اخر الروايات

رواية استوطنت روحك كامله وحصريه بقلم اصل الغرور

رواية استوطنت روحك كامله وحصريه بقلم اصل الغرور


البارت الأول

بعضُ الحُروفِ تُبكيك..ليس وجعاً بل لأنّها تلمس شيئاً استوطن روحك.

أنبعث دخان سيجارتها من انفها وفمها وهي تاخذ نفس منها وترجع تطلعه
جاهاا أتصال عكر مزاجها اللي كانت مروقه معه مع استكانه من الشاي
رفعته بحده :الوو ..هلا هياام وش عنك داقه وحنا راح نتقابل بعد كم ساعه
هيام:أنا داقه اعتذر عن حفلة اليوم ماقدر احضر عندي أمتحانات واهلي مسوين علي حضر
قطبت حواجبها وهي تصرخ فيها بأنفعال :شنو يعني مو جايه أنتي عارفه شغلنا ولاتبين تنفضحي بكل مكان وصورك وكل شي ينتشر عنك
اسمعيني زين وحطيني على بالك عدل انا مريم وشكلك ماعرفتيني زين والله لو ماجيتي هذي الليله وشفتي لك صيده محترمه لاتشوفي شي ماشفتيه بحياتك
سكرت الخط بوجهها وهي ترجع وتسحب نفس من سيجارتهاا
نطقت بحده وهي تكلم نفسها:تلعبين على منوو وانتو اختبارتكم خلصت أمس اكيد شايفه لك شي ثاني

دخلت البيت وهي تصرخ بأعلى صوتهاا بفرح :مررريم مررريم
دخلت عليها الغرفه وشافتها لازالت على حالها على الصوفا اللي مضى عليها الزمن مامضى وبهت لونها وتمزقت
همست لها بدون اهتمام :نعم
ليان ببتسامه توصف حجم فرحتها :عمتي باركي لي نجحت واخيراً خلصت الثانوويه واخيراً راح ادخل كلية الطب
مريم بغيض :سمعيني الليله ابيك تروحي معاي على الحفله قبل كنتي تقولين دراسه وغيره عاد الحين ماعندك حجه
ليان بخوف :عمتي بس حفلاتك مختلطه وتعرفين اني ماأروح هذي الاماكن
ومشت طالعه بتتركهاا لكن في شي وقفها
بعد ماصار شعرها بأيد مريم
اللي نطقت بعصبيه :سمعيني زين بتروحين الليلة يعني بتروحين وهذا آخر كلام عندي
نطقت بتوجع :آآآآه شيلي ايدك عني قلت لك أنا ماأروح هذي الاماكن الوسخه لو تذبحيني
رجعت تشد على شعرها بأقوى ماعندها وهي تهمس بأذنها :سمعيني يالياان صدقيني لو مارحتي معاي الليله لتنامين في الشارع
وشوفي مين يضفك عنده بعد ماتحملتك انا كل هذي السنوات
ليان ببكي :حرام عليك ياعمتي لاتسوين فيني كذا لاتسوين فيني كذا
مريم رمتها بكل قوه على الأرض وهي تنطق بغضب :أنا ماعدت اقدر اصرف علينا احنا الثنتين ولاعدت اقدر اتحملك ظليتي طول هالمده عاله علي
وصبرت وسكت لكن الحين جا الوقت اللي ترجعين لي هالدين سااااامعه
ليان بألم :بس اصير دكتوره صدقيني راح اعوضك بس الله يخليك لاتاخذيني معك ابوس رجلك
مريم سحبت شهادتها من يدها ومزقتها لقطعتين ورمتها بوجهها
وهي تقول بقسوه :شفتي هذي الورقه صارت بحححح وبتروحين يعني بتروحين ولاراح ارميك بمكان محد يقدر يحصلك فيه ....وطلعت تاركتها
بكت أكثر وهي تلم شهادتها الممزقه وتنتحب على الأرض بيأس

---------------------------------


مؤشر الساعه كان يشير الى 11:30م
اهتزت رجلها بتوتر وهي تحاول تتمالك اعصابها وتحاول تهدي من تنفسها اللي بدا يفلت منها
كتمت نفسها أكثر وهي تسمع الأصوات القادمة لها
