اخر الروايات

رواية اريدك في الحلال الفصل السابع 8 بقلم ايمان سالم

رواية اريدك في الحلال الفصل السابع 8 بقلم ايمان سالم 


                                    
الفصل الثامن
#أريدك_في_الحلال
#إيمان_سالم 

+


جلست خلف الباب كما هي تحاول تهدئه قلبها وصخب دقاته ..
ابتسمت محدثه نفسها بهمس: مجنون وقليل الادب بس بحبه
لحظات مرت عليها من السعادة خطفتها من الزمن سهرة رائعة لحظات لن تكرر واخيرا هي في غرفتها تحلم بالمستقبل تخشى ظلامه لكنها ستكافح حتى تشرق شمسه دائما

+


ابدلت ثيابها ووقفت امام المرآة تتطلع لنفسها برضى فالعشق يضوي بجسد صاحبه ابتسمت وهي تقرر أن تهاتف ضحى متعجبة أنها نستها اليوم ولم تهاتفها كعادتها ..امسكت الهاتف تستعد لتقص لها ما حدث اليوم بسعادة 
لكن الاغرب أنها لا تجيب حتى بعد عشرات المرات وفريدة هي الآخرى بدأ قلبها يضطرب وبوادر القلق ترتسم على وجهها .. وهناك هاجس يخبرها بأن شيء حدث لهم وفي لحظة قررت مهاتفة رقية لتطمئن عليهم

+


جاءها الرد بصوت متوتر ذاد من شكوكها فسألتها بصوت جامد: ضحى وفريدة كويسين يا خالتو؟
ليس جواب لكنه سؤال: بتسألي ليه يا حنة؟
بكلمهم مش بيردوا عليا هو في حاجة؟ 
هخلي ضحى تكلمك دلوقت

+


سالتها بتعجب: ليه هو أنتوا فين؟! عشان تقوللها؟
صمتت رقية غير قادرة على الرد
فتكلمت حنة برجاء رغم انفعالها: في ايه يا خالتو، اتكلمي، أنا عارفة إن في حاجة حصلت قلبي بيقولي

+


تكلمت رقية بآسف: مكنتش عاوزاكِ تعرفي وانتِ بارة مصر
"هااا ايه اللي حصل" سألتها حنة بخوف
فريدة وقعت على سلم المستشفى بس الحمد لله جات سليمة
تجمدت للحظات مرتعبة وخيالات سوداء تراودها
هتفت رقية في تأكيد: والله هي كويسة، شوية جروح وكدمات الحمدلله انها بخير متخافيش عليها

+


تحدثت حنة بصوت ملتاع: طب هي فين عاوزه اكلمها
هي نايمة دلوقت وضحى جمبها اديهالك تكلميها وتطمني 
ايوه ادهاني  قالتها حنة والدموع تسقط دون صوت
امسكت ضحى الهاتف تخبرها بنبرتها الحانية: متخافيش والله هي كويسة أنا جمبها اهه اتصلي فيديو عشان تطمني بنفسك

+


"مكلمنتيش ليه يا ضحى" قالتها بصوت جامد لبكائها
اجابت ضحى بحزن: مكنتش عاوزه اقلقك واخليكي تقطعي سفريتك 
اجابت حنة بتلقائية: سفرية ايه وزفت ايه انتوا عندي اهم من اي حاجة تانية
حبيبتي أنا عارفة ولو كان في حاجة كبيرة كنت هكلمك لكن الحمدلله عدت على خير وكلهم حولينا .. وهتفت ببسمة مكسورة حتى كيان 

+


تنهدت حنة متحدثة: هقفل معاكي وهحجز عودة على أول طيارة نازله مصر واخر مرة تخبي عليا حاجة يا ضحى 
تحدثت رقية سريعا: متقطعيش الاجازة هي كلها يومين يا حنة خليكي واهه فريدة بخير متقلقيش عليها
زفرت حنة داخلها متحدثه: مش هقدر اقعد هنا دقيقة واحدة خلاص ياخالتو وبعدين احنا اتفسحنا واتبسطنا بما فيه الكفاية يوم زي عشرة

+


ـ "اللي تشوفية يا حنة" قالتها رقية بغضب طفيف

+


اغلقت حنة الهاتف تحضر حقيبتها سريعا واتجهت بعدها لغرفة وسام ظلت تطرق الغرفة وقت لابئس به ثم عادت واحضرت الهاتف لتتصل به ربما كان قريب منه

+




                
استمع للهاتف وراسه اسفل الوسادة رفعها ليرى رقم حنه زفر بحنق وهو يجيب: خير يا حبيبي في حاجة ونهض متحدثا شكل في حد على الباب دا مين الثقيل دا؟!

