رواية اريدك في الحلال كامله وحصريه بقلم ايمان سالم
الفصل الأول ❤
أريدك في الحلال
+
مقدمة
سلاما على قلب يعشقك ويريدك أميرته
يريدك أن تسكني دياره ولكن في الحلال
..............................
+
صباح يوم جديد لا يحمل معه سوى الاشتياق
اليوم هو الأربعين ..مر أربعين يوم على وفاة والدتها آخر حصونهم رغم أنها كانت قعيدة إلا انها كانت السند والحصن الأمين الملجأ وقت التشتت والضياع أصبحوا الآن في العراء .. بلا حصن يحميهم ويحتويهم.. دون الكف التي كانت تربت على احزانهم واوجاعهم
+
فتحت نافدة غرفتها لتدخل أشعة الشمس تنشر بعض من الدفء بالارجاء فالصقيع ليس في الجو حسب بل مس القلوب أيضا
ثم اتجهت تفتح حاسوبها بلهفه ترى ما الجديد هل راسلتها الشركة
لكن خاب ظنها فحتى الآن لا يوجد رد، اغلقته بضيق واتجهت تحمل هاتفها لترى أن الوقت اصبح مناسب للمغادرة فلابد من أن توقظ اختيها فهي لا تريد أن تتأخر على زيارة قبر والدتها فبالتأكيد هى تنتظرها الآن
+
غادرت الغرفة متجه لغرفة ضحى اختها الكبرى
فتحت الباب واتجهت للفراش فوجدتها مستيقظة سألتها وهي تجلس جوارها: الله أنتِ صاحية يا ضحى!
-ايوه صحيت من شوية بس
طب يالا اجهزي عشان منتأخرش على الزيارة
تنهدت ضحى وهي تنهض متحدثه: لا روحوا أنتم أنا هخليني هنا زمان خالتك وقرايبنا جايين ومش حلو يجو وميلقوش حد في البيت أو ينتظرونا
سألتها بضيق داخلي: هي كلمتك امتى؟
كلمتني بالليل واكدت عليا أنها جاية ومش لوحدها
سألتها حنة بقلق تحاول اخفاءه: هو وسام جاى معها؟
نظرت ضحى لملامح حنة المتوترة فاجابتها وهي تتجه لخزانة ملابسها: مش عارفة بس كل اللي اعرفة انها قالت هيجوا بكرة ومحددتش مين اللي جاي معاها بالظبط فممكن يكون جاي
زفرت حنة متحدثه: طب ومسألتهاش ليه بس ع.. عشان أنتِ عارفة ؟
اغلقت ضحي الخزانة وهي تجيبها بتشتت: اتكسفت اسألها حقك عليا.. أه اللي حصل
ادارت حنة وجهها مغمضة عيناها فهمست ضحى من خلفها تخرجها من تلك الحالة روحي لفريدة صحيها زمانها نايمة عشان متتأخروش وسبيني اغير هدومي
+
غادرت حنة الغرفة وهي غاضبة لكنها حاولت تصنع اللامبالاة حتى لا تفسد يومها فلا شيء يستحق حزنها حتى هو
+
مر الوقت وهاهم في المقابر ..
تذرف كلتهما الدموع ..
شوقا وحزنا وفقدان ..
