رواية اميرة بقلب سجان الفصل الرابع عشر 14 بقلم رحاب ابراهيم
الفصل الرابع عشر من رواية .. أميرة بقلب سجان ![]()
![]()
عندما تتسرب رياح العشق لرجلٍ باتت القسوة والجبروت هاجسه ،ماذا يحدث ؟ فالآمر متروك لقلبه.
بعد صراع مع كبريائه الذى يأبى أن يتواضع ، خرج مسرعاً
ورائها ،
كان يريد أن تجلس فى شقته ولكنها سترفض طلبه بالتأكيد
اخرجها رغماً عنه ، كان يريد أن يبقيها بجانبه عنوة ،لكن هو لا يريد ذلك بالاكراه ، ولكنه تظاهر بالامبالاة
شعرت أميرة بحركة بخارج الغرفة ، تمنت أن لا يكون هو
فهو من يأتي الى هنا فى هذا الوقت
لم تحرك ساكنً ، وثبتت نظرها أمامها
فتح ادهم الباب ، دخل وهو ينير بولاعة سجائره
ونظر لها بجمود وهى جالسة على الارض منكمشة فى أحد الاركان من البرد
واقترب ووقف أمامها بثبات ، واخرج من جيبه منديلاً وأعطاه لها
ادهم ... امسحي دموعك
أميرة بكبرياء .. دي مش دموع ، أنا ماكنتش بعيط
جلس ادهم أمامها على ركبتيه وقرّب النور الخفيف الذى يصدر من الولاعة قرب وجهها
وتبادلوا نظرة طويلة بها لوم وعتاب ومشاعر بدأت تحركهم
ويخفونها
قال بهدوء .. تعالي معايا ،هنطلع فوق ، مش هسيبك هنا
نظرت له أميرة معاتبة ... طب مانت سبتني ،،وبعدين انا ماينفعش أبات فوق على أي حال من الاحوال ، ماما سعاد حاولت معايا ،، وانا اصريت اني انام هنا ، ماينفعش انام في شقتك
ادهم بضيق .. بطلي عند بقى ،، هتنامي هنا ازاي
ونظر لسقف الغرفة الذى يسرب بعض قطرات الماء
ادهم بضيق .. انتي مش شايفة المكان هنا عامل ازاي
أميرة بلوم .. ده مكاني واكتر مكان مناسب ليا ، مش ده كلامك
واخفضت رأسها للأسفل ، وغلبتها دموعها
تنهد بضيق وغضب من نفسه ،، لم تغلبه بقوتها،، ولكنها ضعفته بدموعها الذي تمزق قلبه
ادهم بلطف ... طب لو قلتلك انا أسف ، هتطلعي معايا ،، انا عمري ما اتأسفت لحد
نظرت له متفاجئة من جملته الاخيرة ، لم تكن تتوقع إن يرق بهذه السهولة
ردت بنبرة هادئة ... بردوا مش هينفع عشان
قاطعها بغضب .. عشاان ااايه ،، هو انا هاكلك ،، ولا فكراني هبصلك اصلاً ،، انا بعمل اللى بعمله ده كموقف رجولي مني مش اكتر ،، انا اقل واحدة عرفتها كانت أجمل منك بمراحل
شيء بداخله أراد ان يلكمه على حديثه هذا ،،ولكن كبريائها لا يترك له مساحة للتعقل
وجعها حديثه وشعرت بشيء يحرقها من حديثه عن نساء بحياته
وقفت أمامه بقوة ووجهها غارق بالدموع وشعرت بالدوار بعض الشيء ثم قالت بقوة ... مش هطلع معاك ، لو عملت إيه ، مش هطلع
نظر لها بعنف وامسكها من معصم يديها بقوة وأخرجها من الغرفة وهى تحاول الافلات منه
أميرة ببكاء .. سيب إيدي ،
وتلوت من الالم
ايدي بتوجعني ،، انا بكرررهك
وانهارت من البكاء وفجأة اسودت الدنيا حولها ،، ووقعت تدريجياً على الارض
اتسعت عيناه ونظر لها بذهول وتجمدت اطرافه وامتلئت عينيه برعب وخوف عليها
اقترب منها بلحظة وهو يبلع ريقة بخوف
ادهم بخوف لأول مرة يشعر به ... ااااميرة ،، مالك يا حبيبتي
انتفض قلبه برعب دوت الكلمة صداها بداخله وكأنها صوت الرعد ،، قلبه من قالها الان
حبيبته !!! ،، كيف ومتى ؟؟ وهل للقلب الكلمة الاولى والاخيرة
حملها بين ذراعيه وأسرع بها لشقته
ودخل بها شقته وسط ذهول سعاد من مظهر أميرة مغشي عليها ومبللة بقطرات المطر
ادخلها غرفته مباشرةً ،، ولمس جبهتها فشعر أن حرارتها بدأت فى الارتفاع ،، ركض على الهاتف ليتصل بطبيب ،،
