داليا : ازيك يا حاج منيع 
منيع : اهلا اهلا ست الستات نورتى 
داليا : انت .... ما جبتش الراجل ليه ؟
منيع : راجل مين ؟ 
داليا : السباك اللى قلت حيرفع المقاسات 
منيع : مقاسات ايه ؟ ااااه معلش اصل حصلت عندى مشكله بس حاجيبه بكره ... ينفع بكره كويس ؟
داليا : كويس يا حاج 
فى اليوم التالى صعد اليها بعد الظهر حاملا شريط قياس 
منيع : لا مؤاخذه يا ست الستات انا قلت اخد المقاسات انا ووقت الشغل يحلها ربنا 
داليا : طيب اتفضل يا حاج 
جلس فى الصالة ريثما اعدت القهوة وعادت 
داليا : خير ايه المشكله اللى حصلت عندك ؟ واللا موضوع خاص ؟
منيع : لا اصلى طلقت واحده من حريمى 
داليا : يا ساتر يارب ليه كده ؟
منيع : عادى النصيب 
داليا : استنى انت بتقول واحده من حريمك انت متجوز كام ؟
منيع : اربعه طلقت واحده من سنه وواحده الاسبوع اللى فات 
ضحكت بانوثة الهبت مشاعره وهى تقول 
داليا : اربعه متجوز اربعه يا حاج ؟
منيع : عادى دى عوايدنا نتجوز اتنين وتلاته واربعه عادى انتوا ما عندكوش فى مصر رجاله بتتجوز اكتر من واحده ؟
داليا : عندنا بس مش كلهم انا عن نفسى لو جوزى فكر يتجوز عليا اخنقه هو وهى واولع فى جتتهم وبعدها احطهم على شريط القطر يفرمهم 
منيع : ياساتر يارب الهم احفظنا هاهاها طب افرضى على ات ...
داليا : ليه السيره الهباب دى بلاش والنبى سيره على بابقى عاوزه ارجع ههههههههه
تصبب منيع عرقا وهو يتامل ضحكتها الجميلة وانوثتها الطاغية واقترب منها وفكر فى تقبيلها ولكنه تراجع
منيع : ط ط طيب اقوم استاذن انا علشان المحل 
داليا : والمقاسات ؟ 
منيع : مقاسات ايه ؟
داليا : مقاسات السباكه اللى جاى ترفعها 
منيع : اااااه معلش نسيت طيب فين الحمام 
اوصلته للحمام ودخل واغلق على نفسه ووقف حائرا كيف يرفعون تلك المقاسات ؟ برغم انه مارس العديد من الاعمال الا انه لا يفقه شيئا فى السباكة بالذات الم يمكنه اختراع سبب افضل للمجئ اليها ؟
خرج اخيرا وهو يطوى الورقة البيضاء ويضعها مع القلم فى جيبه 
منيع : باقول ايه يا ست الستات انا كنت جايب لحريمى اطقم دهب من كام يوم بس لما طلقت اللى طلقتها كان لسه الطقم عندى ممكن اجييه تشوفيه ؟ يمكن يعجبك 
داليا : وماله يا حاج هاته ولو عجبنى اشتريه منك 
منيع : تشتريه ايه ؟ انا قصدى هديه انتى ليه مش عاوزه تقبلى منى اى حاجه ؟
داليا : انا مش عاوزه اخسرك يا حاج 
منيع : تخسرينى ؟ انتى لو تقبليه تسعدينى ودهب الدنيا كله ما يغلاش عليكى 
ترددت قليلا قبل ان تحسم امرها قائلة 
داليا : خلاص يا حاج ما تزعلش هاته وهديتك مقبوله 
منيع : بكره بعد الضهر حيكون الطقم وصاحب الطقم بين ايديكى 
امسك يدها فجاة يقبلها بسعادة فشعرت بجسدها كله يرتعد بينما انصرف منيع وهو يكاد يرقص من السعادة 
......................