العالم بعدك يا غالية ينقصه الالوان
لا الورد يزهر ولا الطير يشدو بالالحان
كتب الفراق
وكما لطعمه من مذاق مر يضرب الابدان
+
مسحت فريدة دموعها ببطء و حان منها التفاته للمدخل الرئيسى للمقابر ..صعقت وتبدل العالم من حولها لجليد افقدها كل الحواس عدى النظر وتيبس جسدها
حتى انفاسها قطعت وهي تراه هناك امامها في كامل حلاه ... بل زاد وسامة وهو يرتدي تلك الحلة الرمادية
يطالعها بعيناه المُسكِرة التي طالما عشقتها سرا ولم تقدر على البوح بهذا الاعتراف لأحد حتى إليه
+
رفعت حنة يديها تأمن بعد الدعاءوتمسح وجهها ثم نظرت لجوارها لترى فريدة بتلك الحالة العجيبة فاسرعت ملتفته ترى ماذا هناك وفيما هي شاردة
فغرت فمها هي الآخرى وهي تراه لا تكاد تصدق وجوده هنا وخرج اسمه من بين شفتيها كهمسا مستنكرا لوجوده"عدلي"
+
لا تصدق أنها تراه من جديد مرت اعوام على آخر لقاء بينهم تطالعه بلهفة غير مقصودة حتى ظهرت في اضطراب انفاسها ودقات قلبها التي عادت لتضرب صدرها من جديد بعد سكونه
«خلى بالك من نفسك يا فريدة، وأعرفي إني هفضل أحبك مهما افترقنا» كلماته الأخيرة
وأى بُعد هذا ..ثلاث سنوات ذاق قلبها جرعات الالم والحرمان دون توقف .. ذبلت ورود قلبها وجفت .. هرمت على أمل أن يعود لها يوما ما ويعود معه شبابها الضائع.. احلامها الوردية ترى هل تحقق ذلك الحلم .. أى دعوة صالحة أتت به إليها ..مازالت لا تصدق أنها تراه كادت تسقط وتتعثر لولا يد اختها وصوتها المحذر:خدي بالك يا فريدة في إيه!
ضغطت كفها اكثر وهمست لها بصوت مهزوز غير واثق: مش ده عدلي برده ولا أنا بيتهيألي
+
رفعت حنة أنظارها لتراه قادم من بعيد يحمل باقة من الأزهار ومن الواضح أنه قادم إليهم حقا
فاخفضت بصرها متحدثه بإرتباك:هو وشكله جاى علينا، هو ايه اللي جايبه هنا وتبدلت ملامحها للغضب اكثر من الحزن
زفرت فريدة وصوت بداخلها يهتف: مش معقول جاى صدفة وبعدين هو عرف اللي حصل منين؟
+
فريدة قالتها بحزم لتخرج اختها من التيه الذي استعمرها كليا وتابعت: يالا بينا نمشي معنديش استعداد اقف مع راجل وهنا في المقابر كمان
+
لكن الصوت الرجولي قاطعهم: آسف لو جيت في وقت مش مناسب لكن أنا عرفت باللي حصل وقلت لازم اجي اعزيكم بنفسي ومعرفتش اجيلكم الشقة، فحبيت انتهز الفرصة انكم هنا وخصوصا لما عرفت إن النهاردة الأربعين البقاء لله
همست في توتر وحزن : البقاء لله
قطعت حنة اللحظة بتدخلها وسؤالها المتعجب: عرفت منين أننا هنا وإن النهاردة الاربعين؟
اجابها ببسمة خفيه: من عم محمود
همست حنة بداخلها: الراجل الفتان دا هو مش هيبطل كلام ابدا الله يسامحه وشردت تفكر فيما أخبره إياه أيضا تدرك انه لو أعطاه عشر جنيهات سيخبره بتاريخ العائلة منذ الفراعنة
البقاء لله وشدي حيلك مع إن عارف أنها متأخرة
الشدة على الله قالتها والحنين جارف ودموع جرت لا تعرف تحديدا من أى شعور تبكي حزنا لفقدنها والدتها أم سعاده لوجوده ورؤيته من جديد بل المتأكدة منه هو ألم غيابه المر بعد كل هذا البعد... هل سيكتب الان لهم وداع آخر سيضاف لقائمة طويلة سئمت منها اما ماذا سيحدث
مد يده بالورد متحدثا: ربنا يجعلها آخر الاحزان
+
آحزان الماضى وأنت غائب أم وأنت حاضر وهم غائبون عن أيهم تتحدث؟! صرخ بها قلبها المعذب
+
التقطت الورد بأكف ترتجف حتى كاد يسقط وقلب ينتفض بداخلها ... هل الزمان سيعود من جديد هل ضاقت والعوض قادم برجوعه لا تعلم لكنها سعيدة بوجوده الآن، سألته لتعلم هل بقاءه مؤقت هل ستراه ثانية؟
أنت نزلت مصر في أجازة؟
-لأ على طول ... الجواب كان أجمل مما توقعت ومما انتظرت
+
هنا تدخلت حنة لتمسك الورد منها متحدثه وهي تضعه على قبر والدتها ربنا يرحمها كانت بتحبك وجذبت كف أختها ببعض الغلظة متحدثه: يالا بينا هنتأخر عليهم في البيت
توترت الاجواء فانصاعت فريدة لكلمات حنة وسارت معها هامسه بوداع سريع : شكرا انك جيت
وقفت لجوار سيارتها متحدثه بحزم :يالا مش عاوزين نقف ويجي يتكلم معانا تاني كفاية لحد كده ولا نسيتي اللي فات يا فريدة
+
تنهدت فريدة وهي تصعد السيارة شاردة فيما مضى كيف تنسى حب عمرها كيف؟!