أرتعبت أكثر وهي تشوف لباسهم ووقفتهم الغير متزنه
همست بصوت يدوب ينسمع :أنا خايفة
جاها رد بجمود وبصوت قاسي :أنتي شايفه ان كلهم سكارى وماحد راح ينتبه لك ولاحابه أنك تنامين في الشارع الليلة
بدت تختنق من الجو أكثر وأكثر وهي تسمع ضحكات اللي حولها
وهي تشوفهم كيف ياكلونها بعيونهم خصوصاً وانهاا الوحيده المحتمشه بينهم
جلس أمامهم شخص حط رجل على رجل
وهي مافكرت حتى أنها ترفع عيونها وتناظره
تكلم بفخامة صوته واللي كان فيها نبره غريبه مافهمتها :مو كأنها وايد صغيرة على هذا العمل
ضحكت بخبث :البنت محتاجه هذا العمل وبعدين عمرها 18 طال عمرك يعني نفس البنات الباقيات اللي اجيبهم
هز راسه بتفهم واشر لها بيده
همست بأذنها :أصعدي فوق ومثل م اتفقنا اللي تقدري تسرقينه اسرقيه ولاتخلين أحد ينتبه لك
حركت راسها بالايجاب وهي تقوم بتوتر ملحوظ
ماتدري عن ايش يتناقشوا ولاكانت فاهمه من السالفه أي شي
كل اللي تعرفه أن مريم وصتها تسرق كل شي يطيح بين يدها
بعد ماهددتها بأنها راح تمنعها من الدراسه وانها ترميها برا البيت
وبدون لاتدري اصطدمت برجل الشخص اللي كان قاعد قدامهم وبغت تطيح لكنه مسكها من يدهاا بسرعه
رفعت راسها من غير شعور والتقت عيونها بعيونه
صدمها طول اكتافه السمراء والعريضه ..عيونه الحاده اللي تراقبها من فوق لتحت ب شمئزاز..وبشره برونزيه صافيه ماغير اللحيه الخفيفه المحففه
يفوق الوسامه بدرجات ،غير هالة الهيبه اللي واضحه عليه
واثنين من البدي قارد يقفون على جوانبه
أستنكر وهو يشوفها سرحت فيه :خير بتطولين وانتي كذا وبعدين روحي نزلي عباتك والغطا من عليك أضن واضح انك بهذا الشكل تلفتين الانتباه
مشت بدون ماتنطق ولا اي حرف وهي تقول بداخلها :هذا اكيد انجن
وشدت ع عباتها أكثر وأكثر
وهي تصعد السلالم بحذر وتراقب المكان بخوف
سبت مريم اللي جابتها هذا المكان مليون مره
أرتجفت أكثر وهي تسمع الأصوات الصادره من الغرف
حطت ايدها على اذنها وهي مرتعبه من ضحكهم الهستري
مشت بخطوات سريعه تبتعد عنهم وهي تشوف غرفة بنهاية الممر ومنفرده عن باقي الغرف كلها
دخلتها بسرعه وكانت كل اضوائها مطفيه
مما خلاها تحس بالراحه
بعدت الغطا عن وجهها وهي تتنفس بصعوبه
ورجلها ترجف بصوره غيره طبيعيه
سحبت نفس ورجعت تطلعه وهي تحبس دموعها بداخلها
وتنطق بتبرير لنفسها (كل هذا عشان مستقبلي بس وعشان ماألاقي نفسي بالشارع )
طلعت القفازات من شنطتها ولبستهم برتباك
وصارت تبحث بين الادراج وبكل مكان تطيح يدها عليه
للين ماطاحت يدها على شنطه سوادء من الجلد
تلمستها وهي تفتح السحاب من الجانبين وانصدمت من الكم الهائل الموجود فيها
نطقت ببتسامه:هذي مريم مادري كيف تطيح على هذي الأماكن هالفلوس تعيشنا عشر سنين قدام
جمعت اللي تقدر عليه وخبتهم بشنطتها الكبيره نوعا ما
لكنها
مارفعت عيونها الا بشخص واقف
جمدت مكانها وهي تراقب ظله الطويل كطول شخصه
شغل الانوار بحركه سريعه وناظرها
تذكرت الغطا اللي فصخته وحتى حجابها طايح من عليها وشعرها باين ونازل ع اكتافها بكل اريحيه
...