فى اليوم التالى حضر منيع وهو يحمل كيسا ورقيا من اكياس الهدايا واخرج منه علبة من القطيفة
منيع : اتفضلى يا ست الكل حاجه بسيطه مش من مقامك 
داليا : متشكره قوى يا حاج كلك ذوق ثوانى اعمل القهوه 
منيع : مش حتتفرجى على الطقم الاول ؟
داليا : طالما انت اللى جايبه اكيد حيعجبنى 
منيع : يعنى علشان لو ما عجبكيش ممكن ابدله 
داليا : طيب اعمل القهوه وابقى افتحه واللا القهوه ما عجبتكش ؟
منيع : معقول حاجه من ايدك ما تعجبنيش ؟ انا بس مش عاوز اتعبك 
داليا : تعبك راحه يا حاج 
قامت ووضعت الطاقم جانبا لتعد القهوة وتعود سريعا لتضعها امامه وتجلس فى مواجهته وتمسك العلبة لتفتحها وتجد بها طاقما ذهبيا ثقيل الوزن غالى الثمن 
داليا : جميل قوى يا حاج تسلم ايدك 
قام ليجلس بجوارها قائلا 
منيع : ياريته يليق بمقامك يا ست الستات انا ......
وقفت فجأة وقد تملك منها الرعب وقالت بتردد
داليا : هو هو هو انت ما جبتش السباك واللا .....
افاق منيع لنفسه ووقف لينصرف 
منيع : اه اه السباك حاجيبه قريب انا اسف استاذن انا 
.....................
غاب منيع عدة ايام حتى انها نزلت للاسفل فلم تجده ولم تعد تملك اى رغبه فى الذهاب للمولات او الحدائق العامة فعادت الى منزلها وحيدة كما كانت 
لقد آنس وحدتها لفترة بسيطة ولكنها كانت كافية لتستعيد توازنها مرة اخرى هى لم تطمع فى هديته الثمينة ولا ترغب فيها بل فقط ترغب فى صحبة تنسيها الشعور القاتل بالوحدة ولكن يبدو ان منيع له مآرب اخرى وهى تخشى الا تجيبه الى ما يرغبه فيهجرها ويزهدها وتعود لوحدتها من جديد .
وعاد معتذرا غاب لاسبوع تقريبا ثم عاد معتذرا 
منيع : انا اسف يا ست الستات انا كنت مضطر اسافر الجنوب كان عندى مشاكل مع العيله 
داليا : انت من الجنوب ؟
منيع : اه من المظيلف بس هربت من هناك وانا عندى خمستاشر سنة 
داليا : هربت ؟ طيب ليه ؟
منيع : طيش وهبل ابوى كان مصمم اتعلم وانا كنت باكره المدرسه والمدرسين وهربت وجيت على الخبر فى الشرق واشتغلت مع مهندسين البترول ولفيت المملكه كلها شمال وجنوب وشرق وغرب وسافرت نص بلاد العالم حتى عشت فى مصر تلات سنين 
داليا : انت سافرت مصر ؟
منيع : كانت احلى سنين عمرى كان عندى مصرى يخدم معايا فى التوريدات لارامكو وكان شاطر ومخه نضيف وكنت عاوز اسافر واشوف العالم وعرضت عليه نعمل شركه فى مصر للتوريدات نورد مواد غذائيه للسفن فى دمياط وهناك اتعلمت القراءة والكتابة والانجليزى وحاجات كتير اكتر من نص اللى اتعلمته فى حياتى كان فى مصر ولما رجعت وقابلت المهندسين الامريكان بتوع ارامكو من غير ما يعرفوا انى اتعلمت الانجليزى لقيتهم بينهم وبين نفسهم بيتتريقوا عليا ويشتمونى وعرفت انهم كانوا بيشتمونى وانا مش فاهم وعرفت انه صحيح 《من تعلم لغة قوم امن مكرهم 》 
داليا : لا انت حكايتك حكايه انا اقوم اعمل القهوه ونكمل كلامنا 
ذهبت الى غرفتها لترتدى ثوبا حريريا ناصع البياض وفوقه روب من الساتان اللامع ثم ذهبت الى المطبخ لتعد القهوة وعندما عادت تعمدت ان تتعثر وتسقط الصينية من يدها وتسقط نفسها على الارض 
داليا : ااااه الحقنى يا حاج رجلى 
منيع : ايه مالك سلامتك ؟
داليا : رجلى اتلوت مش قادره 
مد يده اليها يعينها على النهوض وتاوهت وهى تستند عليه حتى مددها على الاريكة ورفع قدميها ووقف ينظر اليها قلقا 
منيع : تحبى اجيب دكتور ؟ 