+


أنا يا وسام اللي على الباب لم يهتم او لم يدرك ما قالت حتى رأها على الباب
اخفض الهاتف يحاول التركيز متحدثا: في حاجة حصلت يا حنة؟!
ايوه في مصيبة

+


تبدلت ملامحة وهتف بفزع: مصيبة، إيه اللي حصل قولي؟
فريدة في المستشفى يا وسام
تنهد الصعداء وود لو ضربها كف لتلك الربكه التي اصابته لكنه تماسك متحدثا: حرام عليكي يا حنة سيبتي ركبي
نظرت له بعدم فهم وقالت: يعني ايه هو الخبر مش همك
زفر متحدثا مين قال كده بس، هي كويسه اطمني متقلقيش كده
نظرت له في البداية بعدم فهم ثم بعدم تصديق وتسألت بشك: هو أنت كنت عارف اللي حصل لفريدة ومقولتليش؟!
نظر لها يحاول فهم ما يدور في تلك الرأس العنيد وقال: لسه عارف من شويه متكبريش الموضوع!

+


نظرت له بتعجب ثم هتفت: أنت كنت نايم بنت خالتك مرمية في المستشفى والمفروض تكون جمبها كأبن خالتها وخطيب اختها مش بس كده لا دا أنت حتى مكلفتش خطرك تعرفني اللي حصل 
ضرب على الباب لجواره متحدثا: مقلتش لانها كويسه وانا اتأكدت بلاش تكبري الامور يا حنة، اكيد لو كان في حاجة تستدعي وجدنا كنت هقولك وننزل فورا

+


ظلت تطالعه بنفور ثم هتفت في غضب: خلاص يا وسام براحتك خليك هنا كمل فسحتك وأنا هحجز وهنزل مصر لوحدي
يا بنت الحلال استهدي بالله مش عاوز كل يوم نتخانق

+


يعني أنا السبب قصدك تقول كده
ضرب على الباب من جديد متحدثا ببرود: دي مش طريقة ابدا أنا تعبت من اسلوبك دا
انسحبت لغرفتها دون اضافة تحاول التماسك لا تريد البكاء ... وقررت حجز تذكرة للطيران في أقرب رحلة وكانت الرابعة صباحا انهت الحجز واتجهت للنافذة تقف تنظر للمارة في صمت وسالت العبرات دون ارادتها 

+


زفر وسام بحنق وهو يغلق الباب محدثا نفسه: هي سفرية ميعلم بيها الا ربنا .. ماشي يا حنة ابقي قبليني بعد كده لو وديتك حتى القناطر وهاتف الاستقبال في الاسفل وطلب منهم حجز تذكرتين على اقرب رحلة لمصر وعمل المغادرة في ذات الوقت

+


فتح حقيبتة يجمع ملابسه بغضب وعشوائيه شاتما ايها من كل قلبه 

+


----------------------------------

+


غادرت رقية بناء على طلب ضحى ..
فهي ستبقى لجوارها الليلة، جلست تحاول اطعامها ونظرات الحزن المتجمعة بعينيها تفتك بقلبها فهمست ضحى بحنان شديد تحاول فك شفرات تلك النظرات: حبيبتي مالك .. حاسة حاجة بتوجعك؟!
تنهدت فريدة مع نصف ابتسامة مكسورة مضمونها «قلبي اللي بيوجعني يا ضحى .. قلبي اللي ناسيه وبيقسى عليه .. قلبي اللي مفكرش يحب غيره ولا ينساه في يوم ولا حتى في بعده .. قلبي اللي جرحه بكلامه ليه وحسسه انه ولا حاجة »
وسقطت دموع فريدة دون ارادتها حاولت ضحى ازالتها متحدثه بألم: عشان خاطري يا فريدة متعيطيش 
ابتسمت فريدة من وسط دموعها متحدثه: أنا كويسه كويسه متقلقيش