ذهله ذلك الوجه البريء وبياضه الصافي عيونهاا العسليه ذات الرموش الطويله انف طويل مرسوم رسم
وشفتين كالتوت ماغير الغمازات اللي بكل وجهها وشعرها الاشقر الفاتح والناعم اللي ينزل على اكتافها
أخفى كل اعجابه فيها وهو يشوف ارتباكهاا وذعرها
نطق ب استنكار :وش مصعدك فوق بروحك ومن سمح لك تدخلين هذي الغرفة
ماكانت تسمع اي شي كان همها غطاها وانها تطلع من هالغرفه
توترت وخافت تفتح شنطتها ويشووف المبالغ اللي اخذتها
اخذت حجابها من كتفهاا وتلثمت
بدت تتصبب عرق وهي تشوف شراراه الغضب بانت ع وجهه اللي قدامها
نزع اللثمه من عليها وهو يصرخ :تكلمي وش جابك هنا
ردت بصوت يادوب ينسمع وهي تحس بالخوف ماخذها :اممم ضيعت كنت بروح الحمام
شدت ع الشنطه اللي بيدها وهي تنزل عيونها عنه
جات بتهرب ب خفه وهي تتسحب بعد م اعطاها ظهره
لفته احد الادراج مفتوح شوي صرخ فيهاا قبل لاتتحرك :وقفي أنا ماطلبت منك تمشين تحسبين تقدرين تطلعي
من هالمكان قبل م اعرف انتي ليه جايه!
جمدت أكثر وهي تحبس دموعها عن لاتطيح خايفه يكشفها ومريم ترميها من السكن
فكرت وين تعيش لو رمتهاا وهي ماعندها ولاريال
ولا اكيد أن بيسجني مو أنا سرقت أستاهل
في كومة افكارهاا سحب الشنطه من يدها بسرعه
حاولت تنزعها منه وهي تقول :الله يخليك عطني شنطتي أناا ماسويت شي واللي يخليك انا بس جيت ادور ع الحمام
رماهاا ع الارض بعد ماكنت تشد ع الشنطه أكثر وهي تحاول تاخذها منه
صرخ فيها :ولا كلمممممه
رما كل اللي بداخل الشنطه وطاحت الاموال الطائله اللي سرقتها
شهقت وهي تشوفه يقرب منها ويمسك بيدها بحده :انتي جايه لهنا تسرقين شكله ماحد علمك منو أمير بس وربي لا أدفعك الثمن غالي
مريم ماقالت لك أن هذا المكان للحثاله اللي مثلك وانتي جيتي برجلك لهذا المكان وماراح تطلعين منه الا على مركز الشرطه
فلتت منه وهي تحاول تهرب منه لكن قوته كانت اضعاف مضاعفه امام قوتها
مسكهاا ورماها ع السرير بقووه
ثبت ذراعينه فوقها وهو يقول :وين بتهربين وين بتهربين انتي مالك طلعه من هذا المكان
اختنقت بدموعها وهي تحاول تتوسله :اوعدك ماعاد اسرق مرره ثانيه بس بعد عني الله يخليك اناا مالي اي ذنب كنت مجبوره
أمير جذبته ريحتها الهاديه وملامحها الناعمه وبدى ينسى عمره معاها وكأن الزمن وقف ..نظر لها بعمق وهو يحاول يرسم كل ملامحها في داخله
تكلم بعكس مشاعره :أنتي ليه جايه هالمكان من الاساس اكيد انك متعوده ع هالاجواء واكيد انك ..سكت شوي وبعدين كمل بحده :مو بنت
فتحت عيونها ع وسعها وهي تحفر اخر كلامه ب قلبها وكأنها انشلت من هول الكلمه
ضربته ب صدره بكل قوتها وهي تصرخ فيه:سلمني للشرطه بس لاتلمسني وما اسمح لك تقول عني هذا الكلام
ضحك باستهزاء :تفكرين راح تلعبين علي بهالكلام أنا مستحيل اصدقك فاهممه
لمس وجهها ب اصبعه بخفه وهي يقول :ياحرام بعدك صغيره على لسجون
لامس اصبعه دموعها الي نزلو اكثر واكثر
أبعد عيونه عنهاا وهو خايف ينجرف لها اكثر وانه مايقدر يقاومها أكثر وهو اللي كان همه بس يخوفها
لكن وكأن صوت آخر يمنعه ويجرفه ناحيتها بكل عنفوان
رجع يناظر بعيونها اللتي تحمل كل معاني البراءه ولكنه اشمئز من وجودها في هذا المكان
فالأكيد بأن هناك الكثير من لمسها
ولكن لايستطيع مقاومتها بأي شكل من الاشكال
أقترب ببطء ليلامس شفتيها التوت نعومه وينتقل لباقي وجهها اللذي هام به
