اخر الروايات

رواية دماء علي اوراق الورود الفصل العاشر 10 بقلم آثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورود الفصل العاشر 10 بقلم آثر توفيق

الحلقة العاشرة
اقلعت الطائرة وبعد ان اصبحت فوق السحاب تطلع حاتم من النافذة الى السماء الزرقاء بلون عينيها مسائلا نفسه هل اخطا حين كان يرى عيناها بلون البحر ؟ كلا بالتاكيد فعيناها الزرقاوتان تختلفان لونا بين صباح ومساء وبين فرح واحزان فتارة تصبح كالبحر اللجى الهائج فى تلاطمه وزرقته وتارة تصفو كالسماء فى هدوئها ونقائها بل انه الان يشعر ان لون عينيها هو الاصل وان كلا من البحر والسماء قد اكتسبا لونهما من انعكاس عينيها .
عاودته ذكرى الحلم الذى حلمه فى طفولته عن طفلة شعرها بلون الذهب وعينيها بلون السماء ووجهها بجمال القمر هل اخطأت امه حين فسرت الطفلة فى الحلم بانها الدنيا ؟ كلا لم تخطئ امه بالتاكيد فى تفسير الحلم فعلا فالفتاة هى الدنيا فالدنيا فى ناظريه الان هى داليا بل انها اصبحت عنده اغلى من الدنيا باسرها ولو خير بينهما لاختارها واعتبر نفسه رابحا احسن الاختيار .
لقد غالط نفسه وانكر مشاعره كثيرا الا انه يعترف الان وهو فوق السحاب انه يحبها وان حبها غزا قلبه من اول لحظة من يوم الربيع نعم يحبها ولم يحب سواها ولن يفعل ولكنه نادم على عدم مصارحتها قبل السفر كان يريد ان ينفرد بنفسه بعيدا عن سحرها حتى يتخذ قراره ويبلغها به ان القرار الحاسم والامر الملح الذى اقض مضجعه وحرمه النوم ليالى هو قرار الزواج بها ولكن حتى نظرته للزواج قد اختلفت فلم يعد سى السيد الذى يبحث عن امينه لتصبح خادمته ولكنه الان يريدها ملكة على عرش قلبه ويرجو ان تقبله حارسا امينا عليها .
سوف يركع امامها يبثها لواعج حبه ويشكو عذابات قلبه نعم يحبها وقد عرف ذلك يقينا حتى لو انكر ولكن نطق الحب واضحا جليا فى كل همسة او لمسة او فعل او حتى رد فعل كان الحب هو الذى يحركه .
هذا العنيد الذى لم يسلم قياده لشيء او شخص قبلا اسلم قياده للهوى راضيا واصبح عاشقا مدلها ولكنه تاخر كثيرا فى الاعتراف بحبه 
لماذا ارجا اعترافه حتى العودة ؟ الان لم يعد السفر مهما او ذا قيمة ولو انه استطاع العودة فى نفس اليوم وترك كل شيء خلفه لفعل ولعاد يرتمى فى احضانها وتحت قدميها سعيدا راضيا ويلقى بالدنيا كلها خلف ظهره ويكفيه منها هى فقط .
هى فقط من تهمه هى من اعطت كل شيء بلا مقابل ولا رغبة فى شيء سوى اسعاده . اعطت بلا حدود وارادت بذلك ان تهبه قلبها فاذا هى قد ملكت عليه قلبه وروحه وفكره الى الابد وهو بذلك يسعد بل ان سعادته فاقت حدود الخيال وشعر معها ان كل مشاعر السعادة قبلها كانت وهما وما الندم الذى يشعر به الان الا جزء يسير من تلك السعادة ليشعر بقيمتها وقد فعل 
انه يشعر الان انها اغلى درة فى تاج البشرية هى اجمل ما خلق الله من النساء ولكنه حقا لا يهتم بجمالها الظاهر الفتان وانما بروحها العذبة المعطاءة التى اسرته انه يود العودة الان اليها والاقتران بها ليس طمعا او رغبة فى جسدها برغم حلاوة التجربة الا ان الاجمل كان احساسه وهو يضمها الى قلبه ويقبل جبينها الناصع ويتلمس خدها الاسيل ويشعر داخل احضانها بالراحة والامان الذى افتقده منذ وفاة امه 
سوف يعود اليها باسرع ما يستطيع ويصارحها بحبه ويركع امامها قائلا 
( مولاتى انا احبك وقد خلقت لاحبك اقبلينى زوجا تكونى لى ملكة واكن لكى فارسا حارسا وسيفا ودرعا ) 
هل يجب ان ينتظر العودة ؟ كلا لن ينتظر انه بالكاد يستطيع الانتظار حتى وصول الطائرة الى وجهتها وهناك يجب ان يشترى خطا ويكلمها قائلا ( احبك ) كلمة واحدة يجب ان يبدا بها وبعدها فليقل ما يشاء وليكن من امر الدنيا بعدها ما يكون 
.......................