+



        

          

                
نهضت ضحى تخبرها وهي تتحرك: أنا هشوف الدكتور فين يجي يديكي مسكن، شكلك تعبانة ومش بتتكلمي
ـ اقعدي يا ضحى مفيش مسكن هيريحني أنا عارفة أنا حاسة وايه اللي بيوجعني أنتِ ناسيه إني دكتورة

+


زفرت ضحى بغضب وكادت تعترض، فطرق عدلي الباب فأذنت له بالدخول ..
اقترب ملقيا السلام .. عندما رأته فريدة زادت الدموع تلقائيا وكلما حاولت التماسك تنهار أكثر كان ينقصها دخوله الآن وهي بتلك الصورة الضعيفة المكسورة 
لا تعلم أن كل دمعه من عيناها كانت كسوط يسقط على قلبه، يود لو يحتضنها الان ويزيل تلك الدموع في ثوبه، اقترب يحدثها بثبات كاذب: في حاجة بتوجعك يا فريدة؟ ليه الدموع دي؟ 

+


التفتت للجهة الاخرى متحدثه بصلابة رغم الدموع: مفيش حاجة أنا بخير
تبادل عدلي وضحى النظرات .. ثم اقترب منها يحاول الاطمئنان عليها لكنها رفعت يدها ترفض متحدثه: أنا كويسه محتاجة ارتاح دلوقت لو سمحت  يا دكتور

+


احرجته بشدة لكنه لم يهتم فتلك الكلمات لن تقتل قلبا مات في هواها عمرا .. ابتسم بإنكسار متحدثا: على راحتك يا فريدة على العموم همر عليكِ تاني تكوني بقيتي أحسن
لم تجب رغم النار الموجودة بداخلها وتريد اخراجها في وجهه، غادر وبقت كما هي .. حزينة مكسورة لكن دموعها جفت بعد وجوده

+


يمر الوقت وهو كما هو حتى النوم حرمه على جسده طالما هي تتألم .. يمر عليها كل فترة حتى بدأت تشعر بالغضب منه وبداخلها يصرخ «لما أنت بتحبني ليه بتعمل معايا كده وليه ارتبطت بغيري اكيد بترد لي اللي عملته فيك زمان يا عدلي»

+


في الصباح ...
شروق الشمس والدفء المحبب
غادرت ضحى لاسفل تجلب بعض الاطعمة ..
طرق الباب ودخل ..
كانت بمفردها .. ظل واقفا على الباب خائف يخشى الدخول يخشى مواجهه جديدة .. 
ومع طول وقفته التفتت تسخر منه متحدثه: واقف عندك كده ليه يا دكتور في حاجة؟!

+


نظر لها بعمق عيناه السوداء التي تخبرها أنها كل حاجة يريدها .. 
دلف يحاول السيطرة على مشاعر غابت عنه لسنوات تحت الركام .. تنتفض وكأن جاء وقتها للظهور لتأخذ من الحياة حظها .. 
اقترب يجذب مقعد لجوار سريرها دون إذن

+


تفاجأت من فعله، تنظر له بقلق
كان هاديء لابعد الحدود، نظر لها يحاول رسم بسمة حانية على وجهه رغم الحزن وقال: عارف أنك دلوقت مش طيقاني واكيد اخر حد نفسك تشوفيه هو أنا
لم تستطع الاجابة ظلت محتفظة بصمتها
بينما تابع في الم اتكسرت يا فريدة وانتِ كنتي السبب الرئيسي في دا مش عاوز اقولك حلمت بيكي وانت مع غيري كام يوم حلمت وهو ماسك ايدك كام مرة  وهو ضامك ليه وهو ..
هتفت فريدة بوجع: بس كفاية يا عدلي متكملش. 

