رواية همسات عاشق الفصل الثالث عشر 13 بقلم نسمة صيف
الأخير
+
لم تشعر أسيل انها تكلمت بصوت مسموع وهى تتطالع الخبر فى الجريدة إلا عندما شعرت باليد التى ربتت على كتفها لترفع عينيها بذعر لتصطدم بعينين عمر الثاقبتين امامها مباشره بينما راحت عيناه تدرس ببطأ تفاصيل وجهها المنزعجه
+
تناول الجريده من بين يديها وهو يقرأها باهتمام ويرفع رأسه بعد لحظات ليتأملها قائلا
+
...هل أزعجك الخبر ؟
+
تلعثمت وهى تبحث عن كلمات تصف الأحساس الغريب الذى يعتريها ..حزينه هذا مستحيل فهى ليست حزينه على الإطلاق لموت عمها فلطالما كان هذا الرجل لعنة عليها وعلى عائلتها
+
...بينما كل تفكيرها انصب فى هذه اللحظه فقط على اكمل فهى تعرف حق المعرفه حبه الشديد لأبيه وتعلقه به ..يا لهذا القلب الخائن بعد كل ما حدث ولازالت تفكر به وبمشاعره وبحزنه لفقده والده ...
+
نهرت نفسها وهى ترد بثبات وصلابه وبعينين فارغتين من أى مشاعر تماما ...لست حزينة على الإطلاق هذا قضاء الله
+
قاطعها عمر وهو ينظر إليها بدون تصديق وهو يقول لها بشك وماذا عنه ؟
+
أنتفضت من مكانها منزعجه وأقتربت من حافه الشرفه تتطلع إلى المنظر بالخارج بنظرات خالية زائغة ثم تكلمت بهدوء مصطنع..من تعنى بكلامك ؟
+
شعرت به ورائها وانفاسه الدافئه تلفح عنقها ومؤخره راسها .وهو يقول بصلابة ..أنا اتكلم عن اكمل بالطبع
+
هل مازالت تحبينه ؟قاطعته بحده ...أحبه ..عن أى حب تتكلم ..وأردفت بصوت شابه المراره .أى حب هذا الذى يتخلى فيه الحبيب عن حبيبته ويطردها من حياته بعد ان يتهمها بأبشع التهم التى ممكن ان تتهم بها إمرأه وأنخرطت فى بكاء شديد وهى تشعر بالخجل من ضعفها أمامه بهذا الشكل غير اللائق
+
زفر عمر بحنق وهو يجذبها من يديها ويجلسها أمامه وهو يقدم لها منديلا تمسح بها دموعها المنهمره بغزاره
+
مازحها قائلا ...قد أبدو لكى رجلا قويا صلبا أتحمل كل شئ ولكن هنالك شيئا واحدا لا أستطيع تحمله
+
ردت عليه بتساؤل من بين دموعها ..ماذا ؟
+
غمزبعينيه ببراءة و نظرته تلك زادته وسامه ...دموع إمرأه جميله مثلك ..ابتسمت لمزاحه وهى تشعر بالأمتنان له لمحاولته التخفيف عنهاوتغييرالموضوع بدون أن يرهقها بالأسئله
+
ساعدها على النهوض وهو ينظر إلى ساعته ...اعتذر منك فأنا مشغول الأن ,أرتاحى قليلا وسنعاود التكلم بوقت لاحق
+
هزت رأسها بالموافقه وغادرت الشرفه مسرعه باتجاه غرفتها .بينما هو اخرج هاتفه الشخصى ..وهو يقول بصوت حازم وبنبرة آمره ...لا أريد لأكمل العمادى ان يغفل ولو للحظه عن اعينكم أريد ان أعرف كل تحركاته
+
وأغلق الهاتف بحده ...مقتربا من الشرفه يتطلع إلى المنظر بالخارج لتطل من عينيه نظرة زهو وانتصار
+
كان اكمل يجلس على ذلك المقعد بالمستشفى مطأطأ الرأس ودامع العينين وقد ضاقت عليه جدران المستشفى التى لم يغادرها مطلقا منذ ذلك اليوم المشئوم .. كل هذا الدمار والخراب الذى هوى على رأسه وعلى عائلته بسبب حقد والدته كأنه لعنه او تعويذة وقد اصابتهم جميعا
+
..لقد فقد والده وحبيبته فى لحظة واحده واخيه الصغير الأن بين الحياة والموت
+
بعد إصابته بحادث السياره بعد مواجهتهم الأخيرة ومغادرته للمنزل غاضبا وحانقا عقب صراخه عليه وشجارهم الذى تطور إلى عراك بالأيدى وكان من الممكن جدا ان يسفر عن قتل أحدهم لولا صراخ والدته عليهم والتفريق بينهم وزلة لسانها التى كشفت كل تلك المؤامره الحقيره التى نفذتها فقط لتبعد اسيل عنه وتدمر زواجهم ولم ينجو والده عندما علم بالحادث الذى تعرض له أسامه...
