رواية آخر نفس الفصل الثاني عشر 12 بقلم رشا روميه
الفصل الثانى عشر
•• إعترافات ••
+
إنطلقت سيارات أهالى هؤلاء المرتحلين بطريقهم نحو الواحات ، تلك وجهه رحلة أبنائهم للبحث عن الحافله التى كانوا يستقلونها بعدما علموا من الشركه أنه قد فُقد أثر هؤلاء الشباب ولا يعلمون أين هم الآن ...
+
***
+
حل سكون الليل وتعالت أصوات ساكنى الطبيعه بهذا المكان المقفر ...
توقفت السيارات إلى جانب الطريق لأخذ بعض ساعات الراحه وإستكمال الرحلة عندما تشرق الشمس...
+
وبين موافق ومعارض رضخ الجميع لنيل بعض الراحة فيا له من سفر مرهق للغايه قاموا به وقام به أبنائهم من قبلهم ...
+
لبعض الوقت لم يغلب النعاس على بعض العيون لتبقى يتسامرون بصوت هامس حتى لا يستيقظ البقيه ...
+
قال "مندور" بجديه تامه ...
_ "سعاد" ... إيه رأيك نرجع وناخد بالنا من بنتنا وسطينا ...؟!!
+
لم تنتظر "سعاد" الكثير من الوقت فهذا الشعور قد غلبها بالفعل منذ بدايه تلك الأزمه ، الأمان .. شعرت بالأمان وهو معها شعرت بالسند وقت الشدة ...
+
إبتسمت "سعاد" بخفه وهى تجيبه ...
_ ماشى يا "مندور" ... ده بس عشان لقيتك مستجدع معايا وإحنا بندور على "ياسمين" ...
+
إستنكر "مندور" تلك الفكرة الدائمه التى تسيطر على عقل زوجته ...
_ أنا مش وحش أوى كدة يا "سعاد" ... أنا والله بحب "ياسمين" وعايز مصلحتها ... وحتى العريس إللى جاى لها ده .. فعلاً راجل محترم وميتفوتش ...
+
بنبره مصدقه له تماماً أجابته "سعاد" بهدوء ...
_ عارفه يا أخويا ... نخلص بس من مصيبتها دى ونطمن عليها ودوغرى نعمل إللى إنت شايفه ...
+
_ إن شاء الله ... وساعتها الفرح يبقى فرحين ....
+
طأطأت رأسها بخجل ليغمض "مندور" عيناه براحه فكل الأمور سوف تتعدل أخيراً ...
+
****
+
الكهف ...
إتخذ الجميع موضعاً للنوم لكن بعد ما حدث من "هادى" لم يكن نوماً مطمئناً إطلاقاً ...
+
****
+
مع إشراقه الشمس وحلول الصباح إتخذ الأهالى وجهتهم بالبحث عن الحافله تجاه كهف (الجارة) كما كان مخطط ببرنامج الرحلة ...
+
الكهف..
بدأوا فى الإستيقاظ واحداً تلو الآخر لكن الصدمه كانت عند نظرهم لآخر زجاجه مياه لديهم فمنذ تلك اللحظه سيعانون العطش وضيق النفس ...
+
كانت بالفعل الأجواء داخل مغاره الكهف خانق للغايه وبدأ المرتحلون يشعرون بذلك ...
+
بدأ الإنهيار ببكاء إحدى الفتيات التى لم تعد تتحمل وتشعر بإقتراب الموت منهم ، أخذت تهتف بإنفعال ويأس شديد ...
_ مفيش نقطه مياه ... ونفسى مخنوق ... خلاص كدة ... حموووت ... أنا دايخه أوى مش قادرة أستحمل .... حموووووت .... حموووووت ... أنا مش عايزة أموووت ... أنا لسه صغيرة ... عايزة أعيش ...
+
Promoted stories
You'll also like
عنقود محرم by yakot1
عنقود محرم
791K35K
حين تنضج المشاعر في غير موسمها و يُصبح الأقرب هو الأكثر بُعدًا، ينشأ حبٌّ لا يَغفره المنطق، ولا يَسمح به القدر . بين روابط العائلة وأسوار المحرمات، بين شاب أحبّها عُمرًا...
سر بين السطور by a5_ba5
سر بين السطور
1.5M69.3K
في عالم من السلاح يصبح السر هو الشي الوحيد الذي يجب أن يحافظ عليه"،
SILENT SIN by Martinajk69
SILENT SIN
558K15.7K
كلما وقعت بين يديه تسائلت كيف لأنثى بقوتي و غروري و كيدي أن تصبح مقيدة بسحر مثاليته اللامتناهية Say goodbye to all your boundaries, because I'm about to teach your body...