+
-----------------------------------------
+
سقط الكوب من يدها مهشما ...
هتفت بغضب: جواز إيه اللي بتكلميني فيه داه يا خالتو دا النهاردة لسه اربعين ماما مش مصدقة!
يا حبيبتي أنتوا بناتي ودلوقت الوضع مختلف مينفعش تعيشوا لوحدكم كده لازم يكون لكم راجل تتسندوا عليه ومفيش غير الزوج اللي الواحدة تقدر تتسند عليه بعد ربنا انا مش هعيش لكم العمر كله
+
-يا خالتو الموضوع ده سابق لاخوانه اوووي
-لا يا ضحى مش سابق ولا حاجة أنا خالتك ومكان ماما دلوقت ولازم تسمعوا كلامي مش هسبكم كده لوحدكم في الدنيا يا بنتي أحنا عدنا في زمن صعب ما يعلم بيه الا ربنا لازم كل واحدة فيكم يكون لها راجل يكون سندها وضهرها
-مش شرط يكون سند الواحدة راجل ممكن شغل اي حاجة تانية الزمن اتغير يا خالتو
صمتت رقية تحاول ترتيب افكارها فهي بالنهاية لا تريد جرح مشاعرها هي فقط تريد مصلحتها فهتفت برقه وهي تقترب تضم كتفيها: أنتِ الكبيرة يا ضحى أول ما العين شافت مش بعتبرك بنت اختي بس لا بعتبرك بنتي الكبيرة وأنتِ عارفة كده كويس
-عارفة يا خالتو ليه بتقولي الكلام ده؟
حبيبتي أنتِ معتيش صغيرة العمر بيجري مش هقولك اللي في سنك خلفوا والكلام ده بس هقولك الحقي عمرك قبل ما يجري كوني اسرة عيشي حياتك افرحي يا حبيبتي كفاية تأجيل بقى يا ضحى
شعرت بالحزن فانسحبت تجلس على مقعد في المطبخ متحدثه: حتى لو بقى عندي خمسين سنة ده ميهمنيش وبعدين الجواز ده قسمة ونصيب وكل واحد بياخد نصيبه أنا مش زعلانه كفاية إني ابقى مع اخواتي وجمبهم
+
اخواااتك!!
قالتها رقية بنفاذ صبر وتابعت كل واحدة منهم هي كمان هتشوف حياتها وفي النهاية هتبقى لوحدك مفيش حد جمبك
+
هشتغل عادي الشغل هيملى عليا حياتي
تأملتها رقية بصلابة فعلمت ما ترمي له تلك النظرات فتابعت كلماتها عارفة إني مكملتش كليتي ومش هلاقي شغل ليا كويس لكن أنا ممكن افتح مشروع ليا يكون خاص بيا واديره من فلوس بابا
ظلت رقية على صمتها
فزفرت ضحى متحدثه :بتبصي لي كده ليه يا خالتو قصدك إني فاشلة ومش هعرف اعمل حاجة؟!