+


أنت الانسانة الوحيدة اللي حبتها مش بس حبيتك لا كنت عاوزك شريكتي في حياتي كنت عاوزك تبقي كل حياتي يا فريدة عمري ما طمعت في فلوسك ولا اسم والدك وعيلتك كل اللي كنت بتمناه وطمعان فيه فعلا هو حبك أنتِ دي الحاجة الوحيدة اللي طمعت فيها ومخدتهاش حتى دا اتحرمت منه واتغربت كان نفسي ارجع القي والدك عايش عشان اقوله اهه انا بقيت غني بقيت اليق بمستواك وببنتك كان نفسي اشوف رد فعله، كان نفسي اثبت له حاجات كتير بس حتى ده اتحرمت منه

+



        
          

                
قالت فريدة ببكاء: كفاية يا عدلي ارجوك أنا تعبانة مش متحمله

+


تابع وهو يخرج من جيبه الخاتم ..
نظرت فريدة للخاتم بدموع وقهر.. اتبع أنتِ فاكرة إن الخاتم ده يخص واحدة غيرك .. أنا مفيش في حياتي غيرك يا فريدة وبس، رفع الخاتم لفمه يقبله مجددا ويهمس له بصوت خفيض: دا الحاجة الوحيدة اللي فضلت معايا من الماضي دا الخاتم اللي كنت شاريه وحافر عليه أسمك مقدرتش اسيبه ولا افرط فيه حاولت كتير يا فريدة لكن مقدرتش

+


مدت كفها لتمسك بالخاتم .. اعطاها اياه بنظرات تودعه وكأنه الان سيسكن ارضه

+


تحققت من حروف اسمها المحفورة بدموع سعادة وألم، تتمنى لو عاد الزمن ولم يبتعد عنها يوم تمنت اشياء كثيرة واخيرا رفعت وجهها متحدثه ببكاء: عمري ما شفتك قليل يا عدلي زي ما بتقول او حسيت بالعكس من اول ما شفتك وانت كبير اوي في نظري عمر الفلوس ما كانت مقياس ابدا بالنسبة لي، متاخدنيش بذمب بابا يا عدلي

+


أنا بحبك يا فريدة ومقدرتش ابطل أحبك في يوم من الايام رغم الوجع اللي كنت فيه
سألته بألم كبير: ليه استنيت دا كله عشان تقولي، ليه يا عدلي؟!
حقك عليا يا فريدة .. أنا غلطان بس أنا قدامك اهه من تاني وبجدد طلبي
ضحكت فريدة من وسط دموعها

+


وكذلك من بالخارج تستمع لهم

+


حاولت فريدة السيطرة على مشاعرها في تلك اللحظة وتحدثت بصوت مبحوح: اظن عارف بيتنا ولازم يا دكتور تدخل البيت من بابه
ضحك عدلي وهو يجذب الخاتم سريعا من بين اصابعها مؤكدا: هدخل من بابه بس يارب تفتحوا المرة دي للغلبان اللي واقف من زمان
ضحكت فريدة رغم الالم وهتفت: هفكر
ضحك من قلبه كما لم يفعل من وقت ينظر اليها تنظر اليه وكأنه عاد بالسنوات للوراء وكأن العمر لم يمضي بهم بعد...

+


وفي الخارج تمسح دموع فرحتها اخيرا ستحصل فريدة على من احب قلبها

+


خرج عدلي بعد ان اطمئن عليها مقبلا الخاتم مجددا يهمس له بكلمات وكأنها تعويذته الخاصة

+


رأته ضحى فاسرعت تبتعد حتى لا يراها ويشعر بالحرج .. وعندما اطمئنت لمغادرته .. دخلت تحمل الطعام متحدثه بنبرة مشاكسة: حاسة إن وشك نور يا فريدة! 

+


ابتسمت فريدة تشعر ببعض الحرج

+


ضحكت ضحى وهي تقترب لا تريد الضغط عليها وهتفت: يالا كلي جبت لك الأكل اللي بتحبيه، عارفه ان اكل المستشفى دا وحش ثم استداركت كلماتها متحدثه: سوري يعني يا فريدة هي المستشفي اللي انت بتشتغلي فيها بس بردة مش مضمون

+


هزت فريدة رأسها متحدثه: لا عادي خدي راحتك مش اول حد يقول الكلام دا 

+


في الخارج ..
وصل أنس فوجد عدلي مازال بملابس الامس، اقترب منه متحدثا: انت لسه هنا من امبارح يا عدلي؟!
نظر له عدلي بنفاذ صبر وهتف: ايوه لسه هنا في حاجة يا دكتور أنس؟!
اجابه انس بضيق: لا مفيش، مالك مش طايق لي كلمة كدا ليه؟!
-مفيش عن اذنك ورايا شغل