+
كان وقع الخبر اكبر بكثير من قدره الرجل على احتماله فلطالما كان اسامة هو المدلل ..كان يشع بالمرح والتفائل ...لم يكن اخاه فقط بل كان بمثابة ابنه
+
...اسامه ..سامحنى يا اخى
+
أكمل ..رفع رأسه ليلمح إيمان التى اندفعت لأحضانه وهى تجهش بالبكاء بعد ان علمت بالخبر ...لم يشعر كل منهما بالوقت ولا بتحديق من يحيطون بهم ..اجلسها على المقعد المجاور له
+
وهو يضمها إليه بحنان ويمسح دموعها برقه بينما هى رفعت رأسها إليه وقد لاحت بعينيها نظرات التساؤل وهى تسأل بحزن عميق ..كيف حدث هذا ؟
+
أشاح اكمل بوجهه للجانب الأخر وهو يشعر بالعجز والضياع ..لم يحتمل ان ينظر فى عينيها ويخبرها أنه السبب فى كل ما جرى
+
لقد فقد والده واسيل واوشك على أن يفقد أسامه ايضا
+
كيف سيحتمل نظرات الأتهام فى عين أسامه بعد ان فقد قدرته على المشى تماما واصبح عاجزا واسيل زوجته قد أضاعها ولم يجد لها اثرا
+
...لقد قلب الدنيا رأسا على عقب دون اى جدوى...أطلق زفره حارقه وهو ينتفض من مكانه يشعر بالحنق الشديد والعجز ..ليس فقط اسامه هو من اصبح عاجزا بل هو ايضا يشعر بالعجز وانه مكيل اليدين والأرجل معا ...
+
صباح الخير
+
ألتفت اكمل التفاته حاده لينظر إلى مصدر الصوت بينما بهتت إيمان وهى تتامل الوافد ...الذى لم يكن سوى عمر
+
كان واقفا بشموخ وهو يبتسم ابتسامة انتصار مستفزه
+
أندفع أكمل نحوه وامسك بياقة بدلته مهددا إياه
+
أخرج حالا من هنا ..لا أريد رؤيتك مجددا ولا أريدك قريبا من أى من أفراد عائلتى وإذا لمحتك مجددا مجرد لمحه فسوف تندم أشد الندم
+
اشتعل غضب عمر وهو يدفعه عنه بقوه ارتطم بها على الجدار خلفه وعمر يقول له بتشدق
+
خيرا تعمل ...لقد جئت من اجل الأطمئنان على اخيك وتقديم واجب العزاء و
+
نفض يده عن بدلته وهو يعيد ترتيبها قبل أن يقول ببرود مستفز
+
والأن وقد انجزت ما جئت من اجله فسوف أغادر واستطرد بسخريه ...اااااااااه ...أكمل ..
+
كيف حال زوجتك الجميله ؟وأشار له بيده ملوحا وهو يضحك بصوت عال استرعى انتباه المحيطين بهم من زوار المستشفى ...
+
بمجرد ان ادار ظهره لهم وهو يغادر ببطء متعمد اعتلت وجهه نظره حقد وتوعد .توجه اكمل الكلام لإيمان يعنفها وهو يقول بعصبيه شديده
+
عمر هذا ليس أكثر من وغد حقير ..بالله عليكى كيف كنت ستتزوجينه فى يوم من الأيام
+
.أخى إهدا قليلا ليس هذا وقته ولكن وسكتت قليلا وهى تشعر بالحيره
+
...ماذا إيمان ؟
+
لماذا سالك عن أسيل ؟أليس هذا غريبا فهو لم يراها سوى مرة واحده وكان هذا يوم خطبتك لأسيل
+
فرك اكمل جبينه بعصبيه وهو يزفر بحنق ...حقا لا أعرف ولن اشغل تفكيرى به كل ما يهمنى الأن هو أسامه واسيل وليس أكثر
+
أقتربت منه إيمان تدعوه إلى شرب فنجان من القهوه بكافتيريا المستشفى
+
عاد عمر إلى المنزل بعد ان تلقى المكالمه التى انتظرها طويلا ...واخذ يحدث نفسه ..سوف تكون هذه الضربة القاضية لأكمل العمادى ...يجب ان احسن استغلال هذه الفرصه فربما لن أحظى بفرصه اخرى لتحطيم انف هذا المغرور
+
ابتسم وهو يرى اسيل تتقدم نحوه بخطوات متردده ...استاذ عمر
+
عمر فقط ...اشار لها بالجلوس ...فجلست فى المقعد المقابل له ...
+
ازدادت توترا وهى تلمحه يتاملها ويتفرس فى ملامحها مستمتعا بخجلها الشديد فأطرقت رأسها إلى الأرض بينما فركت يديها بعصبيه وأو شكت على النهوض لتنسحب مغادره وهى تعتذر بخجل
+
انتظرى اسيل ...ونهض بسرعه مانعا اياها من المغادره ..انتظرى قليلا ...
+
اريد ان اتحدث معكى
+
بخصوص ماذا؟
+
عاد الى مقعده وهو يتفرس فى ملامحها بتمهل بطريقه زادت من عصبيتها ...وبعد لحظات من الصمت تكلم عمر وهو يسألها مستفسرا ...