وانهى اتصاله ورجع لها مجدداً
ادهم برعب ... فووقي يا أميرة ، انا أسف والله العظيم ماكان قصدي ،، فووقي عشان خاطري
اتت سعاد مسرعة بقنينة عطرية ،،
سعاد ... اوعى كدا يا ادهم ،، هشممها البرفان ده يمكن تفوق
ابتعد ادهم وعلى وجهه الخوف
بدأت سعاد بإفاقة أميرة ، فاقت قليلا ولكن كانت تهزي من ارتفاع درجة حرارتها
سعاد بقلق .. اتصلت بالدكتور يا ادهم ؟؟ شكلها بردت جامد ،وربنا يستر وماتدخلش فى حمى
ادهم وهو على حالته... أه اتصلت بيها والدكتورة جاية حالاً
نظرت سعاد له بغيظ .. دكتورة إيه اللى هتيجي دلوقتي مافي دكاترة كتير حوالينا كنت اتصل بأي واحد فيهم
لم ينطق ،استمر ينظر لها بقلق قاتل
حاولت سعاد إفاقتها بشتى الطرق ،، ولكن أميرة لم تستجيب إلا قليلا
وجائت الطبيبة لتفحصها
خرج ادهم من الغرفة وهو شاحب الوجه ،غاضب من نفسه
ويؤنبها ،،
وبعد دقائق خرجت الطبيبة وتسلمه روشته لاحضار الدواء
الطبيبة .... الروشتة دي تتصرف حالاً ،، ولما تفوق تاخد الدواء بأنتظام
ادهم بقلق .. هى إيه اللى جرالها
الطبيبة .. ضُعف ،، هى ممكن تكون مابتكلش كويس او اتوترت اووي وجالها هبوط ،، واغمى عليها
انا اديتلها إبرة دلوقتي هتزبط الضغط وهتنيمها ، وأول ما تصحى لازم حد ياخد باله من اكلها ومواعيد الدوا ،، اما الحرارة فهى مش عالية اوي بس لازم مراقبة على الاقل النهاردة عشان ماتعلاش اكتر من كدا
ادهم .. خلاص ماشي ، انا بشكر حضرتك جداً
وحاسبها ادهم على الكشف وآمر الحارس بإيصالها
ودخل الغرفة على مهل
كانت نائمة ووجها يتصبب عرق
نظرت لها سعاد بقلق ..اكيد خدت دور برد لما طلعت برا ،، انا قلتلها خليكي هنا معايا ماسمعتش كلامي وقالتلي ماينفعش
ادهم .. روحي انتي يا دادة نامي ، وأنا هقعد جمبها واعملها كمادات
سعاد ..لا هخليني قاعدة جمبها
ادهم بإصرار .... لا قومي ،، وانا اصلاً مش جايلي نوم ، هفضل جمبها
سعاد باستسلام .. طب أنا هروح اجيب الكمادة عشان الحرارة
وانصرفت سعاد وأتت سريعا، ووضعت الكمادة فوق جبين أميرة
مما ادى الى تقلص ملامح وجهها من برودة الكمادة
ونظرت لها للحظات ،وارجعت بصرها لادهم واشفقت على حاله
سعاد .. عاملها يابني باللى جواك
نظر لها باندهاش وبلع ريقه بتوتر وارجع بصره لجهة أخرى
ذهبت سعاد لغرفتها
نظر لها ادهم بحنو ورقة تسللت الى وجه لا ارادياً
وجلس على مقعد بالقرب منها ،، وثبت نظره عليها
ادهم بأسف ... انا اسف يا اميرة ، سامحينى يا حبيبتي
واغمض عينيه بندم وأرجع رأسه للخلف ، بقدر غضبه منها منذ ساعات لكن الآن يتمنى أن تفيق وتفعل ما تريد إن تفعله
مر ساعات ولم يزر جفنيه النوم ،، تحسس جبينها
وتنفس براحة
فدرجة حرارتها تبدوا طبيعية ،فلينتظر حتى تفيق و يعطيها الدواء
.................................
فى مطعم الفندق جلست جودي تنظر للطعام أمامها بشرود
حتى تنبهت لصوت شخصاً غريب يحدّثها
نظرت له متفاجئة .
معتز ببسمة مضحكة ... إيه ده انتي فى نفس الفندق كمان
، انتي بتراقبيني ولا إيه ![]()
جودى بنفاذ صبر ... بقولك إيه انا مش فايقالك ،، وبعدين مين بيراقب مين ، دانت كل ماتشوفني تجري تكلمني
معتز ... طب ممكن اسألك سؤال ؟؟
جودى .. لا
وهقوم واسيبلك المكان كله
ذهبت جودى وتركته ، ظهر على وجهه تقطيبة مضحكة
معتز بضيق .. سابتني تاني ![]()
.................................