شهقت وهي تحاول تبعده عنها وتبكي بدموع مستميته:بعد عني يالحقيير بععععد
زاد تنفسها وهي تشعر بجسدها تمزق لاشلاء وبكاها الحاد لايوقفه عن الابتعاد عنها بأي شكل من الأشكال
إلى أن انتهى منها ووقف وهو يلبس قميصه من جديد ويعطيها ظهره
رغم أنها كانت كالميته فشعورها وكل احساسها ماتوا هذه اللحظه
لكنها بحركه سريعه ضربته براسه بالفازه بكل قوتها
ناظرها واتسعت عيونه اكثر
نطقت بخفوت :أنت اللي جبرتني على هذا الشي
ماخلصت جملتها الا وهو طايح عليها
بكت وبكت وهي خايفه أكثر وأكثر بكت لضياع كل شي منها
كل اللي استوعبه عقلها انها لازم تهرب من هذا المكان ومن مريم
أخذت كميه من لفلوس المرميه ع الارض اللي توقعت ان بتأمن هروبها الى دوله ثانيه ومكان ثاني
وقبل لاتطلع لفتها شي لامع مرمي بجنبه أخذته وهي تشوفه عباره عن سلسال من الذهب
على شكل قمر لامع أخذته معها وهي تهرب من هذا المكان بأقصى مالديها

--------------------------------------
بعد مرور 4سنوات
وبالتحديد في امريكا
في أحدى الشقق الملك بعماره كبيرة وفاخره
صاحت بزعل ووجنتيها تحمر أكثر وأكثر من البرد ماما لاأريد الذهاب الى الروضة )
ردت عليها وهي مشغولة تاخذ اوراقها من على المكتب وتحطهم في الشنطه من الضروري أن تذهبي عندي مقابله اليوم )
مسكت بيديها المتجمدتين ولبستها قفازتها وحطت عليها القبعه وهي تقول :يلا تأخرنا
ونزلت معاها بالاصنصير للين ماوصلت للسياره وقبل لاتركب السياره تكلم السائق وهو يمد لها بجواله سيدتي السيد جهاد يريد ان يكلمك)
أخذت الجوال منه وهي تحطه ب أذنها :الو
جهاد :تعرفين كم ساعه صار لي وانا ادق عليك وجهازك مسكر
:اممم انا اسفه بنتك طول الليل وهي تشاهد فيه وماصحيت الا وهو طافي خير صاير شي
جهاد بسرعه :بسرعه جهزي اغراضك واغراض ورد راجعين السعودية اليوم المسا
ردت بتوتر وهي تتسائل عن السبب :ليه نرجع ؟
جهاد :ليان ودي مره بس اقولك شي ماتسألين الف سؤال بعده، اصعدي فوق بسرعه ان كلها كم ساعه وانا عندك وجهزي اغراضكم مثل ماقلت لك
ليان :بس انت عارف ان اليوم عندي مقابله عمل والمستشفى هذا مايتفوت وانا من زمان منتظره هالعرض الحين يوم نجحت تبيني ارجع
جهاد واعصابه مفلوته صرخ فيها :الشغل مو طاير ياليان خلاص لارجعت افهمك كل شي ..
قفل في وجهها وهي لازالت محتاره في أمرها والف سؤال وسؤال يدور براسها
اخذت بنتها وصعدت وهي في حيره مو عارفه وش تسوي
ماتدري كيف وصلت لشقتها وجلست على اول كنبه صادفتها
فكت حجابها وتنفست بقوه والأفكار تتزاحم بداخلها (كيف أرجع الحين كيف أرجع أكيد أن الشرطه يدوروني الحين واكيد ان مأشر على جواز سفري كيف اقدر اقضي عمري بالسجن
بعد ماصارت عندي بنت بعد مانجحت في الطب وتحققت احلامي يعني راح تعبي وسهري كله وبقضي باقي عمري بالسجن .والله اني
ندمانه على دخولي لهذيك الفله )
بكت بدون ماتدري وبدون ماتحس من الافكار اللي هاجمتها وذكرتها ب كل اللي صار قبل أربع سنوات
قربت منها بنتها الصغيره ذات العيون الواسعه والرموش الطويله والبشره البيضا كانت نسخه منسخه منها
قالت بصوتها الطفولي البريئ:خلاص ماما لاتبكين بروح الروضه أنا أحبك
وباستها من ايدها وراسها
ماتدري كيف تحبها وتحس انها تفهمها ودايم ماترضى على دموع أمها
......