+



        
          

                
تعجب أنس من طريقة عدلي السوقية كما صنفها لكنه لم يهتم واتجه لغرفة فريدة طرق الباب ودلف متحدثا بمرحه: دكتورتنا الجميلة عاملة ايه النهاردة؟
ابتسمت فريدة ورحبت به متحدثه: الحمدلله يا أنس تعبتك معايا امبارح
شعر بالاستياء من كلماتها وهتف وهو يقترب من فراشها يمسك بملفها الذي يحمل كل التطورات: عيب يا دك فريدة الكلام دا وبعدين كل الحكاية غرزيتن ولزقتين يعني مش مستاهلة الكلام الكبير ده وتعبتك ومش عارف ايه

+


اعترضت ضحى على كلماته متحدثه: كنت عاوز يجرالها ايه اكتر من كدا، حبيبتي يا فريدة واقتربت تحتضنها

+


ابتسم انس متحدثا بجديه يتخللها دعاباته الدائمة: لا فريدة غالية عندنا واحب اخدمها أكتر من كده الحقيقة
ضحكت فريدة بالم بينما شهقت ضحى غير متوقعه لهذا الرد، ثم همست في سرها بغضب الله اكبر في عينك 
اقترب أنس من فريدة قليلا وهتف متسائلا: شفتي دكتور عدلي النهاردة؟!
توترت فريدة متحدثه بتلعثم: ااايوه ليه في حاجة؟!

+


اعتدل أنس متحدثا وهو ينظر للورق من جديد: لا ابدا اصله قابلني من شوية وكان هاين عليه يرميني من الدور العاشر
ابتسمت فريدة وهمست بعشق: بيغير يا أنس
سألها انس بشك: بتقولي حاجة يا فريدة

+


لا ولا حاجة المهم هبقى كويسه امتى واتحرك على رجلي
اكد انس وهو يشير بيده مؤكدا مش قبل اسبوع عشان تتحركي يا فريدة بس ممكن تروحي البيت
هتفت فريدة في غيظ: هو اللي بنعمله في الناس هيطلع علينا ولا ايه
ضحكت ضحى حتى ادمعت عيناها .. وابتسم أنس مغادرا الغرفة

+


-------------------------------------------------

+


في المطار ....
تشعر بالاستياء منه وهو الاخر يريد كسر عنقها 
تحدث يحاول تلطيف الجو: فكي بقى يا حنة اهه احنا راجعين زي ما انتِ عاوزه، ليه بقى لويه البوز دي
صكت اسنانها متحدثه بغضب: معلش مجنونة، بنت خالتك مجنونة استحملها
اجاب ببرود :وايه الجديد يعني منا مستحملها على طول
التفتت له سريعا تحدجه بنظرات نارية 
ابتسم متحدثا: بهزر يا حنون فكي بقى شكلك بيبقى وحش وانتِ مكشره
تنهدت بحزن متحدثة: أنا زعلانه منك لانك خبيت عليا يا وسام دي اختي فاهم يعني ايه

+


اجابها بحنان: يا حبيبتي أنا مرتضتش اقلقك وانتِ بعيد وخصوصا لما اطمنت انها بخير، خلاص بقى ميبقاش قلبك اسود
ـ ماشي يا وسام لما اشوف اخرتها معاك ايه
هتف وسام وهو يغمز بعينيه: كل خير ان شاء الله
مال ثغرها في شبه بسمة والتفتت للجهة الأخرى

+


بعد وقت ..
نهضت حنة متحدثة: عن اذنك يا وسام هروح التواليت 
اومأ لها في بشاشة
مر وقت وهو ينتظرها ... حتى وصلت له رسالة من مونيكا تلومه على سفره دون اخبارها «كنت خلينا نسلم عليك حتى قبل ما تسافر، دايما كده بتفاجئنا يا وسام بالبعد»
كان يفكر هل يجيبها أم لا.. وبالنهاية قرر اجابتها برسالة قصيرة عادية«حصل ظرف طارق واضطريت انزل عشانه يا مونيكا لما اقبلك في مصر هبقى اشرح لك »

+



        
          