+
لا مش ده قصدي أنتِ عارفة كويس قصدي إيه
بلاش الوحدة والعزلة اللي حبستي نفسك فيها دي اخرجي منها عيشي حياتك أنتِ لسه صغيرة
أنا مش هدي للست كلمة غير لما تبقى مقتنعة يا ضحى باللي بقوله وتفكري فيه واعرفي في الاول والآخر أنا ميهمنيش غير مصلحتك
+
هي مين يا خالتو؟
مش هسبق الاحداث ولا هقول حاجة قبل ما أخد منك الموافقة المبدئية يا ضحى بعد كده هقولك هما مين
اومأت في ضيق مرغمه وهتفت : هفكر رغم أن الامر بأكمله يخالف رغبتها تماما
+
----------------------------------------
+
واحد، اتنين، تلاتة
والتقط الصورة بشكل رائع وهو أعلى "دولاب النيش" الخاص بصديقه وزوجته
هتف صديقه بسعادة: هااا الصورة حلوة ولا هنعيد
تطلع "آذار" للشاشة برزانه واجابة بعد لحظات من التأمل والرضى لا نعيد إيه تماما أوي
طب أنزل يالا ولا القعدة فوق عجبتك
ضحك آذار متحدثا: لا نازل يا عم اهه الحق عليا بعمل لك صور بورفشنل شغل عالي مش أي حد يعرف يعمله
طب انزل ووريني كده
قفز آذار لاسفل والتف صديقه وزوجته يطالعون الشاشة وبالفعل كانت الصورة مختلفة تماما
هتف آذار وهو يدلف غرفة النوم تعال هصوركم هنا كمان صورة قبل ما امشي
امسك صديقه كف زوجته متحدثا: يالا بينا يا حبيبتي
+
انهي اذار تصوير عرس صديقه وغادر متجها لمنزله...
كانت تشاهد التلفاز كعادتها .. دلف آذار فوجدها تجلس وأمامها طبق كبير من اللب والفشار القى السلام سريعا وتوجه لغرفته ..
وقبل أن يفتح الغرفة سألته بعبوس متجاهله السلام : اتأخرت كده ليه هو البيت ده بقى عامل زي الفندق للنوم والاكل وخلاص؟
مال ثغرة في سخرية وأجاب وهو يفتح باب الغرفة بالفعل لا منا كلت النهاردة بارة عشان اوفر للفندق واغلق الباب خلفه
زفرت بقوة وتحدثت بغضب: ايوه مهيا وكالة من غير بواب كله من أبوك سايب لك الحبل على الغارب أما اقوم له اخليه يحط حد للكلام ده ولطولة لسانك
واتجهت لغرفتهم ومنها للفراش رفعت الغطاء عن جسد زوجها وصرخت في وجهه: قوووم شوف ابنك قووووم
انتفض الرجل متحدثا بهلع: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اعوذ بالله في ايه؟!
تكلمت بسخرية: إيه شفت عفريت يا رااجل، قوم كده وفوق لي
هتف الرجل وهو يمسح وجهه: يا فتاح يا عليم خير ايه اللي حصل؟
ابنك يا اخويا
ماله؟! سألها بيأس
بيرد عليا الكلمة بكلمتها من غير احترام اني في مقام امه
اجابها بشك هو بردة
نعم!! قالتها بإعتراض مفزع
فأجاب بهدوء : لا مقصدش ، خلينا للصبح وانا هتكلم معاه احسن الواحد بردان ومش قادر يصلب طوله دلوقت
نهضت بعزم متحدثه ىاهو ده اللي باخده منك حسبي الله كانت شوره سودا
واتجهت تغادر الغرفة
ازاح الغطاء قليلا عن وجهه متحدثا: شدي الباب وراكي
توقفت عند الباب تنظر له بغضب وبالفعل اغلقت الباب بعنف جعله ينتفض .. هتف وهو اسفل الغطاء خد لي حقي منها يارب
+
وضع ما بيده على مكتبه الصغير واتجه يفتح اللاب توب الخاص به يرى ما الجديد هل وافقت الشركة على طلب العمل الخاص به .. لكنه لم يجد شيء
والغريب أنه وجد رسالة من شركته القديمة .. فتحها ليرى ما تحمله فكانت من جمانة تحمل كلمات لوم وعتاب: كده برده يا آذار عمل لي بلوك فاكر إني مش هعرف اوصلك تبقى غلطان أنا عندي استعداد اجيلك لحد بيتك فاهمني رد عليا أنت حتى بطلت ترد على ارقام غريبة
ابتسم نصف بسمة ساخرة وأغلق اللاب دون أن ينهي كلماتها الكاذبة واتجه للفراش يتمدد عليه يطالع سقف الغرفة بشرود ويتذكر ذلك اليوم ...