+
أسيل هل يمكننا ان نتحذث بصراحه
+
رفعت رأسها بحيرة وقد ازذادت فضولا وتوترا ...ظنا منها أنه سوف يحاول معرفه ملابسات الحادث الذى تعرضت له ...يا الهى هذا ما كان ينقصنى...
+
وكأنه قد أدرك ما تفكر به فامسك بيديها بلطف يربت عليهما وهو يكمل بصوت عميق ....
+
تأكدى أننى لن احاول ان اضايقك ابدا ولن اسال عن شئ الا اذا اردتى ان تطلعينى عليه
+
نظرت إليه بأمتنان ...استقام واقفا وهو يدور على عقبيه متجها إلى الشرفه يتأمل المنظر بالخارج وهو يردف ...لقد علمت اليوم من احد مصادرى الموثوقه ان عمك .قد ترك لك ثلث ثروته والتفت اليها يتأملها
+
كانت تنظر إليه بجمود ...لاحت على وجهه علامات الدهشه وهو من كان يعتقد انها ستقفز فرحا عند سماعها الخبر
+
يبدو انه لم يكن خبرا جديدا بالنسبه لكى...سألها متحيرا
+
نعم ...لقد كنت اعلم من قبل قاطعها منذ متى انتى تعلمين .
+
تلعثمت وهى تجيبه ...من قبل أن أتزوج أكمل ....ارتسمت فى عينيه نظرات الحزن وهو يتاملها بشجون ...إذن انتى لم تتزوجيه من اجل المال بل لأنك تحبيه
+
أومأت راسها بالموافقه وهى تطرق برأسها إلى الأرض...زفر بحنق وهو يهمس لنفسه...
+
كم انت محظوظ يا رجل أدفع كل ما املك مقابل ان تحبنى إيمان وان تعود إلى...ولكنى لن اجعلك تهنأ بهذا الحب ...كما حرمتنى من إيمان سوف أحرمك من حبيبتك
+
أسيل ...انا لن اسالك عن اسباب الخلاف بينك ويين اكمل ولكن انتى الأن شريكه لهم فى هذه الثروه
+
قاطعته بحده ..انا لا أريد شيئا منهم ابدا ...كل ما اريده ان انعم بالسلام
+
لالا ...هذا خطأ فادح عزيزتى..
+
.انتى لستى اسيل الفتاه الفقيره التى اهانوها وبخسوها حقها ...
+
اريد ان ارى اسيل جديده
+
سكتت قليلا وهى تفكر بكلامه ...لتقول بعد عدة لحظات وقد أعاد إشعال الغضب الكامن بأعماقها ...اذن ما الذى يجب على فعله؟
+
ابتسم بانتصار وهو يدعوها للجلوس مجددا...سوف أقول لكى كل شئ وأعلمك كل ما يلزمك لتكونى سيدة اعمال من الدرجة الأولى ولكن بشرط واحد ...هو ان اكون شريكك فى مجموعه أل العمادى
+
حملت أسيل حقيبه العمل الخاصه بها وهى تنظر لعمر بتردد وهو يبتسم لها مشجعا ..
+
كانت اشبة بطفله فى يومها المدرسى الأول..ركضت وهى تسير فى أعقابه محاوله اللحاق به بينما هو أنخرط فى حديث طويل مع مديرة مكتبه عن الأجتماع المرتقب مع أكمل راقبته معجبة به دائما يبدو متأنق ووسيم وحازما وواثقا من نفسه..المثال الحقيقى لرجل الأعمال الناجح
+
تعثرت خطواتها فى الكعب العالى الذى ترتديه وأوشكت على السقوط ولكن يده التى امتدت إليها
+
احاطت بخصرها مسندا إياها إليه وهو يبتسم بحنان لها ويسالها بقلق هل انتى بخير ؟
+
شعرت بالخجل وهى تجيبه أنا بخير شكرا
+
توقف قلبها للحظات وهى ترى الأعين التى رمقتها بغضب عينين بندقيتين اللون تعرفها جيدا
+
بعد أن أزاح النظاره الداكنه التى كان يرتديها ...شعرت بداور شديد يلف رأسها
+
وأبتعدت بسرعه عن عمر الذى رفع عينيه بعد حركتها السريع للتتقابلا بتحدى سافر وبأستفزاز لأكمل
+
تزايدت ضربات قلبها بجنون و
+
لم يعد بمقدورها الوقوف أمامه ولم
+
تتمكن من مواجهته والوقوف امامه وركضت بخطوات سريعه إلى الحمام وهى تتنفس باضطراب
+
ادارت مقتاح الحمام مغلقة اياه وهى تستند بظهرها إلى الباب لتلتقط انفاسها التى تقطعت وهى تهرب من امامه كفأر مذعور
+
ابتعدت عن الباب واتجهت نحو المغسله
+
وتطلعت إلى المرآه الكبيره المعلقه على الحائط وجهها شاحب للغايه ويبدو عليها التوتر الشديد ..كيف ستتمكن من رؤيته ومواجهته بعد كل ما حدث بينهما ..برغم كل قسوته وجبروته لازال قلبها نابض بحبه ..اخذت نفسا عميقا وهى تبذل جهدها لتبدو هادئه وهى تحدث انعكاس صورتها فى المرآه ...يجب ان تكونى قويه ليس هناك ما تخجلين منه..هو من يجب عليه الأختباء منك
+
غسلت وجهها بالماء وتناولت منديلا ورقيا مسحت به وجهها واتجهت صوب الباب لتفتحه عندما فتحته اطلقت شهقه قويه وقد وجدته واقفا امامها تسمرت مكانها ودقات قلبها ازدادت بلا رحمه او هواده لم يمهلها الوقت ولا الفرصه لتهرب بل اطبق على رسغها بقوه وهو يجرها خلفه باتجاه مكتبه وأقفل الباب بقوه
+
حبست انفاسها عندما اقترب منها للغايه حتى اصبح لا يفصل بينهما سوى عده سنتيمترات قليله وشعرت بأنفاسه الدافئه تلفحها وتعذبها لتعيد اليها ذكريات جميله لطالما طاردتها ...