لم تترك عينيه وجهها حتى الصباح ،، مما جعله يشعر بصداع رهيب ،، ولكن لم تطاوعه نفسه أن يتركها ويذهب
ومن شدة الصداع ، اغمض عينيه وأسند رأسه للخلف مجددا على حافة مقعده
بدأ يتسلل نور الغرفة دخل جفونها ،، وتعود لوعيها بالتدريج
نظرت لجميع اتجاهات الغرفة وجفنها مفتوح قليلاً
حتى اتسعت عينيها بتفاجئ عندما شاهدته
وتسألت بعدم تذكر ،ماذا حدث ليلة الآمس ،أخر ما تذكرته
وهى تحاول إفلات يديها منه
وشعرت بوجود شيء بارد أعلى رأسها ،،
استوعبت سريعاً ماحدث لها ، فابالتأكيد كل هذا يدل على إنها فقدت الوعي بالآمس
شعرت بالامتنان لهذا الشيؤ فهى لم تكن تحتمل حديثه اكثر من ذلك ولكن ما استعجبت له حقاً وجوده بجانبها ، ويبدوا أنه قضى ليلته بالجوار
شعرت بالخجل الشديد من هذا الشيء
عندما فتح ادهم عينيه كانت هى لاحظت واغمضت عينيها سريعاً ،، ولكنه كان شديد الملاحظة ،،
ابتسم ثم قال .. انتي صحيتي صح ،، ماتعمليش نفسك نايمة
انا كشفتك
ابتسمت رغماً عنها وفتحت عينيها بخجل
نظر لها بقوة و برقة غريبة وقال ... ماتعمليش كدا تاني
أميرة .. ما اعملش إيه ؟؟
اعتدل ادهم بجلسته وتصلبت ملامحه مجددا وقال بتلعثم .. ماتحاوليش تكدبي عليا اقصد ،، هو مش انتي كنتي هتعملي نفسك نايمة لولا اني كشفتك
نظرت أميرة بجهة أخرى بضيق ولم تنطق
رجعت لوجهه ابتسامة خفيفة ،، فحتى غضبها يعجبه وقال برقة...
ادهم .. أميرة
أميرة وعلى وجهها تكشيرة طفولية .. أيوة
ادهم .. بصيلي
نظرت له أميرة ولم تغادر التكشيرة وجهها
تكلم ادهم مجددا بلطف ... اضحكي
عشان خاطري
حاولت منع نفسها من الابتسامة ولكن لم تستطع
أخذ نفساً طويلا براحة ،، واكمل
هروح اجيبلك الفطار عشان تاخدي الدواء ،، اوعي تتحركي
وذهب من الغرفة
اتسعت عينيها بذهول حتى إنها اغمضتها وافتحتها مراراً
هل تحلم ، أم هذا حقيقة
أميرة بعدم تصديق ... هيجيبلي الفطار
ربنا يستر ،انا مش مطمنة خاالص لطريقته دي
...........................
دخل المطبخ ونظر جيدا للفطار الذي تعده صباح
وقال لسعاد .. دادة حضري فطار لاميرة
سعاد .. انا قربت اخلصه اهو وهوديهولها
ادهم باعتراض .. لا انا هوديهولها ،، كفاية عليكي شغل البيت
نظرت له بابتسامة فهى كانت تعلم إنه لن يطيل فى غضبه وخصوصاً مع أميرة
سعاد .. ماشي ،هخلصه وخوده لعندها ،، بس انت مش هتروح الشغل ؟؟
ادهم .. لا مش هروح ،، هتابعهم من اللاب توب ، مش لازم اروح
سعاد وهى تريد أن تستفزه حتى يكشف ما بداخله
بس أنت عمرك ما اكتفيت باللاب توب فى شغلك
زفر بضيق وخرج
مما اضحك سعاد بسعادة
اخيراا يابني ،، ربنا يفرح قلبك قريب ياارب
.......................
جلس مجددا بجوارها ،، وتبادلوا النظرات الصامته
دخلت سعاد بصينية مليئة بطعام الافطار وكوبين من اللبن الطازج
سعاد ... صباح الخير يابنتي ،، حمدالله على سلامتك
أميرة وهى تحاول الجلوس
اسرعت سعاد لها تساعدها
أميرة .. الله يسلمك ياماما سعاد ،، اكيد خوفتك امبارح ،انا أسفة ، بس مش عارفة وقعت ازاي
سعاد بلطف .. أهم حاجة انك بقيتي كويسة ، وعايزاكي تفطري وتخلصي الاكل ده كله ، انتي لازم تاكلي عشان الدواء
أميرة .. حاضر ،مع اني ماليش نفس
سعاد .. لا حاولي عشان خاطري
استأذنت منهم سعاد وخرجت لعملها ،
قرب ادهم مقعده منها ،وأمسك بقطعة من الخبز الطازج وحشاها بالعسل واعطاها لها ،،ولكن وقعت بضع قطرات من العسل على فراش أميرة مما جعلها تضحك عليه
قطب جبينه وقال ... انتي بتضحكي عليا ؟!!![]()
أميرة وهى تقفل فمها محاولة منع نفسها من الضحك
بصراحة أه
وضحكت مجدداً
شاركها الضحك ثم قال فجأة
لسه زعلانة مني
فارقت البسمة وجهها ونظرت له بعتاب ..