يعلم أنها طائشة وغير مسئولة لكنه لم يهتم يوم لكلام أحد وخصوصا زملائه الكل اتهمه بالطمع في منصب ومال والدها لكنه في قراره نفسه كان يرى بها شيء جميل كان يشعر باحتياجها له فلم يهتم بكلام أحد واقترب منها وليته لم يفعل، اراد أن يثبت للجميع أنهم على خطأ وأنه حسن النية ف_ أشفق عليه الجميع.. وخرج من تلك العلاقة بندبه لن يقول أنها مميته لن يشفى لكنها مازالت واضحة كوضح الشمس يكمن ألمها في أنه كلما تطلع في المرآة وجدها حتى بات يكره المرايا أجمع
اغمض عيناه المرهقة متنهدا وغط بعدها في ثبات عميق
+
--------------------------------------------
+
على مائدة الطعام ...
صمت تام والجميع شارد في ملكوته الخاص
حمحمت رقية لتجلب إنتباههم ثم هتفت: عدى اربعين يوم وسوزان مش معانا عارفة إن غيابها كاسركم اوي لكن أنا عاوزاكم تجمدوا الحياة لازم تستمر ونظرت لحنة نظرة خاطفة، تابعت بتريث وعمرها ما بتقف على حد ربنا بيعطي الصبر عشان نكمل
+
اومأت فريدة ثم هتفت: معاكي حق يا خالتو الحياة مبتقفش لحد بس احنا اللي بنقف ومبنقدرش نتخطى حواجز معينة بنفضل مربوطين فيها لاخر العمر مهما حاولنا
+
عارفة إن موت سوزان مش سهل عليكم لكن البقاء لله وكلنا هنموت، ربنا يجعلها في الجنة ونعيمها ونقابلها هناك ده أهم حاجة
أنا كلمت ضحى في موضوع وعاوزه اخد رأيكم أنتم كمان فيه
خير يا خالتو؟ قالتها فريدة بتسأل
أنا جايبه عريس كويس جدا لضحى
اتسعت العيون ومازال الصمت قائم
+
تابعت كلامها عارفة الوقت مش مناسب لكلام من ده لكن هو مجرد كلام هامشي مش هيبقى في حاجة رسمية دلوقت ده لو عجب اختك وهي عجبته
تساءلت فريدة: طب هو مين؟ حد نعرفه؟
مش بالظبط هقولكم كل حاجة عنه لما اعرف رأيها ورأيكم كمان
أجابت فريدة بهدوء: أنا عن نفسي موافقة بس الاهم هو رأي ضحى لان دي حياتها هي مش حد تاني
حنة بحزن: أنتِ كمان هتسبينا يا ضحى
زفرت رقية بنفاذ صبر: هي هتفضل معاكم لحد امتى كفاية قاعدة عليها لحد كده هي من حقها تتجوز ويكون عندها اولاد زي اي بنت في سنها
+
فريدة بتأيد: معاكِ حق يا خالتو وأنا كتير كلمتها في الموضوع ده لكن هي ماكنتش بترد على حد
-خلاص يا فريدة اللي فات مات أحنا في النهاردة وصدقيني العريس اللي أنا جيباه ده عريس لقطه ميتعوضش وشايفاه مناسب جدا لضحى
هتفت ضحى بحزن: كلكم عليا يعني عاوزين تجوزني وترتاحوا مني بقيت حمل عليكم