داليا : لالا مش مستاهله بس ياريت تجيب حتة تلج من المطبخ 
اسرع الى المطبخ وجلب الثلج فى طبق صغير وناولها اياه فوضعت بعض الثلج على قدمها ولكنها اسقطته ارضا 
منيع : عنك انتى التلج 
داليا : ما يصحش يا حاج 
ولكنه لم يبالى بما قالت واسرع يركع على ركبتيه بجوارها ويدلك موضع الالم بقطعة الثلج بينما هى تغمض عينيها وهى تشعر ببرودة الثلج رغم انها لم تكن تعانى اى اوجاع 
داليا : بس كده كفايه انا حاسسه انها ارتاحت 
وضع الثلج فى الطبق ومد يده يتحسس موضع الالم الوهمى واخذ يدلك قدمها برفق فابدت ارتياحها لذلك 
داليا : اااه كده رجلى بدات ترتاح تسلم ايدك يا حاج انا اسفه يا حاج انا محرجه منك بصراحه انت مقامك عندى كبير قوى 
منيع : صدقينى يا ست الستات انا مقامى يعلى لو اكون خدامك وتحت رجليكى 
نظر اليها بافتتان ودون ان يشعر انحنى ليقبل قدمها فتحرجت وسحبت قدمها من بين يديه واحمر وجهها خجلا وشعر هو انه تمادى فقام معتذرا 
منيع : انا اسف غصب عنى انا ..... تحبى ادخلك اوضتك ترتاحى شويه ؟
داليا : لالا مالوش داعى خلينى هنا احسن 
منيع : طيب تحبى اجيب دكتور او ابعت حد للمطعم يجيب اكل او ...
داليا : لا يا حاج مالوش داعى انا عندى كل حاجه وحاخد رقم تليفونك ولو احتجت حاجه حاكلمك
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الاول
اتصل منيع للاطمئنان عليها بعد العصر واتصل بعد المغرب وبعد العشاء واتصل اخر الليل ولم يكف الا عندما اخبرته انها ستنام .
لم تكن داليا مستاءة من كثرة اتصالاته بالعكس لقد كانت ممتنة له فهو يشعرها ان احدا يهتم لامرها حقا وانها ليست وحيدة وربما لو ماتت الان فلن تترك حتى تتعفن جثتها .
لقد اصبح منيع هو انيس وحدتها وبدد احساسها بالانعزال وهذا جيد ولكنها لابد ان تدفع الثمن !
حضر اليها فى الصباح التالى ودق الجرس فتعمدت ان تبطئ عليه قليلا وحين فتحت رسمت على وجهها امارات الالم ودعته للدخول 
منيع : ازيك دلوقت يا ست الستات ؟
داليا : شكلى رجلى ورمت انا ماشيه عليها بالعافيه وما قمتش غير علشان افتح الباب 
منيع : طيب ارجعى ارتاحى فى سريرك تعالى اتسندى عليا 
كانت ترتدى قميصا لامعا وتضع عطرا مثيرا اهاج مشاعره ولكنه تحامل على نفسه حتى اوصلها الى الفراش وتمددت فيه فانحنى يتفحص ساقها الناعمة بقلق ولهفة واشتياق ولكنه تنهد باطمئنان وهو يبعد يده قائلا 
منيع : لا الحمد لله ده وجع بسيط ومافيش ورم ولا كسر انا جبتلك معايا مسكن فولتارين ان شاء الله حيريحك ولو ما جابش نتيجه اخدك للمستشفى 
ركع على ركبتيه واخرج انبوب المسكن ووضع بعضا منه على ساقها واخذ يدلكها برفق والعرق يقطر من جبينه وهو يشعر ان حرارة جسده تزداد رويدا بينما داليا تتحاشى النظر اليه وتحاول ان تتماسك امام نظراته الملهوفة المفعمة بالرغبة والافتتان وهو يقول 
منيع : انتى عارفه ؟ انا مش عارف انتى عملتى فيا ايه من اول مره شفتك فيها وانا بقيت ملهوف عليكى مفتون ومسحور بيكى انا عمرى ما كنت كده حتى مع نسوانى الاربعه اللى اتجوزتهم انتى خليتينى عامل زى الشباب المراهقين
 انحنى يقبل ساقها فارتعش جسدها كله وحاولت سحب قدمها من بين يديه ولكنه نهض واقترب منها وضمها الى حضنه بشوق واخذ يقبلها بينما كانت محاولاتها لمقاومته ضعيفة باهتة لا تنم عن رغبة حقيقية فى المقاومة واخيرا استسلمت له وكان ما كان بينهما .