THE MIRROR | LORD JK by JIHAN-KOOK
THE MIRROR | LORD JK
1.8M185K
سَفير كوريّ يقطُن في سويسرا ، يعيشُ حياة هادِئَة مع زرجتهُ بعد ان تزوجا عن قصة حُبٍ عظيمَة ثُمّ فجاة ! تظهرُ فتاة من العدم و بين يديها طِفلَة تزعمُ انها ابنتهُ ، عند ذَل...
ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة) by SehamSadek3
ظنها دمية بين أصابعه (النسخة المعدلة)
5M131K
النساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين. "ل...
عنبة الفيحاء by Merriman_88
عنبة الفيحاء
526K18.7K
هل تعرف ما هو الندم ؟ لا تقلق ! سأعلمكَ .. تذكر وأنتَ تقرأها ... الانتقام دائماً نقطة تحول أختار من الان العودة قبل التقدم به ... تعلم ما هو أكثر ما يخشاه العدو ؟ هو...
YOUR MINE. by jkvaljeon69
YOUR MINE.
920K22.4K
[ S e x u a l c o n t e n t +18 ]. اعتقدت انه قد عاد الى كوريا الجنوبية لأجل قضيه قتل متسلسله حدثت في مكان أقامتي ولكن اتضح انه يشغل ذهنه بأرتكاب الخطيئه معاً التي ادمن...
كان أسرع رد لها هو رد "يارا" ...
_ إهدى شويه ... كل واحد فينا له نصيب وعمر ... ربنا قادر يخرجنا من محنتنا دى ...
+
رفعت الفتاة وجهها للأعلى وقد أغرورقت عيناها بالدموع تدعى بتضرع ...
_ يااااااارب ..... يا رب طلعنى من هنا ومش حقول لماما ( لأ ) أبداً ... أنا عارفه إنى كنت بعاملها وحش ودايماً بعارضها ... بس فهمت الدرس بجد ... يا رب أطلع بس من هنا وأسمع كل كلامها ....
+
كان إعتراف تلك الفتاه هو بوابه العبور بالنسبه للبقيه ظناً منهم أن بإعترافهم بأخطائهم سيسامحهم الله ويعفو عنهم ويخرجهم من الكهف ...
+
بدأت سلسله من الإعترافات بذنوب وأسباب ظنوا أنها هى السبب فيما وقعوا فيه ، كانت كلها تتأرجح ما بين عدم الإنصياع لأهلهم أو فعل أمر يندمون عليه لكن كله كان فى الإطار الذى يقوم به الناس عادة ليس به ما يسبب أزمه مثل تلك التى وقعوا بها لكن إحساسهم بإقتراف جرم كبير جعلهم يشعرون بالذنب بما إقترفوه ...
+
لكن بقى هؤلاء السته لم ينبسوا ببنت شفة بل ظلوا يتابعون الإعترافات وطلب الغفران من الله على مرأى ومسمع منهم ...
+
***
+
بالطريق ...
توقفت السيارات أمام الحافله المتوقفه بيمين الطريق وقد دون عليها بخطوط إعلانيه مميزة إسم شركه الرحلات التى إستقلها أولادهم ...
+
دب الأمل بقلوبهم فقط وصلوا إليهم أخيراً ليترجل الجميع مهرولين بقلق وتلهف تجاه الحافله ...
+
كمن بدأ السباق للتو حاول الجميع الوصول أولاً للحافله لرؤيه أولادهم والإطمئنان عليهم ...
+
وقفت والدة "يارا" ووالدها وقد إمتلأت قلوبهم بإحساس متفاقم بالذنب لإهمال إبنتهم الوحيدة طوال كل تلك السنوات دون الإهتمام إليها ومعرفه ما يحدث معها طوال الوقت ، أيمكن أن يكون ما حدث لها مؤشر لهم ليشعروا بقيمه إبنتهم الغاليه وخوفهم من فقدانها ....
+
نادت والدة "يارا" بصوتها الناعم لكنها جاهدت أن يخرج قوياً حتى يستمع إليها من بداخل الحافله ...
_ يا ااااا .... يااااا أسطى ... يا عم ... فيه حد هنا .....؟!!!
+
تلاحقت النداءات منهم حتى ظهر أحدهم من نافذه الحافله وقد ظهر عليه التوجس فمن سيأتى إليه بهذا المكان المقفر ...
_ أيوة مين ....؟؟!
+
_ إنت سواق الباص ده ...؟!!
+
_ أيوة ... عايزين إيه ...؟؟؟
+
_ فين الشباب إللى كانوا فى الرحله ... وفين المشرف ...؟؟!