وصلت الطائرة اخيرا الى كوالا لامبور وهناك وجد حاتم فى انتظاره فتاة صينية حسناء تعمل فى الترجمة فى مجال الاعمال المشتركة ويقال انها الافضل فى كل شرق اسيا 
مينج : مرحبا سيد حاتم انا مينج ساكون مرافقتك خلال رحلتك واقوم بالتنسيق بينك وبين المجموعة الصناعية والترجمة لك او لهم 
حاتم : مرحبا سيدتى اخبرونى انه سيكون فى انتظارى الافضل فى كل شرق اسيا اعتقد انهم على حق 
مينج : اشكرك على الاطراء والان هل تسمح لى بانهاء اجراءاتك واستلام حقائبك ؟
حاتم : انسه مينج ارغب فى امر هام اولا هل يمكننى شراء شريحة اتصال هاتفى من هنا ؟ الامر هام وعاجل ولا يمكننى الانتظار حتى الوصول للفندق 
مينج : لقد اعددت لك شريحة هاتف للاتصال وكنت انوى ان اعطيك اياها عند الوصول للفندق لم اظن ان لديك امر عاجل لذلك الحد 
اخرجت من حقيبة يدها علبة تحوى خطا للهاتف ناولتها له واخذت جواز سفره لتنهى الاجراءات بينما اسرع هو يضع الشريحة فى هاتفه واجرى الاتصال ولكن الهاتف كان مغلقا حاول ثانية وثالثة ولكن بلا جدوى 
بعد قليل عادت مينج واصطحبته الى خارج صالة الوصول حيث وجد سيارة بانتظارهم ركبوا فيها واتجهت الى الفندق بينما هو يحاول الاتصال طوال الطريق بلا جدوى وكانت مينج تلاحظ قلقه وتوتره ولكنها لم تشا التدخل فى الامر فهو لا يعنيها وان طلب منها المساعدة ستفعل ما بوسعها 
مينج : ها قد وصلنا مستر حاتم سيقوم السائق بتوصيل حقائبك لغرفتك ويمكنك ان تستريح الليلة وسوف اكون هنا فى التاسعة صباحا 
حاتم : حسنا ساكون فى الانتظار 
بعد انصرافها صعد الى غرفته وقضى الليل ساهرا يحاول الاتصال بداليا دون جدوى وبدات الوساوس تطارده 
( هل تعرضت لحادث اثناء العودة ؟ هل اصيبت بمكروه ام ربما سرق هاتفها ؟ اجل لابد ان هذا ما حدث ولكن كلا لو سرق هاتفها لاشترت هاتفا اخر واستخرجت شريحة بنفس الرقم تبا لك ايها الشيطان ولوساوسك اللعينة لماذا تصر على اقلاقى ؟ هل انتظر حتى الصباح ؟ كلا فلاجرب ثانيا وثالثا وعاشرا ولكن لا فائدة الهاتف مغلق )
استمر فى محاولاته حتى اتصلت به مينج لتخبره انها فى بهو الفندق لقد اصبح الصبح دون ان يغمض له جفن او يصل الى ما يطمئن قلبه طلب من مينج الصعود حتى ينتهى من تغيير ملابسه وحين وصلت كان قد انتهى بالفعل 
حاتم : انسه مينج هل يمكننى استخدام هاتفك لامر ضرورى لا استطيع الاتصال بمصر وربما كان العيب فى هاتفى 
ناولته الهاتف فاجرى محاولة والثانية واكثر من خمس محاولات بلا فائدة الهاتف مغلق مغلق مغلق 
مينج : مستر حاتم ما الامر ؟ اراك قلقا منذ الامس قص على ربما افيدك بشيء 
حاتم : شريكتى فى العمل هاتفها مغلق منذ الامس ولا ادرى ماذا حدث 
مينج : ربما هى مشغولة او فى اجازة من العمل ولكن كيف وانت غائب ؟ هل هى المسئولة عن الاعمال فى غيابك ؟ 