+
تأملته وقد اشتاقت إلى هذاالوجه الذى تعشقه وتحفظ ادق تفاصيله عن ظهر قلب ...
+
كان وجهه متعبا وقد ازدادا نحولها 'هل يعقل ان يكون مريضا؟..
+
قطع سيل افكارها
+
نظراته التى تسلطت على شفتيها عندما رفع ابهامه يمررها على شفتيها بنعومه وحدق إليه بنهم وبشوق وانحنى عليه يقبلها لكنها تراجعت فى اخر لحظه واخفت وجهها فى صدره
+
ضربته على صدره بقوه وهى تدفعه بوحشيه وقد استعادت بعضا من سيطرتها على نفسها وهى تهتف به صائحه ...ظالم وقاسى متحجر القلب بل لا تمتلك اى قلب من الأساس
+
وضعت يدها على شفتيها تكتم شهقاتها التى اوشكت على الأفلات جذبها بقوه وضمها إلى صدره يحتضنها بكلتا ذراعيه يشعرها بحبه وباحتياجه لها ..تراخت قبضتيها واستكانت على صدره وهى تتنفس بصعوبه وتقول بأنكسار...كيف فعلت ذلك؟ كيف شككت بى واتهمتنى بالخيانه؟ ..اين ذهبت كل وعودك وكلماتك لى ؟
+
همس فى اذنها وهو يضمها بشده إلى صدره ...انا احبك ..سامحينى حبيبتى ....
+
.رفعت عيناها اليه تبحث عن الصدق في كلماته وهى تشعر بالضياع
+
كلماته اذابتها واذهبت قوتها تماما
+
فتحت عينيها ترمش عدة مرات وشعرت بالحراره تجتاح جسدها فأشاحت بوجهها عنه هربا من نظراته العميقه
+
اسيل انظرى الى ...وضعت اصابعها على شفتيه تكتم كلماته
+
أتسعت عيناه وهو يتتبع حركه اناملها على شفتيه فسحبت يدها بسرعه من على فمه وابتعدت عنه مسرعه وقد احست ان لو بقيت اكثر معه لما ترددت لحظه فى الأرتماء بين ذراعيه والتوسل إليه ان يحبها فقط يحبها
+
شعرت بانها منهكه وان قواها خارت تماما ما كان يحب عليها ان تستمع إلى عمر وان تحضر هذا الأجتماع ابتعدت عنه تودعه بكلمات لم تستطع اكمال جملتها مقتضبه وهى تشيح بوجهها عنه...
+
انا سوف أذهب فى رحلة عمل إلى الخارج ويجب أن أغادر حالا
+
الوداع ...
+
تكورت قبضته وفكه توتر بوضوح ووجهه اصبح شاحبا حتى صار شبيها بالأموات
+
اسمحى لى ان اودعك على الأقل بالمطار تكلم بلهجه متوعده
+
وهو يكز على اسنانه من الغيظ
+
هتفت به بحده وقد استفزها لهجته المتوعده
+
لالا...لا اريدك بقربى ...لم اعد احتما اكثر
+
وركضت مغادرة المبنى وهو يلاحقها حتى اصبح خلفها مباشره وامسك بذراعها بقوة يدفعها الى داخل السياره وهى تتلوى للتخلص منه دون جدوى ....