+
بوجه ممتعض تماماً كمن أقلق راحته أجابهم على عجل ليكمل نومته مرة أخرى ...
_ نزلوا أديلهم كام يوم يكملوا الرحلة فى الكهف مشى ... وأنا بستناهم هنا منين ما يرجعوا ...
+
_ كهف ... كهف إيه ...؟!!
+
_ أهو كهف كدة جوه فى الواحه ...
+
تفكر "مندور" قليلاً ليلقى بفكرته التى كانت بالفعل تدور برؤوسهم لكنه أراد أن يستكمل دور الرجل المهتم ذو الأفكار ...
_ يبقى لازم نمشى نروح لهم طالما العربيات مش حتنفع ...
+
أومأ الجميع بالموافقه ليغلقوا سيارتهم تاركين إياها بالقرب من الحافله متجهين نحو كهف الجارة بحثاً عن أولادهم ...
+
*****
+
داخل الكهف ...
زادت حدة الإختناق قليلاً فقد بدأ الأكسجين يقل بالفعل داخل الكهف وشعورهم بأن تلك هى أنفسهم الأخيرة جعلهم يشعرون بأن هناك أثقال فوق صدورهم يريدون التخلص منها قبل مفارقه الحياة ...
+
بدأها "زيد" بإعترافه بعدما إنتهى الجميع من إعترافاته البسيطه ...
_ أنا عارف إن طموحى هو سبب عذابي .... كان نفسى أعمل حاجه كبيرة فى حياتى بس للأسف كل حاجه بتضيع منى ... حتى الرحلة إللى كنت فاكرها حتفتح لى باب شغل وجالى واحد يعرض عليا الشغل معاه بس أطلع الرحله دى عشان حقوم بالإرشاد على نفس الطريق ... طمعى فى المرتب الكبير عمانى ومشيت وراه من غير تفكير وسبت أمى وإخواتى إللى أنا مش عارف حيعملوا إيه من غيرى ... الراجل خلف بوعده معايا بس أنا طلعت عشان .... عشان ... عشان أبقى قريب ...
+
وصل لتلك النقطه ولم يستطع الإعتراف بعشقه لـ"ياسمين" وأنها سبب بقاءه فى الرحلة لكن عيونه قد فضحته تماماً وقد تعلقت عيناه بها ...
+
فهمت "ياسمين" ضمنياً ما يقصده ، ذلك الشعور الذى تتهرب منه بداخلها منذ فترة طويله لإرتباطها بـ"هادى" الذى كان يَعِدُها بالتقدم رسمياً لوالدتها حين يعودوا من رحلتهم تلك ...
+
تركت كل تلك الأحاسيس المضطربه جانباً لتهيئ نفسها هى أيضاً للإعتراف فربما ينقذها الله مما وقعت به ...
_ أنا كمان عايزة أعترف بالحقيقه ... الحقيقه أنا بنت عاديه جداً ... ولا غنيه ولا أى حاجه ... أنا بنت بسيطه من منطقه شعبيه ... كنت فاكره إنى حكون أحسن لو إتظاهرت إنى غنيه و....
+
لم تكمل حديثها حينما قاطعها "هادى" غاضباً بحدة ...
_ إيه إيه إيه ....!!!!!! يعنى إنتى ضحكتى عليا ...؟!!! بنت فقيرة زيك تعمل عليا أنا الفيلم ده ...؟!!
+
تراقص قلب "زيد" فرحاً بمعرفته أن "ياسمين" لا تختلف عن بيئته الفقيرة شيئاً وربما هذا شئ يقربه منها بعدما كانت الفجوات بينهم كبيرة للغايه ، لكن ثورة "هادى" أثارت غيظه الشديد فكيف يتعامل معها بهذه الطريقه وهو يعلم تماماً أنه يرفضها ولا يود إكمال خطبته لها ليقف مدافعاً عن "ياسمين" ....
_ جرى إيه يا "هادى" إنت مش قلت خلاص ... مش عايز تكمل مع "ياسمين" فارقه معاك إيه غنيه بقى ولا فقيرة ...!!!!
+
نظرت نحوه "ياسمين" بذهول حين فغرت فاها بعدم فهم مقصد "زيد" ...
_ مش عايز يكمل معايا ...؟!! هو قال كدة ...؟!!
+
ثم إتجهت ببصرها تجاه "هادى" قائله ...
_ إنت قلت مش عايز تكمل معايا ...؟!!!
+
ويبقى للأحداث بقيه ،،
انتهى الفصل الثاني عشر ،،
قراءه ممتعه ،،
رشا روميه (قوت القلوب)
+