حاتم : نعم وهى لا تغلق هاتفها ابدا اخشى ان يكون مكروها اصابها انا قلق للغاية والامر بالنسبة لى شديد الاهمية 
مينج : مستر حاتم معلوماتنا تقول انك تعمل وحدك بلا شريك اذن هى تعمل عندك وليست شريكة 
حاتم : ليس الامر هكذا تماما ولكن لنقل انها تلميذتى واعدها لتصبح شريكتى والان انا قلق عليها جدا فمنذ تعارفنا لم تغلق هاتفها ابدا والان بمجرد سفرى اغلقته ؟ لماذا ماذا حدث لها ؟ 
فكرت مينج قليلا قبل ان تقول بصوت يحمل نذيرا ما 
مينج : مستر حاتم اصدقنى القول هل حررت لها محررا يتيح لها التصرف فى الاسهم التى تمتلكها او ما شابه ؟
حاتم : نعم بالفعل لديها توكيلا رسميا يتيح لها التصرف فى الاسهم والاموال السائلة فى البنوك بل وحتى الاملاك العقارية وكل شيء ولكن ليس هذا ما اخشاه  
مينج : بل هذا هو ما يجب ان تخشاه اخشى ان تلميذتك قد سحبت كل اموالك وباعت اسهمك اخشى ان تكون قد غررت بك 
حاتم : ليت هذا ما حدث ليتنى اطمئن ان هذا ما حدث فعلا ولا يصيبها اى مكروه فلتذهب اموال الدنيا كلها الى الجحيم ولا يصيبها اذى ابدا 
تعجبت مينج وقالت بدهشة 
مينج : الهذه الدرجة ؟ الهذا الحد ؟
حاتم : اى درجة واى حد تقصدين ؟
مينج : اقصد لهذا الحد تحبها ؟
حاتم : كلا يا سيدتى بل اكثر كثيرا من هذا الحد . نعم احبها بلا حدود 
........................
اوصلته الى المطار وعادت الى شقتها الخالية ولم تهتم حتى بمسح دموعها طوال الطريق وحتى وصلت لشقتها ودخلت ظنا منها ان امها مسافرة كالعادة ولكنها تسمرت مكانها حين سمعت ذلك الصوت القاسى الذى تخشاه اكثر من الموت ذاته يقول 
الهانم المحترمه كانت بايته فين من امبارح 
.......................
《 مساء الخير انا باحب فى كتاباتى ان اكتب الحوار بالعاميه لانى اشعر ان ذلك يعطى ثراء وحيوية للقصة وان اكتب الاحداث باللغة الفصحى لاستعرض مواهبى فى البلاغة ولكن بعض اجزاء الحوار اكتبها بالفصحى لانها من المفترض ان تكون بلغة اجنبية مثل الحوارات بين حاتم ومينج المفترض ان تكون بالانجليزية 
اتمنى ان تستمتعوا بالاحداث التى سوف تبدا فى الاثارة حيث ان كل ما مضى كان تمهيدا ورسما للشخصيات 
اللى فات حماده واللى جاى حماده تانى خالص 》
#دماء_على_اوراق_الورود 
#الجزء_الاول
دخلت الى شقتها الخالية دون ان تعبا بمسح دموعها ظنا منها ان امها مسافرة ولم تكد تغلق الباب حتى سمعت هذا الصوت الذى اثار الرعب فى قلبها 
: يا ترى الهانم المحترمه كانت بايته فين من امبارح 
فاجأها الصوت القاسى الذى طالما كانت تخشاه اكثر من الموت ذاته لم يكن صوت امها ولا ذلك القمئ زوج امها ولكنه كان صوت ذلك الذى سمعت كثيرا ان يديه ملطختان بالدماء خالها حامد الهوارى ذلك الذى يبدو لناظريها كأحد زعماء مطاريد الجبل بوجهه الحجرى الذى لا يعرف الابتسام وطوله الفارع وشاربه الكث وسلاحه الذى يبدو واضحا تحت طيات ثيابه .