امسكت فريدة كفها متحدثه بحنان: يا عبيطه نفسنا نفرح بيكي، عشان خاطر ماما الله يرحمها وافقي انك تقابليه ولو معجبكيش براحتك محدش هيضغط عليكِ، خدي الخطوة دي وخليكِ عارفة أنها قبل ما تموت كانت نفسها تشوفك عروسة فاكرة كلامها ليكِ
+
تشعر بالتوتر كما لم تشعر به من قبل وضغط يفوق قدرتها البسيطة على التحمل فهتفت بالنهاية: خلاص يا خالتو اعملي اللي أنتِ عاوزاه بس عمري منا مقابلة حد قبل اربع خمس شهور من دلوقت على الاقل انا نفسيا تعبانة
كتير يا ضحى هقولهم استنوا الفترة دي إزاى
لا مش كتير وده كمان وهبقى غصبه على نفسي إني اقابله أنا حزني على ماما كبير اوي محدش يقدر يتخيله
خليها حتى تلت شهور
حنة بشرود: قولي لهم وافقوا وافقوا ما وافقوش براحتهم هما هيلاقوا زي ضحى فين
تنهدت رقية وهي ترفع يدها أسفل ذقنها لتتكأ عليها وهتفت: خلاص ربنا يسهل الامور خير بإذن الله!
+
وهنا استمعوا لطرق على الباب
تساءلت فريدة بقلق: مين هيكون جاي دلوقت؟
اجابتها ضحى وهي تنظر لحنة: ده وسام خالتو قالت انه جاي بالليل ياخدها
+
نهضت حنة سريعا معتذرة: طب أنا هدخل اوضتي ارتاح وورايا حاجات هعملها
رقية بحزن: لسه بدري اقعدي معانا شوية
معلش يا خالتو سبيني على راحتي
واتجهت للغرفة سريعا قبل دخول وسام تجنبا لرؤيته
+
بهدوءه المعتاد القى السلام عليهم وعيناه تجوب المكان تفتش عنها فلم يجدها فعاد بالنظر لوالدته وكأنه يسألها أين هي
تعال يا وسام اقعد وكأنها لم تقرأ ما يريد هتفت بتلك الكلمات وهي تضع يدها على مقعد لجوارها تعال كل زمانك جعان
اتجه على الفور متحدثا: أكلك أنت وضحى بنت خالتى لا يقاوم فمضطر اقعد وجلس بالفعل نهضت ضحى تحضر له اطباق واصناف مما صنعوا كل هذا تحت نظرات فريدة الجامدة ونظرات والدته الحزينة
حاول تلطيف الجو بالحديث في مواضيع مختلفة
+
وحنة بالداخل ترتكز على الباب بظهرها تستمع لصوته نعم اشتاقت له لن تنكر لكن الجرح منه كبير ولن تستطع الغفران حاولت مرارا لكنها فشلت ..
الحب تضحية هي فعلت بينما هو لا لم تجد منه ما يثبت لها أنه يحبها بل العكس وجدت انانيه اهلكتها وجرحتها في مقتل
+
استمعت لصوت خطوات فاسرعت تبتعد عن الباب لا تريد أن يراها أحد بهذا الضعف
كانت فريد دلفت بعد طرق الباب ...
اغلقته وظلت صامته تطالعها بشك تعلم أنها ارق واضعف من هذا الثبات الذي تستدعيه فسألتها بقلق: أنتِ كويسه؟
هزت حنة كتفيها بلامبالاة متحدثه: طبعا كويسه هيكون مالي يعني؟!