بعد ان انتهيا ادارت وجهها للجانب الاخر فاحتضنها من ظهرها وضمها اليه يقبل كتفها 
منيع : باحبك يا داليا ما اعرفش ازاى وامتى لكن لقيت نفسى غرقان فى حبك انتى اجمل ما رات عينى بل اجمل ما خلق ربى 
مد يده ليدير وجهها اليه ففوجئ بدموعها تغرق يده وقال بفزع 
منيع : انتى بتعيطى ؟ انتى زعلتى منى ؟ انا اسف لكن ما قدرتش امسك نفسى انا اتجوزت اربعه وعمرى ما قربت لواحده مش مراتى ..... انا .......
داليا : انا .... انا مش زعلانه انا ... بالعكس انا مبسوطه مبسوطه قوى انك جنبى ...
قالتها وهى تجفف دموعها وتلتفت اليه لتقبله فبادلها القبلات وحانت منه التفاتة الى ساعة الحائط فنهض فجأة بدون مقدمات 
منيع : انا لازم امشى انا اتاخرت على المحل 
داليا : ايه ؟ حتمشى وتسيبنى ؟ 
منيع : غصب عنى لكن حاجيلك تانى 
داليا : ط طيب اقعد اتكلم معايا ولو خمس دقايق 
منيع : بعدين بعدين حاجيلك بكره اجيلك 
......................
برغم نجاح حاتم فى الخروج من خسائر البورصة باقل الاضرار وبدء العمل فى انشاءات مصانع الالكترونيات المشتركة مع المستثمرين الماليزيين الا ان حاتم كان يعانى من ارق وضيق لا يدرى له سببا وكان السبب الوحيد الذى تبادر الى ذهنه ان داليا ليست بخير وانها تمر باوقات عصيبة ربما تفوق قدرتها على الاحتمال وهو ما جعله يقضى معظم اوقاته شاردا وحيدا يحاول بشتى الطرق ان يشغل عقله بالتفكير فى اى شيء فلا ينشغل عقله بسواها واخيرا قرر التحرك وعدم انتظار عودتها 
حاتم : اخبارك ايه يا جابر ؟
جابر : الحمد لله يا باشا مركز الصيانه شغال وعشره على عشره واسمه مسمع لدرجة بيجيلنا زباين من القاهره 
حاتم : الحمد لله والجماعه بتوع الامن ؟
جابر : متوزعين على مدار اليوم مافيش مدخل للمربع الا على اوله فرد امن وماحدش بيدخل زياره الا لما يتصل باللى جايله والناس فرحانه بيهم خصوصا انهم بيقفوا زى الديدبان على باصات المدارس 
حاتم : انا عاوز منك خدمه يا جابر تخدمنى فيها خدمة اخ لاخوه وانا برضه حاكافئك 
جابر : رقبتى يا باشا 
حاتم : عاوزك تدور على اى حد فى الورشه او الامن او من معارفك وجيرانك يكون اصله من مركز ايتاى البارود ويعرف الناس هناك وياريت يكون يعرف حد من قريه اسمها عزبة الباشا 
فكر جابر قليلا وقال 
جابر : طلبك عندى يا باشا عندى شاب فى كلية الهندسه ميكانيكا وشغال معايا فى الورشه من نفس العزبه عاوز منه ايه ؟
حاتم : بعدين حاقول لك ودلوقت عاوزك برضه تدور على حد  بنفس المواصفات من الاقصر وياريت يكون يعرف حد من قريه اسمها حضن الجبل 
جابر : اول مره اسمع عن البلد دى لكن حادورلك بس حتاخد شوية وقت 
حاتم : خد وقتك ان شالله سنه ولما يبقوا جاهزين الاتنين حابقى اقول لك عاوز منهم ايه 
ذهب بعدها لتناول الغذاء فى المطعم البحرى الانيق الذى كانت تعتبره مكانها المفضل وجلس على نفس المائدة التى جمعتهما فى عيد الربيع قبل عامين ونصف تقريبا كان اول لقاء جمعهما واجمل ايام عمره التى ضيعها بتردده 
وضع الطعام امامه فاخذ يحرك الملعقة بشرود وهو يستعيد ذكرياته معها حتى اخرجه من شروده دخول امراة من باب المطعم لفتت انتباهه بشدة !