مرت اربع ساعات قضتها ليان وهي بين العوده والبقاء ساعه ترتب وساعه تترك كل شي وهي تحاول تقنع نفسها انها راح تقنعه انهم يبقو وهو يسافر وحده
دخل جهاد وهو شايل التذاكر بيده ووجهه باين عليه التعب ومتغير
سألته بخوف :خير جهاد في شي صاير ؟لاتخوفني
رد عليها وهو يجلس ع الصوفا اللي نايمه عليها بنته :أمي دقت علي البارحه وقالت لي ان ابوي دخل في غيبوبه جلطه بالمخ والاطباء ماطمنونا ع وضعه
لازم ارجع ياليان ابي اشوفه قبل لايموت حط ايده ع وجهه ومسح دموعه اللي فلتت منه
قربت منه ومسكت ايده :الله يطول بعمره لاتقول كذا الحين الطب تطور وان شاء الله بيقوم لكم بالسلامه
تمتم وهو يدعي من قلبه :يارب
بلعت ريقها وهي خايفه من الكلام اللي بتقوله :جهاد ليش ماترجع انت بروحك حتى لو قعدت للين مايقوم الوالد بالسلامه وحنا ننتظرك هنا مثل كل مره ترجع فيها
جهاد :ليان أنا تعبت من الغربه خلاص ماعاد فيني ابي ارجع لأهلي لاصدقائي وودي ابوي يشوف ورد
ليان فركت يدينها بتوتر :بس أنا مالي أحد هناك انت عارف هالشي واهلك مادري كيف بتكون ردة فعلهم لما يعرفو أنك متزوج من أربع سنوات وعندك بنت بعد
مادري بيتقبلوني او لا
أرتجفت وأرتجف صوتها وهي تتذكر (ياحرام بعدك صغيره على لسجون):أنا خاييــ يفه
حضنها وهو يقول بثقه :أنتي عارفه أن اهلي أهلك وامي أمك وخواتي خواتك لاتشيلين هم
وابتسم وهو يحاول يشيل توترها :يعني أنا ما أكفيك ولا كيف
ابتسمت وهي تنزع نفسها من حضنه
باسته بخده بخفه وهربت عيونها عنه
ليان :متى موعد الطائره ؟
جهاد :الحين لازم نطلع المطار

----------------------------------
واقلعت طائرتهم الى القسم الثاني من الكره الارضيه
يعاودون أدراجهم بعد هذه الرحلة الطويله
شعورها مختلف تماماً عن شعوره
ف هي تعلم بأن كل مايشعر به جهاد الآن هو الشوق لاهله ولوطنه ولاصدقاءه ولجيرانه ولكل شي متعلق بتلك البلاد
أما هي فهي تعيش في حاله من الرعب والخوف الا متناهي
هربت من ذلك المكان تاركه كل حياتها هناك
بعد أن قضى عليها ذلك المسمى أمير
........
واخيرا هوا السعوديه ماهي مصدقه أنها رجعت وعبرت الجمارك بسلامه وان اسمها ماطلع مطلوب عليه
رمشت بعيونها العسليه وهي تناظر بعباتها الرماديه ب أطراف دانتيل طلبها لها جهاد قبل وصولهم
جهاد :ترا عايلتنا مايتغطون ف عادي افتحي وجهك ماله داعي اللثمه
ليان :لا انا مرتاحه كذا
ورد شبكت ب ابوها وهي مستغربه من الاجواء
كشرت وهي تقول :بابا مو حلوه نبي نرجع
ابتسم وهو يداعب خشمها :الحين راح تشوفين عماتك وجدتك وراح ينبسطو عليك
وقفت السياره أمام فله ضخمه بفخامه لامتناهيه
حدايق واسعه ابهرتها بتصاميم متنوعه
هي تدري ان جهاد من عايله غنيه بس كان مايحب يتكلم وايد عن عايلته عشان لايحسسها بالنقص
وهي كانت فاهمته كل اللي تعرفه أن عنده خوات ثنتين ريما وأريام وعندهم اخو منفصل عنهم من زمان وماتدري عن السبب
مسكت ايد بنتها بتوتر ودخلو الثلاثه للصالون
توجهت أنظار الكل لهم وب استنكار من الحرمه اللي واقفه وراه ومعها بنت صغيره
صرخو بتفاجئ :جهااد !