لم تشاء ازعاجها فتنهدت متحدثة طب متطلعي تقعدي معانا شوية مش عاوزاه يفكر إنك هربانة منه
التفتت لها سريعا متحدثه بغضب: هو مين ده اللي ههرب منه يا فريدة؟
اجابتها بهدوء: وسام يا حنة هيكون مين؟
كادت تتحدث لكنها اوقفتها بإشارة من يدها متحدثه: أنا مش جايه اضغط عليكِ ولا اسمع تبريرات أنا بقولك اطلعي شوية اقعدي او حتى سلمي وادخلي مش عاوزاه يفكر إنك لسه ميته عليه، أنت احسن من كده بكتير هو الخسران
+
هتفت حنة وهي تتجه للنافذة بوجع: مش قادرة اتخطى اللي كان بينا يا فريدة صدقيني أنا نفسي بس مش عارفة
-خلاص يا حبيبتي براحتك متضغطيش على نفسك انا هطلع اقعد معاهم عشان ميقولوش مشوا كلهم وسابونا
تمام،قالتها حنة بضعف كبير لقد مر على الأمر أشهر ومازالت لم تتخطاه بعد، تتجنب رؤيته
تفكر بأنه هو المخطيء وأنها فعلت الصواب .. لن يهمها سوى نفسها من اليوم ستحاول تخطي الأمر رويدا ربما غدا ستشعر أنها افضل وستخرج من تلك الشرنقة
+
كان يشرب الشاي فاستمع لصوتها ذو البحة المحبوبة "السلام عليكم" .. اهتز الكوب في يده ورفع بصره في ثوان يتأملها .. لقد اشتاق لخمريتها وعيناها لكنها لم تخصه بالسلام ولا حتى بالنظر وكانه غير موجود تحدثت للحظات مع والدته متجاهله لوجوده عمدا وغادرت للمطبخ بحجه عمل كوب نسكافية لنفسها .. ما كانت الا حجة للابتعاد لكنها قطعت شوط كبير بخروجها اليوم من تلك الشرنقة التي وضعت نفسها بها
وفريدة تشعر بالسعادة لاجلها يكف أنها بدأت تخرج من قوقعتها من جديد فكم لامتها لضعفها
انتهت من اعداد النسكافية وكادت تغادر لكنها وجدت من يقف امامها يمنع خروجها متحدثا: اخيرا شفتك يا حنة إيه كل القسوة دي!
رفعت بصرها لكتفاه بحزن لم تستطع النظر لعيناه فكم جرحتها من قبل
تابع بصوت متألم: مش عاوزه تردي عليا ولا حتى تبصي لي للدرجة دي أنا مكنتش أمثل لك حاجة
هنا رفعت نظرها له في حزن ولم تتحدث مجرد نظرات ساخرة
تابع في اصرار: ليه عملتي كده فينا من الأول وليه سبتي الشغل بعدها
تحدثت بخشونة وتحفز: كنت برجع كرامتي اللي اتبعطرت هناك، كنت بحاول اثبت للكل إن أننا بريئة
-وهو ده حصل؟ سألها بشك مهين
مكنش يهمني حد هناك غيرك بس للاسف أنا كنت آخر حد بتفكر فيه يا وسام أنت أناني جدا ومكنتش شايف في المشكلة دي الا نفسك وكرامتك كراجل
+
كنت عاوزاني أعمل ايه وواحد جيب لي صور خطيبتي مع واحد تاني عاوزاني اتصرف ازاي
بسيطة لو كنت بتثق فيا مكنتش اديت فرصة لحد إنه يتكلم عليا أنا مشفتش الثقة دي في عينيك ومحستهاش كاملة حتى دلوقت
-أنتِ اللي اتصرفتي غلط من البداية من أول لما السافـ.. . ده كلمك ومعرفتنيش أنتِ اللي خبيتي عني ودي كانت النتيجة متلومنيش على رد فعل طبيعي عملته لو أي راجل في مكاني كان هيعمل اكتر من كده
+
الرد اللي كنت بتمناه منك كأبن خالتي قبل ما تكون خطيبي أنك تدافع عني أنت عارفني كويس وعارف اخلاقي جرحتني قوي يا وسام مش مسمحااك
+