كانت امراة منقبة تبدو عليها ضيق الحال ولا يبدو عليها انها من رواد المطعم الراقى وكان بصحبتها طفلة صغيرة لم تتعدى الخمسة اعوام خطفت قلبه بشدة كانت طفلة بديعة الحسن رائعة الجمال لها شعر ذهبى ناعم معقود خلف راسها فى جديلة تعرف باسم ضفيرة الملكة وكانت ثيابها انيقة ولكنها كانت اصغر منها حجما كأنما كانت ثيابها فى الشتاء السابق وقد ضاقت عليها .
وقبل ان تخطو المرأة بضع خطوات تقدم اليها الجرسون بسرعة واعترض طريقها وتحدث معها بهمس فاطرقت براسها واصطحبت الطفلة وخرجت فى صمت .
اسرع حاتم ينادى الجرسون الذى حضر مسرعا 
حاتم : مين الست دى يا كامل ؟ 
كامل : مافيش حاجه يا حاتم بيه دى واحده خلاص مشيت 
حاتم : ايوه يعنى مين وايه حكايتها ؟ ما تتكلم 
كامل : دى واحده شحاته انا اسف اكيد دخلت من غير ما الامن ياخد باله وانا طلعتها مش حتتكرر 
حاتم : طيب نادى عليها بسرعه قبل ما تبعد 
كامل : بس يا حاتم بيه هو حصل منها حاجه ؟
حاتم : ما حصلش حاجه انا عاوز اساعدها انت حتفضل تتكلم لحد ما تمشى ؟
كامل : انا اسف يا حاتم بيه بس حضرتك عارف ان ممنوع حد زى دى يدخل هنا 
حاتم : معلش روح نادى عليها وبعدين نبقى نتكلم ياللا يا كامل قبل ما تمشى 
وهنا كان مدير المطعم قد وصل وسمع جزءا من الحوار فقال لحاتم معترضا 
ادهم : حاتم بيه حضرتك عارف تقاليد المحل واحنا يهمنا راحة العملاء دخول الست دى كان غلطه ورجوعها تانى مستحيل 
وقف حاتم وقال بحدة 
حاتم : يا استاذ ادهم انا اسف انى باتكلم معاكم انا حاروح ادور عليها بنفسى ومش حادخل المكان ده تانى الست اللى بتتكلم عنها دى ممكن تكون احسن منى وشكلها بتمر بظروف صعبه ومش شحاته زى ما بتقولوا 
اخرج من جيبه مبلغا من المال القاه على الطاولة بعصبية وهم بالخروج فاستوقفه ادهم معتذرا 
ادهم : يا حاتم بيه احنا ما يرضيناش زعلك انا اسف روح يا كامل شوف الست دى بسرعه 
انصرف كامل وعاود حاتم الجلوس وهو يشعر بالقلق من عدم العثور على المراة وقال ادهم محاولا ترضيته 
ادهم : حضرتك عارف يا حاتم بيه ان العملاء عندنا مستواهم راقى واحنا بنحاول نوفر لهم الجو اللى يناسبهم وفى النهايه انا موظف بانفذ تعليمات الاداره 
حاتم : ايوه بس ممكن تجيبوها وانا اخرج لها فى ساحة السيارات بره مش مشكله 
ادهم : هو حضرتك تعرف الست دى قبل كده ؟
حاتم : ابدا اول مره اشوفها 
ادهم : طيب ايه اللى يخلى حضرتك تظن انها مش شحاته وبتمر بظروف 
حاتم : هدوم البنت يا استاذ ادهم البنت لابسه هدوم نضيفه وجميله والبنت نفسها جميله قوى لكن هدومها صغيره عليها
ادهم : ممكن تكون من الشحاته ما تآخذنيش 
حاتم : لو شاحته الهدوم كانت تبقى مقاسها وممكن تكون مقاس اكبر انما مش اصغر لما تبقى اصغر معناها انها هدومها من الشتا اللى فات وده معناه انهم ناس كانوا عايشين فى مستوى كويس وحصلت معاهم ظروف قاسيه ويمكن تكون الست دى اول مره تمد ايدها ربنا يسترها معاها ومعانا لكن انا عندى احساس انى حاندم لو ما لقيتهاش 
عاد كامل بعد قليل يخبرهم انه وجد المراة جالسة على الكورنيش تبكى بحرقة ورفضت العودة للمطعم 
حاتم : شفت بقى ان وجهة نظرى صح ؟ الست دى شكلها مش متعوده على الشحاته وطردها من هنا وجع كرامتها وجرحها 
اسرع الى الخارج بينما اسرع كامل ليجلب كوب من العصير للطفلة ترضية للمراة واعتذارا لها 
كامل : اتفضلى علشان البنوته انا اسف بس غصب عنى دى تعليمات 
قالها وانصرف لحظة وصول حاتم الذى نظر للطفلة الصغيرة وشعر كأنه يرى داليا وهى صغيرة نفس الشعر الذهبى الناعم ونفس العيون الزرقاء بلون السماء ونفس الملامح الجميلة والوجه المستدير كالقمر 
حاتم : دى بنتك ؟
المراة : ايوه يا باشا 
حاتم : بسم الله ما شاء الله انتى اسمك ايه يا حلوه ؟
آيه : اسمى آيه 
حاتم : بسم الله الله اكبر عاشت الاسامى 
انثنى على ركبتيه وامسك ذراعيها برفق وقبل جبهتها وقبل يدها ثم وقف قائلا لامها 
حاتم : مش حرام عليكى تاخدى بنتك معاكى وانتى ....