قربت أمه منه وبحذر سألت وهي خايفه من الجواب اللي كانت متوقعته :منو هذولا ؟
جهاد أرتبك لكنه نطق بثقه :أعرفكم هذي زوجتي ليان وهذي بنتي ورد
نزل الخبر كالصاعقه عليها ومسكتها اريام بسرعه
الام :وبنت خالتك الجوهره اللي صار لها سنين وهي تنتظرك اخر شي متزوج وعندك بنت بعد
جهاد :يمه مو وقت هالكلام والجوهره انا ماوعدتها بأي شي عشان تنتظرني ،ماعلينا من هذا كله ابوي صحى من الغيبوبه ولا لسه كيفه اليوم أنا لازم اشوفه
وصاح بالخدامه وبلهجه آمره :ناتي خذي مدام ليان لجناحي ترتاح
أخذتهم الخدامه لفوق وعيونها تراقب كل تفصيله في المكان
ابهرها المكان من جميع النواحي
.....
جهاد :وانتو مافي الحمد لله على السلامه ولاشي !
ريما :بعد هذي المفاجأه اللي جايبها كيف تبينا نتحمد لك بالسلامه
الام : من بنته وكيف قدرت تلعب عليك وتزوجتها ؟
جهاد بعصبيه :يمه انا مو ياهل عشان أحد يلعب علي
أريام : من كم سنه متزوج يعني لو مامرض ابوي كان مافكرت حتى أنك ترجع ولافكرت انك تقول لنا
جهاد :كانت عندي ظروف تمنعني بس الحين الحمد لله زوجتي خلصت دراستها ف قررنا نرجع
الام :مارديت علي من بنته من اي عايله ؟
جهاد وهو يحاول يغير الموضوع :يمه الله يهداك أبوي طايح مريض وانتي همك بعايلتها مو وقته بعدين نتكلم.. وجا بيقوم
الام مسكته :والله ماتقوم قبل ماتقولي من وين جايب هالزباله أكيد شافتك غني وعندك خير فرت مخك
جهاد بعصبيه وهو عارف ان امه ماراح تفكه قبل لاتعرف حسب ونسب ليان :يمه البنت مقطوعه من شجره وامها وابوها متوفيين وتعرفنا ب امريكا من اربع سنوات
كنا سوا بنفس الجامعه
كمل بهدوء :ليان انسانه هاديه ومثقفه والاولى على دفعتها وماأرضى اي احد يهنيها ولايهين نسبها لانها ..ورص على الكلمه :زوجتي وأم بنتي
.........
عجبتها ريحة البخور الماليه الجناح وتصميمه الراقي كان هادي من جميع النواحي يمثل شخصيه جهاد الي صارت تعرفها بالتمام
فصخت عباتها وروشت ورد وخلتها تنام بالغرفه المجاوره ودخلت هي تحت الدوش الدافي
اللي خلاها تنسى نفسها لوقت طويل وهي تذكر الاحداث الاربع الماضيه
(كتمت شهقاتها وهي تمر بذاك الصالون اللي كل من كان موجود يترنح فيه
مناظر مرعبه اشمئزت منها وهي تذكر قبلاته لهاا
نهايه لملابسهاا المقطعه
لملمت نفسها وهي تحاول تسيطير على نفسها قد ماتقدر
شافت ناس ثانين يدخلون وتنفتح البوابه ليبان لها جزء من اسوار تلك الحديقه الكبيره
المملوءه بالحرس
ضربت جبينها وهي تحبس دموعها تفكر بطريقه تبعدهم عنها
وماقدرت تلفت انتباهم الا بطريقه وحده
تقدمت من أحد النوافذ وبصوره سريعه أخذت كأس من الزجاج واللي محطوطين على الطاولات من كل جهه وبجنبهم
عبوات زجاج طويله بالوان وأنواع مختلفه
شافها وآحد وقرب منها وهو يتكلم بكلام غير مفهوم من الحاله اللي وصل لها
قرب منها أكثر وهي ارتعبت أكثر
مسك وجهها وهي ينطق بخبث :الحلو ليه ماورانا وجهه للحين
دفعته بقوه وطاح بالأرض وهي تبلع ريقها بخوف ولانه كان عاجز من كثر اللي شربه ظل على حاله
قررت تنفذ باقي خطتها ورمت الكااس بكل قوتها على النافذه ليرتطم ويتكسر لاشلاء ويدوي صوت قوي بالمكان كله
وتخبت بسرعه وراء الستاره الطويله اللي خلف الباب قبل لايتجمع الناس حولهم بالمكان
وعلى أثرها دخلو الحراس وهي قدرت تنفذ منهم بصعوبه..