+
استكانت بعد عدة لحظات واشاحت بوجهها للجانب الأخر
+
طال الصمت بينهما بالسياره ولم تسمع سوى صوت انفاسه الحانقه وهو يزفرها بقوه
+
توقفت السياره امام المطار ..فتحت السياره تخرج منها بينما كانت الدموع تخنقها وقد خاب املها بعد ان كانت تنتظر منه ان يحاول منعها وان يخبرها كم يحبها وانه اسف على كل ما سببه لها من حزن ومعاناه
+
تقدمت من باب المطار ودخلت إلى صاله المسافرين وهى تجر قدميها المثقلتين واخرجت من حقيبتها اوراقها وجواز سفرها لتقدمه للضابط
+
عندما نظر الضابط إلى جواز سفرها تمتم لها ببعض الكلمات رفعت على اثرها رأسها لتصطدم عينيها به وهو يقف امامها شامخا ينظر إليها بتحدى
+
نظرت إليه بعدم تصديق وشرارات الغضب تتطاير من عينييها وتقدمت نحوه كأعصار مدمر وهى تبكى بحرقةو تضرب بكفيها على صدره صارخة به
+
كيف تجرؤ على فعل هذا؟
+
ماذا تريد منى بعد ؟ألم يكفيك كل ما فعلته بى ..؟
+
لماذا منعتنى من السفر ؟باى حق تفعل بى هذا ؟
+
كان نظرات الناس تلاحقهم وقد استرعوا انتباه كل المتواجدين فى صاله الأنتظار...فرفع رأسه ينظر إلى المحيطين بهم قبل أن يجذبها خلفه بعيدا وهو يصرخ بها
+
ما فعلته بك .قالها بدون تصديق وبمزيد من نظراته المعذبه إليها أردف وهو يقول ..وماذا عن ما فعلتيه انتى بى ؟
+
انا ..شهقت يأستنكار ولم تمهله مزيدا من الوقت بل جذبت يدها منه و اندفعت راكضة كالعاصفه لخارج المطار واستقلت اول سياره أجره أمامها...أندفع اكمل كالمجنون وراءها وهو يقود سيارته بسرعه جنونيه .كان اشبه بسباق وهو يقود بتلك السرعه الهائلة سعيا وراءها وملاحقا إياها
+
توقف اكمل بسيارته بعد ان رأها وهى تترجل من السيارة قرب الشاطئ وشعر بمزيج من الألم والسعاده وهو يدرك ان الحنين هو من جذبها أيضا لتلك البقعه الساحره التى شهدت مولد حبهما ...
+
أقترب منها بهدوء بعد ان لمحها جالسه على أحد المقاعد المريحه قرب البحر ...كان زخات المطر قد بدات فى التساقط ...توقف أمامها مشدوها وهو يرى
+
لوحه فنيه رائعه الجمال ...رؤيته للدموع تنساب بانسجام مع المطر على خديها وهى مغمضه العينين...أفقدته صوابه وقد
+
أرتعشت يداه وهو يمرر انامله بحنان على خدها المبلل ويتلمس بشرتها الناعمه كالزهره النديه
+
نبض قلبه أزداد قوه عند احساسه ببروده بشرتها بين يديه ...احتضنها بقوه يبثها دفئه وحرارته
+
وهو يهمس ..اسيل
+
فتحت عينيها ببطء وخفق قلبها بقوه وعينيه اللامعيتين تحدقان بها
+
ابتعد عنى ...قطعت صرختها الصمت حولهما
+
هنا بدأت هذه القصه
+
وهنا سوف تنتهى ...سوف أسدل الستار
+
سأقتلع هذا الحب ولو اضطررت لأقتلاع قلبى ...صرخت بهيستريه
+
يكفينى عذابا ... لقد شقيت بحبك ...وانهارت على الأرض وهى تنتحب بقوه
+
تسارعت انفاسها وهو يحملها بين يديه وقد أسند جبينه إلى رأسها يتنسم رائحتها عبر شعرها الذى تطايرت خصلاته منسدلا ثائرا حول وجهها
+
وهو يهمس بحنان
+
أغفرى لى ...فانا لست سوى عاشق ...
+
صرخت بحده وبقهر ...عاشق
+
عن أى عشق تعنى ...انا فقط من عشقتك واحببتك ولكن انت لم تقلها يوما لى ولم تشعرنى بها ...انت بخيل ...بخيل جدا فى مشاعرك بخيل جدا فى العطاء
+
بكلمه حب واحده منك كنت ساشعر اننى ملكه هذه الدنيا ولكن حتى هذه الكلمه بخلت بها على ...دائما تنتظر منى ان افهمك وان اثق بك وماذا عنى انا ...
+
من يفهمنى ؟ولماذا لم تثق بى مثلما طلبت منى دوما؟
+
ارتمت على الأرض مجددا وهى تشهق بقوه ...امسك بها بقوه وهى تتلوى للتخلص منه ولكنه حملها مثلما حملها اول مره على هذا الشاطئ وهو يطلب منها الزواج واخذ يمشى بها دون ان يتلفظ بكلمة واحده ...
+
رفعت رأسها تنظر إلى ملامحه الجامده وهى تقول بإصرار انزلنى ..
+
كأنه لم يسمعها مطلقا وتسلق الجرف الصخرى بينما هى علا صراخها وهى تشعر بالخوف الشديد
+
اقترب من الحافه وانزلها برفق على الأرض واعطاها ظهره وهو يقول بصوت لاحياة فيه ...اذا الم تسمعينى وتعطينى فرصه لأشرح لك فسوف القى بنفسى من على الجرف الأن ...القرار لك فاما ان اكون بجانبك لأن هذه هى الحياه بالنسبه لى واما ان تحرمينى منك ولذلك فالموت اهون على
+
نظرت إليه بعدم تصديق بينما هو زاد اقترابا من الحافه حتى كاد لا يفصله شيئا عنها ..