سمعت كثيرا ان هذا القاسى رجل مشبوه يدير عملا خارجا عن القانون ويستعين بالعديد من الرجال الهاربين من احكام ولكنها لا تعرف على وجه اليقين ما عمله كل ما تعرفه انها تكرهه كثيرا وتخشاه اكثر وهاهى الان تجده فى انتظارها ويعرف ايضا انها لم تكن تبيت فى الشقة .
حاولت داليا ان ترد ولكن الكلمات اختنقت فى حلقها وهو يقترب منها وعيناه تلتمعان ببريق الشر ويقول 
حامد : الكلام اللى سمعته عنك انتى والكلب الصايع ده صح ؟
داليا : كلام ايه ؟
حامد : انك ماشيه معاه ومرافقاه رايحه وجايه معاه ليل ونهار اوعى يا بت تكونى فاكره ان عينى غفلانه عن عمايلك السوده انا عارف عنك كل حاجه وكنت مستنى اللحظه المناسبه علشان اعرف المك واعلمك الادب مش خلاص حبيب القلب الكلب السافل ده سافر ؟ مش لسه جايه من المطار ؟
خفق قلبها بشدة اذن هو يعرف كل شيء لا داعى للخوف اذن فقالت بشجاعة 
داليا : من فضلك يا خالى ما تشتموش 
رفع كفه عاليا وهوى على وجهها بصفعة قوية اسالت الدماء من شفتيها وهو يزأر كالاسد 
حامد : انتى بتردى عليا وتدافعى عنه يا بنت الكلب ؟ 
مسحت الدماء من شفتيها ولمعت عيناها بغضب قائلة 
داليا : اول مره حد يشتم ابويا ويمد ايده عليا 
حامد : انتى لسه شوفتى حاجه ؟ انا حاقطع جتتك وارميها للكلاب قبل ما تجيبيلنا العار يا فاجره 
جذب شعرها بقسوة والقاها ارضا واخرج من تحت عباءته سوطا اسود اللون مرعب الشكل وانهال عليها جلدا وهى تصرخ وتستغيث ولكن لم ينجدها احد حتى رات امها قادمة هى وزوجها فهتفت تستنجد بها ولكنها شعرت بالصدمة حين سمعتها تقول 
رجاء : خدها يا حامد على البلد وخلص عليها وتاوى جتتها فى الجبل الفاجره 
حامد : لا انا عندى ليها موته احسن بكتير اعملى حسابك يا بت انتى جالك عريس وانا وافقت عليه وبكره كتب الكتاب 
ارتمت على قدمه تقبلها راجية 
داليا : ارجوك يا خالى ابوس رجلك مش عاوزه اتجوز 
حامد : هى كلمه وقلتها علشان نلم الفضيحه العريس شغال فى السعوديه وحياخدك وتسافرى معاه هاهاها مبروك يا عروسه 
قالها وهو يدفعها بقدمه فى صدرها بغلظة جعلتها تشعر بالياس الشديد وتقول بعناد 
داليا : مش حاوافق الجواز ما ينفعش من غير موافقتى 
حامد : من حقك ترفضى بس اعملى حسابك لو رفضتى حبيب القلب حيموت بطلقه فى المطار يوم رجوعه من السفر 
داليا : لا الا حاتم حاتم مالوش دعوه انا موافقه وحاعمل كل اللى انت عاوزه بس مالكش دعوه بحاتم 
حامد : هاتى تليفونك يا بت 
داليا : عاوز التليفون ليه ؟
حامد : انتى حتناقشينى ؟ قلت هاتى التليفون 
اخرجت هاتفها فانتزعه منها واخرج الشريحة وكسرها والقاها ارضا ووضع الهاتف فى جيبه وقال موجها كلامه لرجاء 
حامد : البت دى تتحبس فى اوضتها حنيجى مع العريس وعمه ومعانا الماذون الساعه سبعه حنكتب الكتاب وبعد كده تسافر معاه 
ثم وجه كلامه لداليا قائلا بسخرية 
حامد : انا جيت من اسبوعين وكنتى صايعه بره وقعدت هنا يومين بحالهم يا فاجره انا اخدت جواز سفرك علشان عريسك يبدا فى اجراءات سفرك حتسافرى معاه لحد ما الناس تنسى فضيحتك مبروك يا عروسه 
......................