ماتنسى مبلغ العشرين ألف اللي سرقته وسافرت فيها على أول رحله حصلتها كانت مرعوبه كل يوم أن الشرطه راح تجي وتمسكها
واللي كانت متأكده منه أن أمير مستحيل يتركها وينسى كل اللي صار
لمست السلسال اللي على شكل قمر متلألأ ونزلت دموعها
جرت بها الذكريات واحده تلو الأخرى
قبل أربع سنوات ..
:لو سمحتي ي انسه اثنين من القهوه (باللغه الانجليزيه )
:حسناً سيدي
أخذت القهوه لهم ع الطاوله ووضعتها امامهم
وتكلمت برسميه قبل لاتمشي
:هل لديكما طلب آخر
مسك يدها قبل لاتروح وهو يناظر زميله عشان يقوم ويتركهم
استنفرت وهي تشيل يدها بسرعه عنه وبشمأزاز
تكلم بسرعه وزميله يقوم :لوسمحتي ممكن اتكلم معك شوي
تمالكت نفسها وهي تقول ب احترام وتبتسم عشان ماتبين الشك للي حولهم :نعم
نطق بتوتر :عارف المكان مو مناسب ممكن نتقابل بعد ساعه الموضوع ضروري
هزت راسها وهي تبتسم بتصنع وبانت غمازاتها وهي ناويه تسحب عليه :بالطبع
مرت الساعه وماستأذنت لنهايه دوامها
كانت مكافحه مابين الدراسه والعمل عشان توفر مصاريف السكن
طلعت من الدوام وهي حزينه وحيده كانت رسميه في كل علاقتها وماختلطت ب اي احد حاولت تكون بعيده عن الكل
وتبعد اللي يقربو لها
سرحت وهي تحط سماعتها باذونها وتندمج بالاغنيه اللي تسمعها
لدرجه ماسمعت الشخص اللي ظل يناديها وهو يلحقها
للين مامسك يدها
رفعت عيونها له بحده وهي تنزل السماعات من اذنها
صرخت فيه :خييير
:انا اسف بس صار لي ساعتين اناديك وانتي مو حولي
اشر ع المقعد وقال :ممكن نقعد ؟
جلست معه وهي مخليه مسافه بينها وبينه
قال بتوتر :أنا جهاد حمد ال .... من السعوديه
ابتسم ينتظر منها ردة فعل
لكنها رفعت حاجب و باستغراب :ايوا والمطلوب !
جهاد :أنا مراقبك من زمان انتي من قسم الطب في جامعتنا وبعد الجامعه تشتغلين هنا ..سكت وكمل بعدها وهو يحط عيونه بعيونها :أنا معجب فيك وادري انك مو مرتبطه
اذا تقبلين ممكن نتعرف واذا كنا مناسبين لبعض نتزوج
ضحكت وهي تذكر المثل في داخلها (شر البليه مايضحك ):نتزووج انت من جدك تتكلم انت حتى ماتعرف من اكون بيومين راقبتني بتسوي نفسك عارف عني كل شي
جهاد أبتسم وقال بثقه :اذا تبين تاريخ وصولك لامريكا بعد مستعد اقول لك اي يوم بالضبط انا عارف وين تسكنين واعرف انك وحيده بالسكن وبكل شي ورسميه في كل علاقاتك
كمان اشوفك بوقت لبريك شاغله نفسك بالدراسه بس عشان تبتعدين عن الناس صح كلامي ولا انا غلطان
سكتت وعجزت عن الكلام وتمنت في داخلها ان تكون هذي حدود معرفته بس وان ماوصل لسبب هربها من السعوديه ..