+
لم تشعر بنفسها الا وهى تصرخ باعلى صوتها وتجذبه نحوها بكل قوتها ...ليعلو صوت بكائها وشهقاتها المتواصلة وهى تضربه بكفيها الصغيرتين على صدره عدة ضربات متتاليه...
+
احتضنها بقوه كأنه يزرعها داخل صدره وبين اضلاعه وهو يهمس لها برفق ...شششش حبيبتى اهدئى
+
انا هنا ...لا زالت بجانبك ولن اتركك لقد عدتى اخيرا للمكان الذى تنتمين له ...ابتعدا قليلا عن الحافه وجلس على الأرض ليجلسها فى حضنه موزعا قبلاته على صفحه وجهها
+
وبعد جلسة مصارحه استمرت وقت طويل شرح لها كل شئ .حدثها عن حبه لها طوال كل تلك السنوات وكم تمنى ان يكون لقائهما ابكر قليلا ولكن والدتها كانت رافضة لأى اتصال بينهما وانه احترم رفضها وعن طبيعته الغريبه وشخصيته الكتومه التى تعتبر والدته سببا رئيسيا فيها لقد كان والده ضعيف الشخصيه أمام والدته ولذلك فهو دائما يتوقع من الأخرين ان يفهموه كما أنه لم يضطر يوما
+
يبرر اى من تصرفاته .... .. وانه لطالما اعتبر ان الأفصاح عن مشاعره ضعف لا يغتفر وعن اتهامها بالخيانه ..هو لم يكن متاكدا حقا من حبها له لقد ساوره الخوف دائما من ان يكون قد فرض حبه عليها ولكنه لم يصدق ابدا انها خائنه.. لكن حبه لها قد أعماه تماما
+
كل ما شعر بها انذاك هو شعور مرير من الغيره المؤلمه وببساطه وبسذاجه شديده وقع فى ذلك الفخ ...فوالدته قد نسجت كل تلك المؤامره لتفرق بينهما ...استدرجتها للجلوس معها وانسحبت فى الوقت المناسب بعد أن هاتفت أسامه واكمل تطلب منهما الحضور
+
وهى تعلم تمام المعرفه بالحاله السيئه التى يعيشها أسامه يوميا ومعاناته بعد إنفصاله عن سلمى
+
وكيف كان يفقد القدره حتى إلى الوصول إلى غرفته وهو فى هذه الحاله المتردية من السكر ولذلك صرفت جميع الخدم مبكرا ونفذت حيلتها ببراعه شديده
+
رفع عينيه الدامعتين وهو يشعر بالذنب وهو يرى ملامحها المتألمه
+
هل سامحتينى حبيبتى؟...هل يمكننى ان اطمع فى فرصه ثانية
+
لا يمكننى ان اسامح او انسى ما فعلته بى ...قالتها بتاكيد عميق
+
...اسود وجهه بعد كلماتها التى نزلت عليه كالصاعقه
+
استطردت وهى تتجنب النظر اليه ولكن يمكننى ان احاول
+
برق الأمل فى عينيه وهو يختطف يديها ...يقبل اناملها بشغف وهو يردد لها مؤكدا ,,,لن تندمى حبيبتى ...انا اعدك لن تندمى ابدا فقط اسمحى لى ان اكون عاشقك
+
طرقت على الباب وهى تشعر بالخوف من ان يرفض رؤيتها مجددا فكلما جاءت لتراه رفض وبشده
+
لم يمكنها الا ان تراه وهو نائم فقط ..اذا كان هو يتألم لما اصابه فهى تتألم الاف المرات وهى تراه يرفضها ويلفظها قاطعا اى علاقه تربطه بها
+
ولكنها لن تيأس ولن تستسلم ابدا
+
استعادت هدوئها وهى تطرق الباب بخفه
+
لتسمع صوته وهو يصرخ ...لا أريد احد ..ابتعدوا عنى ...اتركونى بحالى
+
صراخه آلمها اكثر وبعد ان تراجعت قليلا للوراء ما لبثت ان تقدمت بإصرار
+
وفتحت الباب مرة واحده
+
التفت اليها بحده ينظر إليها بغضب مستعر بينما هى تطلعت إليه بمنتهى الشوق
+
البريق الحزين الذى ظهر فى عينيه وملامح وجهه المتألمه
+
وبعد لحظات من الصمت بينهم بدت اشبه بالدهر استطاع أن يتكلم اخيرا وهو يقول لها
+
..سلمى ابتعدى عندى لقد انتهى كل شئ بيننا ..انا لست سوى بقايا انسان لقد فرضت حبى عليكى مرارا
+
ولكن الأن انا اعفيكى من اية التزامات بيننا
+
تنفس بقوه وهو يردد كلماته بثقل سلمى ...أنتى ...أنتى طا...
+
شهقت بألم وتقدمت نحوه وهى تجذب ذراعه لكى تجبره على النظر إليها ..
+
.كيف يمكنك ان تقول هذا بكل هذه البساطه؟...وان تتخلى عنى كأنك تنفض ذبابه ..