                
-----------------------------------------

+


ثاني يوم في العمل
طلب منه استقبال وفد قادم مع بعض المدراء
كانت فرصة كبيرة بالنسبة له ليثبت وجوده 
حضر نفسه سريعا فالفرصة قد لا تأتي مرتين 

+


في المطار ....
وبينما هو يسير يتطلع على الاوراق بشرود اصتدم بفتاة 
شعرت حنة بأنها ارتدت للخلف عدة خطوات وتبعثر حولها كل ما كانوا يحملون
تطلع آذار لها متعجبا من أين ظهرت له تلك الفتاة وحدقها بعيناه الواسعة في ذهول 
وهي لم تكن اقل منه مفاجأة!

+


حمحم آذار متحدثا: حصل خير
عبست حنة متحدثة: خير!! وفي نفسها «هو فين الخير دا يا استاذ؟!»

+


جلس كل منهم يجمع اشيائه، هو في لامبالة وهي في استياء حتى انتهى ونهض مغادرا المكان تاركا اياها مازالت تجمع اشياءها هتفت بعد مروره بغضب «قليل الذوق» وكأنه استمع لكلماتها فالتفت يلقي عليها نظرة خاطفة يشعر أن وجهها مألوف بالنسبة له يحاول أن يتذكر، أين رأى هذا الوجهه؟ .. لكنه للاسف لم يقدر

+


انتهت ووصلت عند وسام الذي سألها بحنق: كله دا في التواليت اتأخرتي كدا ليه؟!
اجابت وهي تجلس على المقعد: خبطت في واحد وقع شنطتي على الارض، ووقع كل اللي فيها، فضلت الم فيه فخدت وقت 
عبس متحدثا: واحد مين دا؟!
هتفت في استياء لغيرته الغير مبررة: واحد يا وسام شخص عادي يعني مش جمس بوند
نظر لها شزرا دون كلام لكن بداخله غاضب

+


----------------------------------------------

+


المشفى ..
في غرفة فريدة ..
يتحدث باستياء: عجبك كدا وفي داخله«منك لله يا فريدة كان لازم توقعي دلوقت » جبتينا على ملا وشنا
عبست ضحى متحدثه: ايه يا وسام شكلك زعلان انك جيت كنت خليك لو كنت حابب تبقى
اكدت حنة متحدثه: قلت له نفس الكلام والله

+


اجاب بجمود ليه شيفاني كيس جوافه عشان ترجعى لوحدك من غيري
ابتسمت فريدة متحدثه: حقكم عليا انا السبب وعشان كدا ليكم مني اسبوع في باريس هدية شهر العسل
ابتسم وسام محدثا حنة: ايه رأيك نسافر قريب
"وسام" قالتها حنة ووجهها يتحول لجميع الالوان

+


طرق كيان الباب في تلك اللحظة اذن له وسام بالدخول دخل يصافحه ويضمه لصدره ناظرا لضحى، الكلام موجه لوسام لكن المعني في بطن الشاعر: وحشتني اوي يا بني والله 
احمرت وجنتيها وتمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها وخصوصا بعد نظرات حنة المتفحصة ونظرة الشك مع كلمات وسام المتعجبة: وحشتك .. يا سبحان الله اول مرة اوحشك في حياتي
ضحك الجميع عدا ضحى 

+


سأل كيان ببسمة وصوت مهذب: عاملة ايه النهاردة يا فريدة
ـ الحمدلله يا كابتن بخير
نظر كيان لحنة متحدثا: حمدلله على سلامتك
اجابته حنة: الله يسلمك
ثم وجهه نظره لضحى متحدثا: عاملة ايه يا انسه ضحى
هتفت في نفسها بغضب « آه يا لئيم بتعمل نفسك مؤدب قدامهم .. ماشي يا كيان » ثم اجابت بتوتر: كويسة الحمدلله

+


جذب كيان كف وسام متحدثا: عاوزك في حاجة مهمة يا وسام دقيقتين مش هطول
تحدث وسام معترضا: في ايه يا عم متتكلم هنا
ـ لا خلينا بارة احسن 

+


في الخارج تحدث كيان بنفاذ صبر: بقولك ايه تاخد لي معاد عشان نيجي نطلب ايد ضحى أنا بقولك اهه شغل حاضر وطيب دا مليش فيه، عاوز معاد بسرعه فاهمني