*
انتفضت من فيض افكارها وهي تسمع جهاد يدق باب الحمام عليها :ليان ليااان انتي بخير
قامت بسرعه ولبست الروب عليها وهي تنتفض من البرد ومن المشاعر والذكريات
أول مافتحت الباب لمها له بخوف :بسم الله وشفيك صار لك ساعتين وانتي تسبحين خوفتيني عليك
بعدت عنه وهي تنشف شعرها :مافيني شي بس قلت اروق راسي شوي
جهاد بخوف : كم مره اقولك مو لازم تقفلين الباب بالمفتاح
ليان أخذت لها بجامه ورديه من الحرير ولبستها وطلعت له
ليان :بتنام ولا بتطلع
جهاد :لا انا باخذ دش وبطلع المستشفى لابوي
ليان :اجي معك ؟
جهاد :ارتاحي اليوم وبكره اخذك اساسا بابا في العنايه ماراح يدخلونا بس راح اجرب
ليان :أن شاء الله


--------------------------
صحت من النوم على ضربات ورد ع كتفها
فتحت عيونها ببطء ورمشت بسرعه وهي تستوعب المكان اللي هم موجودين فيه
ظنت انها بحلم وانهاا لازالت بشقتهم ب أمريكا
لكنها رجعت للواقع وهي تذكر السعوديه وكيف انها تغيرت عليها ب اشياء كثيره
ورد :ماما بسك نوم يلا نقوم
باستها بخدها وهي تبتسم :يلا الحين قايمه
ناظرت الساعه وهي مو مستوعبه كيف نامت كل هالوقت (كانت الساعه 2:14م )
التفتت لجهة جهاد وكانت مرتبه مما دل انه مانام اصلاً
قامت بسرعه وصلت الصلوات اللي فاتتها وبدلت ملابسها إلى فستان اسود مخمل مفتوح من جهة الصدر بفتحه طويله واكمام منفوخه قليلا وطوله يوصل لنص الساق
مع كعب عالي اسود انيق
رشت من عطرها الشانيل اللي تعشقه وهي ترسم شفاتها بحمره مات بلون النود ووضعت القليل من البلشر البرونزي
ورسمت عيونها بكحل بيج من الداخل وسع عيونها اكثر وأكثر كسرت شعرها وخلته ينسدل اللي وصل طوله لنهاية ظهرها
ابتسمت وهي راضيه عن شكلها تمام الرضا
كانت في قمة النعومه وفي قمه الانوثه
لبست ورد فستان ناعم وتركت شعرها الحرير مفكوك عطرتها
ونزلو لتحت بكل ثقه
سمعت اصوات كثيره خلاها تتردد انها تنزل
لكنها تشجعت ونزلت وهي ترسم اجمل ابتسامه
توجهت انظار الكل عليها استغربت من العدد اللي شافته وتسألت في داخلها مين يكونون !!
.....
العمه نوره :بسم الله من هذي الملاك اللي نزلت ؟
ردت وراها العمه فاطمه :سبحان الخالق في جمال يسحر كذا منو هذي ؟
الكل صار يتسأل وام جهاد تناظر زوجه ولدها بعيون معجبه مثل كل اللي حاضرين
همست ريما ب أذن امها :يمه الحين وش بنقول لا ومنزله بنتها معاهاا الله يفضحها مثل مافضحتنا
..
انتبهت انها سحرت الكل وكيف انهم ماشالو عيونهم من عليها
ماكانت تدري اذا قالو للناس الموجوده او لا عن زواجهم
مسكت ايد بنتها وقربت من ام جهاد وباست راسها وهي تقول ببحة صوتها :مساء الخير
ام جهاد :ليه نزلتي انا مفهمه جهاد مانقول لاحد قبل لايطلع ابوه من المستشفى يعني لازم تفضحينا الحين
ابتسمت وهي تشوف اللي حولهم كيف يراقبونهم همست :جهاد ماشفته اليوم صحيت من النوم ومالقيته
قربت منهم العمه فاطمه وهي تناظر فيها من فوق لتحت باعجاب :ماعرفتينا مين هالحلوه ؟
ام جهاد انحرجت بس حاولت ماتبين :هذي زوجه جهاد ولدي وهذي بنتهم ورد
شهقت مثل ماشهق الكل :جهاد متزوج وعنده بنت بعد !!

ناظرت فيها بعيون حاقده وتركت المكان
لحقتها اريام بسرعه :الجوهره الجوهره وقفي وين بتروحين ؟
الجوهره لفت ودموعها بدت تخنقها :شفتي أخوك وش سوا فيني بعد مانتظرته كل هالسنين يروح ويتزوج
أريام :تراه كل ماحد يتقدم لك كان يقول الله يوفقها مع احد غيري بس انتي اللي كنت ترفضين
الجوهره :مو بيدي عشقته ماقدر اتخيل ان حد ثاني بياخذني منه او بياخذه مني والمصيبه عنده بنت بعد
....
جاتها التبريكات من ناس مبسوطه للخبر وناس حاقده له
تعرف انها صدمت الكل لكنها كانت واثقه من نفسها لابعد الحدود
وهذا جبرهم يتقبلوها حتى لو كانت من عايله ماهي معروفه
جلست وهي تتعرف على عمات زوجها وخالاته وبنات خالته وعرفت الجوهره اللي كانت حاقده عليها طول ماهي جالسه
جاهم نداء من مجلس الرجال حيث دخل عليهم ولد بعمر المتوسط وهو يصرح بفرح :أميييييير رجع


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close