+
أنا لست بالقوه التى تتخيلها انا ضعيفه جدااا وأستمد قوتى منك ..إذا انت تركتنى ضعت انا وفقدت طريقى
+
لمعت عيناه ببريق وقد حملت نظراته إليها كل شوقه هيامه وهو يرفع يدها إلى فمه ليطبع قبله على باطن يدها وهو يردد لها بإصرار ...إذن لن تضيعى ولن تفقدى طريقك لو تخليت يوما عنك فساكون قد تخليت عن روحى
+
عانقته وهى تقول بسعاده .سوف أبدأ بالتحضيرات لنسافر للعلاج بالخارج ولا مزيد من إعتراضاتك
+
زمجر وهو يرمقها بجنان ...أعشقك وأعشق تسلطك ...
+
قهقهت ضاحكه بصوت عال وقد تلألأت عينيها بالدموع وهى تهمس بخجل ودموعها تبلل خده احبك احبك جداااااااااا اكثر مما قرأت فى كتب الشعراء من كلمات الحب والعشق احبك حبا مستحيل وغير قابل للنقاش ولا للتفاوض
+
لم يمنحها الفرصة لتكمل كلامها فجذبها بشده لتقع بين أحضانه وقد استولى بشفتيه على شفتيها فى نهم وجوع
+
وهى تحاول التملص منه وتضربه بقبضتها على صدره ضربات متلاحقه دون فائده ..أحس بدموعها تبلل خده وذقنه فرفع رأسه يتاملها بلهفه وهو يسالها بقلق هل آذيتك؟
+
رفع رأسها وقد أشتعل خداها بحمرة الخجل وهى تهمس بحياء وهل الحب يؤذى ؟
+
قهقه وهو يتاملها بشوق بينما يملئه احساس بالفخر لكونها حبيبته
+
لا يا نور عيناى الحب يقوى ويمنح الأمل هذا ما تعلمته منك ...يا معذبتى فأنا فى هواك لست اكثر من مجنون
+
مجنون سلمى
+
كانت إيمان تتصفح حاسوبها الشخصى وهى تشعر بالإحباط بعد شهر من البحث المستمر والمضنى عن فرصة عمل دون جدوى
+
فمعظم أرباب العمل يطلبون خبره لا تقل عن خمس سنوات عل الأقل فلا يوجد من يريد ان يوظف حديثة التخرج مثلها ومرت عليها ذكريات حياتها كشريط سينمائى مصور وهى تسترجع كل ما حدث لها وخصوصا كل الفترة الماضيه من بداية معرفتها بمحمد وزواجها ووفاة والدها
+
دمعة فلتت منها وهى تمسك بإلإطار الفضى للصوره امامها على المكتب تتامل نفسها بجوار والدها والفرح الذى يشع من عينيها الجميلتين وبرغم أن هذه الصوره لم تكن منذ وقت طويل ولكنها تشعر أنها منذ زمن بعيد وانها قد تغيرت ولم تعد هى نفس الشخص بالصوره ..تلك الفتاه الضاحكه والمتفائلة دائما لقد كبرت كثيرا ونضجت والأن يجب عليها أن تقوم ببناء حياتها من جديد
+
لماذا لاتقبل بعرض أكمل ؟لقد عرض عليها ان تعمل معه لقد رفضت العمل فى شركتهم لأنها أرادت ان تبدأ من البدايه وأن تكتسب المهاره والخبره لا ان تفرض نفسها بحكم انها شريكة ايضا مع اخويها
+
رن جرس الباب ..نهضت وهى تشعر بالأنزعاج ...من قد يكون القادم؟
+
فتحت الباب لتتفأجأ بمحمد امامها مستند على الباب وهو عاقدا ساعديه أمام صدره ناظرا اليها بعمق ملتهما ادق تفاصيل وجهها الحبيب
+
أوشكت على ان تغلق الباب وهى تطلق صرخة ولكنه كان اسرع منها عندما وضع قدمه حاجزا حتى لا تغلق الباب
+
ابتعد عنى ...لا أريد ان اراك لهثت بشده وهى تصرخ به وأشارت له بيديها تطرده وهى تزيد من صراخها عليه
+
أخرج حالا وإياك ان تحاول رؤيتى مجددا
+
تجاهلها تماما كانه لا يسمعها او يراها امامه وابتعد بكتفيه عن الباب وخطا للأمام بعزم وبأصرار بينما تراجعت هى للوراء حتى اصطدم ظهرها بالحائط وهى تصرخ بكلمة واحده
+
لا ...أصابعة الطويله امتدت لتطبق على كتفيها بينما احاط بيده الأخرى مؤخرة رقبتها وأقترب منها أكثر وهو يبتسم وقد التمعت عيناه بشده ساحبا رأسها نحوه ليقبلها بعنف وبجوع معتصرا إياها بين ذراعيه القويتين يبثها كل شوقه واحتياجه لها
+
كانت قبله محمومه جائعه تحمل كل الغضب الذى بداخلها نحوه وكل الأشتياق والرغبه الذى يحمله هو بداخله نحوها ....كان هو اول من توقف عن تقبليها ورفع رأسه نحوها وهو يتكلم بصوت ساخر ...والأن
+
وكأنه قد تم سكب دلو عليها من الماء البارد وهى تراه واقفا أمامها وعاقدا ذراعيه أمام صدره يتطلع أليها من عليائه بنظرات متوعده
+
رفعت رأسها بحده وهى تقاوم رغبه ملحه فى صفعه بحده أوربما البكاء بشده بعد إذلاله لها بهذه الطريقه المخزيه
+
تكلمت بصوت مرتعش ...والأن ...ماذا ؟
+
أقترب منها متوعدا إياها مره أخرى والأن هل ستعودين معى ؟
+
استنكرت بحده ..وهى تضحك بقهر أعود معك بهذه البساطه
+
أعود معك إلى أين ؟
+
إلى منزلك بالطبع رد عليها صارخا
+
ليس هذا بمنزلى وأنت لست بزوجى او على الأقل لن يمر وقت طويل قبل أن ينتهى هذا الزواج .. هجم عليها مكبلا يديها وهو يغطى فمها بفمه القوى المتطلب
+
ابتعد عنها بحده وقد تقطعت أنفاسهما معا بعد هذا اللقاء العاصف بينهما
+
اقترب منها ببطء شديد ..وأمسك بكفيها الرقيقتين يرفعهما إلى فمه يقبلهما ببطء وهو يهمس برقه ...أمنحينى فرصه اثبت لكى حبى وإخلاصى ...