حاولت الهرب بلا جدوى كانت غرفتها مغلقة بالمفتاح واضطرت للبقاء حتى مساء اليوم التالى وهى عاجزة عن الاستغاثة باى انسان وفى المساء حضر حامد ودخل غرفتها ومعه الماذون وشخص يشبه حامد فى قسوته وجبروته عرفت انه عم العريس وكان معهم جوده وسالوها عن موافقتها فلم ترد فصاح حامد بقسوة 
حامد : ردى يا بنت الكلب 
اساءها اكثر ما اساءها ان يسبها بابيها الا انها نكست راسها فى ذل وقالت 
داليا : موافقه 
وبعدها نظرت نحوه نظرة تجمع بين الرعب والكراهية والرغبة فى الانتقام 
.......................
حضر العريس بعد يومين لاصطحابها الى المطار ولم تكن قد راته من قبل كانت تراه لاول مرة وقد عجزت ان تصف شيئا كهذا كان قصير القامة اقصر منها اصلع الراس الا من شعيرات على جانبى الراس اطالها ليغطى بها صلعته يلبس نظارة طبية معروفة باسم كعب الكباية تعكس ضعف بصره الشديد وكان بدينا بعض الشيء نصفه السفلى المترهل اكثر بدانة من العلوى ولم يكن يتكلم ابدا حتى ظنته ابكم فى البداية باختصار كانت رؤيته بالنسبة لها صدمة اخرى ولكنها سلمت للاقدار درءا للاخطار عن حاتم فهى تدرك تماما ان خالها قادر على انفاذ تهديده بقتل حاتم وكانت تخشاه بشدة 
لم تستطع داليا فعل اى شيء الا انها كتبت خطابا لحاتم ووضعته فى جيبها انتظارا لنزولهم وفى الاسفل احتضنت احلام زوجة ابراهيم البواب ووضعت الخطاب فى جيبها خلسة وهمست لها سرا ان تسلمه لسعديه فى يدها وهى كانت كأبيها عطوفة مع ابراهيم وزوجته وكانوا يكنون لها مكانة خاصة ولذلك اوصلوا الرسالة الى سعديه دون ان يخبروا احدا بامرها 
حين اخذت سعديه الخطاب اخبرتها احلام ان الخطاب لها ففتحته بحسن نية ولكنها قرات السطر الاول 
( عزيزى حاتم ) فاغلقته سريعا ووضعته على الكومود فى غرفة النوم دون ان تكمل قراءته 
.....................