+


ضرب وسام اكفه متحدثا بسخرية: يكنش انا ام العروسة يا بني هاخد رأيهم الأول وهرد عليك
وسام أنا مبهزرش عاوز معاد وبلاش ممطله
حاضر يا كيان الاسبوع الجاي حلو
اجابه كيان بتحفز: حلو جدا هشوف جدولي واليوم الفاضي هعرفك تحدي لي معاد فيه
تنهد وسام متحدثا: ماشي يا كيان احفظ بس الجمايل دي
قبله كيان من وجنته متحدثا: حافظها متقلقش وتترد لك يا كبير

+


-----------------------------------------

+


في البيت قبل خروجهم
 تسمعه كلمات قاسية
تحدث كيان بنفاذ صبر: لو عندك مشكلة تيجي معايا أنا ممكن اروح لوحدي او اكلم حد من اعمامي يجي
احتدت نظرتها متحدثه بخيلاء: كمان عاوز تروح من غيري يا كيان ابني الوحيد يتقدم من غير وجود امه اللي ضيعت عمرها في تربيته
ضحك كيان بقوة حتى ادمعت عيناه
شعرت زينات بخنجر قوي يغرز في صدرها وتحدثت ببرود عكس ما تشعر به: مبتسبش فرصة الا وتجرحني فيها يا كيان كأني مش امك
تنهد كيان متحدثا بلباقة: بلاش الطريقة المؤثرة دي يا سيادة السفيرة
ماشي يا كيان قالتها وهي ترجع خصلتها القصيرة للوراء بيد ترتجف

+


في شقتهم ..
رحبت رقية بهم ترحاب لا مثيل له
اصناف الطعام على ارق مستوى وكذلك الضيافة فهناك من يقدم لهم كل شئ
لن تنكر زينات انها شعرت بالرضى من كل هذه الاشياء لكن يبقى الشيء الاهم وهو ضحى ذاتها .. ترى انها غير مناسبة لابنها بالمرة ليست هي الزوجة التى تتمناها له
لكنه عنيد وكلما رفضت تمسك بها أكثر
ستضغط على نفسها فترة وجيزة وفي تلك الفترة لن تتوانى عن اظاهر كل مساؤاها ونقصها له بالصورة التي ستجعله يطردها من حياته للابد 
تنظر زينات لضحى وهي تضع قدم على الاخرى في علياء نظرات اقشعر بدنها لها ازدردت ريقها بتوتر شديد وبدأ يتسرب لقلبها شعور بأنها لا تريدها 

+


مر وقت ...
في الصالون ..
يحدثها في حوار يجريه مع نفسه تقريبا 
مش هترفعي وشك بقى عن الأرض دي وتبوصيلي 
توترت أكثر .. تدعو على كل من اقترح عليهم الجلوس معا بحجة التعارف .. فليذهب التعارف إلي الجحيم ... ولا تجلس معه بمفردهم ثانية.. تحاول استجماع شجعتها رغم شعورها بأن نظراته تكاد تخترقها شغفا «وهتفت في داخلها هو جاي يهزر ابص له ايه دا أنا هموت من الكسوف»

+


هتف مفتعلا البراءة: هو طلبي صعب اوي كده
حاولت استجماع قواها متحدثه بصوت مهتز: لا مش صعب ولا حاجة، بس أنت اللي نظراتك اااا
مالها نظراتي؟! سألها بتسلية
حاولت شرح ما تشعر به لكنها خجلت فغيرت الحوار متحدثه بنبرة ناعمة: هو أنا ممكن اسألك سؤال 
هتف كيان ببسمته العابثة: دا أنا هموت وتسأليني سؤال يا شيخه
هي مامتك يا كيان موافقة على ارتباطنا
سؤال مفاجئ لم يكن يتوقعه مطلقا
لاحظت صمته وربما تفاجئه، فـ حاول حينها اصطناع البسمة متحدثا: اكيد موافقة طبعا ولا مكنتش تبقى هنا، ليه فكرتي كده!؟ 

+


انتهي الفصل توقعاتكم للقادم
ادعولي يا قمرات بالشفا اصل البرد مخلص عليا
دمتم بخير 😘

+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close