وقال مجددا.. يعنى فضلت سهران جمبك طول الليل ، وبأكلك بأيدى ،وبعد ده كله لسه زعلانة ![]()
ردت أميرة بهدوء .. لو انت مش عايزني ازعل ، فارجوك ماتفكرنيش بليلة امبارح دي خالص ، هو اليوم كله نكد اصلا
ادهم ... خلاص ماشي مش هتكلم خالص فى الموضوع ده ، ممكن بقى تفطري عشان تاخدي العلاج
أميرة بايجاب .. بس هتفطر معايا
ادهم بابتسامة .. ماشي ،خدي السندوتش ده وانا هعملي واحد تاني ،
...............................
عدت فترة الظهيرة بهدوء على كل الاطراف
كانت جودى تتمشى على شاطئ البحر بحزن
واتى لها معتز مجددا على حين غفلة كعادته
معتز .. تاكلي ذرة مشوى ![]()
جودى بغيظ .. انت مجنون يابني ، والمرادي بقى انا اللي براقبك بردوا ؟؟
معتز .. لا انا اللى براقبك بصراحة
هكدب ،مايصحش
جودى .. ممكن تطلعني من دماغك ، ده لومافيهاش اي مضايقة لحضرتك !!
معتز بابتسامة .. بصراحة هضايق جداا ، انا بس كنت عايز اديكي الذرة المشوى ده
جودى وبدأت تضحك على مظهره .. اوك هات
اتسعت ابتسامته ... خدي الصغير وهاتي الكبير ![]()
جودى .. الله جميل اووى ، ميرسي على ذوقك ،
انا خدته منك بس عشان عارفة انك دكتور معتز ، سنية قالتلي عنك ،بالامارة كنت لابس ترنج
معتز بتكشيرة .. اديداس لو سمحتي ![]()
جودى بضحكة ... ماخدتش بالي
ولمحت حازم مع بعض اصدقائه من بعيد ونظر لها بتعجب
فأتى فى عقلها أن تستفزه بمعتز
وبدأت تساير معتز فى ضحكاته وهو بكل صدق تحدث معها بعفوية
جودى ... ميرسي يادكتور على الذرة ، مضطرة امشي
معتز بهيام .... وهتسيبيني
جودى .. معلش اشوفك تاني بقى ،اوك
معتز .. اوك ، هكون هنا بكرا فى نفس الميعاد
جودى .. تمااام
معتز .. استنىي اوصلك ، احنا فى نفس الفندق
جودى بارتباك ... لا ،مش عايزة اتعبك معايا ، وبعدين انا رايحة ازور واحدة صاحبتي هنا وهرجع هنا تاني
معتز ..طب اوصلك لصحبتك حتى
جودى .. مالوش لزوم صدقنى ، اشوفك بقى ، باااى
شعر معتز بالضيق من ذهابها واتجه للفندق
بينما جودى ابتعدت بعربتها وهى تراقب حازم يتتبعها
حتى اوقفت سيارتها ،ودخلت احدى المولات ، وهى متاكدة إنه سيأتي خلفها
أمسكها من يدها بقوة وعينيه مليئة بالحقد وقال ... دانتي مع كل واحد شوية بقى ، تصدقي انا غلطان اني مادمرتكيش للآخر
نظرت له بكره... أخرس ياحيوان ،مش عايزة اشوف وشك تاني لآخر عمري ، ولا عايزة افتكرك اصلاً
بادل نظرتها بنظرة غاضبة .. انا هوريكي مين حازم ،دانتي خليتي صحابي ضحكوا عليا لما شافوكي بتضحكي وواقفة مع واحد تاني وافتكروا اني كدبت عليهم وبعتلهم صور فوتوشوب
نظرت له بغضب وكره .. هو ده اللى زعلك اووي كدا!!! صحيح حقير
لو ما مشيتش دلوقتي هلم عليك الناس ياحازم
حازم ... همشي ، بس هتشوفيني تاني ،وقريب اووي كمان
انتفض جسدها من الغضب والكره لهذا الحقير
وذهبت الى الفندق ،فهى قد اتمت انتقامها