وصلت داليا الى مطار الرياض اولا ومن هناك استقلت مع زوجها على عبد الرحيم سلامه طائرة داخلية الى الدمام فقد كان حامد متعجلا على السفر فلم ينتظر حتى موعد الطائرة المباشرة الى الدمام وهناك عرفت ان زوجها على عبد الرحيم سلامه يعمل مندوب مبيعات فى المملكة منذ عشر سنوات وفكرت انه شخص يسهل خداعه بشان عذريتها ولكنها كانت مخطئة فقد كانت تنتظرها مفاجأة اقسى من كل ما مرت به 
فى اليوم التالى للسفر اعدت داليا العدة لخداع على ولكنه تعلل بالارهاق وطول السفر فى ذلك اليوم والذى يليه والذى يليه سلسلة من الاعتذارات بسبب الارهاق او الانشغال فى العمل او غيرها من الاعذار حتى مر عشرين يوما على وصولهم للمملكة دون ان يمسها فتحينت يوم الجمعة موعد اجازته الاسبوعية واعدت عدتها وانتظرت حتى اقبل الليل 
داليا : انت مش شايف يا على اننا عرسان جداد و اللا ايه رايك ؟
على : اه ايوه فيه ايه ؟ 
داليا : فيه ايه ؟ لحد دلوقت مافيش حاجه مافيش حاجه خالص عاوزين ننام 
على : طيب ادخلى نامى اصل فيه فيلم جاى دلوقت مستنيه 
داليا : نعم ؟ فيلم ايه يا بنى ادم ؟ عاوزين ندخل اوضة النوم انا وانت 
على : طيب نتفرج على الفيلم وندخل 
داليا : مافيش زفت افلام 
قامت بغضب واطفات التليفزيون ووقفت امامه بتحدى فقام صاغرا وتبعها الى غرفة النوم وخلعا ملابسهما واطفا النور ونامت هى على الفراش وجلس هو على حافة الفراش بجوارها فامسكت بيده وجذبته اليها فنام بجوارها وقبلها فشعرت بتقزز ونفور ولكنها تحملت وهى تمد يدها فى الظلام تفتح درج الكومود بدون صوت وانتظرت ولكنه انتفض فجاة وجلس على حافة الفراش وصاح باكيا 
على : مش قادر مش قادر 
اغلقت الكومود واضاءت الكشاف الصغير المجاور للفراش وسالته بفزع 
داليا : فيه ايه يا على ؟ مالك فيه ايه ؟ 
على : مش عارف انا ... انا مش قادر 
داليا : طيب معلش ما تخافش يا على خلينا بكره قوم شوف الفيلم 
خرج الى الصالة مسرعا واعتدلت هى فى الفراش تفكر فيما حدث منذ الصباح 
( لقد كانت مرعوبه وهى تذبح الدجاجة التى اشترتها حية من السوق وتحتفظ ببعض من قطرات الدماء فى بالونة اطفال وضعتها فى الكومود وهى لن تفعل ذلك كل يوم وهى ايضا لا تعرف ما اصابه ولكنها لابد ان تعرف ولابد ان تنتهى من تلك القصة سريعا )
قامت خلفه وجلست بجواره فى غرفة المعيشة امام التليفزيون فزاغ ببصره عنها فقالت بحدة 
داليا : سيبك من التليفزيون يا على وكلمنى 
على : عاوزه حاجه ؟
داليا : طبعا عاوزه حاجه ده اساس الجواز اومال اتجوزنا ليه ؟
على : طيب الايام جايه كتير اصل انا اول مره وخفت 
داليا : هو انا اللى مش اول مره ؟ جرالك ايه ؟
على : معلش مش قصدى 
داليا : خلاص يا على بس اعمل حسابك لازم بكره ضرورى 
على : لازم بكره ؟ مستعجله ليه ؟ 
داليا : مستعجله ؟ هو انت اهلك ما بيسالوش ؟ احنا قربنا على شهر 
على : عمى الحاج عمران اتصل بيا وسال قلتله لسه اصلنا تعبانين من السفر 
داليا : يا نهار اسود تعبانين بعد عشرين يوم ؟ وقلت ايه تانى ؟
على : وتانت اتصلت قلتلها نفس الكلام 
داليا : تانت ؟ تانت مين دى كمان ؟
على : امك 
داليا : الكلام ده حصل امتى ؟
على : لا ده كذا مره 
ضربت كفا بكف وقالت بغضب 
داليا : يا نهار اسود ومنيل وما قلتش ليه ؟ انت بتفضح نفسك وتفضحنى ؟ اسمع بكره لازم تكلمهم الصبح وتقول لهم انه حصل النهارده زى المتجوزين وبعدها بقى نخلص بكره ضرورى ويا انا يا انت بكره



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close