استني هنا مين قالك إني ما دفعت عنك أنا دافعت لحد مابقتش عارف اودي وشي فين من الهمز واللمز بتاعهم للاسف أنتِ مشفتيش غير الصورة بعينك أنتِ محاولتيش تحطي نفسك مكاني وتشوفي ساعتها كنتِ هتعملي إيه
وضعت الكوب على الطاولة متحدثه وهي تنظر لعيناه بقوة: كنت هدافع عنك لآخر يوم في عمري لانك المفروض ابن خالتي وابتعدت تغادر المطبخ
+
فناداها برجاء: حنة مش كفاية كده
تعلم أنه يقصد الفراق .. لكنها لم تلتفت ولن تلتفت لشخص لم يساندها في محنتها فهتفت وهي تبتعد: كل شيء قسمة ونصيب يا وسام
زفر بغضب فلمتى ستظل عاصية لرغبته في رجوعهم وهي المذنبة في نظره منذ البداية بمحادثتها لصديق في العمل دون علمه وتجرأه عليها وطلبه المباشر له بإقامة علاقه معها، لم تكلف نفسها وقتها عناء اخباره بشيء صمتت ورفضت وظنت أن الامر انتهى وبعدها بأيام كانت الفضيحة في عملهم على قدم وساق صور لها برفقة رجل غريب وقبلات حميمية عندما رأها وقتها كاد أن يصاب بسكته قلبيه .. تلومه على ماذا .. على حبه لها ورغبته في اخماد الامر حتى عندما طلب منها ترك العمل ورفضت فخيرها بينه وبين العمل ... فاختارت العمل ولم تهتم لأمره ولا لرغبته نظرت لنفسها فقط وكرامته كرجل يدعسها الجميع دون اهتمام، ايام شاقه مرت عليه حتى علم بعدها من أحد الزملاء باستقالتها وكانت مفاجأة بالنسبة له، فجاء إليها يعيد المياه لمجاريها، فكان الجواب خاتمها وضع في كفه مع كلمه واحده فقط "شكرًا"
زفر من جديد العند هذا لن تجني من وراءه الا الخسارة الا يكفي أنه سيمرر ما كان لمعزتها في قلبه
قالها وهو يغادر المكان: أنتِ حرة يا حنة، بس بعد كده متلومنيش في اللي هعمله
+
تابعت المشهد من بعيد وكم كانت سعيدة بتلك المواجهة حل المساء ..
واجتمعوا الثلاثة في غرفة والدتهم على فراشها والغطاء يضمهم ..
همست ضحى بوداعتها: مش هتسامحي وسام بقى يا حنة هو غلط بس بيحبك وبعدين هو مازال شاريكي مشفتيش هو فرح ازاي لما شافك النهاردة
شردت حنة ولم تجب بشيء
فتكلمت فريدة بنبرة قاسية: ميستهلهاش من الأساس اللي يشك في بنت خالته وميقفش جمبها يبقى ايه؟!
+
"أناني" قالتها حنة وهي تنظر لفريدة فأكدت فريدة باماءه منها
ثم تنهدت مبتسمه وهي تتذكر عدلي فهتفت في خبث: طب وبالنسبة للدكتور عادلي إيه الكلام؟
+
تلون وجه فريدة ومكرت متحدثه: كلام إيه ؟
هتفت ضحى متعجبه وهي تعتدل: الله! عدلي مين؟
اجابت فريدة وهي تغادر الغرفة: أنا عارفه اختك شكلها كبرت وخرفت؟
نظرت ضحى لحنة متساءلة مين ده يا حنة، قولي؟
هزت اكتافها بلؤم: وأنا مالي عندك أختك روحي اسأليها أنا معرفش وغادرت هي الاخري وتركوا
+
ضحى تحدث نفسها بحزن: شوفتي يا ماما بناتك بيخبوا عليا إزاي؟
+
في الصباح وجدته أمام العمارة ..
يقف وكأنه ينتظر أحد ..
كانت متردده هل تتخطاه أم ترحب به لا تعلم
لكنها قررت تعزيز نفسها رغم الشوق الكبير الذي يعصف بقلبها...
+
انتهي الفصل رأيكم مهم جداااا
دمتم بخير 💜💜
+