المراة : ما عنديش حد اسيبها عنده وما اقدرش اتطمن عليها لوحدها حضرتك شايف انها لسه صغيره 
حاتم : انتى باين عليكى مش شحاته انا اسف ما تزعليش منى بس قصدى ....
ام آيه : غصب عنى يا باشا الحوجه وحشه ومش لاقيه طريقه تانيه 
اخرج حاتم من جيبه مبلغا من المال ووضع بداخله كارت بارقامه وناوله لها فقالت 
ام آيه : ايه دول يا باشا ؟ دول كتير قوى 
حاتم : اعتبريهم رزق جاى لبنتك علشان تجيبى اللى هى محتاجاه 
شكرته ووضعت النقود.فى جيبها دون ان تلحظ الكارت فى وسطها 
حاتم : انتى ساكنه فين يا ام داليا ؟
أم آيه : آيه يا باشا بنتى اسمها آيه 
حاتم : انا اسف يا ام آيه انتى ساكنه فين ؟
ام آيه : وحضرتك بتسال ليه ؟
حاتم : كنت عاوز اجيلك علشان .... علشان البنت يعنى 
ام آيه : ااااه متشكره قوى يا باشا لكن مش حاقدر ارد جمايلك  
اخرجت النقود من جيبها ووضعتها على المقعد الخشبى المجاور لهما وامسكت بيد ابنتها وهمت بالانصراف بعد ان شعرت ان حاتم اعطاها النقود لغرض ما ولكنه سارع بالرد بلهفة 
حاتم : استنى انتى فهمتى غلط او انا يمكن اكون عبرت غلط انا اسف انا كل غرضى اساعدك ترتبى حياتك ويبقى عندك دخل كويس او شغلانه ممكن تروحيها وفى نفس الوقت تبقى متطمنه على بنتك وتعرفى تربيها واللى جه فى دماغك ده ما خطرش فى بالى خالص اقسم بالله العظيم ده كل اللى فى ضميرى 
ترددت المراة ونظرت اليه من خلف نقابها وهى لا تزال مرتابة فاخذ النقود ومد يده اليها قائلا 
حاتم : ارجوكى خدى الفلوس ولو مش عاوزه تقولى ساكنه فين براحتك ولو محتاجه اى حاجه معاكى الكارت فيه كل ارقامى لكن ارجوكى ما تسيئيش الظن بيا اقسم بالله انا كل غرضى احمى البنت واحميكى من السؤال والحاجه بدون اى غرض معاكى تليفوناتى وتقدرى تسالى عن حاتم فريد 
تنهدت المراة واخذت النقود وهى تقول 
المراة : حضرتك شكلك راجل محترم على العموم انا ساكنه فى سيدى بشر قبلى شارع المسرح 
حاتم : طيب ممكن رقم تليفونك علشان اكلمك قبل ما اجى ؟
ضحكت ببساطة وقالت 
المراة : تليفون ايه يا بيه لو معايا تليفون كنت بعته بدل الشحاته على العموم انا ما باخرجش من البيت الا قليل جدا 
......................
مساء الخير ياترى مين ام آيه وايه اللى حيحصل بين داليا ومنيع ؟ تفتكروا حتشوف مرار تانى فى الدنيا واللا كده كفايه عليها ؟ 
تفتكروا حاتم بيسال على ناس من ايتاى البارود والاقصر ليه ؟



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close