+
أومات برأسها علامه الموافقه كانت تبدو كالمسحوره وهو يجذبها لتجلس بجانبه
+
ليسرد لها حكايته من البدايه وكيف أنه احب لورا عندما كان يدرس بالخارج...ولكنها خانته مع أفضل صديق له ...الحكاية المعهوده التى تتكرر مرارا وتكرارا
+
وانه كان قد فقد الثقه بالحب ولم يستعيد هذه الثقه إلا عندما رأها ...قد يكون الأمر كان فى بدايته ليس اكثر من إعجاب بها وإحساسه بواجب حمايتها والدفاع عنها عندما راه عمر يطاردها ...ولكن لم يستطع أن يخدع نفسه أكثر من ذلك ...
+
تطلع اليها بشوق وهو يجثو بإحدى ركبيته على الأرض بينما أمسك اناملها برقه متناهيه وهو يهمس بصوت اجش من فرط العاطقه ...كنت اظن دائما أن عمر الإنسان يقاس بالسنوات ولكننى كنت مخطئا فالعمر الحقيقى للأنسان يقاس بكم المشاعر والسعاده التى يحملها فى قلبه وانا معك عرفت كل هذا واكثر... معك يمكننى ان اعيش حيوات مختلفه طالما انا معك وبجانبك
+
التمعت عيناها بالدموع ووضعت يدها على فمها تكتم انفعالاتها التى جاشت بها صدرها بينما جرت دموعها لتبلل خديها الحمراوين ويديه التى احاطت بوجهها ...
+
جذبها إليه يجتضنها بشوق وبرغبه جامحه فى حبها وهو يهمس لها قرب اذنها ...كل ما اتمناه هو ان
+
اكون إلى جانبك وان اعوضك على كل ما عانيته بسبب غبائى ...القت بيديها خلف رأسه تطوق عنقه وهى تهمس بخجل ...فقط لا تتركنى مجددا
+
ابتعد عنها قليلا وهو ينظر إليها بمنتهى الجديه قبل أن يقول ...هل تحسنت مهاراتك فى الطبخ؟
+
انفجرت ضاحكه وهى تشعر بالغيظ الشديد منه لتمسك بالوساده المرتميه على الأريكه لتقذفها بوجهه وهى تطلق صرخات أشبه بصرخات الهنود الحمر
+
وهويركض بعيدا عنها بينما هى تلاحقه باستماته وبأصرار ..ليغافلها مطوقا خصرها ورافعا إياها لييدور بها عدة مرات
+
قبل أن يضعها برفق على الأرض وهو يقول لها ..هيا إلى منزلنا قطتى المشاكسه لقد تركت منزلنا بعد رحيلك فحبيبك لا يمكنه العيش فى مكان انتى لست موجوده به
+
وتقدمها متجها نحو الباب ..أوقفه صوتها وهى تقول بعناد ..
+
انتظر قليلا ..التفت نحوها يطالعها بخوف ..
+
ابتسمت بدلال وهى تقول ...السيدات اولا الا تعرف اصول اللياقة
+
قهقه محمد ضاحكا وهو يحيطها بذراعيه ليفسح لها المجال أمامه وهو ينحنى أمامها بينما هى رمقته بسرور
+
وهى تمتم لنفسها ... سوف ترى بنفسك قطتك المشاكسه وما هى قادره على فعله
+
يا حبيبى وطبيب قلبى
+
نهاية الفصل ... اظن فصل من الحجم العائلى ويتبقى فقط الخاتمه
+
سوف أنزلها الأن ولا تنسونى من تعليقاتكم الحلوه وتقييماتكم
1
